الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال البُرَيق
-واسمه عِياض بن خُوَيلد الخُناعىّ- في رجل من بني سُلَيم، ثم من بني رِفاعة، أَسَره فأَطلقَه فلم يُثبه، فقال في ذلك (1):
واللهِ لا تَنفكّ نفسى تلومُنى
…
لدى طَرَفِ الوَعْساءِ فى الرَّجُل الجَعْدِ (2)
ولمّا ظَننتُ أنّه متعبَّط
…
دَعوْتُ بنى زيدٍ وألحفْته جَرْدِى
متعبَّط، أي مُقطَّع، يقال: عَبَّطه، أي قَطَّعه إذا اعتبطَهُ بالسيف. وكلُّ ثوب خَلَقٍ جَرْدٌ. وقوله: بني زيد، يقول: قلتُ يا بني فلان، وأَلقيتُ عليه ثوبي لأؤمّنه.
فوالله لولا نعمتى وازدرَيْتَها
…
لَلاقَيتَ ما لاقَى ابنُ صَفْوان بالنَّجْدِ
يقول: ازدريتَ نِعمتى، لم تَرَها شيئا ولم تُثِبْنى.
فإِنْ يك ظَنِّى صادِقِى يابنَ شنّةٍ (3)
…
فليس ثوابى في الجَنادِعِ (4) بالنُّكْدِ
في الجَنادع، يريد جُنْدُعا. والنُّكْد: المسئلة (5). يقول: إنْ لم يكن ظَنِّى صادقا فأَعْطوني ثَوَابي: "ولا تكفوني أنكدكم في الناس"(6).
(1) لم ترد هذه القصيدة في السكرى. وقد وردت في بقية أشعار الهذليين ص 23.
(2)
الوعس: الرمل الذي تسوخ فيه القوائم، وهو أعظم من الوعساء. والجعد هنا: الكريم. قال في تاج العروس مادة جعد: ومن المجاز رجل جعد أي كريم جواد، كناية عن كونه عربيا سخيا، لأن العرب يوصفون بالجعودة.
(3)
الشنة: العجوز البالية على التشبيه عن ابن الأعرابى.
(4)
في البقية ص 23 طبع أوربا "في الجنادات" مكان "في الجنادع".
(5)
كذا في الأصل. والذي وجدناه فيما بين أيدينا من كتب اللغة أن النكد بضم النون وسكون الكاف: قلة العطاء، وألا تهنئه من تعطيه، قال الشاعر:
وأعط ما أعطيته طيبا
…
لا خير فى المنكود والناكد
(6)
كذا في الأصل. ولعلها "ولا تلفوني" فنأمل.