الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْقُنُوت
189 -
مَسْأَلَة:
سنةٌ فِي الوترِ.
وَقَالَ مَالك وَالشَّافِعِيّ: لَا يسن إِلَّا فِي النّصْف الْأَخير من رَمَضَان.
أحمدُ، نَا يزِيد، أَنا حَمَّاد بن سَلمَة، عَن هِشَام بن عَمْرو الْفَزارِيّ، عَن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام، عَن عَليّ " أَن النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] كَانَ يقولُ فِي آخرِ وترِهِ:" اللهمَّ إنِّي أعوذَ برضاكَ من سخطكَ، وأعوذَ بمعافاتكَ من عقوبتِكَ، وأعوذُ بكَ منْكَ، لَا أحْصي ثَنَاء عليكَ، أَنْت كَمَا أثنيتَ على نفسِك ".
قلتُ: رواهُ (عو) من حَدِيث حمادٍ، وحسنُه (ت) ولمْ يوردْ حديثَ الحسنِ بن عَليّ:" عَلمنِي النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] كلماتٍ أقولهنَّ فِي قنوتِ الوتْرِ: " اللَّهُمَّ اهدنِي فِي منْ هديْتَ
…
" إِلَخ.
فَذكرُوا:
هشيم، أَنا يُونُس، عَن الْحسن " أَن عمرَ جمعَ النَّاس على أُبيّ، فكانَ يُصَلِّي بهم عشْرين لَيْلَة من الشَّهْر، وَلَا يقنت بهم إِلَّا فِي النّصْف الثَّانِي، فَإِذا كَانَ العشرُ الأواخرُ، تخلف فِي بَيته ".
فِيهِ انْقِطَاع.
190 -
مَسْأَلَة:
لَا يسنُّ القنوتُ فِي الفجْرِ، خلافًا [ق 49 - ب] / لمالكٍ وَالشَّافِعِيّ.
لنا: جماعةٌ، عَن أبي مَالك الْأَشْجَعِيّ، قَالَ:" قلت لأبي: يَا أبه، إِنَّك قد صليتَ خلفَ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] وَأبي بكر وَعمر وعثمانَ، وَعلي هَاهُنا بالكوفَةِ قَرِيبا من خمس سِنِين، أكانوا يقنتون؟ فَقَالَ: أَي بني، محدثٌ ".
قلتُ: أَبُو مَالك هُوَ سعد بن طَارق. صَححهُ (ت) وخرجه (ت س ق) .
(س) أَنا قتيبةُ، عَن خلف بن خَليفَة، عَن أبي مَالك الْأَشْجَعِيّ، عَن أَبِيه قَالَ:" صليتُ خلفَ النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] فَلم يقنت، وَصليت خلف أبي بكر فَلم يقنت، وصليتُ خلف عمرَ فَلم يقنتْ، وصليتُ خلفَ عثمانَ فَلم يقنت، وصليتُ خلفَ عَليّ فَلم يقنت. ثمَّ قَالَ: يَا بني، إِنَّهَا بِدعَة ".
قلتُ: قد علمَ يَقِينا أَنهم قنتُوا فِي النوازِلِ.
فَهَذَا الحَدِيث مَا فِيهِ أَنهم مَا قنتوا قطّ، بل اتّفق أَن طَارِقًا صلى خلفَ كل مِنْهُم، وأخبرَ بِمَا رأى، فَحَدِيثه فِي الْجُمْلَة يدل على أَنهم مَا كَانُوا يُحَافِظُونَ على قنوتٍ راتبٍ.
مُحَمَّد بن مَرْزُوق، نَا مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ، نَا سعيد بن أبي عروبةَ، عَن قَتَادَة، عَن أنسٍ " أَن النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] كانَ لَا يقنت إِلَّا إِذا دَعَا لقوم، أَو دَعَا على قومٍ ".
قلتُ: سندهُ صحيحٌ رواهُ الخطيبُ فِي كتابِ " الْقُنُوت " لهُ، وهوَ نصٌّ فِي أنَّ القنوتَ مختصٌّ بالنازلة.
الْحسن بن عَليّ بن عَفَّان، نَا عبد الحميد الْحمانِي، عَن سُفْيَان، عَن عَاصِم، عَن أنس " أَن النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] لم يقنتْ إِلَّا شهرا وَاحِدًا حتَّى ماتَ ".
قيل: فأحمدُ ضعف الْحمانِي. قُلْنَا: وَثَّقَهُ ابْن معِين.
قلتُ: واحتجَِّ بهِ البخاريُّ.
عمرُ بن عبد الْوَاحِد الدِّمَشْقِي، عَن ابْن ثوبانَ، عَن الْحسن بن الْحر، عَن إِبْرَاهِيم، عَن الْأسود، عَن عمر " أَنه لم يكن يقنتُ إِلَّا أَن يستنصرَ، وَلَا رسولُ اللهِ [صلى الله عليه وسلم] وَلَا أَبُو بكرٍ ".
قَالُوا: ابنُ ثوبانَ لينٌ.
قلتُ: قوَّاهُ ابنُ معينٍ.
شَبابَة، ثَنَا قيس، عَن عَاصِم الْأَحول: " قُلْنَا لأنسٍ: إِن قوما يزعمونَ أَن النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] لم يزل يقنتُ بالفجرِ. قَالَ: كذبُوا، إِنَّمَا قنتَ شهرا
…
" الحَدِيث.
قيس: ضعيفٌ.
(خَ م) من حَدِيث قَتَادَة، عَن أنس:" قنتَ رسولُ الله شهرا بعد الرُّكُوع؛ يَدْعُو على أَحيَاء من أَحيَاء العربِ، ثمَّ تركهُ ".
شريكٌ، عَن أبي حمزةَ عَن إبراهيمَ، عَن علقمةَ، عَن عبد اللهِ، عَن النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] :" أَنه لم يقنتْ فِي شَيْء منَ الصلواتِ إِلَّا الوترَ، وكانَ إِذا حارَبَ قنتَ فِي الصَّلَوَات كلهَا؛ يَدْعُو على الْمُشْركين ".
أَبُو حمزةَ مَيْمُون، ضعفُوهُ.
أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ، ثَنَا هِشَام بن عبيد لله، ثَنَا ابْن جَابر، عَن حَمَّاد، عَن إِبْرَاهِيم [ق 50 - أ] / عَن علقمةَ والأسودِ قَالَا: قَالَ عبد الله: " مَا قنتَ رسولُ الله [صلى الله عليه وسلم] فِي شَيْء إِلَّا فِي الْوتر، وَأَنه كانَ إِذا حَارب يقنتُ فِي الصَّلَوَات كلهَا؛ يَدْعُو على المشركينَ، وَمَا قنتَ أَبُو بكر وَلَا عمر وَلَا عثمانُ حَتَّى مَاتُوا، وَلَا قنتَ عَليّ حَتَّى حارَبَ أهلَ الشامِ ".
ابنُ جابرٍ مُحَمَّد؛ ضعفُوهُ.
وَرَوَاهُ مجالدٌ - وَفِيه لين - عَن إِبْرَاهِيم، عَنْهُمَا قَالَا: مَا قنتَ رسولُ اللهِ إِلَّا إِذا حاربَ.
محمدُ بن يعلى السّلمِيّ - متروكٌ - عَن عنبسةَ بن عبد الرَّحْمَن، عَن ابْن نَافِع، عَن أَبِيه، عَن أم سلمةَ قالتْ:" نَهى رسولُ الله [صلى الله عليه وسلم] عَن الْقُنُوت فِي الْفجْر ".
ورواهُ هياج بن بسطَام - هَالك - عَن عنبسةَ، لَكِن قَالَ: صفيةُ بنتُ أبي عبيد بدلَ: أم سلمةَ.
وابنُ نافعٍ عبد الله واه.
قلتُ: أخرج ابْن حبَان منْ حديثِ إبراهيمَ بنِ سعدٍ، عنِ الزهريِّ، عنْ سعيدٍ وَأبي سلمةَ، عنْ أبي هريرةَ " أنِّ رسولَ اللهِ [صلى الله عليه وسلم] كانَ لَا يقنتُ إِلَّا أنْ يدعُوَ لأحدٍ، أَو يدعُو علَى أحدٍ " رواتهُ ثقاتٌ.
(خَ م) من حَدِيث حَمَّاد بن زيد، عَن أَيُّوب، عَن مُحَمَّد بن سِيرِين، قَالَ:" سُئِلَ أنسٌ: أقنتَ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] قبل الرُّكُوع أَو بعدَهُ؟ قالَ: بعدَ الرُّكُوع يَسِيرا ".
وَبِهَذَا اللَّفْظ رواهُ ابْن علية، عَن أَيُّوب، وَعنهُ الإِمَام أَحْمد.
(خَ م) من حَدِيث عَاصِم الْأَحول، عَن أنس قَالَ:" سَأَلته عَن الْقُنُوت؛ قبلَ الركوعِ أَو بعدَ الركوعِ؟ فَقَالَ: قبل الرُّكُوع. قلتُ: فَإِن نَاسا يزعمونَ أَن رسولَ الله [صلى الله عليه وسلم] قنتَ بعد الرُّكُوع. فَقَالَ: إِنَّمَا قنتَ شهرا يدعُو على أنَاس قتلوا نَاسا من أصحابهِ؛ يقالُ لَهُم: القراءُ ".
و (خَ) فِي بَاب الْجِهَاد، عَن عاصمٍ قالَ: " سألتُ أنسَا عَن الْقُنُوت، فَقَالَ: قبلَ الركوعِ. فقلتُ: إِن فلَانا يزعمُ أَنَّك قلت: بعد الرُّكُوع. قَالَ: كَذَّاب.
ثمَّ حدثَ عَن النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] أَنه قنتَ شهرا بعدَ الرُّكُوع يدعُو على أَحيَاء من بني سليم
…
" الحَدِيث.
(م خَ) عَن أنس قَالَ: " قنتَ رَسُول اله [صلى الله عليه وسلم] بعدَ الرُّكُوع شهرا فِي الصبحْ يَدْعُو على رعل وذكوانَ، ويقولُ: عصيةٌ عصَتِ اللهَ ورسُولَهُ ".
