الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مصادر الشيعة والإباضية
هناك أقوال يرددها بعض الناس المنتسبين إلى بعض الجماعات أو الفرق الإسلامية فنريد معرفة صحتها أو بطلانها في ضوء الدليل والبرهان، يقولون: إن للشيعة الحق بأن يثقوا بمصادرهم ومروياتهم وأن لا نخالفهم في هذا الحق ويبقوا فرقة من المسلمين وكذا الحال للإباضية وباقي الفرق الإسلامية؟
الشيخ: بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
جوابي على هذا السؤال يشبه تماماً كما لو قال قائل إن لكل أصحاب الديانات الموجودة اليوم الحق أن يعتمدوا على كتبهم: الروايات التي فيها، لكننا نحن نقول جواباً عن هذا وذاك: من أين جاء هذا الحق ونحن نعلم من مثل قوله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6] فالتبين من خصوصيات الشريعة الإسلامية التي تستلزم أو تلزم كل مسلم أن لا يروي شيئاً عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا بعد التحقق والتثبت من صحة هذه النسبة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا شك أن أول ما نبدأ به من الكلام هو حول ما يروى عن النبي عليه الصلاة والسلام في بطون كتب المسلمين جميعاً بغض
النظر الآن عن اختلاف مذاهبهم ومشاربهم؛ ذلك لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو المرجع الثاني بعد الرب تبارك وتعالى، ونعني: كما أن الرجوع ينبغي أن يرجع المسلم إلى ربه، أي: إلى كتابه فكذلك يجب على المسلم أن يرجع إلى نبيه أي: إلى سنته؛ ذلك لأن الله عز وجل أمر المسلمين بأن يتمسكوا بكتاب الله عز وجل من جهة وبسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من جهة أخرى.
وكما أوضح في غير ما آية في القرآن الكريم أن القرآن الذي هو الأصل لهذا الإسلام باتفاق المذاهب والفرق فقد بين فيه أن هذا القرآن لا سبيل إلى فهمه فهماً صحيحاً إلا من طريق بيانه عليه الصلاة والسلام كما في قوله عز وجل: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: 44] فهذا البيان هو ما يعرف عند علماء المسلمين بالسنة أو بالحديث النبوي وحينئذ فإذا كان من الواجب أن يتثبت المسلم فيما يأتيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أحاديث فعليه أن يتبنى طريقاً علمياً تطمئن له النفس وينشرح له الصدر ليتوصل بهذا الطريق إلى معرفة ما قاله عليه السلام وما فعله عليه السلام بياناً للقرآن.
فهنا نقف مع الفرق كلها: ما هو الطريق لمعرفة السنة أو البيان بالتعبير للقرآن؟ ما هو الطريق عندكم؟ أما طريقنا نحن فهو معروف بما يسمى بالسند، أي: أن يروي الثقة عن الثقة عن الثقة عن الثقة وهكذا متسلسلاً آخذ بعضهم عن بعض إلى أن ينتهي الخبر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع ملاحظة أن هناك أسباباً تمنع
أحياناً من الاعتماد على مثل هذه السلسلة التي تسمى بالسند، هذا العلم الذي يدور حول دراسة السند الذي يقصد به الوصول إلى معرفة ما قاله الرسول عليه السلام أو ما فعله لنتمكن به من تفسير القرآن، هذا العلم تفردت به الفرقة الواحدة من الفرق الإسلامية كلها قديماً وحديثاً وهي: أهل السنة والجماعة بالتعبير العام؛ لأنه يدخل فيه كل المذاهب من الناحية الفقهية .. أتباع المذاهب الأربعة كما يدخل فيه أهل المذاهب الكلامية الأخرى ممن أيضاً تدخل في دائرة أهل السنة وإن كان هناك شيء من التحفظ في إدخالهم في هذه الدائرة كالأشاعرة وكالماتريدية فسواء قلنا عن هذين المذهبين الكلاميين أو قلنا عن المذاهب الفقهية الأربعة فكل هؤلاء وهؤلاء متفقون مع أهل الحديث على أن طريقة معرفة الوصول إلى ما كان عليه الرسول عليه السلام من هدى ومن بيان القرآن ليس هناك إلا الإسناد، تفردت به أهل السنة دون الطوائف الأخرى.
