الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
وقال مالك بنُ خالد الخُناعِىّ
(1)
يامَىّ (2) إن تَفقِدى قوما وَلَدْتِهمُ
…
أو تُخْلَسيهمْ (3) فإنّ الدهرَ خَلّاسُ
عمُرو وعبدُ منافٍ والّذى عَملتْ
…
ببطنِ (4) مَكّةَ آبِى الضَّيم عَبّاسُ
قال: يقول: منهم عمرٌو وعبدُ منافٍ وعبّاس.
يامَىّ إنّ سِباعَ الأرِض هالكِةٌ
…
والأُذمُ والعُفْرُ والآرامُ والناسُ
العُفْو: الظَّباء يعلو بياضَها حُمرة (5). والأُدم: ضَربٌ آخُر منها فى ظهورها مسْكيّة (6)،
(1) هذه القصيدة نسيها السكرى إلى أبى ذؤيب، وعزاها الحلوانى إلى مالك بن خالد الخناعى. وخناعة بضم المعجمة وتخفيف النون: هو ابن سعيد بن هذيل اهـ ملخصا من خزانة الأدب ج 4 ص 233
(2)
فى السكرى: "ياحى" بدل "يامى". وقال فى شرح شواهد الجمل للإمام الزجاجى ص 18 من النسخة الخطية المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم 185 نحو تيمور: إن الشاعر يقول ذلك لامرأته وقد فقدت أولاها، فبكت، فقال لها: يامى إن تفقدى، الخ.
(3)
تخلسيهم بالبناء للمفعول: تسلبيهم. والخلس: أخذ الشيء بسرعة. وقال فى اللسان: الخلس الأخذ فى نهزة ومخاتلة.
(4)
هو عمرو بن إلياس بن مضر. وفى رواية "ببطن عرعر" بدل "ببطن مكة". وآبى: من الإباء وهو الامتناع. والضيم: الظلم. ورواية السكرى "والذى رزئت". قال: وهى أجود. وبطن عرعر: موضع (اهـ ملخصا من الخزانة).
(5)
زاد اللسان على هذا التعريف للمعفر قوله: "وهى قصار الأعناق" وفى السكرى
* "والعفر والعين والآرام والناس *
وفسره فقال: العفر: الظباء. والعين: البقر. والآرام: البيض من الظباء.
(6)
قوله: "فى ظهورها مسكية" أي أن هذه الظباء الأدم هي البيض البطون السمر الظهور، يفصل بين لون ظهورها وبطونها جدّتان مسكيتان أي علامتان.
وهي بِيض، طوال الأعناق والقوائم. والآرام: البِيض، والواحد رِئْم، وهو الّذى لا يخالط بياضَه شيء.
والخُنْسُ لن يُعجِزَ الأيّامَ ذو حَيَدٍ (1)
…
بمُشمَخِرٍّ به الظَّيّانُ والآسُ
قال: الخُنْس هاهنا الوعول، ويجوز فى الأُرْويّة (2) ما يجوز فى العَنْز؛ ويجوز فى الوَعِلْ ما يجوز فى التَّيْس، ويجوز فى البقرة ما يجوز في الضائنة، ويجوز فى الثور ما يجوز في الكَبْش. والظَّيّان: ياسَمين البرّ.
فى رأسِ شاهقةٍ أُنْبوبُها خَصِرٌ
…
دون السماء له فى الجَوِّ قُرْناسُ
القُرْناس، رأس الجَبَل. أُنبوبُها خَصر: أي طريقةٌ باردةٌ (3) فى الجَبَل.
مِن فَوقهِ أنْسُرٌ سُودٌ وأَغْرِبةٌ
…
وتَحْته أعنُزٌ كُلْفٌ (4) وأَتْياسُ
أَنْسُر سود وأغربة، يريد أن فوقَه نُسورا وغِرْبانا محلِّقةً فى السماء. وتَحْته: فى بعض الجبل أُرْوِيّات وأَتْياس من الوُعول، وهو فَوقَها فى قُلَّته.
