الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حاجة الدعوة السلفية إلى مُرَبِّين
مداخلة: نرى الناس تلاميذ المشايخ الذين يعظمون شيوخهم ويقومون لهم ويفعلون خلاف السنة، هم إنما يفعلون ذلك أدباً مع شيوخهم في ظنهم، ونرى الفريق الآخر الذي لا يقوم لشيخه أو لا يقومون لشيوخهم لا يفعلون هذا التزاماً لأدب السنة، وإذا نظرنا إلى الحقيقة والواقع نرى أن الفريق الأول الذي يخالف السنة بقيامه وتعظيمه شيخه نجد هذا الفريق أكثر أدباً مع شيوخهم من الفريق الثاني؛ لأن الفريق الثاني عندما لا يفعل فعل الفريق الأول ويلتزم بالسنة يرى مع الزمن أنه أصبح هذا الأدب الذي يفعله الفريق الأول، وأثر في نفسه حقيقة فعلاً يصبح بعيداً عنه كل البعد، وهذا طبعاً يعود لأمرين اثنين في ظني وتقديري:
أما الأمر الأول: فإنه يعود إلى أن التأثر بفعل الرسول عليه الصلاة والسلام وقوله وأدبه هذا أمر يحتاج إلى نفوس تتعامل مع هذه الآداب والأخلاق والأقوال والأفعال للنبي عليه الصلاة والسلام تعاملاً يليق بها، تعاملاً نفسياً، يعني: يجب عليه أن يحترم الأدب والفعل والقول الذي جاءنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم،
فنرى أنه لا يتعامل مع هذا الأدب بنية أنه يتعامل مع النبي عليه الصلاة والسلام.
أما الأمر الثاني: فهو وطبعاً هذا ناشئ في ظني وتقديري من عدم الفقه والبصر بالأدب النبوي الذي ينبغي أن يتأدب به طالب العلم، ولذلك مع الزمن نرى مثل هذا الإنسان أو هذا الفريق تنوشه أيادي الشياطين وتبعده بعيداً وتقصيه عن أدب السنة، ويصبح لسان سوء أو طعن أو قدح أو ذم حتى في الشيخ الذي أخذ عنه، هذا الأمر الأول.
أما الأمر الثاني: فهو أنه يرى وقد قرأ ما قرأ وربما لا يتجاوز ما قرأ صفحات أو عدداً يسيراً من أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم تفقه بها فظن نفسه عالماً بهذا القدر الذي أخذه أو قرأه، فهو إذاً لابد أن يزاحم بركبته ركبة شيخه الذي أخذ عنه لماماً أو قليلاً.
ومن هنا أقول أنا تجربتي مع إخواننا أو مع على الأقل من نعرف .. عدد منهم أنهم وأقول بصريح العبارة: أنهم يسيئون الأدب للشيخ الذي أخذوا عنه أو تتلمذوا على يديه أو ظنوا أنفسهم أنهم يأخذون عنه، ينبغي أن يتعلم هؤلاء الأدب مع الشيخ كما يتعلمون الفقه عنه فيما يروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو فيما يعلمهم من كتاب الله تبارك وتعالى، وهذا يقودني إلى القول بصراحة بأن الأمر إذا كان هناك إفراط مع الفريق الأول أو في الفريق الأول ففي الفريق الثاني
تفريط وبخاصة مع الشيوخ الكبار الذين يجب أن يحترموا وأن يقدروا، وأن يكون الأدب حاملاً لهم على أن يصونوا شيوخهم في نفوسهم بالقدر الذي ينبغي أن يصان الشيخ لعلمه وقدرته على تأديب هؤلاء التلاميذ.
هذا تعليق الحقيقة لابد منه توضيحاً أو تذكيراً لإخواننا، ولا أقول في هذا المجلس، فلعل إخواننا في هذا المجلس ممن يحسنون الأدب مع شيوخهم، ولكن أقوله لإخوان آخرين لعله يبلغهم ما يقال هنا، فيكونوا على الأدب الذي ينبغي أن يكونوا عليه.
