المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الباب الثالث عشر في أقوال العلماء في عمل المولد الشريف واجتماع الناس له وما يحمد من ذلك وما يذم - سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد - جـ ١

[الصالحي الشامي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة المؤلف

- ‌[فهارس أبواب الكتاب]

- ‌جماع أبواب بعض الفضائل والآيات الواقعة قبل مولده صلى الله عليه وسلم

- ‌الباب الأول في تشريف الله تعالى له صلى الله عليه وسلم بكونه أول الأنبياء خلقا

- ‌تنبيهان

- ‌الباب الثاني في خلق آدم وجميع المخلوقات لأجله صلى الله عليه وسلم

- ‌الباب الثالث في تقدم نبوته صلى الله عليه وسلم على نفخ الروح في آدم صلى الله عليهما وسلم

- ‌تنبيهان

- ‌الباب الرابع في تقدم أخذ الميثاق عليه، زاده الله تعالى شرفاً وفضلاً لديه

- ‌الباب الخامس في كتابة اسمه الشريف مع اسم الله تعالى على العرش وسائر ما في الملكوت وما وجد على الحجارة القديمة من نقش اسمه صلى الله عليه وسلم

- ‌الباب السادس في أخذ الميثاق على النبيين، آدم فمن دونه من الأنبياء أن يؤمنوا به صلى الله عليه وسلم وينصروه إذا بعث فيهم

- ‌الباب السابع في دعاء إبراهيم عليه الصلاة والسلام به صلى الله عليه وسلم وإعلام الله به إبراهيم وآله

- ‌الباب الثامن في بعض ما ورد في الكتب القديمة من ذكر فضائله صلى الله عليه وسلم ومناقبه العظيمة

- ‌الباب التاسع فيما أخبر به الأحبار والرهبان والكهان بأنه النبي المبعوث في آخر الزمان

- ‌تنبيهات

- ‌تفسير الغريب

- ‌تفسير الغريب

- ‌الباب العاشر في بعض منامات رئيت تدل على بعثته صلى الله عليه وسلم

- ‌تفسير الغريب

- ‌الباب الحادي عشر فيما وجد من صورة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مقرونة بصور الأنبياء قبله صلى الله عليه وسلم

- ‌تفسير الغريب

- ‌جماع أبواب بعض فضائل بلده المنيف ومسقط رأسه الشريف زاده الله تعالى فضلاً وشرفاً

- ‌الباب الأول في بدء أمر الكعبة المشرفة

- ‌تفسير الغريب

- ‌الباب الثاني في عدد المرات التي بنيها البيت

- ‌الأولى: عمارة الملائكة

- ‌المرة الثانية: عمارة آدم صلى الله عليه وسلم

- ‌المرة الثالثة: عمارة أولاد آدم صلى الله عليه وسلم

- ‌المرة الرابعة: عمارة سيدنا إبراهيم وإسماعيل صلى الله عليهما وسلم

- ‌تنبيه في بيان غريب ما سبق

- ‌المرة الخامسة والسادسة: عمارة العمالقة وجرهم

- ‌المرة السابعة: عمارة قصي بن كلاب

- ‌المرة الثامنة: عمارة قريش

- ‌المرة التاسعة: عمارة عبد الله بن الزبير [ (2) ]رضي الله عنهما

- ‌المرة العاشرة: عمارة الحجاج

- ‌الباب الثالث في أسماء البيت الشريف

- ‌الباب الرابع في بعض فضائل دخول الكعبة والصلاة فيها وآداب ذلك

- ‌الباب الخامس في فضل النظر إلى البيت الشريف

- ‌الباب السادس في بعض فضائل الحجر الأسود والمقام

- ‌ذكر ما قيل في اسوداد الحجر بعد بياضه

- ‌شهادة الحجر الأسود يوم القيامة لمن استلمه بحق

- ‌ما جاء في تقبيل النبي صلى الله عليه وسلم الحجر واستلامه له وسجوده عليه

- ‌ما جاء أن الحجر الأسود يمين الله تعالى في الأرض يصافح به عباده

- ‌الباب السابع في فضائل زمزم

- ‌تنبيهان:

- ‌ذكر بعض خواص ماء زمزم غير ما تقدم

- ‌ذكر بعض أسماء زمزم

- ‌الباب الثامن في تجديد حفر زمزم على يد عبد المطلب بن هاشم

- ‌فوائد

- ‌الباب التاسع في بعض أسماء البلد الشريف والحرم المنيف

- ‌الباب العاشر في ذكر حرم مكة وسبب تحريمه

- ‌الباب الحادي عشر في تعظيم مكة وحرمها، وتعظيم الذنب فيها

- ‌الباب الثاني عشر في‌‌ حج الملائكةوآدم والأنبياء وتعظيمهم للحرم

- ‌ حج الملائكة

- ‌حج آدم صلى الله عليه وسلم

- ‌حج إبراهيم وإسماعيل وإسحاق صلّى الله وسلم عليهم

- ‌حج موسى ويونس صلى الله عليهما وسلّم

- ‌حج الأنبياء عليهم الصلاة والسلام غير من سمي

- ‌حج بني إسرائيل وغيرهم

- ‌حج ذي القرنين رضي الله تعالى عنه

- ‌حج عيسى صلى الله عليه وسلم بعد نزوله وأصحاب الكهف

- ‌الباب الثالث عشر في قصة إهلاك أصحاب الفيل

- ‌تنبيهات

- ‌جماع أبواب نسبه الشريف صلى الله عليه وسلم

- ‌الباب الأول في فضل العرب وحبهم

- ‌الباب الثاني في طهارة أصله وشرف مجده صلى الله عليه وسلم غير ما تقدم

- ‌الباب الثالث في سرد أسماء آبائه إلى آدم صلى الله عليه وسلم

- ‌الباب الرابع في شرح أسماء آبائه صلى الله عليه وسلم وبعض أحوالهم على وجه الاختصار

- ‌تفسير الغريب

- ‌تفسير الغريب

- ‌تفسير الغريب

- ‌تفسير الغريب

- ‌الباب الخامس

- ‌جماع أبواب مولده الشريف صلى الله عليه وسلم

- ‌الباب الأول في سبب تزويج عبد المطلب ابنة عبد الله امرأة من بني زهرة

- ‌الباب الثاني في حمل آمنة برسول الله صلى الله عليه وسلم وما وقع في ذلك من الآيات

- ‌تنبيهان

- ‌الباب الثالث في وفاة عبد الله بن عبد المطلب

- ‌تفسير الغريب

- ‌الباب الرابع في تاريخ مولده صلى الله عليه وسلم ومكانه

- ‌الأول: في بيان يومه، وشهره، وعامه

- ‌الفصل الثاني: في مكانه:

- ‌الباب الخامس في إخبار الأحبار وغيرهم بليلة ولادته صلى الله عليه وسلم

- ‌الباب السادس في وضعه صلى الله عليه وسلم والنور الذي خرج معه وتدلّي النجوم له ونزوله ساجداً على الأرض بيديه وما رأته قابلته الشفاء أم عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه من الآيات

- ‌تنبيهات

- ‌الباب السابع في انفلاق البرمة حين وضع صلى الله عليه وسلم تحتها

- ‌الباب الثامن في ولادته صلى الله عليه وسلم مختوناً مقطوع السرة

- ‌الباب التاسع في مناغاته صلى الله عليه وسلم للقمر في مهده وكلامه فيه

- ‌الباب العاشر في حزن إبليس وحجبه من السموات وما سمع من الهواتف لما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الباب الحادي عشر في انبثاق دجلة وارتجاس الإيوان وسقوط الشرفات وخمود النيران وغير ذلك مما يذكر

- ‌تفسير الغريب

- ‌الباب الثاني عشر في فرح جده عبد المطلب به صلى الله عليه وسلم وتسميته له محمداً

- ‌الباب الثالث عشر في أقوال العلماء في عمل المولد الشريف واجتماع الناس له وما يحمد من ذلك وما يذم

- ‌جماع أبواب رضاعه صلى الله عليه وسلم وزاده شرفا وفضلا

- ‌الباب الأول في مراضعه صلى الله عليه وسلم

- ‌الباب الثاني في إخوته صلى الله عليه وسلم من الرضاعة

- ‌الباب الثالث في إسلام السيدة حليمة وزوجها رضي الله تعالى عنهما

- ‌الباب الرابع في سياق قصة الرضاع وما وقع فيها من الآيات

- ‌تنبيهات

- ‌جماع أبواب أسمائه صلى الله عليه وسلم وكناه

- ‌الباب الأول في فوائد كالمقدمة للأبواب الآتية

- ‌الباب الثاني

- ‌الباب الثالث في ذكر ما وقفت عليه من أسمائه الشريفة صلى الله عليه وسلم وشرحها وما يتعلق بها من الفوائد

- ‌«محمّد»

- ‌ذكر ما وجد من هذا الاسم مكتوباً في الأزل منقوشاً في خواتم الأنبياء والحجارة والنبات والحيوان

- ‌تنبيهات

- ‌[حرف الالف]

- ‌«أحمد» :

- ‌تنبيه:

- ‌ تنبيه

- ‌فائدة:

- ‌«الأبر» :

- ‌«الأبطحي» :

- ‌«الأبلج» :

- ‌«الأبيض» :

- ‌الأتقى» :

- ‌تنبيه:

- ‌«الأجود» :

- ‌ أجود الناس

- ‌«الأجلّ» :

- ‌«الأجير» :

- ‌«أحاد» :

- ‌«الأحد» :

- ‌«الأحسن» :

