الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال ساعدة بنُ العَجْلان يذكر أخاه مسعودا حين قتله ضَمرْة بنُ بكر
لمّا رأيتُ عَدِىَّ ضَمرةَ فيهمُ
…
وذكرتُ مَسعوداً تَبادَرَ أَدْمُعِي (1)
عَدِىّ ضَمْرة: حاملة تَعْدو على أرجلهم.
ولقد بكيتُكَ يومَ رَجْلِ شُواحِطٍ
…
بمعَابِلٍ نُجُفٍ وأبيضَ مِقطعِ (2)
ويُروَى: يومَ جِزْعِ شُواحِط. قوله: بمَعابل، أي رميتُ الّذين قَتَلوك. نُجُف: عِراض، يعني المعَابل وأَبيَض: سَيْف.
شُقَّتْ خَشِيبتَهُ وأُبْرِز أَثْرُه
…
في صَفْحَتَيه كالطَّريق المَهْيعِ (3)
شُقّت خَشِيبتُه، أي عُرَّض طَبعهُ الأَوَّل. وأُبرِز أَثْرُهُ، أي نُقيَّ حتّى ظَهَر أَثْرُه، أي فرِنْدُه. كالطريق المَهْيَع: الطريق البيِّن.
(1) في رواية: "لما سمعت دعاء ضمرة فيهم". وفي رواية: "تبادرت ادمعي" أي تبادرت سيلانا (السكرى).
(2)
في رواية: "صلع" مكان "نجف". وقد شرح السكرى هذا البيت فقال: شواحط واد. ورجل: رجالة. والمعبلة: سهم عريض النصل. ومقطع: سيف قاطع. ويروى "جزع شواحط" يقول: كان بكائي إياك أن رميت الذين قتلوك. وصلع: براقة. وقال الباهلي: إنه جعل يرميهم وينادى أخاه، فذلك بكاؤه إياه. (اهـ ملخصا).
(3)
قال السكري في شرح هذا البيت: النصل إذا طبع وعرض قبل أن يصقل فقد شقت خشيبته وقد خشب فهو خشيب ومخشوب. والخشيبة: الطبع: وأثره: فرنده. يقول: صقل فظهر فرنده كالطريق المهيع.
يَا رمْيةً ما قد رَمَيْتُ مُرِشّةً
…
أَرْطاةَ ثم عَبَأْتُ لابن الأجدَعِ (1)
أراد يا رَميةً و"ما" حَشْوٌ. ومُرِشّة: بالدم. وأرْطاة: رجل. ثم عبأْتُ: أي هيأتُ له رميَةً أخرى.
ورميتُ فوقَ مُلاوَةٍ (2) مَحْبوكَةٍ
…
وأبَنْتُ للأَشهادِ حَزَّةَ أَدَّعِى
يقول: أصابت المِعْبَلةُ حَبْلَ المُلاوَة فلم تَعمل. وأَبَنْت للأشْهاد، أي بيّنْت لمِن حَضَرني. وحَزّةَ أدّعي أي حين (3) أدْعو فأقول: أنا فلانُ ابن فلان.
بين المصعِّدِ والمصوِّبِ رأسَه
…
وأقول شِقّ شِمالهِ كالأضرَعِ (4)
يقول: رَمَيْتُه فهو بين المُشرِف صدرُه والمُطَأمِنه. والأضرَع: الخاشع.
ولَحَفْتُه منها حَليفًا نَصْلُه
…
حَدِّى كحَدِّ الرُّمح ليس بِمنْزْعِ (5)
(1) قوله: "يا رمية" كأنه يتعجب من الرمية. "وما" هنا صلة. ومرشة: بالدم. وأرطاة وابن الأجدع: رجلان من كنانة (السكرى).
(2)
في رواية: "ملاءة" مكان "ملاوة"، وفي رواية "ساعة أدعى" مكان "حزة أدعى" ومحبوكة؛ محتزم بها، وحبكته: حجزته. (اهـ ملخصا من السكرى).
(3)
في نسخة: "حيث".
(4)
في رواية: "صدره" مكان "رأسه"، وقال السكرى في شرحه لهذا البيت: الأضرع: الخاشع. يقول: رميت بين المصعد والمصوّب صدره بين ذا وذا. شق شماله؛ لأنه جرح مما يلي فؤاده في شقه الأيسر. قال: رميته وهو بين المشرف صدره والمطأطئ، أي أصابه فخشع، يقول: مال على شقه فهو صريع. وهذا البيت آخر القصيدة في رواية الأصمعي، والباقي عن الجمحي والباهلي ونصران وأبي عمرو.
(5)
في رواية: "ألحفته منها"، وفي رواية:"حدّ" مكان "حدّى" وشرح السكري هذا البيت فقال: ألحفته جعلته له لحافا يلبسه أي ألصقته به. والحليف: الحادّ. ويقال: فلان حليف اللسان أي حديده. والمنزع: الذي لا يمضى أي لم يبلغ إذا رمى به، أي ليس له سنخ من السهام، يعني أنه ليس له حديدة تدخل في العود، فإذا رمى به لم يمض.
