الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السَّحوف: الّتى تُسحَف عن ظَهْرِها قطعَةُ شَحْم. وقولُه ابتلّت مَساربُها وهي غَيْرُ السَّحوف، وهو أقوَى لها. وعَظُمها زَهِم، أي فيه مُخّ. والشَّنون: الّذى بين السَّمين والمهزول.
بأسرعَ الشَّدّ منّى يومَ لانَيِةٍ (1)
…
لمّا عَرَفْتُهمُ واهتزّتِ اللِّمَمُ
قال أبو سعيد: مِثلُ هذا البيت:
يَعْدُو بهمْ قُرزُلٌ ويَلْتَفتُ النا
…
سُ إليهمْ وتَخفِق اللِّمَمُ
هَجاهمْ وعَيّرهْم بفِرارهم. يقول: إنّهم عَدَوا فتحركتْ لِمَمُهُمْ وهم يَعْدون. وقُرْزل: فرس طُفَيل بنِ مالك. وطُفيل، هو أبو عامر.
غَزَتْ بنو كَعب بنِ عَمْرو مِن خُزاعةَ بنى لحيْانَ
فقال فى ذلك اليوِم (مالِكٌ)(2) ولَم يَشْهَدْه
فدًى لِبنى لِحْيانَ أُمِّى وخالتى
…
بما ماصَعُوا بالجِزْعِ رَجْلَ بنى كَعْبِ
قال أبو سعيد: مُنْثَنَى الوادى يقال له الجِزْع. والخَرَزُ الّذى ينُظَم يقال له: الجَزْع. والمُماصَعة: المُماشَقة (3) بالسَّيْف. والرَّجْل: الرَّجّالة.
(1) نفى "بلا" وترك ما بعدها مجرورا بالإضافة، ومثله قول الشماخ:
إذا ما أدلجت وصفت يداها
…
لها الإدلاج ليلة لا هجوع
وقول رؤية: "لقد عرفت حين لا اعتراف". والنية كعدة: الفترة، من ونى ينى نية: إذا فتر.
(2)
قدم السكرى لهذه القصيدة بما نصه: قال نصران والأصمعي: غزت بنو عمرو بن خزاعة بني لحيان بأسفل ذى دوران، فامتنعت منهم بنو لحيان، فقال مالك ولم يشهد معهم، ورواها ابن حبيب لحذيفة بن أنس "فدى لبنى لحيان" الخ.
(3)
المماصعة: المجالدة بالسيوف.
ولمّا رَأَوْا نَقْرَى (1) تَسيلُ إكَامُها
…
بأَرْعَنَ جَرّارٍ وحامِلةٍ (2) غُلْبِ
نَقَرَى: موضعٌ بعَيْنه. وأنشَدَنا أبو سعيد "بالجِزْع مِن نَقَرَى نِجاءُ خَريف (3) ". وقوله: تَسيلُ إكامُها، هذا مَثَل، يقول: سالَ الوادى بهم، يريد الكثرة.
تَنادَوا فقالوا يالَ لِحْيانَ ماصِعوا
…
عن المَجْد حتى تُثْخِنوا القومَ بالضَّرْبِ (4)
المُماصَعة: المُماشَقة بالسيف.
فضارَبَهمْ قومٌ كِرامٌ أعِزّةٌ
…
بكلِّ خُفافِ (5) النَّصْل ذى رُبَدٍ عَضبِ
الخفاف: الخفيف. الربد: آثار سود. والعضب: القاطع من السيوف.
فما ذَرَّ قَرْنُ الشّمسِ حتّى كأنّهمْ
…
بذاتِ اللَّظَى خُشْبُ تُجَرُّ إلى خُشْبِ
ذَرَّ: طَلَع. وقَرْن كلّ شيء: أوْله وما يبدو منه. وذاتُ اللَّظَى: مكان. خُشْب، يقول: قَتْلاهم خُشُبٌ مُصرَّعة، وأَشَدَنا:
كأنّ قَتلاهمْ بحيث تَرتَمِى
…
كخُشُبِ المَدينةِ المُحْرَنْجِم (6)
(1) نقرى (بالتحريك): موضع، وإنما سكن القاف للشعر.
(2)
فى السكرى: "وحامية" مكان "وحاملة" وشرح قوله "حامية" فقال: هم قوم يحمون. والغلب: الغلاظ الأعناق.
(3)
هذا عجز بيت لعمير بن الجعد الخزاعى قاله فى يوم حشاش، وصدره:"لما رأيتهم كأن نبالهم": وفسر ياقوت هذا البيت فقال: أي كأن نبالهم مطر الخريف، وأورد بعد ذلك أبياتا تكملة لهذا البيت انظرها فى الجزء الرابع صفحة 804، 805 طبع أوربا.
(4)
شرح السكرى هذا البيت فقال: تنادوا وتواصوا فقالوا. ماصعوا: ضاربوا. تثخنوا: تثقلوا.
(5)
الخفاف (بضم الخاء) والخفيف بمعنى واحد: وربد (بضم الراء وفتح الباء): لمع؛ وعن أبى عمرو أنه يريد بالربد: قرند السيف، وهو جوهره. وأورد السكرى بعد هذا البيت بيتا آخر لم يرد فى الأصل، وهذا نصه:
أقاموا لهم خيلا تزاور بالقنا
…
وخيلا جنوحا أو تعارض بالركب
(6)
المحرنجم: المجمع بعضه إلى بعض.
كأنّ بذى دَوّانَ والِجزْعِ حولهَ
…
إلى طَرَف المِقْراةِ أرغِيةَ السَّقْبِ (1)
قال أبو سعيد: هذا مَثَل، يقول: أصابهم مِثلُ ما أصاب ثمود، وأنشدنا الهُذَلىّ:
ورَغَا بهمْ سَقْبُ السَّماءِ وخُنِّقتْ
…
مُهَجُ النّفوسِ بِكارِبٍ متزِلِّف (2)
وأنشدنا لعلقمةَ بنِ عَبَدة:
رغا فوقَهمْ سَقْبُ السماءِ فداحِصٌ
…
بشِكّتِه لم يُسْتَلَبْ وسَلِيبُ
(1) روى السكرى وياقوت هذا البيت بما نصه:
كأن بذى دوران والجزع حوله
…
إلى طرف المقراة راغبة السقب
ورواه السكرى أيضا:
كأن عليهم حين دارت رحاهم
…
إلى طرف
…
...
…
الخ
وشرحه فقال: أي هلكوا بالقتل كما هلكت ثمود حين رغا سقب الناقة فهمدوا، فكذلك هؤلاء حين قتلوا. "وذو دوّان" لم نجده فيما بين أيدينا من الكتب المؤلفة فى أسماء الأماكن والبلاد. والذى وجدناه فى معجم ياقوت أن ذا دوران واد يأتى من شمنصير وذروة، وبه بئران يقال لإحداهما رحبة وللأخرى سكوبة، وهو لخزاعة. والمقراة: موضع بين إمرة وأسود العين، وهو المذكور فى قول امرئ القيس من معلقته المشهورة:
فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها
…
لما نسجتها من جنوب وشمأل
(2)
البيت لأبى كبير الهذلى انظره وشرحه فى صفحتى 108، 109 من القسم الثانى من ديوان الهذليين طبع دار الكتب المصرية