الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان أستاذا نحويّا. أخذ عن أبى الحسن: علىّ بن هارون، وعن أبى مالك: عبد الواحد بن أحمد (1) الونشريسى.
توفى رحمة الله عليه سنة 962 (2).
649 - أمير المؤمنين مولانا محمد بن أمير المؤمنين:
أبى عبد الله محمد القائم بأمر الله تعالى: أبو عبد الله: الشريف الحسنى.
ناصر الدين، وخليفة ربّ العالمين.
كان إماما ديّنا، وقورا، عادلا، عالما، عاملا، أديبا، فقيها متفننا، يستظهر «ديوان المتنبى» وغيره (3).
وكانت له اليد الطّولى فى التفسير، والفقه،
والحديث (4) فى فهم معانيه (4).
أخذ-رحمة الله عليه-عن أبى الحسن: علىّ (5) ابن عثمان (5) المستملى (6) الجزولى وعن أبى العباس: أحمد بن علىّ الخصاصىّ، وعن أبى محمد: عبد الله بن عمر المطغرى؛ كلهم أخذوا عن أبى العباس: أحمد الونشريسى، وعن ابن غازى.
وكان لا يفتر عن قراءة القرآن.
أخذ الملك من يد أخيه أبى العباس، وحكايته معه مشهورة بين المؤرخين، فلا نطيل بذكرها (7).
(1) م: «محمد» وما أثبتناه عن س هو الموافق لما فى الاتحاف وشجرة النور
(2)
راجع ترجمته فى إتحاف أعلام الناس 4/ 22 - 23. وشجرة النور 1/ 282
(3)
سقطت من م.
(4)
ما بين الرقمين سقط من م.
(5)
ما بين الرقمين سقط من م. وفى هامش الاستقصاء أن الصواب: أبو على الحسن.
(6)
-فى الاستقصاء: «الثاملى»
(7)
ذكر فى الاستقصاء (5/ 17) ان السلطان أبا العباس-أخا القائم-
وهو والد مولانا أبى العباس: أحمد (1) المنصور الشريف الحسنى.
وقد رفعت نسبه فى ترجمته [ولده أبى العباس (2)]، أبقاه الله ملاذا للخائفين، ومحطّ رحال المعتفين (3).
وكانت له عناية بالعلماء، والجلوس معهم، والأخذ فى أطراف المسائل العلمية.
وقد تقدّم شئ من ذلك (4) مما كان يقع بحضرته (5) فى المنتقى (6).
= بأمر الله-كان له ما كان الشهامة والصرامة واستفحال أمره، وكان أخوه عبد الله- الشيخ-أصغر سنا منه، وكان تحت طاعته، واقفا عند إشارته، وكان السلطان أبو العباس يستشيره فى أموره، ويفاوضه فى مهماته، ويستعين بنجدته فى الزحوف والمعارك، ويستضئ برأيه فى الحوادث الحوالك. وكان الشيخ ثاقب الذهن؛ نافذ البصيرة، مصيب الرأى، حازما شهما، فكانت كلمهما واحدة، وأمرهما جميعا-إلى أن دخل الوشاة بينهما؛ فأفسدوا قلوبهما وأفضى الحال إلى المصافة والمقاتلة، وانقسم الجند حزبين، وانصرفت كل طائفة إلى متبوعها، وتقاتلا مدة، وكانت جل القبائل السوسية صاغية إلى الشيخ القائم بأمر الله-لما سبروه من نجابته وكفايته؛ فاستفحل أمره، وغلب على أخيه أبى العباس، فقبض عليه. واستولى على ما بيده، واجتمعت كلمة أهل السوس عليه. ثم أودع أخاه وأولاده السجن، ووسع عليهم فى الجرايات والنفقات، وأصبح ملكا مستقلا بعد أن كان وزيرا؛ وكان ذلك سنة 946 اه.
(1)
-س: «أحمد بن المنصور» .
(2)
-يشير إلى رفع نسبه إلى أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه على ما هو مذكور فى ترجمة ابنه أبى العباس المنصور فى الجزء الأول ص 106 - وفى م: «فى ترجمته أبقاه الله» .
(3)
-س: «. . . للعانين، وكنافا؟ ؟ ؟ للمعتفين» والعانى: الأسير، والمعتفى طالب الفضل.
(4)
-س: «الذى»
(5)
-م: «بمحضره»
(6)
-سقطت من م
وكانت له صرامة فى الحقّ لا تأخذه (1) فى الله لومة لائم.
توفى رحمه الله مغدورا، غدره بعض جنده بقرب «تاودانت (2)» من بلاد السوس الأقصى سنة 964 (3).
(1) -س: «ئلومه» .
(2)
-بيد جماعة من عملاء السلطان سليمان العثمانى-أغراهم بالقائم بأمر الله حيث استنكف أن يدعو له على منابر المغرب كما طلب إليه، وكانوا اثنى عشر رجلا تظاهروا بأنهم قوم من التجار، أو بأنهم من علية القوم فى الجزائر؛ وأظهروا الولاء للقائم بأمر الله، وزينوا له فتح الجزائر، وأن يمكنهم تسهيل أمر هذا الفتح، وإعطاء مقاليدها له، حتى خيل إليه أنه فتحها بالفعل. فوثق بمعسول كلامهم، وقربهم إليه، ورفع من دونهم الحجاب حتى واتتهم فرصة الغدر به-وهو فى بعض تحركاته بجبل درن بموضع يقال له: آكلكال بظاهر تارودانت، فولجوا عليه خباءه ليلا على حين غفلة من العسس فضربوا عنقه وفصلوا رأسه، وحملوها فى مخلاة ملئوها نخالة وملحا، وخاضوا بها أحشاء الظلام وسلكوا طريق درعة وسلجماسة، وأدركوا ببعض الطريق، فقاتلت طائفة منهم ونجا الباقون بالرأس وانتهوا بها إلى الجزائر، وركبوا البحر منها إلى القسطنطينية، فأوصلوا الرأس بها إلى الصدر الأعظم، وأدخله على السلطان سليمان، فأمر به أن يجعل فى شبكة نحاس، ويعلق على باب القلعة. فبقى هنالك إلى أن شفع فى إنزاله أبناه عبد الله المعتصم، وأحمد المنصور حين قدما القسطنطينية على السلطان سليم بك سليمان مستعديين له على ابن أخيهما المسلوخ.
(3)
ترجم له الناصرى فى الاستقصاء 5/ 6 - 37 ترجمة ضافية ثم ذكر أنه كان يعرف بأبى عبد الله الشيخ، وأنه كان يلقب من الألقاب السلطانية بالمهدى، وأنه نشأ فى عفاف وصيانة، وعنى بالعلم فى صغره، وتعلق بأهدابه؛ فأخذ عن جماعة من الشيوخ، وبلغ فيه درجة الرسوخ، حتى كان يخالف القضاة فى الأحكام، ويرد عليهم فتاويهم فيجدون الصواب معه، وقع ذلك منه مرارا، وله حواش على التفسير، وذلك مما يدل على غزارة علمه. ثم نقل عن «المنتقى» قول ابن القاضى: كان السلطان أبو عبد الله الشيخ-