الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جحد الصفات ضلالة أم كفر
؟
الملقي: شيخنا، هل يعتبر الذي جحد الصفات أو بعض مسائل العقيدة هل يعتبر بعد إقامة الحجة عليه أنه كافر أو يحكم عليه بذلك؛ أم يبقى الأصل على القاعدة؟
الشيخ: -أيضاً- نحن بحثنا هذه النقطة بالذات، وأتينا بمثل الذي أوصى بتلك الوصية الجائرة، حكيناها في الجلسة السابقة، لا بد من إقامة الحجة، فإذا ظهر منه المعاندة، حينئذٍ حكم بكفره، لكن إذا ظهر في عنده شبهة وعنده بالنسبة له حجة، فلا ينبغي أن نكفره بدليل أن من مذهب أهل السنة والجماعة وعلى رأسهم أئمة الحديث أنهم يأخذون برواية كثير من الفرق الضالة المخالفة لمنهج السلف الصالح، كالمعتزلة، والخوارج، والشيعة، ونحوهم، ومعنى هذا الأخذ أنهم لا يكفرونهم، وهم يشهدون بأنهم منحرفون عن السنة.
يعني المعتزلة مثلاً والخوارج ومنهم الإباضية في هذا الزمان يلتقون مع الشيعة في كثير من الضلال، أهم هذا الضلال عندنا أنهم يقولون: كلام الله
-عز وجل مخلوق، المعتزلة هكذا يقولون، الخوارج هكذا يقولون، الإباضية المعروفون اليوم -في هذا الزمان- هكذا يزعمون، مع ذلك فهم يقبلون حديث المعتزلي، هذا القبول على ماذا يدل، على أن هذا المعتزلي وإن كان يعتقد أن كلام الله مخلوق لم يخرج بهذه العقيدة الباطلة عن الملة الإسلامية ليه؟ لأنه أول شرط في الحديث الصحيح: أن يكون راويه مسلماً، فإذا كان غير مسلم سقط حديثه ولا يعتبر بروايته إطلاقاً، فإذاً حينما نرى أئمة الحديث يحتجون بأحاديث هؤلاء الطوائف الخارجة عن الفرقة الناجية، معنى ذلك أنهم لا يكفرونهم، لكنهم يضللونهم؛ لماذا لا يكفرونهم هنا الشاهد من كلامي واستشهادي؛ لأنهم يعلمون أنهم قصدوا الحق وأخطؤوه، ما قصدوا محاربة العقيدة الصحيحة، وإلا من علموا ذلك منهم نبذوه نبذ النواة ولم يقيموا له وزناً. هدول المعتزلة والخوارج هكذا كان موقف أهل السنة بالنسبة إليهم، الماتريدية والأشاعرة هو خير من هؤلاء بكثير، ولذلك فليس من منهج أهل السنة والجماعة تكفير هؤلاء، وإنما نكتفي بأنهم على ضلال وعلى انحراف، وأما إذا بدر منهم شيء من الإنكار الذي يساوي من وصف الله عز وجل بمثل قوله:{وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ} [النمل: 14] فهؤلاء هم الكفار. أظن أتيت على الإجابة عن سؤالك -إن شاء الله- ..
(الهدى والنور /673/ 21: 03: 00)
الملقي: إذا سمحت، نحن هذا ما ندين الله تبارك وتعالى به ونعتقده جازمين، ونسأل الله عز وجل أن نلقاه على مثل هذا المعتقد الصحيح الطيب -إن شاء الله-.
الشيخ: -إن شاء الله-.
الملقي: ولكن لا يخفى على كل الإخوان، وعلى كل طالب علم، وعلى أهل هذه الدعوة الحق التي استقام عليها أمرنا -إن شاء الله- أن أولئك الذين يزعمون بأنهم من الأشاعرة ومن غيرهم من الفرق التي انحرفت عن الإسلام وابتعدوا عن دين الله عز وجل الحق، لا يخفى على الجميع بأنهم يكفروننا، وعلى رأس من يكفرون ابن تيمية وابن القيم -رحمهم الله تعالى-، وهذه العقيدة وحدها إن ثبتت عندهم يقيناً وقالوها وكرروها ودعوا الناس إلى الاعتقاد بها، ففي ظني أنهم يخرجون من الملة بها، والله أعلم.
