الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومذلت من كَلَامه: قلقت وضجرت. والمذيل: الْمَرِيض الَّذِي لَا يتقار وَهُوَ ضَعِيف. ومذل بسره أَي: أفشاه. ومذال: جمع مذلي كعطاش جمع عطشي.
وترجمة الأخطل تقدّمت فِي الشَّاهِد الثَّامِن وَالسبْعين من أَوَائِل الْكتاب.
وَمن هَذِه القصيدة قَوْله: الْكَامِل
(
أبني كليبٍ إِن عمي اللذا
…
قتلا الْمُلُوك وفككا الأغلالا)
وَتقدم شَرحه فِي الشَّاهِد الثَّالِث وَالْعِشْرين بعد الأربعمائة من بَاب اسْم الْفَاعِل.
وَأنْشد بعده
(الشَّاهِد السَّادِس بعد التسْعمائَة)
الْبَسِيط
(أم كَيفَ ينفع مَا تُعْطِي الْعلُوق بِهِ
…
رئمان أنفٍ إِذا مَا ضن بِاللَّبنِ)
على أَن أم فِيهِ بِمَعْنى بل وَحدهَا بِدُونِ همزَة الِاسْتِفْهَام إِذْ الِاسْتِفْهَام مَوْجُود فَلَا وَجه لجمع
وَفِيمَا ذهب إِلَيْهِ مُخَالفَة للبصريين وميل لقَوْل الْكُوفِيّين لقُوته.
وَإِلَيْهِ ذهب ابْن هَاشم أَيْضا فِي الْمُغنِي قَالَ: نقل ابْن الشجري عَن جَمِيع
الْبَصرِيين أَنَّهَا أبدا بِمَعْنى بل والهمزة جَمِيعًا وَأَن الْكُوفِيّين خالفوهم فِي ذَلِك. وَالَّذِي يظْهر قَوْلهم إِذْ الْمَعْنى فِي: أم جعلُوا لله شُرَكَاء لَيْسَ على الِاسْتِفْهَام وَلِأَنَّهُ يلْزم الْبَصرِيين دَعْوَى التَّأْكِيد فِي نَحْو: أم هَل تستوي الظُّلُمَات وَنَحْو: أم مَاذَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ أم من هَذَا الَّذِي هُوَ جندٌ لكم. انْتهى.
وسبقهما إِلَى هَذَا أَبُو عَليّ قَالَ فِي الْمسَائِل المنثورة بعد إنشاد هَذَا الْبَيْت: هَذِه الْمَسْأَلَة فِيهَا إِشْكَال وَهُوَ أَن أم للاستفهام دخلت على كَيفَ. فَوجه ذَلِك أَن أم هُنَا عاطفة وكَيفَ للاستفهام. كَمَا أَنَّك إِذا قلت: مَا جَاءَنِي زيد وَلَكِن عَمْرو فالواو فِيهِ عاطفة وَخرجت لَكِن من معنى الْعَطف لدُخُول الْوَاو.
فَكَذَلِك إِذا قيل: أم هَل تخرج هَل من معنى الِاسْتِفْهَام لدُخُول أم فَكَذَلِك تخرج أم من معنى الِاسْتِفْهَام إِلَى الْعَطف. انْتهى.
وَتَبعهُ ابْن جني فِي الخصائص فَقَالَ: فَإِن قلت: فَمَا تَقول فِي قَوْله: أم كَيفَ ينفع الْبَيْت وَجمعه بَين أم وَكَيف فَالْقَوْل: إنَّهُمَا ليسَا لِمَعْنى وَاحِد. وَذَلِكَ أَن أم هُنَا جردت لِمَعْنى التّرْك والتحول وجردت من معنى الِاسْتِفْهَام وأفيد ذَلِك من كَيفَ لَا مِنْهَا.
فَإِن قيل: فَهَلا وكدت إِحْدَاهمَا بِالْأُخْرَى توكيداً كتوكيد اللَّام لِمَعْنى الْإِضَافَة وياءي النّسَب لِمَعْنى الصّفة قيل: يمْنَع من ذَلِك
أَن كَيفَ لما بنيت وَاقْتصر بهَا على الِاسْتِفْهَام الْبَتَّةَ جرت مجْرى الْحَرْف الْبَتَّةَ.
وَلَيْسَ فِي الْكَلَام اجْتِمَاع حرفين لِمَعْنى وَاحِد لِأَن فِي ذَلِك نقضا لما اعتزم عَلَيْهِ من الِاخْتِصَار فِي اسْتِعْمَال الْحُرُوف. وَلَيْسَ كَذَلِك: يَا بؤس للحرب
وأحمري. وَذَلِكَ أَن هُنَا إِنَّمَا انْضَمَّ الْحَرْف إِلَى اسْم فهما مُخْتَلِفَانِ فَجَاز أَن يترادفا فِي موضعهما لاخْتِلَاف جنسيهما.
