الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَقَالَ ابْن مكرم فِي لِسَان الْعَرَب: أَرَادَ مَا كَانَ مشيي رقصاً أَي: كنت
أتوقص فِي شبيبتي وروى ابْن الشجري وَصَاحب الْعباب وَصَاحب لِسَان الْعَرَب أَوله كَذَا: يَا دهن أم مَا كَانَ وَقَالَ: دهن ترخيم دهناء وَلم يفسراه وَكَأن دهناء من أَسمَاء النِّسَاء كَمَا أَن هنداً فِي رِوَايَة الْجَوْهَرِي من أسمائهن.
وَكَذَا رَوَاهُ الْأَزْهَرِي عَن أبي زيد وَقَالَ: أَرَادَ يَا دهناء فرخم. وَأم زَائِدَة. أَرَادَ: مَا كَانَ مشيي رقصاً أَي: كنت أتوقص وأثب فِي مشيتي وَالْيَوْم قد أسننت حَتَّى صَارَت مشيتي رقصاً انْتهى.
وَلم أَقف على قَائِل هَذَا الرجز وَالله أعلم بِهِ.)
وَأنْشد بعده
(الشَّاهِد الْخَامِس وَالتِّسْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)
الطَّوِيل
(بَدَت مثل قرن الشَّمْس فِي رونق الضُّحَى
…
وَصورتهَا أَو أَنْت فِي الْعين أَمْلَح)
على أَن أَو فِيهِ حرف اسْتِئْنَاف للإضراب وَلَا يحْتَمل أَن تكون عاطفة إِذْ لَا يَصح قيام الْجُمْلَة بعْدهَا مقَام قَوْله: مثل قرن الشَّمْس كَمَا هُوَ حق الْمَعْطُوف.
-
ثمَّ وصفت جَيْشًا فَقَالَت ورجراجة فَوْقهَا بيضها عَلَيْهَا المضاعف زفنا لَهَا ككرفئة الْغَيْث ذَات الصَّبِي ر الْبَيْت الْمَذْكُور وَقَالَ شَارِح ديوانها الْأَخْفَش الرجراجة الكتيبة كَأَنَّهَا تتحرك وتتمخض من كثرتها والمضاعف من الدروع الَّتِي تنسج حلقتين حلقتين ووزفنا لَهَا مشينا لَهَا باختيال وَهِي بالزاي الْمُعْجَمَة وَالْفَاء زاف يزيف زيفا وزيفانا تبختر فِي مشيته وَشبه الرجراجة فِي كثرتها وحركتها وتمخضها بالكرفئة وَهِي السحابة الْعَظِيمَة الَّتِي يركب بَعْضهَا على بعض حملا للْمَاء وَالْحمل بِالْفَتْح مَا كَانَ فِي الْجوف مستكنا وَالْحمل بِالْكَسْرِ ظَاهر مثل الوقر على الظّهْر شبه الكرفئة بالناقة يكثر لَحمهَا وشحمها يُقَال إِن عَلَيْهَا لكرافئ من اللَّحْم والشحم والصبير سَحَاب أَبيض ترمي السَّحَاب هَذِه الكرفئة أَي تنضم إِلَيْهِ وتتصل بِهِ ويرمى لَهَا بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَي يضم إِلَيْهَا حَتَّى يَسْتَوِي ويخلولق قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هَذَا الْبَيْت لعامر بن جُوَيْن الطَّائِي وَقَالَ الْأَصْمَعِي الكرفئة وَجمعه كرافئ قطع من السَّحَاب بَعْضهَا فَوق بعض والصبير السَّحَاب الْأَبْيَض ثمَّ قَالَت تخاطب أخاها وبيض منعت غَدَاة الصَّباح وَقد كفت الروع أذيالها)
(وهاجرة حرهَا وَاقد
…
جعلت رداءك أظلالها)
(وجامعة الْجمع قد سقتها
…
وأعلمت بِالرُّمْحِ أغفالها)
(ورعبوبة من بَنَات الْمُلُوك قعقعت بِالرُّمْحِ خلْخَالهَا)
بيض تَعْنِي جواري سبين كفت كشفت والروع الْفَزع وروى ابْن الْأَعرَابِي تكشف للروع أذيالها وَاقد شَدِيد الْحر جعلت رداءك أظلالها أَي استظللت فِيهَا بالرداء وتعني بجامعة الْجمع إبِلا كَثِيرَة قد سقتها أما لتزويج وَإِمَّا لسباء تفكه وروى ابْن الْأَعرَابِي ومعلمة سقتها قَاعِدا معلمة إبل قَاعِدا أَي قَاعِدا على فرسك والأغفال الَّتِي لَا
قَالَ الْفراء فِي تَفْسِير سُورَة الْبَقَرَة: الْعَرَب تجْعَل أَو نسقاً مفرقة لِمَعْنى مَا صلحت فِيهِ أحد كَقَوْلِك: اضْرِب أَحدهمَا زيدا أَو عمرا.