- ‌«الأحشم» :

- ‌«أحيد» :

- ‌«الآخذ الحجزات» :

- ‌«الآخذ الصدقات» :

- ‌«أخرابا» :

- ‌«الأخشى لله» :

- ‌«آخر ماخ» :

- ‌«الأدعج» :

- ‌«الأدوم» :

- ‌«أذن خير» :

- ‌فائدة:

- ‌«الأرجح» :

- ‌«أرجح الناس عقلا» :

- ‌«الأرحم» :

- ‌«أرحم الناس بالعيال» :

- ‌«الأزجّ» :

- ‌«الأزكى» :

- ‌«الأزهر» :

- ‌«الأسد» :

- ‌«أشجع الناس» :

- ‌«الأشدّ حياءً من العذراء في خدرها» :

- ‌«الأشنب» :

- ‌«الأصدق» :

- ‌ أصدق الناس لهجة

- ‌«الأطيب» :

- ‌«الأعزّ» :

- ‌«الأعظم» :

- ‌«الأعلى» :

- ‌«الأعلم بالله» :

- ‌«الأغرّ:

- ‌«أفصح العرب» :

- ‌«أكثر الأنبياء تبعاً» :

- ‌«الأكرم» :

- ‌«أكرم الناس»

- ‌«أكرم ولد آدم» :

- ‌«الإكليل» :

- ‌«الأمجد» :

- ‌«الآمر الناهي» :

- ‌ الإمام

- ‌«إمام الخير» :

- ‌إمام المتقين

- ‌«إمام العالمين» :

- ‌إمام العاملين:

- ‌«إمام النبيين»

- ‌«إمام الناس» :

- ‌«الأمان» :

- ‌«الأمنة» :

- ‌«الأمّة» :

- ‌الم. المر. المص

- ‌«الألمعي» :

- ‌«الآمن» :

- ‌«الأمين» :

- ‌ الأمي

- ‌تنبيه:

- ‌«أنعم الله» :

- ‌«أنفس العرب» :

- ‌«أوفى الناس ذماماً» :

- ‌«الأنور المتجرّد» :

- ‌«الأوّاه» :

- ‌«الأوسط» :

- ‌‌‌«الأولى» :

- ‌«الأول

- ‌«الآخر» :

- ‌أول شافع

- ‌أول مشفّع»

- ‌«أول الرسل خلقاً»

- ‌«أول المسلمين» :

- ‌«أول من تنشق عنه الأرض» :

- ‌«أول المؤمنين» :

- ‌«آية الله» :

- ‌حرف الباء

- ‌«البارع» :

- ‌«البارقليط» :

- ‌«الباطن» :

- ‌«البالغ»

- ‌«البيان» :

- ‌«الباهر» :

- ‌ البدر

- ‌«الباهي» :

- ‌«البحر» :

- ‌«البدء» :

- ‌«البديع» :

- ‌«البرّ» :

- ‌البرقليطس:

- ‌«البرهان» :

- ‌«البشر» :

- ‌«بشرى عيسى» :

- ‌فائدة:

- ‌«بمأذبمأذ» :

- ‌«البليغ» :

- ‌«البهاء» :

- ‌«البهيّ» :

- ‌«البيّنة» :

- ‌«البيان» :

- ‌حرف التاء

- ‌«التالي» :

- ‌«التّذكرة» :

- ‌«التقي» :

- ‌«التلقيط» :

- ‌«التنزيل» :

- ‌«التّهامي» :

- ‌حرف الثاء

- ‌«ثاني اثنين» :

- ‌«الثّمال» :

- ‌حرف الجيم

- ‌«الجامع»

- ‌«الجبّار» :

- ‌«الجد» :

- ‌ الجليل

- ‌«الجهضم» :

- ‌‌‌«الجواد» :

- ‌«الجواد» :

- ‌حرف الحاء المهملة

- ‌«الحاتم» :

- ‌«الحاشر» :

- ‌تنبيه:

- ‌«حاط حاط» :

- ‌«الحافظ» :

- ‌«الحاكم» :

- ‌«الحامد» :

- ‌«الحامي» :

- ‌«الحائد لأمته من النار» :

- ‌«حبيب الله» :

- ‌«حبيب الرحمن» :

- ‌«حبنطى» :

- ‌«الحجازي» :

- ‌«حجة الله على الخلائق» :

- ‌«الحجة البالغة» :

- ‌«حرز الأميين» :

- ‌«الحرميّ» :

- ‌«الحريص» :

- ‌«الحريص على الإيمان» :

- ‌«حزب الله» :

- ‌«الحسيب» :

- ‌‌‌«الحفيظ» :

- ‌«الحفي

- ‌«الحق» :

- ‌فائدة:

- ‌«الحكم» :

- ‌«الحكيم» :

- ‌«الحليم» :

- ‌«الحلاحل» :

- ‌«الحمّاد» :

- ‌«حمّطايا» :

- ‌الحمد «الحميد» :

- ‌«حم. عسق» :

- ‌«الحنان» :

- ‌«الحنيف» :

- ‌‌‌«الحيي» :

- ‌«الحي

- ‌حرف الخاء المعجمة

- ‌‌‌«الخاتم» :

- ‌«الخاتم» :

- ‌«الخازن لمال الله» :

- ‌«الخاشع» :

- ‌«الخاضع» :

- ‌«الخافض» :

- ‌«الخالص» :

- ‌«الخبير» :

- ‌«خطيب النبيين» :

- ‌«خطيب الأمم» :

- ‌«خطيب الوافدين على الله تعالى» :

- ‌«الخليل»

- ‌«خليل الرحمن» :

- ‌«خليل الله» :

- ‌تنبيه:

- ‌«الخليفة» :

- ‌«خليفة الله» :

- ‌«الخير» :

- ‌«خير الأنبياء» :

- ‌ خير الناس

- ‌خيرة الله:

- ‌«خير البرية» :

- ‌«خير العاملين»

- ‌«خير خلق الله»

- ‌«خير هذه الأمة» :

- ‌حرف الدال المهملة

- ‌«دار الحكمة» :

- ‌«الداعي إلى الله» :

- ‌تنبيه:

- ‌«الدامغ» :

- ‌«الداني» :

- ‌«الدعوة» :

- ‌«دعوة إبراهيم» :

- ‌«دعوة النبيين»

- ‌«دليل الخير» :

- ‌«دهتم» :

- ‌حرف الذال المعجمة

- ‌«الذاكر» :

- ‌«الذخر» :

- ‌«الذكّار» :

- ‌ذكر الله

- ‌«الذّكر» :

- ‌«ذو الجهاد» :

- ‌«ذو الحطيم» :

- ‌«ذو الحوض المورود» :

- ‌«ذو الخلق العظيم» :

- ‌«ذو السيف» :

- ‌«ذو السّكينة» :

- ‌«ذو الصراط المستقيم»

- ‌«ذو طيبة» :

- ‌«ذو العزة»

- ‌«ذو العطايا» :

- ‌«ذو الفتوح» :

- ‌«ذو الفضل» :

- ‌«ذو المدينة» :

- ‌«ذو المعجزات» :

- ‌«ذو القضيب» :

- ‌«ذو القوة» :

- ‌«ذو المقام المحمود» :

- ‌«ذو الميسم» :

- ‌«ذو الهراوة» :

- ‌«ذو الوسيلة» :

- ‌فائدة:

- ‌حرف الراء المهملة

- ‌«الراجي» :

- ‌«الراضع» :

- ‌«الراضي» :

- ‌«الراغب» :

- ‌«الرافع» :

- ‌«راكب البراق» :

- ‌«راكب البعير» :

- ‌«راكب الجمل» :

- ‌«راكب الناقة» :

- ‌«راكب النّجيب»

- ‌«الرّجل» :

- ‌«الرّجيح» :

- ‌«الرحب الكف» :

- ‌«رحمة الأمة»

- ‌«رحمة العالمين» :

- ‌«رحمة مهداة»

- ‌«الرؤوف الرحيم» :

- ‌«الرسول» :

- ‌«رسول الله»

- ‌«رسول الملاحم» :

- ‌«الرشيد» :

- ‌«الرّضا»

- ‌«الرضوان» :

- ‌ رضوان الله

- ‌«الرفيق» :

- ‌«الرفيع الذّكر» :

- ‌ رفيع الدرجات

- ‌«الرقيب» :

- ‌«ركن المتواضعين» :

- ‌«الرهّاب» :

- ‌«الروح» :

- ‌«روح الحق»

- ‌«روح القدس»

- ‌حرف الزاي

- ‌«الزاجر» :

- ‌«الزاهر» :

- ‌«الزاهد» :

- ‌«الزاهي» :

- ‌«زعيم الأنبياء» :

- ‌«الزكي» :

- ‌«زلف» :

- ‌«الزمزمي» :

- ‌«الزّين» :

- ‌«زين من وافى القيامة» :

- ‌حرف السين

- ‌«سابق العرب» :

- ‌«السابق بالخيرات»

- ‌«الساجد» :

- ‌«سبيل الله» :

- ‌«السَّبِط» :

- ‌«السّخيّ» :

- ‌«السّديد» :

- ‌«السراج المنير» :

- ‌«السراط المستقيم» :

- ‌«سرخليطس»

- ‌«السّريع» :

- ‌«سعد الله»

- ‌«سعد الخلائق»

- ‌«سعيد» :

- ‌«السّلام» :

- ‌«السّلطان» :

- ‌‌‌«السميع» :

- ‌«السمي

- ‌«السنا» :

- ‌السّند:

- ‌«السيّد» :

- ‌تنبيه:

- ‌«سيد الثّقلين» :

- ‌«سيّد الكونين»

- ‌«سيد ولد آدم» :

- ‌«سيد الناس» :

- ‌‌‌«السّيف» :

- ‌«السّيف» :

- ‌«سيف الإسلام» :

- ‌«سيف الله» :

- ‌حرف الشين المعجمة

- ‌«الشارع» :

- ‌«الشافع» :

- ‌«المشفّع»

- ‌«الشفيع» :

- ‌«الشافي» :

- ‌«الشاكر» :

- ‌«الشكّار» :

- ‌ الشّكور

- ‌«الشاهد» :

- ‌«الشّثن»

- ‌«الشّديد» :

- ‌«الشّدقم»

- ‌«الشريف» :

- ‌«الشفاء»

- ‌«الشمس»

- ‌«الشّهاب»

- ‌«الشّهم» :

- ‌«الشّهيد» :

- ‌حرف الصاد

- ‌«الصابر» :

- ‌«الصاحب» :

- ‌«صاحب الآيات» :

- ‌«صاحب المعجزات»

- ‌«صاحب الأزواج الطاهرات»

- ‌«صاحب البرهان»

- ‌«صاحب البيان»

- ‌«صاحب التاج» :

- ‌«صاحب التوحيد» :

- ‌«صاحب الخير»

- ‌«صاحب الدرجة العالية الرفيعة»

- ‌«صاحب الرداء»

- ‌«صاحب السجود للرب المعبود»

- ‌«صاحب السّرايا»

- ‌«صاحب الشّرع»

- ‌«صاحب العطاء»

- ‌«صاحب العلامات الباهرات»

- ‌«صاحب العلو والدرجات»

- ‌«صاحب الفضيلة»

- ‌«صاحب الفرج»

- ‌«صاحب القدم»

- ‌«صاحب المغنم»

- ‌«صاحب الحجّة» :

- ‌«صاحب الحوض المورود» :

- ‌«صاحب الكوثر» :

- ‌«صاحب الحطيم» :

- ‌«صاحب الخاتم» :

- ‌«صاحب زمزم» :

- ‌«صاحب السلطان» :

- ‌«صاحب السيف» :

- ‌لطيفة:

- ‌«صاحب الشّفاعة العظمى» :

- ‌«صاحب اللواء» :

- ‌«صاحب المحشر»

- ‌«صاحب المدرعة» :

- ‌«صاحب المشعر» :

- ‌«صاحب المعراج» :

- ‌«صاحب المقام المحمود» :

- ‌«صاحب المنبر» :

- ‌«صاحب النّعلين» :

- ‌«صاحب الهراوة» :

- ‌«صاحب لا إله إلا الله» :

- ‌«الصادع» :

- ‌«الصادق» :

- ‌«صاعد المعراج» :

- ‌«الصالح» :

- ‌«الصّبور» :

- ‌«الصّبيح» :

- ‌«الصّدوق» :

- ‌ الصدق

- ‌«الصدّيق» :

- ‌«الصراط المستقيم» :

- ‌«الصفوة» :

- ‌«الصّفوح» :

- ‌«الصّفيّ» :

- ‌«الصّنديد» :

- ‌«الصّيّن» :

- ‌حرف الضاد المعجمة

- ‌«الضابط» :

- ‌«الضارب بالحسام»

- ‌«الضارع» :

- ‌«الضّحّاك» :

- ‌«الضّحوك» :

- ‌«الضّمين» :

- ‌«الضّيغم» :

- ‌«الضّياء» :

- ‌حرف الطاء

- ‌«طاب طاب» :

- ‌«الطاهر» :

- ‌ طه

- ‌«الطّبيب»

- ‌«الطّراز المعلم» :

- ‌«طس»

- ‌«طسم»

- ‌«الطّهور» :

- ‌«الطيّب»

- ‌حرف الظاء المعجمة

- ‌«الظاهر» :

- ‌«الظّفور»

- ‌حرف العين المهملة

- ‌«العابد» :

- ‌«العادل» :

- ‌«العارف» :

- ‌ العالم

- ‌«العاضد» :

- ‌«العافي» :

- ‌«العليم» :

- ‌«العامل»

- ‌«العائل» :

- ‌«العبد» :

- ‌ عبد الله

- ‌«العدّة»

- ‌«العدل» :

- ‌«العربي» :

- ‌«العروة الوثقى» :

- ‌«العزيز» :

- ‌«العصمة»

- ‌«عصمه الله تعالى» :

- ‌«العطوف» :

- ‌«العظيم» :

- ‌«العفو»

- ‌«العفيف»

- ‌«العلامة»

- ‌العلم

- ‌«علم الإيمان»

- ‌«علم اليقين»

- ‌«العليّ»

- ‌«العماد» :

- ‌«العمدة» :

- ‌«العين» :

- ‌«وينبوع الماء»

- ‌«عين العزّ»

- ‌حرف الغين المعجمة

- ‌«الغالب» :

- ‌«الغطمطم» :

- ‌«الغفور» :

- ‌«الغني» :

- ‌«الغوث» :

- ‌«الغياث» :

- ‌حرف الفاء

- ‌«الفاتح» :

- ‌«الفارق» :

- ‌«الفارقليط» :

- ‌«الفاضل» :

- ‌«الفائق» :

- ‌«الفتّاح» :

- ‌«الفجر» :

- ‌«الفخر» :

- ‌«الفخم» :

- ‌«الفدغم» :

- ‌«الفرد» :

- ‌«الفرط» :

- ‌«الفصيح» :

- ‌«الفضل» :

- ‌ فضل الله

- ‌«الفطن» :

- ‌ الفهم

- ‌«الفلاح» :

- ‌«فاتح الكنوز»

- ‌«فئة المسلمين» :

- ‌حرف القاف

- ‌«القاري» :

- ‌«القاسم» :

- ‌«القاضي» :

- ‌«القانت» :

- ‌«القائد»

- ‌«قائد الغرّ المحجّلين»

- ‌«قائد الخير» :

- ‌«القائل» :

- ‌«القائم» :

- ‌«القتّال» :

- ‌«القتول»

- ‌«قثم» :

- ‌ قثوم

- ‌«قدم صدق» :

- ‌«قدمايا» :

- ‌«القرشيّ» :

- ‌«القريب» :

- ‌«القسم» :

- ‌«القطب» :

- ‌«القمر» :

- ‌«القويّ» :

- ‌«القيّم» :

- ‌حرف‌‌ الكاف

- ‌ الكاف

- ‌«الكافة» :

- ‌«الكافي» :

- ‌«الكامل» :

- ‌«الكثير الصمت»

- ‌«الكريم» :

- ‌«الكفيل» :

- ‌«كنديدة» :

- ‌«الكنز» :

- ‌«كهيعص» :

- ‌«الكوكب» :

- ‌حرف اللام

- ‌«اللبيب» :

- ‌«اللسان» :

- ‌«اللسن» :

- ‌«اللوذعي» :

- ‌«الليث» :

- ‌حرف الميم

- ‌«المؤتمن» :

- ‌«المؤمّل» :

- ‌«المؤمّم» :

- ‌‌‌«المؤيّد» :

- ‌«المؤيّد» :

- ‌الْمُؤْمِنِ

- ‌«الماء المعين» :

- ‌«المأمون» :

- ‌«الماجد» :

- ‌الماحي:

- ‌«ماذ ماذ» :

- ‌«المانح» :

- ‌«المانع» :

- ‌«المبارك» :

- ‌«المبرّأ» :

- ‌«المبتهل» :

- ‌«المبشّر» :

- ‌«المبعوث بالحق» :

- ‌«المبلّغ» :

- ‌«المبيح» :

- ‌المبيّن:

- ‌«المتبتّل» :

- ‌«المتبسّم» :

- ‌«المتَّبع»

- ‌«المتربّص» :

- ‌«المترحّم» :

- ‌«المتضرّع في الدعاءِ» :

- ‌«المتقن» :

- ‌«المتّقي» :

- ‌«المتلُوّ»

- ‌«المتلو عليه» :

- ‌«المتمكّن» :

- ‌«المتمّم لمكارم الأخلاق» :

- ‌«المتمّم» :

- ‌«المتهجّد» :

- ‌«المتوسط» :

- ‌«المتوكّل» :

- ‌«المتين» :

- ‌‌‌«المثبّت» :

- ‌«المثبّت» :

- ‌«المجادل» :

- ‌«المجاهد» :

- ‌«المجتبى» :

- ‌«المجتهد» :

- ‌«المجيب» :

- ‌«المجير» :

- ‌«المجيد» :

- ‌«المحجّة» :

- ‌«المحرّض» :

- ‌«المحرِّم للظّلم» :

- ‌«المحفوظ» :

- ‌«المحكّم» :

- ‌«المحرم» :

- ‌«المحلّل» :

- ‌«المحمود» :

- ‌«المحيد» :

- ‌«المخبت» :

- ‌«المخبر» :

- ‌«المختار» :

- ‌«المختص» :

- ‌«المختصّ بالقرآن» :

- ‌«المختص بآيٍ لا تنقطع» :

- ‌«المختّم» :

- ‌«المخصوص بالعزّ»

- ‌«المخصوص بالمجد»

- ‌«المخضم»

- ‌«المخلص» :

- ‌«المدثّر» :

- ‌«المدنيّ» :

- ‌«مدينة العلم» :

- ‌«المذكِّر» :

- ‌«المذكور» :

- ‌«المرء» :

- ‌«المرتجى» :

- ‌«المرتضى» :

- ‌«المرتّل» :