فَإِن قلت: فقد قَالَ: الوافر)
وَمَا إِن طبنا جبنٌ فَجمع بَين مَا وَإِن وكِلَاهُمَا بِمَعْنى النَّفْي وهما كَمَا ترى حرفان. قيل لَيست إِن حرف نفي وَإِنَّمَا هِيَ حرف يُؤَكد بِهِ بِمَنْزِلَة مَا وَلَا وَالْبَاء وَمن وَغير ذَلِك.
وَأما قَوْله: الوافر
(
طعامهم لَئِن أكلُوا معدٌ
…
وَمَا إِن لَا تحاك لَهُم ثِيَاب)
فَإِن مَا وَحدهَا للنَّفْي وإِن ولَا جَمِيعًا للتوكيد. وَلَا يُنكر اجْتِمَاع حرفين للتوكيد لجملة الْكَلَام. كَلَامه بِاخْتِصَار.
فَعلم مِمَّا نَقَلْنَاهُ إِن مَا ادَّعَاهُ ابْن الشجري من إِجْمَاع الْبَصرِيين لَيْسَ بِصَحِيح. وَدَعوى ابْن جني عدم اجْتِمَاع حرفين لِمَعْنى وَاحِد يُبْطِلهَا قَول الشَّاعِر: الوافر وَلَا للما بهم أبدا دَوَاء
وَقَوله: الطَّوِيل فَأَصْبَحْنَ لايسألنه عَن بِمَا بِهِ وَقد تقدم شرحهما فِي الشَّاهِد الرَّابِع وَالثَّلَاثِينَ بعد الْمِائَة وَفِي غَيره.
-
وَالْبَيْت آخر أَبْيَات تِسْعَة لأفنون التغلبي أوردهَا لَهُ أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ فِي أشعار تغلب والمفضل فِي المفضليات وَهِي:
(أبلغ حبيباً وخلل فِي سراتهم
…
أَن الْفُؤَاد انطوى مِنْهُم على حزن)
(قد كنت أسبق من جاروا على مهلٍ
…
من ولد آدم مَا لم يخلعوا رسني)
(فالوا عَليّ وَلم أملك فيالتهم
…
حَتَّى انتحيت على الأرساغ والثنن)
(لَو أنني كنت من عادٍ وَمن إرم
…
ربيت فيهم ولقمان وَمن جدن)
(لما فدوا بأخيهم من مهولةٍ
…
أَخا السّكُون وَلَا جازوا على السّنَن)
(سَأَلت قومِي وَقد سدت أباعرهم
…
مَا بَين رحبة ذَات الْعيص والعدن)
(أَنِّي جزوا عَامِرًا سوءى بفعلهم
…
أم كَيفَ يجزونني السوءى من الْحسن)
أم كَيفَ ينفع مَا تُعْطِي
…
...
…
...
…
...
…
...
…
... الْبَيْت قَوْله: أبلغ حبيباً بِضَم الْمُهْملَة وَفتح الْمُوَحدَة الأولى وَهُوَ قَبيلَة أفنون.
-
وَقَوله: وخلل
…
إِلَخ قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي فِي شَرحه: سراتهم: خيارهم جمع سري.)
وخلل أَي: خصهم بالبلاغ أَي: اجْعَل بلاغك يتخللهم. وَقَوله: أَن الْفُؤَاد
…
إِلَخ هَذَا هُوَ الْمبلغ.
يُرِيد: أَنه قد تألم مِنْهُم لما طلب مِنْهُم أباعر فخيبوا أمله مِنْهُم وَلم يتحملوا عَنهُ ديات من قَتلهمْ.
وَقَوله: قد كنت أسبق
…
إِلَخ على: مُتَعَلقَة بأسبق وَمن بَيَان لمن وَمَا: مَصْدَرِيَّة ظرفية.
قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: أَي كنت أُنَاضِل عَنْهُم وأدفع وأسبق من جارهم.
وَقَوله: من ولد آدم أَي: من النَّاس كلهم. وَقَوله: مَا لم يخلعوا
…
إِلَخ أَي: كنت أسبق من فاخرهم وَطلب مغالبتهم مَا لم يهملوني ويتخلوا عني. وَجعل خلع الرسن مثلا كَأَنَّهُمْ تبرؤوا مِنْهُ لِكَثْرَة جزائره.
وَقَوله: فالوا عَليّ
…
إِلَخ بِالْفَاءِ من الفيلولة وَهِي ضعف الرَّأْي. والفيالة بِالْفَتْح الِاسْم. قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: أَي: اخطؤوا على رَأْيهمْ يُقَال: فال الرجل فِي رَأْيه وَهُوَ فيل الرَّأْي بِالْكَسْرِ.
