الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ووقع بينهما حرب شديد؛ فكانت الواقعة (1) والهزيمة على أحمد الوطاسى المذكور، وذلك فى عشية يوم (2) الجمعة تاسع صفر منها، ورجع الوطاسى إلى مدينة فاس منهزما، وبقيت محلّته بأيدى أبى العباس الشريف، وقصبة (3) تادلا.
وهذه الواقعة المعروفة عند العامة بواقعة أبى عقبة.
637 - محمد بن عبد الكريم بن أحمد الدميرى
.
نسبة إلى دميرة قرية من قرى مصر بالجانب الغربى.
أخذ عن محمد بن إبراهيم التتائى، وولى القضاء بمصر (4).
توفى فى شهر ربيع الأول سنة 943.
638 - محمد بن يوسف التدغى
.
الفقيه الأستاذ النحوى أبو عبد الله. فقيه مشارك نحوىّ-له سند ورواية فى الحديث.
(1) من س.
(2)
من س
(3)
س: «ونصبة»
(4)
قال سبطه القرافى: ولد بدميرة، وحفظ بها القرآن، ثم قدم القاهرة فشغل بالعلم، و. ع فى الفقه، تولى قضاءها معتمدا عليه فى المهمات، ومشارا إليه فى علم القضاء والنوازل، وصحيح الوثائق، لا يقر على باطل، يضرب بوثيقته المثل، يملى وثيقتين على كانين فى وقت واحد، لا يجف قلم أحدهما. خطب بالغورية، ودرس بالطولونى: الفقه والحديث، وبالمنصورية الأشرفية والشيخونية وغيرها: الفقه. وكان ذا همة وصرامة وشهامة، منفذا للأحكام، يهابه الخصوم. له نظم لطيف وشرح من أول المختصر لصلاة السفر، ومن البيوع للجراح، راجع ترجمته فى النيل 336، وشجرة النور 1/ 272.
أخذ عن أبى القاسم بن إبراهيم المشترائى، وأجاز له فى القراءات السبع، وفى كلّ ما يجوز له، وروى عن أبى النعيم: رضوان بن عبد الله الجنوى، وعن أبى عبد الله الخروبى.
وله حفظ غزير-ذاكر للمسائل. أجاز لى جميع مروياته (1).
وما رويته عنه وأخذته فهو (2) فى جزء مسموعاتى عنه الذى كتب فيه خطه لنا بذلك-أبقاه الله تعالى بمنه.
وكان ذلك بباب منزله بدرب عبيد الله، فرب مسجد الشّرفاء من مرّاكش المحروسة، فى يوم السبت غرّة ذى القعدة الحرام سنة 998 وامتدّت القراءة عليه إلى المحرّم من السنة التى بعدها.
وأنشدنا:
دثّر ثيابك فى الخريف؛ فإنه
…
فصل الرّدى، ونسيمه خطّاف
يسرى مع الأرواح فى أجسادها
…
كصديقها، ومن الصديق يخاف (3)
قلت: وقد نسبهما لنا أبو راشد رحمه الله لأبى (4) مالك الونشريسى.
واليوم المذكور ابتدأت فيه عليه سرد فهرست ابن غازى/.
وأنشدنا لابن ليون:
وقسّم الباجى الإجازة إلى
…
قسمين مقتضاهم أن يعملا
وشرط هذا شهرة المجاز
…
وأن يكون فى اللسان ذا امتياز (5)
(1) بعد هذا فى س: «ورواياته»
(2)
من س.
(3)
س «. . . على الأرواح. . . مثلى الصديق من الصديق.
(4)
(5)
م: «وشرط هذه» س: «تمهر المجاز» .
وشرط من طلبه ليرويا
…
إتقانه عنه إذا ما رويا (1)
وأن يصحّح الذى أجيز له
…
على طريقة الرواة النّقله
فهذه جملة ما يغنى المجيز
…
بقوله على الشروط إذ يجيز
[وتأليف ابن ليون هو المسمى بالعماد، فى علوم الإنشاد](2).
وأنشدنا:
فتشبّهوا إن لم تسكونوا مثلهم
…
إنّ التشبّه بالكرام رباح
وأنشدنا:
لما تبدّلت المجالس أوجها
…
غير الذين عهدت من علمائها
ورأيتها محفوفة بسوى الألى
…
كانوا ولاة صدورها وقبابها
أنشدت بيتا سائرا متقدّما
…
والعين قد قرحت بدمع مياهها (3)
(أما الخيام فإنها كخيامهم
…
وأرى نساء الحىّ غير نسائها)
وأنشدنا:
بنىّ كثير كثير الذنو
…
ب وفى الحلّ والبلّ من كان سبّه (4)
بنىّ كثير يعلّم علما
…
لقد أعوز الصوف عن جزّ كلبه (5)
بنىّ كثير دهته ابنتا
…
ن رياه وعجب يخالطن قلبه
بنىّ كثير أكول نئوم
…
وليس كذلك من خاف ربّه
(1) س: «وشرط حر طلبها. .»
