الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشَّمْس بِفَتْح الْقَاف قَالَ الْجَوْهَرِي: هُوَ أَعْلَاهَا وَأول مَا يَبْدُو مِنْهَا فِي الطُّلُوع. وَلَا يَصح هُنَا الْمَعْنى الثَّانِي لقَوْله فِي رونق الضُّحَى.
وَقَوله: وَصورتهَا بِالْجَرِّ عطف على قرن.
وأملح من ملح الشَّيْء بِالضَّمِّ ملاحةً أَي: بهج وَحسن منظره فَهُوَ مليح وَالْأُنْثَى مليحة.
وَالْبَيْت نسبه ابْن جني إِلَى ذِي الرمة. وَلم أَجِدهُ فِي ديوانه. وَالله أعلم.
وَأنْشد بعده
(الشَّاهِد وَالتِّسْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)
الطَّوِيل وَهل أَنا إِلَّا من ربيعَة أَو مُضر على أَن أَو فِيهِ للإبهام على السَّامع. وَقصد بِهِ الرَّد على الْكُوفِيّين فِي زعمهم أَن أَو فِيهِ بِمَعْنى الْوَاو.
قَالَ ابْن الشجري فِي أَمَالِيهِ: كَون أَو بِمَعْنى الْوَاو من أَقْوَال الْكُوفِيّين وَلَهُم فِيهِ احتجاجات من الْقُرْآن وَمن الشّعْر الْقَدِيم. فمما احْتَجُّوا بِهِ من الْقُرْآن قَوْله تَعَالَى: لَعَلَّه يتَذَكَّر أَو يخْشَى ولَعَلَّهُم يَتَّقُونَ أَو يحدث لَهُم
وَمن الشّعْر قَول تَوْبَة بن الْحمير: الطَّوِيل
(وَقد زعمت ليلى بِأَنِّي فاجرٌ
…
لنَفْسي تقاها أَو عَلَيْهَا فجورها)
وَقَول جرير: الوافر
(أثعلبة الفوارس أَو رياحاً
…
عدلت بهم طهية والخشابا)
أَي: عدلت هَاتين القبيلتين بِهَاتَيْنِ القبيلتين.
وَقَول جرير: الْبَسِيط
(نَالَ الْخلَافَة أَو كَانَت لَهُ قدرا
…
كَمَا أَتَى ربه مُوسَى على قدر)
وَقَول لبيد:
(تمنى ابنتاي أَن يعِيش أَبوهُمَا
…
وَهل أَنا إِلَّا من ربيعَة أَو مُضر)
قَالُوا: أَو هُنَا بِمَعْنى الْوَاو لِأَنَّهُ لَا يشك فِي نسبه حَتَّى لَا يدْرِي أَمن ربيعَة هُوَ أم من مُضر وَلكنه أَرَادَ بربيعة أَبَاهُ الَّذِي وَلَده لِأَنَّهُ لبيد بن ربيعَة. ثمَّ قَالَ: أَو
مُضر يُرِيد: وَمُضر يَعْنِي مُضر ين نزار بن معد بن عدنان.
وَاخْتلفُوا فِي قَوْله تَعَالَى: وأرسلناه إِلَى مائَة ألفٍ أَو يزِيدُونَ فَقَالَ بعض الْكُوفِيّين: بِمَعْنى الْوَاو وَقَالَ آخَرُونَ مِنْهُم: الْمَعْنى بل يزِيدُونَ. وَهَذَا القَوْل لَيْسَ بِشَيْء عِنْد الْبَصرِيين.
وللبصريين فِي أَو هَذِه ثَلَاثَة أَقْوَال: أَحدهمَا: قَول سِيبَوَيْهٍ أَنَّهَا للتَّخْيِير. وَالْمعْنَى إِذا رَآهُمْ الرَّائِي يُخَيّر فِي أَن يَقُول: هم مائَة ألف وَأَن يَقُول: أَو يزِيدُونَ.
وَالْقَوْل الثَّانِي عَن الْبَصرِيين: أَنَّهَا لأحد الْأَمريْنِ على الْإِبْهَام.)
وَالثَّالِث لبن جني وَهُوَ أَنَّهَا للشَّكّ وَالْمعْنَى: أَن الرَّائِي إِذا رَآهُمْ شكّ فِي عدتهمْ لكثرتهم.
وَمن زعم أَن العمنى بل يزِيدُونَ قَالَ مثل ذَلِك فِي قَوْله تَعَالَى: فَهِيَ كالحجارة أَو أَشد قسوة. وَفِي قَوْله: وَمَا أَمر السَّاعَة إِلَّا كلمح الْبَصَر أَو هُوَ أقرب وَقَوله: فَكَانَ قاب قوسين أَو أدنى.
وَمن قَالَ: إِن الْمَعْنى: وَيزِيدُونَ قَالَ: مثل ذَلِك فِي هَذِه الْآي. وَالْوَجْه أَن تكون أَو فِيهِنَّ للتَّخْيِير.
وَيجوز أَن تكون أَو فِيهِنَّ للإبهام انْتهى كَلَامه بِاخْتِصَار.
وَالْبَيْت الشَّاهِد أول أَبْيَات للبيد بن ربيعَة الصَّحَابِيّ تقدم شرحها فِي الشَّاهِد الْخَامِس بعد الثلثمائة.
-
وَأنْشد بعده: الْبَسِيط
(وَكَانَ سيان أَن لَا يسرحوا نعما
…
أَو يسرحوه بهَا واغبرت السوح)
على أَن أَو فِيهِ بِمَعْنى الْوَاو.
وَقد تقدم شَرحه فِي الشَّاهِد الْخَامِس وَالْخمسين بعد الثلثمائة من بَاب الْعَطف.