الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال أبو جُنْدَب أيضا
لقد عَلمتْ هُذَيلٌ أنّ جارِى
…
لَدَى أطرافِ غَيْنَا مِن ثَبيرِ (1)
أَحُصُّ فلا أُجيرُ ومن أُجِرْه
…
فليس كَمن تَدلَّى (2) بالغُرور
لكم جِيرانُكمْ ومَنعْتُ جارِى
…
سَواءً ليس بالقَسْم الأَثيرِ (3)
وقال أبو جُنْدَب أيضاً
ألا أبلِغَا سعدَ بنَ لَيثٍ وجُنْدُعًا
…
وكَلْبًا (4) أثيبوا المَنَّ غيرَ الكدَّرِ
سعد وجُنْدُع: من كنانة، أثيبوا: كانت لهم يدٌ عندهم.
(1) ورد في الأصل أمام هذا البيت ما نصه: قلت قال الصاغاني في التكملة: وغينا ثبير شجراء في رأسه وكل غيناء فهي خضراء، والصواب بالإعجام. وغيناء: قلة جبل ثبير كهيئة القبة، هذا كلامه بعينه في فصلي العين والغين. وشرح السكرى هذا البيت فقال: رواه الأصمعي: "على أعلى الشواهق من ثبير" وقال: غينا ثبير: قاف وأعلاه. ونقل عن الباهلي أنه يقول غينا ثبير: قلة ثبير التى في أعلاه تسمى غيناء، وهو حجر كأنه قنة، وهو ثبير غينا، وثبير الأعرج، وثبير الأحدث. قال: أظنه الأحدب، وثبير آخر، فهنّ أربعة أثبرة. يقول: فهو في منعة وعز، فكأنه في جبل لا يقدر عليه. ويقول أبو عمرو: هو في الحرم.
(2)
ورد في الأصل أمام هذا البيت ما نصه: "قلت قال الصاغاني في التكملة والذيل والصلة: وفلان يحص إذا كان لا يجير أحدا. قال أبو جندب الهذلي: "أحص فلا أجير" الخ، وأما قول أبي طالب: "بميزان صدق لا يحص شعيرة" الخ فمعناه لا ينقص. انتهى منه بحروفه. أحص: "أمنع الجوار فلا أجير، ومن أجره فليس هو في غررور". وفي السكرى "يدلي" بضم الياء جهول، وشرح البيت فقال: أحص: أمتنع وآبي ذلك. وأحص: أقطع ذاك. قال: أحص أمنع الجوار ولا أجير، ومن أجرته فليس بمغرور، أي لا أجير إلا من أمنع، ومنه يقال: رحم حصاء أي قطعاء لا توصل. وسنة حصاء: شديدة يتخاذل فيها. ويقول الباهلي: كان الرجل إذا لم يجر قيل: فلان يحصّ.
(3)
قال السكرى في شرح هذا البيت: سواء، أي حقا لم أستأثر عليكم، فلكم جيرانكم ومنعت أنا جاري.
(4)
كلب: حي من كنانة، وهؤلاء كلهم من كنانة. وأثيبوا من الثواب فإن لكم لم أكدره، وذلك أنه كانت له يد عندهم، أي، اشكروا على ذلك. والثواب: الشكر بلغة هذيل
فَنهنَهتُ أُولَى القوم عنّى بضَربةٍ
…
تَنفَّسَ منهما كلُّ حَشْيَان مُجْحَرِ (1)
نهنهتُ: كففتُ عنّى هذا الذي مَنّ عليهم به. والحَشْيان: الذي به الرَّبْو، وهو أيضا الذي يَشتكي حَشاه: والمعنى تَنفّس الذي كان لا يتنفس حين ضربتُه.
ولا تحسَبنْ جارِى إلى ظِلِّ مَرْخةٍ
…
ولا تَحْسبَنْه فَقْعَ قاعٍ بقَرقَر (2)
المَرْخة: شجرةٌ ليس لها مَنَعة. والفَقْعة: الكَمْأة بالقاع تُوطأ وُتؤْخَذ. والقَرْقَر: ما استوى من الأرض.
وكنتُ إذا جارِى دَعَا لَمضُوفَةٍ
…
أُشَمِّرِ حتّى يَنصُفَ الساقَ مِئْزرِى (3)
مَضُوفة، أي أمر ضافَه، أيُّ نَزَل به وشقَّ عليه. والمُضاف: المُلْجَأ.
(1) في رواية: "ونهنهت أولى القوم عنكم بضربة"، وامرأة حشياء مثل رجل حشيان. ودابة حشية: ممتلئة ربوا. والمجحر: المنهزم. (اهـ ملخصا من السكري).
(2)
في رواية: "فلا تحسبا جارى" وقد شرح السكري هذا البيت فقال: المرخة: شجرة صغيرة لا تمنع من لاذبها. والفقع: ضرب من الكمأة رديء. والقاع: مطأن من الأرض حر الطين. والقرقر: الصلب يكون فيه الفقع، فمن مرّ به اجتناه، قال: لا تحسبنه بمذلة كالكمأة الرديئة التي توطأ وتؤخذ ليس عليها ستر، فلا شيء أذل منها. والقرقر أيضا: ما استوى من الأرض.
