الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يقول: كما عَجزْتم يومَ الرَّجيع. يقول: كما كنتمْ يومَ الرجيع كانَ لكُم علينا فلا تَجزَعوا أنْ يكون لنا عليكم يوم. وقولُه: "إنّ الخطوب نوائب" أي لكم وعليكم فلا تجزَعوا. والرَّجِيع: وادٍ لهذيل بين مكّة والمدينة.
كأنّ ببَطْنِ الشِّعْب غِرْبانَ غِيلةٍ
…
ومِن فَوقِنا منهمْ رِجالٌ عَصائبُ
غِيلة: شجرٌ ملتَفّ. والشَّجر: الغِيل. والماء: الغَيْل. كأنّ ببَطْن الشِّعب من كثرتِها غِرْبانا قد اجتمعت. ومِن فوقِنا، أي من فوق الجبل أيضا. رجالٌ عَصائب، أي جماعات.
وكان (1) لهم فى رأسِ شِعْبٍ رقيبهم
…
وهل تُوحِشَنْ مِنَ الرِّجال المرَاقِبُ
يقول: لا تَخْلو المَراقب من الرَّجال يترقّبون فيها.
وقال يذكر الوقعة
لمّا رأيتُ عَدِىَّ (2) القوم يَسْلُبهمْ
…
طَلْحُ (3) الشَّواجنِ والطَّرْفاُء (4) والسَّلَمُ (5)
(1) رواية السكرى: "فقلت لهم" مكان "وكان لهم" وفيه أيضا "فى رأس شعف" مكان "فى رأس شعب".
(2)
فى شرح القاموس "مادة عدا": العدىّ كغنىّ جماعة القوم بلغة هذيل يعدون للقتال ونحوه. وقد شرح السكرى هذا البيت فقال: عدى القوم: حاملتهم الذين يعدون على أرجلهم. والشاجنة: مسيل الماء إلى الوادى، وهي شعاب وطرق تكون فجوة فى الجبل تتسع أحيانا وتضيق أحيانا، واحدها شعب، ويسلبهم، لأنهم هزموا فتتعلق ثيابهم بها فيتركونها. قال: لا يزال أحدهم يمرّ بالشجر فيمشقه فيأخذ ثوبه (اهـ ملخصا).
(3)
الطلح: شجرة حجازية جناتها كجناة السمرة، ولها شوك أحجن، ومنابتها بطون الأودية، وهى أعظم العضاه شوكا وأصلبها عودا وأجودها صمغا، وهو المعروف بشجر أم غيلان (اللسان).
(4)
الطرفاء: جماعة الطرفة، والطرفة شجرة معروفة، وبها سمى طرفة بن العبد الشاعر المعروف.
(5)
السلم بفتحتين: شجر من العضاه، وهو صلب العيدان طولا شبه القضبان، وليس له خشب وإن عظم، وله شوك دقاق طوال حادّ إذا أصاب رجل الإنسان، وللسلم برمة صفراء فيها حبسة خضراء طيبة الريح، وفيها شيء من مرارة، وتجد بها الظباء وجدا شديدا (اللسان).
قال أبو سعيد: يقول: اِنهزَموا، فجَعَل الطلحُ والطَّرفاءُ يَمْشُقهمْ وهم يَعْدُون فى الشّجر، يَهرُبون منهزمين، ومِثلُ هذا قولُ الآخَر:
وأَحسبُ عُرْفُطَ الزَّوْراءُ يُودى
…
علىّ بوَشْكِ رَجْعٍ واستلال (1)
قال أبو سعيد: هذا الشقِيُّ فَرِق فَحسِبَ أنّ السيفَ يُسَلّ عليه.
كَفَّتُّ ثَوبىَ لا ألوِى على أَحَدٍ
…
إنِّى شَنِئْتُ الفَتى كالبَكْرِ يُخْتَطَمُ (2)
شَنِئتُ، أي أَبغَضْتُ. كالبَكْر يُختطم، يقول: إذا فَزع قامَ كما يقوم البَكْر وصيَّره بَكْرا لأنّه أضعَفُ الإبل، ولو أنّه صَيَّره فَحْلا رَفَسَه.