الشيخ: جزاك الله خيراً، هذه كلمة حق، ومن الأسف أن نقول إنها تصدق على كثير ممن يدعي الانتماء إلى السنة، ولا شك أن الحق وسط بين هؤلاء وهؤلاء، أولئك الأولون بسبب بعدهم عن معرفة السنة يعظمون شيوخهم بما يعن أو يخطر في بالهم من وسائل الإكرام والتعظيم دون أن يكونوا على علم بأن بعض هذه الوسائل خلاف السنة، وقد يكون بعضها محرماً.
والسبب أن شيوخهم لا علم عندهم فيقع أتباعهم في مثل هذه المخالفات ثم قد يوجد من أولئك الشيوخ من يطيب له مثل هذا التعظيم ولو كان يعلم أنه خلاف السنة.
الفريق الآخر يتبع السنة ولكن الحقيقة أنه في بعض المسائل يتخذ السنة وسيلة للإخلال بالتأدب مع الشيوخ الذين علموه السنة وكان لهم الفضل
الأول في توجيههم إلى السنة، وأنا أعتقد أن سبب هذا الإخلال من هؤلاء الناس باحترام شيوخهم وعلمائهم هو هذه النهضة الفكرية العلمية التي أيقظت الناس من ذاك السبات العميق، ألا وهو جمود على التقليد، فتفتحت آذانهم لاتباع الكتاب والسنة، فأخذ أحدهم يبحث في حدود ما عنده من علم، ووجد أشياء يخالف فيها الجمهور أولاً فاتبعها، ثم دخله العجب والغرور فظن كما ألمح الأستاذ أنه على شيء من علم، فاستقل في فهمه للعلم وأظهر بين الناس أنه هو لا ينتمي إلى فلان وعلان، هو له منهج خاص، وإن كان يقول هذه الكلمة حتى لا يهاجم، يقول: وإن كان له فضل علينا لكن أنا لي خطتي، وله خطته، هذا سببه كما ألمح أنا في كثير من المجالس والمواعظ أنه في عندنا اهتمام كبير ويقظة تامة فيما يجب أن يكون عليه المسلم من اتباع الكتاب والسنة، والذين دعو إلى هذا النهج كثيرون وكثيرون والحمد لله في مختلف البلاد الإسلامية، لكن مع هذه الصحوة العلمية لم يوجد هناك علماء مربون حقاً يكونون على الكتاب والسنة ويتولون تربية الناس على هذا النهج الصحيح في دروسهم العامة ودروسهم الخاصة.
منذ يوم أو يومين تحدثت مع ابني هذا عبد المصور، قلت: منذ كنت في دمشق كنت ألحظ أن انتباه الناس في دعوتنا واتباع الكثيرين منهم لها يوجد في نفوسهم شيء من الغرور وشيء من العجب وشيء من استقلال الفهم
الذي يحملهم مبدئياً على ألا يهتموا برأي الشيخ ويكون نهاية المطاف أنه يقول وهو كما قال الأستاذ قرأ بعض الكتب القليلة، إذا قيل له: أنت تخالف فلان، يقول: هذا رأيي وهذا رأيه، فهو يمكن لا يحسن أن يقرأ آية من كتاب الله أو حديثاً من أحاديث رسول الله، صار يقول: له رأيه وللشيخ رأيه، فالذي ينقص الآن المجتمع السلفي رجال جمعوا بين العلم الصحيح والتربية الصحيحة، أنا أعتقد أنه يوجد في العالم الإسلامي أفراد ولو أنهم قليلون وضائعون في الخضم من المجتمع لكن لهم أثرهم في الواقع، وما هذه التي يسمونها بالصحوة إلا أثر من آثار هؤلاء الدعاة إلى الكتاب والسنة، لكن لا يوجد هناك مربون بمعنى الكلمة.
