الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(نون التوكيد)
أنْشد فِيهِ.
(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ بعد التسْعمائَة)
وَهُوَ من شَوَاهِد س: الْكَامِل أفبعد كِنْدَة تمدحت قبيلا على أَنه أكد الْفِعْل وَهُوَ تمدح بالنُّون لوُقُوعه بعد الِاسْتِفْهَام وَهُوَ الْهمزَة.
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَمن موَاضعهَا الْأَفْعَال غير الْوَاجِبَة الَّتِي تكون بعد حُرُوف الِاسْتِفْهَام وَذَلِكَ لِأَنَّك تُرِيدُ: أعلمني إِذا استفهمت. وَهِي أَفعَال غير وَاجِبَة فَصَارَت بِمَنْزِلَة أَفعَال الْأَمر وَالنَّهْي فَإِن شِئْت أقحمت النُّون وَإِن شِئْت تركت كَمَا فعلت ذَلِك فِي الْأَمر وَالنَّهْي وَذَلِكَ قَوْلك: هَل تقولن وأتقولن ذَاك وَكم تمكثن وَانْظُر مَتى تفعلن. وَكَذَلِكَ جَمِيع حُرُوف الِاسْتِفْهَام.
وَقَالَ الْأَعْشَى: المتقارب
(فَهَل يَمْنعنِي ارتيادي البلا
…
د من حذر الْمَوْت أَن يَأْتِين
)
وَقَالَ: الطَّوِيل فَهَذِهِ الْخَفِيفَة. وَقَالَ:
أفبعد كِنْدَة تمدحن قبيلا وَقَالَ: الرجز هَل تحلفن يَا نعم لَا تدينها هَذِه الْخَفِيفَة. انْتهى.
قَالَ الأعلم فِي الْبَيْت الأول: الشَّاهِد فِيهِ توكيد يَمْنعنِي بالنُّون الثَّقِيلَة لِأَنَّهُ مستفهم عَنهُ غير وَاجِب كالأمر فيؤكد كَمَا يُؤَكد الْأَمر.
والارتياد: الْمَجِيء والذهاب أَي: لَا يمْنَع من الْمَوْت التَّحَوُّل فِي آفَاق الأَرْض حذرا مِنْهُ وَلَا الْإِقَامَة فِي الديار تقربه قبل وقته فاستعمال السّفر أجمل لِأَن الْمَوْت بِأَجل.
وَقَالَ فِي الثَّالِث: الشَّاهِد فِي قَوْله: تمدحن بالنُّون الثَّقِيلَة. وَكِنْدَة: قَبيلَة من الْيمن من كهلان بن سبأ.
والقبيل: الْجَمَاعَة من قوم مُخْتَلفين. والقبيلة: بَنو أبٍ وَاحِد. وَأَرَادَ بالقبيل هُنَا الْقَبِيلَة لتقارب)
الْمَعْنى فيهمَا. انْتهى.
وَالْبَيْت الرَّابِع سَاقِط من رِوَايَته وَرَوَاهُ النّحاس قَالَ: قَالَ أَبُو الْحسن: نعم
ترخيم نعْمَان.
وَبعد: ظرف يتَعَلَّق بتمدح محذوفاً بتمدح لِأَن الْمُؤَكّد بالنُّون لَا يتَقَدَّم معموله عَلَيْهِ. وَقيل: إِذا كَانَ ظرفا يجوز وَقد علقه بِهِ الْعَيْنِيّ.
وَهَذَا الشّعْر من أَبْيَات سِيبَوَيْهٍ الْخمسين الَّتِي لَا يعرف لَهَا قَائِل وَالله أعلم.