المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌وقال مالك بنُ خالد الخُناعِىّ

- ‌وقال يردّ على مالك بنِ عوف النَّصْرى

- ‌وقال أيضا

- ‌وقال أيضا

- ‌وقال يذكر الوقعة

- ‌غَزَتْ بنو كَعب بنِ عَمْرو مِن خُزاعةَ بنى لحيْانَ

- ‌وقال حُذَيفة بن أنَس أحدُ بنى عامر بن عَمْرو بنِ الحارث بنِ تميم بنِ سعد بنِ هُذَيل

- ‌وقال أيضًا

- ‌وقال أيضاً

- ‌وقال أبو قلابة

- ‌وقال أيضا

- ‌وقال أيضا

- ‌وقال المعطَّل

- ‌وقال أيضاً

- ‌وقال أيضا

- ‌وقال البُرَيق

- ‌وقال أيضا

- ‌وقال أيضا

- ‌وقال أيضا يرثِي أخاه

- ‌وقال مَعقِل بنُ خُوَيلِد

- ‌قال الأصمعى:

- ‌وقال قيس بن عَيزارة أخو بني صاهلةَ يَرثى أخاه الحارث بنَ خُوَيلد

- ‌وقال قيُس بن عَيْزارة حين أسرْته فَهْمٌ وأخَذَ سِلاحَه تأَبّطَ شَرّا واسمهُ ثابت

- ‌وقال مالكُ بنُ الحارث أخو بنى كاهل بن الحارث ابن تَميم بن سعد بن هذُيل

- ‌ أبو جندب

- ‌وقال أبو جنْدَب أيضاً

- ‌وقال أبو جندب أيضا

- ‌وقال أبو جندب أيضا

- ‌‌‌وقال أبو جُنْدَب أيضا

- ‌وقال أبو جُنْدَب أيضا

- ‌وقال أبو بُثَينة

- ‌وقال رجل من هُذَيل

- ‌وقال عَمْرو بنُ الداخل

- ‌وقال ساعدة بنُ العَجْلان يذكر أخاه مسعودا حين قتله ضَمرْة بنُ بكر

- ‌وقال رجل من بن ظَفَر

- ‌قال كليُبَ:

- ‌ العَجْلان

- ‌ عَمرو ذو الكَلْب

- ‌وقالت جَنوبُ أيضا تَرْثيه

- ‌وقالت ترثيه أيضا

- ‌(ما جاء في آخر ورقة من ديوان الهذليين)

الفصل: ‌ عمرو ذو الكلب

أشفِية: جمع شِفاء. العائذيّ، من بنى عائذ. والمعذور: الذى يجِد في حلقِه وجعا.

فان تشكرونى تَشكروا لىَ نِعمةً

وإن تكفرون لا أكلِّفكم شكرِى

وقال‌

‌ عَمرو ذو الكَلْب

من كاهل، وكان جارًا لهذيل (1)

ألا قالتْ غَزِيِّةُ إذ رأتْنى

ألَم تُقتَلْ بأرضِ بنى هِلال (2)

أَسَرَّكِ لو قُتِلْتُ بأرضِ فَهْمٍ

وكلٌّ قد أبأتُ إلى ابتهالِ (3)

وكل قد أبأت إلى ابتهال، ابتهلوا في قتله، أي اجتهدوا.

(1) قدّم السكرى لهذه القصيدة بما ملخصه: قال عمرو ذو الكلب بن العجلان بن عامر بن يرد بن منبه، وهو أحد في كاهل، وكان جارا لبنى هذيل. قال: منهم من يقول: عمرو ذو الكلب، ومنهم من يقول: عمرو الكلب، سمى بذلك لأنه كان معه كلب لا يفارقه وقال ابن حبيب: إنما سمى ذا الكلب لأنه خرج فى سرية من قومه وفيهم رجل يدعى عمرا، وكان مع عمرو هذا كلب، فسمى ذا الكلب:

غزية آذنت قبل الزيال

وأمسى حبلها رث الوصال

وأمست عنك نائية نواها

بشقة شنأ غر السبال

لم يرو هذين البيتين الأصمعى، ورواهما أبو عمرو وأبو عبد الله. وغزية: امرأة. والزيال: المفارفة. والشنأ: الأعداء، واحدهم شانئ وهو المبغض. وغر: بيض، وأنشد لزهير بن جناب:

في آل مرة شنأ

لى قد علمت وآل مرّه

سادات قومهم الأولى

من وائل وأولى بحرّه

ولكلهم أعددت تيـ

ـاحا تمرّ له الأجرّه

الأجرّة: جمع جرير. وتياح: فرس سريع. ومرة بن ذهل بن شيبان الخ.