فإذا كان هذا مسلماً لدى الفرق بصورة عامة ولدى موجه هذا السؤال بصورة خاصة، ولا أعتقد أن أحداً يناقش في صحة هذا المنهج لمعرفة ما كان عليه الرسول عليه السلام من الهدى والسيرة وأكبر دليل على ذلك أن بعض الأفراد من الأمم الكافرة التي لا تشترك مع الفرق الإسلامية كلها في الشهادة لله عز وجل بالوحدانية ولنبيه صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة قد اعترفوا وهذا رغم أنوفهم بأن ما
عند المسلمين مما يسمى بالسند لمعرفة التاريخ الإسلامي الأول هذا شيء تفردت به الأمة الإسلامية دون الأمم الأخرى.
وكما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: بأن الأمة الإسلامية تميزت على أمتي اليهود والنصارى بكونها على الهدى وعلى التوحيد؛ كذلك تميزت أمة الحديث من الإسلاميين على بقية الفرق الأخرى في نهجها هذا المنهج العلمي القائم على السند وما يلوذ به ويتعلق به من معرفة علم المصطلح في الحديث وعلم الجرح والتعديل فأهل الحديث تفردوا من بين الفرق الإسلامية كلها كما تفردت الأمة الإسلامية بالهدى والتوحيد من بين الأمم المعتقدة بالأديان كاليهود والنصارى وغيرهم فهذا كهذا.
لذلك أعود لأقول: إذا كان مثل هذا السائل أو الناقل يعتقد بصحة هذا المنهج فنحن نقول لهم حينذاك: بأن هذا التسليم الذي يدندنون حوله ويقولون: بأنه لا ينبغي لأهل السنة أن ينكروا على الشيعة اعتمادهم على كتبهم وعلى روايات كتبهم نقول: إن كانت كتبهم قائمة على هذا المنهج الصحيح من أسانيد متصلة وروايات ينبغي معرفتها من صحتها من ضعفها حينئذ نقول: الفصل بين أهل السنة وبين الشيعة إنما هو الرجوع إلى الأسانيد، فهل الشيعة عندهم أسانيد كما عند المسلمين، الجواب: لا.
وفي اعتقادي أن المقصود من مثل هذا السؤال أو من مثل هذه الدعوى أن للشيعة أن يعتمدوا هو التمهيد للفرق الأخرى أن يعتمدوا على كتبهم هم، كالإباضية مثلاً وكالزيدية مثلاً ونحو ذلك من الفرق الإسلامية، كل هذه الفرق من عرف كتبها فهي فقيرة فقراً مدقعاً من حيث أنه لا يوجد لديها أحاديث تروى عن الرسول عليه السلام بكثرة يمكنهم أن يعتمدوا عليها في فهم القرآن الكريم كما يوجد ذلك عند أهل السنة وعند أهل الحديث بخاصة منهم؛ لذلك فهذا الذي يقول هذه الكلمة إنما يمهد للفرق الأخرى أن تعتمد على الكتب والروايات التي عندهم.
أعود لأقول: إن كان ما عليه علماء الحديث من الاعتماد على الأسانيد ومعرفة الرواة ونحو ذلك مما يتعلق بعلم الجرح والتعديل وعلم مصطلح الحديث هم يؤمنون بصحة هذا المنهج فنطالبهم بأن يلتزموا نفس المنهج في إثبات ما عندهم من روايات تتعلق بمذهبهم أو بفرقتهم.
