الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يأتي جواب الحائري على هذا التساؤل فيقول: (النفس هنا معناها الروح، يعني خرجت روحي من جسدي، فتبارك بها وامسح بها وجهك، ولأنّ روحه الزكيّة أفضل روح، وأشرف روح بين الأرواح، فهي مباركة طيبة. هذا إذا كانت روحه البشرية وأما إذا كانت النفس اللاهوتية (1)، فهي التي تنتقل من معصوم إلى معصوم، بعد وفاة كل منهم، وهي الملك المسدد الذي جاء في أخبارنا.
وفي بعض الروايات تتجسم كالزبدة على شفتي الإمام عند وفاته، فيتناولها الإمام من بعده بفمه ويأكلها.
وفي بعضها: تتجسم كالعصفور فيبلعها وصيه والإمام من بعده، كما جرى ذلك بين الإمامين الرضا والجواد عليهما السلام (2).
ولا يمكنني أن أجد تعليقاً مناسباً لمثل هذا الكلام!
8 - آية الله العظمى المولى ميرزا عبد الرسول الحائري الإحقاقي
يقول مجيباً على سؤال طُرح عليه عن إحدى روايات المذهب:
(وأما قوله عليه السلام: (إذا شئنا شاء الله) دلالة على أنّ مشيئتهم لا تخالف مشيئة الله مطلقاً بل كما قال مولانا الحجة أرواحنا فداه (بل قلوبنا أوعية لمشيئة الله إذا شئنا شاء الله)، أما مسألة أنّ حساب الناس عليهم .. إلخ، فقد تردد كثيراً في أخبارهم عليهم السلام وزياراتهم
(1)(اللاهوت) مصطلح استخدمه النصارى ومعناه عندهم (جوهر الله)، وعندنا أنّ هذه اللفظة لا تُطلق على الله عز وجل لكن ليس هذا موضع نقاش جواز إطلاق اللفظ على الله أم لا، لكن القصد الإشارة إلى المعنى المراد من اللاهوت.
(2)
الدين بين السائل والمجيب 2/ 75 - 76 سؤال رقم (256).
منها ما في الزيارة الجامعة الكبيرة (وإياب الخلق إليكم وحسابهم عليكم وفصل الخطاب عندكم) وغيره من الأخبار الدالة على هذا المعنى، وإليك بعض هذه الأخبار، ففي صحيح الكافي ج8 ص195 عن الباقر (ع)(إذا كان يوم القيامة جمع الله عز وجل الأوليين والآخرين لفصل الخطاب دعي رسول الله صلى الله عليه وآله ودعي أمير المؤمنين عليه السلام فيُكسى رسول الله صلى الله عليه وآله حلة خضراء تضيء ما بين المشرق والمغرب، ويكسى علي (ع) مثلها ثم يصعدان عندها ثم يدعى بنا فيدفع إلينا حساب الناس فنحن والله ندخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار)، وفي الكافي ج8 ص162 عن الكاظم (ع):(إلينا إياب هذا الخلق وعلينا حسابهم .. إلخ)، وفي أمالي الطوسي ص406 عن أبي عبد الله (ع):(إذا كان يوم القيامة وكلنا الله بحساب شيعتنا) وغيرها من الأخبار التي لا تقع تحت الحصر) (1).
ومن حقي أن أسجل ملاحظة صغيرة على هذا الكلام المغالي أقول فيها: لو أننا رضينا جدلاً بأنّ مشيئة الأئمة هي مشيئة الله تعالى، وأنهم لا يفارقون هذه المشيئة طرفة عين، لأكن مغالياً وأتقبل معك هذه الفكرة، لكن ما لا أستطيع أن أفهمه هو قول الرواية (إذا شئنا شاء الله)، فكأنّ الله تعالى عياذاً بالله صار تبعاً للأئمة وليست القضية فقط اتحاد مشيئة، ولو كان عند هؤلاء المغالون ذرة حياء وخشية من الله تعالى لنسبوا إلى الأئمة قولهم (إذا شاء الله شئنا) وليس العكس .. ولكن ليس بعد هذه الزندقة من عتب.
(1) مستدرك من أحكام الشريعة ص17