الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال حُذَيفة بن أنَس أحدُ بنى عامر بن عَمْرو بنِ الحارث بنِ تميم بنِ سعد بنِ هُذَيل
(1)
ألَا أبْلِغَا جُلَّ السَّوارِى وجابرًا
…
وأبلِغْ بنى ذِى السَّهْمِ عنّا ويَعْمَرَا
سارية: مِن نُفاثةَ بنِ الدِّيل (2). قال أبو سعيد: وهو قول عمر: يا سارية الجَبَل. فيقول: أبلغْ جُلَّ أهل ذلك البيت. وقولُه: "بنى ذى السَّهْم"، قال أبو سعيد: أظنّهم من عَجزُ هَوازِن. ويَعمَر: من بنى لَيث (3).
وُقولَا لهمْ عنّى مَقالةَ شاعرٍ
…
أَلمَّ (4) بقَوْلٍ لَم يُحاوِل ليَفْخَرا
يقول: قلتُ هذا القولَ ولم أحاولْ أنّى أقول باطلا، إنّما قلت حقّا ليُفخَر به. هذا مِثلُ قولك: أقولُ ذلك ولا فَخْر؛ قال: وإذا هو لم يَفْخَر كان أجْدَر أن يقولَ الحقّ.
لعلّكمُ لمّا قَتَلْتمْ ذَكرتمُ
…
ولن تتركوا أن تَقْتُلوا مَن تعَمَّرَا
(1) قدّم السكرى لهذه القصيدة بما نصه: وقال حذيفة بن أنس بن الواقعة -وهي أمه- أخو بنى عمرو ابن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل وبنى عبد بن عدى بن الديل يوم قتل جندب قيسا وسالما بنى عامر بن عريب الكنانيين، وقتل سالم جندبا اختلفا ضربتين
…
... ويرد حذيفة على البريق بن عياض ابن خويلد اللحيانى قوله:
لقد لاقيت حين ذهبت تبغى
…
بحزم نبايع يوما أمارا
أمار: أسال الدماء. فقال حذيفة يجيبه: "ألا أبلغا" الخ.
(2)
هذا قول الشارح. أما السكرى فيقول: السوارى قوم يقال لهم بنو سارية من بنى عبد بن بكر ابن كنانة.
(3)
أما السكرى فقد ذهب إلى أن يعمر قبيلة من بنى نفاثة بن كنانة.
(4)
فى السكرى: "ملم بقول".
قال: يقول: لمّا قتلتمْ ذَكَرتم الذُّحول. قوله: مَن تَعَمَّرا أي من يُنسَب إلى يَعْمَر (1)، وأنْشَد:
* وقَيس غَيْلانَ ومَن تَقَيَّسا *
أي هو منهم بنَسَب.
أَلَم تَقْتُلو الِحرْجَين (2) إذ أعْوَرَا لكمْ
…
يُمِرّان فى الأيْدى اللِّحاءَ المضَفَّرا
الحْرجَان، قال: شَبَّههما من بياضهما بوَدَعتين، يقول: قتلوهما وهما فى حُرمةٍ قد أخَذَا من لحاء شجر الحَرَم فضَفَّرَا. قال: ويكون أيضا الِحرْجان رَجلين يقال لهما: الحِرْجان. ويُروَى عَوَّرا لكم أي بدَتْ لكم عَوْرَتُهما.
وأَرْبَدَ يومَ الجِزْع لمّا أتاكمُ
…
وجارَكُمُ لَم تُنْذروه ليَحْذَرا (3)
لم تُنذِروه لِيحذر، يقول: سكَتُوا عنه حتّى قُتل.
(1) فى شرح القاموس (مادة عمر) ما نصه: وبنو عمرو بن الحرث قبيلة، وقد تعمر: انتسب إليه، وبه فسر قول حذيفة بن أنس الهذلى "لعلكم لما قتلتم" الخ.
(2)
الحرجان: رجلان كان أحدهما يقال له حرج. أعورا لكم، أي بدت لكم عورتهما. ويقال أعور الرجل إذا أمكنتك منه الغرة والعورة. وقوله "يمران" أي يقتلان فى أيديهما من لحاء شجر الحرم لتكون لهما بذلك حرمة، كان الرجل فى الجاهلية يأخذ لحاء شجر الحرم فيجعل منه قلادة فى عنقه ويديه فيأمن بذلك، فعيرهم هذا بقتل الحرجين، وقد فعلا ذلك؛ وأصل الحرج: الودعة، شبه الرجلين فى بياضهما ببياض الودعة. ويقال: أعور الرجل إذا انهزم (السكرى ملخصا) وقد أورد اللسان هذا البيت بنصه، وضبط قوله "يمران (بفتح الياء وضم الميم) وشرحه فقال: إنما عنى بالحرجين رجلين أبيضين كالودعة، فإما أن يكون البياض لونهما، وإما أن يكون كنى بذلك عن شرفهما، وكان هذان الرجلان قد قشرا لحاء شجر الكعبة ليتخفرا بذلك. والمضفر: المفتول كالضفيرة.
