الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مكبَّلة قد خَرَّقَ السَّيْفُ حِقْوَها
…
وأخرى عليهاِ حِقْوُها (1) لَم يُخَرَّقِ
قال أبو سعيد: الحَقْوُ هاهنا الزَّوج فيما نَرَى، والحَقْو فى موضع آخر: الإزار.
وقال أيضا
لإلْدِكَ (2) أَصحابِى فلا تَزْدَهِيهمُ
…
بِسايَةَ إذ مدّتْ (3) عليكَ الَحلائبُ
كذا أنشَدَنى "لإلدكِ"، قال لى: هم الصِّغار، ويُروَى "لِوُلْدك". تزدهيهم، يقول: لا تَحقِروا أصحابى فإنّهم إذا جاء الناسُ وكَثُروا دَفَعوا عنّى، "وهى حَلْبَة وحَلائب"(4).
طَرحْتُ بذى الجَنْبَيْن صُفْنى (5) وقِرْبتَى
…
وقد أَلَّبوا خَلْفى وقَلَّ المَساربُ (6)
الصُّفن: واحد، وجماعُته أَصْفان وصُفُون، والصُّفْن: شئٌ يشبِه الزِّنْفِيلَجَة (7)
يُشْتار فيه العسل، قال أبو سعِيد: وإنّما طَرَحَ صُفْنَه وقِربَتَه لِيَخِفَّ إذا هَرَب. وَقلَّ المَسارب، أي قَلَّ مكانُ أَسُربُ فيه.
(1) وبكسر الحاء أيضا، وجمعه "حقىّ" بكسر الحاء وضمها مع تشديد الياء.
(2)
في رواية. "أولئك أصحابى" وفى رواية "بودّك أصحابى". وساية: واد. وتزدهيهم: تستخفهم.
(3)
فى رواية "دمّت علينا"(معجم ياقوت).
(4)
الحلائب: الجماعات (السكرى). وفى اللسان: الحلبة الدفعة من الخيل فى الرهان خاصة، والجمع حلائب على غير قياس، ومنه "لبث قليلا يلحق الحلائب"، أي الجماعات.
(5)
في السكرى: "سعنى". مكان "صفنى" والسعن: قدح صغير يحلب فيه. وقال فى لسان العرب: السعن، القدح العظيم: واستشهد بهذا البيت.
(6)
رواية شرح القاموس (مادة سعن)"المذاهب" بدل "المسارب".
(7)
الزنفيلجة: معرّب، وأصله بالفارسية زين بيلة (اللسان).
وكنتُ آمْرَأً فى الوَعْثِ (1) مِنّى فُروطَةٌ
…
وكلُّ ريُود (2) حالِقٍ أنا واثِبُ
يقول: إذا كنتُ فى الوعث افترطتُه فمررت مَرا سريعا، وإذا أتيتُ حالِقا له رُيُود وَثَبْتُه. والحالِق: المُشرِف من الجبال. فُروطَةٌ: تَقَدُّمٌ.
فما زِلتُ فى خَوْفٍ لَدُنْ أن رأيتُهمْ
…
وفى وابلٍ حتى نَهَتْنى المَناقِبُ
قوله: لَدُن أنْ رأيتهمْ، قال: رأَى قوما يطلبونه، فهَرَب منهم، وكان فى مِثلِ الوابِل من شِدّةِ عَدْوِه. وقوله: حتّى نَهَتْنى المنَاقب، قال: هي ثَنايَا ذات عِرْق، وكلّ طريقٍ فى جَبلٍ أو غَلْظ فهو مَنقَب.
فواللهِ لا أَغْزُو ومُزَيْنةَ بعدَها
…
بأرضٍ ولا يَغْزُوهمُ لىَ صاحِبُ
أَشُقّ جِوارَ (3) البِيدِ والوَعْثِ مُعْرِضا
…
كأنّى لما قد أَيْبَس الصَّيْفُ حاطِبُ
جِوار البِيد: ما جاوَرَ، وهو الجِوار، ولا واحد له. قوله: معرِضا يقول: لا أبالى ما وَطِئْتُ، أَكْسِر لا أُبالى، كأنّي حاطِب لِما أَيْبَس القَيْظ من الحَطَب.