وَفِي لفظ: " وعُصَيَّةٌ " لم يذكرْ " ويقولُ ":
(خَ) عَن أنس: " بعث النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] سبعينَ رجلا لحَاجَة؛ يُقَال لَهُم القراءُ، فعرضَ لَهُم حيانٍ من سليم: رعل وذكوان، عِنْد بِئْر معونةَ، فَقَالَ الْقَوْم: وَالله مَا إياكُم أردْنا، إِنَّمَا نَحن مجتازُونَ فِي حَاجَة النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] فَقَتَلُوهُمْ، فَدَعَا النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] عَلَيْهِم شهرا فِي صلاةِ الغداةِ؛ وَذَلِكَ بَدْء الْقُنُوت، وَمَا كُنَّا نقنتُ ".
(خَ) عَن عبد الْعَزِيز بن صهيبٍ " وَسَأَلَ رجل أنسا عَن الْقُنُوت بعد الرُّكُوع، أَو عندَ [ق 50 - ب] / فراغٍ من القراءةِ؟ قالَ: لَا، بلْ عِنْد فرَاغ من الْقِرَاءَة ".
(خَ) عَن أنسٍ قالَ: " كَانَ القنوتُ فِي المغربِ والفجرِ ".
(م) عَن الْبَراء " أَن رسولَ الله كَانَ يقنتُ فِي الْمغرب وَالْفَجْر ".
قلتُ: هَذا محمولٌ علَى قنوتِ النَّوازِلِ.
(م) عَن خفاف بن إِيمَاء قَالَ: " ركعَ رَسُول الله، ثمَّ رفع رَأسه وَقَالَ: غفار غفرَ الله لَهَا، وأسلمُ سَالَمَهَا الله، وعصيَّة عصتِ الله ورسولَهُ، اللَّهُمَّ العَنْ بني لحيانَ، والعنْ رعلاً وذكْوانَ. ثمَّ وقعَ سَاجِدا ".
(خَ) عَن أبي هُرَيْرَة " أَن رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] كانَ إِذا أَرَادَ أَن يدعوَ على أحدٍ، أَو يَدْعُو لأحدٍ، قنتَ بعد الرُّكُوع، فَرُبمَا قَالَ إِذا قَالَ: سمع الله لمن حمدَهُ: اللهمَّ ربَّنا لكَ الحمدُ، اللَّهُمَّ أنجِ الوليدَ بن الوليدِ، وَسَلَمَة بن هشامٍ، وعياشَ بنَ أبي ربيعةَ، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ من المؤمنينَ، اللَّهُمَّ اشدُد وطأتكَ على مضرَ، واجعلْها عَلَيْهِم سنينَ كسنيِّ يوسفَ. يجهرُ بذلك. . " وَذكر الحديثَ؛ وَفِيه: " وَأَن النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] قَالَ: غفارٌ غفرَ الله لَهَا، وأسلمُ سالمَها اللهُ ".
قَالَ أَبُو الزِّنَاد: هَذَا كُله فِي الصبحِ.
وروى مُسلم نَحوه ثمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: " ثمَّ رأيتُ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] قد تركَ الدُّعَاء لَهُم، فقيلَ: أَو مَا تراهُم قد قدمُوا ".
(خَ) عَن ابْن عمرَ " أَنه سمع رسولَ الله إِذا رفع رَأسه من الرَّكْعَة الْآخِرَة من الْفجْر يَقُول: اللَّهُمَّ العنْ فلَانا وَفُلَانًا. بَعْدَمَا يقولُ: سمع الله لمنْ حمدهُ، رَبنَا وَلَك الحمدُ، فَأنْزل اللهُ: {لَيْسَ لكَ مِن الأمرِ شيءٌ
…
" ^.
(خَ م) عَن أبي هُرَيْرَة قالَ: واللهِ لأقربنَّ بكم صَلَاة رسولِ اللهِ. فكانَ أَبُو هُرَيْرَة يقنتُ فِي الظّهْر وَالْعشَاء الآخرةِ والصبحِ؛ يَدْعُو للْمُسلمين، ويلعنُ الْكفَّار ".
زَاد (خَ) : " فِي الرَّكْعَة الْآخِرَة " وَلَكِن (خَ) قَالَ: العنْ فلَانا وَفُلَانًا " وَلم يسمهِمْ.
وَهَذَا كُله نَص على قنوتِ النوازِلِ خَاصَّة، فأمَّا أنْ يكونَ راتباً دَائِما فِي الصبحِ بعد الرُّكُوع، وَأَن يكونَ جَهرا، وَأَن يكونَ ب: " اللَّهُمَّ اهدنا فِيمنْ هديتَ
…
" فَلَا، فَإِن مثل هَذَا - وَالْحَالة هَذِه - لَو لَازمه النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] لنقل نقل كَافَّة، ولتوفرت الهمم والدواعي على نَقله، ولاستحال كِتْمَانه عَادَة.
وَقد قَالَ أَبُو الشعْثَاء، أحد أَئِمَّة التَّابِعين:" سَأَلت ابنَ عمرَ عنِ القنوتِ فِي الفجرِ، فَقَالَ: مَا شعرتُ أَن أحدا يَفْعَله ".
أفيظنُّ عاقلٌ عارفٌ بحالِ ابنِ عمرَ ومتابعتِهِ للرسولِ فِي الدقِّ والجلِّ، وملازمته لَهُ، يخفى عَلَيْهِ أَن النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] كَانَ يجهرُ ب:" اللهمَّ اهدِنا فِيمنْ هديتَ ". ويديمُ ذَلِك فِي الْفجْر جهراُ لَو كَانَ يديم ذَلِك، وَهَذَا القَوْل من ابْن عمر، مَا شعرتُ أَن أحدا يَفْعَله، من أصح شَيْء يكون.
وَرَوَاهُ سليمانُ، عَن مَنْصُور، عَن إِبْرَاهِيم، عَن أبي الشعْثَاء، فكأنك تسمعُ ابْن عمرَ ينطقُ بهِ.
وَقَالَ مَالك، عَن نَافِع:" كانَ ابنُ عمرَ لَا يقنتُ فِي الفجْرِ ".
وقالَ عبدُ الله بن أبي نجيح: " سألتُ سَالم بنَ عبد الله: هلْ كانَ عمرُ يقنتُ فِي الصبحِ؟ قالَ: لَا، إِنَّمَا هوَ شيءٌ أحدثهُ الناسُ ".
قلتُ: يريدُ المداومة والجهرَ بهِ، وَإِلَّا فَما كانَ يخفَى علَى مثلِ سالمٍ وَأَبِيهِ، أَن النبيَّ [صلى الله عليه وسلم] قنتَ فِي النَّوازِل.
بل كانَ ابنُ عمرَ قد سمعَ النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] فِي الصبحِ حِين رفعَ رأسَهُ من الرُّكُوع،
قَالَ: رَأَيْت ذلكَ فِي الركعةِ الآخرةِ، ثمَّ قالَ: اللهُم العنْ فلَانا وَفُلَانًا. علَى ناسٍ منَ المنافقينَ، فأنزلَ اللهُ: {ليسَ لكَ منَ الأمرِ شيْءٌ
…
.} الْآيَة.
أخرجاهُ منْ حديثِ معمرٍ، عَن الزُّهْرِيّ، عَن سَالم، عَن أَبِيه وَكَذَا قَالَ معمر: كَانَ الزُّهْرِيّ يَقُول: من أَيْن أَخذ النَّاس الْقُنُوت - وتعجبَ - إنِّما قنتَ رسولُ اللهِ [صلى الله عليه وسلم] أَيَّامًا، ثمَّ تركَ ذلكَ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّد بن حزم: صحَّ عنِ النبيِّ [صلى الله عليه وسلم] وعنْ أصحابهِ أنَّهُم قنتُوا وتركُوا، وكلٌّ مباحٌ. فأمَّا قولُ طارقٍ الأشجعيِّ أنهُ بدعةٌ، فمرادهُ الراتبُ، أَو أخبَر بِمَا رأى منَ الترْكِ وَجَهل الْفِعْل فِي وقتٍ. والعجبُ منَ المالكيةِ يحتجونَ بابنِ عمرَ قولا وفعلاً، ثمَّ سهُل عليْهم هُنا مخالفتهُ، ومخالفةُ أبيهِ وابنِهِ.
قالَ: والقنوتُ يمكنُ أَن يخفَى؛ لأنهُ سكوتٌ متصلٌ بقيامٍ.
قلتُ: وقدْ قنتَ نبيُّ الله [صلى الله عليه وسلم] مرَّاتٍ فِي أوقاتٍ مختلفةٍ؛ قنتَ للقراءِ، وقنتَ يدعُو بالنجاةِ للمستضعفينَ بمكةَ، وقنتَ يومَ أحدٍ.
قَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِي وَابْن شبيب المعمري وَغَيرهمَا: نَا سلم بن جُنَادَة، ثَنَا أَحْمد بن بشير، ثَنَا عمر بن حَمْزَة، عَن سَالم، عَن ابْن عمر قَالَ:" صلَّى رسولُ الله [صلى الله عليه وسلم] صلاةَ الصبْحِ يومَ أحدٍ، فلماَّ رفع رأسهُ من الركعةِ الثَّانيةِ قَالَ: سمعَ الله لمنْ حمدهُ. قالَ: اللَّهُمَّ العنْ أَبَا سفيانَ، اللهمَّ العنِ الْحَارِث بن هشامٍ، اللهمَّ العنْ صفوانَ بن أميَّةَ. فنزلتْ: {ليسَ لكَ من الأمرِ شيْءٌ أَو يَتُوب عَلَيْهِم} ".
قَالَ: فتابَ عَلَيْهِم فأسلمُوا فحسُن إسلامُهُمْ.
صححَهُ الْحَاكِم، وَرَوَاهُ أَبُو النَّضر هَاشم، نَا أَبُو عقيل، حَدثنِي عمر بن حَمْزَة مُخْتَصرا، لم يذكر قنوتاً.
وَفِي (خَ) قَالَ ثابتٌ وحميدٌ، عَن أنس:" شجَّ النبيُّ [صلى الله عليه وسلم] يومَ أحدٍ، فقالَ: كيفَ يفلحُ قومٌ شجُّوا نبيهُم. فنزلتْ: {ليسَ لكَ منَ الأمرِ شيْءٌ} ".
قلتُ: فَفِي سَبَب نزولِ الآيةِ أقوالٌ. فاللهُ أعلمُ.
