الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقالت جَنوبُ أيضا تَرْثيه
كلُّ امرئٍ بطواِل العَيْشِ مكذوبُ (1)
…
وكلُّ مَن غَالبَ الأيّامَ مَغلوبُ
طوال العيش: طُوله، أي تقول له نفسه: طال عُمُرك.
وكّل حىٍّ وإن طالت سلامتهمْ
…
يومًا طرِيقُهم في الشّرّ دُعْبوبُ
الدُّعبوب: الطريق الموطوء، أي سَيركَبون طِريقا في الشرّ.
وكلُّ مَن غَالبَ الأيّامَ مِن رَجُلٍ
…
مُودٍ وتابِعُه الشُبّان والشِّيبُ (2)
بينَا الفَتَى ناعِمٌ راضٍ بعيشتِه
…
سِيقَ له من دَواهِى الدَّهر شُؤْبوب
ويُروَى: نَوازِى (3). والشُّؤْبوَب: الدَّفْعة من المَطَر.
(1) شرح السكرى هذا البيت فقال: أي يكذب (للمجهول) أي تكذبه نفسه بالأماني، تقول له: يطول عمرك. اهـ.
(2)
رواية السكرى:
وكل من حج بيت الله من رجل
…
مود فمدركه الشبان والشيب
قال: ويروى "وتابعه" مكان "فمدركه" والهاء للرجل. وقوله "من رجل" يريد من رجال، أي أنهم جميعا يهلكون ويموتون. (أهـ ملخصا).
(3)
في رواية: "نوادى الدهر" وفي رواية: "نوازى الأرض" وفسر السكرى الرواية الأولى فقال: نوادى الدهر: أوائله، وكذلك نوادى كل شيء. وفسر الرواية الثانية فقال: نوازى الأرض: نازية نزت من شر، وأورد بيتا آخر بعد هذا البيت لم يرد في الأصل، وهو:
يلوى به كل عام لية قصرا
…
فالمنسمان معا دام ومنكوب
وشرحه فقال: "ويروى له" مكان "به" و "به" أجود، أي يكون القيد طويلا فيقصر منه، وإنما هذا مثل، أي يقصر له كل عام من قيده. والمنسمان: الظفران. والدامى: الذي يدمى أي ينزل منه الدم. ومنكوب: قد أصابته نكبة. وأراد بقوله "قصرا" أن الأيام تقصر خطوه فكأنه بعير مقيد. وضرب هذا مثلا للبعير؛ لأنه إذا كبر صار هكذا، وكذلك يصير الرجل أيضا عند الكبر.
أَبلِغْ بن كاهلٍ عنِّى مُغلغَلةً
…
والقومُ مِن دونهمْ سَعْيا ومَرْكوبُ (1)
مُغلغَلة: رِسالة تَغلغَلتْ إليهم حتى وَصَلَتْهم. وسَعْيَا ومَركوب: موضعان.
أَبلِغْ هُذَيلا وأَبلِغْ من يُبلِّغها
…
عنَّى رَسولًا (2) وبعضُ القَوْلِ تكذيبُ
بأنّ ذا الكَلْبِ عَمْرًا خَيْرهم نَسَباً (3)
…
ببَطْنِ شَريانَ يَعوِى عنده الذِّبب
بَطن شَرْيان: موضعٌ قُتِل فيه.
الطاعنُ الطعنةَ النَّجْلَاء يتَبَعها
…
مُثْعَتْجِرٌ من دِماءِ الجَوْف أُثْعوبُ (4)
تَمشِى النُّسورُ إليه وهي لاهِيةٌ
…
مَشْىَ العَذَارَى عليهنّ الجَلابِيْبُ (5)
(1) بنو كاهل من هذيل. ومغلغلة: يتغلغل بها إليهم. ورواه أبو عمرو:
لا مرحبا بخيال بات يطرقنى
…
والقوم دونهم سعيا ومركوب
وقد أُورد السكرى بعد هذا البيت بيتا آخر ولم يرد في الأصل وهذا نصه:
والقوم من دونهم أين ومسغبة
…
وذات ريد بها رضع وأسلوب
وفسره السكرى فقال: الأين الإعياء. والمسغبة: الجوع. وذات ريد: يريد الجبل، جعله هضبة شامخة لها حروف نادرة. والرضع: شجر، وفى غير هذا الموضع الرضع أولاد النخل. ويقال: بل هو ها هنا أولاد النخل. والأسلوب: أراد شجر السلب الذي يكون فيه الليف الأبيض، الواحدة سلبة.
(2)
في السكرى "حديثا" مكان "رسولا".
(3)
في السكرى: "خيرهم حسبا".
(4)
في رواية "من نجيع الجوف" وفسره السكرى فقال: نجلاء واسعة. والمثعنجر: السائل الذي يتصبب. والنجيع: الدم. وأثعوب: ينثعب. قال: ويروى "أسكوب" وأسكوب من السكب أي منسكب. (اهـ ملخصا من السكرى).
(5)
شرح السكرى هذا البيت فقال: لاهية أي آمنة لا يذعرها شيء لأنه قد مات، فالنسور يعد موته أصبحت لا تفرق منه. يقول: فهى آمنة تمشى مشى العذارى. وقال ابن حبيب: لاهية، أي تلهو بلحمه لأنه مقتول.