(2)
ليس فى س.
(3)
سقط هذا البيت من س.
(4)
الحلّ: الحلال، والبلّ: المباح المطلق من قولهم: بل فلان من مرضه. وأبل: إذا برأ.
(5)
أعوز: أعجز. وقد سقط هذا البيت من س.
وأنشدنى:
علم الحديث فضيلة تحصيلها
…
بالسعى والتطواف فى الأمصار
فإذا أردت حصولها بإجازة
…
فقد استعضت الصّفر بالدينار (1)
وأنشدنى لما صافحنا رحمه الله:
صافحتهم متبركا بأكفّهم
…
إذ صافحوا كفّا علىّ كريمه
ولربما يكفى المحبّ تعللا
…
آثارهم، ويعدّ ذاك غنيمه
[وأنشدنا:
إن الإجازة قد جاءت مبيّنة
…
عن الرسول كما صحّت عن السّلف
قد كان عامله يمضى على ثقة
…
من ذا الذى جاءه فى مدرج الصحف؟
وإن يساءل فيرويه بلا حرج
…
ولا شقاق علمناه لذى نصف
أليس قيصر محجوجا بكتبته
…
كذاك كسرى ومن ساواه فى الشّرف؟
أليس ما أعلم القاضى بصحته
…
يصحح الحكم فيه غير مختلف؟ !
…
وأنشدنا لابن ليون:
والله قد خصص هذه الأمه
…
بفضل الاسناد فحقّق علمه] (2)
(1) م: «بالديزار» وهو تصحيف، والصفر: النحاس.
(2)
ما بين القوسين سقط من م
وأنشدنى:
كانت مساءلة الركبان تخبرنى
…
عن مدحكم وثناكم أطيب الخبر
حتى التقينا فلا والله ما سمعت
…
أذنى بأحسن مما قد رأى بصرى
وأنشد بدل هذا الأخير:
حتى رأت منك عينى ما وعت أدنى
…
فوفق الله بين السمع والبصر
وأنشدنى:
لئن أصبحت مرتحلا بجسمى
…
فقلبى عندكم أبدا مقيم
ولكن للعيان لطيف معنى
…
له سال المعاينة الكليم/
وأنشدنى للسلفى (1):
ليس على الأرض فى زمانى
…
من شأنه فى الحديث شأنى
علما ونقدا ولا علوا
…
فيه على رغم كل شانى (2)
وأنشدنا له أيضا فى آخر عمره:
بالله يا معشر أصحابى
…
اغتنموا علمى وآدابى (3)
إن نذير الموت جاء وقد
…
حلف أن يرحل إلا بى (4)
[وأنشدنا له مجيبا لعياض:
أتانى نظم الألمعىّ الموفق
…
يميس اختيالا بين غرب ومشرق
(1) هو الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم سلفة الأصبهانى (472 - 576 هـ).
(2)
أزهار الرياض 3/ 170 والمراد بشانى: شانئ أى مبغض حذفت الهمز للقافية.
(3)
م: «اعتمدوا» وما أثبتناه عن س موافق لما فى أزهار الرياض. 3/ 170 - 171.
(4)
م: «حلف أن لا يرحل. . .» الأزهار: «حلف لا يرحل»
وفى آخره:
وما إن يعادى عصبة الدين والهوى
…
سوى. . . . (1)]
وأنشدنى:
كتاب الله أفضل كلّ قيل
…
رواه محمد عن جبرئيل
عن اللوح المحيط بكل علم
…
عن القلم الرفيع، عن الجليل
وأنشدنى لعبد الوهاب:
يا لهف نفسى على شيئين لو جمعا
…
عندى لكنت إذا من أحسن البشر
كفاف عيش يقينى كلّ مسألة
…
وخدمة العلم حتى ينقضى عمرى (2)
وذيلهما أحد الشيخين ابن غازى أو أبو مالك الونشريسى:
وثالث أرتجيه لو تيسّر لى
…
كون السّعادة لى فى سابق القدر
وأنشدنى:
واجف الجفا وتوقّ الظّلم أجمعه
…
فليس يسعد إلا من توقّاه
ولا تذر دعوة المظلوم سائبة
…
لا سيما إن يكن من لا له جاه (3)
إذا تقدّمت إنسانا بمظلمة
…
ولم يجد ناصرا فالناصر الله
وأنشدنى:
من حبّ عيشا حميدا يستفيد به
…
فى دينه ثم فى دنياه إقبالا (1)
فلينظرنّ إلى من فوقه أدبا
…
ولينظرنّ إلى من دونه مالا
وأنشدنى:
جهلت فعاديت العلوم سفاهة
…
كذاك يعادى العلم من هو جاهله (2)
ومن كان يهوى أن يرى متصدرا
…
ويكره «لا أدرى» أصيبت مقاتله
وأنشدنا:
إذا كنت لا تدرى ولم تك بالذى
…
يسائل من يدرى فكيف إذا تدرى (3)
؟
ومن عجب الأشياء أنك جاهل
…
وأنك لا تدرى بأنك لا تدرى؟ !
