المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الكاهن القضاعي، وهو سلمة بن أبي حيّة بن الأسحم بن - سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد - جـ ١

[الصالحي الشامي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة المؤلف

- ‌[فهارس أبواب الكتاب]

- ‌جماع أبواب بعض الفضائل والآيات الواقعة قبل مولده صلى الله عليه وسلم

- ‌الباب الأول في تشريف الله تعالى له صلى الله عليه وسلم بكونه أول الأنبياء خلقا

- ‌تنبيهان

- ‌الباب الثاني في خلق آدم وجميع المخلوقات لأجله صلى الله عليه وسلم

- ‌الباب الثالث في تقدم نبوته صلى الله عليه وسلم على نفخ الروح في آدم صلى الله عليهما وسلم

- ‌تنبيهان

- ‌الباب الرابع في تقدم أخذ الميثاق عليه، زاده الله تعالى شرفاً وفضلاً لديه

- ‌الباب الخامس في كتابة اسمه الشريف مع اسم الله تعالى على العرش وسائر ما في الملكوت وما وجد على الحجارة القديمة من نقش اسمه صلى الله عليه وسلم

- ‌الباب السادس في أخذ الميثاق على النبيين، آدم فمن دونه من الأنبياء أن يؤمنوا به صلى الله عليه وسلم وينصروه إذا بعث فيهم

- ‌الباب السابع في دعاء إبراهيم عليه الصلاة والسلام به صلى الله عليه وسلم وإعلام الله به إبراهيم وآله

- ‌الباب الثامن في بعض ما ورد في الكتب القديمة من ذكر فضائله صلى الله عليه وسلم ومناقبه العظيمة

- ‌الباب التاسع فيما أخبر به الأحبار والرهبان والكهان بأنه النبي المبعوث في آخر الزمان

- ‌تنبيهات

- ‌تفسير الغريب

- ‌تفسير الغريب

- ‌الباب العاشر في بعض منامات رئيت تدل على بعثته صلى الله عليه وسلم

- ‌تفسير الغريب

- ‌الباب الحادي عشر فيما وجد من صورة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مقرونة بصور الأنبياء قبله صلى الله عليه وسلم

- ‌تفسير الغريب

- ‌جماع أبواب بعض فضائل بلده المنيف ومسقط رأسه الشريف زاده الله تعالى فضلاً وشرفاً

- ‌الباب الأول في بدء أمر الكعبة المشرفة

- ‌تفسير الغريب

- ‌الباب الثاني في عدد المرات التي بنيها البيت

- ‌الأولى: عمارة الملائكة

- ‌المرة الثانية: عمارة آدم صلى الله عليه وسلم

- ‌المرة الثالثة: عمارة أولاد آدم صلى الله عليه وسلم

- ‌المرة الرابعة: عمارة سيدنا إبراهيم وإسماعيل صلى الله عليهما وسلم

- ‌تنبيه في بيان غريب ما سبق

- ‌المرة الخامسة والسادسة: عمارة العمالقة وجرهم

- ‌المرة السابعة: عمارة قصي بن كلاب

- ‌المرة الثامنة: عمارة قريش

- ‌المرة التاسعة: عمارة عبد الله بن الزبير [ (2) ]رضي الله عنهما

- ‌المرة العاشرة: عمارة الحجاج

- ‌الباب الثالث في أسماء البيت الشريف

- ‌الباب الرابع في بعض فضائل دخول الكعبة والصلاة فيها وآداب ذلك

- ‌الباب الخامس في فضل النظر إلى البيت الشريف

- ‌الباب السادس في بعض فضائل الحجر الأسود والمقام

- ‌ذكر ما قيل في اسوداد الحجر بعد بياضه

- ‌شهادة الحجر الأسود يوم القيامة لمن استلمه بحق

- ‌ما جاء في تقبيل النبي صلى الله عليه وسلم الحجر واستلامه له وسجوده عليه

- ‌ما جاء أن الحجر الأسود يمين الله تعالى في الأرض يصافح به عباده

- ‌الباب السابع في فضائل زمزم

- ‌تنبيهان:

