المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حول حديث العترة - جامع تراث العلامة الألباني في المنهج والأحداث الكبرى - جـ ١٢

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

- ‌الفرق الإسلاميةوالاتجاهات المنحرفة

- ‌مقدمات

- ‌هل يُحْكَم على الفِرَق الضالة بالكفر

- ‌هل يطلق على الجماعات الإسلامية: فِرَق

- ‌مناظرة المخالفين لعقيدة أهل السنة

- ‌نهي الشيخ طلاب العلم عنالاستماع لأهل البدع

- ‌أهل الأهواء والبحث العلمي

- ‌أهل الأهواء يذكرون ما لهمويكتمون ما عليهم

- ‌باب منه

- ‌الدراسة عند أهل البدع

- ‌التسامح مع أهل البدع

- ‌مقاومة الأفكار المخالفة

- ‌نشر كتب الفِرَق الضالة

- ‌الأشاعرة

- ‌العقيدة الأشعرية

- ‌باب منه

- ‌هل الأشاعرة من أهل السنة

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌جحد الصفات ضلالة أم كفر

- ‌الجهمية

- ‌الجهمية في القديم والحديث

- ‌الخوارج والتكفيريين

- ‌حكم الخروج على الحكام

- ‌باب منه

- ‌جماعات التكفير

- ‌باب منه

- ‌من هم الخوارج

- ‌الرد على الخوارج

- ‌الخروج على الحكام

- ‌من ضلال فرق التكفير

- ‌رواية البخاري عن عمران بن حطانهل يعني أنه ليس خارجياً

- ‌سؤال حول إحدى الجماعات في باكستان

- ‌تكفيري تزوج امرأة بدون ولي ثم تاب

- ‌قول بعض جماعات التكفير إن أصحابالكبائر الذين يدخلون الجنة قد تابوا

- ‌جماعة التكفير في هولندا

- ‌ما ترتكبه بعض الجماعات من سفك للدماء

- ‌الشيعة

- ‌حول حديث العترة

- ‌التحذير من الرافضة

- ‌حال الخميني

- ‌حول ثورة الخميني

- ‌الأسلوب الأمثل في التعاملمع الرافضة

- ‌السلام على الرافضة

- ‌التقريب بين الشيعة والسنة

- ‌شراء منتجات الرافضة

- ‌الشراء من الرافضة

- ‌مصادر الشيعة والإباضية

- ‌الصوفية

- ‌تقسيم التصوف إلى سني وبدعي

- ‌العقيدة الصوفية

- ‌الغزالي والتصوف

- ‌هل رجع أبو حامد الغزالي إلى منهج السلف

- ‌إدخال الدف في العبادة عند الصوفية

- ‌هل الصوفية تمثل روح الإسلام

- ‌جلسات الذكر الجماعي عند الصوفية

- ‌من عقائد الصوفية

- ‌كتاب هذه هي الصوفية

- ‌حاجة الدعوة السلفية إلى مُرَبِّين

- ‌(الحال) عند الصوفية

- ‌الحضرة عند الصوفية

- ‌هل هناك تصوف في الإسلام

- ‌الخلوات عند الصوفية

- ‌هل الصوفية لهم فضل كبيرفي انتشار الإسلام

- ‌الإباضية

- ‌مناظرة الشيخ للإباضية

- ‌مصادر الشيعة والإباضية

- ‌قيمة مسند الربيع

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌الدروز والعلويين

- ‌الدروز والعلويين

- ‌القاديانية

- ‌القاديانية

- ‌الأحباش

- ‌لقاء العلامة الألباني بعبد الله الحبشي

- ‌عقيدة الأحباش

- ‌عقيدة الأحباش

- ‌حول عبد الله الحبشي

- ‌باب منه

- ‌نصيحة لامرأة من أتباع عبدالله الحبشي

- ‌المهدوية

- ‌المهدوية

- ‌حزب التحرير

- ‌حزب التحرير والأحاديث المنكرة

- ‌حزب التحرير وتعليل العبادات

- ‌الحداثيين

- ‌الحداثيين

- ‌الماسونية

- ‌الماسونية

- ‌الملاحدة

- ‌الرد على الملاحدة

الفصل: ‌حول حديث العترة

‌حول حديث العترة

مداخلة: تكملة السؤال الأول يا شيخ؟ هل الإشكال في حديث العترة

؟

الشيخ: قلي الحديث ما لفظه والإشكال فيه؟

مداخلة:

مداخلة: «إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله وأهل بيتي وإنهم لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض جميعاً» ..