الشيخ: في ملاحظة -بارك الله فيك-، قلت آنفاً -ما أدري مع أبو أنس أو غيره-: أنه لا يجوز لنا أن نكفر بالكوم بالجملة، إنما بالتحديد، فأنا ما أعلم أن الأشاعرة والماتريدية القدامى يكفرون أهل السنة والجماعة حقاً، أي يكفرون أهل الحديث، أي يكفرون أتباع السلف، الذين يقولون إنه علماء السلف أعلم وأحكم، أولئك يقولون: مذهب السلف أسلم، ولكن مذهب الخلف أعلم وأحكم -زعموا-، مع هذا الفارق الكبير بين السلف، أو مذهب السلف، أو
السلفيين، وهؤلاء من علماء الكلام الذين يشملهم مذهب الماتريدية والأشاعرة أنا لا أعلم منهم أنهم يكفرون المتبعين مذهب السلف، ولكن قد يوجد خاصة في الزمن الأخير خاصة
الملقي: وهذا الذي عنيته ....
الشيخ: هو هذا الذي أنا أحببت من باب التوضيح وليس من باب التعقيب.
مداخلة: ههه
الشيخ: أي نعم، هذا الذي أردت أن ألفت نظر إخواننا الحاضرين قد يوجد في الزمن الأخير من يشتد في عداوته السلفيين أتباع السلف الصالح فيخرج من بعض الأفراد منهم نكاية في هؤلاء تكفير أئمة العلماء من أتباع السلف الصالح كابن تيمية وابن القيم، من ظهر لنا منه ذلك فهو الكافر فعلاً، هو الكافر فعلاً، وهذا السقاف الذي لقبه بعضهم بحق بـ السخاف، هو الذي يعلن فعلاً تكفير ليس فقط ابن تيمية وابن قيم الجوزية، بل كل من يسير مسيرتهم، لكن تارة يداري ويماري، تارة يعلنها بكل قلة حياء واستخفاف بالعلماء علماء السلف الصالح، في مثل هذا ينطبق عليه هذا الحكم نعم.
الملقي: هو هذا الذي أحببت أن أذكره.
الشيخ: نعم، جزاك الله خير.
الملقي: وإياك.
الشيخ: هاه.
مداخلة: كافر.
الشيخ: آه.
مداخلة: خطير هذا الحكم والله.
الشيخ: لا مش
مداخلة: هذا الرجل
…
الشيخ: هذا الرجل
…
مداخلة: بعينه الآن
الشيخ: أي نعم؛ لأنه كَفَّرَ بعينه
مداخلة: لكن احنا مذهبنا ليس أن نكفر من يكفر، من يكفرنا، لكن هذا الرجل هل أقيمت عليه الحجة.
الشيخ: وكيف لا؟ !
مداخلة: آه
الشيخ: الله أكبر.
مداخلة: يعني شيخ بينكم وبينه مجالس.
الشيخ: ما صار بينا، بين أخونا وما أدري مين كان معه -أيضاً-.
مداخلة: غير المناظرة ذي.
الشيخ: لا بس هذا يا أخي يعرف الحق ويحيد عنه، يحرف الكلم عن مواضعها، مش من الذين شبه لهم كما قلنا آنفاً إنه يجب أن نتحرى وأن نتعرف على الحقيقة حتى نقول له: أخطأت أو كفرت، هذا ليس من هذا النوع، ما أدري، يبدوا أنك ما تتابع يعني طاماته.
مداخلة: أنا وقفت على ضلالات الرجل، والعظائم التي أتى بها لكن قضية تكفيره.
الشيخ: ليس من ناحية العقيدة فقط، من تحريف الكلم.
مداخلة: الكذب. وقفت على كثير من هذا.
الشيخ: أي هذا
…
شف.
مداخلة: لكن الكفر.
مداخلة: هو على مذهب شيخه الحنفي
…
الشيخ: آه. الله أكبر نعم.
مداخلة: إيه.
(الهدى والنور /673/ 24: 08: 00)