الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عقيدة الأحباش
الملقي: سؤال آخر: يقول الملقي: كل فرقة تقول: عقيدتنا صحيحة وتتهم غيرها بفساد العقيدة، والمسلمون يزدادون اليوم شتاتا ولا يعرفون الفرقة التي عقيدتها صحيحة، فهل عقيدة الإخوان المسلمون صحيحة؛ وحزب التحرير صحيحة؟ والأحباش صحيحة؟
الشيخ: هذا سؤال يبنى مع الأسف عن جهل، قال تعالى:{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} [هود: 118 - 119].
والحديث الذي أشرت إلى آخره آنفا وهو في وصفه للفرقة الناجية ذكرت آنفا: كل الطوائف الإسلامية، كل الجماعات الإسلامية، كل الأحزاب الإسلامية يقولون كما سمعتم نحن على الكتاب والسنة لكن لا يوجد فيها من يقول إلا طائفة واحدة نحن على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، فليقل الإخوان المسلمون: نحن على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، وليقل حزب التحرير هذا الكلمة التي لا بد منها، وليقلها جماعة التبليغ
وحينئذ فالمؤمنون كلهم إخوة، أما ولكل طائفة منهم منهجه الخاص يكفينا الآن أن نذكركم إلا طائفة منهم يقولون كما قال: عليه السلام: «ما أنا عليه وأصحاب» ، «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي» .
ما يقولون بهذا، كتاب! ! وبعد ذلك تأتي الفوضى، هذه الفوضى التي نحن الآن نعيش على آلامها وآثارها، الفرق الإسلامية القديمة الذي تسمعون بها، الجبرية، المرجئة، المعتزلة، الخوارج منهم الإباضية، كل ما فيهم طائفة أبدا إلا وهم يقولون كما قال الملقي: نحن على الكتاب السنة.
الذين ينكرون تفسير القرآن بالقرآن، أو تفسير القرآن بالسنة، وإنما يفسرون القرآن باللغة العربية بزعمهم، والحقيقة: أنهم يفسرون القرآن بأهوائهم؛ لأن اللغة العربية مع أنها لا تساعد على تفسير كثير من النصوص القرآنية ولكن مع ذلك هم يلعبون بتفسير بعض النصوص على خلاف القواعد العربية.
والبحث في هذا طويل، وطويل جدا، وقد لا يكون التفصيل والخوض في هذا المجال مناسبا الآن، لكني أضرب لكم مثلا واحدا، تقيسون عليه الأمثلة التي تعرفونها: المثال الواحد قد لا يعرفه الكثير منكم: هناك طائفة يمكن ما مضى عليها قرن من الزمان، جدت في الأمة الإسلامية وهي المعروفة: بالطائفة القاديانية.
هل تظنون أن الطائفة القاديانية هم لا يقولون: لا إله إلا الله، محمد رسول الله؟ لا يصلون؟ لا يصومون؟ لا يحجون؟
لا، هم معنا في هذا كله، لكن مع ذلك هم ليسوا من المسلمين، بلا شك شر منهم النصيرية، والعلوية، والدروز .. الخ؛ لأن هؤلاء لا يصلون، لا يصومون، لا يحجون، أو القاديانية، إذا شفته ما بتقول: إلا هذا منا وفينا، لكنهم ليسوا مسلمين، لماذا؟
لأنهم فسروا القرآن بأهوائهم؛ فادعوا أن هناك أنبياء يأتون من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجحدوا نصوص الكتاب والسنة واتفاق السلف الصالح: على أنه لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأنه خاتم الأنبياء والرسل.
قالوا: قولكم أو احتجاجكم بقوله تعالى: {وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40].
هذا فهمكم، أما الفهم الصحيح واضبطوا أنفاسكم فلا تضحكوا، لكن تعجبوا مما أصيب به العالم الإسلامي، ليس في هذا الزمان، في كل زمان، والسبب: الحيدة عن المنهج السلفي قالوا: {وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40].
ليس معنى الآية كما تقولون: آخر الأنبياء، وإنما هو زينة الأنبياء.