- ‌ذكر بعض خواص ماء زمزم غير ما تقدم

- ‌ذكر بعض أسماء زمزم

- ‌الباب الثامن في تجديد حفر زمزم على يد عبد المطلب بن هاشم

- ‌فوائد

- ‌الباب التاسع في بعض أسماء البلد الشريف والحرم المنيف

- ‌الباب العاشر في ذكر حرم مكة وسبب تحريمه

- ‌الباب الحادي عشر في تعظيم مكة وحرمها، وتعظيم الذنب فيها

- ‌الباب الثاني عشر في‌‌ حج الملائكةوآدم والأنبياء وتعظيمهم للحرم

- ‌ حج الملائكة

- ‌حج آدم صلى الله عليه وسلم

- ‌حج إبراهيم وإسماعيل وإسحاق صلّى الله وسلم عليهم

- ‌حج موسى ويونس صلى الله عليهما وسلّم

- ‌حج الأنبياء عليهم الصلاة والسلام غير من سمي

- ‌حج بني إسرائيل وغيرهم

- ‌حج ذي القرنين رضي الله تعالى عنه

- ‌حج عيسى صلى الله عليه وسلم بعد نزوله وأصحاب الكهف

- ‌الباب الثالث عشر في قصة إهلاك أصحاب الفيل

- ‌تنبيهات

- ‌جماع أبواب نسبه الشريف صلى الله عليه وسلم

- ‌الباب الأول في فضل العرب وحبهم

- ‌الباب الثاني في طهارة أصله وشرف مجده صلى الله عليه وسلم غير ما تقدم

- ‌الباب الثالث في سرد أسماء آبائه إلى آدم صلى الله عليه وسلم

- ‌الباب الرابع في شرح أسماء آبائه صلى الله عليه وسلم وبعض أحوالهم على وجه الاختصار

- ‌تفسير الغريب

- ‌تفسير الغريب

- ‌تفسير الغريب

- ‌تفسير الغريب

- ‌الباب الخامس

- ‌جماع أبواب مولده الشريف صلى الله عليه وسلم

- ‌الباب الأول في سبب تزويج عبد المطلب ابنة عبد الله امرأة من بني زهرة

- ‌الباب الثاني في حمل آمنة برسول الله صلى الله عليه وسلم وما وقع في ذلك من الآيات

- ‌تنبيهان

- ‌الباب الثالث في وفاة عبد الله بن عبد المطلب

- ‌تفسير الغريب

- ‌الباب الرابع في تاريخ مولده صلى الله عليه وسلم ومكانه

- ‌الأول: في بيان يومه، وشهره، وعامه

- ‌الفصل الثاني: في مكانه:

- ‌الباب الخامس في إخبار الأحبار وغيرهم بليلة ولادته صلى الله عليه وسلم

- ‌الباب السادس في وضعه صلى الله عليه وسلم والنور الذي خرج معه وتدلّي النجوم له ونزوله ساجداً على الأرض بيديه وما رأته قابلته الشفاء أم عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه من الآيات

- ‌تنبيهات

- ‌الباب السابع في انفلاق البرمة حين وضع صلى الله عليه وسلم تحتها

- ‌الباب الثامن في ولادته صلى الله عليه وسلم مختوناً مقطوع السرة

- ‌الباب التاسع في مناغاته صلى الله عليه وسلم للقمر في مهده وكلامه فيه

- ‌الباب العاشر في حزن إبليس وحجبه من السموات وما سمع من الهواتف لما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الباب الحادي عشر في انبثاق دجلة وارتجاس الإيوان وسقوط الشرفات وخمود النيران وغير ذلك مما يذكر

- ‌تفسير الغريب

- ‌الباب الثاني عشر في فرح جده عبد المطلب به صلى الله عليه وسلم وتسميته له محمداً

