الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما ترتكبه بعض الجماعات من سفك للدماء
السائل: نسمع ما يحدث في مصر من حوادث قتل من جهة الجماعات الإسلامية فهل هذا القتل مباح ومع أن المقتول يشهد أن لا إله إلا الله فهل هذا القتل يعتبر مباح من قبل الجماعات الإسلامية؟
الشيخ: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا- يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 71] أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه
وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وبعد نحن لا نرى أن هذا النوع من القتل هو جائز شرعا لا شك أنه ليس كل قتل لا يجوز شرعا لأن الله عز وجل حينما وصف عباده المؤمنين بصفات يجب أن تتحقق في كل مؤمن حقا كان من تلك الصفات قوله تبارك وتعالى {وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} [الفرقان: 68] فإذن القتل قتلان قتل بحق وقتل بغير حق فالقتل بحق هو الذي شرعه الله كالذي يقتل بغير حق فيقتل وكالذي يرتد عن دينه الإسلامي فيقتل وهذا معروف في الأحكام الفقهية فمن أي النوعين هذا القتل الذي نسمع اليوم يقع في بعض البلاد الإسلامية كمصر هل هو من القتل الحق أم من القتل الباطل لا نشك أبدا أن مثل هذا القتل لا يجوز إسلاميا لأن الذي يقوم بتنفيذ الأحكام الشرعية إنما هو الحاكم المسلم وليس الفرد المسلم بمعنى لو أن أخاً مسلماً قتله قاتل فلا يجوز لأخيه أن يثأر للقتيل بنفسه وإنما يفعل ذلك الحاكم المسلم فهو إذا سلطه على أن يقتل القاتل جاز له وإلا لم يجز له لأن الآية الصريحة المعروفة والتي هي من الأحكام الإسلامية الباهرة والتي بها تنتظم الحياة الآمنة في المجتمع الإسلامي أعني بهذا قوله تعالى {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ} [البقرة: 179] هذا القصاص لا يجوز أن يقوم به كل فرد من أفراد المسلمين وإنما هذا من واجب الحاكم المسلم على ذلك ما يقع اليوم في مصر أو غير مصر من الخروج على الحكام حتى لو فرضنا أن
بعض هؤلاء الحكام كان كفرهم كفرا صريحا
يستحقون أن يقاتلوا من المسلمين لا يجوز مثل هذا الخروج إلا بعد أن يتخذ المسلمون الأسباب التي تؤهلهم للقيام على هذا الحاكم الكافر وهذا بحث طويل طالما تعرضنا لبيانه وهناك أشرطة كثيرة مع الأخ أبو أحمد باختصار أقول حينما يقوم المسلمون بواجب التصفية والتربية تصفية الإسلام مما دخل فيه مما ليس منه وهذا يحتاج إلى جهود جبارة من علماء بالمئات والألوف متكاتفين على تبليغ الإسلام إلى المسلمين إسلام مصفى كما كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم يربى المسلمون على هذا الإسلام المصفى ومن تمام التربية تطبيق النص القرآني {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: 60] الأمران التربية المعنوية والتربية المادية كلاهما مفقود اليوم في المجتمع الإسلامي إلا في أفراد قلة مبعثرين في هذا العالم الإسلامي الواسع فيوم يتجمع المسلمون على هذا الأساس من التصفية والتربية ويبايعون رجل منهم حاكم يحكم بما أنزل الله هذا الحاكم ما يأمر به ينفذ إذا أمر كما وقع في عهد الرسول عليه السلام إذا أمر فرد من أفراد المسلمين اذهب واقتل فلان واجهه وجهاً لوجه فاقتله أو غدرا لأن الرسول يقول الحرب خَدعة أو خِدعة أو خُدعة هذا الحاكم هو الذي له الحق، أما أن يكون طائفة في بلد إسلامي يركبون رؤوسهم وقد يركبون جهالاتهم ويتحكمون في أفراد طيِّبي القلوب يأمرونهم بأوامر يظنون