(1) رواية الخزانة: "تالله يبقى على الأيام ذو حيد" والتقدير "لا يبقى" على حذف "لا" بعد القسم. والآس: ضرب من الرياحين. وأيضا هو نقط من العسل، يقع من النحل عسل على الحجارة فيستدلون به أحيانا. وفى السكرى "ذو خدم" والخدم (بالتحريك): البياض المستدير فى قوائم الثور اهـ ملخصا.
(2)
الأروية بضم الهمزة وكسرها تطلق على الأنثى والذكر من الوعول. والوعول: جمع وعل، وهي غنم الجبل.
(3)
كذا فى الأصل. والذي يستفاد من السكرى أن الأنبوب طريقة نادرة في الجبل. وفى اللسان (مادة نبب) يقول: "أنبوب الجبل طريقة فيه" هذلية، وأنشد هذا البيت، وفسره فقال: الأنبوب: طريقة نادرة في الجبل. وخصر: بارد.
(4)
رواية شرح القاموس (مادة تيس)"ودونه" بدل "وتحته" وكلف: غير إلى السواد.
حتّى أُشِبَّ لها رامٍ بمُحْدَلةٍ
…
ذو مِرّةٍ بدِوار الصّيد هَمّاسُ (1)
المُحْدلة: الّتى قد غُمِز طائفُها إلى مؤخّرها، ثم عُطِف إلى مقدّمها، وأنشد قول أبى حيّة:
منصوبة دُفِعتْ فلّما أَقَبلتْ
…
عَطَفَتْ طوائفُها على الأَقْيالِ (2)
ذو مِرّة: ذو (3) عقل. بدِوار الصيد أي بمداوَرة الصيد.
يُدنِى الحَشيفَ عليها كى يوارِيَها
…
ونفسَه وهو للأطمارِ لَبّاسُ
الحشيف: الثوب الخَلَق. والأَطمار: الأخلاق.
فثارَ من مَرْقَبٍ (4) عَجْلانَ مقتحِماً
…
ورابَه رِيبةٌ مِنْه وإيجاسُ
يقول: ثارَ من مَرْقَبِ كان يَرقُب القانصَ فى موضع يُبصِره. رابَه، أي رابَه صوتُه. وإيجاس أي حِسّ.
فقامَ فى سِيَتَيْها فانَتَحى فرَمَى
…
وسَهْمُه لَبِنات الجَوْف مَسّاسُ
فى سِيَتَيها، يقول: قام سَهْما (5). وقولُه؛ فانتَحَى، أي تَحرَّف فى أحد شقَّيْه. وبَناتُ الجَوْف: الأفئدة.
(1) قوله: "حتى أشب لها" أي أتيح لها. والمحدلة: القوس، لاعوجاج سيتها. (اللسان) وقد أورد صاحب شرح القاموس هذا البيت فى (مادة وجس) هكذ:
حتى أتيح له يوما بمحدلة
…
ذو مرة بدوار الصيد وجاس
(2)
كذا فى الأصل. والذى في اللسان والتاج (مادة طوف):
ومصونة دفعت فلما أدبرت
…
دفعت طوائفها على الأقيال
قالا: الطوائف من القوس: ما دون السية، أي ما أعوج من رأسها.
(3)
المرة أيضا: القوّة عامة فى العقل والجسم كما فى كتب اللغة.
(4)
المرقب والمرقبة: الموضع المشرف يرتفع عليه الرقيب.
(5)
"قام سهما" أي نهض قائما فى سرعة السهم.
فراغَ عن شَزَنٍ (1) يَعْدو وعارَضَه
…
عِرقٌ تَمُجُّ به الأحشاءُ قَلّاسُ
أي عن ناحية. وعارَضه عِرْقٌ من صَدْرِه عانِد (2). أي خالَفَ (3)، أخَذَ يَمْنَةً ويَسْرة. قَلّاس: يَقْلِس (4) بالدّم.
يامَىّ لا يُعجِزُ الأيّامَ مُجْترِئٌ (5)
…
فى حَوْمة الموتِ رَزّامُ وفَرّاسُ
حَوْمة الموت: مُعْظَمُه. ورَزَّام: يَرْزُم على قِرْنهِ أي يَبرُك عليه.