الإشكال: في أنه يعني: مَنْ من أهل البيت كلهم أو بعضهم ثم يعني: الواقع يخالف هذا بل يعني: يتصرفوا في بعض الأماكن وفي بعض الأحوال؟

الشيخ: تفضل يا شيخ.

مداخلة: نعم يا شيخ.

الشيخ: تفضل.

مداخلة:

الشيخ هنا هنا، والحديث الثاني:«تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي» .

ص: 124

وفي الثالث: أحدهم: «ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبلاً ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما» .

الشيخ: خلاص هذا هو.

قبل الإجابة عن هذا السؤال مباشرة أريد أن أُذَكِّر إخواننا على طريقة فهم النصوص، هذه الطريقة هي أنه إذا أراد طالب العلم أن يفهم نصاً من نصوص الشريعة فلا ينبغي أن يصب بحثه وفكره في هذا النص فقط وحده، وإنما عليه أن يستحضر كل النصوص التي تتعلق والتي تساعده على فهم النص فهماً صحيحاً، حينما قال عز وجل:{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44].

أفادت هذه الآية: أنه لا يجوز للمسلم أن يفهم حكماً شرعياً من آية فقط، بل لابد له من أن يستحضر إن كان هناك في السنة شيء يوضح المراد من الآية التي أريد فهمها؛ لأننا نعلم جميعاً باعتبارنا طلاب علم أن هناك من النصوص ما هو عام مطلق، وما هو عام مخصص، وما هو نص مطلق، وما هو مقيد، وما هو ناسخ ومنسوخ، ونحو ذلك، لا تتبين هذه الوجوه التي ذكرناها إلا بجمع النصوص الواردة في المسألة، وأنا أضرب في سبيل ذلك مثالاً واحداً فقط ثم أدخل في الإجابة في صدر السؤال:

ص: 125

لو أن سائلاً سأل حافظاً للقرآن الكريم، ودارساً له، لكن لا علم عنده بالسنة سأله فقال له: ما حكم السمك الميت هل يجوز أكله أم لا؟ هو ينظر فيما يحفظ من كتاب الله فيجد فيه صراحة: حرمت عليكم الميتة، فيجيب بناءً على هذه الآية: أن السمك الميت حرام.

كذلك لو سئل عن الجراد الميت؟ فسيقول: حرام؛ بدليل هذه الآية القائمة، لكنه لو كان ضم إلى هذه الآية بعض الأحاديث التي وردت في صدد تخصيصها أو تقييدها من متن الحديث المعروف في السنن ألا وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم:«أحلت لنا ميتتان ودمان: الحوت والجراد، والكبد والطحال» .

حينئذ ستتغير فتواه، وسيتغير جوابه ويقول: السمك الميت حلال، والجراد الميت حلال؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي أنزل عليه القرآن لبيانه قد بين أن هذه الآية ليست على عمومها وشمولها هي عامة إلا في السمك والجراد فيما يتعلق بالميتة، هكذا يجب أن ننظر حينما نريد أن نفهم نصاً في الكتاب أو في السنة.

الآن: بعد هذا المثال نعود إلى الحديث.

أنت سألت سؤالاً ومع ذلك بنيت عليه إشكال قلت: هل المراد عموم العترة كيف يستطيع المسلم أن يفهم بل كيف يجوز له أن يتساءل هل المراد هنا في الحديث: «عترتي» كل العترة الصالحون منهم والطالحون، وهو القائل في الحديث الصحيح في صحيح مسلم:«من بَطَّأ به عمله لم يُسْرِع به نَسَبُه» .

