الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطعن في الصحابة يستلزم الطعن في الدين الذي نقلوه لهذه الأمة
إنه لا يمكن لأحد أن يثبت تواتر القرآن أو السنة النبوية إلا عن طريق الصحابة، ولن يستطيع أحد إثبات أنّ القرآن الذي بين أيدينا هو نفسه الذي أُنزل على محمد دون الرجوع إلى الصحابة، وإذا ما وُجهت السهام إلى نقلة القرآن ونقلة السنة النبوية وقُدح في ذممهم وفي دينهم سقط اعتبار ما نقلوه وتطرق إليه الشك.
ولهذا قال الإمام أبو زرعة الرازي: (إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدّى إلينا هذا القرآن والسنن أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا، ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة)(1).
كلمات ثقيلة العبارة
…
شديدة الألفاظ
…
لكن أبا زرعة لا يتصور من مسلم ينطق بالشهادتين ويؤمن بالقرآن وبسنة نبيه أن يشكك ويطعن في من نقل إليه هذا القرآن وهذه السنة ثم يدّعي بعد ذلك أنه مسلم يحب الإسلام ويقدّس القرآن والسنة!
إنّ الشيعة الإثني عشرية حينما يطعنون في عدالة الصحابة ويجرحونهم الليل والنهار لا يستطيعون أن يثبتوا بالمقابل تواتر القرآن الكريم من طريق غير طريق الصحابة، لأنّ من جمع القرآن هو أبو بكر والصحابة (الجمع الأول) ثم عثمان بن عفان والصحابة (الجمع الثاني) فإن كان هؤلاء منافقين فليبحث الشيعة حينئذ عن قرآن آخر!
(1) الكفاية ص49
ولو فرضنا جدلاً أنهم يُمكن نقل القرآن عن الإمام علي دون غيره من الصحابة فأين ذاك الإسناد الشيعي الذي يستند عليه الشيعة؟!
إنّ أهل السنة يفخرون بأنهم هم نقلة القرآن الكريم، ولديهم أسانيد متواترة للقرآن عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بينما ليس للشيعة ولو إسناد واحد ينقلون فيه القرآن عن آل البيت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سوى أسانيد أهل السنة (1)!
وقد طُولِب علماء الشيعة مراراً وتكراراً بأن يأتوا بإسناد شيعي واحد للقرآن يبتدأ برواة الشيعة وينتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مروراً بأئمة أهل البيت فلم نسمع شيئاً ولن نسمع.
أما السنة النبوية وهي المصدر الثاني للتشريع في الإسلام، فالطعن فيها آكد وأوضح، فقد أعرض الشيعة الإثني عشرية عن روايات الصحابة لأنهم منقلبون على أعقابهم، وتمسّكوا بروايات زرارة وأبي بصير وابن مسلم وأمثالهم من الكذّابين الوضّاعين الذين ابُتلي بهم أئمة أهل البيت!
ولعل في هذا ما يفسر ندرة الأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في كتب الحديث عند الشيعة الإثني عشرية في مقابل الأحاديث المروية عن الإمام علي أو الإمامين الباقر وجعفر الصادق!
حتى ليضطر المنصف إلى التساؤل: من هو الرسول المبلّغ عن الله تعالى الذي أُمرنا باتباعه؟ أمحمد بن عبد الله هو أم جعفر الصادق أم من؟ وما هي مكانة الرسول الذي نتكلم
(1) فحتى الأسانيد التي عن الإمام جعفر الصادق فكلها سنية! وليس للشيعة منها سندٌ واحدً!
عنه في المذهب الشيعي الإثني عشري؟ وأين تعاليمه؟ طالما حلّ محله غيره بهذا الشكل وصارت الكلمة للأئمة لا لرسول الأئمة وإمام الأئمة!
حاول بنفسك أن تتصفح أهم كتب الحديث عند الشيعة الإثني عشرية "الكافي، من لا يحضره الفقيه، تهذيب الأحكام، الاستبصار وغيرها" لترى قلة أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مقارنة بأحاديث الإمامين الباقر والصادق، وتأمل كيف صارت سنة محمد صلى الله عليه وآله وسلم مهمّشة في هذه الكتب وصار الأصل هو سنة الإمام!