(3)
رواية السكرى.
وأربد يوم الروع لما أتاكم
…
وجاركم لم تنذروه فيحذرا
وشرحه فقال: أربد بن قيس، هو أخو لبيد بن ربيعة من أمه، يريد واذكروا أربد لما أتاكم. وفى رواية "الروع"، مكان "الجزع".
كَشَفْتُ غِطاءَ الَحْربِ لمّا رأيتُها
…
تنَوُءُ (1) على صَغْوٍ من الرأس أصْعَرا
كَشفتُ غِطاءَ الحَرْب، يقول: كنتُ أستُرها عنهم، فقد كَشفتُ غِطاءَها وأبرَزْتُها اليوم.
بقَتْل بن الهادي وقيس بن عامر
…
كَشَفتُ لهم وِتْرى وكان مُخَمَّرا (2)
كشفتُ لهمْ وِتْرِى، يقول: وِتْرا كان مُغَطّى أستُره أن يَعرفَه أحد، فقد كشفُته، والوِتْر: الذَّحْل، والذَّحْل: الأمرُ الذي أَثأَرْتَ به.
ونحن جَزَرْنا نَوْفَلاً فكأنّما
…
جَزَرْنا حِمارًا يأكلُ الَقِرْفَ (3) أَصْحَرا
يقول: لم يَفزَع لقَتْله أحد، فكأَنّما قَتَلْنا به حمارا أصَحرَ، والصُّحْرة من اللون: إلى الحرة. وقِرْف الشجر. قِشرُه.
جزَرْنا حمارا يأكل القِرْفَ صادِرًا
…
تَرَوَّحَ عن رمٍّ (4) وأُشْبِعَ غَضْوَرا
رِمّ: اسم ماء، وغَضْوَر: أخبَثُ الحشيش (5).
(1) تنوء: تنهض. يقول: حاربتهم على صغو: على ميل، يقال: صغو فلان مع فلان أي ميله. قال: ويروى «على ضغو» والضغو: الجانب. والأصعر: الذي فيه ميل (السكرى ملخصا).
(2)
ذكر السكرى في تفسير قوله: «مخمرا» ما نصه: أي وكان وترى مغطى أستره أن يعرفه أحد فيعيرنى به، فكشفته لما أدركت بثأرى، أي كنت كالرجل المقنع من الحياء حتى قتلت فيهم. وفى الحديث: خمروا آنيتكم أي غطوها.
(3)
قرف الشجر: لحاؤه، والصحرة: بياض في حمرة. ونوفل: سيد بني الديل. والقرف هو لحاء العضاه، وكل شجر له شوك فهو عضاه اهـ ملخصا من السكرى.
(4)
ذكر ياقوت فى الرم (بكسر الراء) أنه بناء بالحجاز فى شعر هذيل، وأورد هذا البيت والذي قبله منسوبين إلى حذيفة بن أنس الهذلى هذا.
(5)
قال في السكرى: رم: موضع. وغضور: شجر يكون بمكة. وروى أبو عمرو وأبو عبد الله: "تروّح عن رم" بفتح الراء. والرم: ما يرتم، أي يأكل ويصيب شيئا بعد شيء. والغضور: شجر يشبه السبط، والسبط: شجر صلب طوال في السماء، دقاق العيدان، تأكله الإبل والغنم، وليس له زهرة ولا شوك وله ورق دقاق على قدر الكراث، واحدته سبطة (بالتحريك) وجمع السبط أسباط.
ألا يا فتىً ما نازَلَ القومَ واحداً
…
بنَعْمَانَ لم يُخْلَق ضَعيفًا مُثَبَّرا
المثبرّ: الهالك، وليس هو عن الأصمعىّ (1).
أخو الحربِ إنْ عَضّت به الحربُ عَضَّها
…
وإن شَمَّرتْ (2) عن ساقِها الحربُ شَمَّرا
يقول هو: الحَرْب قد زاوَلهَا وعالجَهَا، فإنّ عضّته عضّها، وإن غمزتْه غَمَزَها هو.
ويمشى إذا [ما](3) الموتُ كان أمامَه
…
لِقَا المَوْتِ يَحمِى الأنفَ أن يتأخّرا
قال أبو حفص الأصفَهانىّ: أَرْوِيه عن بُنْدار: "قِدَى الرُّمْح" مكان "لِقَا الموت" ولم يُثبت أبو إسحاقَ هذا البيت، وأنكَره، قال: قَصَر اللِّقاء.