أعتقد إضافة إلى ما ذكر الأستاذ أبو مالك أنه فعلاً يوجد عند الصوفية مربون، لكن ينقصهم المعرفة بالكتاب والسنة، فيربونهم على خلاف الكتاب والسنة، ولذلك نجد هؤلاء الأتباع مستسلمون لشيوخهم كل الاستسلام، وهذا ليس من الإسلام في شيء، لكن لو كان هذا الشيخ على الكتاب والسنة لكان أثره بليغاً جداً في أصحابه وفي أتباعه.
هذا التوجيه وهذا التأثير في نفوس الناس لا يوجد بين الدعاة السلفيين في مختلف العالم الإسلامي من يمكنه أن يقوم مقام هؤلاء في تربيته لنفوس أتباع الكتاب والسنة، من أجل هذا النقص الذي يشعر به كل باحث وكل مفكر
دارس في وضع الشباب في العالم الإسلامي يجد إقبالاً من هؤلاء الشباب أنفسهم، أي: ولو كانوا يحملون المنهج السلفي والفكرة السلفية والدعوة السلفية يتأثرون ببعض الدعوات الأخرى لماذا؟ لأنهم يشعرون أنهم يجدون فيها النقص الذي نحن نتحدث عنه الآن، مثلاً كجماعة التبليغ، فجماعة التبليغ لا يستطع أحد أبداً أن ينكر أن لهم تأثيراً في كثير من عامة المسلمين، لكن هذا التأثير ليس هو الذي يرضاه الله ودعا إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأنه تأثير كان لا يصلي مثلاً أخذ يصلي، كان يشرب الخمرة صار بعيداً عنها، لا شك أن هذا إصلاح له أثره ووضوحه، ولكن إذا ما دندن أحد الدعاة الحقيقيين مع هؤلاء أو غير هؤلاء حول ما بعث الله من أجله الرسل وأنزل الكتب وهي دعوة التوحيد يقولون: ما نريد نثير خلافات بين الناس.
إذاً: هؤلاء يفسدون أكثر مما يصلحون، هذا الإصلاح أنا أقول: الإصلاح السلوكي إذا صح التعبير وإذا درج، هذا موجود في شيوخ الصوفية منذ مئات السنين، كما أنه موجود شيء قريب منه في الرهبان والراهبات، لأنهم يدعون إلى محاسن ومكارم الأخلاق، ويأتون لك بالآية التي يسمونها هم بالآية الذهبية: من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الخد الأيسر، ومن طلب منكم رداءك فأعطه كساءك. هذا ليس من الإسلام بطبيعة الحال إذا ما دعا إليه المسلم، لكن تجد الذين يدعون بأسلوب الرهبان والراهبات فيه عندهم
مسكنة وعندهم تواضع، وهذا من الإسلام، لكن ليس هو الإسلام، كذلك تجد مثل هذا ويمكن يكون أحسن من هذا عند أتباع الصوفية، لكن تجد مع ذلك الضلال الأكبر، نحن عشنا ما عشنا في دمشق قبل أن نأتي إلى هذا البلد وكان هناك شيوخ معروفين بالتصوف ومعروفون أيضاً بتأثيرهم بالناس كما نسمع الآن تماماً عن جماعة التبليغ، فلان كان كذا وصار كذا، فلان كذا .. إلخ، لكن في دروسهم علناً يصرحون بأن المريد بين يدي الشيخ كالميت بين يدي الغاسل، له إدارة هذا الميت يمين ويسار؟ ميت، ومن قال لشيخه: لم؟ لا يفلح أبداً، وإذا رأى التلميذ شيخه وقد علق صليباً على عنقه فلا يجوز أن يعترض عليه، لأن الشيخ يرى ما لا يرى المريد.
