الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الثاني في طهارة أصله وشرف مجده صلى الله عليه وسلم غير ما تقدم
وذلك مما لا يحتاج إلى إقامة دليل عليه، فإنه نخبة بني هاشم وسلالة قريش وأشرف العرب وأعزم نفرا من قبل أبيه وأمه، ومن أهل مكة أكرم بلاد الله تعالى علي الله وعلى عباده.
وأعداؤه صلى الله عليه وسلم كانوا يشهدون له بذلك ولهذا شهد له به عدوّه إذ ذاك أبو سفيان بن حرب بين يدي ملك الروم.
فأشرف القوم قومه وأشرف القبائل قبيلته وأشرف الأفخاذ فخذه صلى الله عليه وسلم.
قال الله سبحانه وتعالى: اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ.
وعن عكرمة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في قوله تعالى: وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ قال: من صلب نبيّ إلى صلب نبيّ حتى صرت نبياً.
رواه البزّار، والطبراني. رجاله ثقات.
وعن عطاء عنه في الآية قال: «ما زال نبي الله صلى الله عليه وسلم يتقلّب في أصلاب الأنبياء حتى ولدته أمه» رواه أبو نعيم [ (1) ] .
وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا ًحتى كنت من القرن الذي كنت فيه» .
رواه البخاري
[ (2) ] .
وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير العرب مضر، وخير مضر بنو عبد مناف، وخير بني عبد مناف بنو هاشم، وخير بني هاشم بنو عبد المطلب، والله ما افترقت فرقتان منذ خلق الله آدم إلا كنت في خيرهما» .
رواه أبو نعيم.
وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أن الله قسم خلقه قسمين فجعلني في خيرهما قسماً، ثم جعل القسمين أثلاثاً فجعلني في خيرهما ثلثاً، ثم جعل الأثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة، ثم جعل القبائل بيوتاً فجعلني في خيرها بيتاً فذلك قوله تعالى: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ الآية.
[ (1) ] أخرجه أبو نعيم في الدلائل (25) .
[ (2) ] أخرجه البخاري في كتاب المناقب (3557) .
رواه الطبراني وأبو نعيم
[ (1) ] .
وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال جبريل قلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد أفضل من محمد، ولم أجد بني أب أفضل من بني هاشم» .
رواه الطبراني والبيهقي وابن عساكر.
قال الحافظ في أماليه: لوامح الصحة ظاهرة على صفحات هذا المتن.
وعن جعفر بن محمد عن أبيه معضلا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريل فقال:
يا محمد إن الله بعثني فطفت شرق الأرض وغربها وسهلها وجبلها فلم أجد حيّاً خيراً من مضر. ثم أمرني فطفت في مضر فلم أجد حيّاً خيراً من كنانة، ثم أمرني فطفت في كنانة فلم أجد حيّاً خيراً من قريش، ثم أمرني فطفت في قريش فلم أجد حيّاً خيراً من بني هاشم، ثم أمرني أن أختار في أنفسهم فلم أجد نفساً خيرا من نفسك» .
رواه الحكيم الترمذي.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما ولدتني بغيّ قط منذ خرجت من صلب آدم، ولم تزل تنازعني الأمم كابراً عن كابر حتى خرجت من أفضل حييّن من العرب: هاشم وزهرة» [ (2) ] .
رواه ابن عساكر.
وعن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد جاءكم رسول من أنفسكم» بفتح الفاء وقال: «أنا أنفسكم نسباً وصهراً وحسباً، ليس في آبائي من لدن آدم سفاح، كلّنا نكاح» .
رواه ابن مردويه.
وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خرجت من لدن آدم من نكاح غير سفاح» .
رواه ابن سعد وابن عساكر.
وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خرجت من نكاح غير سفاح» .
[ (1) ] أخرجه الطبراني في الكبير 3/ 51، وأبو حاتم الرازي في العلل (2693) وابن كثير في البداية 2/ 257 وذكره الهيثمي في المجمع 8/ 214.
[ (2) ] ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/ 295 وعزاه لابن عساكر وذكره المتقي الهندي في الكنز (32019) .
رواه ابن سعد وابن عساكر
[ (1) ] .
وعن علي رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي لم يصبني من نكاح الجاهلية شيء ما ولدني إلا نكاح كنكاح الإسلام» [ (2) ] .
رواه العدنيّ في مسنده والطبراني وأبو نعيم وابن عساكر.
وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما ولدني من سفاح الجاهلية شيء ما ولدني إلا نكاح كنكاح الإسلام» [ (3) ] .
رواه الطبراني، وله طرق عن ابن عباس رواها أبو نعيم.
وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: إن قريشاً- أي المسعدة بالإسلام- كانت نوراً بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم صلى الله عليه وسلم بألفي عام يسبّح ذلك النور وتسبّح الملائكة بتسبيحه، فلما خلق الله آدم ألقى ذلك النور في صلبه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فأهبطني الله تعالى إلى الأرض في صلب آدم وجعلني في صلب نوح، وقذف بي في صلب إبراهيم، ثم لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الكريمة والأرحام الطاهرة حتى أخرجني من بين أبويّ لم يلتقيا على سفاح قط» [ (4) ] .
رواه ابن أبي عمر العدني في مسنده.
ويرحم الله تعالى القائل:
حفظ الإله كرامة لمحمّد
…
آباءه الأمجاد صوناً لاسمه
تركوا السفاح فلم يصبهم عاره
…
من آدم وإلى أبيه وأمّه
ويرحم الله تعالى القائل:
من عهد آدم لم يزل تحمي له
…
في نسلها الأصلاب والأرحام
حتى تنقل في نكاح طاهر
…
ما ضم مجتمعين فيه حرام
فبدا كبدر التّمّ ليلة وضعه
…
ما شان مطلعه المنير قتام
فانجابت الظّلماء من أنواره
…
والنّور لا يبقى عليه ظلام
[ (1) ] أخرجه ابن جرير في التفسير 11/ 56، والبيهقي في السنن 7/ 190 وابن سعد في الطبقات 1/ 1/ 32، وذكره السيوطي في الدر 3/ 294 وعزاه لابن سعد وابن عساكر.
[ (2) ] أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/ 1/ 32 وأبو نعيم في الدلائل (24) .
[ (3) ] أخرجه البيهقي في السنن 7/ 190 وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/ 294 وعزاه للطبراني.
[ (4) ] أخرجه ابن حجر في المطالب العالية (4256) .
شكرا لمهديه إلينا نعمة
…
ليست تحيط بكنهها الأوهام
وروى ابن سعد وابن عساكر عن الكلبي رحمه الله تعالى قال: كتبت للنبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة أمّ فما وجدت فيهن سفاحاً ولا شيئاً من أمر الجاهلية.
قوله خمسمائة أمّ: يريد الجدات وجدات الجدات من قبل أبيه وأمه.
القرن بسكون الراء: اختلف السلف في تعيين مدته، فقيل: مائة سنة. قال الحافظ: وهو الأشهر. وحكى الحربي رحمه الله تعالى الاختلاف فيه ثم قال: وعندي أن القرن كل أمة هلكت فلم يبق منها أحد.
السّفاح بكسر السين المهملة: الزنا.