فَإِذا وَقعت فِي كَلَام لَا يُرَاد بِهِ اُحْدُ وَإِن صلحت جعلوها على جِهَة بل كَقَوْلِك فِي الْكَلَام: اذْهَبْ إِلَى فلَان أَو دع فَلَا تَبْرَح الْيَوْم. فقد دلك هَذَا على أَن الرجل قد رَجَعَ عَن أمره الأول وَجعل أَو فِي معنى بل وَمِنْه قَول الله: وأرسلناه إِلَى مائَة ألفٍ أَو يزِيدُونَ.
وأنشدني بعض الْعَرَب: بَدَت مثل قرن الشَّمْس
…
...
…
...
…
الْبَيْت انْتهى.
وَقَالَ ابْن جني فِي الْمُحْتَسب: أَو هَذِه الَّتِي بِمَعْنى أم المنقطعة وكلتاهما بِمَعْنى بل مَوْجُودَة فِي الْكَلَام كثيرا.
وَإِلَى نَحْو هَذَا ذهب الْفراء فِي قَول ذِي الرمة: بَدَت مثل قرن الشَّمْس
…
...
…
...
…
الْبَيْت قَالَ: مَعْنَاهُ: بل أَنْت الْعين فِي أَمْلَح. وَكَذَلِكَ قَالَ فِي قَول الله: وأرسلناه إِلَى مائَة ألفٍ أَو يزِيدُونَ قَالَ: مَعْنَاهُ بل يزِيدُونَ.
وَأَشَارَ بقوله: فَإِن هَذَا طَرِيق مذهوب فِيهِ
…
. إِلَخ إِلَى مَا قَالَه الشَّارِح الْمُحَقق من أَن أَو فِي الْبَيْت وَالْآيَة متمحضة للإضراب لَا يتَصَوَّر معنى الْعَطف
فِيهَا لما ذكره. وَفِيه رد على ابْن عُصْفُور فِي غفلته عَن صِحَة الْعَطف فَزعم أَنَّهَا للشَّكّ فَقَالَ: وَزَاد الْكُوفِيُّونَ فِي مَعَاني أَو أَن تكون بِمَعْنى بل وَاسْتَدَلُّوا عَلَيْهِ بقوله: بَدَت مثل قرن الشَّمْس إِلَخ)
قَالُوا: الْمَعْنى بل أَنْت. وَلَا مدْخل للشَّكّ هُنَا. وَالصَّحِيح أَنَّهَا فِيهِ للشَّكّ ويكن الْمَعْنى أبدع كَأَنَّهُ قَالَ: لإفراط شبهها بقرن الشَّمْس لَا أَدْرِي هَل هِيَ مثلهَا أَو أَمْلَح.
وَإِذا خرج التَّشْبِيه مخرج الشَّك كَانَ فِيهِ الدّلَالَة على إفراط الشّبَه فَيكون كَقَوْل ذِي الرمة: الطَّوِيل
(أَبَا ظَبْيَة الوعساء بَين جلاجلٍ
…
وَبَين النقا أَأَنْت أم أم سَالم)
أَلا ترى أَن قَوْله: أَأَنْت أم أم سَالم أبلغ من أَن يَقُول: هِيَ كَأُمّ سَالم لِأَن الشَّك يَقْتَضِي إفراط الشّبَه حَتَّى يلتبس أحد الشَّيْئَيْنِ بِالْآخرِ. وَكَذَلِكَ أَيْضا استدلوا بقوله تَعَالَى: إِلَى مائَة ألفٍ أَو يزِيدُونَ قَالُوا: مَعْنَاهُ بل يزِيدُونَ.
وَلَا يتَصَوَّر أَن تكون هُنَا للشَّكّ لِأَن الشَّك من الله مُسْتَحِيل. وَالْجَوَاب: أَن الشَّك قد يرد من الله بِالنّظرِ للمخاطبين لَا أَنه يشك فَكَأَنَّهُ قَالَ: وأرسلناه إِلَى جمع تشكون فِي مبلغه فَيكون من مُقْتَضى حالكم أَن تَقولُوا: هم مائَة ألف أَو يزِيدُونَ. وَيحْتَمل أَيْضا أَن تكون أَو فِي الْآيَة للإبهام.
هَذَا كَلَامه.
وَقَول الشَّاعِر: بَدَت بِمَعْنى ظَهرت وفاعله ضمير الحبيبة وَمثل: حَال من الضَّمِير وَلَا يَسْتَفِيد من إِضَافَته إِلَى الْمعرفَة تعريفاً لتوغله فِي الْإِبْهَام. وَقرن