- ‌الباب الثالث عشر في أقوال العلماء في عمل المولد الشريف واجتماع الناس له وما يحمد من ذلك وما يذم

- ‌جماع أبواب رضاعه صلى الله عليه وسلم وزاده شرفا وفضلا

- ‌الباب الأول في مراضعه صلى الله عليه وسلم

- ‌الباب الثاني في إخوته صلى الله عليه وسلم من الرضاعة

- ‌الباب الثالث في إسلام السيدة حليمة وزوجها رضي الله تعالى عنهما

- ‌الباب الرابع في سياق قصة الرضاع وما وقع فيها من الآيات

- ‌تنبيهات

- ‌جماع أبواب أسمائه صلى الله عليه وسلم وكناه

- ‌الباب الأول في فوائد كالمقدمة للأبواب الآتية

- ‌الباب الثاني

- ‌الباب الثالث في ذكر ما وقفت عليه من أسمائه الشريفة صلى الله عليه وسلم وشرحها وما يتعلق بها من الفوائد

- ‌«محمّد»

- ‌ذكر ما وجد من هذا الاسم مكتوباً في الأزل منقوشاً في خواتم الأنبياء والحجارة والنبات والحيوان

- ‌تنبيهات

- ‌[حرف الالف]

- ‌«أحمد» :

- ‌تنبيه:

- ‌ تنبيه

- ‌فائدة:

- ‌«الأبر» :

- ‌«الأبطحي» :

- ‌«الأبلج» :

- ‌«الأبيض» :

- ‌الأتقى» :

- ‌تنبيه:

- ‌«الأجود» :

- ‌ أجود الناس

- ‌«الأجلّ» :

- ‌«الأجير» :

- ‌«أحاد» :

- ‌«الأحد» :

- ‌«الأحسن» :

- ‌«الأحشم» :

- ‌«أحيد» :

- ‌«الآخذ الحجزات» :

- ‌«الآخذ الصدقات» :

- ‌«أخرابا» :

- ‌«الأخشى لله» :

- ‌«آخر ماخ» :

- ‌«الأدعج» :

- ‌«الأدوم» :

- ‌«أذن خير» :

- ‌فائدة:

- ‌«الأرجح» :

- ‌«أرجح الناس عقلا» :

- ‌«الأرحم» :

- ‌«أرحم الناس بالعيال» :

- ‌«الأزجّ» :

- ‌«الأزكى» :

- ‌«الأزهر» :

- ‌«الأسد» :

- ‌«أشجع الناس» :

- ‌«الأشدّ حياءً من العذراء في خدرها» :

- ‌«الأشنب» :

- ‌«الأصدق» :

- ‌ أصدق الناس لهجة

- ‌«الأطيب» :

- ‌«الأعزّ» :

- ‌«الأعظم» :

- ‌«الأعلى» :

- ‌«الأعلم بالله» :

- ‌«الأغرّ:

- ‌«أفصح العرب» :

- ‌«أكثر الأنبياء تبعاً» :

- ‌«الأكرم» :

- ‌«أكرم الناس»

- ‌«أكرم ولد آدم» :

- ‌«الإكليل» :

- ‌«الأمجد» :

- ‌«الآمر الناهي» :

- ‌ الإمام

- ‌«إمام الخير» :

- ‌إمام المتقين

- ‌«إمام العالمين» :

- ‌إمام العاملين:

- ‌«إمام النبيين»

- ‌«إمام الناس» :

- ‌«الأمان» :

- ‌«الأمنة» :

- ‌«الأمّة» :

- ‌الم. المر. المص

- ‌«الألمعي» :

- ‌«الآمن» :

- ‌«الأمين» :

- ‌ الأمي

- ‌تنبيه:

- ‌«أنعم الله» :

- ‌«أنفس العرب» :

- ‌«أوفى الناس ذماماً» :

- ‌«الأنور المتجرّد» :

- ‌«الأوّاه» :

- ‌«الأوسط» :