وأنشدنا:
أتانا من الأرياف قوم تفقهوا
…
وليس لهم فى الفضل قبل ولا بعد
يقولون: هذا ليس بالرأى عندنا
…
ومن أنتم حتى يكون لكم عند؟ !
وأنشدنى لأبى الطيب:
تريدون إدراك المعالى رخيصة
…
ولا بدّ دون الشهد من إبر النّحل (4)
(1) م: «يستفاد»
(2)
م «. . . العلوم وأهلها»
(3)
أورده ابن عبد البر فى جامع بيان العلم 1/ 89 غير منسوب.
(4)
ديوانه 2/ 206 شرخ البرقوقى ط. التجارية سنة 1930 وفيه: «تريدين لقيان. . .
وأنشدنا:
تمنيت أن تمسى فقيها مناظرا
…
بغير عناء والجنون فنون
وليس اكتساب المال دون مشقة
…
تلقيتها فالعلم كيف يكون؟ ! /
وأنشدنى:
سمعت منه كلمة مهمه
…
ليس لتارك العلوم همه
وإنما الهمة للذى اشتغل
…
بدرسها وفهمها مع العمل (1)
وأنشدنى:
إنّي سألت عن الكرام فقيل لى:
…
إن الكرام رهائن الأرماس
ذهب الكرام، وجودهم ونوالهم
…
وحديثهم إلا من القرطاس
وأنشدنى:
لا والذى حجت قريش بيته
…
مستقبلين الركن من بطحائها
ما أبصرت عينى خيام قبيلة
…
إلا بكيت أحبتى بفنائها (2)
أما الخيام فإنها كخيامهم
…
وأرى نساء الحى غير نسائها
[وأنشدنى لصالح بن شريف الرندى:
أراد وارد واد
…
ودا ودر [ا] ودارا
وأنشدنى ملغزا فى فنار:
ما اسم الذى حذفت
…
منه فاؤه المنوعة
فإنه بنت الذين مضافة لا أربعة
(1) سقط هذان البيتان من س.
(2)
س: «. . . بعقابها»
ولما جرى ذكر اللغز فى اسم زينب:
اسم الذى نفت عن الطرف الوسن
…
إذا تصحفه فقلبه حسن
ونصفه زى التقى معظم
…
عند أولى الفضل ومن يدعى أسن
وإن أزلت صدره فما بقى
…
بيت عن المحذوف يا نعم السّكن
وآخر إن زال يرتب للفتى
…
علم به يدعى من ارباب الفطن
رتبت تصحيفها له فى مقولى
…
وهو رشى اسكبى من قلبى الحزن
تالله قد أبديت ما أخفيته
…
من لغز أحلى من الشهد الحسن؟ ؟ ] (1)
وأنشدنى:
مالقة حييت يا تينها
…
الفلك من أجلك ياتينها؟
وأنشدنى مما قيل فى ابن خاتمة:
أشمس الغرب حقّا ما سمعنا
…
بأنك قد سئمت به الإقامه
وأنك قد عزمت على طلوع
…
إلى شرق سموت به علامه
لقد زلزلت منا كلّ قلب
…
بحقّ الله لا تقم القيامه
وأنشدنا:
الناس مثل حباب
…
والدهر لجة ماء
فعالم فى طفوّ
…
وعالم فى انطفاء
وذيلهما بعضهم، وأظنه له؛ لأنه لم يعيّن قائله، ولم أعلمهما قبل:
وبين هذين أمر
…
مدبر فى السماء
إما نعيم مقيم
…
أو نار دار شقاء
(1) ما بين القوسين من س.
وأنشدنا:
ولله قوم كلّما كان مجلس
…
رأيت وجوها كلّها ملئت فهما
إذا اجتمعوا جاءوا بكلّ فضيلة
…
ويزداد بعض النّاس من بعضهم علما
وأنشدنى:
كتبى لأهل العلم مبذولة
…
أيديهم مثل أيدى فيها (1)
أباحنا أشياخنا كتبهم
…
وسنّة الأشياخ نحييها/ (2)
وأنشدنى:
نحن بنو المكودى
…
أهل التقى والجود
نكر فى الأعادى
…
ككرّة الأسود
[وأنشدنى للمكودى فى ابن حيان وهو أول من أدخل المكودى المرادى مدينة المحروسة بالله.