فلو أَسمَعَ القوم الصُّراخ لقُورِبَتْ
…
مصارِعُهمْ ببن الدَّخول وعَرْعَرا (4)
لقُورِبَتْ مَصارِعُهم، يقول: لقُتِل بعضُهم إلى جَنْب بعض.
(1) أورد السكرى في تفسير هذا البيت ما نصه: «ألا يا فتى ما نازل القوم» ، يتعجب. «وما» زائدة وقوله «مثبرا» قال: سألت الأصمعى عن تفسيره فلم يفسره، وحدثنى بحديث فيه قال: قال عمر رضي الله عنه: يا أنس، ما ثبر الناس؟ قال: عجلت لهم الدنيا وأخرت لهم الآخرة. ويروى «منترا» أي ضعيفا لا خير فيه، من النتر. وقول الله تعالى (وإنى لأظنك يا فرعون مثبورا) أي مدفوعا عن الخير محدودا. وقول عمر: ما ثبر الناس أي ما دفعهم عن الخير وأبطأ بهم عنه، (اهـ ملخصا من السكرى).
(2)
شمرت: قلصت ولقحت واشتدّ أمرها، يريد إن غمزته لم يقر لغمزها، وإن جدّ أمرها واشتدّ جدّ واشتدّ كذلك (السكرى ملخصا).
(3)
في الأصل: «إذا الموت» ؛ وهو على هذا غير مستقيم الوزن، والصواب ما أثبتنا نقلا عن السكرى الذي أورد هذا البيت فقال:
ويمشى إذا ما الموت كان أمامه
…
لدى الموت يحمى الأنف أن يتأخرا
وشرحه فقال: أي يحمى أنفه، يأنف من التأخر؛ يقول: لا يهرب.
(4)
الدخول: موضع. وعرعر: واد بأرض هذيل. ويقول السكرى في شرح هذا البيت ما نصه: لو استمعوا الصراخ لقتلوا هناك. وقوربت: قاربت.
وأَدْرَكهْم شُعثُ النّواصى كأنهمْ
…
سَوابقُ حُجّاجٍ تُوافِى المُجَمَّرا (1)
أي وأدرَكَهم شُعْث، أي وأدركهمْ قومٌ غُزَاةٌ شُعثُ الرءوس، فكأنّهم قومٌ مُحرِمون.
هَمُ ضَرَبوا سعدَ بنَ ليَثٍ وجُنْدُعًا
…
وكَلْبا (2) غَداةَ الِجزْع ضَرْبا مُذَكَّرا
ضَربًا مذكَّرا: لا تأنيث (3) فيه. والجِزْع: مُنْثَنىَ الوادى.
نجا سالمٌ والنفسُ منه بشدْقِه (4)
…
ولمَ يَنْجُ إلاّ جفنَ سَيْفٍ ومِئْزَرا
قال: يريد ولم ينج إلَاّ بجَفْن سَيْف ومئزَر، فلمّا حذفَ حرف الجرّ نَصبَه.
وطابَ عن اللَّعّاب نفسًا ورَبِّه
…
وغادرَ قيسا في المَكَرِّ وعَفْزَرا (5)
قال أبو سعيد: كان اللَّعّاب لعُمارة بن الوليد، وكان استودَعَه إيَّاه، فلمَّا غُشِىَ ركبَه.
(1) شرح السكرى هذا البيت فقال: شعث النواصى، أي قوم غزاة قد شعثت رءوسهم من الغزو، وشبههم في شعثهم بشعث الحجاج المحرمين. وفي اللسان: الجمار: الحصيات التي يرمى بها في مكة واحدتها جمرة. والمجمر: موضع رمى الجمار هنالك، واستشهد ببيت حذيفة هذا.
(2)
يريد كلب بن عوف، وهم من بني ليث، وهم أشدّاء. السكرى.
(3)
شرح السكرى هذه العبارة فقال: ضربا مذكرا أي لا تأنيث فيه ولا استرخاء.
(4)
قال السكرى في شرح قوله «والنفس منه بشدقه» ما نصه: «أي كادت تخرج فبلغت شدقه» . وقال: قال سيبويه: كأنه قال: «نجا ولم ينج» كما تقول: "تكلم ولم يتكلم" إذا كان كلامه ضعيفا. ونصب جفن سيف على الاستثناء المنقطع.
(5)
اللعاب: من أفراس العرب. وعفزر: اسم فرس سالم بن عامر بن عريب الكنانى أخى قيس وله ذكر في ديوان هذيل (تاج العروس).