الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَأنْشد بعده
(الشَّاهِد لحادي عشر بعد التسْعمائَة)
وَهُوَ من شَوَاهِد سِيبَوَيْهٍ: الطَّوِيل
(
إِذا ماانتهى علمي تناهيت بعده
…
أَطَالَ فأملي أَو تناهى فأقصرا)
على أَنه رُوِيَ ب أَو وب أم. فعلى الأولى قَوْله: أَطَالَ الْهمزَة للصيرورة ومصدره الإطالة. وَلَا يجوز أَن تكون همزَة الِاسْتِفْهَام لقَوْل الشَّارِح الْمُحَقق: وَلَا تَجِيء بِالْهَمْزَةِ قبل أَو.
وَهَذِه رِوَايَة سِيبَوَيْهٍ. قَالَ الأعلم: الشَّاهِد دُخُول أَو لأحد الْأَمريْنِ على حد قَوْلك: لأضربنه ذهب أَو مكث أَي: لأضربنه على إِحْدَى الْحَالَتَيْنِ ذَاهِبًا أَو ماكثاً. وَكَذَلِكَ معنى: أَطَالَ فأملى أَو تناهى فأقصرا أَي: انْتهى حَيْثُ انْتهى بِي الْعلم وَلَا أتخطاه مطيلاً كَانَ أَو مقصراً.
وَمعنى أَطَالَ: صَار إِلَى طول الْمدَّة. وأقصر: صَار إِلَى قصرهَا وأملى من المليّ وَهُوَ الزَّمن الطَّوِيل. انْتهى.
وَقَالَ ابْن الْحَاجِب: أَو هُنَا وَاجِبَة لِأَنَّهُ لَو قَالَ بِأم لفسد على الْوَجْهَيْنِ الْمَذْكُورين فِي قَوْله: انْتهى.
وَكَذَا رَوَاهُ صَاحب الْبَاب وَقَالَ شَارِحه الفالي: قَوْله: إِذا مَا انْتهى علمي
…
إِلَخ أَي: إِذا بلغ علمي إِلَى موضعٍ بلغت إِلَيْهِ وَلم أتجاوزه أَي: لَا أَتكَلّم بِمَا لَا أعلمهُ سَوَاء كَانَ علمي مطيلاً أَو متناهياً فَيكون أَطَالَ بِوَزْن أفعل.
-
وَقيل: الْهمزَة للاستفهام وَالْفِعْل هُوَ طَال وَلَا يُنَافِي الِاسْتِفْهَام كَون الْجُمْلَة حَالا لما ذكرنَا من أَن الْهمزَة وَأم مجردتان لِمَعْنى الاسْتوَاء من غير اعْتِبَار الِاسْتِفْهَام فِيهِ كَمَا قُلْنَا فِي: سواءٌ عليّ أَقمت أم قعدت.
وَالْمعْنَى: تناهيت عِنْده فِي حَال طوله فإملائه وَفِي حَال تناهيه فَقَصره. وأملى أَي: امْتَدَّ فِي الزَّمَان من الملاوة. أَي: إِذا أمتد علمه حينا طَويلا تبعه وَإِن تناهى وَانْقطع أقصر وَلم يتَكَلَّم.
هَذَا كَلَامه.
وَهُوَ نَاشِئ عَن غفلةٍ فَإِنَّهُ لَا يجوز أَن تكون فِيهِ الْهمزَة للاستفهام مَعَ أَو كَمَا تقدم. وَمن قَالَ:)
إِنَّهَا للاستفهام روى أم بدل أَو. فَتَأمل.
وعَلى الرِّوَايَة الثَّانِيَة تكون الْهمزَة للاستفهام وَالْفِعْل طَال ويكن الْبَيْت شَاهدا للخليل فِي تجويزه فِي غير سَوَاء وَلَا أُبَالِي أَن يجْرِي مجراهما فيذكر بعده: أم والهمزة.
