الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب منه
الملقي: شيخنا في هذا الوقت ظهرت الأشعرية وغيرها من الفرق الضالة، وبعض إخواننا يسأل: هل الأشاعرة من أهل السنة؟ وبعض إخواننا يقوم بالتحدث مع بعض أفرادهم الذين قد أُشربوا حبهم في قلوبهم، فنجد هؤلاء الإخوة يسارعوا في تكفير هؤلاء الغلمة الذين يعتقدون هذا الاعتقاد؛ فما توجيهكم في هذا؟
الشيخ: يا أخي موضوع التكفير أظن انتهينا منه -إن شاء الله- أنه أمر خطير وخطير جداً، ولا يجوز المبادرة إلى التكفير، قلنا آنفاً: إلا بعد الاستيضاح عن عقيدة هذا الذي يراد تكفيره، في جلسة سابقة ذكرنا لا بد من إقامة الحجة ولو ظهر منه بعد بيانه وإعرابه عن نفسه بلسانه لا بد من إقامة الحجة عليه أن هذا كفر يخالف الكتاب والسنة، فمن الخطر ومن التشدد بل ومن التشبه بالخوارج السابقين أن نبادر إلى تكفير إخواننا المسلمين الذين يشاركوننا في شهادة أن لا إله إلا الله ويصلون صلاتنا ويصومون صيامنا، ويستقبلون قبلتنا، هذه الأمور الإيجابية التي يشاركوننا فيها، ما ينبغي أن نهدرها ولا نقيم لها وزناً، لمجرد أننا رأينا فيهم انحرافاً، لا بد أنه يجب علينا أن نكون عوناً لهم على تحريفهم
عن انحرافهم، أما أن نقول رأساً: هؤلاء كفرة، أو ارتدوا عن دينهم، فهذا من شأن المسلم الصالح العارف بالكتاب والسنة
…
اصبر. أما أنه الأشاعرة والماتريدية هل هم من أهل السنة والجماعة؟ أنا أقول: هم من أهل السنة والجماعة في كثير من عقائدهم، ولكن في عقائد أخرى انحرفوا عن أهل السنة والجماعة إما إلى الجبرية، وإما إلى الاعتزالية ونحو ذلك، فهم ما داموا أنهم لا يتبنون المنهج الذي نحن ندعو إليه من اتباع الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح فهم بلا شك سيخرجون في قليل أو كثير عن الخط المستقيم الذي عليه السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أنا لا أرى أن نقول: إنهم ليسوا من أهل السنة والجماعة إطلاقاً، ولا أن نقول: إنهم هم من أهل السنة والجماعة إطلاقاً؛ لأنهم في الحقيقة كما قال الله عز وجل ولو في غير هذه المناسبة: {خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 102].
(الهدى والنور /673/ 06: 00: 00)