- ‌‌‌«الأولى» :

- ‌«الأول

- ‌«الآخر» :

- ‌أول شافع

- ‌أول مشفّع»

- ‌«أول الرسل خلقاً»

- ‌«أول المسلمين» :

- ‌«أول من تنشق عنه الأرض» :

- ‌«أول المؤمنين» :

- ‌«آية الله» :

- ‌حرف الباء

- ‌«البارع» :

- ‌«البارقليط» :

- ‌«الباطن» :

- ‌«البالغ»

- ‌«البيان» :

- ‌«الباهر» :

- ‌ البدر

- ‌«الباهي» :

- ‌«البحر» :

- ‌«البدء» :

- ‌«البديع» :

- ‌«البرّ» :

- ‌البرقليطس:

- ‌«البرهان» :

- ‌«البشر» :

- ‌«بشرى عيسى» :

- ‌فائدة:

- ‌«بمأذبمأذ» :

- ‌«البليغ» :

- ‌«البهاء» :

- ‌«البهيّ» :

- ‌«البيّنة» :

- ‌«البيان» :

- ‌حرف التاء

- ‌«التالي» :

- ‌«التّذكرة» :

- ‌«التقي» :

- ‌«التلقيط» :

- ‌«التنزيل» :

- ‌«التّهامي» :

- ‌حرف الثاء

- ‌«ثاني اثنين» :

- ‌«الثّمال» :

- ‌حرف الجيم

- ‌«الجامع»

- ‌«الجبّار» :

- ‌«الجد» :

- ‌ الجليل

- ‌«الجهضم» :

- ‌‌‌«الجواد» :

- ‌«الجواد» :

- ‌حرف الحاء المهملة

- ‌«الحاتم» :

- ‌«الحاشر» :

- ‌تنبيه:

- ‌«حاط حاط» :

- ‌«الحافظ» :

- ‌«الحاكم» :

- ‌«الحامد» :

- ‌«الحامي» :

- ‌«الحائد لأمته من النار» :

- ‌«حبيب الله» :

- ‌«حبيب الرحمن» :

- ‌«حبنطى» :

- ‌«الحجازي» :

- ‌«حجة الله على الخلائق» :

- ‌«الحجة البالغة» :

- ‌«حرز الأميين» :

- ‌«الحرميّ» :

- ‌«الحريص» :

- ‌«الحريص على الإيمان» :

- ‌«حزب الله» :

- ‌«الحسيب» :

- ‌‌‌«الحفيظ» :

- ‌«الحفي

- ‌«الحق» :

- ‌فائدة:

- ‌«الحكم» :

- ‌«الحكيم» :

- ‌«الحليم» :

- ‌«الحلاحل» :

- ‌«الحمّاد» :

- ‌«حمّطايا» :

- ‌الحمد «الحميد» :

- ‌«حم. عسق» :

- ‌«الحنان» :

- ‌«الحنيف» :

- ‌‌‌«الحيي» :

- ‌«الحي

- ‌حرف الخاء المعجمة

- ‌‌‌«الخاتم» :

- ‌«الخاتم» :

- ‌«الخازن لمال الله» :

- ‌«الخاشع» :

- ‌«الخاضع» :

- ‌«الخافض» :

- ‌«الخالص» :

- ‌«الخبير» :

- ‌«خطيب النبيين» :

- ‌«خطيب الأمم» :

- ‌«خطيب الوافدين على الله تعالى» :

- ‌«الخليل»

- ‌«خليل الرحمن» :

- ‌«خليل الله» :

- ‌تنبيه:

- ‌«الخليفة» :

- ‌«خليفة الله» :

- ‌«الخير» :

- ‌«خير الأنبياء» :

- ‌ خير الناس

- ‌خيرة الله:

- ‌«خير البرية» :

- ‌«خير العاملين»

- ‌«خير خلق الله»

- ‌«خير هذه الأمة» :

- ‌حرف الدال المهملة

- ‌«دار الحكمة» :