- ‌«المرحوم» :

- ‌«مرحمة» :

- ‌«المرسَل» :

- ‌«المرشد» :

- ‌«مرغمة»

- ‌«المرغّب» :

- ‌«المزكّي» :

- ‌«المزَّمِّل» :

- ‌«المزمزم» :

- ‌«مزيل الغمّة» :

- ‌«المسبّح» :

- ‌«المستجيب» :

- ‌«المستعيذ» :

- ‌«المستغفر من غير مأثم» :

- ‌«المستغني» :

- ‌«المستقيم» :

- ‌«المسدّد» :

- ‌«المسرى به» :

- ‌«المسعود» :

- ‌«المسلّم» :

- ‌«المسيح» :

- ‌«المشاور» :

- ‌«المشذّب» :

- ‌«المشرّد» :

- ‌«المشفّع» :

- ‌«المشفوع» :

- ‌«مشقّح» :

- ‌«المشهود» :

- ‌«المشيح» :

- ‌«المشير» :

- ‌«المصافح» :

- ‌«المصارع» :

- ‌«المصباح» :

- ‌«مصحّح الحسنات» :

- ‌‌‌«المصدّق» :

- ‌«المصدّق» :

- ‌«المصدوق» :

- ‌«المصطفى» :

- ‌«المصلح» :

- ‌«المصلّى» :

- ‌«المصون» :

- ‌«المضخم» :

- ‌«المضري» :

- ‌فائدة:

- ‌«المضيء» :

- ‌«المطاع» :

- ‌«المطهر» :

- ‌«المطيع» :

- ‌«المظفّر» :

- ‌«المعروف» :

- ‌«المعزّر» :

- ‌«المعصوم» :

- ‌«المعطي» :

- ‌«المعظّم» :

- ‌«المعقّب» :

- ‌‌‌«المعلّم» :

- ‌«المعلّم» :

- ‌«معلّم أمته»

- ‌«المعلن» :

- ‌«المعلّى» :

- ‌«المعمّم» :

- ‌«المعين» :

- ‌«المغرم» :

- ‌«المغنم» :

- ‌«المغنِي» :

- ‌«المفتاح» :

- ‌«مفتاح الجنة» :

- ‌«المفخّم» :

- ‌«المفضال» :

- ‌«المفضّل» :

- ‌ المقدّس

- ‌«المفلّج» :

- ‌«المفلح» :

- ‌«المقتصد» :

- ‌«المستقيم» :

- ‌«المقتفي» :

- ‌«المقدّس» :

- ‌‌‌«المقدّم» :

- ‌«المقدّم» :

- ‌«المقرئ» :

- ‌«المقسط» :

- ‌«المقسّم» :

- ‌«لمقصوص» :

- ‌«المقَفَّي» :

- ‌«المقوّم» :

- ‌«مقيل العثرات» :

- ‌«مقيم السنّة» :

- ‌«المكتفي بالله» :

- ‌‌‌«المكرّم» :

- ‌«المكرّم» :

- ‌«المكفي» :

- ‌«المكلّم» :

- ‌«المكّي» :

- ‌«المكين» :

- ‌«الملاحمي» :

- ‌«الملاذ» :

- ‌«الملبّي» :

- ‌«الملجأ» :

- ‌«الملحمة» :

- ‌«ملقّي القرآن» :

- ‌«المليك» :

- ‌ الملك

- ‌«المليء»

- ‌«الممنوح» :

- ‌«الممنوع» :

- ‌‌‌«المنادي» :

- ‌«المنادي» :

- ‌«المنتجب بالجيم»

- ‌«المنتخب» :

- ‌«المنتصر»

- ‌«المنجد» :

- ‌«المنحمنّا» :

- ‌«المنذر» :

- ‌«المنزّل عليه»

- ‌«المنصف» :

- ‌«المنصور» :

- ‌«المنقذ» :

- ‌«منّة الله» :

- ‌«المنيب» :

- ‌«المنير» :

- ‌«المهاب» :

- ‌«المهاجر» :

- ‌«المهداة» :

- ‌«المهدي» :

- ‌«المهذّب» :

- ‌«المهيمن» :

- ‌«المورود حوضه» :

- ‌«الموصل» :

- ‌«المؤتى جوامع الكلم» :

- ‌«الموحى إليه» :

- ‌«المولى» :

- ‌«موذ موذ» :

- ‌«الموعظة» :

- ‌«الموقّر» :

- ‌«الموقن» :

- ‌«ميذ ميذ» :

- ‌«الميزان»

- ‌«الميسّر» :

- ‌«الميمّم» :

- ‌حرف النون

- ‌«النابذ» :

- ‌«الناجز» :

- ‌«الناس» :

- ‌«الناسخ» :

- ‌تنبيه:

- ‌«الناسِك» :

- ‌«الناشر» :

- ‌«الناصب» :

- ‌«الناصح» :

- ‌«ناصر الدين» :

- ‌«الناضر»

- ‌«الناطق بالحق»

- ‌«الناظر من خلفه» :

- ‌«الناهي» :

- ‌«النبي»

- ‌«نبيّ الراحة» :

- ‌«نبيّ الرحمة» :

- ‌«النبيّ الصالح» :

- ‌«نبي الأحمر»

- ‌«نبي الأسود» :

- ‌«نبيّ التوبة» :

- ‌«نبيّ الحرمين» :

- ‌«نبيّ زمزم» :

- ‌«نبيّ المرحمة» :

- ‌«نبيّ الملحمة» :

- ‌«نبيّ الملاحم» :

- ‌«النبأ» :

- ‌«النّجم» :

- ‌«النجم الثاقب» :

- ‌«النجيب» :

- ‌«النّجيد» :

- ‌«نجيّ الله تعالى» :

- ‌«الندب» :

- ‌«النذير» :

- ‌«النسيب» :

- ‌«النعمة» :

- ‌«نعمة الله»

- ‌«النَّقِيّ» :

- ‌«النقيب» :

- ‌«النّور» :

- ‌«نور الأمم» :

- ‌«نور الله الذي لا يطفأ» :

- ‌«نون» :

- ‌حرف الهاء

- ‌«الهادي» :

- ‌«الهاشمي» :

- ‌«الهجود» :

- ‌«الهدى» :

- ‌«هدية الله»

- ‌«الهمام» :

- ‌«الهمّة» :

- ‌«الهيّن» :

- ‌حرف الواو

- ‌«الواجد» :

- ‌«الواسط» :

- ‌«الواعد» :

- ‌«الواسع» :

- ‌«الواضع» :

- ‌«الواعظ» :

- ‌«الوافي» :

- ‌ الوفيّ

- ‌«الوالي» :

- ‌«الوجيه» :

- ‌«الورع» :

- ‌«الوسيم» :

- ‌«الوسيلة» :

- ‌«الوصيّ» :

- ‌«وليّ الفضل» :

- ‌«الولي» :

- ‌«الوهّاب» :

- ‌حرف الياء

- ‌«اليتيم» :

- ‌ تنبيه

- ‌«يس» :

- ‌«اليثربيّ» :

- ‌الباب الرابع في كناه صلى الله عليه وسلم وزاده شرفا وفضلاً لديه

- ‌«أبو القاسم»

- ‌«أبو إبراهيم» :

- ‌«أبو الأرامل» :

- ‌«أبو المؤمنين:

الفصل: ‌الباب الثالث عشر في أقوال العلماء في عمل المولد الشريف واجتماع الناس له وما يحمد من ذلك وما يذم

‌الباب الثالث عشر في أقوال العلماء في عمل المولد الشريف واجتماع الناس له وما يحمد من ذلك وما يذم

قال الحافظ أبو الخير السخاوي- رحمه الله تعالى- في فتاويه: عمل المولد الشريف لم ينقل عن أحد من السلف الصالح في القرون الثلاثة الفاضلة، وإنما حدث بعد، ثم لا زال أهل الإسلام في سائر الأقطار والمدن الكبار يحتفلون في شهر مولده صلى الله عليه وسلم بعمل الولائم البديعة المشتملة على الأمور البهجة الرفيعة ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ويظهرون السرور ويزيدون في المبرّات ويعتنون بقراءة مولده الكريم ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم. انتهى.

وقال الإمام الحافظ أبو الخير بن الجزريّ- رحمه الله تعالى- شيخ القرّاء: من خواصه أنه أمان في ذلك العام وبشرى عاجلة بنيل البغية والمرام.

قلت: وأول من أحدث ذلك من الملوك صاحب إربل الملك المظفّر أبو سعيد كوكوبري بن زين الدين علي بن بكتكين أحد الملوك الأمجاد والكبراء الأجواد.

قال الحافظ عماد الدين بن كثير- رحمه الله تعالى- في تاريخه: كان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً، وكان شهماً شجاعاً بطلاً عاقلاً عادلاً- رحمه الله تعالى- وأكرم مثواه. وقد صنّف الشيخ أبو الخطاب بن دحية- رحمه الله تعالى- كتاباً له في المولد سمّاه:«التنوير في مولد البشير النذير» فأجازه بألف دينار.

قال سبط بن الجوزي- رحمه الله تعالى- في مرآة الزمان: حكى من حضر سماط المظفر في بعض المولد أنه عدّ في ذلك السّماط خمسة آلاف رأس غنم شويّ وعشرة آلاف دجاجة ومائة ألف قرص ومائة ألف زبديّة أي من طعام، وثلاثين ألف صحن حلوى، قال: وكان يحضر عنده في المولد أعيان العلماء والصوفية فيخلع عليهم ويطلق لهم. وكان يصرف على المولد في كل سنة ثلاثمائة ألف دينار، وكانت له دار ضيافة للوافدين من أي جهة على أي صفة. فكان يصرف على هذه الدار في كل سنة مائة ألف دينار وكان يفتكّ من الفرنج في كل سنة بمائتي ألف دينار، وكان يصرف على الحرمين والمياه بدرب الحجاز في كل سنة ثلاثين ألف دينار، وهذا كله سوى صدقات السرّ.