(2)

قال السكرى: هذا البيت أوّلها في رواية الأصمعي.

(3)

روى هذا البيت في السكرى هكذا:

أسرّك لو قتلت بأرض فهم

وهل لك لو قتلت غزىّ مال

وفى شرحه قال ما نصه: هكذا روى الأصمعى على الإكفاء. ورواه كذلك أبو عمرو بالرفع في قوله "مالى":

تؤمل أن تصار بأرض فهم

وهل لك لو قتلت غزى مالى

أي هل يكون لك مالى. اهـ. ملخصا.

ص: 113

بَجيلة دونَها ورِجالُ فَهْمٍ

وهل لكِ لو قُتِلتُ غَزِىَّ مالِى (1)

"وقال بعضُهم: أكفأ ولم يُرِد الإضافةَ إلى نفسه".

بَجيلة أي هم وراءها بينى وبينهم. قال الأصمعىّ: قوله هل لكِ مالٌ لو قُتِلتُ يا غَزِيّة، إنّما يرِثُنى أهل.

فإِما تَثقَفونى (2) فاقتلونى

وإن أَثقَف فسوف ترَونَ بالِى

يقول: إنْ قُدِر لكم أن تصادِفونى فاقتلوني. يقال: ثَقِفْته، أي قُيِّض لي وثقِفْتُه: صادفتُه. ومن أثقف (3) أي ومن أثقفه منكم.

فأبرَح غازِيا أَهدِى رَعِيلًا

أَؤُمّ سَوادَ طَوْدٍ ذى نِجالِ (4)

(1) ورد هذا البيت في السكرى هكذا:

بجيلة دوننا ورجال فهم

وكل قد أناب إلى ابتهال

وفسره فقال: ابتهال: اجتهاد من غير دعاء. وابتهل في الدعاء اجتهد. وأناب: رجع. ودونها: أراد وراءها. الخ.

(2)

في رواية: "فإن أثقفتمونى".

(3)

هذه رواية أخرى للبيت كما يستفاد من شرح (السكرى) وقال في شرح هذا البيت ما نصه: إن قدّر لكم أن تصادفونى فاقتلوني، يقال: أثقفته أي قيض لي، وثقفنه: صادفته. ويروى: "ومن أثقف" أي من أثففه منكم فسوف أقتله.

(4)

شرح السكرى هذا البيت فقال: فأبرح، يريد فلا أبرح. والرعيل: الجماعة. وأؤم: أقصد. وطود: جبل. والنجال: ما يستنجل من الأرض. أي يخرج منها. ورواه أبو عمرو "ذى نقال" يعنى ثنابا متصلا بعضها ببعض، الواحد نقيل ومنقل، والجمع مناقل، وأورد السكرى بعد هذا البيت بيتا آخر لم يرد في الأصل، وهو:

ويبرح واحد واثنان صحبى

ويوما في أضاميم الرجال

وفي شرحه قال: أضاميم: جماعات، واحدها إضمامة، وإضمامة الكتب، وإضبارة الكتب. (اهـ ملخصا).

ص: 114

فأبَرح، يريد لا أزال غازيا أَهدِى رَعيلا، أي أكون أوّلهم، أؤمّ: أقصِد. سَوادَ طَوْد. والطود: الجبل. ذى نِجال، أراد قوما في جبل يَقصِد إليهم، أي فلا أزال أطلبه، والنِّجال: الواحد نَجْل وهو النَّزُّ يجرِى على وجهِ الأرض.

بفِتيانٍ عَمارِطَ من هُذَيلٍ

هم يَنْفُونَ آناسَ الحِلال (1)

العُمْروط: الذي ليس له شيء. وقوله: يَنْفونَ آناسَ الحِلال، أي أنهم يمرّون بالأَنَس الذين هم حَلّةٌ عظيمة فيَهْرُبون من خوفهم. الحَلَّة: الموضع الذي يُنزَل، والِحلّة: القوم الذين يَنزِلون فيه.

وأبرحُ في طَوالِ الدّهرِ حتى

أقيَم نِساءَ بَجلةَ بالنِّعالِ (2)

طَوال الدهر: طُول الدهر. وبَجْلة: من بنى سُلَيم، يعني في المأتَم.