وقلتُ مَن يَثْقَفُوه (3) تَبْكِ حَنَّتُه (4)
…
أو يَأْسرُوه يَجُعْ فيهمْ وإن طَعِموا
حَنَّتُه: اِمرأتُه. يَجُعْ فيهم وإن طَعموا، قال: يقول: يأكلون ويشربون وهو بمنزلة الكَلْب، إذا فَرَغوا أطَعموه.
وزعمَ الحسنُ فى قوله عز وجل: (مِسْكِينًا ويَتِيماً وأَسِيراً) قال: ما كان أسراهم إلّا المُشْرِكين.
(1) هذا البيت لحبيب الأعلم الهذليّ. انظر صفحة 85 من القسم الثانى من ديوان الهذليين، طبع دار الكتب المصرية.
(2)
لا ألوى على أحد، أي لا أقف ولا أنتظر. وقد شرح السكرى هذا البيت فقال: كفت: شمرت. ألوى: أرجع وأعطف. شنئت: أبغضت. يختطم: يذل ويؤسر. قال: ضمت ثيابي ومضيت أعدو لا ألوى على أحد اهـ.
(3)
يثقفوه: يظفروا به، ومنه قوله تعالى فى سورة الممحنة:"إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداءا".
(4)
حنة الرجل وطلته وربضه وجارته وحاله وعرسه وقعيدته وزوجته وحليلته وامرأته كله بمعنى واحد.
واللهِ ما هِقْلةٌ حَصّاءُ عَنَّ لها
…
جَوْنُ السَّراةِ هِزَفٌّ لَحْمُها (1) زِيَمُ
هِقْلة: نَعامة. والذَّكَر هِقْل. حَصّاء: قد تَحاتَّ عنها الرِّيش، وذلك من كبَرها، فهو أشدُّ لها، وأنشَدَنا "مُعْط الحُلوقِ عن عُرُضٍ": أي يُبارِيها ذَكَر فى العَدْو (2). والهِزَفّ والهِجَفّ: واحد، وهو الجافِى. وقولهُ: لَحمُها زِيَم، أي قِطَع على رءوس العِظام، يقول: ليستْ بمَذْمومة، وذلك أشدُّ لها.
كانتْ بأَوْدِيَةٍ مَحْلٍ فجادَ لها
…
من الرَّبيعِ نِجاءُ نَبْتُه دِيَمُ
قال: يريد أصابها نِجاء من المطر، ونبته أيضا: دِيم من المطر، يقول: كانت بأوديةٍ غُبْر فهى بضُرّ، ثم جاد لها بنَبْتِ ما تَأْكل" وهو أشدُّ لها (3).
فهى شَنُون قد ابتَلّت مَسارِبهُا
…
غيُر السَّحوِف ولكنْ عَظْمُها (4) زَهِمُ
(1) لحمها زيم: متعضل متفرّق ليس بمجتمع فى مكان فيبدن (اللسان)، وفى السكرى "تالله" مكان "والله" "وهجف لحمه" مكان "هزف لحمها" وشرحه فقال: الهقلة: أنثى الظليم. والحصاء: التي لا ريش على رأسها. وهجف: ضخم. ويروى "هزف" وهو أجود الروايتين. والهزف: الخفيف. زيم: متقطع ها هنا وها هنا، وذلك لقوّة لحمه وصلابته. وعنّ: اعترض. وجون السراة يعنى ظلما (اهـ ملخصا).
(2)
يباريها ذكر فى العدو: تفسير لقوله فى البيت "عنّ لها
…
جون السراة". كأنه يقول: اعترضها هذا الظليم مسابقا لها فى عدوها.
(3)
شرح السكرى هذا البيت فقال: واد محل وأودية محل سواء. ونجاء: جمع نجو، وهو السحاب. وديم: أمطار تدوم أياما، أي بين كل سحابتين ديمة، وهو المطر اللين يدوم اليوم واليومين.
(4)
فى السكرى "لحمها" بدل "عظمها" وفسر البيت فقال: مساربها جوانب بطنها. يقول: قد أخذ الشحم فيها. وشنون: بين السمين والمهزول. والسحوف التى يقشر عن منها الشحم. يقول: ابتدأ فيها السمن وليست بالسحوف. وزهم: سمين. ويقال: مساربها مجارى الشحم فيها. وفى الأصل. "غير" بالباء؛ وهو تصحيف.