لكني أقول: إن الواقع أن هذا الطريق إن لم يسلم به .. هذا المنهج الحديثي إن لم يسلم به من الفرق الأخرى أو من أهل الأديان الأخرى معنى ذلك أنهم جميعاً لا يستطيعوا أن يثبتوا ديانتهم ومذهبهم وما عليه هم من هدى أو من ضلال؛ لأنه لا يوجد هناك طريقة ووسيلة أخرى لمعرفة ما كان في الزمن القديم إلا بطريق الإسناد، وإن قالوا: نحن نسلم بصحة هذا المنهج وأنه لا
طريق إلا الاعتماد على الإسناد حينئذ نقول لهم: أين كتب الحديث التي تعتمدون عليها، وأين كتب الرجال التي تعتمدون على معرفة الثقة .. من الضعيف .. من الكذاب .. من الوضاع إلى آخره؟ لا يوجد عندهم شيء يذكر من هذا القبيل إطلاقاً، ثم أين الكتب التي يعتمدون عليها في تحصيل الأحاديث؟ نحن عندنا مثلاً ما شاء الله مئات الكتب بعضها طبع وأكثرها لم يطبع حتى الآن كلها تروي الأحاديث عن الرسول عليه السلام بالأسانيد المتصلة منهم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا نعني نحن حينما نقول هذا الكلام بأن كل ذلك هو صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكننا نريد أن نقول: بأنهم في هذه المئات المئات من الكتب قد قدموا لنا الوسيلة التي بها يتمكن العالم من معرفة ما صح مما لم يصح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أي: قدموا لنا الأحاديث بالأسانيد، ثم مقابل هذه الكتب التي تذكر الأحاديث بالأسانيد عندنا كتب تعرف بكتب أسماء الرجال والرواة في هذه الكتب الألوف المؤلفة من الرواة .. كل واحد يذكر من هم شيوخه .. من هم تلامذته الآخذين عنه .. ومتى ولد ومتى مات ..
وهل استقام حفظه واطرد حتى آخر رمق من حياته أم اختلط قبل موته ونحو ذلك من العلوم التي نفخر نحن الإسلاميين على سائر الأمم من جهة ونفخر أيضاً نحن السنيين على سائر الفرق من جهة أخرى بأننا وحدنا فقط الذين من الله عز وجل علينا بمثل هذه الوسيلة التي حفظ الله لنا ديننا وفاءً بوعد ربنا تبارك
وتعالى الذي قال في القرآن الكريم: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].
لنضرب بعض الأمثلة: الشيعة مثلاً هؤلاء أعظم كتاب عندهم هو الكتاب المسمى بالكافي للكليني وهو هنا عدة مجلدات ضخمة، أولاً: هذا الكتاب أكثره بالتعبير الحديثي السني معاضيل وأحسنها مراسيل وأكثرها مقاطيع يعني: موقوفة ليس لها علاقة بالرسول عليه السلام وإنما على زين العابدين أو على الصادق أو أو نحو ذلك من أئمة أهل البيت، فهذه الكتب أولاً: ليست مختصة بأحاديث الرسول فقط.
ثانياً: هذه الكتب وهذا أهمها عندهم؛ لأنهم يصرحون بعضهم بأن كتاب الكافي هذا للكليني عند الشيعة بمنزلة صحيح البخاري عند السنة، مع ذلك إذا قابلت هذا الصحيح عند أهل السنة بذاك الصحيح المزعوم عند الشيعة وجدت فرقاً شاسعاً جداً بينهما كما قيل قديماً: فأين الثريا من الثرى وأين معاوية من علي، ستجد أحاديث البخاري كلها صحيحة بالأسانيد المتصلة منه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا أفراد قليلة انتقدها بعض أهل الحديث وسلم بصحتها كلها للإمام البخاري إلا أفراد قليلة منها، أما كتاب الكافي للكليني فالذين نقحوا وقدموا في بعض الطبعات صرحوا بأن .. كمية كبيرة جداً جداً من الروايات
التي فيها عن الرسول عليه السلام أو عن أهل البيت لا تصح ومع ذلك فهو عندهم في منزلة صحيح البخاري.
نقابل مثل هذا الكتاب المتعلق بالرواية عن الرسول عليه السلام وعن أهل البيت فما هي الكتب التي عندهم لمعرفة رجال الشيعة الذين يروون الأحاديث عن الرسول عليه السلام؟ لهم كتب صغيرة الحجم جداً عبارة عن مجلد واحد أو مجلدين، ثم حين دراستها لا تجد فيها توثيقاً صريحاً، ولا تجد هناك أئمة كأئمة أهل السنة الذين نتشبع بالاطلاع على توثيقهم وعلى تجريحهم كالإمام أحمد والبخاري ويحيى بن معين وعلي بن المديني والرازي ونحو ذلك ابن حبان مثل هؤلاء الأئمة لا يوجد عند الشيعة أبداً فهم فقراء من الناحيتين:
الناحية الأولى: هي الوسيلة لمعرفة صحة الحديث وهو السند.