أَحْمد، نَا عَفَّان، وَعبد الصَّمد قَالَا: نَا ثَابت بن يزِيد، ثَنَا هِلَال بن خباب، عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قنتَ رسولُ اللهِ [صلى الله عليه وسلم] شهرا مُتتابعاً فِي الظُّهْرِ والعصْر والمغربِ والعشاءِ والصُّبْحِ، فِي دبرِ كلِّ صلاةٍ؛ إِذا قالَ: سمعَ اللهُ لمنْ حمدهُ منَ الركعةِ الْأَخِيرَة، يدعُو عَلى رعل وذكْوانَ وعصيَّةَ، ويؤمن منْ خَلفه.
أرسلَ إِلَيْهِم يدعُوهم إِلَى الإسلامِ، فقتلُوهم، فقالَ عفانُ فِي حَدِيثه: قالَ عكرمةُ: هذَا كانَ مفتاحَ القنُوتِ ".
وخرجهُ (د) .
[ق 510 ب] / أَحْمد، نَا أَبُو مُعَاوِيَة، نَا عَاصِم الْأَحول، عَن أنس قَالَ:" سألتهُ عنِ القنوتِ، أقبلَ الرُّكُوع؟ قالَ: نعمْ. قلتُ: فَإِنَّهُم يزعمُونَ أنَّ رسولَ اللهِ [صلى الله عليه وسلم] قنتَ بعْدَ الركوعِ، فقالَ: كذبُوا، إنَّما قنتَ شهرا يدعُو علَى ناسٍ قُتِلُوا نَاسا منْ أصحابهِ يقالُ لَهُم القراءُ ".
خرجه (خَ م) وقدْ مرَّ، وفيهِ:" إنَّما قنتَ بعْدَ الركوعِ شهْراً ".
هَكَذَا خرجه (خَ) عنْ مُوسَى بنِ إسماعيلَ؛ نَا عبدُ الواحدِ، نَا عاصمْ.
قالَ الأثرمُ: قلتُ لِأَحْمَد: يقولُ أحدٌ فِي حديثِ أنسٍ أنَّ النبيَّ [صلى الله عليه وسلم] قنتَ قبلَ الركوعِ غيرَ عاصمٍ الأحولِ. فقالَ: مَا علمتُ أحدا يَقُول غيرِهِ.
قالَ الْحَافِظ أَبُو مُوسَى: خالَفهم كلَّهُم.
هشامٌ، عَن قَتَادَة والتيميّ، عَن أبي مجلز وَأَيوب، عَن ابْن سِيرِين وَغير واحدٍ، عَن حَنْظَلَة السدوسيِّ - كلّهم عَن أنسٍ - " أنَّ النبيَّ [صلى الله عليه وسلم] قنتَ بعْدَ الركوعِ ".
قيلَ لِأَحْمَد بن حَنْبَل: سائرُ الأحاديثِ أليسَ: إنَّما هيَ بَعْدَ الركوعِ؟ قالَ: بَلَى، خفافُ بنُ إِيمَاء، وَأَبُو هُرَيْرَة.
قلتُ لأبي عبد الله: فلمَ ترخصُ إِذا فِي القنوتِ قبلَ الركوعِ، وإنَّما صحَّ بعدَهُ؟
فقالَ: القنوتُ فِي الْفجْر بعدَ الركوعِ، وَفِي الوتْرِ يختارُ بعد الركوعِ، ومنْ قنتَ قبلَ الركوعِ فَلَا بأْسَ؛ لفعلِ الصَّحابة واختِلافِهم، فأمَّا فِي الفجرِ فبعدَ الركُوعِ.
الطَّبَرَانِيّ، نَا الدبرِي، عَن عبد الرَّزَّاق، عَن أبي جَعْفَر الرَّازِيّ، عَن عَاصِم، عَن أنس قَالَ:" قنتَ رسولُ اللهِ [صلى الله عليه وسلم] فِي الصبْحِ بعد الركوعِ يدعُو علَى أَحيَاء منْ أحياءِ العربِ، وكانَ قنوتُهُ قبلَ ذلكَ وبعدهُ قبلَ الركوعِ ".
فِيهِ بيانٌ أنهُ قنت قبلَ الركوعِ فِي الصبْحِ قبلَ قتلِ القراءِ.
النُّعْمَان بن عبد السَّلَام، عَن سُفْيَان، عَن عَاصِم، عَن أنس قَالَ:" إنَّما قنتَ رسولُ الله [صلى الله عليه وسلم] شهرا بعدَ الركعةِ، ثمَّ قنتَ بعد ذلكَ قبلَ الركعةِ ".
قبيصَة، نَا سُفْيَان، عَن عَاصِم، عَن أنس:" إنِّما قنتَ النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم] 0 بعدَ الركعةِ شهْراً ".
بشر بن الْمفضل، عَن يُونُس، عَن ابْن سِيرِين قَالَ: حَدثنِي من صلَّى معَ النبيِّ
[صلى الله عليه وسلم] : " فلمَّا رفعَ رأسهُ من الركعةِ الثانيةِ، قامَ هنيهةٌ ".
خالدٌ الحذاءُ، عنْ مُحَمَّد:" سألتُ أنسا: أقنتَ عمرُ فِي الصبْحِ؟ قالَ: قنتَ منْ هوَ خيرٌ منْ عمرَ، النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] ".
سندهُ صحيحٌ.
عَارِم، نَا حَمَّاد بن زيد، عَن بشر بن حَرْب، سمعتُ ابْن عمر يقولُ:" أرأيتُم قيامكُم عندَ فراغِ الإمامِ منَ السورةِ، هَذا القنوتُ واللهِ إنَّه لبدعةٌ، مَا فعلَهُ رسولُ الله [صلى الله عليه وسلم] غير شهرٍ ثمَّ تركهُ، أرأيتُم رفعكُم أيديكُم فِي [ق 52 - أ] / الصَّلاةِ - ورفعَ يدهُ - واللهِ إنهُ لبدعةٌ، مَا زادَ رسُولُ اللهِ [صلى الله عليه وسلم] هَذا - ورفعَ يديهِ حيالَ منكبيهِ ".
بشرُ ضَعِيف.
وَقد قيل: إِن ابْن عمر نسي القنوتَ.
قلت: أمَّا قنوتٌ راتبٌ جهريُّ فيستحيلُ أنْ ينساهُ، بلَى قدْ ينسى الْقُنُوت للنَّوازِلِ.
جماعةٌ قَالُوا: نَا ابْن عون، عَن إِبْرَاهِيم، عَن الْأسود قَالَ:" سألَ رجلٌ ابْن عمر عَن القنوتِ، فقالَ: ومَا ذاكَ؟ وَمَا هُوَ؟ قالَ ابْن عون: فحدثتُ بِهِ ابْن سِيرِين، فَقَالَ: قَالَ سعيد بن الْمسيب: أما إنَّهُ قدْ شهدَهُ منْ أبيهِ، ولكنَّهُ نسيَهً ".
قَالَ الْمُؤلف: وأحاديثُهم منْها مَا هُوَ مطلقٌ؛ بأنَّ رسُول الله [صلى الله عليه وسلم] قنتَ. وهَذا لَا نزاعَ فيهِ. ومنْها أنَّهُ قنتَ فِي الفجرِ. وهَذا حقٌّ، فعلَ ذلكَ شهرا. ومنْها مَا لفظهُ محتملٌ:" كانَ يقنتُ فِي الصبحِ " فنحملُهُ علَى مدةٍ؛ جمعا بينَ النصوصِ.
كَمَا صحَّ منْ حديثِ البراءِ " أنَّ النبيَّ [صلى الله عليه وسلم] كانَ يقنتُ فِي الصبحِ والمغرِبِ ".
وَمِنْهَا عمر بن حبيب، عَن هِشَام، عَن الْحسن، عَن أنسٍ " أنَّ النبيَّ [صلى الله عليه وسلم] كانَ يقنتُ بعدَ الركوعِ فِي الصبْحِ ".
عمرُ واهٍ.
أَحْمد، نَا عبد الرَّزَّاق، نَا أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ، عَن الرّبيع بن أنس، عَن أنسٍ، قالَ:" مَا زالَ رسولُ الله [صلى الله عليه وسلم] يقنتُ فِي الفجرِ حتَّى فارقَ الدُّنيا ".
يحيى بن بشرٍ - ثقةٌ - ثَنَا جَعْفَر الْأَحْمَر، عَن عِيسَى بن ماهان هُوَ أَبُو جَعْفَر، عَن الرّبيع بن أنس قَالَ:" كنتُ عندَ أنسٍ، فجاءَ رجلٌ فقالَ: مَا تقولُ فِي القنوتِ؟ فبدرهُ رجلٌ فقالَ: قنتَ رسولُ اللهِ أربعينَ يَوْمًا. فقالَ أنسٌ: ليسَ كَما تقولُ، قنتَ رسولُ اللهِ [صلى الله عليه وسلم] حتَّى قبضهُ اللهُ ".
أَبُو حمة مُحَمَّد بن يُوسُف، نَا عبد الرَّزَّاق، نَا سُفْيَان، عَن أبي جَعْفَر الرَّازِيّ، عَن الرّبيع بن أنس، عَن أنس: " مَا زالَ رسُولُ اللهِ يقنتُ حتَّى فارقَ الدُّنيا.
أَبُو بكر النَّيْسَابُورِي، ثَنَا أَحْمد بن يُوسُف السّلمِيّ، ثَنَا عبيد الله بن مُوسَى، نَا أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ، عَن الرّبيع، عَن أنس، أَن رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] قنت شهرا يدعُو عَلَيْهِم، ثمَّ تركَهُ، فأمَّا فِي الصبْحِ فلمْ يزلْ يقنتُ حتَّى فارقَ الدُّنيا ".
وبسندٍ واهٍ عَن أبي حُصَيْن " قلت لأنس: أكانَ رسولُ اللهِ تركَ القنوتَ؟ قالَ: واللهِ مَا زالَ يقنتُ حتَّى لحقَ باللهِ ".
عبد الْوَارِث، عَن عَمْرو بن عبيد، عَن الْحسن قَالَ:" قيلَ لأنسٍ: إنَّما قنتَ رسُولُ اللهِ [صلى الله عليه وسلم] شهرا؟ قالَ: مَا زَالَ رسُول اللهِ يقنتُ حتَّى ماتَ، وأبُو بكرٍ حتَّى مَاتَ [ق 52 - ب] / وعمرُ حتَّى ماتَ ".
عَمْرو واهٍ.
وَذكر الْخَطِيب بِسَنَد ظلمات إِلَى حُسَيْن بن حَكِيم، نَا السّري بن عبد الرَّحْمَن، عَن أَيُّوب، عَن الْحسن وَمُحَمّد، عَن أنس:" مَا زَالَ رَسُول الله يقنت حَتَّى مَاتَ ".