لكنّ كلّ أهل هذا العلم
…
بدون تحقيق له وفهم] (3)
وأنشدنا:
وتأمل الفقه الذى تفتى به
…
لا خير فى فقه بغير تدبّر
وأنشدنا:
صحيح البخارىّ واظب على
…
قراءته واروه فى المشاهد
فذاك المجرّب ترياقه
…
لدفع سموم أفاعى الشدائد
(1) م: «. . . مثل يدنا. . .» وهو تحريف ينكسر به البيت
(2)
س: «أرغب فيها»
(3)
ما بين القوسين سقط من م
وأنشدنى لبعض علماء شاش (1):
كلّ العلوم سوى القرآن زندقة
…
إلا الحديث وإلا الفقه فى الدين
والعلم متّبع ما كان: حدّثنا
…
وما سوى ذاك وسواس الشياطين (2)
[وأنشدنا:
*وما يعرف الأمثال إلا الأماثل*
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: «إنما يعرف الفضل لأهل الفضل أهل الفضل (3)]» .
وأنشدنا:
صروف الليالى والحوادث أوجبت
…
خضوعى وتذليلى إلى غير ذى لبّ
لحا الله أياما لجتنى لمعشر
…
فراقهم أشهى الأمور إلى قلبى
صحبناهم لما اضطررنا إليهم
…
كما اضطرّ صياد إلى صحبة الكلب
وما أنا إلا كالمصلى بقفرة
…
إذا لم يجد ماء تيمم بالترب
(1) م: «شاله» س: «مثالة» والتصويب من الإلماع 41
(2)
الإلماع 41
(3)
أخرجه الخطيب البغدادى فى تاريخ بغداد 3/ 105 و 7/ 223 من طريقين ضعيفين وما بين القوسين سقط من المطبوعة.
وأنشدنى:
رأيت حياة المرء ترخص قدره
…
وإن مات أغلته المنايا الصوائح
كما يخلق الثوب الجديد ابتذاله
…
كذا تخلق المرء العيون اللوامح (1)
وأنشدنا:
ترى الفتى ينكر فضل الفتى
…
لؤما وخبثا فإذا ما ذهب
لجّ به الحرص على نكتة
…
يكتبها عنه بماء الذهب
وأنشدنا لأبى عمار الميورقى أحد علماء المدارك (2):
ألا فاعلم فإن العلم فرض
…
به خصّ الإله العالمينا
وبعض العلم فى الأعيان فرض
…
وجملة فرضه للعالمينا
متى ما لم تكن من حامليه
…
تكثّر من سواد الجاهلينا
وقيمة من ترى فى الأرض يمشى
…
بقدر دخوله فى المحسنينا
ألا إن العلوم لها اتساع
…
فخذ منها من احسنها فنونا
كحفظ كتاب ربّك بالمعانى
…
فدراسه تكن فى الدارسينا (3)
فإن لكلّ حرف منه عشرّا
…
من الحسنات إن ألفا ونونا/
وفقه فى الحديث ومن رواه
…
ومعرفة الأصول الراسخينا
أصول الدين حقّقها اعتقادا
…
تريك فضيلة المتكلمينا
[فكم من فرقة حدثت وكانت
…
[ف] من ينجو ومن فى المهلكينا (4)
(1) س: «اللواقح.
(2)
م: «لأبى عماران»
(3)
م: «الناس سينا» وهو تحريف
(4)
سقط هذا البيت من م
ألم تر أن من فى القبر ي؟ ؟ ؟ لى
…
فينفعه يقين العارفينا
وإن يك غير ذا قالوا: سمعنا
…
وقلنا مثل قول القائلينا
ورتب ما وقعت على خلاف
…
فتعتقد الخلاف وليس دينا
أصول الفقه إن فكرت فيها
…
تريك فضيلة المتفقهينا
وأحكام الخطاب وما حواه
…
دقائق من كلام مدققينا (1)
وتقرأ فى الدفاتر كلّ وقت
…
رقائق من كلام الناسكينا
وعلم فرائض ومساح أرض
…
وتحسب بالبنان كحاسبينا
ومعرفة اللسان على صواب
…
غريبا كان أو نحوا مبينا
وقالوا: إنه لا يد منه
…
قبيح بالعليم يرى لحونا
وقالوا: إنه كالملح فيها
…
فلا تقلل ولا تكثر شئونا
ومعرفة التوارخ والمغازى
…
ومعرفة الوقائع والسنينا
ففيها من عجائبها اعتبار
…
وتشهدها بفقد الشاهدينا (2)
وهى تنيف على مائة بيت-كان بعثها من بجاية يوصى بها ولده.