حتى الأحاديث القليلة المروية عن رسول الله لا يخلو الكثير منها من حيث السند من ضعف، فلو أمسكت كتب الجرح والتعديل عند الشيعة الإثني عشرية (1) ورحت تتفحص الروايات على قلّتها فإنه سيتضح لديك أنّ أغلب هذه الأحاديث ضعيفة السند!
بينما ترى بأم عينك الفارق حينما تتصفح كتب الحديث عند أهل السنة، حيث تجد نفسك تعيش مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أقواله وعباراته وأوصافه، وتجد أنّ كلمات رسول الله هي الأصل وأنه الجوهر وكلمات غيره ثانوية يؤخذ منها ويُرد.
هذه حقيقة ملموسة، لا ينكرها إلا جاهل بكتب الحديث الشيعية المذكورة أو معاند مكابر.
إنّ غاية ما يبرر به علماء الشيعة هذه الفجوة الكبيرة بين الشيعة وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسنته هو حديث الإمام جعفر (حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله وحديث رسول الله قول الله عز
(1) كـ"رجال الكشي وابن الغضائري والنجاشي والطوسي وابن داود الحلي وغيرها".
وجل) (1) مع أنّ الحديث ضعيف عند علماء الشيعة أنفسهم لوجود (سهل بن زياد) الكذّاب (2) في سنده!
أو ربما يستدلون بحديث جابر الجعفي وغيره أنّ الإمام جعفر الصادق قال: (والله لو كنا نحدث الناس أو حدثناهم برأينا لكنا من الهالكين ولكنا نحدثهم بآثار عندنا من رسول الله صلى الله عليه وآله يتوارثها كابر عن كابر نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم)(3) مع أنّ هذه الرواية كافية بحد ذاتها لنسف المذهب كله، إذ كيف يكون رأي الإمام – الذي يُعتقد عصمته – موجباً للهلاك؟!
ثم ما هي تلك الكنوز التي ينسبها الشيعة الإثنا عشرية إلى الأئمة؟
أهي الروايات الشيعية المتواترة القائلة بتحريف القرآن (4)؟!
(1) الكافي – كتاب فضل العلم – باب (رواية الكتب والحديث) - حديث رقم (14).
(2)
قال النجاشي في "رجاله ص185": (سهل بن زياد أبو سعيد الآدمي الرازي، كان ضعيفاً في الحديث، غير معتمد عليه فيه، وكان أحمد بن محمد بن عيسى يشهد عليه بالغلو والكذب وأخرجه من قم إلى الري وكان يسكنها).
(3)
بصائر الدرجات ص320 – باب (في الأئمة أنّ عندهم أصول العلم) - حديث رقم (6).
(4)
مثل أبي الحسن العاملي في "المقدمة الثانية لتفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار ص36" وعدنان البحراني في "مشارق الشموس الدرية ص126" والمجلسي في "مرآة العقول 12/ 525" ويوسف البحراني في "الدرر النجفية ص298" الذين نصّوا على تواتر الروايات القائلة بالتحريف صراحة كما سيأتي.
بل إنّ آية الله العظمى أبو القاسم الخوئي – الزعيم الراحل للحوزة العلمية بالنجف- الذي عدّ القول بالتحريف خرافة وشنّع على القائلين به لم يستطع أن يخرج من مأزق كون بعض روايات التحريف
…
معتبرة السند في المذهب بل ومقطوع بصدورها عن الأئمة المعصومين حيث يصرّح في كتابه "البيان في تفسير القرآن ص226" قائلاً: (إنّ كثيراً من الروايات، وإن كانت ضعيفة السند، فإنّ جملة منها نُقِلت من كتاب أحمد بن محمد السياري الذي اتفق علماء الرجال على فساد مذهبه وأنه يقول بالتناسخ، ومن علي=
…
= ابن أحمد الكوفي الذي ذكر علماء الرجال أنه كذاب وأنه فاسد المذهب إلا أن كثرة الروايات تورث القطع بصدور بعضها عن المعصومين عليهم السلام ولا أقل من الاطمئنان بذلك، وفيها ما روي بطريق معتبر فلا حاجة بنا إلى التكلم في سند كل رواية بخصوصها)!!