أنها أوامر شرعية وهي أوامر بدعية مخالفة للكتاب والسنة فهذا لا يجوز إسلاميا ولذلك فهؤلاء الذين يخرجون اليوم على الحكام يتعجلون الأمر فيحرمون الثمرة التي يبغونها من وراء الاستعجال هذا وقد جاء في بعض الأحاديث الصحيحة حينما توجه بعض الصحابة وقد كادوا أن ييأسوا من نصر الله عز وجل فذكرهم الرسول عليه السلام في الأحاديث الصحيحة بأن من كان قبلكم كانوا يعذبون كان
أحدهم يؤخذ فيوضع المنشار على رأسه فينشر حتى يقع على الأرض فلقتين ليرتد عن دين الله فيأبى ويرضى بهذا الموت بهذه الطريقة ويسلم أمره لله فيموت شهيدا في سبيل الله ولذلك قال تعالى {الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت: 1 - 3] لذلك من الحكم التي يقولها بعض العلماء: من استعجل الشيء قبل أوانه ابتلي بحرمانه نحن في هذا العصر شهدنا كثيرا مما يسمى بالثورات أو الانقلابات أو ما شابه ذلك من أسوئها ما وقع في رأس القرن الحاضر سنة 1400 في مكة المكرمة من خروج جماعة على الحكم هناك فوقع القتل في المسجد الحرام من الطائفتين والطائفة التي خرجت هي طبعا البادية بالظلم ثم تلتها ثورات وثورات كثيرة منها في سوريا ولا بد أنكم سمعتم ما أصاب الدعوة اليوم حيث اليوم كنا (ونحن هناك قبل نحو خمسة عشرة سنة تكاد سوريا تنقلب إلى شعب سلفي على الكتاب والسنة والآن) رجعت الدعوة مقهقرة وأصبح يعني
يعيشون كما يعيش الدود في جوف الأرض يعني لا يجرؤون أن يظهروا بعباداتهم وعقائدهم إلى آخر ما سبب ذلك الاستعجال وقبل اتخاذ العدة التي أمرنا الله عز وجل بها وهما عدتان سلاحان سلاح قلبي إيماني وسلاح مادي هذا السلاح الإيماني تحقيق سهل ومع ذلك فإن الناس مقصرون كل التقصير لأنهم لا يعرفون الإسلام ولا يفهمونه فهما صحيحا فضلا عن أنهم لا يستطيعون القيام بالسلاح المادي في هذه الظروف التي تحوط بكل بلاد الإسلام التي تكاد تستعمر من الكفار بطريقة مباشرة أو بطريقة خفية ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب لهذا فما يقع في مصر وما يقع في الجزائر كل ذلك خلاف الإسلام وعلى المسلمين أن يعودوا إلى فهم دينهم فهما صحيحا وإلى تطبيقه على أنفسهم على هذا الأساس من الفهم الصحيح {وَيَوْمَئِذٍ
يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ} [الروم: 5] وبهذه المناسبة تعجبني كلمة قالها بعض الدعاة الإسلاميين لأتباعه ولكنهم مع الأسف أعرضوا عن هذه الكلمة وهي من خير الكلمات التي تكلم بها ذلك الداعية أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم فقبل أن يقيم المسلمون دولة الإسلام في قلوبهم وفي ذوات أنفسهم لن تقوم لهم دولة إسلام على أرضهم واليوم الناس عكسوا يصيحون بأن الحاكمية لله وهو حق ولكنهم لا يحكمون شرع الله في أنفسهم فما فائدة أن تدع الحكم بما شاء الله في نفسك وترجوا من غيرك أن يُطَبِّق ما أنت مقر به ونسأل الله عز وجل أن
نتعظ بمثل قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ - كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف: 3] لعل الوقت حان وإلا أين الإمام في مجال بعد ولا كيف كما بدأنا قبل صلاة العشاء افتتاح الأسئلة نرجو أن تكون منتظمة وأن نكون بعيدين عن الفوضى فكل من يريد أن يوجه سؤال يرفع يده ثم نسمع منه السؤال ونجيب عنه إذا كان لدينا الجواب فالآن من كان عنده سؤال فليتوجه به ونرجو ألا يكون سؤالا مكررا ومكررا جدا حتى يستفيد جميع الحاضرين من السؤال وجوابه الآن من كان عنده سؤال فليرفع يده تفضل.
(الهدى والنور/764/ 49: 00: 00).