وأنشدنا:
قال علىّ بن أبى طالب
…
وهو الإمام العالم المتقن
كل امرئ قيمته عندنا
…
وعند أهل العلم ما يحسن
وأنشدنى:
لولا الحساب وعلم كلّ فريضة
…
لم يعرف التحريم والتحليل
وأنشدنى:
صلاة وصوم ثم حجّ وعمرة
…
طواف عكوف وائتمام مكمّل
(1) سقط هذا البيت من س
(2)
س: «يبغض الشاهدينا»
إذا قطعت عمرا لغير ضرورة
…
أعيدت لزوما كيف عدّ المحصل
خليل حكى إذا النقل فى شرحه الذى
…
يحقّ لذى لبّ عليه يعوّل
وأنشدنى:
فليت لنا من ماء زمزم شربة
…
تكون لنا أمنا لدى موقف الحشر
فيا حبذا ماء لما قد شربته
…
كما صحّ فى أخبار صدق بلا نكر (1)
وأنشدنى لغزا فى البيض:
ألا فاخبرونى أىّ شئ رأيتم
…
من الطير فى أرض الأعاجم والعرب (2)
(1) يشير إلى ما ورد أنه صلى الله عليه وسلم قال: «ماء زمزم لما شرب له» . وقد أخرجه الحاكم فى المستدرك 1/ 473 من طريق محمد بن حبيب الجارودى، عن ابن عيينة، عن أبى نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس. ثم قال: هذا حديث صحيح إن سلم من الجارودى-ولم يخرجاه-وأقره الذهبى مع هذا التحوط من الجارودى. وأخرجه ابن ماجه (2/ 1018) من طريق عبد الله بن المؤمل، عن أبى الزبير، عن جابر. وفى الزوائد: هذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن المؤمل. وقد قال السيوطى فى حاشيته على ابن ماجه: هذا الحديث مشهور على الألسنة كثيرا، واختلف الحفاظ فيه فمنهم من صححه، ومنهم من حسنه، ومنهم من ضعفه والمعتمد الأول. راجع أيضا الفتح الكبير فى ضم الزيادة إلى الجامع الصغير (3/ 75) ففيه طرقه الأخرى ومصادرها.
(2)
م: «فخبرونى» .
وليس له لحم وليس له دم
…
وليس له ريش وليس له زغب
ويؤكل مطبوخا، ويؤكل نيّئا
…
ويؤكل مشويا إذا دسّ فى اللهب
نعم وله لونان: لون كفضة
…
ولون سطيع فاقع يشبه الذهب
ولا هو حىّ-لا-ولا هو ميت
…
ألا فاخبرونى إن هذا من العجب/
[ولما جاء ذكر اللغز فممّا قلته فى دينار:
ما اسم له أحرف خمسة
…
ولكنما حرفه واحد
إذا زال آخره: شرعة
…
لعن ربّه عالم واحد (1)
وإن ضمّ قلب لأوله
…
فطيب يطيب له الزاهد (2)
وقلبك ولا. . . . . لما
…
تألم من فعله العابد (3)
وإن ضمّ أوله للذى
…
بآخره جوهر ماجد (4)
فإن زال قلب فجمع لما
…
تفقّده الغائب الراصد (5)
وإن زال قلب وما قبله
…
فمفرد ذا الجمع يا واحد (6)
وإن زال قلب وما بعده
…
فشيخ النصارى به قاعد (7)
وإن زال صدر وما بعده
…
فذو لهب يأته الصارد (8)
(1) إذا زال آخره: الألف والراء فهو: «دين» وهو الشرعة.
(2)
إذا ضمت النون إلى الدال والحرف الذى بعدها فهو ندى.
(3)
موضع النقط بياض فى س وفى ص: «وقلبك وعاء لما. .»
(4)
إذا ضمت الدال إلى الراء فهو الدر، الجوهر الماجد.
(5)
إذا زالت النون فهو ديار جمع دار وهى ما يتفقده الغائب.
(6)
إذا زالت النون والياء التى قبلها. فهو دار مفرد ديار.
(7)
إذا زالت الألف والنون فهو: الدير.
(8)
إذا زالت الدال والياء فهو النار. . . والصارد: المقرور.
وإن نار فى مغرسى بعضه
…
كما نار دين به شاهد (1)؟ !