(3)
في السكرى: "وكنت إذا جار دعا لمضوفة" وفسر المضوفة فقال: أي همَّ ضافه أو أمر شديد، يقال: لي إليك مضوفة أي حاجة. ضفته: لجأت إليه وأضفته ضممته إلى رحلي. ويقال رجل مضاف: ملجأ. ويقول الباهلي: بمضوفة، بأمر يشقق منه، قال الجعدي:
* وكان النكير أن تضيف وتجأرا *
ولكنّنى جَمْرُ الغَضا مِن وَرائه
…
يُخَفِّرني سَيْفى إذا لَم أُخَفَّر
جَمْر الغَضا، يريد أتحرّق من ورائه غَضَبا. يخفِّرني سَيْفى: يكون خَفِيري إذا لم يكن لي خفير.
أبَى الناسُ إلَاّ الشرَّ مني فدَعْهمُ
…
وإيّاىَ ما جاءوا إليّ بمُنكَرِ (1)
إذا مَعشَرٌ يوما بَغَوْني بَغَيْتُهمْ
…
بمُسْقِطة الأَحْبال فَقْماءَ قِنْطرِ (2)
بغَوْني: أرادوني بشرّ. بمُسْقِطة الأحبال، أي بداهيةٍ تسقط النساءُ منها. فَقْماء: ليست بمستِوية، هي على الطريق. وقِنْطِر: داهية.
إذا أدركتْ أُولاهمُ أُخْرَيَاتُهمْ
…
حَنَوْتُ لهمْ بالسَّنْدرِىِّ (3) الموتَّرِ
يقول: إذا أَدركتْ أُولاهم أُخراهم فاجتمعوا فصارُوا في مكانٍ واحد. رميتُهمْ حينئذٍ بالسَّنْدَرىّ، وهو ضَرْبٌ من النَّبْل. وحَنَوْتُ: انحرفتُ وتهيأتُ للرّمي. وموتَّر: مفوَّق. فُوِّقَ الوَتَرُ إذا جُعِل في الفُوق.
(1) في رواية: "أبى الناس إلا الشرّ منهم فذرهم" أي أبى الناس إلا الشرّ فدعهم يريدونه مني (السكري ملخصا).
(2)
في رواية: وكنت إذا قوم بغوني أتيتهم
…
بمسقطة الأحبال
…
... الخ
أي بغيتهم بداهية تسقط النساء من شدتها. وفقماء: في فمها عوج، أي قبيحة المنظر. وقنظر: داهية. ويقول الباهلي: الأفقم الأمر غير الملتئم.
(3)
نقل السكرى عن الباهلي ما نصه: السندرى ضرب من الخشب تعمل منه القسيّ والنبل. ويقال: قوس سندرية.
وطَعْنٍ كَرمْح الشَّوْلِ أمستْ غَوارِزًا
…
جَواذِبُها تأبَى على المتغبِّر (1)
يقول الشَّولُ إذا رُفِعت اللَّبنَ تأبى على الذي يَطلُب غُبْرَها. والغُبْر بقيّة اللَّبن. والمتغبِّر: الذي يَطلُبه، ويقال: جَذَبتْ: إذا رَفَعتْ لبنَها، وكذلك دَفْع هذه الطَّعْنة بالدّمِ كرَمْح هذه الشَّوْل.
مَننتُ على ليثِ بنِ سعدٍ وجُنْدُعٍ
…
أَثِيبي بها سعدَ بنَ لَيْثٍ أو اكفُرِى (2)
يريد أَثيبِى يا سعدُ أي اعرِفي هذا ليكون عندكِ ثَواب.
وقلتُ لهمْ قد أَدرَكتْكمْ كَتِيبةٌ
…
مُفسِّدةُ الأَدبار ما لَم تُخَفَّرِ (3)
ويروَى: ما لم تُنفَّر. قوله: "مفسِّدة" يقول: كَتيبةٌ إذا أَدركتْ دبر كتيبةٍ أفسدتْها. ما لم تخفَّر: ما لم تنفذ لها خفارتُها.
(1) في رواية "بطعن". والشول: الإبل الحوامل التي خفت ألبانها، فإذا أخذ اللبن في النقصان فذلك الجذوب بضم الجيم، يقال: ناقة جاذب. والمتغبر: الذي يطلب الغبر وهو بقية اللبن، أي أن هذه الناقة إذا قل لبنها تأبى عَلى المتغبر؛ ويقال: جذبت الناقة إذا رفعت لبنها؛ فشبه دفعة هذه الطعنة بالدم كرمح هذه الشول، وذلك أنها طلب منها اللبن فأبت على المتغبر، فرمحته ومنعته، فكذلك دفعة هذه الطعنة بالدم .. (اهـ ملخصا من السكرى).
(2)
في رواية:
مننت على سعد بن ليث وجندع
…
أثيبي بها سعد بن ليث أو اكفر
وقال السكرى في شرح هذا البيت: أثيبي يا سعد أي اعرفى ليكون هذا ثوابا، وسعد: قبيلة.
(3)
: شرح السكري هذا البيت فقال: مفسدة الأدبار: تطعن في الدبر. ما لم تنفر: تمنع. وقال الجمحي: ما لم تنفر، أي تهزم. ويقول الباهلي: إنها إذا شدّت على قوم قطعت دابرهم.