وَقَوله: انتحيت: اعتمدت. والأرساغ: جمع رسغ وَهُوَ من الدَّوَابّ الْموضع المستدق بَين الْحَافِر وموصل الوظيف من الْيَد أَو الرجل. والثنن: جمع ثنة بِضَم الْمُثَلَّثَة وَتَشْديد النُّون وَهُوَ الشّعْر فِي مُؤخر الرسغ. وَحَتَّى بِمَعْنى إِلَى مُتَعَلّقه بفالوا. وضربهما مثلا لأسافل النَّاس. يُرِيد: أما لما أخطؤوا فِي أَمْرِي وأصروا قصدت أرذال النَّاس.
وَقَوله: لَو أنني كنت
…
إِلَخ من عَاد: خبر كنت وريبت: حَال من الضَّمِير المستقر فِي الْخَبَر قَالَ صَاحب الصِّحَاح: وربوت فِي بني فلَان وربيت أَي: نشأت فيهم.
-
وإرم بِكَسْر فَفتح: قَبيلَة مَشْهُورَة بِالْقُوَّةِ. وَعظم الْأَبدَان. وَعَاد: اسْم أَبِيهِم ولقمان أَي: وَمن نسل لُقْمَان صَاحب النسور وَهُوَ مَنْسُوب إِلَى عَاد كَمَا قَالَ الشَّاعِر: الوافر
(ترَاهُ يطوف الْآفَاق حرصاً
…
ليأكمل رَأس لُقْمَان بن عَاد)
وجدن بِفَتْح الْجِيم قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: قَبيلَة بِالْيمن. انْتهى.
وَقيل: هُوَ قيل من أقيال الْيمن وَالْمَشْهُور فِيهِ ذُو جدن فَيكون التَّقْدِير أَيْضا: وَمن نسل ذِي جدن.
وَقَوله: لما فدوا اللَّام فِي جَوَاب لَو ودخولها على حرف النَّفْي نَادِر. والسكون بِفَتْح السِّين: قَبيلَة من كِنْدَة فِي الْيمن. وأخا السّكُون: مفعول فدوا هُوَ رجل من السّكُون كَانَ أَسِيرًا عِنْد وَأَرَادَ بأخيهم نَفسه وَالْبَاء للبدل. وَمن مهولة: من أجل مُصِيبَة هائلة. وَلَا جازوا من المجازاة.)
وَالسّنَن: جمع سنة وَهِي السِّيرَة. بَالغ فِي ذكر تبرئهم مِنْهُ وجفائهم لَهُ.
وَقَوله: سَأَلت قومِي السُّؤَال هُنَا الاستعصاء. وَجُمْلَة: قد سدت
…
إِلَخ حَالية. والرحبة: الفضاء.
وَقَوله: إِذا قربوا: مُتَعَلق بسألت. . وَقَوله: لله در
…
إِلَخ تهكم فِي صُورَة الْمَدْح. والغبن بِفتْحَتَيْنِ: ضَعِيف الرَّأْي يتهكم بهم فِي رَأْيهمْ الضَّعِيف حَيْثُ منعُوهُ الْإِعْطَاء مَعَ السُّؤَال وَهُوَ مِنْهُم وأعطوا الْأَجْنَبِيّ وَلم يسألهم.
وَقَوله: أَنى جزوا عَامِرًا
…
إِلَخ اسْتِفْهَام تعجبي وأنى: بِمَعْنى كَيفَ وَالْوَاو فِي جزوا ضمير عشيرته وعامر هُوَ عَامر بن صعصعة هُوَ أَبُو قَبيلَة
وَالْمرَاد هُنَا: الْقَبِيلَة وَصَرفه بِاعْتِبَار الْحَيّ وَلَو مَنعه الصّرْف لَكَانَ بِاعْتِبَار الْقَبِيلَة. وَالْبَاء للمقابلة وَالْهَاء وَالْمِيم ضمير عَامر.
والسوءى: فعلى نقيض الْحسنى وهما مؤنث الأسوأ وَالْأَحْسَن. وَلأَجل القافية قَابل السوءى بالْحسنِ ولولاها لَكَانَ
يَقُول الْحسنى.
وَرُوِيَ فِي الأول السوء وَهُوَ اسْم من سَاءَهُ يسوءه سوءا ومساءة نقيض سره. يَقُول أتعجب لقومي كَيفَ عاملوا بني عَامر بالسوء فِي مُقَابلَة فعلهم الْجَمِيل وَقَوله: أم كَيفَ يجزونني أم: للإضارب عَن الأول. وَمن الْحسن قَالَ ابْن الشجري: مُتَعَلق بِحَال محذوفة وَالتَّقْدِير: كَيفَ يجزونني السوءى بَدَلا من الْحسن. مثله فِي التَّنْزِيل: أرضيتم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا من الْآخِرَة أَي: بَدَلا من الْآخِرَة.