فلا عجب إن كلفت به
…
فمنه المفاصل والساعد
…
فخلّوا للغز وما غيركم
…
يجود به أيها الماجد
فلا زلتم تمتطون العلا
…
مدى الدهر ما أمّكم قاصد] (2)
وأنشدنى:
ذهب الرجال المقتدى بفعالهم
…
والمنكرون لكلّ أمر منكر
وبقيت فى خلف يواطئ بعضهم
…
بعضا ليدفع معور عن معور (3)
…
وأنشدنى (4):
أبنى إن من الرجال بهيمة
…
فى صورة الرجل السميع المبصر
فطن بكل مصيبة فى ماله
…
فإذا أصيب بدينه لم يشعر
وأنشدنى:
قف بالديار فهذه آثارهم
…
تبكى الأحبة حسرة وتشوّقا
كم قد وقفت بربعها مستخبرا
…
عن أهلها أو سائلا أو مشفقا! !
فأجابنى داعى الهوى فى رسمها
…
فارقت من تهوى فعزّ الملتقى! !
[وأنشدنى:
قف بالمقابر للتوديع يا حادى
…
فإن فى جوفها قلبى وأكبادى] (5)
(1) ص: «فان نار فى مغربى» .
(2)
ما بين القوسين سقط من المطبوعة.
(3)
الإعوار: الريبة والعيب والفساد والبيتان فى محاضرات الأدباء 2/ 15 غير منسوبين.
(4)
سقطت هذا الكلمة من المطبوعة فأدمج الإنشادان فى إنشاد واحد
(5)
سقط هذا الإنشاد من المطبوعة
وأنشدنى لأبى عبد الله الكفيف [الذى تقدم (1)] فى ابن غازى:
حبر تثبّت والإنصاف شيمته
…
أكرم به ما طاب من خلق ومن خلق
أتى به الدهر فردا لا نظير له
…
مثل البخارى لما جاد بالعتق
[وذيلهما ببيت من حفظه أنشدناه وهو:
وذا بسادس أبواب تفصل فى
…
تفسير يوسف من جامع عبق (2)]
وحدّثنا الكفيف المذكور كان بمجلس أبى العباس الدقون فمرت بالمجلس الأبيات بحكايتها من ناظميها (3) وهى/
أكثر يحيى غلطا
…
قام طويلا ساهيا
…
حتى إذا أعيا سجد
ونسى الحمد فما
…
مرّت له على خلد
يزحر فى محرابه
…
زحير حبلى بولد
كأنما لسانه
…
شدّ بحبل من مسد
ثم قال ابن الدقون للكفيف:
ماذا ترى صلاتهم
…
أجب هديت للرشد
فقال الكفيف:
صلاتهم كما ترى
…
فلا تسل عنها أحد
(1) من س وقد تقدمت ترجمته ص 150 من هذا الجزء، وقد كان ابن غازى أستاذه
(2)
ما بين القوسين من
(3)
فى المطبوعة: «نظمها» وناظموها أكثر من واحد. ومجمل القصة التى يشير إليها ابن القاضى أن أبا نواس اجتمع مع العباس-
وأنشدنا:
تعلّم الخطّ واستفده
…
فإن ما بعده عناء
انظر إلى قوله تعالى {(يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ) (1)}
وأنشدنا:
تعلّم قوام الخطّ يا ذا التأدّب
…
ولازم له التعليم فى كلّ مكتب
فإن كنت ذا مال؛ فحظّك زينة
…
وإن كنت محتاجا فأفضل مكسب
وأنشدنى:
ما الناس إلا الكتبه
…
حديثهم ما أعجبه
هم حرّروا دينكم
…
بقطعة من قصبه (2)
وحدّثنى أن ابن غازى لما [نفى من مكناسة](3) نفاه محمد بن أبى زكرياء:
= ابن الأحنف والحسين الخليع وشاعر آخر لعله مسلم بن الوليد، ومعهم فتى يقال له يحيى بن المعلى، فحضروا الصلاة فقام يصلى بهم، فنسى «الحمد لله» وقرأ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ثم أرتج عليه فى نصفها، فقال أبو نواس: أكثر يحيى. . وقال العباس: قام طويلا. . . وقال الآخر: يزحر فى محرابه. . وقال الرابع: كأنما لسانه. . . راجع شرح ديوان أبى نواس لمحمود واصف 41.
(1)
سورة فاطر: 1
(2)
س: «هم أحرزوا»
(3)
ما بين القوسين من س
يحيى بن عمر الوطاسى الملقب بالحلو عن مكناسة لقيه بواب مكناسنة-وهو خارج منها قاصدا المشرق أعنى كان فى ظنه ذلك ثم حبسه أهل قاس عندهم (1) - فقال له البواب يوصيه: «يا محمد عليك بالقراءة؛ فمن بركتها بلغت هذا المنصب، وهذه الخطة؟ ! » يعنى خطة الجلوس لحراسة الأبواب. فكان ابن غازى يسلّى نفسه بعد ذلك بقوله.