لحَفْته، أي جعلتُ له لِحافا، أي ألصَقْتهُ. والحَليف: النَّصْل الحادّ. ويقال: رجلٌ حليف اللِّسان أي حادُّه. ليس بِمنْزَع، والمِنْزَع: السَّهم الّذى لا يَبْلغُ.
فَطلَعْتُ مِن شِمراخِه (1) تَيْهورَةً
…
شمَّاءَ مُشرِفةً كرأسِ الأَصْلَعِ
فطَلَعْتُ من شِمْراخه، أي من رأس الجبل. تيهُورة: أصلُ التَّيهْورة المطمئن من الرمل يَشقّ على الصاعد، فأراد صعبةَ المَصعَد. شَمّاء: مُشِرفة. كرأس الأصلع: لا شيء فيها.
أَهوِى على أَشرفِها لا أَتَّقِى
…
كذَفِيفِ فتخاءِ القَوادم سَلْفَعِ (2)
فَتْخاء: عُقابْ في حَناحها فَتَخ، أي استِرْخاء. سَلْفعَ: جريئة.
تَغْدُو فتُطعِمُ ناهِضًا (3) في عُشِّها
…
صُبْحا ويُؤْرِقُها إذا لم يَشبَعِ
يُؤْرِقُها: من الأرَق. تَغدُو صُبْحا كما تقول تَغدو غُدْوَة.
وقال ساعدة بن العجلان (4) أيضاً
ألا يا لهفَ أَفْلَتَنِي حُصَيْبٌ
…
فقَلبي مِن تذكُّرِه عَمِيدُ (5)
العَميد: المُثْبتَ الشديدُ الأمرِ من الوَجعَ.
(1) الشمراخ: قلة الجبل. تيهورة: مشرفة يشرف منها على هول بعيد، والجمع تياهير. كرأس الأصلع، يريد أنها ملساء لا نبت بها مثل رأس الأصلع. قال: وأصل التياهير مطمأنات من الرمال يشق الصعود فيها، أراد أنها صعبة المصعد (اهـ ملخصا من السكرى).
(2)
شرح السكرى هذا البيت فقال: أهوى ألقى نفسي على أشرافها. والذفيف: الطيران. ويقال: عقاب فتخاء للين في جناحها. والسلفع: السوداء الجريئة الماضية.
(3)
الناهض: الفرخ.
(4)
قدم السكري لهذه القصيدة بمقدّمة طويلة عنوانها "هذا يوم العريش" فانظرها في صفحة 70 من النسخة الأوربية المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم 165 (أدب) وهو في هذه القصدة يهجو حصيبا الضمري.
(5)
في رواية "بليد" مكان "عميد" والعميد: المثبت الموجع أي الذي أصابه الأرق من شدّة وجعه. (السكري).
فلو أنِّى ثَقِفْتُكَ (1) حينَ أَرْمِى
…
لآبَكَ مُرْهَفٌ منها حَدِيدُ
آبَك: رَجَع إليك. مُرْهَف: حديد.
وَقِيعُ الكُلْيَتَيْن له شَفِيفٌ
…
يَؤُمُّ بقِدْحه عَيْرٌ سَدِيدُ
الوَقيع: الّذى وُقِع بالمِيقَعة، وهى المِطْرَقة. والكُلْيتَان: ناحيتا النَّصْل من مؤخّره. له شَفِيف، أى رقّة يَكاد يُرَى ما وراءَه من رِقّته. يَؤُمُّ: يَقْصِد بِقدْحه. والعَيْرُ: الناشزُ وَسطَ النَّصل كالحَدَر.
فما لَكَ إذ مَرَرْتَ على حُنَيْنٍ
…
كَظِيماً مِثلَ ما زَفَرَ اللَّهِيدُ
يقول: ما لَكَ كظيما، والمَكْظوم: الّذى أُخِذ بنَفسه. والكَظائم: الآبار. وحُنَين: ماءٌ قَريبٌ من مكّة. واللَّهيد: الّذى لَهَدَه الحِمل، أى عَصَره وضَغَطه.
وما لَكَ إذ عَرَفْتَ بنى خُثَيمٍ (2)
…
وإيّاهمْ على عَمْدٍ تَكيدُ
خُثَيم: من هُذَيل، أى مالَكَ تَرَكتَهم، وإيّاهم كنتَ تَكِيد، أى تَطلُب وتريد.
تركتَهُم وظَلْتَ بِجَرِّ يَعْرٍ (3)
…
وأنتَ كذاكَ ذو خَبَبٍ مُعيدُ
الجَرّ: ما غَلُظ من الحِبال، جرّ يَعْر: حَبل ومُعيد: مُعاِود، قَد جرّب الأمور.
(1) في رواية: "عرفتك" مكان "ثقفتك". (السكرى).
(2)
في رواية: "ومالك إذ عرفت بني تميم" وفى رواية "بنى خثيم" وشرحه السكرى فقال ما نصه: يقول إياهم كنت تريد، فمالك تركتهم وفررت منهم وقد جئتهم على عمد.