وحكت زوجته ربيعة خاتون بنت أيوب أخت الملك الناصر صلاح الدين [ (1) ] أن قميصه

[ (1) ] يوسف بن أيوب بن شاذي، أبو المظفر، صلاح الدين الأيوبي، الملقب بالملك الناصر: من أشهر ملوك الإسلام. كان

ص: 362

كان من كرباس غليظ لا يساوي خمسة دراهم. قالت: فعاتبته في ذلك فقال: ألبس ثوباً بخمسة دراهم وأتصدّق بالباقي خير من أن ألبس ثوباً مثمناً وأدع الفقير والمسكين.

وقد أثنى عليه الأئمة، منهم الحافظ أبو شامة شيخ النّووي في كتابه «الباعث على إنكار البدع والحوادث» وقال: مثل هذا الحسن يندب إليه ويشكر فاعله ويثنى عليه.

قال ابن الجوزيّ: لو لم يكن في ذلك إلا إرغام الشيطان وإدعام أهل الإيمان.

وقال العلامة ابن ظفر- رحمه الله تعالى-: بل في الدرّ المنتظم: وقد عمل المحبون للنبي صلى الله عليه وسلم فرحاً بمولده الولائم-، فمن ذلك ما عمله بالقاهرة المعزّية من الولائم الكبار الشيخ أبو الحسن المعروف بابن قفل قدس الله تعالى سره، شيخ شيخنا أبي عبد الله محمد بن النعمان، وعمل ذلك قبل جمال الدين العجمي الهمذاني وممن عمل ذلك على قدر وسعه يوسف الحجّار بمصر وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحرّض يوسف المذكور على عمل ذلك.

قال: وسمعت يوسف بن علي بن زريق الشامي الأصل المصري المولد الحجّار بمصر في منزله بها حيث يعمل مولد النبي صلى الله عليه وسلم يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام منذ عشرين سنة وكان لي أخ في الله تعالى يقال له الشيخ أبو بكر الحجّار فرأيت كأنني وأبا بكر هذا بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم جالسين، فأمسك أبو بكر لحية نفسه وفرقها نصفين وذكر للنبي صلى الله عليه وسلم كلاماً لم أفهمه فقال النبي صلى الله عليه وسلم مجيباً له: لولا هذا لكانت هذه في النار. ودار إليّ وقال: لأضربنك.

وكان بيده قضيب فقلت: لأي شيء يا رسول الله؟ فقال: حتى لا تبطل المولد ولا السّنن. قال يوسف: فعملته منذ عشرين سنة إلى الآن. قال: وسمعت يوسف المذكور يقول: سمعت أخي أبا بكر الحجّار يقول: سمعت منصوراً النشّار يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام يقول لي: قل له لا يبطله. يعني المولد ما عليك ممن أكل وممن لم يأكل. قال: وسمعت شيخنا أبا عبد الله بن أبي محمد النّعمان يقول: سمعت الشيخ أبا موسى الزّرهونيّ يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فذكرت له ما يقوله الفقهاء في عمل الولائم في المولد فقال صلى الله عليه وسلم: «من فرح بنا فرحنا به» .

وقال الشيخ الإمام العلامة نصير الدين المبارك الشهير بابن الطبّاخ في فتوى بخطه: إذا أنفق المنفق تلك الليلة وجمع جمعاً أطعمهم ما يجوز إطعامه وأسمعهم ما يجوز سماعه ودفع للمسمع المشوّق للآخرة ملبوساً، كلّ ذلك سروراً بمولده صلى الله عليه وسلم فجميع ذلك جائز ويثاب

[ (-) ] أبوه وأهله من قرية دوين وهم بطن من الروادية، من قبيلة الهذانية، من الأكراد. نزلوا بتكريت، وولد بها صلاح الدين، وتوفى فيها جده شاذي. ثم ولي أبوه أيوب أعمالا في بغداد والموصل ودمشق. ونشأ هو في دمشق، وتفقه وتأدب وروى الحديث بها وبمصر والإسكندرية، وحدّث في القدس. وتوفي سنة 589 هـ. الأعلام 8/ 220، ووفيات الأعيان 2/ 376.

ص: 363

فاعله إذ أحسن القصد، ولا يختص ذلك بالفقراء دون الأغنياء، إلا أن يقصد مواساة الأحوج فالفقراء أكثر ثواباً، نعم إن كان الاجتماع كما يبلغنا عن قرّاء هذا الزمان من أكل الحشيش واجتماع المردان وإبعاد القوّال إن كان بلحية وإنشاد المشوّقات للشهوات الدنيوية وغير ذلك من الخزي والعياذ بالله تعالى فهذا مجمع آثام.

وقال الشيخ الإمام جمال الدين بن عبد الرحمن بن عبد الملك الشهير (3) بالمخلّص الكتاني- رحمه الله تعالى- مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم مبجّل مكرّم، قدّس يوم ولادته وشرّف وعظم، وكان وجوده صلى الله عليه وسلم مبدأ سبب النجاة لمن اتبعه وتقليل حظّ جهنم لمن أعدّ لها لفرحه بولادته صلى الله عليه وسلم وتمّت بركاته على من اهتدى به، فشابه هذا اليوم يوم الجمعة من حيث أن يوم الجمعة لا تسعّر فيه جهنم، هكذا ورد عنه صلى الله عليه وسلم فمن المناسب إظهار السرور وإنفاق الميسور وإجابة من دعاه ربّ الوليمة للحضور.

وقال الإمام العلامة ظهير الدين جعفر التزمنتيّ- رحمه الله تعالى-: هذا الفعل لم يقع في الصّدر الأول من السلف الصالح مع تعظيمهم وحبهم له إعظاماً ومحبةً لا يبلغ جمعنا الواحد منهم ولا ذرّة منه، وهي بدعة حسنة إذا قصد فاعلها جمع الصالحين والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وإطعام الطعام للفقراء والمساكين، وهذا القدر يثاب عليه بهذا الشرط في كل وقت، وأما جمع الرعاع وعمل السّماع والرقص وخلع الثياب على القوّال بمروديّته وحسن صوته فلا يندب بل يقارب أن يذمّ، ولا خير فيما لم يعمله السلف الصالح، فقد

قال صلى الله عليه وسلم: «لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها» .

وقال الشيخ نصير الدين أيضاً: ليس هذا من السّنن، ولكن إذا أنفق في هذا اليوم وأظهر السرور فرحاً بدخول النبي صلى الله عليه وسلم في الوجود واتخذ السماع الخالي عن اجتماع المردان وإنشاد ما يثير نار الشهوة من العشقيات والمشوّقات للشهوات الدنيويّة كالقدّ والخدّ والعين والحاجب، وإنشاد ما يشوّق إلى الآخرة ويزهد في الدنيا فهذا اجتماع حسن يثاب قاصد ذلك وفاعله عليه، إلا أن سؤال الناس ما في أيديهم بذلك فقط بدون ضرورة وحاجة سؤالٌ مكروه، واجتماع الصّلحاء فقط ليأكلوا ذلك الطعام ويذكروا الله تعالى ويصلّوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يضاعف لهم القربات والمثوبات.

وقال الإمام الحافظ أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة في كتابه: «الباعث على إنكار البدع والحوادث» قال الربيع: قال الشافعي- رحمه الله تعالى ورضي عنه-: المحدثات من الأمور ضربان: أحدهما ما أحدث مما يخالف كتاباً أو سنة أو أثراً أو إجماعاً، فهذه البدعة الضلالة. والثانية: ما أحدث من الخير مما لا خلاف فيه لواحد من هذا

ص: 364

فهي محدثة غير مذمومة، وقد قال عمر- رضي الله تعالى عنه- في قيام رمضان نعمت البدعة هذه. يعني أنها محدثة لم تكن. وإذا كانت فليس فيها ردّ لما مضى.

قلت: وإنما كان كذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على قيام شهر رمضان وفعله هو صلى الله عليه وسلم واقتدى به فيه بعض أصحابه ليلة أخرى. ثم ترك النبي صلى الله عليه وسلم فعلها بالمسجد جماعة، لما فيه من إحياء هذا الشّعار الذي أمر به الشارع وفعله والحثّ عليه والترغيب فيه. والله تعالى أعلم.

فالبدعة الحسنة متفق على جواز فعلها والاستحباب لها ورجاء الثواب لمن حسنت نيته فيها، وهي كل مبتدع موافق لقواعد الشريعة غير مخالف لشيء منها ولا يلزم من فعله محذور شرعي. وذلك نحو بناء المنابر والرّبط والمدارس وخانات السبيل وغير ذلك من أنواع البرّ التي لم تعهد في الصّدر الأول، فإنه موافق لما جاءت به الشريعة من اصطناع المعروف والمعاونة على البر والتقوى. ومن أحسن ما ابتدع في زماننا هذا من هذا القبيل ما كان يفعل بمدينة «إربل» جبرها الله تعالى، كل عام في اليوم الموافق ليوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم من الصدقات والمعروف وإظهار الزينة والسرور، فإن ذلك مع ما فيه من الإحسان إلى الفقراء مشعر بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه وجلالته في قلب فاعله وشكر الله تعالى علي من منّ به من إيجاد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أرسله رحمةً للعالمين صلى الله عليه وسلم وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

وكان أول من فعل ذلك بالموصل الشيخ عمر بن محمد الملاّ [ (1) ] أحد الصالحين المشهورين وبه اقتدى في ذلك صاحب إربل وغيرهم رحمهم الله تعالى.