(1) العمارط: الذين لا يتركون شيئا إلا أخذوه، واحدهم عمروط كعصفور. وشرح السكرى هذا البيت فقال: ينفون: يطردون. وآناس: جمع أنس. وحلال: جمع صلة (بكسر الحاء وتشديد اللام) وهي المحلة، أي يغيرون عليهم فيهربون. وتطلق الحلة على الناس أيضا. ورواه أبو عمرو:"يحثون الأنيس من الحلال" وفسره فقال: الحث: القتل. (اهـ ملخصا).

(2)

قوله: "بالنعال" أي يضربن بها صدورهنّ على قتلاهنّ، أي أقتلهم فتنوح نساؤهم ويضربن بالنعال وجوههنّ وصدورهنّ، وهكذا كنّ يلطمن في الجاهلية. وقد تقدّم هذا المعنى فى قول عبد مناف ابن ربع الهذلى:

إذا تأوب نوح قامتا معه

ضربا أليما يسبت يلعج الجلدا

انظر القسم الثانى من ديوان الهذليين صفحة 39 طبع دار الكتب المصرية. وزاد السكرى بعد هذا البيت بيتا آخر لم يرد في الأصل، وهو:

بجيلة ينذرون دمى وفهم

فذلك حالهم أبدا وحالى

ص: 115

على أن قد تَمنّانى ابنُ تُزنَى

فغَيرِي ما تَمَنَّ مِن الرجال (1)

(ما) صِلة، يريد تَمنّاني من الرجال. ابنُ تُرْنى: لَقبٌ يُلَقَّبُ به.

تَمنّانى وأبيضَ مَشرَفِيّا

أُشاحَ الصَّدرِ أُخْلِص بالصِّقالِ (2)

يقول: السيف منّى بمَوضع الوِشاح من الصَّدر.

وأسَمرَ مُجْنَأً مِن جِلْدِ ثورٍ

أصَمَّ مُفلِّلا ظُبَةَ النِّبالِ (3)

أسمَر، يعني تُرسا. مُجْنأ: أحدَب. أصمّ: ليس فيه خِلَل. مفلِّل: يكسِر حَدِّ النبال.

(1) قال في شرح السكرى: إذا ذمّ الرجل الرجل قال له: يا ابن ترنى ويا ابن فرتنى، وهو شتم للمرأة خاصة. وقوله:"فغيرى ما تمن" أراد فغيرى ممنى و"ما" صلة، وزاد السكرى بعد هذا البيت بيتا آخر، وهو:

فلا تتمنى وتمن جلفا

جراهمة هجفًا كالخيال

جراهمة: ضخم. والهجف: الذي لا لب له، كالخيال أي لا غناء عنده. (أهـ ملخصا من السكرى).

(2)

في رواية: "وشاح الصدر" ووشاح وأشاح سواء، يقول: هو مني بمكان وشاحى يعنى سيفي. والمشرف: منسوب إلى المشارف، وهى قرى للعرب تدنو من الريف. وأورد السكرى بد هذا البيت بيتا آخر، وهو:

وشجرا كالرماح مسيرات

كسين دواخل الريش النسال

وفسره فقال: شجر: نصال عراض الأوساط، الواحد أشجر. والنسال بضم النون مشّدة: التى قد نسلت رواه أبو عمرو وحده.

(3)

فى رواية:

وأسمر مجنأ من جلد ثور

أصم مفللا ظبة النصال

بالرفع قوله "وأسمر مجنأ"، وشرحه السكرى فقال: أسمر يعني ترسا. والمجنأ: المقبب المحدودب. والأصم: الذى لا خلل فيه. والظبة: الحد. ويفللها: يكسرها. والنصال: جمع نصل. يقول: يكسر حد النصال (اهـ ملخصا).

ص: 116

وإيفاقى بسَهْمِى ثم أَرْمِى

وإلّا فالأباءَة فاشتمِالى (1)

الإيفاق: أن بضع الوَتَرَ في فُوق السَّهم. وقولُه: وإلّا فالأبامة فاشتمالى، هو أن يَهوِىَ بيَدِه إلى السّيف. والمعنى (2) إنما هو رَمْيٌ، فإن لم يكن رَمْيٌ فإنما هو بقَدْر ما أهوِى بيدِى إلى السيف. يقول: إلّا بقَدْر اشتماله على الثّوب.