(3)
شرح السكرى هذا البيت فقال: يعر: جبل أو مكان. وجرّه: ما غلظ منه. والمعيد: المعاود لذلك أيضا: أو هو الذى فعل الأصل مرة بعد مرة. يقول: إنك فررت.
أقمتَ به نهارَ الصيفِ حتّى
…
رأيتَ ظِلالَ آخِره تَؤُودُ (1)
أي حتّى تَرَى الظِّلالَ تَؤُود، يقال: آد النهارُ إذا رَجَع. ظِلال آخِره، أي آخر النهار، ويمتدّ الظِّلّ فَيجئ الفَيْء.
غَداة شُواحِطٍ فنَجَوْتَ شَدًّا
…
وثَوْبُكَ فى عَمَاقِيةٍ هَرِيدُ (2)
عَماقِيَة: شجرة. هَرِيد: مَشْقوق. يقول: عدوتَ هارِبًا فتعلّق ثوبُك بهذه العَماقيَة، يقال: هَرَدَ ثوبَه وهَرَتَه إذا شقّه.
ولولا ذاك لاقَيْتَ المَنايا
…
صُراحيَةً (3) وما عنها مَحيدُ
صُراحية: خالصة، أي لرأيتَ المنَايا مُواجهة.
فلا تَعرِض لذِكر بنِى خُثَيم
…
فإِنّهمُ لدَى الهَيْجا أُسودُ (4)
(1) آد العشىّ: مال. يقول: عدوت من الفزع حتى تعلق ثوبك في شجرة واختبأت بهذا المكان وتركت أصحابك حتى قتلوا. وهو يهجوه بهذه الأبيات كما لا يخفى.
(2)
في رواية "عباقية" مكان "عماقية". وقال السكرى في شرحه لهذا البيت. شواحط: بلد. وعباقية: شجرة. وهريد: مشقوق. وهريد وهريت واحد. يقول: عدوت هاربا وتعلق ثوبك بهذه الشجرة. (اهـ ملخصا).
(3)
روى هذا البيت في السكرى هكذا:
فلولا ذاك آبتك المنايا
…
جراهية وما عنها محيد
وقال في شرحه: ويروى "مكافحة" كما يروى "صراحية" من قوله في البيت "جراهية". يقول: ولولا ذلك العدو لآبتك أي جاءتك جراهية أي علانية غير سرّ. ومحيد: معدل. (اهـ ملخصا).
(4)
في رواية: "فأقصر عن غزاة بنى خثيم". (السكرى).
هم تركوا صِحابَك بين شاصٍ
…
ومُرتفِقٍ على شَزَنٍ يَميدُ (1)
ومرتفق: متّكئ على ناحية لم يوسَّد، أي لولا ما صنعت من العَدْو. ويَميدُ: يذهب ويَجئ.
وهم تركوا الطريقَ وَأسلكُوكمْ
…
على شَمّاءَ مَسلَكُهَا بعِيدُ (2)
ويُروَى مَهواها بعيد، يقول: تركوا الطريقَ لَم يَحمِلوكم عليه وأَسلَكوكمْ على ثَنيّةٍ إذا وقعُتمْ منها تكسّرتم أي حين انهزموا، يقال: سَلكتُه الطريقَ وأسلكتُه إذا أدخلتَه فيه.
ولكن حالَ دونَكَ كلُّ طِرْفٍ
…
أَبانَ الخيرَ وهو إذٍ وَليدُ (3)
طِرْف: كريم. ثم أبان الخَير وهو صغير.
(1) الشاصى: الذي قد انتفخ فارتفعت رجلاه؛ وأصله من شصت القربة شصوا إذا ملئت ما. فارتفعت قوائمها، وكذا الزق إذا ملئ خمرا فارتفعت قوائمه وشالت، قال الفند الزمانى في الحماسة:
وطعن كفم الزق
…
شصا والزق ملآن
وكل ما ارتفع فقد شصا (تاج العروس) ومرتفق: متكئ على ناحية مرفقه وشزن: مكان غليظ؛ أو الناحية. ويميد أي يتحرّك. اهـ ملخصا من السكرى.
(2)
روى السكرى هذا البيت هكذا:
وهم منعوا الطريق وأسلكوكم
…
على شماء مهواها بعيد
وقال في شرحه ما نصه: شماء: عقبة طويلة في الجبل. مهواها: أي ما بين أعلاها إلى الأرض، أي جعلتكم تقعون منها. ويقال: سلكته الطريق وأسلكته الطريق إذا أدخلته فيه (لغتان).
(3)
في رواية "أبان الخير" بكسر الخاء، وقال السكرى في شرحه هذا البيت: الطرف بكسر الطاء وسكون الراء: الرجل الكريم. والخير: الكرم. وطرف هاهنا: رجل كريم. يقول: عرف منه الخير وهو صغير، أي استبان فيه الخير وهو يومئذ صبيّ. (اهـ ملخصا).