الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الِاعْتِكَاف
362 -
[مَسْأَلَة] :
وَلَا يصحُّ إِلَّا فِي مسجدِ جماعةٍ.
وَقَالَ أَبُو حنيفةَ ومالكٌ وَالشَّافِعِيّ: يَصح فِي كل مسجدٍ.
ابنُ عيينةَ، عَن جامعِ بنِ أبي راشدٍ، عَن أبي وائلٍ قالَ:" قَالَ حذيفةُ لابنِ مسعودٍ: لقد علمت أَن رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] قَالَ: لَا اعتكافَ إِلَّا فِي الْمَسَاجِد الثلاثةِ - أَو قَالَ: مسجدِ جماعةٍ ".
رواهُ سعيدُ عنهُ.
استدلَّ أصحابُنا بِمَا رَوى الدارقطنيُّ، نَا عَليّ بنُ عبدِ اللهِ بن مبشرٍ، نَا عمارُ ابنُ خالدٍ، نَا إسحاقَ الأزرقُ، عَن جويبرٍ، عَن الضحاكِ، عَن حذيفةَ: سمعتُ رسولَ اللهِ [صلى الله عليه وسلم] يقولُ: " كل مسجدٍ لهُ مؤذنٌ وإمامٌ، فالاعتكافُ فيهِ يصلُحُ ".
وَهَذَا الحديثُ فِي نهايةِ الضعفِ.
363 -
[مَسْأَلَة] :
ويصحُّ بِلَا صومٍ، وبالليلِ وَحده.
وعنهُ: لَا - كقولِ أبي حنيفةَ ومالكٍ.
(خَ م) عبيدُ اللهِ، عَن نافعٍ، عَن ابنِ عمرَ، عَن عمرَ أنهُ قالَ: " يَا رسولَ اللهِ،
إِنِّي نذرتُ فِي الْجَاهِلِيَّة أَن أعتكفَ فِي الْمَسْجِد الحرامِ لَيْلَة. فقالَ لهُ: أوفِ بنذرِكَ ".
الدارقطنيُّ، نَا ابْن صاعدٍ، نَا محمدُ بن يعقوبَ بن عبدِ الوهابِ، نَا محمدُ بن فليح، عَن [عبيد اللهِ] بنِ عمرَ، عَن نافعٍ، عَن ابنِ عمرَ " أنَّ عمرَ كَانَ نذر فِي الجاهليةِ أَن يعتكفَ لَيْلَة فِي المسجدِ الحرامِ، فَلَمَّا كانَ الإسلامُ سألَ عنهُ رسولَ اللهِ [صلى الله عليه وسلم] فقالَ لهُ: أوفِ بنذركَ. فاعتكفَ عُمرُ لَيْلَة ".
قالَ الدارقطنيُّ: إسنادٌ ثابتٌ.
(خَ م) شعبةُ، عَن عبيدِ اللهِ، عَن نافعٍ، عَن ابنِ عمرَ، عَن عمرَ " أنهُ جعلَ على نفسِه [ق 95 - ب] / يَوْمًا يعتكفُهُ، فقالَ رسولُ اللهِ [صلى الله عليه وسلم] : أوفِ بنذرِكَ ".
فَهَذَا الظاهرُ أَنه نذرٌ آخرُ، ثمَّ لَا ذكرَ هَاهُنَا للصومِ. قَالُوا: قد جَاءَ الصومُ.
الدارقطنيُّ، نَا أَبُو طَالب الحافظُ، نَا هلالُ بنُ العلاءِ، نَا أبي، نَا الوليدُ بنُ مسلمٍ، عَن سعيدٍ بنِ بشيرٍ، عَن عبيد الله بن عمر، عَن نَافِع، عَن ابنِ عمرَ " أَن عمرَ نذرَ أَن يعتكفَ فِي الشركِ ويصومَ، فَسَالَ رسولَ اللهِ [صلى الله عليه وسلم] بعدَ إسلامِهِ فقالَ: أوفِ بنذرِكَ ".
قُلتُ: سعيدٌ ضُعِّفَ، ثمَّ إنَّ من نذرَ الصَّومَ لزمهُ، فَلم قُلتُم أنهُ شرطٌ فِي الاعتكافِ؟ !
وساقَ الدارقطنيُّ من حديثِ ابنِ عباسٍ أنَّ النبيَّ [صلى الله عليه وسلم] قَالَ: " ليسَ على المعتكفِ صيامٌ، إِلَّا أَن يجعلهُ على نفسهِ ".
قَالَ الدارقطنيُّ: لَا يرفعهُ غير شَيخنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق السُّوسِي.
قالَ المؤلفُ: هُوَ ثِقَة. قَالَ الخطيبُ: دخلَ بغدادَ وحدَّث أحاديثَ مُستقيمةً.
وَلَهُم الدارقطنيُّ، أَنا أحمدُ بن عميرِ بنِ يوسفَ فِي الإجازَةِ، أَن محمدَ بنَ هاشمٍ حدَّثهم، نَا سويدُ بنُ عبِدِ العزيزِ، نَا سفيانُ بنُ حسينٍ، عَن الزهريَّ، عَن عروةَ، عَن عائشةَ، أنَّ نبيَّ الله [صلى الله عليه وسلم] قالَ:" لَا اعتكافَ إِلَّا بصيامٍ ".