ووقعت قصة في رمضان من الرمضانات منذ عشرين ثلاثين سنة أن شيخ النقشبندية ألقى درساً، وجاء في الدرس القصة التالية ألقاها على الحاضرين، أحد المشايخ فيما مضى من الزمان أمر مريداً له بأن يذهب إلى الدار ويأتيه برأس والده، فقال: لبيك، وذهب وجاءه برأس الوالد، فتبسم الشيخ ضاحكاً في وجه تلميذه قال له: أنت تظن أنك قتلت والدك؟ قال: أجل، قال له: والدك مسافر، هل بأمرك بقتل الوالد، هذا صاحب أمك، وهو يعاشر أمك بالحرام، ولذلك أنا أمرتك بقتله، كان حاضر هذا الدرس المئات وفيهم المثقفين الجامعيين والمحامون وو .. إلخ، وفيهم رجل اسمه أبو يوسف قريب لصديق
لي أو زميل لي في المدرسة الابتدائية كان حاضراً في هذا الدرس، فكنا نحن من عادتنا بعد صلاة التراويح نصلي في مسجد مهجور التراويح إحدى عشرة ركعة، كنت أعود إلى دكاني وهناك يجتمع بعض إخواننا فجاءني أحدهم وحدثني بهذه القصة التي حدث بها الشيخ النقشبندي.
بعد قليل مر الرجل الذي يكون قريباً له اسمه أبو يوسف من جماعة الشيخ فناداه، فدخل الدكان فأخذ صاحبنا يسأله يقول له: كيف رأيت الدرس الليلة؟ قال له: ما شاء الله ما شاء الله، تجليات، نحن عندنا نكتة هناك اصطلحنا عليها نحن السلفيين، في آخر خط القَصَّاع هذه حارة نصارى، نصراني فاتح دكانه وواضع لافتة ضخمة مكتوبة عليها: تجليات نقول نحن: أيوا تجليات بقلة، يبيع فيها الخمور، فكنا نسمع من واحد صوفي يقول: تجليات بقلة، المقصود أخذ صاحبنا يناقش أبا يوسف هذا حول القصة، وبطبيعة الحال ما فيه عنده الاستعداد العلمي من أجل يقنع الرجل أو على الأقل أن يقيم الحجة عليه، رأيت أنا بدوري أن أدخل في الموضوع وأنا كنت جالس خلف الطاولة التي أشتغل فيها الساعات، فقمت إليه، وبدأت أتكلم معه، لكن إن كان الجدار يفهم منك هو يفهم، نحن نسمع عنكم أنكم تنكرون كرامات الأولياء والصالحين، ومن هذا الكلام هذا، أخيراً وهنا الشاهد قلت في نفسي: ما دام هذا الرجل لا يفهم، قلت له: يا رجل مبين أن القصة مركبة تركيب، إذا كان
الشيخ أمر الولد في الظاهر أن يقتل أباه، لكن الحقيقة أبوه مسافر والمقتول صاحب أمه، طيب! لماذا أقام الحد هذا الشيخ على الزاني وترك الأم وهي زانية، وهذه لها ولد فهي محصنة، فهي يقيناً تستحق القتل، أما الزاني يمكن يكون هكذا وممكن يكون هكذا، فمبينة القصة تركيبة، ما فهم، الشيخ هكذا حكى، قلت: لابد أضرب على الوتر الحساس وهنا الشاهد، قلت له: ارتاح يا أبو يوسف خلينا نكون صريحين بالموضوع، الآن لو الشيخ أمرك أنت أنك تذبح أبوك تفعل؟ الله أكبر ماذا قال، انتظر، قال: أنا ما وصلت إلى هذا المقام، قلت له: إذاً عمرك إن شاء الله ما تصل، تعبير سوري هذا عندنا، وخرج وولى مدبراً، تصور أن هذا الرجل في عقله من هذه الدروس من هذه القصص التي كانوا يحكوها، أنه يتمنى أن يصل إلى مقام يقتل أبوه إذا الشيخ أمره.
بلا شك أن هذا تأثير فظيع جداً من هؤلاء الناس، فلو كان شيء من هذا التأثير من بعض الوعاظ السلفيين الذين يعرفون ما حرم الله وما أحل الله كانت اعتدلت الكفة، وما وجدنا أمثال هؤلاء المغرورين بأنفسهم والذين يستأسدون ويصبحون ولسان حالهم يقولون: يا أرض اشتدي ما أحد عليك قدي.
يمكن بلغكم يوم الخميس الماضي جلسة الأوقاف وما جرى فيها، هم يجمعوهم.