و [أزرى] الخطيبُ نفسهُ باحتجاجِهِ بهذَا؛ فقالَ: أَنا ابنُ رزقويه، نَا أحمدُ بنُ كَامِل، نَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن غالبٍ، نَا دِينَار، عَن أنسٍ:" مَا زالَ رسُولُ اللهِ يقنتُ فِي صلاةِ الصبحِ حتَّى ماتَ ".
فابنُ غالبٍ كذابٌ، وشيخُهُ عدمٌ.
قلتُ: أصلحُ مَا فِي ذلكَ حَدِيث أبي جعفرٍ، والحديثُ محمولٌ علَى أنَّهُ مَا زَالَ يطولُ صلاةَ الفجرِ؛ فإنَّ القنوتَ لفظٌ مشتركٌ بينَ القنوتِ العرفيِّ والقنوتِ اللغويِّ، قالَ اللهُ تعالَى:{أم من هُوَ قَانِت آنَاء اللَّيْل سَاجِدا وَقَائِمًا} فالمرادُ هُنا بالقنُوتِ العبادةُ بِلا ريبٍ.
ومثلهُ: {يَا مَرْيَم اقنتي لِرَبِّك واسجدي واركعي مَعَ الراكعين} .
وَفِي الحديثِ " أنَّ رجلا قالَ: يَا رسُولَ اللهِ، أيُّ الصلاةِ أفضلُ؟ قالَ: طولُ القنوتِ ".
وَفِي لفظٍ: " طولُ القيامِ ".
فالمرادُ بِهَذَا القنوتِ العبادةُ؛ قالَ اللهُ تَعَالَى: {وَمن يقنت مِنْكُن لله وَرَسُوله وتعمل صَالحا نؤتها أجرهَا مرَّتَيْنِ} .
وَلخَبَر أبي جَعْفَر الرَّازِيّ طرقٌ عدةٌ فِي كتاب " الْقُنُوت " لِلْحَافِظِ أبي مُوسَى المدينيِّ.
قَالَ الْمحَامِلِي: نَا أَحْمد بن مَنْصُور وَأحمد بن عِيسَى قَالَا: ثَنَا أَبُو نعيم، ثَنَا أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ، عَن الرّبيع بن أنس قَالَ:" كنتُ جَالِسا عندَ أنسٍ، فقيلَ لهُ: إنَّما قنتَ رسولُ اللهِ شهرا. فقالَ: مَا زالَ يقنت فِي صلاةِ الغداةِ حَتَّى فارقَ الدُّنْيَا ".
قَالَ: أَنا الْحداد، أَنا أَبُو نعيم، ثَنَا فاروق، ثَنَا أَبُو مسلمٍ، ثَنَا أَبُو عُمرَ الضريرُ، ثَنَا النعمانُ بنُ عبدِ السلامِ، عَن أبي جَعْفَر الرَّازِيّ، عَن الربيعِ، عنْ أنسٍ " أَن رسولَ اللهِ [صلى الله عليه وسلم] قنت حَتَّى ماتَ ".
ابنُ الْمُقْرِئ، نَا أيو يعلى، نَا زهيرٌ، نَا وكيعٌ، نَا أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ، عنِ الربيعِ، عَن أنسٍ " أَن رسولَ الله قنتَ فِي الفجرِ ".
قالَ الحاكمُ: هَذَا حديثٌ صحيحٌ سندهُ، ثقةٌ رواتهُ، ذاكرتُ فِي بعضَ الْحفاظ، فقالَ: غيرُ الربيعِ بن أنسٍ. فَمَا زلتُ أتأملُ التواريخَ، وأقاويلَ الْأَئِمَّة فِي الجرحِ والتعديلِ، فَلم أجد أحدا طعن فِيهِ، وَهُوَ بَصرِي، وردَ خراسانَ.
قَالَ ابنُ أبي حاتمٍ: سألتُ أبي وَأَبا زرْعَة عَنهُ فَقَالَا: صدوقٌ ثقةٌ.
وَقَالَ ابْن أبي خيثمةَ: سُئل يحيى بن معِين عَن أبي جَعْفَر الرَّازِيّ، فقالَ: صالحٌ.
ورَوى الكوسج عنِ ابنِ معينٍ توثيقهُ، وَكَذَا روى الْغلابِي عَن يحيى.
وقالَ عباسٌ: سمعتُ ابنَ معِين يقولُ: أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ ثِقَة، يغلط فِيمَا يرْوى عَن مُغيرَة.
وقالَ حنبلٌ: سُئِلَ أَبُو عبد الله عَن أبي جَعْفَر الرَّازِيّ فَقَالَ: صالحُ الحديثِ.
وقالَ ابْن خراشٍ: سيئُ الحفظِ صدوقٌ.
وَقَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِي: صَدُوق [ق 53 - أ] / لَيْسَ بمقتنٍ.
وَقَالَ عبد الله بن أَحْمد: سمعتُ أبي يقولُ: لَيْسَ بِقَوي، وَقد أوردهُ ابنُ عدي فِي " كاملِهِ "، ثمَّ قَالَ: وَلأبي جَعْفَر أَحَادِيث صَالِحَة يَرْوِيهَا.
وَقد روى الناسُ عَنهُ، وَأَرْجُو أَنه لَا بَأْس بِهِ.
ورُوي عَن الرّبيع بن بدر - واهٍ - عَن عوفٍ، عَن الحسنِ، عَن أنسٍ قَالَ:
" قنتَ رسولُ الله [صلى الله عليه وسلم] حَتَّى ماتَ، وَأَبُو بكر حَتَّى ماتَ، وعمرُ حَتَّى ماتَ، وعثمانُ حَتَّى ماتَ ".
الْحسن بن سُفْيَان فِي " مُسْنده " ثَنَا جَعْفَر بن مهْرَان السباك، ثَنَا عبد الْوَارِث بن سعيد، ثَنَا عَوْف، عَن الْحسن، عَن أنس قَالَ:" صليت مَعَ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] فَلم يزل يقنت فِي صَلَاة الْغَدَاة حَتَّى فارقته، وَخلف عمر فَلم يزل يقنت فِي صَلَاة الْغَدَاة حَتَّى فارقته ".
رَوَاهُ أَبُو سعيد النقاش، عَن بشر بن أَحْمد، وَمَنْصُور بن الْعَبَّاس، وَمُحَمّد بن أَحْمد الْعمريّ، وَمُحَمّد بن أَحْمد بن الْقَاسِم الدهستاني، قَالُوا: ثَنَا الْحسن بِهَذَا.
قالَ أَبُو مُوسَى: وجعفرُ بن مهْرَان من جملَة الثقاتِ.
قَالَ الْحَافِظ أَبُو مُوسَى: فَلم يبقَ فِي هَذَا الْإِسْنَاد إشكالٌ يطعنُ بِهِ عَلَيْهِ.
وَقَالَ أَبُو خَليفَة: ثَنَا أَبُو معمر، نَا عبد الْوَارِث، عَن عمور - عَن الْحسن، عَن أنس قَالَ:" صليت معَ رَسُول الله، فَلم يزل يقنت بعد الرُّكُوع حَتَّى فارقته، وصليتُ مَعَ أبي بكر وَعمر، فَلم يَزَالَا يقنتانِ بعد الرُّكُوع فِي صَلَاة الغداةِ حَتَّى فارقتهما ".
وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عمر الحوضي، عَن عبد الْوَارِث، فَقَالَ عَن عَمْرو، وَهُوَ ابْن عبيد رَأس الاعتزال - فَهَذَا هُوَ الْمَحْفُوظ عَن عبد الْوَارِث، وَهُوَ عِلّة حَدِيث السباك. وَلَعَلَّه عَن عبد الْوَارِث، عَن هَذَا وَعَن هَذَا، لَكِن هَذَا بعيد، بل مَعْدُوم؛ فَلَو كَانَ عِنْد أبي معمر، عَن عبد الْوَارِث، عَن عَوْف، لما تَأَخّر البُخَارِيّ عَن إِخْرَاجه، والسباك فَثِقَة، وَلَكِن الثِّقَة يغلطُ.
وقالَ أَبُو مُوسَى: مِمَّا يدل على أَن لَهُ أصلا عِنْد الحسنِ تدينَ الْحسن بهِ.
الطَّبَرَانِيّ، نَا الدبرِي، نَا عبد الرَّزَّاق، عَن معمر، عَن الْحسن " فِي رجلٍ فَاتَتْهُ من الصُّبْح رَكْعَة، فصلى مَعَ الإِمَام رَكْعَة، فقنت مَعَه، قالَ إِذا صلى الركعةَ الأخيرةَ، قنتَ أَيْضا ".
صَفْوَان بن صَالح، نَا الوليدُ، أَخْبرنِي خُلَيْد (أَن الحسنَ كانَ إِذا قنت فِي الوترِ والصبحِ يسمعُ من خَلفه ".
عثمانُ الدَّارمِيّ، ثَنَا مُوسَى بن إسماعيلُ، ثَنَا حَمَّاد بن سلمةَ، عَن حميدٍ؛ " أَن الحسنَ كَانَ يقنتُ فِي الْفجْر بعد الرُّكُوع، ويجهر بِصَوْتِهِ ".
مُحَمَّد بن أسلم الطوسي، نَا عبد الله بن رَجَاء، عَن السّري بن يحيى، عَن الْحسن " أَنه سُئِلَ: أقنتَ رسولُ الله [صلى الله عليه وسلم] فِي صَلَاة الْفجْر؟ قالَ: نعم، وَالله بعد الرُّكُوع ".
وهيب، عَن الْحسن، قَالَ:" إِذا أدْركْت مَعَ الإِمَام رَكْعَة فِي صَلَاة الصبحِ، فقنت مَعَه، أجزأك من الْقُنُوت فِي الثَّانِيَة ".
أَبُو عَاصِم، عَن عمرَان الْقطَّان، عَن الْحسن " فِيمَن نسي الْقُنُوت فِي [ق 53 - ب] / الصُّبْح: عَلَيْهِ سجدتا السَّهْو ".