وقال الشيخ الإمام العلامة صدر الدين موهوب بن عمر الجزري [ (2) ] الشافعي رحمه الله تعالى: هذه بدعة لا بأس بها ولا تكره البدع إلا إذا راغمت السّنة، وأما إذا لم تراغمها فلا تكره، ويثاب الإنسان بحسب قصده في إظهار السرور والفرح بمولد النبي صلى الله عليه وسلم.

[ (1) ] عمر بن محمد بن خضر الإربلي الموصلي، أبو حفص، معين الدين، المعروف بالملاء: شيخ الموصل. كان صالحا زاهدا عالما. له أخبار مع الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي. أمر الملك العادل نوابه في الموصل أن لا يبرموا فيها أمرا حتى يعلموا به الملّاء. وهو الذي أشار على العادل بعمارة الجامع الكبير في الموصل. وهو المعروف اليوم بالجامع النوري. قال سبط ابن الجوزي: وإنما سمي «الملاء» لأنه كان يملأ تنانير الآجر ويأخذ الأجرة فيتقوت بها، ولا يملك من الدنيا شيئاً. وصنف كتاب «وسيلة المتعبدين في سيرة سيد المرسلين» . توفي سنة 570 هـ. انظر الأعلام 5/ 60، 61.

[ (2) ] موهوب بن عمر بن موهوب بن إبراهيم الجزري، ثم المصري، القاضي صدر الدين، أبو منصور. ولد بالجزيرة في جمادى الآخرة سنة تسعين- بتقديم التاء- وخمسمائة. وأخذ عن السخاوي وابن عبد السلام وغيرهما، قال الذهبي:

وتفقه وبرع في المذهب، والأصول، والنحو، ودرس وأفتى وتخرج به جماعة. وكان من فضلاء زمانه. وولي القضاء بمصر وأعمالها دون القاهرة مدة. وقال غيره: تخرجت به الطلبة وجمعت عنه الفتاوى المشهورة به. توفي بمصر فجأة في رجب سنة خمس وستين وستمائة. ودفن بسفح المقطم. انظر الطبقات لابن قاضي شهبة 2/ 152، 153، وشذرات الذهب 5/ 320.

ص: 365

وقال في موضع آخر: هذا بدعة، ولكنها بدعة لا بأس بها، ولكن لا يجوز له أن يسأل الناس بل إن كان يعلم أو يغلب على ظنه أن نفس المسؤول تطيب بما يعطيه فالسؤال لذلك مباح أرجو أن لا ينتهي إلى الكراهة.

وقال الحافظ- رحمه الله تعالى-: أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدّها، فمن تحرّى في عمله المحاسن وتجنّب ضدّها كان بدعة حسنة ومن لا فلا. قال: وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت، وهو ما

ثبت في الصحيحين من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون عاشوراء فسألهم فقالوا: هذا يومٌ أغرق الله فيه فرعون وأنجى فيه موسى فنحن نصومه شكرا لله تعالى. فقال: «أنا أحق بموسى منكم. فصامه وأمر بصيامه» .

فيستفاد من فعل ذلك شكرا لله تعالى على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة، والشكر لله تعالى يحصل بأنواع العبادات والسجود والصيام والصدقة والتلاوة، وأيّ نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي الكريم نبيّ الرحمة في ذلك اليوم؟

وعلى هذا فينبغي أن يتحرّى اليوم بعينه حتى يطابق قصة موسى صلى الله عليه وسلم في يوم عاشوراء، ومن لم يلاحظ ذلك لا يبالي بعمل المولد في أي يوم من الشهر، بل توسّع قوم حتى نقلوه إلى أي يوم من السّنة. وفيه ما فيه.

فهذا ما يتعلق بأصل عمل المولد.

وأما ما يعمل فيه فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم ذكره من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزّهدية المحرّكة للقلوب إلى فعل الخيرات والعمل للآخرة وأما ما يتبع ذلك من السماع واللهو وغير ذلك فينبغي أن يقال ما كان من ذلك مباحاً بحيث يتعيّن السرور بذلك اليوم لا بأس بإلحاقه به، ومهما كان حراما أو مكروها فيمنع وكذا ما كان خلافاً للأولى. انتهى.

وقال شيخ القراء الحافظ أبو الخير ابن الجزري [ (1) ] رحمه الله تعالى: قد رئي أبو لهب بعد موته في النوم فقيل له: ما حالك؟ فقال: في النار إلا أنه يخفّف عني كل ليلة اثنين وأمصّ

[ (1) ] محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف، أبو الخير، شمس الدين، العمري الدمشقي ثم الشيرازي الشافعي، الشهير بابن الجزري: شيخ الإقراء في زمانه. من حفاظ الحديث. ولد ونشأ في دمشق، وابتنى فيها مدرسة سماها «دار القرآن» ورحل إلى مصر مرارا، ودخل بلاد الروم، وسافر مع تيمورلنك إلى ما وراء النهر. ثم رحل إلى شيراز فولي قضاءها. ومات فيها. نسبته إلى «جزيرة ابن عمر» . من كتبه «النشر في القراآت العشر» ، و «غاية النهاية في طبقات القراء» اختصره من كتاب آخر له اسمه «نهاية الدرايات في أسماء رجال القراآت» و «التمهيد في علم التجويد» توفي سنة 883 هـ. انظر الأعلام 7/ 45.

ص: 366

من بين إصبعيّ هاتين ماءً بقدر هذا- وأشار لرأسي إصبعيه- وإن ذلك بإعتاقي لثويبة عند ما بشّرتني بولادة محمد صلى الله عليه وسلم وبإرضاعها له. فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمّه جوزي في النار لفرحه ليلة مولد محمد صلى الله عليه وسلم فما حال المسلم الموحّد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ببشره بمولده وبذل ما تصل إليه قدرته في محبته؟ لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنة النعيم.

وذكر نحوه الحافظ شمس الدين محمد بن ناصر الدين الدمشقي- رحمه الله تعالى- ثم أنشد:

إذا كان هذا كافرٌ جاء ذمّه

وتبّت يداه في الجحيم مخلّدا

أتى أنّه في يوم الاثنين دائماً

يخفّف عنه بالسّرور بأحمدا

فما الظّنّ بالعبد الذي كان عمره

بأحمد مسروراً ومات موحدا

وقال شيخنا- رحمه الله تعالى- في فتاويه: عندي أن أصل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما وقع في مولده من الآيات ثم يمدّ لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها، لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف.

قال: وقد ظهر لي تخريجه على أصل صحيح غير الذي ذكره الحافظ، وهو ما رواه البيهقي عن أنس- رضي الله تعالى عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد النبوة مع أنه ورد أن جده عبد المطلب عقّ عنه في سابع ولادته، والعقيقة لا تعاد مرة ثانية، فيحمل ذلك على أن هذا فعله صلى الله عليه وسلم إظهاراً للشكر على إيجاد الله تعالى إياه رحمةً للعالمين وتشريعاً لأمته صلى الله عليه وسلم، كما كان يصلي على نفسه لذلك، فيستحب لنا أيضاً إظهار الشكر بمولده صلى الله عليه وسلم بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات والمسرّات.

وقال في شرح سنن ابن ماجه: الصواب أنه من البدع الحسنة المندوبة إذا خلا عن المنكرات شرعاً. انتهى.

ويرحم الله تعالى القائل:

لمولد خير العالمين جلال

لقد غشي الأكوان منه جمال

فيا مخلصاً في حقّ أحمد هذه

ليالٍ بدا فيهنّ منه هلال

فحقّ علينا أن نعظّم قدره

فتحسن أحوالٌ لنا وفعال

فنطعم محتاجاً ونكسو عارياً

ونرفد من أضحى لديه عيال

ص: 367

فتلك فعال المصطفى وخلاله

وحسبك أفعالٌ له وخلال

لقد كان فعل الخير قرّة عينه

فليس له فيما سواه مجال

والقائل أيضاً:

يا مولد المختار أنت ربيعنا

بك راحة الأرواح والأجساد

يا مولداً فاق الموالد كلّها

شرفاً وساد بسيّد الأسياد

لا زال نورك في البريّة ساطعاً

يعتاد في ذا الشّهر كالأعياد

في كل عام للقلوب مسرّةٌ

بسماع ما نرويه في الميلاد

فلذاك يشتاق المحبّ ويشتهي

شوقاً إليه حضور ذا الميعاد

وزعم الإمام العلامة تاج الدين الفاكهاني المالكي- رحمه الله تعالى- أن عمل المولد بدعة مذمومة وألّف في ذلك كتابا قال فيه: الحمد لله الذي هدانا لاتباع سيد المرسلين، وأيّدنا بالهداية إلى دعائم الدّين، ويسّر لنا إتباع آثار السلف الصالحين، حتى امتلأت قلوبنا بأنواع علم الشرع وقواطع الحق المبين، وطهّر سرائرنا من حدث الحوادث والابتداع في الدين. أحمده على ما من به من أنوار اليقين، وأشكره على ما أسداه من التمسك بالحبل المتين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله سيد الأولين والآخرين. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه أمهات المؤمنين صلاة دائمة إلى يوم الدين.