كما أن الخاتم زينة الأصبع فهو زينة الأنبياء عطلوا الآية، أنكروا معناها فقالوا بتلك الضلالة، وفعلا زعموا أنه جاء رجل هناك في الهند، من قري من قراها: اسمها: قاديان، خرج منها رجل، تطورت به الضلالة، في أول الأمر ادعى الصلاح والتقوى والتصوف، ثم لما بعض العوام اتباع كل ناعق يلتفون حوله ادعى أنه المهدي المبشر من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم زاد في الدعوى فادعى أنه نبي يوحى إليه، وله كتاب أنا قرأته اسمه:«حقيقة الوحي» مما يقوله ويزعمه: أن الله خاطبه: قال له: يا أحمد أنت مني بمنزلة توحيدي، أنت مني بمنزلة تفريدي، هيك الله زعم أنه أوحى إليه، بعدين ادعى أنه عيسى عليه السلام المبشر به؛ بمجيئه ونزوله من السماء في آخر الزمان الآن أتباع هذا الرجل الضال منتشرون في أمريكا وألمانيا وبريطانيا وأنا رأيت في بريطانيا مسجد لهم، مكتوب عليه: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، ماذا أفادهم: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وهم أنكروا عقيدة من عقائد المسلمين؟
هل أنكروا الآية؟
هنا الشاهد، هل أنكروا الآية؟ ما أنكروا الآية لكن داروا عليها، دوبلوا عليها، حرفوا معناها، وطلعوا بهذا المعنى وهو: زينة الأنبياء وليس آخر الأنبياء، طبعا هناك نصوص في السنة، فإذا هم سلطوا أهواءهم على نصوص
القرآن، وهو قطعي الثبوت بإجماع المسلمين أفلا يسلطون أهواءهم على السنة، وبعض المسلمين من أهل السنة يشكون فيها الفلسفة ظنية الثبوت؟
يأكلون بعض الآيات ويفسرونها يؤيدون بها شركهم وظلالهم فما بالكم بالمعتزلة القدامى والأباضية الموجودين اليوم هؤلاء مثلاً.
نكتفي بهاذين المثالين مثلٌ حاضر ومثلٌ غابر هذا الغابر قالوا في قوله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} . [القيامة 22 - 23]. قالوا ناظرة مش إلى ربها، إذاً مثلما فعلت القاديانية قالوا إلى ربها إلى نعيم ربها ناظرة مش إلى ربها أول الآية والدول العربية فعلاً تساعد على فعل مثل هذا التعبير لا حول ولا قوة إلا بالله الأمثلة بالعشرات والمئات ولذلك من كان منكم مسلماً حقاً وكما قال عليه الصلاة والسلام «ما أنا عليه وأصحابي» فليأخذ هذا المنهج وليضعه أمامه ولا ويسأل أيش قولك في الإخوان المسلمين وحزب التحرير نحن نقول من كان معنا على ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو معنا وإلا فلا وأنا أعرف في تجربتي الخاصة أن في الإخوان المسلمين أفراد يحملون هذا المنهج لكن طغى عليهم الحزبية في حزب التحرير يحملون هذا المنهج أفراد أما منهج الجماعة
…
ليس على هذا أبداً والدليل أمامكم والتجربة أمامكم هل تقولون بما كان عليه السلف الصالح هل تقولون {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ
وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115] يقولون كتاب وسنة، ثم الكتاب والسنة يفسر كما يفسر كما سمعتم في بعض الأمثلة هذا جوابي عن هذا السؤال.
(الهدى والنور / 742/ 03: 36: 00)
سؤال آخر مكرر: ما هي الفرقة وما هي الجماعة؟ نرجو التوضيح فيما بينهما؟
الشيخ: لا لا فرق من حيث النتيجة بين الفرقة والجماعة من جديد، الحديث السابق وأنا ذكرت في تلك المناسبة نهايته، وإذاً الآن نقدم إليكم أوله وبكامله قال عليه الصلاة والسلام «تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة» أيش معنى إلا واحدة يعني إلا فرقة واحدة طيب أيش معول هذا «قالوا من هي، قال هي ما أنا عليه وأصحابي» هي رواية ثانية الرواية الأولى قال هي الجماعة إذاً لا فرق بين الفرقة والجماعة، يا إخواننا هل هي على الصواب عربية كثيراً ما تأتي ألقاب مترادفة من حيث المعنى، فأنت تقول مثلاً أسد، وتقول سبع، تقول هر، تقول قط إلخ طلعت الشمس، ظهرت الشمس، بانت الشمس، كلها ألفاظ هذه متعددة ولكن المعنى واحد وبخاصة إذا كان اللفظ لفظاً نبوياً كريماً فهو عدد الفرق، فرق
اليهود إحدى وسبعين، النصارى إثنين وسبعين، الإسلامية ثلاثة وسبعين كلها في النار، إلا واحدة، هذه الواحدة هي الجماعة، هي ما كان عليه الرسول عليه السلام، لذلك اصطلح العلماء الآن على أن يقولوا الفرقة الناجية، الفرقة الناجية، هي الطائفة كما قلنا آنفاً فهي الجماعة بنص حديث الرسول عليه السلام لذلك هذا السؤال جوابه أنه لا فرق بين الجماعة وبين الفرقة وبين الطائفة زيادة على السؤال، نعم.