غَيالٌ وأَنْشامٌ وما كان مَقْفِلى
…
ولكنْ حَمَى ذاكَ الطَّريقَ المَراقِبُ (4)
غَيال: شجر. وأَنْشام: جمعُ نَشَم، وهو ضربٌ آخرُ من الشَّجَر. والمَرْقَبة: موضعُ المَخافة. ومَرْقَبة: جمعُه لَمراقِب.
(1) فى كتب اللغة أن الوعث هو الرمل الذى تسوخ فيه الرجل.
(2)
الريود: جمع ريد، وحرف يندر من الجبل. (اللسان).
(3)
في السكرى: "جواز" مكان "جوار" وفسره فقال: جواز، أراد جوز. وجوز كل شيء وسطه.
(4)
ورد هذا البيت فى السكرى هكذا:
غيارا واشماسا وما كان مقفلى
…
ولكن حمى ذل الطريق المراهب
وشرحه فقال: غيار: يأتى الغور. وإشماس: يصعد فى الجبل يستقبل الشمس. وروى فيه أيضا: "غيال وإشآم" بكسر الغين، وشرح هذه الرواية فقال: غيال: آجام. وإشآم: يأتى الشأم. وذل الطريق: سهلها. والمراهب: المخافات (اهـ ملخصا).
ويمّتُ قاعَ المُستحيرةِ (1) إنّنى
…
بأنْ يَتلاحَوا آخِرَ اللَّيلِ آربُ
يقول: نَجوْتُ منهم وتركتُهم. يتلاحوْا: يَتسابُّوا، يقول بعضُهم لبعض: فَعَلَ اللهُ بنا وفعل بنا، كيف انفَلَتْنا. يقول: فلِى حاجةٌ أنا فى أن أنجوَ ويتلاحَوْا. والإِرْب: الحاجة.
جِوارَ شَظِيَّاتٍ وبَيْداءَ (2) أَنتَحِى
…
شَمارِيخَ شُمًّا بينهنَّ خَبائبُ
الخَبائب: الطرائق. جِوار: موضِعُ المُجاورة، يريد شَمَاريخَ شُمًّا بين طرائقَ شَظِيّات. بَيْداء: قَفْرِ. أَنتحِى: أعتمِد. والشَّماريخ: رءوسُ الجبال العُلا المُشرِفة، والواحد شمْراخ.
فلا تَجزَعوا، إنا رجالٌ كمِثْلِكمْ
…
خُدِعْنا ونَجّتْنا المَنَى والعَواقِبُ (3)
يقول: نحن رجالٌ خُدِعنا مِثْلَك ووقَعنا، فلمّا وقعْنا نجتْنا المنَى، أي القَدَر. والعواقِب، أي كان عاقِبةً عليكم. يقول: أَوطأْنا عِشْوَةً فيكم: أخطَأْنا الطريقَ وأَخذنا الطريقَ الّذى لا ينبغى أن نأخذَه حتّى وَقعْنا فيكم.
كَمْعجِزِكْم يومَ الرَّجيعِ حِسابنَا
…
كذَلكم إنّ الخُطوبَ نَوائبُ (4)
(1) قاع المستحيرة: بلدة. يتلاحوا: يلوم بعضهم بعضا فى إفلاتى منهم. وآرب: أي طامع حريص. اهـ ملخصا من السكرى.
(2)
فى السكرى: "جواز شظيات وبيدان أنتحى"، وشرحه فقال: جواز ومجاز وسط. وشظيات: رءوس الجبال. وبيدان: موضع. وأنتحى: أعتمد.
(3)
ضبط السكرى قوله: "خدعنا" بالبناء للفاعل. وضبط قوله: "المنى" بضم الميم، وشرح البيت فقال: نجتنا المنى، أي منيناكم وخدعناكم: والعواقب: أي بقية من عيشنا. يقول: فلا تجزعوا مما أصابكم منا فإنا قد أصبنا منكم.
(4)
فى السكرى "كمعجزكم" بضم الميم وفتح الجيم. وشرح البيت فقال: كمعجزكم، أي كاعجازنا إياكم. وحسابنا، أي كثرتنا. يقول: كما غلبتمونا غلبناكم.