يُوسُف القَاضِي، ثَنَا سُلَيْمَان بن حَرْب، ثَنَا أَبُو هِلَال، ثَنَا حَنْظَلَة إِمَام مَسْجِد قَتَادَة، قَالَ:" اختلفتُ أَنا وَقَتَادَة فِي الْقُنُوت فِي صَلَاة الصُّبْح، فَقَالَ قَتَادَة: قبل الرُّكُوع. وَقلت أَنا: بعد الرُّكُوع. فأتينا أنسا، فَذَكرنَا لَهُ ذَلِك، فَقَالَ: أتيت النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] فِي صَلَاة الْفجْر، فكبرَ وركعَ، ورفعَ رَأسه وسجدَ، ثمَّ قَامَ فِي الثَّانِيَة، فَكبر وَركع، ثمَّ رفع رَأسه فَقَامَ سَاعَة، ثمَّ وقعَ سَاجِدا ".
مُسَدّد، نَا حَمَّاد، عَن حَنْظَلَة السدُوسِي، عَن أنس " أَن رسولَ الله [صلى الله عليه وسلم] قنتَ بعد الرُّكُوع فِي الصُّبْح ".
رَوَاهُ غير وَاحِد عَن حَنْظَلَة، وَهُوَ صُوَيْلِح.
أحمدُ بن إسحاقَ الْوزان، نَا عمر بن مُوسَى عَم الْكُدَيْمِي - ضعيفٌ - نَا أَبُو هِلَال، ثَنَا قَتَادَة وحَنْظَلَة، عَن أنس " أَن النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] رفعَ رَأسه، فَدَعَا بعدَ الرُّكُوع
…
" الحَدِيث.
عَمْرو بن مَرْزُوق، أَنا شعبةُ، عَن مَرْوَان الْأَصْفَر: سَأَلت أنسَ بن مالكٍ: أقنت عمرُ؟ قَالَ: وَمن هُوَ خيرٌ من عمرَ ".
وَرَوَاهُ عفانُ عَن شعبةَ.
أَبُو همام السكونِي، نَا إسماعيلُ بن جعفرٍ، عَن حميد، عَن أنس " وسئلَ عَن الْقُنُوت فِي صَلَاة الصبحِ؛ أقبل الرُّكُوع أم بعدُ؟ فقالَ: كلا قد كُنَّا نَفْعل قبل وبعدُ ".
قَالَ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ: هَذَا إسنادٌ صحيحٌ؛ لَا مطْعن على أحد من رُوَاته بِوَجْه.
الْبَغَوِيّ، نَا هدبة، ثَنَا حَمَّاد بن سلمةَ، عَن أنس قالَ: قنتَ بعضُ أصحابِ النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] قبل الرُّكُوع، وبعضهمْ بعدَ الركوعِ.
وَهَذَا أَيْضا صحيحٌ.
(خَ) نَا أَبُو نعيم، نَا شَيبَان، عَن يحيى، عَن أبي سلمةَ، (عنْ أبي هريرةَ)، قَالَ:" وَالله لأَنا أقربُكُم صَلَاة برسولِ الله [صلى الله عليه وسلم] . فكانَ أبُو هريرةَ يقنتُ فِي الركعةِ الْآخِرَة من الصبحِ بَعْدَمَا يقولُ: سمعَ الله لمنْ حمدهُ. فيدعو للْمُؤْمِنين، ويلعنُ الكفارَ ".
قالَ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ: قَوْله: فكانَ أَبُو هريرةَ يقنتُ. يدل على مداومته على القنوتِ؛ لِأَنَّهُ لَا حاجةَ بالناسِ إِلَى أَن يُرِيهم شَيْئا متروكاً، فَأخْبر بِمَا تركَ، وعملَ بِمَا يداومُ عَلَيْهِ فأراهُ الناسَ.
قلت: فَهُوَ على هَذَا التَّقْدِير دَال على أَنه يلعن الْكفَّار فِي الْقُنُوت الراتبِ؛ فهوَ قدرٌ زائدٌ على تِلْكَ الثمان كَلِمَات: " اللَّهُمَّ اهدِنا فِيمَن هديتَ
…
. وَقَوله: فَأخْبر بِمَا تركَ. يَعْنِي بِمَا فِي خبر يُونُس، عَن الزُّهْرِيّ، عَن سعيدٍ وَأبي سلمةَ، أَنَّهُمَا سمعَا أَبَا هريرةَ يقولُ:" كانَ رسولُ الله [صلى الله عليه وسلم] يقولُ حينَ يفرغُ من صلاةِ الفجرِ [ق 54 - أ] / من القراءةِ، ويكبرُ ويرفعُ رأسهُ: سمعَ اللهُ لمنَ حمدهُ، رَبنَا لكَ الحمدُ. ثمَّ يقولُ وهوَ قائمٌ: اللَّهُمَّ انجِ الْوَلِيد بنِ الْوَلِيد، وسلمةَ بن هشامٍ، وعياشَ بن أبي ربيعةَ، والمستضعفينَ من الْمُؤمنِينَ، اللَّهُمَّ اشدُدْ وطأتكَ على مضَر، واجعلْها عَلَيْهِم كَسِنِي يوسفَ، اللَّهُمَّ العنْ لحياناً ورعلَ وذكوانَ، وعصيّة عصتِ الله ورسولهُ ".
قَالَ الزُّهْرِيّ (م) : بلغنَا أَنه تركَ ذَلِك لما نزلت: {ليسَ لكَ منَ الأمرِ شيءٌ} الْآيَة.
قلتُ: أَو لَعَلَّ أَبَا هُرَيْرَة لما أَرَاهُم ذَلِك، كَانَ وقتَ حروبٍ، فَمَا أَكثر مَا كَانَت فِي صدرِ الإسلامِ.
يعقوبُ الدَّوْرَقِي، حَدثنَا عبد الرحمنِ بن مهْدي بِحَدِيث أنس " أَن رَسُول اللهِ قنتَ شهرا يَدْعُو على أَحيَاء، ثمَّ تركهُ ".
قَالَ ابْن مهْدي: يَعْنِي ثمَّ تركَ الدعاءَ على الأحياءِ.
وَقَالَ أَبُو قدامَة السَّرخسِيّ، عَن ابْن مهْدي؛ إِنَّمَا ترك اللعنَ.
191 -
مَسْأَلَة:
الْأَفْضَل فِي الْقُنُوت أَنه بعد الرُّكُوع.
وَقَالَ أَبُو حنيفَة وَمَالك: قبله.
وَقد مر خبر أنس الَّذِي فِي " الصَّحِيحَيْنِ ": " قنت رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] بعد الرُّكُوع شهرا ".
وَأحمد، ثَنَا يحيى، نَا التَّيْمِيّ، عَن أبي مجلز، عَن أنس:" قنت رَسُول الله شهرا بعد الرُّكُوع يَدْعُو على رعل وذكوان " خرجه (م) .
وَفِي خبر أبي هُرَيْرَة " قنت بعد الرُّكُوع ".
فَذكرُوا خبر عَاصِم عَن أنس " وَسَأَلَهُ عَن الْقُنُوت: أقبل الرُّكُوع أَو بعده؟ فَقَالَ: قبل الرُّكُوع
…
" الحَدِيث أَخْرجَاهُ.
وَعَن شريك، عَن مَنْصُور، عَن إِبْرَاهِيم، عَن عَلْقَمَة، عَن عبد الله " أَن النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] كَانَ يقنت فِي الْوتر قبل الرُّكُوع ".
وَقَالَ أَبُو بكر الْخَطِيب: الْأَحَادِيث الَّتِي فِيهَا قبل الرُّكُوع كلهَا معلولة.
قلت: خبر عَاصِم فِي " الصَّحِيحَيْنِ " وَهُوَ مَحْمُول على طول الْقيام وَتَطْوِيل الصُّبْح. وَله خبر عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب عَن أنس " قبل الرُّكُوع " وَأخرجه البُخَارِيّ.
قلتُ: عَليّ بنُ بحرٍ، وإبراهيمُ بنُ مُوسَى الفراءُ قَالَا: نَا محمدُ بنُ أنسٍ، ثَنَا مطرفُ بنُ طريفٍ، عَن أبي الجهمِ، عَن البراءِ بنِ عازبٍ " أنَّ النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] كانَ لَا يصلِّي صَلَاة مَكْتُوبَة إِلَّا قنتَ فِيهَا ".
تفرَّدَ بِهِ محمدٍ؛ فَإِن صَحَّ فمراد الْبَراء يَعْنِي فِي النَّوَازِل.
ورَوى الْقطَّان عَن شُعْبَة وسُفْيَان، عَن عَمْرو بن مرّة عَن ابْن أبي ليلى؛ عَن الْبَراء " أَن النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] كَانَ يقنتُ فِي الصبحِ والمغربِ ".
وَكَذَا قَالَ ابْن الْمُبَارك عَن سُفْيَان.
وَقد قَالَ أحمدُ بن حَنْبَل: لَيْسَ يرْوى عَن النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] أَنه قنت فِي الْمغرب إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث، وَعَن عَليّ من قَوْله.
[ق 54 - ب] / وَكِيع وَعَفَّان وَأَبُو الْوَلِيد، والحوضي وَسليمَان عَن شُعْبَة بِهَذَا، وَذكر الصُّبْح فَقَط.
الْعَقدي، ثَنَا سُفْيَان، عَن محَارب، عَن عبيد بن الْبَراء، عَن الْبَراء " أَنه كَانَ يقنت فِي الْفجْر ".
زادَ ابنُ المباركِ عَن سفيانَ فِيهِ: يقنتُ فِي مسجدِ دارهِ.
قَالَ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ: وذكرَ عَن عبد الرَّزَّاق، عَن سفيانَ، عَن مطرفٍ، عَن أبي الجهم، عَن الْبَراء " أَنه قنتَ فِي الفجرِ؛ فكبرَ حينَ فرغَ من القراءةِ، ثمَّ كبر حِين فرغَ من القنوتِ ".
أحمدُ بن أبي غرزةَ، نَا عبيد الله بن مُوسَى، نَا ابْن أبي ليلى، عَن زبيد قَالَ:" سَأَلت عَن الْقُنُوت، فبعثوني إِلَى عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى فَقَالَ: سألتُ البراءَ عَن القنوتِ، فقالَ: سنةٌ ماضيةٌ ".
وَابْن مُغيرَة وَغَيره، عَن عَمْرو بن أبي قيس، عَن سماكٍ، عَن سعيد بن جُبَير، عَن ابْن عباسٍ " أَن النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] قنتَ فِي الفجرِ يَدْعُو على حَيّ من بني سليمٍ ".
عَمْرو ثِقَة يهمُ.