يَقُول: بل أتعجب من قومِي كَيفَ يعاملونني بالسوء حَال كَونه بَدَلا من الْفِعْل الْحسن والصنع الْجَمِيل. وأضرب عَن الأول للْإِشَارَة إِلَى أَن إساءتهم لبني عَامر سهل بِالنِّسْبَةِ إِلَى إساءتهم بِهِ بادعاء أَنه رُبمَا كَانَ لَهُم عذر فِي الْإِسَاءَة لأولئك وَأما فِي الْإِسَاءَة إِلَيْهِ فَلَا عذر لَهُم أصلا.
وَلما تخيل أَنهم رُبمَا غالطوا فاعتذروا ترقى بقوله: أم كَيفَ ينفع. . الْبَيْت كَأَنَّهُ يَقُول: هُوَ ظَاهر لَا يساعده بَاطِن وقالٌ لَا يصدقهُ حَال.
وَقَوله: أم كَيفَ ينفع إِلَخ أم هَذِه أَيْضا للإضراب. والعلوق بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي فِي شَرحه: الْعلُوق من الْإِبِل: الَّتِي لَا ترأم وَلَدهَا وَلَا تدر عَلَيْهِ جعله هَا هُنَا مثلا. ورئمانها هُنَا: عطفها ومحبتها.
-
وَقَالَ القالي فِي أَمَالِيهِ: هِيَ النَّاقة الَّتِي ترأم بأنفها وتمنع درها. يَقُول: فَأنْتم تحسنون القَوْل وَلَا)
تعطون شَيْئا فَكيف يَنْفَعنِي ذَلِك. انْتهى.
وَقَالَ الزجاجي فِي أَمَالِيهِ الصُّغْرَى: هَذَا الْبَيْت مثل يضْرب لكل من يعد بِلِسَانِهِ كل جميل وَلَا كَأَنَّهُ قيل: كَيفَ يَنْفَعنِي قَوْلك الْجَمِيل إِذا كنت لَا تفي بِهِ. وَأَصله أَن الْعلُوق هِيَ النَّاقة الَّتِي تفقد وَلَدهَا بنحر أَو موت فيسلخ جلده ويحشى تبناً أَو حشيشاً وَيقدم إِلَيْهَا لترأمه أَي: تعطف عَلَيْهِ ويدر لَبنهَا فينتفع بِهِ.
فَهِيَ تشمه بأنفها وينكره قَلبهَا فتعطف عَلَيْهِ وَلَا ترسل اللَّبن. فَشبه ذَاك بِهَذَا. انْتهى.
وَقَالَ الْمبرد فِي الْكَامِل: النَّاقة إِذا أَلْقَت سقبها أَو نحر فخيف انْقِطَاع لَبنهَا أخذُوا جلد حوارٍ فحشوه تبناً ولطخوه بِشَيْء من سلاها ثمَّ حَشْوًا أنفها بِخرقَة فتجد لذَلِك كرباً.
وَيُقَال للخرقة الَّتِي تجْعَل فِي أنفها غمامة ثمَّ تسل تِلْكَ الْخِرْقَة من أنفها فتجد روحاً وَترى ذَلِك البو تحتهَا وَهُوَ جلد الحوار المحشو فترأمه فَإِن درت عَلَيْهِ قيل: نَاقَة درور. وترأمه: تشمه.
وَيُقَال فِي هَذَا الْمَعْنى: نَاقَة ظؤور فينتفع بلبنها. وَيُقَال: نَاقَة رائم ورؤوم إِذا كَانَت ترأم وَلَدهَا أَو بوها. فَإِن رئمته وَلم تدر عَلَيْهِ فَتلك الْعلُوق وَلَا خير عِنْدهَا. انْتهى.
وَقَالَ أَبُو الْحسن الْأَخْفَش: يُقَال للناقة إِذا مَاتَ وَلَدهَا أَو ذبح: سلوب فَإِن عطفت على غير وَلَدهَا فرئمته فَهِيَ رائم وَإِن لم ترأمه وَلم تدر عَلَيْهِ فَهِيَ علوق. وَيُقَال الْعلُوق: الَّتِي قد علقت فَذهب لَبنهَا وعلقت بِمَعْنى حبلت.
-
وَقَالَ ابْن الشجري فِي أَمَالِيهِ: الْعلُوق من النوق: الَّتِي تأبى أَن ترأم وَلَدهَا أَو بوها. والبو: جلد الحوار يحشى ثماماً أَو حشيشاً وَيقدم إِلَيْهَا لترأمه فتدر عَلَيْهِ فتحلب. فَهِيَ ترأمه بأنفها وينكره قَلبهَا فرأمها: أَن تشمه فَقَط وَلَا ترسل لَبنهَا.
وَهَذَا يضْرب مثلا لمن يعد بِكُل جميل وَلَا يفعل مِنْهُ شَيْئا.