وكان أمير فاس يومئذ محمد بن الشيخ أبى زكرياء؛ فأنشدنى الكفيف صاحب ابن غازى:
زماننا هذا غدا دولبا
…
والناس فى الحال كأكواسه
فممتل يرقى إلى غاية
…
وفارغ يهوى على راسه
وأنشدنى:
هى المقادير فلمنى أو فذر
…
إن كنت أخطأت فما أخطا القدر (2)
وأنشدنى:
أفضل ما تثمره الغصون
…
فاكهتان عنب وتين
وأنشدنى:
إذا مرّ لى يوم ولم أكتسب يدا
…
ولم أستفد علما فما هو من عمرى (3)
(1) م: «عنهم»
(2)
أورده ابن قتيبة فى عيون الأخبار 2/ 141، وتأويل مختلف الحديث غير منسوب.
(3)
أورد ابن عبد البر فى جامع بيان العلم (1/ 61) حديث عائشة رضى الله عنها فى هذا المعنى: «كل يوم يمر علىّ لا أزداد فيه علما يقربنى إلى الله فلا بلغنى الله طلوع شمس ذلك اليوم» ثم قال: أخذه بعض المتأخرين وهو: على ابن محمد الكاتب البستى، فقال:
وأنشدنى:
أيحسب المرء أن العلم يدركه
…
براحة الجسم؟ ليس الأمر ما حسبا (1)
وأنشدنى:
لمحبرة تجالسنى نهارا
…
أحبّ إلىّ من أنس الرفيق
ورزمة كاغد فى البيت عندى
…
أحبّ إلىّ من عدل الدقيق
ولطمة عالم فى الخدّ منى
…
أحبّ إلىّ من شرب الرحيق (2)
وأثر الحبر فى ثوبى وكفّى
…
أحبّ إلىّ من أثر الخلوق/
[إلا أن الأخير لم ينشدنيه
وأنشدنى لأبى عبد الله: محمد بن أبى الفضل بن خروف التونسى رحمه الله:
عليك إذا رمت الفروع بأربع
…
توفوا على الترتيب فى رقم مقولى
فنعمانهم قنّا وقعط لمالك
…
وللشافعى رد ورم لابن حنبل] (3)
150 150 179 204 240
وأنشدنى لابن النحاس يرثى ابن مالك (4):
قل لابن مالك ان جرت بك أدمعى
…
حمرا يحاكيها النّجيع القانى
= دعونى وأمرى واختيارى؛ فإننى بصير لما أفرى وأبرم من أمرى إذا ما مضى يوم ولم أصطنع يدا ولم أقتبس علما فما هو من عمرى هذا والبيت فى ديوان البستى أيضا ص 31.
(1)
راجع جامع بيان العلم (1/ 91)
(2)
م: «من شر الرحيق» وفيها تحريف واضح
(3)
ما بين القوسين سقط من المطبوعة: وقد رمز إلى وفياتهم بحروف الجمّل والمعروف أن وفاة ابن حنبل سنة 241 خلافا لما تشير إليه الحروف فى البيت.
(4)
أورد السيوطى الأبيات الثلاثة الأولى فى البغية 57 والبيت الثالث أورد صدره بلفظ: «لكن يهون على ما أجنى الأسى» .
فلقد جرحت القلب حين نميت لى
…
فتدفّقت بدمائه أجفانى
لكن يسهّل ما أحسّ من الأسى
…
علمى بنقلته إلى رضوان
فسقى ضريحا ضمّه صوب الحيا
…
يهمى به بالرّوح والريحان
وأنشدنى لأبى عمار (1):
وإياك القضاء فشمّ يوم
…
ترى فيه القضاة مغلّلينا
فإن عدلوا فقد ربحوا وفازوا
…
وإن جاروا فويح الجائرينا
وأنشدنى:
أيها القاضى تثبّت
…
ليس فى الظّنة حكم
إن فى التنزيل يتلى
…
{(إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)} (2)
وأنشدنى للزمخشرى يهجو أهل السنة (3):
لجماعة سموا هواهم سنّة
…
وجماعة حمر لعمرى موكفه (4)
قد شبّهوه بخلقه وتخوّفوا
…
شنع الورى فتستروا بالبلكفه
فأجابه ابن مرزوق (5):
لجماعة عرفت لعمرى بالسفه
…
وتمسّكت بضلال أهل الفلسفه
عدلت عن النهج القويم فلقبت
…
عدليّة وعدولها عن معرفه
ضلّت وقالت: «لن يرى ربّ الورى
…
يوم الجزاء فألزمت نفى الصفه
وكذاك أسندت الأمور لنفسها
…
هيهات تنقذ نفسها من متلفه (6)
(1) س: «لابن عمر» وهو تحريف.
(2)
سورة الحجرات: 12
(3)
أزهار الرياض 3/ 98 - 99
(4)
موكفة وضع عليها الإكاف، وهو البردعة وقد سبق شرح هذا البيت ص 30 بما لا يناسب
(5)
أزهار الرياض 3/ 301 عن ابن مرزوق وجماعة.