والناحية الأخرى: الوسيلة لنقد السند بمعرفة الرجال.
فهم فقراء في كل من هاتين الوسيلتين ولذلك فهم لا يستطيعون أن يؤلفوا مثلاً أنا الرجل الألباني الذي أصله أعجمي .. الآن له سلسلتان: سلسلة الأحاديث الصحيحة، وسلسلة الأحاديث الضعيفة .. إلى الآن عنده هو وحده فضلاً عن البخاري ومسلم الذين تقدمونا نحو ألفين من الأحاديث الصحيحة فأين كتب الشيعة في تمييز الصحيح من الضعيف؟ لا وجود لمثل هذا إطلاقاً.
وإذا تركنا الشيعة جانباً وهم بلا شك والحق يقال هم يتلون في المنزلة الثانية بعد أهل السنة من حيث اشتغالهم بالعلوم الشرعية والعقلية ونحو ذلك من بين الفرق الأخرى فنأخذ مثلاً بعدهم يأتي الزيدية فأين كتب الزيدية؟ أيضاً يأتي نفس السؤال السابق .. كتبهم التي تروي الأحاديث عن الرسول عليه السلام .. كتبهم التي تتحدث عن الرواة وعن مراتبهم في الجرح والتعديل .. أنا شخصياً إلى الآن لا أعرف كتاباً للزيدية في الجرح والتعديل، أعرف للشيعة بعض الكتب لكنها لا تروي ولا تشفي، أما الزيدية إلى الآن لا أعرف لهم كتاباً في معرفة رواة كتب الحديث عندهم.
لكن من أعجب الأشياء عندهم كتاب في رواية الأحاديث معتمد عندهم مسند زيد بن علي .. مسند زيد هذا يرويه رجل كذاب عندنا وهم لا يستطيعون دفاعاً عنه؛ لأنهم فقراء في التراجم إطلاقاً، فإذا كان هذا المسند هو عمدة مذهبهم ولذلك نجد سواء الشيعة أو الزيدية إنهم يعتمدون على كتبنا نحن أهل السنة في تأييد ما عندهم من الحق، أما إذا أرادوا أن يؤيدوا ما عندهم من الباطل في وجهة نظرنا فلا يجدون في كتبهم إلا روايات منقطعة أو مقطوعة أو نحو ذلك من العلل المعروفة عند أهل الحديث .. هذا مثال يتعلق .. ذاك مثال يتعلق بالشيعة الكافي الذي هو بمنزلة صحيح البخاري وهو لا يوثق به حتى بالنسبة لبعض المحققين من علماء الشيعة في العصر الحاضر وفيه طامات من
حيث نسبة علم الغيب إلى أهل البيت ونحو ذلك، ولسنا في هذا الصدد الآن، وهذا شأن الذين يأتون بعد الشيعة، من بعد السنة يأتي الشيعة ثم قلنا الزيدية عندهم مسند زيد بن علي ويرويه كذاب عندنا.
نأتي أخيراً إلى مثال ثالث وأخير وهم الخوارج أو الإباضية، أهم كتاب عند الإباضية هو الكتاب المسمى بمسند الربيع بن حبيب الأزدي وقد ابتدع بعض متأخريهم مضاهاة منه لما عند أهل السنة من صحيح البخاري وصحيح مسلم وصحيح ابن خزيمة وصحيح ابن حبان، هم ما عندهم أي كتاب اسمه صحيح فابتدعوا لهذا الكتاب المعروف قديماً وحديثاً باسم مسند الربيع ابن حبيب فقد سموه صحيح من عندهم سموه بالصحيح مضاهاة لصحيح البخاري وصحيح مسلم ونحو ذلك، هذا الكتاب الذي هو مسند الربيع أو بزعمهم يسمونه بالصحيح فنقول: هذا الصحيح معتمد أولاً على بعض الشيوخ للربيع بن حبيب غير معروفين تراجمهم حتى عندهم، تراجمهم غير معروفة، بل أعجب من هذا بكثير وبهذا أنا أنهي الكلام عن هذا السؤال، أعجب من هذا العجب أن الربيع بن حبيب لا ترجمة له لا عندنا ولا عندهم، هذا الراوي الذي كتب صحيح الربيع بن حبيب.