والرئمان بِكَسْر الرَّاء والهمزة: مصدر رئمت النَّاقة وَلَدهَا من بَاب فَرح إِذا أحبته وعطفت عَلَيْهِ وَفِي الْأَمْثَال: لَا أحب رئمان أنف وَأَمْنَع الضَّرع يضْرب لمن يظْهر الشَّفَقَة وَيمْنَع خَيره كَذَا فِي أَمْثَال الزَّمَخْشَرِيّ.
وَقَوله: إِذا مَا ضن بِضَم الضَّاد الْمُعْجَمَة أَي: حصل الضن وَهُوَ الشُّح وَالْبخل.
قَالَ ابْن جني فِي الْمُحْتَسب: ألحق الْبَاء فِي بِهِ لما كَانَ تُعْطِي فِي معنى تسمح بِهِ. أَلا ترَاهُ قَالَ فِي آخر الْبَيْت: إِذا مَا ضن بِاللَّبنِ فالضن: نقيض السماحة والبذل. انْتهى.)
وَالْهَاء فِي بِهِ رَاجِعَة إِلَى مَا وَلَوْلَا التَّضْمِين لقيل: تعطية وَمَا وَإِن كَانَت فِي اللَّفْظ فَاعل ينفع فَهِيَ فِي الْمَعْنى مفعول وَهِي الشَّيْء الْمُعْطى وَهِي اسْم مَوْصُول بِمَعْنى الَّذِي وَاقع على الرئمان كَمَا يَأْتِي بَيَانه وَزعم ابْن الشجري أَنه وَاقع على البو وَهُوَ غير جيد كَمَا سيتضح.
وَقد أجَاز الْكسَائي فِي رئمان أنف الرّفْع وَالنّصب والجر قَالَ الزجاجي فِي أَمَالِيهِ: أخبرنَا أَحْمد بن الْحُسَيْن الْمَعْرُوف بِابْن شقير النَّحْوِيّ وَعلي بن سُلَيْمَان قَالَا: أخبرنَا أَحْمد بن يحيى بن ثَعْلَب قَالَ: اجْتمع الْكسَائي والأصمعي بِحَضْرَة الرشيد كَانَا ملازمين لَهُ يقيمان بإقامته ويظعنان بظعنه.
فَأَنْشد الْكسَائي: أَنِّي جزواً عَامِرًا سوءا بفعلهم الْبَيْتَيْنِ
فَقَالَ الْأَصْمَعِي: إِنَّمَا هُوَ رئمان أنف بِالنّصب. فَقَالَ لَهُ الْكسَائي: اسْكُتْ مَا أَنْت وَهَذَا يجوز بِالرَّفْع وَالنّصب والخفض. أما الرّفْع فعلى الرَّد على مَا لِأَنَّهَا فِي مَوضِع رفع بينفع فَيصير التَّقْدِير: أم كَيفَ ينفع رئمان أنف. وَالنّصب بتعطي والخفض على الرَّد على الْهَاء الَّتِي فِي بِهِ.
قَالَ: فَسكت
الْأَصْمَعِي وَلم يكن لَهُ علم بِالْعَرَبِيَّةِ كَانَ صَاحب لُغَة وَلم يكن صَاحب إِعْرَاب انْتهى مَا أوردهُ الزجاجي.
وَقَوله: أما الرّفْع فعلى الرَّد على مَا يُرِيد بِهِ الْإِبْدَال وَهِي عبارَة الْكُوفِيّين وَهُوَ بدل كل من كل وَيجوز رَفعه أَيْضا على أَنه خبر لمبتدأ مَحْذُوف أَي: هُوَ رئمان.
وَقد جوز هذَيْن الْوَجْهَيْنِ أَبُو عَليّ الْفَارِسِي فِي البغداديات قَالَ فِيهَا: حُكيَ لنا أَن أَبَا الْعَبَّاس مُحَمَّدًا وَأَبا الْعَبَّاس أَحْمد كَانَا يلقيان هَذَا الْبَيْت ويسألان عَن وَجه الْإِعْرَاب فِيهِ. ورئمان بِالرَّفْع وَالنّصب والجر.
فأحدهما: أَن تبدل رئمان من الْمَوْصُول فتجعله إِيَّاه فِي الْمَعْنى. أَلا ترى أَن رئمان أنف هُوَ مَا تعطيه الْعلُوق.
وَالْآخر: أَن تَجْعَلهُ خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف كَأَنَّهُ لما قَالَ: أم كَيفَ ينفع مَا تُعْطِي الْعلُوق قيل لَهُ: وَمَا تُعْطِي الْعلُوق فَقَالَ: رئمان أنف أَي: هُوَ. كَقَوْلِه تَعَالَى: بشرٍ من ذَلِكُم النَّار أَي: هِيَ. انْتهى.