مداخلة: والله شيخنا أسمع لكنني لا أعرف ماذا يدور في هذه الجلسات ولا أدعي.
الشيخ: أريح لك، الشاهد: مخططين هؤلاء الجماعة الله يهديهم.
مداخلة: أو يأخذهم.
الشيخ: أو يأخذهم.
مداخلة: لكن الثانية أحسن.
الشيخ: الشاهد: مخططين خطة للرد على السلفيين، محضرين هذا الصعلوك القبيح حسن السقاف أحضروه لأمر بيت بليل، الظاهر السائل أيضاً مدفوع منهم من تمام التخطيط أثار موضوع أنكم تنكرون على أئمة المساجد وخطباء المسجد أنهم يطولوا الخطبة، وتفتحوا الخطبة بأن الحمد لله نحمده .. يا أخي بدل ما تطولوا هكذا ما هي فرض ولا شيء، اختصروا الخطب وقال رسول الله كذا وكذا .. إلخ.
مداخلة: صرح فيها الوزير في التلفزيون.
الشيخ: هو هذا هم منهم يتلقون، الشاهد فقام واحد وقال لهم: ما دام أنتم تأتون وتحضوا الناس على مثل هذه الإصلاحات فيما ترون فلماذا لا تأمرون المؤذنين أنهم يؤذنوا أذانين في الصبح وهذا أمر متفق عليه بين العلماء، ولماذا
تقولوا: هذه سنة حسنة وبدعة حسنة والإسلام يقول: كل بدعة ضلالة، أجيبونا؟ هكذا قال السائل.
مداخلة: من هو السائل؟
الشيخ: واحد من الخطباء، الموظفين يعني، الظاهر أنه مدفوع، بدليل أنه قام واحد من خلف الناس قال: أنا أجاوب، من هو؟ حسن، لا هو موظف ولا شيء، أتوا به، قال له: اتفضل اتفضل، ما أدري من المدير الذي كان هناك، قال له: تفضل، بدأ يتكلم، يتكلم بجهل عميق كما تعلم عنه، ثم تعرض لشخصي وتجهيلي وأنه أخطأ في كتاب وكذا وفي كتاب كذا، [كان] موجود هناك من رضا المصري بتعرفه وصاحبك القديم عبد الفتاح عمر.
مداخلة: هذا نقول: الله يهديه.
الشيخ: الشاهد قام واعترض رضا على حسن السقاف لماذا أنت تأتي بسيرة ناس، هذا رجل عالم فاضل ونحن .. شوف الأساليب هذه العجيبة الغريبة، نحن تتلمذنا عليه، وهو أتى إلى داري مرتين، هو يقول أمام الناس أني أنا رحت إلى داره مرتين.
مداخلة: من هو؟
الشيخ: رضا رضا، يرد على حسن السقاف لماذا يطعن في، وهذا أستاذنا وشيخنا وتعلمنا منه .. إلخ، وحضر لداري وزارني في داري مرتين.
مداخلة: لماذا هذا يعني؟
الشيخ: يفخر يظهر أنه يقدره الشيخ ويحترمه لدرجة أنه زارني في بيتي مرتين، لكن ماذا وراها، لكن نحن لنا رأينا وله رأيه، نحن لا نقلده.
مداخلة: هذا رضا.
الشيخ: قام بعده عبد الفتاح الله يهديه على نفس الوتيرة، لكن بصورة أوضح إن لم نقل أقبح، قال: ذكر أني أنا شيخه واستفاد مني .. إلخ، لكن هو له منهجه وأنا لي منهجي، يعني هو صار إمام، هذا أمام الناس، اليوم كأنه كفر عن خطيئته، اليوم كأنه نُبَّه الظاهر والله أعلم كيف تقول هكذا .. إلخ، وإذا به يقول: أني أنا قلت في الاجتماع السابق كذا وكذا ما أريد إلا أني أؤكد أن الشيخ أستاذنا.