سويدٌ؛ قالَ أحمدُ: متروكٌ. وسفيانُ بنُ حسينٍ فِي الزهريِّ لينٌ.
عمرُو بنُ محمدٍ (العنقزيُّ) ، نَا عبدُ اللهِ بنُ بديلٍ، عَن عَمْرو بن دينارٍ، عَن ابْن عمر، عَن عمر " أَنه سألَ النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] عَن اعتكافِ عليهِ، فأمرهُ أَن يعتكفَ ويصومَ ".
قَالَ الدارقطنيُّ: تفردَ بِهِ ابنُ بديلٍ؛ وَهُوَ ضعيفٌ، رواهُ نافعٌ، عَن ابْن عمرَ، وَلم يذكر فِيهِ الصَّومَ؛ سمعتُ أَبَا بكرٍ النيسابوريَّ يقولُ: هَذَا حديثٌ منكرٌ؛ لأنَّ الثِّقَات من أصحابِ عَمْرو بن دينارٍ لم يذكروهُ؛ مِنْهُم: ابنُ جريج، وابنُ عيينةَ، وحمادُ بنُ سلمةَ، وحمادُ بنُ زيدٍ، وَغَيرهم. قَالَ: وابنُ بديلٍ ضعيفٌ.
ثمَّ قالَ الدارقطنيُّ: نَا الحسينُ بن إسماعيلَ، ثَنَا (إبراهيمُ بنُ مجشرٍ) نَا عبيدةُ بنُ حميدٍ، ثَنَا القاسمُ بنُ معنٍ، عَن عبدِ الملكِ بن جريج، عَن ابنِ شهابٍ، عَن سعيدٍ بن المسيَّب وَعُرْوَة، عَن عائشةَ " أَن رسولَ اللهِ [صلى الله عليه وسلم] كانَ يعتكفَ فِي العشرِ الأواخرِ من [ق 96 - أ] / رمضانَ، وأنَّ السُّنَّةَ للمعتكفِ أَن لَا يخرجَ إِلَّا لحاجةِ الإنسانِ،
وَلَا يتبعَ جنازةٌ، وَلَا يعودَ مَرِيضا، وَلَا يمسَّ امْرَأَة وَلَا يُبَاشِرهَا، وَلَا اعتكافَ إِلَّا فِي مسجدِ جماعةٍ، ويأمرُ من اعتكفَ أَن يصومَ ".
قَالَ ابنُ عديٍّ: إبراهيمُ بنُ مجشرٍ لهُ أحاديثُ مناكيرُ.
قَالَ الدارقطنيُّ: قولهُ: " إنَّ السُّنَّةَ للمعتكفِ
…
" يقالُ: إنَّهُ من كلامِ الزهريِّ، وَمن أدرجهُ فِي الحديثِ فقد وهم.
364 -
[مَسْأَلَة] :
إِذا شرطَ فِي اعتكافهِ الخروجَ إِلَى القُربِ، كعيادةِ المرضى، وصلاةِ الجنازةِ، وزيارةِ العلماءِ جازَ.
وَقَالَ مالكٌ: لَا يجوزُ اشتراطُ ذلكَ.
احتجَّ أَصْحَابنَا بحديثينِ ضعيفينِ.
(ق) ثَنَا أحمدُ بنُ منصورِ، نَا يونسُ بنُ محمدٍ، نَا الهياجُ الخراسانيُّ، نَا عنبسةُ بنُ عبدِ الرحمنِ، عَن عبدِ الخالقِ، عَن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه قَالَ: قالَ رسولُ اللهِ [صلى الله عليه وسلم] : " المعتكفُ يتبعُ الجنازةَ، ويعودُ المريضَ ".
هَذَا الحديثُ لَيْسَ بشيءٍ؛ عنبسةُ، قَالَ أَبُو حاتمٍ: كَانَ يضعُ الحديثَ.
وَقَالَ النسائيُّ: متروكٌ
…
والهياجُ، قَالَ أَحْمد: متروكُ الحَدِيث. وعبدُ الخالقِ، قالَ النسائيُّ: لَيْسَ بثقةٍ.
(د) ثَنَا محمدُ بنُ عِيسَى، نَا عبدُ السلامِ بنُ حربٍ، أَنا ليثُ بنُ أبي سليم، عَن عبدِ الرحمنِ بنِ القاسمِ، عَن أبيهِ، عَن عائشةَ قَالَت:" كانَ النبيُّ [صلى الله عليه وسلم] يعودُ المريضَ وَهُوَ معتكفٌ ".
قالَ أحمدُ: ليثٌ مضطربُ الحديثِ، وَلَكِن قد حدث عنهُ النَّاسُ.
وَقَالَ أَبُو حاتمٍ وَأَبُو زرعةَ: لَا يشتغلُ بهٍ؛ هُوَ مضطربُ الحديثِ.
وَاحْتَجُّوا بحديثِ عائشةَ المذكورِ فِي المسألةِ قبلهَا، وَقد سبقَ. تمَّ الاعتكافَ.