مَنَتْ لكَ أن تُلاقِيَنى المنَايا

أُحادَ أُحادَ في الشَّهرِ الحَلالِ (3)

مَنتْ لك: قَدَّرَتْ لك الأقدارُ أن تكون واحدا وأما أكونَ واحدا في الشهر الحَلال.

وما لَبْثُ القِتالِ إذا التَقَيْنا

سِوَى لَفْتِ اليَمينِ على الشمال (4)

اللَّفت: الَّلىِّ.

(1) روى هذا البيت فى السكرى هكذا:

فإيفاقى بسهم ثم أرمى

وإلا فالأباءة فاستلالى

وشرحه فقال: الإيفاق أن يوضع الفوق في الوتر. والأباءة أن يردّ يده، يقال: أباء يده أي ردّها إلى قائم سيفه ليأخذه، وأصل هذا أن يذهب بيده إلى السيف. والمعنى إنما هو رمى، فإن لم يكن معى رمى فإنما هو يقتدر ما أهوى بيدي إلى السيف، أي أردّ يدى إلى خلفى، وهذه لغة لهم ليست لغيرهم. (اهـ ملخصا).

(2)

ورد فى الأصل فوق هذه الكلمة قوله: "ومعناه" ورسم فوقها "خ".

(3)

قوله: "حلال" أي ليس بحرام، يريد الدعاء، كأنه يدعو أن يقدّر ذلك. ونصب "احاد" على الحال أي واحدا واحدا. ورواه أبو عمرو "احم الله ذلك من لقاء" أي قدّر الله أن ألقاك وحدى ووحدك (أهـ ملخصا من شرح السكرى).

(4)

فى رواية: "سوى رجع اليمين على الشمال".

ص: 117

يَسُلّون السيوفَ ليَقْتلونى

وقد أَبطنْتُ مُحْدَلةً شِمالى

المُحْدَلة: القوس التى عُطِفَتْ سِيَتاها. والرجل مُحْدَل (1). أَبطنتهُا: جعلتُها في باطنِ شِمالى.

وفي قَعْرِ الكْانةِ (2) مُرْهَفاتٌ

كأنّ ظُباتِها شَوْكُ السِّبالِ

مُرهَفات: حِداد (3). والسِّبال: شجرٌ له شَوْك.

وصَفْراء البُراية فَرْع نَبْعٍ

مُسَنَّمة على وَرْكٍ حُداِل (4)

حُدال: مُجَدلة. وقال بعضُهم: يُتورَّك فيها.

فهذا ثَمَّ قد علموا مكانى

إذا اختَضَبَتْ من العَلق العَوالى (5)

العَلَق: الدم.

(1) قوله: والرجل محدل، يقال: إنه لتحادل إذا نكس رأسه وانحنى، وإنه لأحدل، وبه حدل. وحدل بفتح الحاء وكسر الدال يحدل بفتحهما حدلا إذا كان منحنيا.

(2)

الكنانة: الجعبة.

(3)

يعنى سهاما حدادا مرققات.

(4)

روى السكرى بعد هذا البيت بيتا آخر يرد في الأصل، وهو:

وصفراء البراية عود نبع

كوقف العاج من ورك حدال

وشرحه فقال: وقف: سوار. والعاج: الذبل. في ورك: أي هي من أصل شجرة. حدال أي فيها حدل، يعني فيها طمأنينة من أحد رأسيها. وقال ابن حبيب: الورك الوتر. وفسر الحدال بالمدمج. وقال الأصمعي: وركه أشد موضع فيه.

(5)

في رواية "ثم" بضم الثاء، وفسر السكرى البيت فقال: علق الدم هو ما تكبد منه. ويريد بالعوالى عوالى الرماح، وهي أعاليها.

ص: 118

ومَرْقَبةٍ يَحارُ الطَّرْفُ فيها

إلى شَمّاءَ (1) مُشْرِفِة القَذالِ

أقَمتُ بِرَيدِها يومًا طويلا

ولم أُشرِفْ بهما مثلَ الخيَالِ (2)

يقول: أَقمتُ مُستَترا لم أُشْرِف؛ لأنه انْ أَشَرفَ فُطِن به.

ومَقْعَدِ كُرْبةٍ قد كنتُ فيها

مكانَ الإصبَعَينِ من القِبالِ

يقول: توسّطتُها كما يتوسّط قِبالُ النَّعلِ الأصبَعَين.