لَيْثُ هِزَبْرٌ مُدِلٌّ عند خِيسَتِهِ
…
بالرَّقْمَتَين له أَجْرٍ وأَغْراسُ
هزَبرْ: غليظ (6). وأعْراس: جمع عُرْس.
أَحمَى الصَّريمةَ أُحْدان (7) الرِّجالِ، له
…
صَيْدٌ ومستمِعٌ باللَّيل هَجّاسُ
(1) يقال: راغ الصيد أي ذهب ها هنا وها هنا. وقوله: "عن شزن" أي عن ناحية وجانب، يقال: ما أبالى على أي شزنيه أو على أي قطريه وقع بمعنى واحد، أي جابيه. قال السكرى:"ويروى عن نشز" أي مكان مرتفع.
(2)
يقال عند العرق (مثلثة النون) فهو عاند، وأعند أيضا: سال فلم يكد يرقأ.
(3)
هذا رجوع إلى تفسير قوله: "فراغ عن شزن"، كأن الصيد حين أصابه السهم خالف فى مشيه أي مال يمينا وشمالا من شدَّة إصابته. والأخلف والمخالف: الذى كأنه يمشى على أحد شقيه.
(4)
يقلس بالدم، أي يقذف به.
(5)
في السكرى: "مبترك"
وفسره فقال: مبترك، أي معتمد، يعنى أسدا. وحومة الموت: معظمه. ورزام فى صوته: إذا برك على فريسته رزم.
(6)
وهو أيضا الشديد. والخيس: الأجمة. والرقمتان: موضع قرب المدينة (كما فى ياقوت). والأعراس: إناثه. (السكرى) وأجر: جمع جرو، وهو الصغير من كل شيء (اللسان) أما قوله فى البيت "مدلّ" فهو من قولهم: أدل الرجل على أقرانه إذا أخذهم من فوق، وكذا البازى على صيده، فهو مدلّ.
(7)
أحدان الرجال: الذين يقول أحدهم: ليس غيرى. يقال: أحد وأحدان مثل حمل وحملان. له صيد أي هو مرزوق. وهجاس: يستمع كأنه يهجس، أي يقع فى نفسه لذكائه. (السكرى). وورد هذا البيت فى اللسان هكذا:
يحمى الصريمة أحدان الرجال له
…
صيد ومجترئ بالليل هماس
وفسر قوله: "أحدان" بأنه جمع واحد، وهو الرجل الواحد المتقدّم فى بأس أو علم أو غير ذلك كأنه لا مثل له. ويقال فيه أيضا:"وحدان".
الصَّريمة: رُمَيْلة فيها شجر، وجماعتُها الصَّرائم. قال: والهَجْس، يقول: يَسْتَمع وأنشَدَنا عيسى بنُ عمر:
يصيِّدُ أُحدانَ الرِّجالِ وإن يَجِد
…
ثُناءَهُمُ يَفرَحْ بهم ثم يَزْدَدِ
صَعبُ البَديهةِ مَشْبوبٌ أظافِرُه
…
مُواثبٌ أهرَتُ الشَّدْقَين هِرْماسُ
مَشبوب أظافره، أي قُوِّيتْ كما تُشَبّ النار وتُذكَى به. والبديهة، يقول: هو ذو مُبادَهة أي معاجَلة. صعبُ البَديهة، أي مبادَهَتُه شديدة. هرْماس أي شديد. "ويروى: نبِرْاس، أي حديدٌ شَهْم القلب (1) " ويقال: ذو جُرأة. ويُروَى: جَسّاس (2).