- ‌«الداعي إلى الله» :

- ‌تنبيه:

- ‌«الدامغ» :

- ‌«الداني» :

- ‌«الدعوة» :

- ‌«دعوة إبراهيم» :

- ‌«دعوة النبيين»

- ‌«دليل الخير» :

- ‌«دهتم» :

- ‌حرف الذال المعجمة

- ‌«الذاكر» :

- ‌«الذخر» :

- ‌«الذكّار» :

- ‌ذكر الله

- ‌«الذّكر» :

- ‌«ذو الجهاد» :

- ‌«ذو الحطيم» :

- ‌«ذو الحوض المورود» :

- ‌«ذو الخلق العظيم» :

- ‌«ذو السيف» :

- ‌«ذو السّكينة» :

- ‌«ذو الصراط المستقيم»

- ‌«ذو طيبة» :

- ‌«ذو العزة»

- ‌«ذو العطايا» :

- ‌«ذو الفتوح» :

- ‌«ذو الفضل» :

- ‌«ذو المدينة» :

- ‌«ذو المعجزات» :

- ‌«ذو القضيب» :

- ‌«ذو القوة» :

- ‌«ذو المقام المحمود» :

- ‌«ذو الميسم» :

- ‌«ذو الهراوة» :

- ‌«ذو الوسيلة» :

- ‌فائدة:

- ‌حرف الراء المهملة

- ‌«الراجي» :

- ‌«الراضع» :

- ‌«الراضي» :

- ‌«الراغب» :

- ‌«الرافع» :

- ‌«راكب البراق» :

- ‌«راكب البعير» :

- ‌«راكب الجمل» :

- ‌«راكب الناقة» :

- ‌«راكب النّجيب»

- ‌«الرّجل» :

- ‌«الرّجيح» :

- ‌«الرحب الكف» :

- ‌«رحمة الأمة»

- ‌«رحمة العالمين» :

- ‌«رحمة مهداة»

- ‌«الرؤوف الرحيم» :

- ‌«الرسول» :

- ‌«رسول الله»

- ‌«رسول الملاحم» :

- ‌«الرشيد» :

- ‌«الرّضا»

- ‌«الرضوان» :

- ‌ رضوان الله

- ‌«الرفيق» :

- ‌«الرفيع الذّكر» :

- ‌ رفيع الدرجات

- ‌«الرقيب» :

- ‌«ركن المتواضعين» :

- ‌«الرهّاب» :

- ‌«الروح» :

- ‌«روح الحق»

- ‌«روح القدس»

- ‌حرف الزاي

- ‌«الزاجر» :

- ‌«الزاهر» :

- ‌«الزاهد» :

- ‌«الزاهي» :

- ‌«زعيم الأنبياء» :

- ‌«الزكي» :

- ‌«زلف» :

- ‌«الزمزمي» :

- ‌«الزّين» :

- ‌«زين من وافى القيامة» :

- ‌حرف السين

- ‌«سابق العرب» :

- ‌«السابق بالخيرات»

- ‌«الساجد» :

- ‌«سبيل الله» :

- ‌«السَّبِط» :

- ‌«السّخيّ» :

- ‌«السّديد» :

- ‌«السراج المنير» :

- ‌«السراط المستقيم» :

- ‌«سرخليطس»

- ‌«السّريع» :

- ‌«سعد الله»

- ‌«سعد الخلائق»

- ‌«سعيد» :

- ‌«السّلام» :

- ‌«السّلطان» :

- ‌‌‌«السميع» :

- ‌«السمي

- ‌«السنا» :

- ‌السّند:

- ‌«السيّد» :

- ‌تنبيه:

- ‌«سيد الثّقلين» :

- ‌«سيّد الكونين»

- ‌«سيد ولد آدم» :

- ‌«سيد الناس» :

- ‌‌‌«السّيف» :

- ‌«السّيف» :

- ‌«سيف الإسلام» :

- ‌«سيف الله» :