(الهدى والنور / 742/ 04: 47: 00)
سؤال آخر: هنالك فرقة يكفرون كثيراً من علمائنا المشهورين بالتقوى والصلاح، ممن يسمون بالأحباش، نرجوا من شيخنا، إلقاء الضوء على بعض معتقدات هذه الفرقة؟
الشيخ: في ظني أنه ما سبق من بيان المنهج، وما ضربته من بعض الأمثلة، المتعلقة ببعض الزائغين في العصر الحاضر، وفي العصور المتقدمة، ما يكفي لبيان ضلال أي طائفة تخرج عن هذا المنهج وتكفر علماء المسلمين من كان منهم من القدامى، أو المُحْدَثين، الأحباش هؤلاء هم أشبه ما يكون حيث حماسهم، بالخوارج لكن هم بعيدون جداً عن عبادة الخوارج يلتقون عندهم في ناحية، ويفترقون عنهم في ناحية أخرى يلتقون معهم من حيث الحرارة في دعوتهم وهم في ضلال مبين، والخوارج كانوا في ضلال، ويكفيهم، أنهم
ضللوا، بل كفروا الخليفة الرابع من الخلفاء الراشدين فضلاً عن جماهير أصحاب الرسول الذين كانوا مع علي يقاتلون الخوارج لكن مع ذلك كانوا في العبادة كما قال عليه السلام بحقٍ وهذه من معجزات الرسول العلمية، الغيبية، وقد جاء في صحيح البخاري «أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قسم ذات يومٍ بين أصحابه قسمةً، فقال له رجل: اعدل يا رسول الله، اعدل يا رسول الله، فقال له عليه الصلاة والسلام: ويحك ومن يعدل إنْ لم أكن اعدل؟ ثم التفت عليه الصلاة والسلام لأصحابه» ، وهنا هو الشاهد قال:«سيخرج من ضئضئ هذا أقوامٌ، يحقر أحدكم، صلاته مع صلاتهم وصيامهم مع صيامهم، أو صيامه مع صيامهم، سيماهم التحليق، يمرقون من الدين، كما يمرق السهم، من الرمية» ، الشاهد هؤلاء الخوارج وجدوا كما قال عليه السلام فيما بعد خرجوا على جماعة المسلمين، على الخليفة الراشد، قاتلوهم، فأضطر إلى قتالهم، مع ذلك ابن عباس يشهد بمثل ما نبأ الرسول عنهم من حيث عبادتهم، يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، إلخ.
فهؤلاء من حيث أنهم متعبدون يختلفون تماماً عنهم الأحباش، فلا عبادة عندهم، ولا تمسك عندهم، ويخالطون النساء، ويصافحون النساء، وهذا طبعاً فسق مضاعف، لماذا لأنه كثير ممن يقال اليوم أنه من أهل السنة والجماعة،
نسائهم كاسيات عاريات، لكنهم لا يستحلون ذلك في عقيدتهم، إذا ذُكِّرَ أحدهم، يقول الله الله يتوب علينا، والله ما نا قادرين على نسائنا، وبناتنا إلخ.
أما هؤلاء يقولون ما في مانع خاصة في سبيل الدعوة زعموا، وهذا على كل حال انفراط في الأخلاق وفي السلوك، ولكن انحرافهم في العقيدة أشد، حيث أنهم أولاً: من الأشاعرة، من غلاة الأشاعرة، ممن يقولون إن الله في كل مكان، وهذا البحث سبق الكلام فيه، فلا داعي لإعادة الكلام، شيخهم عبد الله الحبشي، أنا أعرفه شخصياً، وأنا ألتقيت به، وتناظرنا معه، وانسحب من المناظرة، بطريقة غريبة، وعجيبة جداً، ولا حاجة الآن لأنه مجلس كان طويل، إنما الرجل من حيث العقيدة، أشعري، من حيث الفروع شافعي، ثم هو مقلقل مذبذب، يأخذ، يأخذ من كل مذهب ما يحلو له، والآن هم متحمسون لضلالهم أشد التحمس، فهم بهذا الاعتبار خوارج، وبإعتبار آخر مخالفة لأهل السنة حقاً هم أيضاً خوارج، ونسأل الله عز وجل أن يُفهمنا عقيدتنا على المنهج الصحيح الكتاب والسنة، وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يزيدنا علماً، وأن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه، والحمد لله رب العالمين.
(الهدى والنور / 742/ 31: 49: 00)