وقال يمدح زُهَيرَ بنَ الأَغَرّ -وكان أخذَ خُبَيْبَ بنَ عَدِىّ بنِ أَساف:
فَتًى ما ابنُ الأَغَرِّ إذا شَتَوْنا
…
وحُبَّ الزادُ فى شَهْرَىْ قُماحِ (3)
قال أبو سعيد: "ما" زائدة (4)، وبعضُهم يُنشِد "ما ابنَ الأغرِّ" يَنْصِبه على النداء، كأنّه قال: يا فَتًى ابنَ الأغر. وقوله، شَهْرَى قُماح، هو من مُقامَحة الإبل فى الشتاء، إذَا تَشْرَب الإبلُ الماءَ فى الشتاء فقد قامَحَتْ، تَرَفَعُ رُءوسَها. وقال ابن إسحاق: أنشَدَ الأصمعىّ "وهنّ مِثلُ القاصِباتِ (5) القُمَّحِ".
(1) كذا وردت هذه العبارة التى بين هاتين العلامتين فى الأصل وشرح السكرى. ولم نجد النبراس بمعنى الحديد الشهم القلب فيها لدينا من المظان. والذى وجدناه أن النبراس هو السنان العريض، والمصباح. ويلوح لنا أن قول الشارح:"حديد شهم القلب" رجوع لتفسير قوله قبل "هرماس".
(2)
جساس يجس الأرض أي يطويها. هذا قول أبى سعيد السكّرىّ كما فى شرح القاموس مادة "جسس".
(3)
شهرا قماح: شهران فى قلب الشتاء: كانون الأوّل وكانون الآخر، هكذا يسميهما أهل العجم.
(4)
الذى فى كتاب (الإنصاف فى مسائل الخلاف ص 35 طبع ليدن) فى كلامه على هذا البيت: "تقديره ابن الأغر فتى ما اذا شتونا".
(5)
القاصبات: الرافعات رءوسها ممتنعة عن الماء. وقيل: إنما الرافعة رءوسها ممتنعة عن الشرب قبل أن تروى.
أَقَبُّ الكَشْحِ (1) خَفّاقٌ حَشاهُ
…
يُضيءُ اللَّيْل كالقَمَر اللِّيَاحَ
أقبّ: خَميص. خَفّاقٌ حَشاه، أي ليس ببَطِين، تَخفِقُ حَشاه كما يَخفُقُ جنَاحُ الطائر.
وصَبّاحٌ ومَنّاحٌ ومُعْطٍ
…
إذا عادَ المَسارِحُ كالسِّباحِ (2)
صَبّاح: يقول: يَصبِح الناسَ، من مَر به صَبَحه. والمَنيحة: أن يمنحَ الرجلُ ابنَ عمِّه وجاره قِطعةً من إِبِله، فيَشْرَبَ ألبانها، وينَتفعَ بأوبارها، فإذا هي غَرَزتْ (3) رَدّها. والسَّبْحة: قميصٌ للصبيان من جُلود، وسِلْف: رقيق.
وخَزّالُ (4) لَموْلاه إذا ما
…
أَتاُه عائلا قَرِعَ المُراحِ
قَرِع المُراح، يقول: يَقرَعُ مُراحه من الإبِل، لا يكون فيه إِبِل، وهو حيث يريح إبلَه.
(1) الكشح: ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف، وهو من لدن السرة إلى المتن (اللسان) وفى السكرى أن الكشح منقطع الأضلاع مما يلى الخاصرة إلى الجنب. وخفاق، لأنه قليل اللحم. واللياح: المتلألئ.
(2)
رواية اللسان * وصباح ومناح ومعط * وفى السكرى "وصباح" الخ وفسره فقال: صباح: يسقى الصبوح. ويقال: يغير فى الصباح. والمنيحة: الأصل فيها أن يعطى إبلا وغنما ينتفع بها سنة ثم يردّها، فكثر ذلك حتّى صارت العطية منيحة. والمسارح: حيث تسرح الإبل ترعى فيها. والسباح: قمص من جلود تجعل للصبيان، والواحد سبحة، وهى جبة من أدم تصير على عين الدابة ووجهها لتستره من البرد؛ وتتزر به الجارية.
(3)
فى اللسان أنه يقال: غرزت الناقة من باب كتب إذا قل لبنها.
(4)
فى رواية "وجزال" بالجيم وهو بمعناه (السكرى).