الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هل يُسمّي الرجل أبناءه بأسماء أعدائه
؟!
ربما يتفاجأ كثير من عامة الشيعة اليوم عندما يطّلعون على حقيقة ظلت مخفية عنهم لزمن طويل، لم تخطر لهم على بال، بل هي عند الأكثرين من الاستحالة بمكان ما دامت مرتبطة بمحبة أبي بكر وعمر.
فعادة ما يُظهر علماء الشيعة الإثني عشرية علاقة أهل البيت بكبار صحابة رسول الله (أبي بكر وعمر) وغيرهم من الصحابة بمظهر البغض المتبادل لكننا أمام دليل ملموس على نوع خاص من المعزّة والتقدير، يعبّر فيها أهل البيت عن حبهم وإجلالهم لأصحاب رسول الله حين يسمّون أبناءهم وبناتهم بأسماء ارتبطت ذهنياً عند الشيعة الإثني عشرية بالنفاق والكفر والانقلاب على الأعقاب.
فقد سمّى الإمام علي ابناً له من ليلى بنت مسعود بن خالد التميمية باسم (أبي بكر)(1) وابناً آخر له من أم حبيب بنت ربيعة باسم (عمر)(2) وابناً آخر له من أم البنين بنت حزام بن خالد باسم (عثمان)(3).
وسمّى الإمام الحسن ابنه أبا بكر (4)، وذكر الطبرسي ابناً آخر له أسماه الإمام الحسن باسم (عمر)(5).
(1) مقاتل الطالبيين ص91
(2)
الإرشاد 1/ 354
(3)
المصدر نفسه
(4)
كشف الغمة 2/ 198 وإعلام الورى 1/ 416
(5)
إعلام الورى 1/ 416
أما الإمام علي بن الحسين (زين العابدين) فقد سمّى أحد أبنائه باسم (عمر)(1).
كل ذلك تبركاً وتيمناً بصاحبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (أبي بكر وعمر).
وقد سمّى الإمام موسى بن جعفر (الكاظم) إحدى بناته (عائشة)(2)، وذكر الأربلي في كشف الغمة أنّ من أبناء هذا الإمام الجليل (عمر)(3).
وقد ائتسى الإمام علي بن موسى (الرضا) بأبيه الكاظم فسمّى ابنته بـ (عائشة)(4).
وكذلك فعل الإمام علي بن محمد (الهادي) فسمّى ابنته عائشة (5).
كل هذه الحقائق مذكورة ومسطرة في كتب الشيعة.
إنّ كل ذلك يؤكد أنّ الشيعة الإثني عشرية لا يقفون من الصحابة موقف أهل البيت من الصحابة، وإلا فهل من الشيعة من يرضى أن يُسمي ولده أبا بكر أو عائشة ما دام أهل البيت فعلوا ذلك؟ أم أنّ هذا خطأ آخر ارتكبه الأئمة يُضاف إلى جانب خطئهم في مبايعة أبي بكر وعمر وتنازل الحسن عن الخلافة!!
إننا بهذا نضع (حب الشيعة الإثني عشرية لأهل البيت) تحت الاختبار والمحك: فهل يقتدي الشيعة الإثنا عشرية بأهل البيت في تسمية أبنائهم بأسماء أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة كما فعل أهل البيت حسبما تروي كتب الشيعة الإثنى عشرية أنفسهم؟
فإن لم يفعلوا ذلك كان حبهم لأهل البيت ضرباً من الادعاء وما أسهل الدعاوى.
(1) منتهى الآمال 2/ 59 وكشف الغمة 2/ 302 والإرشاد 2/ 155 وإعلام الورى 1/ 493
(2)
الإرشاد 2/ 244 وإعلام الورى 2/ 36
(3)
كشف الغمة 3/ 31
(4)
كشف الغمة 3/ 60
(5)
كشف الغمة 3/ 177