الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فمن يبقَ منكم يبقَ أهلَ مَضِنّةٍ
…
أَشافَ على غُنْمٍ (1) وجُنِّب مقْذَعا
أشاف: أَشرَف. والمقْذَع: القول القَبيح. مَضِنّة مَضْنُونٌ بها.
فما لمتُ نفسى في دواءِ خُوَيلِدٍ
…
ولكن أخُو العَلْداةِ (2) ضاعَ وَضُيِّعَا
يقول: لم ألُمْ نفسى على نَهي إيّاه، ولكنّ القَدَر غَلبَنى عليه، وكان أَتَى به مكّةَ فداواه وعالجَه بها.
وقال أيضاً
(3)
لِظَمْياء دارٌ كالكِتابِ بغَرْزةٍ (4)
…
قِفارٌ وبالمنْحاةِ منها مَساكِنُ
قال أبو سعيد: لا أدرى أهو بالمَنْحاة أو بالمَنْجاة، وهو موضع. ومَساكنُ: منازل.
وما ذِكره إحدَى الزُّليفاتِ دارُها الـ
…
ـمَحاضِرُ (5) إلَاّ أنّ من حان (6) حائنُ
الزُّليفات، يريد بني زُلَيفة، وهو فَخِذٌ من هُذَيل.
(1) في السكرى: "أشاف على مجد" وروى فيه أيضاً "مقدعا" بالدال. والمقدع: من القدع، وهو الرد. يقول: وجنب ما يقدع من الأشياء، أي يردّ، وأشاف وأشفى وأشرف وأوفى على كذا وكذا بمعنى واحد.
(2)
العلداة: جبل مات به خويلد هذا، أو هو بلد (السكرى).
(3)
لم ترد هذه القصيدة في شرح السكرى ولا في البقية.
(4)
في معجم ياقوت أن هذا البيت لمالك بن خالد الهذلى، ورواه "لميثاء" مكان "لظمياء" وقال: غرزة والمنجاة: موضعان في بلاد هذيل.
(5)
المحاضر: جمع محضر، والمحضر: المرجع إلى المياه. والحاضرون: الذين يرجعون إلى المحاضر فى القيظ وينزلون على الماء العدّ ولا يفارقونه إلى أن يقع ربيع بالأرض يملأ الغدران فينتجعونه.
(6)
يقال: حان الرجل إذا هلك؛ وحان الشيء إذا قرب.
فإنِّى على ما قد تَجشّمتُ هَجرَها
…
لمِا ضَمَّنْتنِى أُمُّ سَكْنٍ لضَامِنُ
تجشَّمتُ: تَكلَّفْتُ ذاك على مَشقّةٍ. أمّ سَكْن: امرأة.
فإِن يُمسِ أَهلِى بالرَّجِيع ودُونَنا
…
جِبالُ السَّراةِ مَهوَرٌ فعُواهِنُ
قال: الرَّجيع (1) موضع. ومَهْورَ. وعُواهِن: جَبَلٌ وأماكن.
يوافِيكَ منها طارقٌ كلَّ ليلةٍ
…
حَثِيثُ كما وافَى الغَريَم المُدايِنُ
فَهيهاتَ ناسٌ من أُناسٍ دِيارُهُمْ
…
دُفاقٌ ودُورُ الآخَرين الأوَايِنُ (2)
فهيات، يقول: ما أبعدَ هؤلاء. وهذه أماكن.
فإِنْ تَرَنى قصْدا قَريبًا فإِنّه
…
بعيدٌ على المَرءِ الحجِازىِّ آيِنُ
يقول: قَصْدِى بعيد على الرجل الحجازىّ.
بعيدٌ على ذى حاجةٍ ولو انّنى
…
إذا نَفَجَتْ (3) يوما بها الدارُ آمِنُ
نَفَجَتْ: رَمَت بها يوماً الدار قِبَلَنا. أنا محارب، فهىّ وإن دنتْ فإنِّنى لا أرجوها لأنّى مُحارِب.
(1) الرجيع: موضع غدرت فيه عضل والقارة بالسبعة نفر الذين بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم، منهم عاصر بن ثابت حمىَّ الدبر، وخبيب بن عديّ، ومرثد بن أبي مرثد الغنوى، وهو ماء لهذيل قرب الهدءة بين مكة والطائف. اهـ ياقوت.
(2)
الأواين: جمع آين، وهو الرافه الوداع. (أقرب).والأون: الدعة والسكينة والرفق، ويقال: ثلاث ليال أواين، أي روافه، وعشر ليال آينات، أي وادعات (اهـ ملخصا من تاج العروس واللسان).
(3)
في الأصل "نفخت" بالحاء؛ والصواب ما أثبتنا، إذ أنه يقال: نفجت بهم الطريق إذا رمت بهم فجأة.