لذلك فالذي يقول: أنه لا ينكر على الشيعة الاعتماد على كتبهم الجواب عرفناه بهذا التفصيل وموجزه أنه لا يمكن الاعتماد على رواية وقعت فيما
مضى تتعلق بالرسول عليه السلام أو بمن بعده من الصحابة الكرام إلا بطريق الإسناد أولاً ومعرفة الرواة جرحاً وتعديلاً ثانياً فكل الفرق الإسلامية فقراء من هاتين الوسيلتين وهذه الأمثلة عرضناها أمامكم؛ لذلك نقول ونحمد الله أن جعلنا أولاً مسلمين ميزنا بذلك على أهل الكتاب أجمعين، ثم جعلنا من أهل السنة من المسلمين حيث أنه لا يوجد عند الفرق الأخرى ما يهتدون به سبييلاً.
مداخلة: الله يكرمك يا شيخ .. جزاك الله خير ..
الشيخ: تقليداً من جامع الصحيح تبع البخاري ..
مداخلة: أستاذنا تتميماً للبحث يذكر في بعض كتب الإباضية أن له ترجمة وأحياناً يطولون وأخذ عن فلان وراح وأتى وكذا .. فكيف نستطيع أن نجيب عليهم في مثل هذا؟
الشيخ: نعم، هذا يذكرونه حسب طريقتنا نحن وليس لهم سند متصل بنفس الذي يذكر هذه الترجمة للربيع بن حبيب يعني: نحن مثلاً أي ترجمة نريدها نعلو بها حتى نصل إلى أقرب مصدر من المترجم، هؤلاء بينهم وبين الربيع قرون مع ذلك يقولون ذكر فلان في كتاب كذا .. كتاب كذا يذكر شيئاً لا سند له بينه وبين الربيع بن حبيب حينما يترجم له بما ترجم به طويلاً وطويلاً ..
مداخلة: وهذا عين الذي في هذا الكتاب شيخنا لمؤلف من القرن السادس ومترجم للربيع بن حبيب .. تفسير لكلام الأستاذ نعم.
الشيخ: هذا أولاً: فلذلك، ثانياً: ليس فيه ما يتعلق بالتعديل والجرح .. ليس فيه بأنه ثقة وأنه حافظ وضابط كثير الرواية أو قليل الرواية مما هو معروف عندنا في كتبنا بالتفصيل يعني .. فهذا كله يدل بالإضافة إلى أنه لم يذكر في كتب تراجم أهل السنة إطلاقاً على أنهم يذكرون كما تعرف .. من كان ثقة .. من كان ضعيفاً .. من كان كذاباً .. من كان مجهولاً فهذا الرجل مغمور بالمرة ليس له ذكر في كتب تراجم علماء السنة فهذا يؤكد أن الذين الآن في العصر الحاضر يريدون أن يظهروا هذا الشخص فليس لهم يعني مراجع عالية وإنما يرجعون إلى بعض المؤرخين بينهم وبين المترجم قرون طويلة؛ ولذلك فمع خلو هذه الترجمة عن التوثيق وعن بيان مرتبته في الضبط والحفظ فهي عبارة عن مراسيل بل ومعاضيل لا سنام لها ولا خطام كما يقولون.
والآن كتاب المسند هذا أريد أن ألفت النظر إلى أن أول ما يقرأ الإنسان في هذا الكتاب يجد ما يأتي مما يدل أن هذا الكتاب كأنه غير صحيح النسبة إليه؛ لأنه أحياناً تجد روايات لا علاقة بالربيع متأخرة عنه، لكن لنبدأ بأول حديث هنا ..
قال الربيع بن حبيب بن عمرو البصري .. من الذي قال قال؟ فإذاً: هذا السند منقطع يعني: عادة علماء الحديث عندما يرووا كتاباً كهذا .. يذكروا هنا
في المقدمة سمعه فلان وهذا عن فلان وهذا عن فلان وهذا عن فلان إلى أن
…
(انقطاع في الصوت)
(الهدى والنور / 310/ 35: 00: 00)