الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من المرتد - صحابة رسول الله أم هؤلاء
؟
أيها القارئ الحصيف
…
لن تحتاج معي إلى مزيد جهد أو إلى كثير إنصاف حتى تدرك الاعوجاج الواضح في الميزان الذي يُكال به صحابة رسول الله بل يُكال به كتاب الله المجيد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
أمامنا فريقان:
فريق طعن في كتاب الله مدعياً وقوع التحريف والتبديل فيه، على رأسه النوري الطبرسي - مؤلف كتاب المستدرك أحد الأصول الحديثية الثمانية لدى الاثني عشرية - والذي ألفّ كتاباً باسم "فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب" يقول فيه عن القرآن وعن وقوع التحريف فيه ما نصه:(فإنّ الاختلاف فيه كما يصدق على اختلاف المعنى وتناقضه كَنَفْيِه مرة وإثباته أخرى، وعلى اختلاف النظم كفصاحة بعض فقراتها البالغة حد الإعجاز وسخافة بعضها الآخر)(1).
وعدنان البحراني القائل: (الأخبار التي لا تحصى كثرة وقد تجاوزت حد التواتر ولا في نقلها كثير فائدة بعد شيوع القول بالتحريف والتغيير بين الفريقين وكونه من المسلمات عند الصحابه والتابعين بل وإجماع الفرقة المحقة وكونه من ضروريات مذهبهم وبه تضافرت أخبارهم)(2).
(1) فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ص211
(2)
مشارق الشموس الدرية ص126
والمجلسي القائل في معرض شرحه لحديث هشام بن سالم: (فالخبر صحيح، ولا يخفى أنّ هذا الخبر وكثير من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره، وعندي أنّ الأخبار في هذا الباب متواترة معنى، وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد عن الأخبار رأساً بل ظني أنّ الأخبار في هذا الباب لا يقصر عن أخبار الإمامة فكيف يثبتونها بالخبر؟)(1).
ويوسف البحراني القائل: (لا يخفى ما في هذه الأخبار من الدلالة الصريحة والمقالة الفصيحة على ما اخترناه ووضوح ما قلناه ولو تطرق الطعن إلى هذه الأخبار على كثرتها وانتشارها لأمكن الطعن إلى أخبار الشريعة كلها كما لا يخفى إذ الأصول واحدة وكذا الطرق والرواة والمشايخ والنقلة، ولعمري إنّ القول بعدم التغيير والتبديل لا يخرج من حسن الظن بأئمة الجور وأنهم لم يخونوا في الأمانة الكبرى مع ظهور خيانتهم في الأمانة الأخرى التي هي أشد ضررا على الدين)(2).
طعن هذا الفريق بالقرآن بكل وضوح قائلاً بوقوع التحريف فيه!
وفريق آخر (وهم صحابة رسول الله)
…
خطيئته التي لا يغفرها له الشيعة الإثنا عشرية هي أنه سلّم الخلافة لأبي بكر بدلاً من علي!
الفريق الأول الذي طعن في كتاب الله يعتذر له علماء الشيعة الإثني عشرية، وغاية ما يقولون فيه هي كلمة (أخطأوا)، (اجتهدوا وتأولوا ولا نوافقهم على ما ذهبوا إليه)، وليت شعري متى صارت مسألة حفظ كتاب الله أو تحريفه مناطاً للاجتهاد؟! وأي اجتهاد في قول هذا المجرم أنّ (في القرآن آيات سخيفة)! والله إنها لطامة كبرى.
(1) مرآة العقول 12/ 525
(2)
الدرر النجفية ص298
لكن علماء الشيعة اليوم يعتذرون للقائلين بالتحريف ولا يتبرأون منهم.
فهذا الشيخ علي الميلاني – من كبار علماء الشيعة اليوم –يقول في رسالته "عدم تحريف القرآن ص34" مدافعاً عن المجرم (الميرزا نوري الطبرسي) مؤلف كتاب "فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب": (الميرزا نوري من كبار المحدّثين، إننا نحترم الميرزا النوري، الميرزا نوري رجل من كبار علمائنا، ولا نتمكن من الاعتداء عليه بأقل شيء، ولا يجوز، وهذا حرام، إنه محدّث كبير من علمائنا)!
ويقول آية الله العظمى علي الفاني الأصفهاني في كتابه "آراء حول القرآن" بعد أن ذكر القائلين بالتحريف ورد على شبهاتهم: (الثاني: أنّ القائلين بالتحريف أوقعهم في شبهة التحريف كمال ورعهم وجمودهم على الأخبار وعدم دقتهم في أسانيدها ودلالاتها، وإلا فليس القول بالتحريف خرافة إذ هي ما لا أساس لها كالقصص الخيالية والأوهام المنسوجة والأحاديث المفتعلة الكاذبة)! (1)
انظر إلى التلطف بالعبارة مع القائلين بالتحريف وإلى إعذارهم بل والثناء عليهم ووصفهم بالورع! يا لذلك الورع البارد!
بينما لا يجد علماء الشيعة الإثني عشرية أدنى حرج في إطلاق ألفاظ الكفر والردة على الفريق الثاني (أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم!
فإن تساءلت: ما ذنب هؤلاء الصحابة؟ هل عبدوا غير الله؟ هل طعنوا في كتاب الله؟
ليس هذا ولا ذاك، إنما هو جرم أكبر
…
أعطوا الخلافة لأبي بكر ولم يعطوها لعلي بن أبي طالب!
(1) آراء حول القرآن ص131