مداخلة: دائماً أقول: من تمام التوبة إذا أراد الإنسان أن يتوب فيجب عليه أن يتوب من ذنبه في الموقف الذي قال فيه ما قال، أما هذه التوبة المكتمة المتمتمة، هذه التوبة التي يريد أن يقول عن نفسه بأنه أبرأ ذمته ويمضي إلى حاله فهذه التوبة الخبيثة تعتبر أخبث من قوله على رؤوس الملأ بقوله ما قال، ولذلك حتى أنا كتبت فيه مقالة نسيت عنوان المقال، نعم: أغنياء حرب
وأغبياء حرب، قلت: بأن هؤلاء الذين تكلموا وناصروا إيران ووقفوا معها، ثم نكسوا على رؤوسهم ورجعوا إلى أدبارهم، وقالوا: إن إيران كذا وكذا، وأخذوا يقولوا: بأن إيران ليست دولة إسلامية، وأن علينا أن ننتبه لها، قلت: هذا الكلام لم يقولوه علانية، وإلا من تمام التوبة أن يعلنوه على الملأ كافة، حتى يعلم الناس أنهم يقولون في هذه الثورة ما يقولونه سراً أن يقولوه علناً، وهذا صاحبنا هذا وصاحبنا ذاك هذا الكلام نسمعه أو قالوا الكثير عنا قالوا في غيبتنا سواء كانوا قالوا عنك أم عني، فهذا يبلغنا لكن أنا الحمد لله عز وجل نحن لا نقيم وزن لمثل هذه الأمور، وهذا الكلام دائماً أقول: ذكرت مقالاً مرة عنكم في إحدى الصحف، وقلت: الفأر الهزيل لا يستطيع أن ينال من الجبل الأشم، فالحمد لله رب العالمين الذي جعل منك جبلاً أشم.
الشيخ: الله يحفظكم ،
…
نسأل الله أن يهدينا، ويهدي المسلمين.
مداخلة: ونسأل الله سبحانه وتعالى أنه يطيل في عمرك ويمد في حياتك، ويفيض بعلمك على المسلمين كافة، أنا أسمع كان أحد الإخوان قال لي قبل أيام بأنهم في جامعات بريطانيا إذا جاءهم الحديث من الشيخ ناصر قالوا: سمعنا وأطعنا، قالوا: هذا نسلم بصحة هذا الحديث الذي صححه، في الوقت الذي يأتي الأغبياء الفههاء معذرة يا شيخ أبو ليلى من الكلمات التي لعلك ما تفهمها سوف نتفاهم فيها بعدين.
ثانياً: نقول سبحان الله الذي جاء هؤلاء الإخوة يطعنوا في الشيخ ناصر، والله يا شيخنا أريد أن أقول شيئاً ربما يتصل بي أنا شخصياً، وأقول هذا إتماماً أو عطفاً على الحديث أو التعليق الذي ذكرته آنفاً.
أقول: أنا والحمد لله رب العالمين أحمل لك في قلبي من الحب والاحترام والتقدير ما لا يعلمه إلا الله.
الشيخ: جزاك الله خير.
مداخلة: وهذا لا أشكر عليه ولكن أتحدث به من باب الحديث عن نعمة الله عز وجل أنه جعل لك هذه المنزلة العظيمة في نفسي، وهذا شيء أنا أعتز به أولاً وأحمد الله عليه ثانياً.
وأنا هذا الحال الذي أنا فيه تجاهك لا أحب أني أتباهى به أمام الناس، ولكن أريد أن أعلم الناس الأدب مع الأشياخ، ولذلك والله أنا يا شيخنا إني أنا أحب أن أقبل يدك أحياناً على ملأ من الناس حتى يتعلم الناس أو إخواننا على الأقل يتعلمون الأدب مع الشيخ.
الشيخ: نعرف هذا منك جزاك الله خير.