يقول الّذى أَمسَى إلى الْحِرزِ (1) أهلُه
…
بأىِّ الحَشَا أَمْسَى الخليطُ المُبايِنُ
بأىِّ الحَشا، أي بأىّ الناحية. ويقال: بأى الحَشا أهلكُ. ويقال: فلانٌ في حَشَا بني فلان، أي في ناحيتهم.
سؤالَ الغَنِّيِ أخيه كأنّه
…
بِذكْرَتِه وَسْنَانُ أو مُتواسِنُ
سؤالَ الغنىّ، أي يسأل عن صديقِه كأنّه بِذِكْره نائم أو مُتناوِم.
فأيُّ هُذَيل وهي ذاتُ طَوائفٍ
…
يوازن من أعْدائها ما نُوازِنُ
ذاتُ طوائف: أي ذاتُ نَواحٍ. يُوازن، أي يكون بحِذائهم. يقول: يكونون بحِذاءِ أعدائهم. يقال: بنو فلان يُوازنَّ ذاكَ: إذا كانوا بحِذائه.
وفهمُ بنُ عَمْرٍو يَعْلكون (2) ضَرِيسَهمْ
…
كما صَرَفَتْ (3) فوقَ الجِذاذِ المَساحنُ (4)
الجِذاذ: حِجارةُ الذَّهب تُكْسَر ثم تُسَحل (5) على حجارةٍ تُسمَّى المَساحِن حتى يَخرج ما فيها من الذهب. والرَّحى يقال لها: المِسْحَنة.
(1) الحرز: الموضع الحصين. ورواية اللسان "الحزن" بفتح الحاء مكان "الحرز". والحزن: ما غلظ من الأرض، وجمعه حزون.
(2)
يعلكون: يمضغون، من قولهم: علك الشيء يعلكه (بكسر اللام وضمها) علكا: مضغه ولجلجه. والضريس: الحجارة التي هي كالأضراس، أو هي الشيء الخشن الذي يمضغ ولا يكاد يبتلع لخشونته.
(3)
صرفت: صوّتت، من الصريف، وهو الصوت؛ وفي اللسان "كما انصرفت" مكان "كما صرفت". والجذاذ بالضم: حجارة الذهب لأنها تكسر وتسحل، وأيضا قطع الفضة الصغار. (اللسان).
(4)
المساحن: حجارة تدق بها حجارة الذهب والفضة، واحدها مسحنة كمكنسة (كما في اللسان والتاج).
(5)
تسحل أي يحك بعضها ببعض، وما سقط منها يقال له: السحالة (بضم السين) وهي ما تسقط من الذهب والفضة. والسحل: القشر والكشط.
إذا ما جَلَسْنا لا تَزالُ تَزُورُنا
…
سُلَيْمٌ لَدَى أبياتِنا وهَوازِنُ
جَلَسْنا: أَنْجدْنا، يقول أتَيْنا نَجْدا. وأنَشَدَنا أبو سعيد:
إذا أمُّ سرْياحٍ غَدَت في ظَعائنٍ
…
جَوالسَ نَجْدًا فاضت العينُ تَدْمَعُ (1)
وأنشدنا:
شمالَ مَنْ غارَبه مُفرعًا (2)
…
وعن يمين الجالسِ المُنْجِدِ
رُوَيْدَ علِيًّا جُدَّ ما ثَدْىُ أُمِّهمْ
…
إلينا ولكنْ وُدُّهْم مُتَاينُ (3)
جُدَّ: قُطِع. يقول: يكونون بانقِطاعِ لبنَ، وذلك أن يصيبَ الضرعَ شيءٌ فينقطع، وهو يدعو عليهم، وهذا مَثل. متمايِن: كَذوب. ويقال: كَذَب ومَانَ. والَمْين: الكَذب.
(1) هذا البيت لبعض أمراء مكة، وقيل: هو لدرّاج بن زرعة، والسرياح من الرجال الطويل. وأم سرياح: امرأة، مشتق منه. والجالس: الآتى نجدا (اهـ ملخصا من لسان العرب). وفى شرح الشواهد للسيرافى جـ 9 ص 198 من النسخة الفوتوغرافية المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم 4625 أدب أن أم سرياح ها هنا امرأة. وقوله: "في ظعائن" أراد مع ظعائن قاصدات نجدا. "فاضت العين" بالدمع لفراقها.
(2)
ورد هذا البيت في شرح الشواهد للسيرافى ج 9 ص 198 للعرجىّ، وشرحه فقال ما نصه: ذكر قبل هذا البيت مكانا، ثم قال: هو على شمال الذي يأتى الغور. والمفرع: المنحدر، وإذا خرج الخارج من الغور إلى نجد كان هذا المكان على يمينه والغور ينحدر. وجلس: عال، والذي يأتى الغور ينحدر، وهو المفرع، والذي يأتى نجدا مصعد. وشمال ها هنا ظرف. الخ وفي كتب اللغة ما يفيد أن قوله:"مفرعا"؛ من قولهم: "أفرع من الجبل" إذا انحدر، ومنه قول الشاعر:
* لا يدركنك إفراعي وتصعيدى *
(3)
رواه ابن كيسان "ولكن بعضهم متيامن" وفسره بأنه الذاهب إلى اليمن قال: "وهذا أحبّ إلىّ من "متماين" (اللسان).