وَقَالَ ابْن الشجري فِي أَمَالِيهِ: مَا بِمَعْنى الَّذِي وَاقعَة على البو وانتصاب الرئمان هُوَ الْوَجْه الَّذِي)
يَصح بِهِ الْمَعْنى وَالْإِعْرَاب وإنكار الْأَصْمَعِي لرفعه إِنْكَار فِي مَوْضِعه لِأَن رئمان الْعلُوق للبو بأنفها هُوَ عطيتها لَيْسَ لَهَا عَطِيَّة غَيره.
-
فَإِذا أَنْت رفعته لم يبْق عَلَيْهَا عَطِيَّة فِي الْبَيْت لفظا وَلَا تَقْديرا. وَرَفعه على الْبَدَل من مَا لِأَنَّهَا فَاعل ينفع وَهُوَ بدل الاشتمال وَيحْتَاج إِلَى تَقْدِير ضمير يعود مِنْهُ على الْمُبدل مِنْهُ كَأَنَّك قلت: رئمان أنفها إِيَّاه.
وَتَقْدِير مثل هَذَا الضَّمِير قد ورد فِي كَلَام الْعَرَب وَلَكِن فِي رَفعه مَا ذكرت لَك من إخلاء تُعْطِي من مفعول فِي اللَّفْظ وَالتَّقْدِير. وجر رئمان على الْبَدَل أقرب إِلَى الصَّحِيح قَلِيلا.
وَإِعْطَاء الْكَلَام حَقه من الْمَعْنى وَالْإِعْرَاب إِنَّمَا هُوَ بِنصب الرئمان. ولنحاة الْكُوفِيّين فِي أَكثر وَقد نَقله ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي وَأقرهُ ومنشؤه حمل مَا على البو وَلَو حمله على الرئمان لم يرد شَيْء من هَذَا.
وَلَقَد أَجَاد الدماميني فِي الِاعْتِرَاض على ابْن الشجري بقوله: وَلقَائِل أَن يَقُول: لم لَا يجوز أَن يكون الضَّمِير من بِهِ عَائِدًا على مَا لَا على البو وَبِه يتَعَلَّق بتعطي على أَنه مضمن معنى تجود فَلَا يكون مخلى من مفعول مَعَ رفع رئمان. انْتهى.
وَيكون نصب رئمان على أحد ثَلَاثَة أوجه غير مَا ذكره.
قَالَ أَبُو عَليّ بعد ذَاك. وَأما نصب رئمان فعلى ثَلَاث جِهَات: أَحدهَا: على معنى أم كَيفَ ينفع مَا تعطيه من رئمان فَحذف الْحَرْف وأوصل الْفِعْل.
ثَانِيهَا: أَن يكون من بَاب صنع الله ووعد الله كَأَنَّهُ لما قيل تُعْطِي الْعلُوق دلّ على ترأم لِأَن إعطاءها رئمان فنصبه على هَذَا الْحَد لما دلّ عَلَيْهِ تُعْطِي.
ثَالِثهَا: أَن ينْتَصب على الْحَال مثل جَاءَ ركضاً على قِيَاس إجَازَة أبي الْعَبَّاس فِي هَذَا الْبَاب وَيجْعَل تُعْطِي بِمَنْزِلَة تعطف كَأَنَّهُ قيل: أم كَيفَ ينفع مَا تعطف بِهِ
الْعلُوق رئماناً أَي: كَيفَ ينفع تعطفها رائمة مَعَ منعهَا لَبنهَا. فَهَذِهِ ثَلَاثَة أجوبة فِي النصب. انْتهى.
وَأَشَارَ فِي الْوَجْه الثَّالِث إِلَى أَن مَا مَصْدَرِيَّة وَعَلِيهِ يكون ضمير بِهِ عَائِدًا إِلَى البو الْمَفْهُوم من وَقد اعْترض الدماميني على مُسْتَند ابْن الشجري فِي إِنْكَار الرّفْع بِأَنَّهُ قد يلْتَزم وَلَا مَحْذُور فِيهِ لأنّ الْفِعْل الْمُتَعَدِّي قد يكون الْغَرَض من ذكره إثْبَاته لفَاعِله أَو نَفْيه عَنهُ فَقَط فينزّل منزلَة اللَّام وَلَا يقدّر لَهُ مفعول تَقول: فلَان يُعْطي أَي: يفعل الْإِعْطَاء فَلَا تذكر للْفِعْل مَفْعُولا وَلَا تقدّره)
لأنّ ذَلِك يخلّ بالغرض. وَاعْتِبَار هَذَا الْمَعْنى فِي الْبَيْت مُمكن.