فأين يذهب الذين يزعمون أنّ نِسبة القول بالتحريف للشيعة الإثني عشرية إنما هو فِرية من أعداء الدين وأعداء أهل البيت عليهم السلام؟! ألا يقرأ هؤلاء ما تُسطّره كتب علمائهم؟!
أم تِلك الروايات التكفيرية لعموم المسلمين النافية لقبول أعمالهم عند الله تعالى (1)؟!
(1) فقد روى الكليني في "الكافي" عن الفضيل بن يسار عن الإمام الباقر أنه قال: (إنّ الله نصب علياً عليه السلام علماً بينه وبين خلقه، فمن عرفه كان مؤمناً، ومن جاء بولايته دخل الجنة، ومن أنكره كان كافراً، ومن جهله كان ضالاً، ومن نصب معه شيئاً كان مشركاً، ومن جاء بعداوته دخل النار) وقد حكم بوثاقة الرواية آية الله العظمى الخميني في "كتاب الطهارة 3/ 316".
وروى البرقي في "المحاسن" والكليني في "الكافي" وغيرهما عن محمد بن مسلم عن الإمام الباقر أنه قال: (والله يا محمد من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله ظاهر عادل أصبح ضالا تائها وإن مات على هذه الحال مات ميتة كفر ونفاق، واعلم يا محمد أن أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضلوا وأضلوا فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون من ما كسبوا على شئ ذلك هو الضلال البعيد)، وقد حكم بصحة الرواية كل من البحراني في "الحدائق الناضرة 13/ 294" والميرزا القمي في "مناهج الأحكام ص646" والعاملي في "مدارك الأحكام 6/ 202" والخوانساري في "جامع المدارك 6/ 101".
أم هي الفتاوى الجنسية الغريبة التي يستحي المرء من ذكرها (1)؟!
(1) فقد روى الكليني في الكافي بسند صححه كل من المجلسي في "مرآة العقول 22/ 404" والمحقق يوسف البحراني في "الحدائق الناضرة 5/ 530" وآية الله العظمى محسن الحكيم في "مستمسك العروة 2/ 189" وآية الله العظمى محمد صادق الروحاني في "فقه الصادق (ع) 1/ 169" عن الإمام جعفر الصادق أنه قال: (النظر إلى عورة من ليس بمسلم مثل نظرك إلى عورة الحمار)!!
وقد أخذ بهذه الفتوى كل من الشيخ الصدوق والحر العاملي من القدماء، ومن المعاصرين آية الله العظمى محمد حسين فضل الله كما نقل ذلك عنه الشيخ جعفر مرتضى العاملي في كتابه "خلفيات مأساة الزهراء – الجزء الخامس" قول فضل الله:(إنّ حرمة النظر ناشئة من حرمة الجسد لدى صاحبه، مما يخفيه منه، لا من خلال حالة تعبدية في مثل هذه الموارد، ولذلك ورد أنه لا مانع من النظر إلى عورة الكافر فهي كعورة الحمار، من خلال عدم الإحترام له من قبل الشرع أو من قبل صاحبه. وفي ضوء ذلك قد يشمل الموضوع النظر إلى العورة عندما تكشفها صاحبتها، كما في نوادي العراة، أو السابحات في البحر في بعض البلدان أو نحو ذلك. بل قد يستوحي الإنسان جواز النظر إلى عورة الرجل، إذا كان ممن لا ينتهي إذا نهي تمرّداً أو مزاحاً، أو نحو ذلك، لأنه لا خصوصية للمرأة في تلك الرخصة، بل ربما كان التحفظ من المنع بالنسبة إلى المرأة أكثر من الرجل)!!
ويبدو أنّ الخطيب عدنان الموسوي قد أخذ بهذه الرواية بشكل جريء إذ صرّح في كتابه (كيف يلتقي الزوجان في مخدع الحب؟ ص221 طبعة دار المحجة البيضاء- بيروت) بأنه كان يشاهد أفلام جنسية غربية تعلم منها بعض طرق الجماع! ولا لوم على الرجل، فالفيلم الذي كان يشاهده لا يعدو أن يكون تصويراً لعورات ونكاح جماعة من الحمير لا يُستنكر النظر إليهم!!
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (كل أمتي معافى إلا المجاهرون)، نسأل الله العافية.
أم هي الروايات ذات النفس العنصري الشعوبي البغيض (1)؟!