فأىُّ أْناسٍ نالَنا سَوْمُ غَزْوِهْمِ
…
إذا عَلِقُوا أَدْيانَنَا لا نُدايِنُ
يقول: إذا كان لهم عندنا دَيْن لا نُدايِنهم إلَاّ بهذه السيوف. سَوْمُه: إتيانُه. ويقال: سامَت الإبلُ إذا ذهبتْ في الأرض تَسُوم سَوْما.
أَبَيْنا الدِّيانَ غيرَ بِيضٍ كأنّها
…
فُضولُ رِجاعٍ رَفْرَفَتهْا السَّنائنُ (1)
الرِّجاع: الغُدْوان. رَفْرَفَتْها: حرَّكَتْها. السَّنائن: ريحٌ تَسَنَّنُ أي تمُرُّ، واحدها سَنِين. والرِّجاع: جمعُ رَجْع.
فإِنْ تَنْتقصْ منّا الحروبُ نُقاصةً
…
فأيَّ طِعانٍ فى الحُروبِ نطاعِنُ
يقول: إن تنتقِص الحُروبُ شيئا مِن رِجالنا، فانظر كيف مُطاعنتنا لأعدائنا في الحروب.
تَبِينُ صُلاُة الحَرْب مِنّا ومِنهمُ
…
إذا ما النَقَيْنا والمسالم بادنُ
تَبِين، أي تَستَبين من كان يصلَى الحَرْبَ مِنَّا، ومن كان لا يَصْلَاها وجدتَه بادِنًا لا يَهزُله شيء.
أُناسٌ تُرَبِّينا الحُروبُ كأنّنا
…
جِذالُ حِكاكٍ لوّحَتْها الدَّواجْنُ
(1) الديان ككتاب: المداينة والمحاكمة. يقول: إننا نأبى مداينتهم بغير السيوف البيض، أي نأبى أن نقاتلهم إلا بهذه السيوف التي كأن صفائحها تشبه في تموجاتها ولمعانها بقايا مياه الغدران عندما تمرّ عليها فتحرّكها تلك الرياح السنائن.
قال الشيخ: بالخطّ المَقْروء على (التَّوَّزِىّ)(1) بالجيم، فغُيِّر عند القراءة "على الأحوال" بالخاء. ووقع سماعى بالخاء، ولم يُنسَب فيه. يقول: تُربِّينا الحروبُ حتى استَنْشِئْنا جِذالَ حِكاكٍ، واحدُها جِدْل، وهي خَشَبةٌ تنصَب للجَرْبَي تحتكّ بها. والدواجِن والدواخِن واحد، يقال: قد دَجَن ودَخَن.
ويَبرَح منّا سَلفَعٌ متلبِّبٌ
…
جريءٌ على الضَّرّاء والغَزْوِ مارِنُ
ويَبرَح، يقول: لا يَبرحَ. سَلْفَع: جريءٌ الصَّدْر. متلبِّب: متحزِّم، ومنه قول الشاعر:
واستَلْأَموا وتَلبَّبوا
…
إنّ التَّلبُّبَ للمُغير
والضراء: الشدّة. مارِن: قد مَرَن على الغَزاةِ، هو مُرَدَّدٌ مدرَّبٌ.
مُطِلٌّ كأَشْلاء اللِّجاِم أَكَلَّه الـ
…
ـغِوارُ ولمّا تُكْسَ منه الجَناجِنُ
مُطِلّ: مُشِرف. أكلَّه: مِن الكَلال. والغِوار: المُغاوَرة. والجنَاجِن: عِظامُ الصَّدر تَنْدُر عند الهُزال، واحدها جنْجن، يقول: أضمرتْه الحربُ حتّى صار كأنّه بقيّة لجامٍ.
(1) هو عبد الله بن محمد بن هارون التوّزى اللغوى المشهور، أخذ عن أبي عبيدة والأصمعى وأبى زيد، وقرأ على أبى عمر الجرمى كتاب سيبويه وكان في طبقته، ومات في سنة 238 والتوّزىّ: نسبة إلى توّز، وهي بلدة بفارس قريبة من كازرون شديدة الحرّ، لأنها في غور من الأرض، بينها وبين شيراز اثنان وثلاثون فرسخا، ويعمل فيها ثياب كان تنسب إليها، ويقال فيها أيضا "توّج" بالجيم (1) ملخصا من معجم البلدان لياقوت).