وأنشده ابْن الْأَعرَابِي لزِيَادَة صَاحب هدبة أول أَبْيَات أَرْبَعَة وَهِي: الطَّوِيل
(إِذا مَا انْتهى علمي تناهيت عِنْده
…
أَطَالَ فأملى أم تناهى فأقصرا)
(ويخبرني عَن غَائِب الْمَرْء هَدْيه
…
كفى الْهَدْي عَمَّا غيب الْمَرْء مخبرا)
…
(وَلَا أركب الْأَمر المدوي سادراً
…
بعمياء حَتَّى استبين وأبصرا)
(كَمَا تفعل العشواء تركب رَأسهَا
…
وتبرز جنبا للمعادين معورا)
وَقَوله: إِذا مَا انْتهى
…
إِلَخ مَا: زَائِدَة بعد إِذا. وَقد نظمه بَعضهم فَقَالَ:
(
خُذ لَك ذِي الفائده
…
مَا بعد إِذا زائده)
وانْتهى: من أنْتَهى ألأمر أَي: بلغ النِّهَايَة وَهِي أقْصَى مَال يُمكن أَن يبلغهُ. والمليّ بتَشْديد الْيَاء كغنيٍّ كَمَا فسره الأعلم. والملاوة بِتَثْلِيث الْمِيم: الْحِين والبرهة.
قَالَ المرزباني فِي الموشح: اخبرني الصولي قَالَ: حَدثنِي يحيى بن عَليّ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن مُوسَى المنجم: كنت أحب أَن أرى شاعرين فأؤدب أَحدهمَا وهوعدي بن الرّقاع لقَوْله: الْكَامِل
(وَعلمت حَتَّى مَا أسائل عَالما
…
عَن علم واحدةٍ لكَي أزدادها)
ثمَّ أسائله عَن جَمِيع الْعُلُوم فَإِذا لم يجب أدبته على قَوْله. وَأَقْبل رَأس ألآخر وَهُوَ زِيَادَة بن
(إِذا مَا انْتهى علمي تناهيت عِنْده
…
أَطَالَ فأملى أم تناهى فأقصرا)
انْتهى.
وَقَوله: ويخبرني عَن غَائِب الْمَرْء
…
إِلَخ الْهَدْي كفلس: السِّيرَة يُقَال: مَا أحسن هدي فلَان أَي: سيرته. وَمَا أحسن قَول الصفي الحلّي رحمه الله: الطَّوِيل
(إِذا غَابَ أصل الْمَرْء فاستقر فعله
…
فَإِن دَلِيل الْفَرْع ينبي عَن الأَصْل)
(فقد يشْهد الْفِعْل الْجَمِيل لرَبه
…
كَذَاك مضاء الْحَد من شَاهد النصل)
وَقَوله: وَلَا أركب الْأَمر المدوّي
…
إِلَخ أَي: لَا ألابسه. والمدوّي
بِكَسْر الْوَاو الْمُشَدّدَة: الْمُبْهم والمستتر مَأْخُوذ من دوّى اللَّبن تدوية إِذا ركبته الدّواية بِضَم الدَّال وَهِي القشرة الرقيقة تعلوه)
فيستتر مَا تحتهَا.
والسادر كَمَا فِي الصِّحَاح هُوَ المتحيّر وَالَّذِي لَا يهتمّ وَلَا يُبَالِي مَا صنع. والسّدر: تحيّر الْبَصَر. يُقَال: سدر الْبَعِير يسدر سدراً من بَاب فَرح إِذا تحيّر من شدّة الْحر.
وَقَوله: بعمياء أَي: بِحَالَة عمياء من عمي عَلَيْهِ الْأَمر إِذا الْتبس. وَحَتَّى بِمَعْنى إِلَى.
وَقَوله: كَمَا تفعل العشواء وَهِي النَّاقة الَّتِي لَا تبصر أمامها فَهِيَ تخبط بِيَدِهَا كلّ شَيْء.
وَقَوله: تركب رَأسهَا فِي الْمِصْبَاح: وَركب الشَّخْص رَأسه إِذا مضى على وَجهه لغير قصد.
والمعور: اسْم فَاعل من أَعور لَك الصَّيْد إِذا أمكنك. وأعور الْفَارِس إِذا بدا فِيهِ مَوضِع خلل للضرب وَهُوَ بِالْعينِ الْمُهْملَة.
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أَي: هِيَ عشواء تبرز جنبا مكشوفاً لأعدائها فيرمونها. انْتهى.
وَزِيَادَة بن زيد: شَاعِر إسلامي من بادية الْحجاز من بني عذرة كَانَ فِي أَيَّام مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان وَقَتله هدبة بن خشرم العذريّ وَقتل بِهِ هدبة بِسَبَب ذَكرْنَاهُ فِي تَرْجَمَة هدبة وَفِي الشَّاهِد الْخمسين بعد السبعمائة.