الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المفتي، وفيما إذا عمل بأحد الأمرين في شأن نفسه واطلع عليه الناس كيلا يتناقض فعله فيتهمه العامي ولا يرجع إلى فتواه
(1)
.
قال:
(مسألة إذا نقل عن مجتهد قولان في موضع واحد
يدل على توقفه، ويحتمل أنْ يكونا احتمالين أو مذهبين، وإن نقل في مجلسين وعلم المتأخر فهو مذهبه وإلا حكي القولان).
هذه المسألة في حكم تعارض قولين لمجتهد واحدٍ وهو بالنسبة إلى المقلدين كتعارض الأمارتين عند المجتهدين فلذلك أعقبه لتعادل الأمارتين.
ومضمون المسألة أنَّه إذا نقل عن مجتهد واحد في مسألة واحدة قولان متنافيان فإمّا أنْ يكون ذلك في موضع واحد أو لا.
الحالة الأولى: إذا كان في موضع واحد
بأن يقول في هذه المسألة قولان مثلا، وهو قسمان:
أحدهما: ولم يذكره في الكتاب أنْ يعقب ذلك بما يشعر بترجيح أحدهما ولو بالتفريع عليه فيكون ذلك قولًا له؛ لأنَّ قول المجتهد ليس غير ما يترجح عنده.
والثاني: أنْ لا يفعل ذلك، فيدل على توقفه في المسألة لعدم ترجيح دليل أحد الحكمين في نظره.
(1)
ينظر: المحصول للرازي: ج 2/ ق 2/ 520، ونهاية الوصول للصفي الهندي: 8/ 3632.
وقوله: فيها قولان، محتمل لأنْ يريد بالقولين احتمالين على سبيل التجوز أي فيها احتمال قولين لوجود دليلين متساويين؛ ولأن يريد بهما مذهبين لمجتهدين وعلى التقديرين لا ينسب إليه قول في المسألة لتوقفه فيها.
وإلى هذا القسم أشار المصنف بقوله: "يدل على توقفه" ويحتمل أي وهذا التوقف محتمل، لأنْ يكونا احتمالين ولأن يكونا مذهبين.
وذهب قوم إلى أنّ
(1)
إطلاق القولين يقتضي التخيير وهو ضعيف
(2)
.
واعلم أنّ وقوع ذلك في مجلس واحد من دون ترجيح قليل.
نقل الشيخ أبو إسحاق في شرح اللمع عن القاضي أبي حامد المروزي
(3)
؛ أنَّه ليس للشافعي مثل ذلك إلا في بضعة عشر موضعًا ستة عشر أو سبعة عشر
(4)
.
(1)
(التوقف محتمل لأنْ يكونا احتمالين ولأن يكونا مذهبين. وذهب قوم إلى أنّ) ساقط من (ت).
(2)
قال القاضي أبو بكر في التلخيص لإمام الحرمين: 3/ 418: "والوجه عند أنه قال في مثل هذا الموضع بالتخيير".
(3)
أبو حامد المروزي: هو أحمد بن بِشْر بن عامر العامري، صدر من صدور الفقه كبير، وبحر من بحور العلم غزير وهو من أصحاب أبي إسحاق وعنه أخذ فقهاء البصرة، وشرح مختصر المزني وصنف في الأصول، ومن أخصائه وتلاميذه: أبو حيّان التوحيدي، مات رحمه الله سنة 362 هـ.
ينظر ترجمته في: طبقات الشيرازي: ص 94، وطبقات ابن هداية الله: ص 27، وطبقات السبكي: 3/ 12.
(4)
قال أبو إسحاق الشيرازي في شرح اللمع: 2/ 1079 ". . فهذا النوع ذكره القاضي أبو حامد المرْوَروذِي: أنه ليس للشافعي إلّا بضعة عشر موضعًا، ستة عشر أو سبعة عشر".