الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال مالكُ بنُ الحارث أخو بنى كاهل بن الحارث ابن تَميم بن سعد بن هذُيل
(1)
تقول العاذِلاتُ أكلَّ يَوْمٍ
…
لَرِجْلةِ مالِكٍ عُنُقٌ شِحاحٌ (2)
كذلك يُقتَلون معى ويومًا
…
أَءُوب بهمْ وهمْ شُعْثٌ طِلاحُ (3)
طِلاح: من الإعياء.
ويومًا نَقْتُل الأَثْارَ (4) شَفْعًا
…
فَنتْركُهمْ تَنُوبُهم السِّراحُ
الأَثْآر: جمع ثأر، يقال: فلان ثَأرى الذي أَطْلب. والشَّفع: الاثنان. والسِّراح: الذئاب.
فلستُ بمُقْصِرٍ ما سافَ مالِى
…
ولو عُرِضَتْ بِلَبَّتِىَ الرِّماحُ
(1) قدّم السكرى لهذه القصيدة بما نصه: قال مالك بن الحارث أخو بنى مالك بن الحارث بن تميم ابن سعد بن هذيل. وقال الجمحىّ: هو أخو بنى كاهل حلفاء هذيل، وكاهل أخو ثقيف.
(2)
في رواية:
وقال العاذلات أكل يوم
…
بسرية مالك عنق شحاح
كما روى "لرجلة مالك" والسرية: الجماعة. والرجلة: الرجالة. وعنق من القوم: أهل شدة وبصر، كأنهم أشحاء على ما في أيديهم. والعنق (محركة): ضرب من السير. (اهـ ملخصا من السكرى).
(3)
في السكرى:
فيوما يغنمون معى ويوما
…
أؤوب بهم
…
... الخ
وفسر البيت فقال: أءوب. أرجع. وطلاح: معيون. (اهـ ملخصا).
(4)
في رواية: "الأبطال" مكان "الأثآر". (السكرى).
أي فلستُ بمُقصِر عن الغَزْو. ما سافَ، أي ما دام مالى يموت، يقال: رجلٌ مُسيف إذا ماتت إبلهُ وذهب مالهُ. والسُّواف: الموت.
ومن تَقْلِل حَلُوبَتُه ويَنْكُلْ
…
عن الأعداءِ يَغْبُقه القَراحُ (1)
يكون غَبوقُه ماءً خالصا.
فلُوموا ما بدَا (2) لكُم فإِنّى
…
سأعْتِبكْم إذا انفَسَح المُراحُ
يقول لقومِ عاداهم يَهزَأ بهم: إنِّى سأكُفّ عن الغَزْوِ إذا اتسَع المُراح، أي مُراحِي فصِرْتُ صاحبَ إبلٍ كثيرةٍ، ومُراحُه: حيث تَروح إبلُه.
رأيتُ مَعاشِرًا يُثنَى عليهمْ
…
إذا شَبِعوا وأوجهُهُمْ قِباحُ (3)
يَظَلُّ المُصْرِمون لهم سُجودًا
…
ولو (4) لم يُسْقَ عندهمُ ضَياحُ
المُصرِمون: الفقراء، أي يعظِّمونهم وإن لم ينالوا منهم شربةَ لَبَن. والضَّياح والضَّيْح: اللبن المخلوط بالماء.
(1) شرح السكرى هذا البيت فقال: حلوبته: ما يحلب. وينكل: يجبن. يقول: من لا يعز لا يكون له لبن، ويكون غبوقه الماء القراح.
(2)
في رواية "فلوموا ما قصدت لكم فإنى" الخ البيت.
(3)
أي يثنى عليهم إذا كانوا ذوى مال وإن قبحت وجوههم؛ لأن المال يزينهم ويستر عن الناس عيوبهم (اهـ ملخصا من السكرى).
(4)
في السكرى "وإن لم يسق" وقال بعد أن أنشد هذا البيت: هذا آخرها في رواية الجمحىّ وأبي عبد الله.
كَرهتُ (1) العَقْرَ عَقر بنى شُلَيْلٍ
…
إذا هَبّت لِقارِيها الرِّياحُ
العَقْر: مكان، وكَرِهه لأنّه قُوتِل فيه. وشُليل: جدُّ جَرير بنِ عبد الله البَجَلىّ. وقارِيها: وقْتهُا، يقال ذلك للريح إذا هبّت لوقتِها.