أما بعد: فقد تكرر سؤال جماعة من المباركين عن الاجتماع الذي يعمله بعض الناس في شهر ربيع الأول ويسمونه المولد: هل له أصلٌ في الشرع أو هو بدعة حدثت في الدين؟

وقصدوا الجواب عن ذلك مبيّناً والأيضاًح عنه معيّناً. فقلت وبالله التوفيق: ما أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين المتمسّكون بآثار الصالحين المتقدمين، بل هو بدعة أحدثها البطّالون، وشهوة نفس اعتنى بها الأكّالون، بدليل أنا أدرنا عليه الأحكام الخمسة قلنا: إما أن يكون واجباً، أو مندوباً، أو مباحاً، أو مكروهاًَ أو محرّماً. وليس بواجب إجماعاً، ولا مندوباً، لأن حقيقة المندوب ما طلبه الشرع من غير ذمّ على تركه، وهذا لم يأذن فيه الشرع ولا فعله الصحابة ولا التابعون المتديّنون فيما علمت. وهذا جوابي عنه بين يدي الله تعالى إن عنه سئلت. ولا جائز أن يكون مباحاً لأن الابتداع في الدين ليس مباحاً بإجماع المسلمين، فلم يبق إلا أن يكون مكروهاً أو حراماً وحينئذ يكون الكلام فيه في فصلين والتفرقة بين حالين: أحدهما: أن يعمله رجل من عين ماله لأهله وأصحابه وعياله لا يجاوزون ذلك الاجتماع على أكل الطعام ولا يقترفون شيئاً من الآثام

ص: 368

فهذا الذي وصفناه بأنه بدعة مكروهة وشناعة إذ لم يفعله أحد من متقدّمي أهل الطاعة الذين هم فقهاء الإسلام وعلماء الأنام سرج الأزمنة وزين الأمكنة.

والثاني: أن تدخله الجناية وتشتد به العناية حتى يعطي أحدهم الشيء ونفسه تتبعه وقلبه يؤلمه ويوجعه لما يجد من ألم الحيف، وقد قال العلماء رحمهم الله تعالى: أخذ المال بالحياء كأخذه بالسيف، لا سيّما إن انضاف إلى ذلك شيء من الغناء من البطون الملأى بآلات الباطل من الدّفوف والشّبّابات واجتماع الرجال مع الشباب المرد والنساء الغانيات إما مختلطات بهن أو متشرّفات والرقص بالتثنّي والانعطاف والاستغراق في اللهو ونسيان يوم المخاف، وكذلك النساء إذا اجتمعن على انفرادهن رافعات أصواتهن بالتّهنيك والتّطريب في الإنشاد والخروج في التلاوة والذكر المشروع والأمر المعتاد، غافلات عن قوله تعالى: إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ وهذا الذي لا يختلف في تحريمه اثنان، ولا يستحسنه ذو المروءة الفتيان، وإنما يحلو ذلك بنفوس موتى القلوب وغير المستقيلين من الآثام والذنوب، وأزيدك أنهم يرونه من العبادات لا من الأمور المنكرات المحرّمات. فإنا لله وإنا إليه راجعون، بدأ الإسلام غريباً وسيعود كما بدأ! ولله درّ شيخنا القشيري رحمه الله تعالى حيث يقول فيما أجازناه:

قد عرف المنكر واستنكر ال

معروف في أيّامنا الصّعبة

وصار أهل العلم في وهدةٍ

وصار أهل الجهل في رتبه

حادوا عن الحقّ فما للّذي

سادوا به فيما مضى نسبه

فقلت للأبرار أهل التّقى

والدّين لما اشتدّت الكربه

لا تنكروا أحوالكم قد أتت

نوبتكم في زمن الغربة!

ولقد أحسن الإمام أبو عمرو بن العلاء رحمه الله تعالى حيث يقول: لا يزال الناس بخير ما تعجّب من العجب!.

هذا مع أن الشهر الذي ولد فيه صلى الله عليه وسلم وهو ربيع الأول هو بعينه الشهر الذي توفي فيه، فليس الفرح بأولى من الحزن فيه. وهذا ما علينا أن نقول ومن الله تعالى نرجو حسن القبول.

هذا جميع ما أورده الفاكهاني- رحمه الله تعالى- في كتابه المذكور.

وتعقبه الشيخ- رحمه الله تعالى- في فتاويه فقال: أمّا قوله: لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنّة فيقال عليه: نفي العلم لا يلزم منه نفي الوجود، وقد استخرج له إمام الحفاظ أبو الفضل بن حجر أصلاً من السنة واستخرجت أنا له أصلاً ثانياً. قلت: وتقدم ذكرهما.

وقوله بل هو بدعة أحدثها البطّالون إلى قوله: «ولا العلماء المتدينون» يقال عليه: إنما

ص: 369

أحدثه ملك عادل عالم وقصد به التقرب إلى الله تعالى، وحضر عنده فيه العلماء والصّلحاء من غير نكير منهم. وارتضاه ابن دحية- رحمه الله تعالى- وصنف له من أجله كتاباً، فهؤلاء علماء متديّنون رضوه وأقرّوه ولم ينكروه.

وقوله: «ولا مندوباً لأن حقيقة المندوب ما طلبه الشرع» يقال عليه: إن الطلب في المندوب تارةً يكون بالنصّ وتارة يكون بالقياس، وهذا وإن لم يرد فيه نص ففيه القياس على الأصلين الآتي ذكرهما.

وقوله: «ولا جائز أن يكون مباحاً لأن الابتداع في الدين ليس مباحاً بإجماع المسلمين» كلام غير مستقيم لأن البدعة لم تنحصر في الحرام والمكروه، بل قد تكون أيضاً مباحة ومندوبة وواجبة. قال النووي- رحمه الله تعالى- في «تهذيب الأسماء واللغات: البدعة في الشرع: هي ما لم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي منقسمة إلى حسنة وقبيحة» . وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام- رحمه الله تعالى- في القواعد: البدعة منقسمة إلى واجبة وإلى محرمة ومندوبة ومكروهة ومباحة. قال: والطريق في ذلك أن نعرض البدعة على قواعد الشّرع، فإذا دخلت في قواعد الإيجاب فهي واجبة، أو في قواعد التحريم فهي محرّمة، أو الندب فمندوبة، أو المكروه فمكروهة أو المباح فمباحة. وذكر لكل قسم من هذه الخمسة أمثلة منها: إحداث الرّبط والمدارس وكل إحسان لم يعهد في العصر الأول. ومنها التراويح والكلام في دقائق التصوّف وفي الجدل ومنها جمع المحافل للاستدلال في المسائل إن قصد بذلك وجه الله تعالى.

وروى البيهقي بإسناده في «مناقب الشافعي» عن الشافعي- رحمه الله تعالى- ورضي عنه قال: المحدثات من الأمور ضربان: أحدهما ما أحدث مما يخالف كتاباً أو سنة أو أثراً أو إجماعاً فهذه البدعة الضلالة والثاني: ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا. وهذه محدثة غير مذمومة. وقد قال عمر- رضي الله تعالى عنه- في قيام شهر رمضان: نعمت البدعة هذه. يعني أنها محدثة لم تكن وإذا كانت ليس فيها ردّ لما مضى. هذا آخر كلام الشافعي.

فعرف بذلك منع قول الشيخ تاج الدين: «ولا جائز أن يكون مباحاً» إلى قوله: «وهذا الذي وصفناه بأنه بدعة مكروهة» الخ لأن هذا القسم مما أحدث وليس فيه مخالفة لكتاب ولا سنة ولا أثر ولا إجماع، فهي غير مذمومة كما في عبارة الشافعي وهو من الإحسان الذي، لم يعهد في العصر الأول، فإن إطعام الطعام الخالي من اقتراف الآثام إحسان، فهو من البدع المندوبة كما في عبارة ابن عبد السلام.

وقوله: والثاني الخ هو كلام صحيح في نفسه غير أن التحريم فيه إنما جاء من قبل هذه

ص: 370

الأشياء المحرّمة التي ضمت إليه، لا من حيث الاجتماع لإظهار شعار المولد، بل لو وقع مثل هذه الأمور في الاجتماع لصلاة الجمعة مثلاً لكانت قبيحة شنيعة، ولا يلزم من ذلك تحريم أصل الاجتماع لصلاة الجمعة وهو واضح. وقد رأينا بعض هذه الأمور يقع في ليال من رمضان عند اجتماع الناس لصلاة التراويح فلا تحرم التراويح لأجل هذه الأمور التي قرنت بها، كلا بل نقول: أصل الاجتماع لصلاة التراويح سنّة وقربة وما ضمّ إليها من هذه الأمور قبيحٌ شنيع.

