الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شرعنة الكذب وعقلنة اللامعقول
!
لا يوجد دين من الأديان أو أمة من الأمم تقدّس الكذب وتُعطي له الشرعية والمصدّاقية باستثناء الشيعة الإثني عشرية!
لقد كنت في بداية دخولي هذا المعترك الصعب أستغرب قول تقي الدين ابن تيمية في "منهاج السنة النبوية 1/ 58": (وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد على أنّ الرافضة (1) أكذب الطوائف والكذب فيهم قديم ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب) بل وأعتبره من الأقوال المتشددة المتشنجة التي تمليها عادة التعصبات المذهبية القائمة آنذاك، لكني سبرت هذا القول وتفحصته جيداً فوجدته دقيقاً!
فعلماء الشيعة الإثنا عشرية ومراجعهم الكبار يسبغون على الكذب صفة الشرعية ويجاهرون بذلك دون استحياء.
فقد سُئِل آية الله العظمى أبو القاسم الخوئي: هل يجوز الكذب على المبتدع أو مروّج الضلال في مقام الاحتجاج عليه إذا كان الكذب يدحض حجته ويبطل دعاويه الباطلة؟
فأجاب: إذا توقف رد باطله عليه جاز (2)!
(1) أطلق علماء أهل السنة والجماعة هذا المصطلح على الشيعة الإمامية لاعتبارات منها: أنهم رفضوا الإمام الجليل زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب لما تولّى الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما لبغضهم لهما فسمّاهم الإمام زيد بالرافضة، وقيل: إنما سمّوا رافضة لرفضهم أبا بكر وعمر رضي الله عنهما. انظر: "مجموع الفتاوى 4/ 435" و"العبر 1/ 28".
(2)
صراط النجاة في أجوبة الاستفتائات 1/ 447 سؤال رقم (1245).
ولذلك لا تعجب من كثرة الأكاذيب التي شُحنت بها كتب الإثني عشرية ولا كثرة الكذب على الخصوم وعلى الصحابة بالذات إن عجز العالم الشيعي عن إثبات اعتقاده أو الرد على ما يثيره الخصوم.
نعم، لا تعجب إن مرّت بك روايات شيعية صحيحة الإسناد عند الطائفة لا تكذب على الخصوم ولا الصحابة بل تتجاوز ذلك لتكذب على الكواكب والمجرّات الأخرى!
روى الكليني عن عجلان أبي صالح قال: دخل رجل على أبي عبد الله (ع) فقال له: جعلت فداك، هذه قبة آدم عليه السلام؟ قال: نعم، ولله قباب كثيرة، ألا إنّ خلف مغربكم هذا تسعة وثلاثون مغرباً أرضاً بيضاء مملوّة خلقاً يستضيئون بنوره لم يعصوا الله عز وجل طرفة عين، ما يدرون خُلق آدم أم لم يُخلق، يبرؤون من فلان وفلان!
قال المجلسي: قوله عليه السلام (من فلان وفلان) أي من أبي بكر وعمر (1).
مخلوقات في كواكب أخرى
…
لكنها تتبرأ من أبي بكر وعمر!!
إنّ مثل هذه الروايات مسطّرة في بعض أبرز كتب الحديث المعتمدة عند الشيعة الإثني عشرية وقد حكم عليها بعض المحققين من علماء الإمامية بالصحة والاعتبار كالمجلسي في كتابه "مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول" وقد تتبعت هذه الرواية فوجدتها قد رويت بعدة أسانيد وألفاظ متقاربة المعنى بلغت عند الشيخ الصفّار وحده (إثني عشر رواية)(2)!
(1) الكافي – كتاب الروضة – حديث (301)، قال المجلسي في (مرآة العقول 26/ 167 - 168): صحيح.
(2)
بصائر الدرجات ص509 (باب في الأئمة أنّ الخلق الذي خلف المشرق والمغرب يعرفونهم ويأتونهم ويبرؤون من أعدائهم).