كرهتُ بنى جَذِيمةَ (2) إذ ثَرَوْنا
…
قَفَا السَّلَفَين وانتَسَبوا فباحوا
ثَرَوْنا: كانوا أكثرَ منّا. قَفَا السَّلَفَين: موضع. وقوله: فباحوا أي كَشفوا عن أنسابهم وكانوا يكتمونها قبلُ، فقالوا: نحن بنو فلان.
فأما نِصفُنا فَنَجا جَريضًا
…
وأما نِصفُنا الأَوْفَى فطاحُوا
الجَرَض: أن يَغَصّ بالرِّيق. والنِّصْفُ الآخَر قُتِل. قال هذا يعتذِر حين هَرَب.
وقد خرجتْ قلوبهمُ فماتوا
…
على إخوانهمْ وهمُ صِحاحُ
يعني الذين أفلتوا خرجتْ نفوسهمْ على إخوانهم من الحُزن وهم صحاح.
وصَمَّمَ وسطَهمْ سُفْيانُ لمّا
…
ألمّ بهم عن الوِردِ الشِّياحُ (3)
(1) في رواية: "شنئت" مكان "كرهت"، وهما بمعنى واحد. وشليل: من بجيلة (السكرى).
(2)
في رواية "كرهت بنى خزيمة" قال السكرى: وهم من بني صاهلة.
(3)
يشرح السكرى هذا البيت فيقول: صمم: ركب رأسه لما ألم به، أي حين اعتراه الجدّ والقتال الشياح: الجدّ والمضىّ. والورد: ورد القتال، أي عن أن يرد القتال. وفي رواية "عن الوشز السراح" مكان "عن الورد الشياح". والوشز: ما ارتفع من الأرض، وجمعه أوشاز. والسراح: الذئاب، شبه الرجال بها. ورواه ابن الأعرابي "عن الشزن السراح" والشزن: المكان الغليظ. والسراح: الانطلاق. (اهـ ملخصا).
صمّم، أي رَكِب رأسَه لِما اعتراه. عن الورْدِ الشِّياح: الِجدّ، أي اعتراه الِجدُّ والقِتال فشغَلَه عن أن يَرِد.
مَجازَ نِجادِ أَنْصَحَ وانتحَوْه
…
كما يتكفّت العِلْجُ الوَقاحُ (1)
نِجاد: جمع نَجْد، وهو ما ارتفع. وأنْصَح: موضع. وانتحَوْه: اعتمدوه. ونصَحْت الثوبَ: خِطْتُه. والعِلْج: الحِمار الغليظ. والتكفّت في العَدْوِ أن يتقبّض ويُسِرع. والوَقاح: الشديد الحافر.
لِعادتِه وما قد كان يُبلِي
…
إذا ما كَفَّتَ الظُّعنَ الصَّباح (2)
لِعادتِه، يعنِي الّذى صمّم لعادةٍ كان يتعوّدها مِن شِدّة العَدْو. ويُبلِى مِن الفِعلِ الجمِيل. إذا ما كَفَّت الظعنَ صَباحُ الغارة، تكفّتَ: أَسَرع.
إذا خَلّفتَ خاصِرتَىْ سَرارٍ
…
وبطنَ هُضاضَ حيث غَدَا صُباحُ (3)
خلّفتَ: تركتَ. وسَرار: موضع. والخاصِرتان: الناحيتان. وهُضاض: وادٍ.
(1) روى السكرى هذا البيت هكذا:
فألقى غمده وهوى إليهم
…
كما يتكفت العلج الوقاح
وشرحه فقال: يتكفت في عدوه أي يتقبض. والعلج: الحمار الغليظ. والوقاح: الشديد الحافر. ورواه الجمحى: "مجاز فجاج منصح" قال: فجاج: ما بين جبلين. ومنصح: مكان.
(2)
فى رواية "لعادته التي قد كان يبلي" وهذا البيت لم يروه سلمة ولا الباهلىّ. لعادته، يعنى هذا الذي قد صمم، أي لعادة قد كان يتعوّدها من شدّة الغزو. ويبلى: من الفعل الجميل، إذا ما كفت الظعن صباح الغارة. (السكرى ملخصا).
(3)
في رواية "باطنى سرار" مكان "خاصرتى سرار". (السكرى).