فلستُ لِحاصِنٍ إن لم تَرَوْنِى

ببَطنِ صريحةٍ ذاتِ النِّجاِل (3)

أي فلستُ لأمٍّ حاصِنٍ، والحاصن: العفيفة. ذات النِّجال، أي النَّزّ. صريحة: اسم موضع.

وأُمِّى قَيْنةٌ إن لم تَرَوْنى

بعَوَرَشَ تحتَ (4) عَرْعَرِها الطِّوالِ

عورَش: اسم موضع.

(1) الثماء: العالية. وفي رواية: "تزل الطير" مكان "إلى شماء". وشرحه السكرى فقال: ومرقبة: أراد ورب مرقبة، يحار الطرف فيها من بعدها. والقذال: الرأس، يريد رأس المرقبة.

(2)

الريد: الحرف يندر من الجبل. يقول: أقمت منكبا ولم أقم مشرفا؛ لأنه إن أشرف أنذر بأصحابه، وقد أورد السكرى بعد هذا البيت بيتا آخر، ونصه:

ولم يشخص بها شرف ولكن

دنوت تحدر الماء الزلال

رواه أبو عبد الله وحده. يقول: لطأت كما يلطأ الحاذق ولم يشخص بها بصرى أي لم أرهب، ولكنى كنت بمنزلة الماء الذي يهتدى لمنحدره.

(3)

في رواية:

فأمى قينة إن لم ترونى

ببطن صريحة ذات النجال

(4)

في السكرى: "وسط" مكان "تحت" وشرح البيت فقال: عورش: مكان. والعرعر: شجر، وكل أمة قينة. وكل عبد قين. والقين: الحداد. والقن (بكسر القاف وتشديد النون): أن يكون آباؤه وأجداده عبيدا، وجمعه أقنان.

ص: 119

قال أبو عُبَيدة

كان ذو الكَلْب يَغْزُو فَهْما، فوضَعوا له الرَّصَد على الماء، فأخذوه وقتلوه، ثم مَرّوا بأختِه جَنوب، فقالت لهم: ما شأنُكم؟ فقالوا: إنّا طلبْنا أخاكِ عَمْرا. فقالت: لئن طلبتموه لتجِدُنّه مَنِيعا، ولئن أضَفْتموه لتجِدُنّ جَنابَه مَرِيعا، ولئن دعوتموه لتجِدُنّه سريعا. قالوا: فقد أخذناه وقتلْناه، وهذا سَلَبُه، قالت: لئن سلبتموه لا تجِدُنّ ثنّته وافية، ولا حُجْزته جافية، ولا ضالّته كافية، ولرُبّ ثَدْىٍ منكم قد افتَرشَه، ونهبٍ قد احْتَرَشه، وضِبٍّ قد اخْتَرَشه، ثم قالت جَنوبُ تَرثِى أخاها:

سألتُ بعَمرٍو أخي صَحْبَه (1)

فأَفظَعنى حين رَدُّوا السُّؤالَا

صحبه: أصحابه.

فقالوا قنلْناه فى غارةٍ

بآيِة (2) أَنْ قد وَرِثْنا النِّبالا

النِّبال: جع نَبْل.

فهلّا إذنْ قبلَ رَيْبِ المَنون

فقد كان رَجلا وكنتمْ رِجالا

قوله: رَجْلا يعنى رجُلا.

(1) في رواية: "أخا صحبة"، وفي رواية:"ردّ"، مكان (ردّوا). (السكرى).

(2)

في السكرى: "بآية ما إن" مكان قوله "بآية أن قد" والآية: العلامة. و"ما" صلة، يريد بآية أن ورثنا.

ص: 120

وقالوا أُتِيحَ له نائمًا

أَعَزُّ السِّباع عليه أَحالَا (1)

أُتِيحَ له نَمِرَا أجْبُلٍ

فنالَا لَعَمْرُكَ منه مَنالا (2)

جمع جَبل.

فأُقِسم (3) يا عمرو لو نَبَّهاك

إِذَنْ نَبَّها منكَ داءً عُضالا

الأمر العُضال يعضِل أي يشتدّ.

إذنْ نَبَّهما غيَر وِعْدِيدَةٍ

ولا طائشٍ رَعِشٍ حِين صالا

من الصيال.

إذنْ نَبَّهَما لَيْثَ عِرِّيسةٍ

مُفِيدًا مُفِيتا نُفوسًا وَمَالا (4)

العِرِّيسة: الموضع الّذى يكون به الأسد.

