الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
روى عن الخطيب الصالح المحدّث أبى عبد الله: محمد بن صالح الكنانى الشاطبى، نزيلى بجاية وغيره ولم يكن بالموثوق فيما ينقله [ولا فيما ينتحله](1).
وكان شيخا بهىّ المنظر، غريب المنزع، ظريف الملبس، ذا هيئة وشارة، وكان طبيبا تاريخيا مقصود المجلس، محظوظا (2) عند الملوك، وقد استعمل فى الحسبة بحضرة غرناطة، وكان ينتحل نظم الشّعر فيأتى بمقطوعات قد غليت وزنا وقافية غير أنها خالية (3) عن المعنى.
توفى بالمرية عن سن عالية فى جمادى الأولى سنة نيّف وعشرين وسبعمائة (4).
كذا عرّف به ابن خاتمة فى مرثيّته.
513 - محمد بن أحمد بن عبد الله الهاشمى
.
من أعيان أهل المرية ووجوهها، وأهل الحلّ والعقد بها، يكنى أبا عبد الله، ويعرف بابن شلبطور.
كان من أشياخ بلده، ووزرائه، وكان له حظّ من الطّلب، وقسط من حوك الشعر.
قرأ بالمريّة على شيوخ وقته، وتأدّب بأبيه أبى جعفر، وكان فاضلا سريا، وأصهر إلى القائد الجليل (5) أبى الحسن الرنداحى: قائد أسطول المرية
(1) ما بين القوسين من ص.
(2)
فى ص: «مجدودا» وهما بمعنى.
(3)
فى ص: «خلية» .
(4)
فى ص: أن وفاته كانت فى سنة 722.
(5)
فى ص: «الجليل الجامد. . .»
بأن تزوج ابنته، ولما صيّر القائد أبو الحسن إلى إفريقية وصل معه، فأقام ببجاية مدّة، ثم تحوّل إلى تونس، وبعد زمان قدم إلى المريّة، فأقام بها إلى أن توفى.
ومن نظمه: قصيدة يهنّى الخليفة أمير المؤمنين (1) أبا الوليد (2): إسماعيل بما فتح الله عليه وعلى المسلمين بجزيرة الأندلس، من هزيمة ملوك قشتالة سنة 710.
بلغ الهدى من نصره ما أملا
…
ورأى حقيقة ما رآه تخيّلا
فتح أفاض على الزمان وأهله
…
نورا كساه طلاقة فتهلّلا
[والأرض ترفل فى مضارب حظه
…
حسناء والدنيا ترومك تجتلى (3)
]
ومنها:
أخضعت حدّ الكفر بعد عتوّه
…
وهددت من رأس العدا ما قد علا
روّيت من دم أهله وحماته
…
بيضا مهنّدة وسمرا ذبّلا (4)
(1) فى ص: «المسلمين» .
(2)
فى م: «أبى الوليد» وفيها خطأ نحوى.
(3)
سقط هذا البيت من المطبوعة.
(4)
المراد بالبيض المهندة: السيوف المشحوذة. وبالسمر الذبّل: الرماح الذوابل، الدقيقة، سميت بذلك ليبسها ولصوق ليطها: قشرها. راجع المخصص لابن سيده، واللسان 9/ 272، 13/ 271. روى السيوف والرماح من دم أهل الكفر وحماته يومئ إلى أى مدى أثخنهم الممدوح، وتغلب عليهم!