الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جلسات الذكر الجماعي عند الصوفية
سؤال آخر: هل يوجد هناك أي أحاديث تدل على جلسات الذكر كما هي عند المتصوفين، يعني: أن يكون ذكراً جماعياً؟
الشيخ: لا يوجد في السنة ولا في أقوال السلف والأئمة ذكر على الصفة التي يجري عليها الصوفية، وهو اجتماعهم في ذكر الله عز وجل على صوت واحد، وعلى وتيرة واحدة ونغمة واحدة، بل هذا مما لا شك فيه أنه من محدثات الأمور؛ لأن كل عبادة لم تكن معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفي القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية فهي بلا شك تكون بدعة ضلالة، لا صلة لها بالعبادة المشروعة، وبخاصة إذا كان هذا النوع من الذكر المبتدع يقترن به تمايل يميناً ويساراً، مما يشبه الرقص، فهذا بلا شك يخرج عن كونه بدعة إلى كونه محرماً، لأنه يصدق عليهم قول الله عز وجل في غير المسلمين:{اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا} [الأعراف: 51] ولذلك قال بعض العلماء بأن المكان الذي يجتمع فيه لمثل هذا الذكر يجب حفره وتنظيف الأرض منه لشدة ما تلوث
بالمعصية المزدوجة ابتداعاً وحراماً، وقال بعض الفقهاء الشعراء ذاماً لأمثال هؤلاء:
أيا جيل ابتداع شر جيل
…
لقد جئتموا بأمر مستحيل
أفي القرآن قال لكم إلهي
…
كلوا مثل البهائم وارقصوا لي
حاشاه.
لذلك فمثل هذا الذكر لا يشك أهل العلم والذكر أنه مبتدع في الإسلام، فلا يجوز للمسلم ليس فقط أن يذكر هذا الذكر، بل لا يجوز لهم أن يخالطهم وأن يجلس معهم.
ومن خير ما ألف في هذا الصدد رسالة لأحد علماء الحنفية وهو المعروف بالشيخ محمد الحلبي صاحب الكتاب المعروف عند الحنفية بحلبي صغير، يعني: فقه، له رسالة اسمها: الرهص والوقص لمستحل الرقص، هذا الرقص ليس الرقص الأوروبي، هذا مع الأسف الصوفي، ولا أقول: الرقص الإسلامي كما يقول الأوروبيون. هذا جواب ما سألته.
(الهدى والنور / 57/ 24: 17: .. )
السائل: لقد سمعت من أحد الشيوخ بعض الصوفيين أنه ذكر حديثاً أو ما هو بزعمه، أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عاد مع أصحابه من الغزو من إحدى الغزوات فاجتمع بعض أصحابه وقفوا في حلقة مسك أحدهم بيد الآخر يذكرون الله،
فمر عليهم معاوية بن أبي سفيان فقال: ما هذا اللعب، فقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: بل هو ذكر الله، ولم يذكر هذا الشيخ مصدراً من المصادر المعروفة، فهل هذا حديث أم .. ؟
الشيخ: حق له أن لا يذكر له مصدراً من المصادر؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه، هذا حديث لا أصل له، وينبغي لطالب العلم البصير في دينه أنه كلما سمع حديثاً من محدث به أن يقال له: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، يقال له: من أين جئت بهذا الحديث: أهو في الصحيحين، أهو في السنن الأربعة، هل هو في المسانيد العشرة، هل هل .. إلخ، وبلا شك سيعجز عن الإتيان به لأنه لا وجود لمثله، ومعلوم أن هؤلاء الصوفية في سبيل تأييد انحرافهم عن دينهم يتعلقون ولو بخيوط الخبر، أي: يتعلقون بالأوهام التي لا حقائق لها.
(الهدى والنور / 57/ 59: 21: .. )