وكذلك نقول: أصل الاجتماع لإظهار شعائر المولد مندوبٌ وقربة. وما ضمّ إليه من هذه الأمور مذموم وممنوع. وقوله مع «أن الشهر الذي وقع فيه» الخ. جوابه أن يقال: إن ولادته صلى الله عليه وسلم أعظم النعم علينا ووفاته أعظم المصائب لنا، والشريعة حثّت على أظهار شكر النعم والصبر والسّكون والكتم عند المصائب. وقد أمر الشرع بالعقيقة عند الولادة وهي إظهار شكر وفرح بالمولود ولم يأمر عند الموت بذبح ولا غيره، بل نهى عن النّياحة وإظهار الجزع، فدلّت قواعد الشريعة على أنه يحسن في هذا الشهر إظهار الفرح بولادته صلى الله عليه وسلم دون إظهار الحزن فيه بوفاته صلى الله عليه وسلم وقد قال ابن رجب- رحمه الله تعالى- في كتاب «اللطائف» في ذمّ الرافضة حيث اتخذوا يوم عاشوراء مأتماً لأجل قتل الحسين- رضي الله تعالى عنه- لم يأمر الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتماً فكيف بمن هو دونهم؟

وقد تكلم الإمام أبو عبد الله بن الحاج- رحمه الله تعالى- في كتابه «المدخل» على عمل المولد فأتقن الكلام فيه جداً وحاصله: مدح ما كان فيه من إظهار شعار وشكر، وذمّ ما احتوى عليه من محرّمات ومنكرات. وأنا أسوق كلامه فصلاً فصلاً. قال: فصل في المولد:

ومن جملة ما أحدثوه من البدع مع اعتقادهم أن ذلك من أكبر العبادات وإظهار الشعائر ما يفعلونه في شهر ربيع الأول من المولد وقد احتوى ذلك على بدع ومحرّمات جملة.

فمن ذلك: استعمال المغاني ومعهن آلات الطرب من الطّار المصرصر [ (1) ] والشّبّابة وغير ذلك مما جعلوه آلةً للسماع ومضوا في ذلك على العوائد الذّميمة في كونهم يشغلون أكثر الأزمنة التي فضّلها الله تعالى وعظّمها ببدع ومحدثات، ولا شك أن السماع في غير هذه الليلة فيه ما فيه، فكيف به إذا انضمّ إلى فضيلة هذا الشهر العظيم الذي فضله الله تعالى وفضلنا فيه بهذا النبي الكريم الذي منّ الله علينا فيه بسيّد الأوّلين والآخرين، وكان يجب أن يزداد فيه من العبادة والخير شكراً للمولى على ما أولانا به من هذه النّعم العظيمة وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يزد فيه على غيره من الشهور شيئاً من العبادات. وما ذاك إلا برحمته صلى الله عليه وسلم لأمته ورفقه بهم لأنه صلى الله عليه وسلم كان يترك العمل خشية أن يفرض على أمته رحمةً منه بهم، لكن أشار صلى الله عليه وسلم إلى

[ (1) ] المصرصر: الشديد الصوت. المعجم الوسيط 1/ 515.

ص: 371

فضيلة هذا الشهر العظيم بقوله للسائل الذي سأله عن صوم يوم الاثنين:

«ذاك يوم ولدت فيه»

فتشريف هذا اليوم متضمن تشريف هذا الشهر الذي ولد فيه فينبغي أن نحترمه حق الاحترام ونفضّله بما فضل الله تعالى به الأشهر الفاضلة وهذا منها،

لقوله صلى الله عليه وسلم «أنا سيد ولد آدم ولا فخر، آدم فمن دونه تحت لوائي»

وفضيلة الأزمنة والأمكنة بما خصها الله تعالى به من العبادات التي تفعل فيها، لما قد علم أن الأمكنة والأزمنة لا تشرف لذاتها. وإنما يجعل التشريف بما خصّت به من المعاني.

فانظر إلى ما خصّ الله به هذا الشهر الشريف ويوم الاثنين، ألا ترى أن صوم هذا اليوم فيه فضلٌ عظيم لأنه صلى الله عليه وسلم ولد فيه؟

فعلى هذا ينبغي إذا دخل هذا الشهر الكريم أن يكرّم ويعظّم ويحترم الاحترام اللائق به، إتباعاً له صلى الله عليه وسلم في كونه كان يخصّ الأوقات الفاضلة بزيادة فعل البرّ فيها وكثرة الخيرات. ألا ترى إلى قول ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما-:«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان» فنمتثل تعظيم الأوقات الفاضلة بما امتثله على قدر استطاعتنا.

فإن قال قائل: قد التزم صلى الله عليه وسلم في الأوقات الفاضلة ما التزمه في غيره.

فالجواب: أن ذلك لما علم من عادته الكريمة أنه يريد التخفيف عن أمته سيما فيما كان يخصه، ألا ترى إلى أنه صلى الله عليه وسلم حرّم المدينة مثل ما حرم إبراهيم مكة، ومع ذلك لم يشرع في قتل صيده ولا شجره الجزاء تخفيفاً على أمته ورحمة بهم، وكان ينظر إلى ما هو من جهته وإن كان فاضلاً في نفسه فيتركه للتخفيف عنهم.

فعلى هذا: تعظيم هذا الشهر الشريف إنما يكون بزيادة الأعمال الزاكيات فيه والصدقات إلى غير ذلك من القربات، فمن عجز عن ذلك فأقلّ أحواله أن يجتنب ما يحرّم عليه ويكره له تعظيماً لهذا الشهر الشريف، وإن كان ذلك مطلوباً في غيره إلا أنه في هذا الشهر أكثر احتراماً، كما يتأكّد في شهر رمضان وفي الأشهر الحرم فيترك الحدث في الدّين ويجتنب مواضع البدع وما لا ينبغي.

وقد ارتكب بعضهم في هذا الزمان ضدّ هذا المعنى، و [هو] أنه إذا دخل هذا الشهر الشريف تسارعوا فيه إلى اللهو واللعب بالدّف والشبابة وغيرهما.

ويا ليتهم عملوا المغاني ليس إلا، بل يزعم بعضهم أنه يتأدّب فيبدأ المولد بقراءة الكتاب العزيز وينظرون إلى من هو أكثر معرفة بالتهوّك والطّرق المهيّجة لطرب النفوس، وهذا فيه وجوه من الفساد.

ثم إنهم لم يقتصروا على ما ذكر، بل ضمّ بعضهم إلى ذلك الأمر الخطر، وهو أن يكون

ص: 372

المغنّي شابّاً نظيف الصورة حسن الصوت والكسوة والهيئة، فينشد التغزّل ويتكسّر في صوته وحركاته، فيفتن بعض من معه من الرجال والنساء، فتقع الفتنة في الفريقين ويثور من الفساد ما لا يحصى.

وقد يؤول ذلك في الغالب إلى إفساد حال الزوج وحال الزوجة ويحصل الفراق والنكد العاجل ويتشتّت أمرهم بعد جمعهم وهذه المفاسد مركّبة على فعل المولد إذا عمل بالسماع.

فإن خلا منه وعمل طعاماً فقط ونوى به المولد ودعا إليه الإخوان وسلم من كل ما تقدّم ذكره فهو بدعة بنفس نيته فقط لأن ذلك زيادة في الدين، وليس من عمل السلف الماضين، واتباع السلف أولى ولم ينقل عن أحد منهم أنه نوى المولد ونحن تبع فيسعنا ما يسعهم. انتهى.

وحاصل ما ذكره: أنه لم يذمّ المولد بل ذمّ ما يحتوي عليه من المحرّمات والمنكرات، وأول كلامه صريح في أنه ينبغي أن يخصّ هذا الشهر بزيادة فعل البرّ وكثرة الخيرات والصدقات وغير ذلك من وجوه القربات، وهذا هو عمل المولد الذي استحسنّاه، فإنه ليس فيه شيء سوى قراءة القرآن وإطعام الطعام وذلك خيرٌ وبرّ وقربة.

وأما قوله آخراً: إنه بدعة: فإما أن يكون مناقضاًَ لما تقدّم، أو أنه يحمل على أنه بدعة حسنة، كما تقدم تقريره في صدر الباب، أو يحمل على أن فعل ذلك خير والبدعة منه نيّة المولد كما أشار إليه بقوله:«فهو بدعة بنفس نيته فقط، ولم ينقل عن أحد منهم أنه نوى المولد» فظاهر هذا الكلام أنه كره أن ينوي به المولد فقط ولم يكره عمل الطعام ودعاء الإخوان إليه. وهذا إذا حقّق النظر يجتمع مع أول كلامه لأنه حثّ فيه على زيادة فعل البر وما ذكر معه على وجه الشكر لله تعالى إذ أوجد في هذا الشهر الشريف سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وهذا هو معنى نية المولد. فكيف يذم هذا القدر مع الحث عليه أولاً؟!.

وأما مجرد فعل البر وما ذكر معه من غير نية أصلاً فإنه لا يكاد يتصوّر، ولو تصوّر لم يكن عبادة ولا ثواب فيه، إذ لا يعمل إلا بنية، ولا نية هنا إلا الشكر لله تعالى على ولادة هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر الشريف، وهذا معنى نية المولد فهي نية مستحسنة بلا شك.

فتأمّل.

ثم قال ابن الحاج: ومنهم من يفعل المولد لا لمجرد التعظيم، ولكن له فضة عند الناس متفرقة كان قد أعطاها في بعض الأفراح أو المواسم ويريد أن يستردّها ويستحي أن يطلبها بذلك، فيعمل المولد حتى يكون سبباً لأخذ ما اجتمع له عند الناس وهذا فيه وجوه من المفاسد: أنه يتصف بصفة النفاق، وهو أن يظهر خلاف ما يبطن، وظاهر حاله أنه عمل المولد يبتغي به الدار الآخرة، وباطنه أنه يجمع فيه فضةً. ومنهم من يعمل المولد لأجل جمع الدراهم

ص: 373

أو طلب ثناء الناس عليه ومساعدتهم له، وهذا أيضاً فيه من المفاسد ما لا يخفى. انتهى.

وهذا أيضاً من نمط ما تقدم ذكره، وهو أن الذم فيه إنما حصل من عدم النيّة الصالحة، لا من أصل عمل المولد. انتهى ما أوردته من كلام الشيخ رحمه الله تعالى.

ورضي عنه، والله هو الهادي للصواب.

ص: 374