سليمانُ بن (كرَّاز) - ضعفه ابْن عديّ - ثَنَا سلمُ بنُ (زَريرٍ)
حَدثنَا أَبُو رَجَاء قَالَ: " صلى بِنَا ابْن عباسٍ الْغَدَاة، فقنتَ بِنَا قبلَ الرُّكُوع ورفعَ يَدَيْهِ، قلت: مَا نصْنَع هَذَا فِي صَلَاتنَا، فَقَالَ: هَذَا صلاةُ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] قالَ الله - تَعَالَى -: {حَافظُوا على الصَّلَوَات وَالصَّلَاة الْوُسْطَى وَقومُوا لله قَانِتِينَ} .
الطَّحَاوِيّ، نَا بكار بن قُتَيْبَة، نَا أَبُو عَاصِم، عَن عَوْف، عَن أبي رَجَاء قَالَ:" صليتُ خلفَ ابنِ عَبَّاس الصبحَ، فقنتَ قبل الركوعِ فَقَالَ: هَذِه الصَّلَاة الْوُسْطَى ".
أَبُو نعيم، عَن شريك، عَن عَوْف، عَن خلاس بن عَمْرو: " رَأَيْت ابنَ عَبَّاس رافعاَ ضبعيهِ فِي صلاةِ الفجرِ فقالَ: هذهِ صلاةُ رسولِ اللهِ، قَالَ اللهُ:{وَقومُوا لله قَانِتِينَ} .
يحيى بنُ أبي طَالب، ثَنَا عبدُ الوهابِ، نَا سعيد وعَوْف، عَن أبي رَجَاء أَنه قالَ: " صلى ابنُ عَبَّاس صلاةَ الصبحِ، فقنتَ بعد الرُّكُوع، فقالَ: هَذِه الصلاةُ الوسطَى الَّتِي قَالَ الله: {وَقومُوا لله قَانِتِينَ} .
أَبُو دَاوُد، نَا قُرَّة، عَن أبي رَجَاء، قَالَ:" صلى ابْن عَبَّاس الْفجْر فقنتَ ".
الدارقطنيُّ، نَا عبد الصَّمد بن عَليّ، نَا الْحُسَيْن بن سعيد، حَدثنِي مُحَمَّد بن مصبح بن هلقام، نَا أبي، نَا قيس، عَن أبان بن تغلب، عَن سعيد بن جُبَير، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ:" مَا زالَ رسولُ الله [صلى الله عليه وسلم] يقنتُ حَتَّى فَارق الدُّنْيَا ".
رواهُ الحاكمُ، عَن عبد الصمدِ، فَزَاد: فِي صَلَاة الصُّبْح.
أَبُو غَسَّان النَّهْدِيّ، ثَنَا إبراهيمُ بن الحكم بن ظهير، نَا أبي، عَن ابْن أبي ليلى، عَن عَطاء وَسَعِيد بن جُبَير، عَن ابْن عَبَّاس:" صليتُ خلفَ رسولِ الله [صلى الله عليه وسلم] حَيَاته، فَكَانَ يقنتُ فِي صَلَاة الصُّبْح حَتَّى فَارق [ق 55 - أ] / الدُّنْيَا ".
إِبْرَاهِيم كذبه أَبُو حَاتِم.
الْأَثْرَم، نَا أَحْمد بن حَنْبَل، نَا هشيم، عَن أبي جَمْرَة قَالَ:" صليت خلف ابْن عَبَّاس الْفجْر، فقنت قبل الرُّكُوع ".
قَالَ أَحْمد: هَذَا خلاف مَا يرْوى عَنهُ. يَعْنِي بعد الرُّكُوع.
أَبُو الشَّيْخ، ثَنَا جَعْفَر بن أَحْمد بن سِنَان، ثَنَا مُحَمَّد بن معمر، ثَنَا أَبُو عَاصِم، عَن ابْن جريج، عَن عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز، عَن بريد بن أبي مَرْيَم، عَن أبي الْحَوْرَاء، عَن الْحسن - أَو الْحُسَيْن، شكّ أَبُو عَاصِم - قَالَ: " حفظتُ عَن رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] دُعَاء كانَ يَدْعُو بهِ، وأمَرني أَن أقنتَ بِهِ: اللَّهُمَّ اهدني فيمنْ هديتَ
…
" الحَدِيث.
قَالَ بريد: وسمعتُ ابْن عَبَّاس وَمُحَمّد بن عَليّ بالخيف يَقُولَانِ: " إِن النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] كَانَ يقنتُ بِهِ فِي الصبحِ وَالْوتر ".
أَبُو قُرَّة الزبيدِيّ قَالَ: قَالَ ابْن جريج: أَخْبرنِي عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز " أَن بريد بن أبي مَرْيَم أخبرهُ بِهَذَا، وَقَالَ: سَمِعت ابْن عَبَّاس وَمُحَمّد بن عَليّ بالخيف من منى يَقُولَانِ: كَانَ النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] يقنتُ بِهن فِي صَلَاة الصُّبْح ".
أخبرنَا أَيُّوب الْأَزْدِيّ وَغَيره قَالَا: أَنا ابْن رواحةَ، أَن السفلي، أَنا أَبُو غَالب الباقلاني وَجَمَاعَة قَالُوا: أَنبأَنَا عبد الْملك بن بَشرَان، ثَنَا الفاكهي بِمَكَّة، أَنا أَبُو يحيى بن أبي مَسَرَّة، أَخْبرنِي أبي، أَنا عبد الْمجِيد، عَن ابْن جريج، أَخْبرنِي عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز؛ أَن بريد بن أبي مَرْيَم أخبرهُ، قَالَ: سَمِعت ابْن عَبَّاس وَمُحَمّد بن عَليّ بالخيف يَقُولَانِ: " كانَ النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] يقنتُ فِي الصبحِ، وَفِي وتر الليلِ بهؤلاء الْكَلِمَات: اللهمَّ اهدني فِيمَن هديتَ، وعافِني فِيمَن عافيتَ، وتولَّني فمينْ توليتَ، وباركْ لي فيمَا أعطيتَ، وقِني شرَّ مَا قضيتَ، إنكَ تقضي وَلَا يقْضى عليكَ، إِنَّه لَا يذل منْ واليتَ، تباركتَ رَبنَا وتعاليتَ ".
الدبرِي، عَن عبد الرَّزَّاق، عَن ابْن جريج قَالَ: أَخْبرنِي من سمعَ ابْن عَبَّاس وَمُحَمّد بن عَليّ بالخيف يَقُولَانِ
…
فَذكر نحوهُ.
لم يجوده عبد الرَّزَّاق.
أَبُو عبد الله الْحَاكِم، أَنا أَبُو مُحَمَّد أَحْمد بن عبد الله الْمُزنِيّ، نَا يُوسُف بن مُوسَى، نَا أَحْمد بن صَالح، نَا ابْن أبي فديك، عَن عبد الله بن سعيد المَقْبُري، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة قالَ: " كانَ رسولُ الله [صلى الله عليه وسلم] إِذا رفع رَأسه من الركوعِ من صَلَاة الصبحِ فِي الركعةِ الثانيةِ يرفع يَدَيْهِ، فيدعو بِهَذَا الدُّعَاء: اللَّهُمَّ اهدني فِيمَن هديتَ
…
. " الحَدِيث.
عبد الله تَرَكُوهُ.
وروينا فِي " جُزْء اللكي ": نَا عبد الله بن مُحَمَّد البلوي، نَا إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن الْعَلَاء، عَن أَبِيه، عَن زيد بن عَليّ، عَن أَبِيه، عَن جده، عَن أَبِيه عَليّ قَالَ: " كَلِمَات علمهن جِبْرِيل رسولَ الله يقولهن فِي قنوت الْفجْر: اللَّهُمَّ اهدني فِيمَن هديتَ
…
".
قلتُ: اللكي ضعيفٌ، والبلويْ طير غريبٌ، وَهَذَا مِمَّا وضع على أهل الْبَيْت.
[ق 55 - ب] / الْحُسَيْن بن الحكم (الْحِيرِي) ثَنَا أَبُو غسانَ النَّهْدِيّ، نَا جَعْفَر بن زِيَاد الْأَحْمَر، عَن الْأَعْمَش، عَن عَمْرو بن مرّة، عَن أبي البخْترِي، عَن عَليّ " أَنه كَانَ يقنتُ فِي الصبحِ بعد رفعِ الرأسِ من الركعةِ الثانيةِ، ويذكرُ أَن رسولَ الله [صلى الله عليه وسلم] أمره بذلك ".
جَعْفَر مَحَله الصدقُ، وَأَبُو البخْترِي لم يدْرك عليا.
قَالَ الحاكمُ: سمعتُ أَبَا جَعْفَر محمدَ بن عبيد الله بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ بن عبيد الله بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب النَّقِيب بِالْكُوفَةِ يَقُول: " صلتُ خلفَ أبي إِلَى أَن مَاتَ، فرأيته يقنتُ فِي الصُّبْح، وحَدثني أَنه رأى أَبَاهُ يفعل ذَلِك، وحدثه أَنه رأى أَبَاهُ يفعل ذَلِك، فَذكره مسلسلاً إِلَى النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] كَذَلِك ".
وسندهُ ظلماتٌ.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْأَشْعَث الْكُوفِي - شيعي اتهمه ابْن عدي - ثَنَا مُوسَى بن إسماعيلَ بن مُوسَى بن جَعْفَر الصَّادِق، نَا أبي، عَن أَبِيه، عَن جده جَعْفَر بن مُحَمَّد، عَن أَبِيه، عَن جده، عَن أَبِيه الْحُسَيْن، عَن أَبِيه عَليّ:" كانَ رسولُ اللهِ [صلى الله عليه وسلم] يقنتُ فِي الركعةِ الثانيةِ من صلاةِ الصبحِ حَتَّى توفاهُ اللهُ ".
مُحَمَّد بن الصلتِ، وسعيدُ بن عثمانَ - بطريقين - أَن عَمْرو بن شمرٍ حَدثهمَا عَن جَابر، عَن أبي الطُّفَيْل، عَن عَليّ وعمار " سمعَا رسولَ الله يجهرُ فِي المكتوباتِ ببسمِ الله الرحمنِ الرحيمِ فِي الفاتحةِ، ويقنتُ فِي صلاةِ الصبحِ والوترِ ".
عَمْرو: رَافِضِي مَتْرُوك، عَن جابرٍ: هَالك.
