الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإلى هذا أشار الإمام مالك رحمه الله تعالى حين جاءه رجل يقول له: هلم أجادلك. قال: فإن غلبتك؟ قال: أتبعك. قال: فإن غلبتني؟ قال: تتبعني. قال: فإن جاء رجل ثالث فغلبنا؟ قال: نتبعه! فقال الإمام: هذا أمر يطول، أفكلما جاءنا رجل أجدل من رجل اتبعناه! أنت رجل شاك فاذهب إلى رجل شاك مثلك) (1).
لماذا لم يُذكر الأئمة في القرآن
؟
لقد أخبر الله تعالى في كتابه الكريم أنه نزّل على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم القرآن تبياناً لكل شيء، فقال عز من قائل {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ} (2).
وبيّن في موضع آخر من كتابه العزيز أنه لم يفرّط في هذا الكتاب من شيء فقال {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْء} (3).
فما من قضية أصولية يقوم عليها الدين إلا نص عليها القرآن الكريم وبيّنها أحسن بيان.
وما أجمل قول الإمام الصادق: (إنّ الله تبارك وتعالى أنزل في القرآن تبيان كل شيء، حتى والله ما ترك شيئاً يحتاج إليه العباد، حتى لا يستطيع عبدٌ أن يقول: لو كان هذا أُنزل في القرآن، إلا وقد أنزله الله فيه)(4).
(1) المنهج القرآني الفاصل بين أصول الحق وأصول الباطل ص23 - 24 بتصرف
(2)
سورة النحل آية 89
(3)
سورة الأنعام آية 39
(4)
الكافي- كتاب (فضل العلم) - (باب الرد إلى الكتاب والسنة) - حديث رقم (1) وتفسير القمي 2/ 452
فإن كان الأمر كذلك فإنّ المرء ليتساءل عن سند عقيدة (الإمامة)، فكتاب الإسلام العظيم (القرآن) تُذكر فيه مرات وتؤكد كرات الأصول التي يقوم عليها دين الإسلام، ولا ذكر فيه لشأن الأئمة الإثني عشر أو الإمامة من بعد الرسول رغم دعوى الشيعة الإثني عشرية كون الإمامة من الأصول بل من أعظم الأصول!
أوليس من العجيب أن يتحدث القرآن عن الجهاد تارة وعن السلم تارة أخرى ويناقش القضايا الأخلاقية ويفصّل في بعض الفقهيات كطريقة الوضوء والتيمم ويُصنّف أنواع المحرّمات من الطعام والشراب ثم يتجاهل إمامة الإثني عشر التي يصفها آل كاشف الغطاء بأنها (منصب إلهي كالنبوة)؟!
وكأني بالإمام علي بن أبي طالب وهو يرد على الخوارج في استدلالاتهم العقائدية التي لم ينطق بها القرآن يرد كذلك على الذين جعلوا إمامة الإثني عشر أعظم شيء في الدين وفضلوا الأئمة على المرسلين، في حين أنّ القرآن لم ينطق بها ولم يتطرق إليها!
يقول الإمام علي بن أبي طالب: (أم أنزل الله سبحانه ديناً ناقصاً فاستعان بهم على إتمامه؟! أم كانوا شركاء له، فلهم أن يقولوا وعليه أن يرضى؟! أم أنزل الله سبحانه ديناً فقصّر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن تبليغه وأدائه، والله سبحانه يقول {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْء} وفيه تبيان كل شيء)(1).
(1) نهج البلاغة ص61 رقم (18)(ومن كلام له عليه السلام في ذم اختلاف العلماء في الفتيا).