(1) فقد نصت الروايات الشيعية على أنّ موقف الإمام جعفر الصادق وسائر الأئمة من بعض العرقيات كان موقفاً عنصرياً للغاية، وقد اعتمدت في نقل هذه النظرة على كتب الفقه المعتمدة لدى الطائفة لإثبات الأثر الكبير لهذه الكنوز على فقهاء الطائفة.
ففي السند والهند والقند والخزر ينص فقهاء الشيعة الإثني عشرية ومنهم الشيخ الجواهري في "جواهر الكلام 30/ 116" على أنه: (يكره نكاح الزنج، قال أمير المؤمنين عليه السلام: (إياكم ونكاحهم، فإنهم خلق مشوه) وقال الصادق عليه السلام: (لا تناكحوا الزنج والخزر، فإنّ لهم أرحاماً تدل على غير الوفاء، قال: والسند والهند والقند ليس فيهم نجيب، يعني القندهار)).
وفي الأكراد يقول العلامة الحلي في "منتهى المطلب 2/ 1003 الطبعة الحجرية": (مسألة: يكره له معاملة الأكراد ومخالطتهم ويتجنب مبايعتهم ومشاركتهم ومناكحتهم لما رواه الشيخ عن أبي الربيع الشامي قال: سألت أبا عبد الله (ع) قلت: إنّ عندنا قوماً من الأكراد وإنهم لا يزالون يجتنبون مخالطتهم ومبايعتهم، فقال (ع): يا أبا ربيع، لا تخالطوهم، فإنّ الأكراد حي من أحياء الجن كشف الله عنهم الغطاء فلا تخالطوهم).
وفي المصريين يقول العلامة يوسف البحراني في موسوعته الفقهية "الحدائق الناضرة 5/ 537": (روى في الكافي في الصحيح أو الحسن عن ابن أسباط عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (لا تغسلوا رؤوسكم بطين مصر، فإنه يذهب بالغيرة ويورث الدياثة)، أقول - الكلام للبحراني-: في قصة عزيز مصر حيث علم من زوجته مع يوسف على نبينا وآله وعليه السلام ما علم وغاية ما صدر عنه في المقام أنّ قال {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِين} )!!
وفي رواية الكليني في "الكافي 6/ 391 - رواية رقم (3) " عن الإمام علي بن أبي طالب أنه قال: (ماء نيل مصر يميت القلوب)، وروى المجلسي في "بحار الأنوار 57/ 210" عن ابن بابويه القمي (الملقب بالصدوق) عن الإمام جعفر الصادق قوله: (كان أبو جعفر يقول: نِعم الأرض الشام وبئس القوم أهلها اليوم، وبئس البلاد مصر، أما إنها سجن من سخط الله عليه من بني إسرائيل، ولم يكن دخل بنو إسرائيل مصر إلا من سخطة ومعصية منهم لله، لأنّ الله عز وجل قال "ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم" يعني الشام فأبوا أن يدخلوها وعصوا فتاهوا في الأرض أربعين سنة. قال: وما كان خروجهم من مصر ودخولهم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الشام إلا من بعد توبتهم ورضا الله عنهم. ثم قال أبو جعفر (ع): إني أكره أن آكل شيئاً طبخ في فخار مصر، وما أحب أن أغسل رأسي من طينها مخافة أن تورثني تربتها الذل وتذهب بغيرتي).
وروى الحميري القمي بإسناد عالٍ في "قرب الإسناد ص374 - 376" عن الإمام الرضا أنه قيل له: إنّ أهل مصر يزعمون أنّ بلادهم مقدسة. قال: وكيف ذلك؟ قلت: جعلت فداك، يزعمون أنه يحشر من جبلهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب. قال: لا، لعمري ما ذاك كذلك، وما غضب الله على بني إسرائيل إلا أدخلهم مصر، ولا رضي عنهم إلا أخرجهم منها إلى غيرها. ولقد أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى عليه السلام أن يخرج عظام يوسف منها، فاستدل موسى على من يعرف القبر، فدل على امرأة عمياء زمنة، فسألها موسى أن تدله عليه فأبت إلا على خصلتين: فيدعو الله فيذهب بزمانتها ويصيرها معه في الجنة في الدرجة التي هو فيها. فأعظم ذلك موسى، فأوحى الله إليه: وما يعظم عليك من هذا، أعطها ما سألت. ففعل، فوعدته طلوع القمر، فحبس الله القمر حتى جاء موسى لموعده، فأخرجه من النيل في سفط مرمر، فحمله موسى. ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله:(لا تغسلوا رؤوسكم بطينها، ولا تأكلوا في فخارها، فإنه يورث الذلة ويذهب الغيرة). قلنا له: قد قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال: نعم).