إذَنْ نبَّها واسِعًا ذَرعُه

جميعَ السِّلاحِ جَليدًا بُسالا

هِزَبْرًا فَرُوسًا لأقرانِه (5)

أبِيًّا إذا صاوَلَ القِرْن صالا

الهِزَبْر: اسم السَّبعُ. والفَرُوس: الّذى يَدُقّ الأعناق.

(1) أتيح له: قدر له. وأحال، أي حمل عليه فقتله وأكله.

(2)

أورد السكرى بعد هذا البيت بيتا أخر، ونصه:

أتيحا لوقت حمام المنون

فنالا لعمرك منه ونالا

(3)

في السكرى: "فأقسمت" مكان "فأقسم".

(4)

المفيت: مهلك النفوس والمال.

(5)

رواية السكرى: "لأعدائه

هصورا إذا لقى" مكان قوله: "لأقرانه

أبيا إذا صاول" وشرحه فقال: الهصر: الجذب والغمز. قال: يفرس القرن أي يدقه. ويقال: هزبره إذا قطعه. ويقال: هصرته أي كسرته. (اهـ ملخصا).

ص: 121

هُمَا مَعْ تَصرُّف رَيْبِ المَنُونْ

من الأرض رُكْنًا عَزِيزاً أَمالا (1)

هُمَا يومَ حُمَّ له يومُه

وقال أخُوفَهْم بُطْلًا وفَالا (2)

حُمَّ: أي قُدر.

وقد عَلِمتْ فَهْمُ عِندَ اللِّقاء

بأنّهمُ لك كانوا نِفالا (3)

كأنهمُ لَم يُحِسّوا به

فيُخْلُو النّساءَ له والحجالا

ولمُ ينزِلوا لَزَباتِ (4) السِّنين

به فيكونُوا عليه عيالا

اللَّزَبات: الشدائد.

وقد عَلمِ الضَّيفُ والمُرْمِلُون (5)

إذا اغبَّر أُفْقٌ وهَبّت شَمالَا

أي هبّت الريحُ شَمالا.

وخَلّتْ عن اوْلادِها المُرضعات

فلَم تَرَ عَيْنٌ لمُزْنٍ بِلالا

بِلال: بلَلَ.

(1) فى رواية: "الزمان" مكان "المنون"، وفى رواية:"ثينا" مكان "عزيزا" وريب المنون أو الزمان: أحداثه. والثبيت: الثابت (السكرى ملخصا) وفى الأصل: "فتخلو النساء" بالرفع.

(2)

يقال للرجل إذا أخطأ: قال رأيه. وقول: "هما" يعنى النمرين.

(3)

النفال: الغنائم. والنفل (محركة): الغنيمة.

(4)

في رواية: "ولم ينزلوا بمحول السنين".

(5)

في رواية: "وقد علم الضيف والمجتدون"، والمجتدون: الطالبون الجدا. والجدا: العطية. والأفق: ناحية السماء (السكرى ملخصا).

ص: 122

بأنّك كنتَ الرَّبيع المرَيع (1)

وكنتَ لمِن يَعتَفِيك الثِّمالا

المَرِيع: الواسع.

وخَرْقٍ تَجاوَزْتَ مَجهولَهُ

بوَجناءَ حَرْفٍ تَشَكَّى الكَلالا (2)

وكنتَ النهارَ به شمسُه

وكنتَ دُجى الليلِ فيه الهلالا

وخيلٍ سَرَتْ لك فُرسانُها

فَولَّوْا ولم يَستقلّوا قبالا

القِبال: شِسْع النعل.

وحَيٍّ أَبَحْتَ وحَيٍّ صَبَحْتَ

غَداةَ الهِياجِ مَنايَا عجالا (3)

الهياج: اللقاء. وعِجال: عَجَلة.

وكلّ قبيلٍ وإنْ لم تكن

أَردتَهمُ منك باتُوا وِجالا (4)

(1) في رواية:

بأنك كنت الربيع المغيث

لمن يعتريك وكنت الثمالا

وشرحه السكرى فقال: الثمال الغياث. الخ.

(2)

الخرق: الموضع ينخرق فيمضى في الفلاة. والوجناء: الغليظة. مشتق من الوجين وهو الموضع الغليظ. والحرف: الضامر، يقال: بعير حرف وناقة حرف.

(3)

في رواية:

فحيا أبحت وحيا منعت

غداة اللقاء منايا عجالا

(4)

الرجال: المتخوّفون.

ص: 123