(6)
فى الأزهار: «وكذاك أسلمت. . .»
[وأجابه ابن عرفة-رحمه الله:
لجماعة سمّوا هواهم معدلا
…
وجماعة حمر لكىّ موقفه (1)
قد شبّهوه بالمحال وعطّلوا
…
وتستّروا بالذات عن نفى الصّفة (2)
طلب الكليم لها دليل جوازها
…
إذ يستحيل عليه نفى المعرفه
ورد الحديث مصرّحا بوجودها
…
ويل لمن كذّب به أو حرّفه
…
نقل الأبيات فى قوله تعالى: {لَنْ تَرانِي»} فانظره] (3).
…
وأنشدنى فى أن تارك الصلاة لا يقتل خلاف ما عند خليل:
خسر الذى ترك الصلاة وخابا
…
وأبى معادا صالحا ومآبا/
إن كان يجحدها فحسبك أنه
…
أضحى بربك كافرا مرتابا
أو كان يتركها لفرط تكاسل
…
غطّى على وجه الصواب حجابا
فالشافعىّ ومالك رأيا له
…
إن لم يتب حدّ الحسام عقابا
وأبو حنيفة قال: «يترك مرّة
…
هملا ويسجن مرّة إيجابا» (4)
والشائع المشروح من أقواله
…
تأديبه زجرا له وعقابا
والرأى عندى أن يؤدّبه الإما
…
م بكلّ تأديب يراه صوابا
ويكفّ عنه القتل طول حياته
…
حتّى يلاقى فى المآب حسابا
(1) فى الأزهار: «لحثالة»
(2)
فى س: «وغلطوا» والتصويب من الأزهار. وفيها أيضا يقول المقرى: قوله: «قد شبهوه بالمحال» أى لقولهم: عالم لا بعلم، ونفى العلم يستلزم أن يكون محالا.
(3)
أزهار الرياض 3/ 301 وما بين القوسين سقط من المطبوعة.
(4)
س: «هملا وينجر» .
فالأصل عصمته إلى أن يمتطى
…
إحدى الثلاث [إلى المآل ركابا](1)
الكفر أو قتل المكافى عامدا
…
أو محص؟ ؟ ؟ طلب الزنى فأجابا
ولقد سألته عن معنى تصانيف الأطراف؛ فقل لى عن ابن حجر فى [شرح (2)] نخبة الفكر له أنه قال: «الأطراف عارة عن ذكر طرف الحديث الدال على بقيته وجمع (3) أسانيده إما مستوعبا (4) وإما متقيدا من كتب مخصوصة (5).
(1) م: . . أحد الثلاث الى المائل. . .» وفيها تحريف واضح.
(2)
زيادة متعينة، فهذا القول من ابن حجر فى شرح النخبة ص 70 لا فى النخبة ذاتها.
(3)
م: «وسمع» وهو تحريف وما أثبتناه عن س أقرب إلى ما فى شرح النخبة «يجمع»
(4)
م «مستدعيا» وما أثبتناه عن س موافق لما فى الشرح.
(5)
فى الرسالة المستطرفة 125 أخذ الكتانى هذا التعريف مع توضيح يسير؛ فقال: كتب الأعراف، وهى التى يقتصر فيها على ذكر طرف الحديث الدال على بقيته، مع الجمع لأسانيده، أما على سبيل الاستيعاب، أو على جهة التقيد بكتب مخصوصة» ثم مثل لهذا الأخير بأطراف الصحيحين لأبى مسعود الدمشقى (401 هـ) وأطراف الخمسة: البخارى ومسلم وأبى داود والترمذى والنسائى لأبى العباس؛ أحمد بن ثابت، وأطراف الستة بزيادة ابن ماجه على هذه الخمس لأبى الحجاج المزى (742 هـ). . الخ. هذا وقد طبع مؤلف المزى هذا: تحفة الأشراف لمعرفة الأطراف بحيدرآباد ونشرته الدار القيمة بهيوندى بومباى الهند (384 هـ/1965 م) وصدر منه الجزء الأول والثانى ومعه: «النكت الظراف على الأطراف» لابن حجر. وقد بذل فيه محققه السيد: عبد الصمد شرف الدين: جهدا كبيرا، وأبلى فيه بلاء حسنا فأضاف إلى عمل المزى: التطبيق العلمى للمنهج الحديث فى الدلالة على مواطن الأحاديث برقم الكتاب والباب غير مقيد بطبعه معينة، فيسر لطلاب الحديث طريق تخريجه من مصنفاته، أيا كانت الطبعة التى بأيديهم. راجع المقدمة 1/ 9 - 26.