- ‌حرف الشين المعجمة

- ‌«الشارع» :

- ‌«الشافع» :

- ‌«المشفّع»

- ‌«الشفيع» :

- ‌«الشافي» :

- ‌«الشاكر» :

- ‌«الشكّار» :

- ‌ الشّكور

- ‌«الشاهد» :

- ‌«الشّثن»

- ‌«الشّديد» :

- ‌«الشّدقم»

- ‌«الشريف» :

- ‌«الشفاء»

- ‌«الشمس»

- ‌«الشّهاب»

- ‌«الشّهم» :

- ‌«الشّهيد» :

- ‌حرف الصاد

- ‌«الصابر» :

- ‌«الصاحب» :

- ‌«صاحب الآيات» :

- ‌«صاحب المعجزات»

- ‌«صاحب الأزواج الطاهرات»

- ‌«صاحب البرهان»

- ‌«صاحب البيان»

- ‌«صاحب التاج» :

- ‌«صاحب التوحيد» :

- ‌«صاحب الخير»

- ‌«صاحب الدرجة العالية الرفيعة»

- ‌«صاحب الرداء»

- ‌«صاحب السجود للرب المعبود»

- ‌«صاحب السّرايا»

- ‌«صاحب الشّرع»

- ‌«صاحب العطاء»

- ‌«صاحب العلامات الباهرات»

- ‌«صاحب العلو والدرجات»

- ‌«صاحب الفضيلة»

- ‌«صاحب الفرج»

- ‌«صاحب القدم»

- ‌«صاحب المغنم»

- ‌«صاحب الحجّة» :

- ‌«صاحب الحوض المورود» :

- ‌«صاحب الكوثر» :

- ‌«صاحب الحطيم» :

- ‌«صاحب الخاتم» :

- ‌«صاحب زمزم» :

- ‌«صاحب السلطان» :

- ‌«صاحب السيف» :

- ‌لطيفة:

- ‌«صاحب الشّفاعة العظمى» :

- ‌«صاحب اللواء» :

- ‌«صاحب المحشر»

- ‌«صاحب المدرعة» :

- ‌«صاحب المشعر» :

- ‌«صاحب المعراج» :

- ‌«صاحب المقام المحمود» :

- ‌«صاحب المنبر» :

- ‌«صاحب النّعلين» :

- ‌«صاحب الهراوة» :

- ‌«صاحب لا إله إلا الله» :

- ‌«الصادع» :

- ‌«الصادق» :

- ‌«صاعد المعراج» :

- ‌«الصالح» :

- ‌«الصّبور» :

- ‌«الصّبيح» :

- ‌«الصّدوق» :

- ‌ الصدق

- ‌«الصدّيق» :

- ‌«الصراط المستقيم» :

- ‌«الصفوة» :

- ‌«الصّفوح» :

- ‌«الصّفيّ» :

- ‌«الصّنديد» :

- ‌«الصّيّن» :

- ‌حرف الضاد المعجمة

- ‌«الضابط» :

- ‌«الضارب بالحسام»

- ‌«الضارع» :

- ‌«الضّحّاك» :

- ‌«الضّحوك» :

- ‌«الضّمين» :

- ‌«الضّيغم» :

- ‌«الضّياء» :

- ‌حرف الطاء

- ‌«طاب طاب» :

- ‌«الطاهر» :

- ‌ طه

- ‌«الطّبيب»

- ‌«الطّراز المعلم» :

- ‌«طس»

- ‌«طسم»

- ‌«الطّهور» :

- ‌«الطيّب»

- ‌حرف الظاء المعجمة

- ‌«الظاهر» :

- ‌«الظّفور»

- ‌حرف العين المهملة

- ‌«العابد» :

- ‌«العادل» :

- ‌«العارف» :

- ‌ العالم

- ‌«العاضد» :

- ‌«العافي» :

- ‌«العليم» :

- ‌«العامل»

- ‌«العائل» :

- ‌«العبد» :

