الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب السابع في دعاء إبراهيم عليه الصلاة والسلام به صلى الله عليه وسلم وإعلام الله به إبراهيم وآله
قال الله سبحانه وتعالى حاكياً عن إبراهيم: رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا أي في جماعة الأمة المسلمة من أولادهما، أو هم أهل مكة رَسُولًا مِنْهُمْ من أنفسهم يعني محمدا صلى الله عليه وسلم يَتْلُوا يقرأ عَلَيْهِمْ آياتِكَ كتابك يعني القرآن وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ أي القرآن وَالْحِكْمَةَ أي مواعظه وما فيه من الأحكام، أو هي العلم والعمل وَيُزَكِّيهِمْ يطهرهم من الذّنوب ويشهد لهم بالعدالة إذا شهدوا للأنبياء بالبلاغ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الغالب الْحَكِيمُ في صنعه.
روى ابن جرير عن أبي العالية [ (1) ] رحمه الله تعالى قال: لمّا قال إبراهيم: رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ قيل له قد: استجيب لك، وهو كائن في آخر الزمان.
وروى الإمام أحمد والحاكم عن العرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا دعوة [أبي] إبراهيم وبشارة عيسى»
[ (2) ] .
وروى ابن عساكر عن عبادة بن الصامت [ (3) ] رضي الله تعالى عنه قال، قيل يا رسول الله أخبرنا عن نفسك. قال:«نعم أنا دعوة أبي إبراهيم، وكان آخر من بشّر بي عيسى ابن مريم»
[ (4) ] .
وروى الإمام أحمد وابن سعد والطبراني وابن مردويه [ (5) ] عن أبي أمامة [ (6) ] رضي الله
[ (1) ] رفيع بضم أوله مصغرا ابن مهران الرّياحي بكسر المهملة مولاهم أبو العالية البصري مخضرم إمام من الأئمة، صلى خلف عمر، ودخل على أبي بكر. عن أبيّ وعليّ وحذيفة، وعليّة وخلق. وعنه قتادة وثابت وداود بن أبي هند بصريّون وخلق. قال عاصم الأحول: كان إذا اجتمع عليه أكثر من أربعة قام وتركهم. قال مغيرة: أول من أذّن بما وراء النهر أبو العالية. قال أبو خلدة: مات سنة تسعين وهو الصحيح. الخلاصة 1/ 331.
[ (2) ] أخرجه الطبري في التفسير 1/ 435، والبيهقي في دلائل النبوة 1/ 69، وابن سعد في الطبقات 1// 1/ 96، وابن كثير في البداية والنهاية 2/ 275، والبغوي في التفسير 1/ 111.
[ (3) ] عبادة بن الصامت بن قيس الأنصاري الخزرجي، أبو الوليد المدني، أحد النقباء، بدري مشهور، مات بالرملة، سنة أربع وثلاثين وله اثنتان وسبعون، وقيل عاش إلى خلافة معاوية، التقريب 1/ 395.
[ (4) ] أخرجه ابن عساكر في التاريخ 1/ 39، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال (35479) .
[ (5) ] أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني أبو بكر، ويقال له ابن مردويه الكبير: حافظ مؤرخ مفسر، من أهل إصبهان، له كتاب «التاريخ» وكتاب في «تفسير القرآن» و «مسند» و «مستخرج» في الحديث. توفي سنة 410 هـ. الأعلام 1/ 261، وشذرات الذهب 3/ 190.
[ (6) ] صدي بن عجلان الباهلي أبو أمامة، صحابي مشهور، له مائتا حديث وخمسون حديثا. وعنه شهر بن حوشب، وخالد بن معدان، وسالم بن الجعد، ومحمد بن زياد الألهاني، وقال: كان لا يمر بصغير ولا كبير إلا سلم عليه. قال أبو اليمان مات سنة إحدى وثمانين بحمص. الخلاصة 1/ 473، 474.
تعالى عنه قال: قلت: يا رسول الله ما كان بدء أمرك؟ قال: «دعوة أبي إبراهيم، وبشّر بي عيسى ابن مريم»
[ (1) ] .
وروى ابن سعد عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: لما أمر إبراهيم بإخراج هاجر حمل على البراق، فكان لا يمرّ بأرض عذبة سهلة إلا قال: أنزل ها هنا يا جبريل؟ فيقول: لا.
حتى أتى مكة فقال جبريل: إنزل يا إبراهيم. قال: حيث لا ضرع ولا زرع؟! قال: نعم، ها هنا يخرج النبي الكريم الذي من ذرية ابنك إسماعيل الذي تتمّ به الكلمة العليا.
وروى أيضا عن محمد بن كعب القرظي [ (2) ] رحمه الله تعالى قال: لما خرجت هاجر بابنها إسماعيل تلقّاها متلقّ فقال: يا هاجر إن ابنك أبو شعوب كثيرة، ومن شعبه النبي الأميّ ساكن الحرم.
[ (1) ] أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/ 119.
[ (2) ] محمد بن كعب القرظي المدني ثم الكوفي أحد العلماء. عن أبي الدرداء مرسلا وعن فضالة بن عبيد وعائشة وأبي هريرة. وعنه ابن المنكدر، ويزيد بن الهاد والحكم بن عتيبة. قال ابن عون: ما رأيت أحدا أعلم بتأويل القرآن من القرظي. وقال ابن سعد: كان ثقة ورعا كثير الحديث قيل: مات سنة تسع عشرة ومائة. وقيل: سنة عشرين. الخلاصة 2/ 453.