الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إدخال الدف في العبادة عند الصوفية
مداخلة: إني أسألك: إنه بالنسبة لبعض الزوايا للصوفيين، يضربون على الدف ويستعملون الشيش، أي نعم، شو في هذا الحكم في هذه المسألة؟
الشيخ: علم حكم الضرب على الدف من كلامنا السابق، لكننا نزيد الآن شيئاً: الضرب على الدف كلهو من الملاهي حرام، لكن أشد من هذا الحرام إدخال هذا الحرام في العبادة، في الذكر لله عز وجل، فهذا حرام لا يجوز؛ لأن الإتيان بالمعصية معصية، لكن أشد من هذه المعصية التقرب إلى الله تبارك وتعالى بها.
فهؤلاء الصوفيين أو الطرقيون الذين يرقصون في الذكر ويضربون عليه بالدف، بل بالطبل، هذا يصدق فيهم قول بعض آل العلم:
متى علم الناس في ديننا
…
بأن الغناء سنة تتبع
وأن يأكل المرء أكل الحمار
…
ويرقص في الجمع حتى يقع
وقالوا سكرنا بحب الإله
…
وما أسكر القوم إلا القِصَع
كذلك البهائم يرقصها ريها والشبع
فيا أولى العقول ويا أولى النهى
…
ألا منكر منكم للبدع
تهان مساجدنا بالسماع
…
وتكرم مثل ذاك البيع
وكما قال آخر:
أيا جيل ابتداع شر جيل
…
لقد جئتمُ بأمر مستحيل
أفي القرآن قال لكم إلهي
…
كلوا مثل البهائم وارقصوا لي
حاشاه.
فإذاً: الضرب على الدف أو الطبل في الذكر، هذا أشد تحريماً من الضرب على الدف في اللهو؛ لأنهم يصدق فيهم قول الله ربنا عز وجل في كتابه:{الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} [الأعراف: 51].
وقال تبارك وتعالى في حق المشركين: {وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} [الأنفال: 35].
{وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ} عبادتهم لله.
{عِنْدَ الْبَيْتِ} الحرام.
{إِلَّا مُكَاءً} صفيراً، وأنتم ترون الشباب الآن كيف يصفرون، هذا إرث ورثه الكفار بعضهم من بعض، وكان المشركون في عهد الجاهلية في بيت الله الحرام يتقربون إلى الله بالصفير والتصفيق.
{وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} هكذا اليوم يفعل بعض المسلمين ممن عرفتم، ذم فقهاء المسلمين لهم، وإنكارهم عليهم أشد الإنكار، حتى أفتى بعضهم بأن المكان الذي يذكر فيه هؤلاء الرقصة الأكلة، يجب أن يحرث؛ لأنه تلوث؛ أتي فيه بمعصية الله عز وجل، ذلك الذكر الذي زعموا أنه ذكر وإنما هو لهو.
(الهدى والنور/20/ 26: 1.: 1.)