إِسْحَاق بن أبي فروةَ - مَتْرُوك - نَا مُحَمَّد بن الْمُنْذر، عَن جَابر " أَن رسولَ الله [صلى الله عليه وسلم] كَانَ يقنتُ فِي الصبحِ ".
الْحَارِث بن أبي أُسَامَة فِي " مُسْنده " نَا يحيى نب هَاشم - مَتْرُوك - نَا هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه عَن عَائِشَة:" كَانَ رسولُ الله يقنتُ فِي الفجرِ قبلَ الركوعِ وقالَ: إِنَّمَا أقنتُ بكم لتدعوا ربكُم، وتسألوه حَوَائِجكُمْ ".
بنْدَار، نَا الْقطَّان، نَا العوامُ بن حمزةَ قَالَ:" سَأَلت أَبَا عثمانَ النَّهْدِيّ عَن القُنوتِ فِي الصبحِ، فَقَالَ: بعد الركوعِ. قلتُ: عمنْ؟ قَالَ: عَن أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ ".
قَالَ الْأَثْرَم: قَالَ لي أَبُو عبد الله: يحفظ عَاصِم، عَن أبي عُثْمَان، عَن أبي بكر وَعمر؟ قلت: لَا أعرف إِلَّا حَدِيث العوامِ بن حمزةَ فِي الْقُنُوت - يَعْنِي. قَالَ: فَإِنِّي استغربته وَافق هَذَا الشَّيْخ. يَعْنِي وَافق عَاصِمًا الأحولَ ثمَّ قَالَ: ثَنَا يُونُس بن مُحَمَّد، نَا حَمَّاد بن زيد، عَن عَاصِم الْأَحول، عَن أبي عُثْمَان " أَن أَبَا بكر وَعمر قنتا فِي الصُّبْح بعد الرُّكُوع ".
مُحَمَّد بن كثير الْبَصْرِيّ، نَا شُعْبَة، عَن عَاصِم، عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ، قالَ:" صليت خلفَ عمرَ، فقنتَ بعدَ الركوعِ ".
ابْن عقدةَ، نَا الحسينُ بنُ مُحَمَّد الْجعْفِيّ، نَا ثَعْلَب بن الضَّحَّاك، حَدثنِي يحيى بن إِبْرَاهِيم بن الْمُغيرَة، عَن أَبِيه، عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الْأَعْلَى، [ق 56 - أ] / عَن سُوَيْد ابْن غفلةَ قالَ:" صليتُ خلفَ أبي بكر وعمرَ، فقنتا ". وَكَانَ سُوَيْد يقنتُ فِي الْفجْر.
سَنَده مظلم.
قَالَ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ: رواهُ جَابر الْجعْفِيّ، عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ، عَن سُوَيْد، فَذكر عَن أبي بكر وعمرَ وعثمانَ وَعلي وابنِ عباسٍ، قالَ: كلهم قنتَ فِي الفجرِ.
جَابر رَافِضِي واه.
عبيد بن الصَّباح - ضَعِيف - نَا مبارك بن فضَالة، عَن عَليّ بن زيد، عَن أبي رَافع، عَن أَبِيه قَالَ:" قنتَ النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] وَأَبُو بكرٍ وعمرُ وعثمانُ، وأئمةُ العدلِ والجورِ ".
سندهُ واهٍ.
الربيعُ، قَالَ الشَّافِعِي: قنتَ بعد رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] فِي الصُّبْح وَأَبُو بكر وعمرُ وَعلي، كلهم بعد الركوعِ، وعثمانُ بعضَ إمارتِهِ، ثمَّ قدم الْقُنُوت قبل الرُّكُوع، وَقَالَ: ليدركَ من سبق بالصلاةِ الركعةَ.
خَالِد الْحذاء، عَن مُحَمَّد:" سألتُ أنسا: هَل قنتَ عمرُ؟ قالَ: نعمْ، وَمن هُوَ خيرٌ من عمر؛ رسولُ الله [صلى الله عليه وسلم] بعد الرُّكُوع ".
صحيحٌ.
ابْن عيينةَ، حَدثنِي مخارقٌ، عَن طارقِ بن شهَاب قَالَ:" صليتُ خلفَ عمرَ الصبحَ فقنتَ ".
يحيى القطانُ، عَن جَعْفَر، حَدثنِي أَبُو عُثْمَان قَالَ:" كُنَّا نجيء وَعمر يؤم الناسَ، ثمَّ يقنتُ بِنَا بعدَ الركوعِ؛ يرفعُ يديهِ حَتَّى يَبْدُو كفاهُ، وَيخرج ضبعيهِ ".
جَعْفَر هُوَ ابنُ ميمونَ بياع الأنماط صَالح.
رَوَاهُ الثَّوْريّ عَن جَعْفَر مُخْتَصرا.
أَبُو معمرٍ، نَا عبد الْوَارِث، نَا مُوسَى أَبُو الْعَلَاء الْعُتْبِي، حَدثنِي أَبُو عثمانَ النَّهْدِيّ قالَ:" حججْت فِي الْجَاهِلِيَّة، ورجعتُ إِلَى أَهلِي، ثمَّ بعثَ إِلَيْهِم النبيُّ [صلى الله عليه وسلم] يصدقونني، قَالَ: ثمَّ ذهبتُ أطلبُ رسولَ الله [صلى الله عليه وسلم] فَوَجَدته قد ماتَ، ثمَّ كَانَ أَبُو بكر قل مَا لبث، ثمَّ أتيتُ عمرَ، فمكثتُ عِنْده شَهْرَيْن، فَكَانَ يقنتُ فِي صَلَاة الْغَدَاة بعد الرُّكُوع ".
آدم وَجَمَاعَة، نَا شعبةُ، عَن حَمَّاد، عَن إِبْرَاهِيم، عَن الْأسود قَالَ:" صليتُ خلفَ عمرَ فِي السفرِ والحضرِ مَا لَا أحصيِ، فَكَانَ يقنتُ فِي الركعةِ الثانيةِ من صلاةِ الصبحِ، وَلَا يقنتُ فِي سَائِر صلاتهِ ".
سندهُ صحيحٌ.
الطَّحَاوِيّ، ثَنَا بكار، نَا أَبُو داودَ، ثَنَا همام، عَن قتادةَ، عَن أبي رافعٍ، قالَ: صليتُ خلفَ عمرَ الصبحَ فَقَرَأَ بالأحزاب، فسمعْتُ قنوتَه وَأَنا فِي آخر الصفُوفِ ".
سقط بعد قَتَادَة: الْحسن.
يزِيد بن زُرَيْع، نَا سعيد، عَن قَتَادَة " أَن الْحسن وَبكر بن عبد الله حَدَّثَاهُ أَن أَبَا رَافع كَانَ يُصَلِّي الصبحَ مَعَ عمرَ، فقنتَ فِيهَا بعدَ الرُّكُوع يسمعُهم الدُّعَاء ".
الفلاسُ، نَا سعيد بن عَامر، عَن هِشَام، عَن ابْن سِيرِين، عَن معبد بن سِيرِين:" صليتُ خلفَ عمرَ صلاةَ الصُّبْح، فقنتَ [ف 56 - ب] بعد الرُّكُوع بالسورتين - يَعْنِي: اللَّهُمَّ إِنَّا نستعينك ". كَانَ بَعضهم يعدونه من الْقُرْآن.
الأثرمُ، قَالَ أَبُو عبد الله: نَا إِسْمَاعِيل، عَن سَلمَة بن عَلْقَمَة، عَن ابْن سِيرِين، عَن أَخِيه يحيى بن سِيرِين قَالَ:" سَأَلت بِالْمَدِينَةِ فحدثوني أَن عمرَ قنتَ فِي الصبحِ بعد الركوعِ، فقرأها بَين السورتين: اللَّهُمَّ إِنَّا نستعينُكَ، واللهم إياك نعبدُ ".
الْأَثْرَم، نَا أَحْمد، نَا الْوَلِيد، نَا الْأَوْزَاعِيّ، عَن عبدةَ، عَن سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى " أَن عمرَ قنتَ فِي الصُّبْح بعد الْقِرَاءَة، قبل الرُّكُوع ".
قَالَ أَحْمد: مَا أعجب هَذَا؛ كل من روى من الكوفيينَ عَن عمرَ فِي الْقُنُوت قَالُوا: قبل الرُّكُوع، وكل من روى من الْبَصرِيين عَن عمر فِي الْقُنُوت، قَالُوا: بعد الرُّكُوع ".
أحمدُ بن الفراتِ، ثَنَا أَبُو دَاوُد، نَا شُعْبَة، عَن الحكم، عَن مقسم، عَن
ابْن عَبَّاس قالَ: " صليت خلفَ عمرَ، فَقَرَأَ بِهَاتَيْنِ السورتين: اللَّهُمَّ إياك نعبدُ، وَلَك نصلي ونسجدُ
…
" إِلَى قَوْله: "" إِن عذابك بالكفار مُلْحق ".
الْأَثْرَم، أَنا أَحْمد، نَا ابْن فُضَيْل، نَا حجاج بن أَرْطَاة، عَن عَيَّاش العامري، عَن ابْن مُغفل قَالَ:" اجْتمع عمرُ وَعلي وَأَبُو مُوسَى أَن يقنتوا فِي الفجرِ قبل الركوعِ "، وعجبَ أَبُو عبد الله من حَدِيث عَيَّاش هَذَا، فَقلت لَهُ: قد رَوَاهُ حَمَّاد بن سَلمَة عَن حجاج.
عُثْمَان الدَّارمِيّ، ثَنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، ثَنَا حَمَّاد، أَنا ثَابت أَن أَبَا رافعٍ وَأَبا عُثْمَان قَالَا:" صلينَا خلف عمر، فَكَانَ يقنتُ فِي صَلَاة الفجرِ بعد الركوعِ، ويجهر بِصَوْتِهِ حَتَّى يسمعَ صَوته (خارقاً) من الْمَسْجِد ".
النُّفَيْلِي، ثَنَا خُلَيْد بن دعْلج، عَن قَتَادَة، عَن أنس قَالَ:" صليتُ خلفَ رسولِ اللهِ [صلى الله عليه وسلم] فقنت، وخلفَ عمرَ فقنتَ، وَخلف عثمانَ فقنتَ ".