وَاعْترض عَلَيْهِ ابْن الْحَنْبَلِيّ بأنّ اعْتِبَار هَذَا الْمَعْنى مُمكن فِي نَفسه وأمّا فِي الْبَيْت فَلَا لِأَنَّهُ مخلٌّ بالغرض إِذْ الْغَرَض إِثْبَات عطيّة لَهَا لَا وصفهَا بالإعطاء فَقَط. على أنّا نقُول: المتعدّي وَإِن نزّل منزلَة اللَّازِم لَا يتَحَقَّق مضمونه إلاّ بمفعول فِي نفس الْأَمر فَإِذا لم يكن لَهَا عطيّة إلاّ الرئمان وَقد صَار معطًى بِهِ لإبداله من مَا أَو ضميرها لم يتَحَقَّق الْإِعْطَاء فضلا عَن أَن ينزّل فعله منزلَة اللَّازِم. إلاّ أَن يُقَال: هُوَ مُمكن إِذا فرض مفعول تُعْطِي اللَّبن لتحقّق سَبَب إعطائها إيّاه.
وَإِن لم تعْتَبر هِيَ ذَلِك السَّبَب حَتَّى ضنّت بِهِ كمن توفّرت لَدَيْهِ دواعي الْكَرم فَلم يلْتَفت إِلَيْهَا وَبَقِي على بخله. فَلَمَّا ضنّت بِهِ ظهر أنّ عطيّتها لم تكن فِي الْحَقِيقَة إلاّ الرئمان. انْتهى.
وَقد منع هُوَ الإخلاء الْمَذْكُور بِتَقْدِير مفعول لتعطي وَهُوَ رئمان آخر. وَالتَّقْدِير: أم كَيفَ ينفع بوٌّ تُعْطِي الْعلُوق بِسَبَبِهِ الرئمان رئمانه.
وَلَا يخفى أنّ هَذَا تكلّف. وَدَعوى تضمين تُعْطِي بتجود كَمَا صنع ابْن جني صَحِيح الْمحمل وَقَول ابْن الشجري: وَهُوَ بدل الاشتمال وَيحْتَاج إِلَى تَقْدِير ضمير. أَقُول: إِذا
جرّ على الْبَدَلِيَّة من الْهَاء يكون أَيْضا مُحْتَاجا إِلَى الضَّمِير.
وَقَول الدماميني: لَا يتعيّن بدل الاشتمال بل هُوَ بدل كلّ فَلَا يحْتَاج إِلَى ضمير لَا يصحّ لأنّ مَا عِنْد ابْن الشجري عبارَة عَن البو وَإِنَّمَا يَصح على جعل مَا وَاقعَة على الرئمان.
وَوجه كَون الْجَرّ أقرب إِلَى الصَّوَاب عَن ابْن الشجري: أَنه يصير مَعْمُولا لتعطي بالبدلية وَقيل: لكَونه غير مُحْتَاج إِلَى الضَّمِير الرابط. وَفِيه أَنه لَا بدّ مِنْهُ كَمَا ذكرنَا فَلَا يصحّ هَذَا التَّوْجِيه. وأفنون: شَاعِر جاهلي يرْوى بِضَم الْهمزَة وَفتحهَا وَسُكُون الْفَاء ونونين.
قَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ: أفنون: لقب لَهُ لقَوْله من قِطْعَة: الْبَسِيط
(منّيتنا الودّ يَا مضنون مضنونا
…
أيّامنا إنّ للشّبّان أفنونا)
واسْمه كَمَا قَالَ أَبُو عَمْرو فِي أشعار تغلب وَابْن الْأَنْبَارِي فِي شرح المفضليات وَابْن قُتَيْبَة فِي كتاب الشُّعَرَاء: صريم بن معشر بن ذهل بن تيم بن مَالك بن حبيب بن عَمْرو بن غنم بن تغلب وَقَالُوا: كَانَ من خَبره أَنه لَقِي كَاهِنًا فَسَأَلَهُ عَن مَوته فَقَالَ: تَمُوت بمَكَان يُقَال لَهُ: إلاه بِكَسْر الْهمزَة.
فَمَكثَ مَا شَاءَ الله ثمَّ سَار إِلَى الشَّام فِي تِجَارَة ثمَّ رَجَعَ فِي ركب من بني تغلب فضلّوا)
الطَّرِيق فَلَقوا إنْسَانا فاستخبروه فنعت لَهُم فَقَالَ فِي نَعته:
إِذا رَأَيْتُمْ إلاهة حيّ لكم الطَّرِيق وإلاهة: قارة بالسّماوة فَلَمَّا أتوها نزل أَصْحَابه وَقَالُوا لَهُ: انْزِلْ. فَقَالَ أفنون: وَالله لَا أنزل فَجعلت نَاقَته
ترتعي عرفجاً فلدغتها أَفْعَى فِي مشفرها فاحتكّت بساقه والحيّة مُتَعَلقَة بمشفرها فلدغته فِي سَاقه فَقَالَ لأخ مَعَه: احْفِرْ لي قبراً فإنّي ميّت ثمَّ رفع صَوته بِأَبْيَات مِنْهَا: الطَّوِيل
(لعمرك مَا يدْرِي امْرُؤ كَيفَ يتّقي
…
إِذا هُوَ لم يَجْعَل لَهُ الله واقيا)
(كفى حزنا أَن يرحل الحيّ غدْوَة
…
وَأصْبح فِي أَعلَى الإلهة ثاويا)
وَأنْشد بعده: الرمل
(لَو بِغَيْر المَاء حلقي شرقٌ
…
كنت كالغصّان بِالْمَاءِ اعتصاري)
على أنّ الْجُمْلَة الاسمية وَهِي: حلقي شَرق بِغَيْر المَاء وَاقعَة مَوضِع الْجُمْلَة الفعلية وَهِي شَرق حلقي لِأَن لَو مُخْتَصَّة بِالْفِعْلِ.