وقد خلُصَ فقيه الإمامية (الشهيد الأول) في "الدروس في فقه الإمامية 3/ 47" من هذه الروايات المتظافرة إلى حقيقة أنّ (ماء نيل مصر يميت القلوب، والأكل في فخارها وغسل الرأس بطينها يذهب بالغيرة ويورث الدياثة)!!
أم هي المسمّاه بطب الأئمة والتي فيها من الخرافة والعجائب المضحكة ما فيها (1)؟!
(1) لقد حشدت كتب الحديث الشيعية الكثير من غرائب الاستطباب التي لا يقبلها عقل أو شرع، وقد أعرضت عن أكثرها لئلا يُدّعى بأني قد حشدت في هذا الهامش الموضوعات والمكذوبات ورميت بها الطائفة ظلماً وعدواناً، فاخترت من تلك الروايات ما حكم المجلسي محقق "الكافي" بصحته أو حُسنه أو غيره من علماء الشيعة البارزين، وهي كالتالي: روى الكليني في الكافي بسند صححه كل من المجلسي في "مرآة العقول 22/ 129" وآية الله العظمى محسن الحكيم في "مستمسك العروة 5/ 537" وآية الله العظمى الخوئي في "كتاب الصلاة 2/ 277" عن الإمام جعفر الصادق أنه قال: (اللحم ينبت اللحم، ومن ترك اللحم أربعين يوماً ساء خلقه ومن ساء خلقه فأذّنوا في أُذنه)!! ولا عزاء للفقراء!
وروى الكليني أيضاً بسند حسّنه المجلسي في "مرآة العقول 22/ 177" عن الإمام جعفر الصادق أنه قيل له: (إنّ الناس يروون أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إنّ العدس بارك عليه سبعون نبياً، فقال: هو الذي يسمّونه عندكم الحُمّص ونحن نسمّيه العدس)!! فعليكم بالعدس لتحل عليكم بركات النبوة! سبحان الله .. كأنّ الرواية تتكلم عن المنّ والسلوى لا العدس الذي استبدل به بنو اسرائيل عطاء الله فقيل لهم {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْر} .
وروى الكليني أيضاً بسند صححه المجلسي في "مرآة العقول 22/ 191" عن الإمام جعفر الصادق أنه قال: (ما من شيء أُشارك فيه أبغض إليّ من الرمّان، وما من رمّانة إلا وفيها حبة من الجنة فإذا أكلها الكافر بعث الله عز وجل إليه ملكاً فانتزعها منه)!! وكأنّ مهمة الملائكة هي انتشال حبات الرمان المفقودة من أفواه الكفار!
وروى الكليني أيضاً بسند صححه المجلسي في "مرآة العقول 22/ 192" عن الإمام جعفر الصادق أنه قال: (من أكل حبّة من رمّان أمرضت شيطان الوسوسة أربعين يوماً)!! فكيف بمن يأكل عشرات الحبات؟ أظنه سيقضي على شيطان الوسوسة بالضربة القاضية ومن الجولة الأولى!
وروى الكليني أيضاً بسند حسّنه المجلسي في "مرآة العقول 22/ 193" عن الإمام جعفر الصادق أنه قال: (من أكل رمّانة على الريق أنارت قلبه أربعين يوماً)!! ما هذه الرمّانة العجيبة التي تؤثر كل هذا التأثير؟!
وروى الكليني أيضاً بسند موثق كالصحيح عند المجلسي في "مرآة العقول 22/ 198" عن الإمام جعفر الصادق أنه قال: (من أكل سفرجلة أنطق الله عز وجل الحكمة على لسانه أربعين صباحاً)!! فلو جمعت بين أكل سفرجلة ورمّانة فحتماً ستكون من أهل الجنة!