خَالفه مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن أبي دَاوُد فَقَالَ: ثَنَا خُلَيْد، عَن قتادةَ، عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ:" قنتَ رسولُ اللهِ، وَأَبُو بكرٍ وعمرُ وعثمانُ بعدَ الركوعِ، ثمَّ تَبَاعَدت الديار، ونأتِ المنازلُ، فطلبوا إِلَى عثمانَ، فجعلَ القنوتَ قبلَ الركوعِ ليدركوا الركوعَ ". النُّفَيْلِي أوثق
هشيم، عَن حُصَيْن قَالَ: " صليتُ الغداةَ، فصلى خَلْفي زِيَاد بن عُثْمَان فقنت، فَلَمَّا قضيتُ صَلَاتي قالَ لي: مَا قلتَ فِي قنوتك؟ قلتُ لهُ: ذكرتُ الله تَعَالَى، وهؤلاءِ الكلماتِ: اللَّهُمَّ إِنَّا نستعينكَ، اللهمَّ إياكَ نعبدُ
…
إِلَى آخرِهما.
فَقَالَ زِيَاد: كَانَ كذلكَ يصنعُ عمرُ وعثمانُ ".
شعبةُ، وسفيانُ، عَن أبي حُصَيْن، عَن عبد الله بن معقل قَالَ:" كانَ عَليّ، وَأَبُو مُوسَى يقنتان [ق 57 - أ] / فِي صلاةِ الغداةِ ".
معاذُ بن معَاذ، نَا شعبةُ، عَن عبيد أبي الْحسن، عَن عبد الله بن معقل،
قَالَ: " شهدتُ عليا قنتَ فِي صلاةِ الفجرِ بعدَ الركوعِ، وَيَدْعُو فِي قنوته على خَمْسَة رهطٍ ".
يُوسُف بن عدي، نَا أَبُو الْأَحْوَص، عَن مغيرةَ، عَن إِبْرَاهِيم، قَالَ:" كانَ عبدُ الله لَا يقنتُ فِي الفجرِ، وأولُ مَا قنتَ فِيهَا عَليّ، وَكَانُوا يرَوْنَ أَنه فعل ذَلِك؛ لِأَنَّهُ كَانَ مُحَاربًا ".
جرير، عَن مغيرةَ، عَن إبراهيمَ:" إِنَّمَا كَانَ عَليّ رضي الله عنه يقنتُ هَاهُنَا؛ لِأَنَّهُ كَانَ مُحَاربًا، فَكَانَ يَدْعُو على أعدائه فِي الْقُنُوت، فِي الْفجْر وَالْمغْرب ".
شريك، عَن فطر، عَن حبيب بن أبي ثَابت، عَن عبد الرَّحْمَن بن سُوَيْد الْكَاهِلِي قَالَ:" كَأَنِّي أسمعُ علياَ رضي الله عنه فِي الفجرِ حينَ يقنتُ، وهوَ يَقُول: اللَّهُمَّ إِنَّا نستعينك ونستغفرك ".
رَوَاهُ ابْن مهْدي، عَن سُفْيَان، عَن حبيب.
سُفْيَان، عَن سَلمَة بن كهيل، عَن (عبد الرَّحْمَن بن معقل)" أَن علياّ صلى المغربَ، فقنتَ بعد الركوعِ ".
أَبُو داودَ، نَا شُعْبَة، عَن حُصَيْن، عَن عبد الرَّحْمَن بن معقل قَالَ:" صليتُ خلف عَليّ المغربَ، فقنتَ يَدْعُو على أبي الأعورِ، وَغير واحدٍ ".
الْعَقدي، ثَنَا سُفْيَان، عَن هِشَام، عَن ابْن سِيرِين " أَن معَاذًا أَبَا حليمةَ كانَ يقولُ فِي القنوتِ: اللَّهُمَّ قُحط المطرُ، فَقولُوا: آمين ".
عبد الرازق، عَن ابْن المجالد، عَن أَبِيه، عَن إبراهيمَ، عَن علقمةَ:" كانَ عَليّ وَمُعَاوِيَة يقنتان فِي الركعةِ الأخيرةِ من الصلاةِ حينَ حاربا ".
وروى مجَالد - وَلَيْسَ بِقَوي - عَن إِبْرَاهِيم، عَن عَلْقَمَة وَالْأسود قَالَا:
" مَا قنتَ رسولُ الله [صلى الله عليه وسلم] إِلَّا إِذا حَارب؛ فَإِنَّهُ كانَ يقنتُ فِي الصلواتِ كلهنَّ، وَلَا قنتَ أَبُو بكر وَلَا عمرُ وَلَا عثمانُ، وقنتَ عَليّ فِي الصَّلواتِ حينَ حاربَ أهلَ
الشامِ، وكانَ معاويةُ يقنت أَيْضا؛ كل واحدٍ مِنْهُمَا على صَاحبه ".
قلت: فَهَذَا يُوضح أَنهم قنتوا، وَأَنَّهُمْ تركُوا، وَأَنَّهُمْ كَانُوا لَا يرَوْنَ الْقُنُوت راتباً فِي الصبحِ.
وَبِهَذَا تتوفق الأحاديثُ كلهَا، مَعَ أَن بعضَ الصَّحَابَة كَانَ يدمنُهُ، وَفِي التابعينَ جماعةٌ فعلوهُ راتباً.
مَالك، عَن هِشَام، عَن أَبِيه عُرْوَة، أَنه كَانَ يقنتُ فِي الفجرِ قبلَ الركوعِ.
وَقَالَ داودُ بن قيس: كَانَ أبانُ بن عُثْمَان وَأَبُو بكر بن مُحَمَّد يقنتان فِي الصبحِ.
معمر، عَن ابْن طَاوس، عَن أَبِيه قَالَ: إِنَّمَا القنوتُ طاعةُ اللهِ. فكانَ يقنتُ بِأَرْبَع آياتٍ من أولِ البقرةِ، ثمَّ {إِن فِي خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض} الْآيَة و {الله لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الْحَيّ القيوم} ثُمَّ {لله مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْض} . حَتَّى يختمَ البقرةَ، ثمَّ:{قل هُوَ الله} والمعوذتين [ق 57 - ب] / ثمَّ: (اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعبدُ) إِلَى آخِره، ثمَّ:(اللهمَّ إنَّا نستعينكَ ونستغفرُكَ) إِلَى آخِره.
ورواهُ ابْن جريج، عَن ابْن طَاوس، وَزَاد:" كَانَ أبي يَقُولهَا فِي الصبحِ، وكانَ لَا يجهرُ بِهِ ".
مُحَمَّد بن نصر قَالَ: قَالَ ابْن وهب: لكني أرى الْقُنُوت بعد الرُّكُوع؛ للَّذي جاءَ عَن النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] ، وجاءَ عَن عمرَ بن عبد العزيزِ أَنه كانَ يأمرُ بهِ.
ورَوى عَطاء، عَن عبيد بن عُمَيْر، أَنه قنتَ فِي الصبحِ، وَكَذَا عَن مجاهدٍ.
الْأَصَم، نَا سعيد بن سعد الحجواني، ثَنَا جُنَيْد الْحجام قَالَ: خلف فِينَا جَعْفَر بن مُحَمَّد، فَسَأَلته عَن الْقُنُوت فَقَالَ: لَو تركت القنوتَ، لظننتُ أَنِّي تركتُ شَيْئا من صَلَاتي.
وَعَن ابْن أبي ليلى القَاضِي قَالَ: مَا كنتُ لأصلي خلفَ من لَا يقنتُ.
وَكَانَ يقنت فِي الصبحِ، لَكِن قبل الركوعِ، كمالكٍ.
وَعَن اللَّيْث أَنه كَانَ يقنتُ فِي الصبحِ.
وَعنهُ كَرَاهِيَة الْقُنُوت جملَة.
وَأهل مَكَّة يقنتون؛ كَابْن جريج وَغَيره.
فَأَما من لم ير الْقُنُوت سنة، فالحنفية؛ فَقَالَ إِبْرَاهِيم بن عبد الله السَّعْدِيّ، أَنا سلم أَبُو مقَاتل السَّمرقَنْدِي، عَن نصر بن عبد الْكَرِيم قَالَ: سألتُ أَبَا حنيفةَ عَن القنوتِ إِذا كنت خلفَ الإمامِ، قالَ: القنوتُ عِنْدِي بِمَنْزِلَة التَّشَهُّد؛ يقنتُ من خلف الإِمَام فِي أنفسهم كَمَا يقنتُ الإمامُ.
وروى أصبغ وَجَمَاعَة، عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم، قَالَ: سُئِلَ مَالك عَن الْقُنُوت فِي الصبحِ، قَالَ: الَّذِي أدْركْت عَلَيْهِ النَّاس، وَهُوَ أَمر النَّاس الْقَدِيم، فالقنوت قبل الرُّكُوع، وَبِه آخذُ. قلتُ: فالقنوت فِي الْوتر؟ قَالَ: لَيْسَ فِيهِ قنوتٌ.
وَقَالَ ابْن وهب: سمعتُ مَالِكًا يَقُول: الَّذِي آخذُ بِهِ فِي خَاصَّة نَفسِي، القنوتُ فِي الْفجْر قبل الركوعِ.
وقالَ ابْن وهب: كَانَ مَالك وَاللَّيْث لَا يرفعان أَيْدِيهِمَا فِي القنوتِ.
وَقَالَ أَبُو نعيم: سمعتُ الثَّوْريّ يَقُول: إِن قنتَ فحسنٌ، وَإِن ترك فَحسن.
وَقَالَ عَليّ بن الْجَعْد: سمعتُ سفيانَ الثَّوْريّ، وسئلَ عَن الْقُنُوت فِي الفجرِ، فَقَالَ: لَا بَأْس بِهِ، وَأما نَحن فَلَا نفعله.
وَقَالَ الحسينُ بن حَفْص، عَن سُفْيَان قَالَ: مِنْهُم من قنتَ، وَمِنْهُم من لم يقنتْ، وَلَكِن لَا يُعجبنِي القنوتُ فِي الْفجْر.
وَقَالَ إِسْحَاق الْحَرْبِيّ: سمعتُ أَبَا ثَوْر يَقُول لأبي عبد الله أَحْمد بن حَنْبَل: مَا تقولُ فِي الْقُنُوت فِي الْفجْر؟ قَالَ: إِنَّمَا يكون الْقُنُوت فِي النوازِلِ. فَقَالَ أَبُو ثَوْر: وَأي نَوَازِل أَكثر من هذِه النوازلِ الَّتِي نَحن فِيهَا.
آخِره.