-
وَقد تقدم الْكَلَام عَلَيْهِ مفصلا فِي الشَّاهِد التَّاسِع وَالْخمسين بعد الستمائة.
وَأنْشد بعده الطَّوِيل
(سواءٌ عَلَيْك الْيَوْم أنصاعت النّوى
…
بخرقاء أم أنحى لَك السّيف ذابح)
على أنّ الْفِعْل بعد همزَة التَّسْوِيَة وأم يستهجن أَن لَا يكون مَاضِيا كَمَا فِي الْبَيْت. وَمن المستهجن وُقُوع الْجُمْلَة الاسمية كَقَوْل الشَّاعِر.
وَقد أنْشدهُ الْفراء عِنْد تَفْسِير قَوْله تَعَالَى: سواءٌ عَلَيْكُم أدعوتموهم أم أَنْتُم صامتون.
الطَّوِيل
(سواءٌ إِذا مَا أصلح الله أَمرهم
…
علينا أدثرٌ مَالهم أم أصارم)
وَالْبَيْت من قصيدة لذِي الرمّة مطْلعهَا:
(أَمن دمنةٍ جرّت بهَا ذيلها الصّبا
…
لصيداء مهلا مَاء عَيْنَيْك سافح
)
قَالَ شَارِح ديوانه يُرِيد: أماء عَيْنَيْك سافح أَي: سَائل من أجل دمنة لصيداء. ثمَّ قَالَ: مهلا أَي: لَا تبك. وذيل الرّيح: أواخرها.
إِلَى أَن قَالَ:)
(أصيداء هَل قيظ الرّمادة راجعٌ
…
لياليه أَو أيّامهنّ الصّوالح)
يَقُول: هَل ذَاك القيظ الَّذِي قظناه بالرّمادة رَاجع لِأَنَّهُ رأى فِيهِ مَا يسرّه.
وَقَوله: عدا النأي أَي: صرف وُجُوهنَا عَن صيداء. وَمِنْه: عداني عَنهُ كَذَا وَكَذَا أَي: صرفني. ثمَّ قَالَ: وقربها لدينا رابح أَي: ذُو ربح وَلَكِن لَا إِلَى ذَلِك سَبِيل.
(سواءٌ عَلَيْك الْيَوْم أنصاعت النّوى
…
بصيداء أم أنحى لَك السّيف ذابح)
قَالَ شَارِحه: أنصاعت النّوى أَي: انشقت وَذَهَبت بهَا النّيّة إِلَى مَكَان بعيد أم أنحى لَك السَّيْف ذابح يُرِيد: أم قصد لَك بِالسَّيْفِ ذابح. فَهُوَ سَوَاء عَلَيْك. انْتهى.
وَعَلَيْك: مُتَعَلق بِسَوَاء. وَفِي الصِّحَاح: وانصاع أَي: انْفَتَلَ رَاجعا ومرّ مسرعاً.
وَقَوله: أنصاعت بِفَتْح الْهمزَة وَهِي همزَة الِاسْتِفْهَام وَأَصله أانصاعت فحذفت الثَّانِيَة لكَونهَا همزَة وصل.
والنّوى والنّيّة: الْوَجْه الَّذِي ينويه الْمُسَافِر من قرب أَو بعد. وَهِي مُؤَنّثَة لَا غير. وَقَوله: بصيداء مُتَعَلق بانصاعت.
وصيداء: اسْم امْرَأَة شبّب بهَا ذُو الرمة فِي هَذِه القصيدة وصرّح باسمها فِي عدَّة أَبْيَات. وَكَذَا رَأَيْته فِي نسختين من ديوانه. وَذكرهَا الصَّاغَانِي فِي الْعباب وَأورد
الْبَيْت. وَقد وَقع فِي نسخ الشَّرْح: بخرقاء بدلهَا. وخرقاء: لقب ميّة الَّتِي غَالب شعره فِيهَا. وَكَأن الشَّارِح نَقله من كتاب الشّعْر لأبي عَليّ فَإِنَّهُ أنْشدهُ فِيهِ كَمَا هُنَا.
وترجمة ذِي الرمة تقدّمت فِي الشَّاهِد الثَّامِن من أول الْكتاب.