الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يعتقد الشيعة الإثنا عشرية أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة الإثنى عشر أطهار، وهم يصرّحون بتنزيههم جميعاً عن الأقذار صغيرها وكبيرها بل عن الخطأ والنسيان لكنهم في الوقت ذاته ينسبون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الخطأ والغفلة والقذر بإدعائهم أنه غفل وأخطأ في اختيار من يُقرّب من أصحابه ومن يُصاهر منهم!
صمت صاحبي برهة ثم قال لي: معك حق.
كان صادقاً مع نفسه
…
لم يجد حرجاً في الاعتراف بحقيقة جسّها ضميره ..
ولا يعيب الإنسان أن يبحث ويفكر بهدوء بعيداً عن البطانة التي يقودها التعصب والهوى والتي تسوّل له الاستمرار في الخطأ.
ما أحوجنا إلى هذا التجرد، وما أحوجنا إلى التفكر في الطريق الذي نسير فيه .. قبل أن نهلك أو يعمّنا الهلاك.
المرء على دين خليله
هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
…
وتلك وصيته الخالدة في أن لا يصحب المؤمن التقي إلا أهل الإيمان والتقوى وأن لا يقترن الصالح إلا بامرأة صالحة تحفظه في دينه ودنياه.
روى الطوسي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل). (1)
(1) أمالي الطوسي ص518 حديث رقم (1135).
وحديثه صلى الله عليه وآله وسلم عن الجليس الصالح والجليس السوء أشهر ما يكون، إذ يقول:(إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يُحرق ثيابك وإما أن تجد ريحاً خبيثة)(1).
وعلى هذا النسق توالت الأحاديث النبوية وكذا أحاديث الأئمة.
فقد روى الإمام الصادق عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (أولى الناس بالتهمة من جالس أهل التهمة)(2).
ويقول الإمام علي فيما كتبه إلى الحارث الهمداني: (واحذر صحابة من يقبل رأيه ويُنكر عمله، فإنّ الصاحب معتبر بصاحبه)(3).
ويقول الإمام جعفر الصادق: (خمس خصال من فقد منهن واحدة لم يزل ناقص العيش زائل العقل، مشغول القلب، فأولها صحة البدن، والثانية الأمن، والثالثة السعة في الرزق والرابعة الأنيس الموافق، قلت: وما الأنيس الموافق؟ قال: الزوجة الصالحة، والولد الصالح والخليط الصالح، والخامسة وهي تجمع هذه الخصال: الدعة)(4)، فكيف يصح في العقل أن ينسب الشيعة الإثنا عشرية إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (الزوجة السوء) و (الخليط السوء) ثم يدّعون بعد ذلك أنهم لاينسبون إلى رسول الله السوء؟!
(1) مجموعة ورام 2/ 266 باب (ذكر جمل من مناهي رسول الله صلوات الله وسلامه عليه).
(2)
بحار الأنوار 72/ 90 ومعاني الأخبار ص196
(3)
بحار الأنوار 71/ 199 ومستدرك الوسائل 8/ 335 (باب تحريم مصاحبة الكذّاب) حديث رقم (9590).
(4)
الخصال ص284 (خمس خصال من لم تكن فيه واحدة) حديث رقم (34) وبحار الأنوار 71/ 186
وعن الإمام جعفر الصادق أيضاً أنه قال: (لا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره، ثم قال: أمرني والدي بثلاث ونهاني عن ثلاث (1)، فكان فيما قال لي: يا بني مَنْ يصحب صاحب السوء لا يسلم (2)، ومن يدخل مداخل السوء يُتهم ومن لا يملك لسانه يندم) (3).
وقد روي عن نبي الله سليمان عليه السلام أنه قال: (لا تحكموا على رجل بشيء حتى تنظروا إلى من يصاحب، فإنما يُعرف الرجل بأشكاله وأقرانه، ويُنسب إلى أصحابه وأخدانه)(4) فما أعظمه من حديث وما أقواها من دلالة.
وفي هذا يقول الشاعر:
…
عن المرء لا تَسَلْ وسل عن قرينه
…
فكل قرين بالمقارن يقتدي
بعد استعراض هذه الروايات ماذا يستطيع أن يقول المرء عن صحابة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعن الرجل الذي اختارهم ورضي بصحبتهم وقرّبهم وصاهرهم أو كانوا أصهاراً له؟!
أولى الناس بالتهمة من جالس أهل التهمة
…
لا تحكموا على رجل بشيء حتى تنظروا إلى من يصاحب، فإنما يُعرف الرجل بأشكاله واقرانه، ويُنسب إلى أصحابه وأخدانه
…
ما صدى هذه الكلمات في نفسك وفي ضميرك؟
(1) لاحظ أنّ الوصية هنا من الإمام الباقر إلى ابنه الإمام الصادق – وكلاهما معصومان عند الشيعة الإثني عشرية – فانظر إلى حرص الباقر على الصحبة الصالحة وانظر بالمقابل إلى الذين ينسبون إلى رسول الله أنه ما أحسن اختيار أصحابه ولا أصهاره ولا حتى زوجاته! ولا حول ولا قوة إلا بالله
(2)
نعم لا يسلم من يصاحب صاحب السوء، لا يسلم من تشويه السمعة، ومن الاتهام بالباطل، ومن نسبة أفعال صاحبه إليه.
(3)
بحار الأنوار 71/ 191
(4)
بحار الأنوار 71/ 188 عن كنز الفوائد للكراجي