الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يدين الله بعقيدة الإمامة التي تنادي بها الشيعة، ويضلل من أجلها أبا بكر وعمر وعثمان وبقية الصحابة!
حبهم إيمان وتُقى وبغضهم نفاق وضلال
إنّ حب أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم إيمان وتُقى وبغضهم نفاق وضلال، من أحبهم فبحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحبهم، ومن أبغضهم فببغض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبغضهم.
مبغضهم في الدنيا ملعون وفي جهنم على وجهه مكدوس، وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (والذي نفسي بيده، لا يبغضنا أهل البيت أحدٌ إلا أدخله الله النار)(1).
يقول ابن الوزير رحمه الله: (وقد دلت النصوص الجمة المتواترة على وجوب محبتهم وموالاتهم، وأن يكون معهم، ففي الصحيح: (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا)، وفيه (المرء مع من أحب)، ومما يخص أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قول الله تعالى {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} فيجب لذلك حبهم وتعظيمهم وتوقيرهم واحترامهم والاعتراف بمناقبهم، فإنهم أهل آيات المباهلة والمودة والتطهير، وأهل المناقب الجمّة والفضل الشهير) (2).
(1) رواه الحاكم في المستدرك 3/ 150 وقال: (صحيح على شرط مسلم) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (5/ 643) حديث رقم (2488).
(2)
إيثار الحق على الخلق ص416
أما الإمام أبو بكر محمد بن الحسين الآجري فقد استخلص لك من رحيق هذه الأقوال عبيراً يُعطرّ به الأسماع إذ يقول: (واجب على كل مؤمن ومؤمنة محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بني هاشم، علي بن أبي طالب وولده وذريته وفاطمة وولدها وذريتها، والحسن والحسين وأولادهما وذريتهما، وجعفر الطيار وولده وذريته، وحمزة وولده (1)، والعباس وولده وذريته رضي الله عنهم، هؤلاء أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، واجب على المسلمين محبتهم وإكرامهم واحتمالهم وحسن مداراتهم، والصبر عليهم والدعاء لهم، فمن أحسن من أولادهم وذراريهم فقد تخلّق بأخلاق سلفه الكرام الأخيار الأبرار، ومن تخلق منهم بما لا يحسن من الأخلاق دُعي له بالصلاح والصيانة والسلامة، وعاشره أهل العقل والأدب بأحسن المعاشرة، وقيل له: نحن نجلك عن أن تتخلق بأخلاق لا تشبه سلفك الكرام الأبرار، ونغار لمثلك أن يتخلق بما نعلم أنّ سلفك الكرام الأبرار لا يرضون بذلك، فمن محبتنا لك أن نحب لك أن تتخلق بما هو أشبه بك وهي الأخلاق الشريفة الكريمة، والله الموفق لذلك) (2).
(1) لحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه من الذكور: (عمارة) أمه خولة بنت قيس بن فهد الأنصاري، و (يعلى) أمه أنصاريا الأوسية، قال ابن عبد البر:(كان له ولأخيه يعلى عند وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعوام ولا أحفظ لواحد منهما رواية، وكان حمزة يُكنى أبا عمارة، قلت-الكلام لابن عبد البر-: هو أكبر ولده فإن كان عاش بعده فله صحبة، فإنّ حمزة استشهد قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بست سنين وأشهر)، ولحمزة رضي الله عنه من الإناث (سلمى) و (أمامة) وهن صحابيات، وقد انقطع عقب حمزة رضي الله عنه بموت أبنائه دون عقب "الاستيعاب لابن عبد البر 1/ 353".
(2)
كتاب الشريعة ص832
ويقول في ص811: (فإن قال قائل: فما تقول فيمن يزعم أنه محب لأبي بكر وعمر وعثمان، متخلف عن محبة علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وعن محبة الحسن والحسين رضي الله عنهما، غير راضٍ بخلافة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، هل تنفعه محبة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم؟
قيل له: معاذ الله، هذه صفة منافق، ليست بصفة مؤمن، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه:(لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق)(1) وقال عليه السلام: (من آذى علياً فقد آذاني)(2)، وشهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي رضي الله عنه بالخلافة وشهد له بالجنة وبأنه شهيد، وأنّ علياً رضي الله عنه محب لله عز وجل ولرسوله، وأنّ الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم محبان لعلي رضي الله عنه وجميع ما شهد له به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الفضائل التي تقدم ذكرنا لها وما أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم من محبته للحسن والحسين رضي الله عنهما مما تقدم ذكرنا له. فمن لم يحب هؤلاء ويتولهم فعليه لعنة الله في الدنيا والآخرة، وقد بريء منه أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، وكذا من زعم أنه يتولى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ويحب أهل بيته، ويزعم أنه لا يرضى بخلافة أبي بكر وعمر ولا عثمان ولا يحبهم ويبرأ منهم ويطعن عليهم، فنشهد بالله يقيناً أنّ علي بن أبي طالب والحسن والحسين رضي الله عنهم براء منه، لا تنفعه محبتهم حتى يحب أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، كما قال علي بن أبي طالب
(1) رواه الترمذي- كتاب المناقب- مناقب علي بن أبي طالب- حديث رقم (3736).
(2)
صحيح بمجموع طرقه (انظر: السلسلة الصحيحة- حديث رقم (2295).
رضي الله عنه فيما وصفهم به، وذكر فضلهم، وتبرأ ممن لن يحبهم. فرضي الله عنه وعن ذريته الطيبة، هذا طريق العقلاء من المسلمين).
ويقول تقي الدين ابن تيمية: (واتباع القرآن واجب على الأمة بل هو أصل الإيمان وهدى الله الذي بُعث به رسوله، وكذلك أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تجب محبتهم وموالاتهم ورعاية حقهم.
وهذان الثقلان اللذان وصّى بهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فروى مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بغدير يدعى خُمّاً بين مكة والمدينة، فقال:(يا أيها الناس، إني تارك فيكم الثقلين – وفي رواية: أحدهما أعظم من الآخر – كتاب الله فيه الهدى والنور) فرغّب في كتاب الله، وفي رواية:(هو حبل الله، من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على الضلالة، وعترتي أهل بيتي. أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي) فقيل لزيد ابن أرقم: من أهل بيته؟ قال: أهل بيته من حرم الصدقة، آل العباس، وآل علي، وآل جعفر وآل عقيل.
والنصوص الدالة على اتباع القرآن أعظم من أن تذكر هنا. وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من وجوه حسان أنه قال عن أهل بيته: (والذي نفسي بيده، لا يدخلون الجنة حتى يحبوكم من أجلي)، وقد أمرنا الله بالصلاة على آل محمد، وطهرهم من الصدقة التي هي أوساخ الناس، وجعل لهم حقاً في الخمس والفيء، وقال صلى الله عليه وآله وسلم فيما ثبت في الصحيح: (إنّ الله اصطفى بني إسماعيل، واصطفى كنانة من بني إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى بني هاشم من قريش، واصطفاني من بني هاشم، فأنا خيركم نفساً