مداخلة: والله يا شيخنا، وهذا أمر أحمد الله تبارك وتعالى عليه، وشيء آخر دائماً يقول بعض الإخوان يذكر لي مثلاً مسألة أو شيء يتعلق بشيخنا، فأقول:
أنا لا أحب والله لو علمت لا سمح الله بأن الشيخ أخطأ لا أحب أن أعارضه في خطئه؛ لأن خطأ الشيخ ربما يكون ظهر لي بعد زمن أنه على صواب وأنا على خطأ، ولذلك من الأدب أيضاً أن أسكت أمام الشيخ حتى لا يكون لي إلا مثل ذلك الأدب الذي هو أدب الصمت والاستماع والإصغاء.
أريد أن أعلم إخواننا بارك الله فيهم أعلمهم شيئاً من الأدب مع شيوخهم، ولكن على كل حال لنا اجتهادنا ولهم أيضاً قناعتهم، فإما أن يرضوا وإما أن يسخطوا.
الشيخ: صح، يا سيدي الحقيقة من الأشياء التي تدخل في موضوع التربية أنه بعض المجالس لا أقول كهذا المجلس (انقطاع).
فنأكلها على جناب ونسكت.
سؤال: المسألة التي كنا نبحثها قبل نتكلم فيها قبل، وهي جفاء السلفيين أو الأسلوب السلفي وشفافية الأسلوب الصوفي، يعني: نحن عارفين العيب حالياً أنه هو نتيجة
…
الجفاء، المهم نعالج هذا الموضوع، نعالج الموضوع بحيث أنه نوصل إلى شفافية الصوفي في الأسلوب السلفي، بحيث أنه نقنع الناس، يعني: أول ما تأتي مع الناس يقول لك: أسلوبك جاف، تروح تسمع خطيب صوفي يبكيك وهو قاعد، تطلع بعلم ليس مهم، إنما هذا الذي صار
الأسلوب فهم الناس، يعني: النتيجة التي نحن نقبلها نحل هذه العقدة، من أجل يصير الأسلوب مقبول عند الناس.
الشيخ: وهذا هو الذي حكينا عنه يا أبو منير، لكن هذا يحتاج إلى عديد من الناس، عديد من العلماء كل واحد، يعني: لا تؤاخذني الآن أنا إذا كنت منكب على البحث والتحقيق أنا ما أستطيع أن أكون واعظاً، ولا أستطيع أن أكون خطيباً، ولا ولا .. إلخ، لكن ينبغي أن يكون هناك عشرات من أمثالي لهم الاتجاه الذي نحن نشعر بأنه ناقص عند الجماعة السلفية، فلا نستطيع نحن أن نقوم نحن بكل واجب، واضح هذا أم لا؟
مداخلة: واضح طبعاً،
…
قال
…
ما طالب [منكم] شخصياً بالعمل على هذا، إنما توضيح طريق معين توضيح شيء معين، توضيح أسلوب معالجة الموضوع، ما هو طالب منك أنك تعالج الموضوع، لأنه محاولة يكون مثلاً خطيب في ألف مسجد في الأردن مثلاً أو في العالم.
الشيخ: نفس الذي تطلبه يريد أشخاص.
مداخلة: ويجوز أستاذنا عدم وجود المدرسة السلفية بالنظام المعروف مثل الاتجاه الصوفي أو أي حركة ثانية مثلاً، وجود تجمع معين، الصوفية أو السلفية نشأت بوضع كمعروف بالرفض يعني، بوضع الكل يرفضها، فيه من الشباب يريد يحاول يثبت حاله فيصير رافض، رافض طبيعياً، لعدم وجود مدرسة أو تجمع سلفي ليكون فيه شيء من الجمع للشباب السلفيين، يعني:
يخيل لي بوجود تجمع سلفي يصير عملية الضبط للشباب مع شيوخهم أكثر من أن تكون مدرسة منفردة.
الشيخ: هذا صحيح، لكن هل تظن أن التجمع السلفي الذي تتحدث عنه يوجده شخص أو خمسة أو عشرة؟
مداخلة: لا طبعاً.
الشيخ: إذاً: نرجع للملاحظة التي أدليت بها.
(الهدى والنور / 256/ 38: 00: 00)
(الهدى والنور / 256/ 21: 28: 00)
(الهدى والنور / 256/ 21: 53: 00)