ص: 126

ثم إذا استثنينا من العترة هنا الذين خرجوا عن هدي صاحب العترة، وأساس العترة وهو الرسول عليه السلام، فننظر إذا كان هناك من العترة صالحين، ولكنهم ليسوا بالعلماء، فهل يقصدون في مثل هذا النص؟ في القرآن الكريم:{هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 9] الجواب: لا يستوون.

إذاً: يجب على المسلم حينما يسمع مثل هذا الحديث: «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وعترتي» .

في الرواية الأخرى: «وسنتي» هي مفسرة لعترتي؛ لأن المقصود بالعترة هنا بعد هذا البيان ليس كل عترة أولاً صالحيهم وطالحيهم، وليس كل الصالحين منهم علماؤهم وجهلاؤهم، وإنما المقصود بهم: علماؤهم، حين ذاك تجد أن قوله عليه السلام في الحديث الآخر الذي نحن نصححه:«وسنتي» تفسير لعترتي أي: عترتي المتمسكين بسنتي، هكذا تفسر الروايات، تفسر الروايات بعضها ببعض، وهذا ما صرح به كثير من المتقدمين من أهل العلم وفي الكتاب الذي أشرت إليه سابقاً: سلسلة الأحاديث الصحيحة توسعت في تخريج الحديث أولاً، وبينت له من الطرق ما خفي على هذا الدكتور ثانياً.

تعرضت أيضاً للإجابة عن هذه الشبهة التي يستغلها الشيعة، ويتهجمون بها على أهل السنة، ولا سبيل لهم إلى ذلك إذا كان أهل السنة أهل علم وفضل، فنقلت عن أبي جعفر الطحاوي في كتابه: مشكل الآثار هذا المعنى الذي أوجزته لكم آنفاً أن المقصود بالعترة هم: علماء أهل البيت وحينئذ فلا

ص: 127

إشكال، حينئذ أمر الرسول عليه السلام باتباع العترة كأمر الرسول عليه السلام باتباع الخلفاء الراشدين في الحديث المعروف من حديث العرباض بن سارية قال:«وعظنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موعظة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: أوصنا يا رسول الله، قال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن ولي عليكم عبد حبشي وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة» .

فكما أمر باتباع الخلفاء الراشدين؛ لأنهم أهل العلم والفضل، كذلك أمر باتباع العترة والمعنى كما عرفتم أهل العلم والصلاح منهم، لعله زال الإشكال إن شاء الله؟

مداخلة: بقي شيء يا شيخ؟

الشيخ: يعني: هل يدل هذا الحديث على أنه لا يجتمع أهل البيت كلهم على ضلالة، بل يكون بعض منهم لابد على الحق؟ يعني: هل هذا الحديث يدل على ذلك كما ذكر بعض العلماء؟

الشيخ:

نعرج على هذا المعنى، لكن إذا عرفت المعنى السابق فهو يستثني غير العاملين بالكتاب والسنة وغير العالمين به، فهو يقصد به أهل العلم منهم والصالحون منهم وبس.

مداخلة: من هنا يقول يعني: ابن تيمية: فتبين أن أهل بيته كلهم لا يجتمعون على ضلالة.

ص: 128

الشيخ: كالمسلمين كلهم يجتمعون على ضلالة؟

مداخلة: لا تجتمع.

الشيخ: لا تجتمع أمتي على ضلالة، شأنهم في ذلك شأن الأمة، فهي طائفة من الأمة، نعم.

مداخلة: الذي يبدو المعنى الذي أشرت إليه حديث علي الذي رواه مرفوعاً أنه هل خص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شيء إلا فهما يؤتاه عبداً في كتابه.

الشيخ: عبد في كتابه، نعم.

مداخلة: كذلك يا شيخ في حديث كذلك الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عندما خاطب فاطمة رضي الله عنها فقال: «يا فاطمة سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئاً» فهذا يدل على أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا يغني عن أهل بيته إذا ما كانوا على

؟

الشيخ: هذا صحيح والأحاديث كثيرة في هذا الصدد.

(الهدى والنور /84/ 2.: 34: .. )

ص: 129