- ‌ عبد الله

- ‌«العدّة»

- ‌«العدل» :

- ‌«العربي» :

- ‌«العروة الوثقى» :

- ‌«العزيز» :

- ‌«العصمة»

- ‌«عصمه الله تعالى» :

- ‌«العطوف» :

- ‌«العظيم» :

- ‌«العفو»

- ‌«العفيف»

- ‌«العلامة»

- ‌العلم

- ‌«علم الإيمان»

- ‌«علم اليقين»

- ‌«العليّ»

- ‌«العماد» :

- ‌«العمدة» :

- ‌«العين» :

- ‌«وينبوع الماء»

- ‌«عين العزّ»

- ‌حرف الغين المعجمة

- ‌«الغالب» :

- ‌«الغطمطم» :

- ‌«الغفور» :

- ‌«الغني» :

- ‌«الغوث» :

- ‌«الغياث» :

- ‌حرف الفاء

- ‌«الفاتح» :

- ‌«الفارق» :

- ‌«الفارقليط» :

- ‌«الفاضل» :

- ‌«الفائق» :

- ‌«الفتّاح» :

- ‌«الفجر» :

- ‌«الفخر» :

- ‌«الفخم» :

- ‌«الفدغم» :

- ‌«الفرد» :

- ‌«الفرط» :

- ‌«الفصيح» :

- ‌«الفضل» :

- ‌ فضل الله

- ‌«الفطن» :

- ‌ الفهم

- ‌«الفلاح» :

- ‌«فاتح الكنوز»

- ‌«فئة المسلمين» :

- ‌حرف القاف

- ‌«القاري» :

- ‌«القاسم» :

- ‌«القاضي» :

- ‌«القانت» :

- ‌«القائد»

- ‌«قائد الغرّ المحجّلين»

- ‌«قائد الخير» :

- ‌«القائل» :

- ‌«القائم» :

- ‌«القتّال» :

- ‌«القتول»

- ‌«قثم» :

- ‌ قثوم

- ‌«قدم صدق» :

- ‌«قدمايا» :

- ‌«القرشيّ» :

- ‌«القريب» :

- ‌«القسم» :

- ‌«القطب» :

- ‌«القمر» :

- ‌«القويّ» :

- ‌«القيّم» :

- ‌حرف‌‌ الكاف

- ‌ الكاف

- ‌«الكافة» :

- ‌«الكافي» :

- ‌«الكامل» :

- ‌«الكثير الصمت»

- ‌«الكريم» :

- ‌«الكفيل» :

- ‌«كنديدة» :

- ‌«الكنز» :

- ‌«كهيعص» :

- ‌«الكوكب» :

- ‌حرف اللام

- ‌«اللبيب» :

- ‌«اللسان» :

- ‌«اللسن» :

- ‌«اللوذعي» :

- ‌«الليث» :

- ‌حرف الميم

- ‌«المؤتمن» :

- ‌«المؤمّل» :

- ‌«المؤمّم» :

- ‌‌‌«المؤيّد» :

- ‌«المؤيّد» :

- ‌الْمُؤْمِنِ

- ‌«الماء المعين» :

- ‌«المأمون» :

- ‌«الماجد» :

- ‌الماحي:

- ‌«ماذ ماذ» :

- ‌«المانح» :

- ‌«المانع» :

- ‌«المبارك» :

- ‌«المبرّأ» :

- ‌«المبتهل» :

- ‌«المبشّر» :

- ‌«المبعوث بالحق» :

- ‌«المبلّغ» :

- ‌«المبيح» :

- ‌المبيّن:

- ‌«المتبتّل» :

- ‌«المتبسّم» :

- ‌«المتَّبع»

- ‌«المتربّص» :

- ‌«المترحّم» :

- ‌«المتضرّع في الدعاءِ» :

- ‌«المتقن» :

- ‌«المتّقي» :

- ‌«المتلُوّ»

- ‌«المتلو عليه» :

- ‌«المتمكّن» :

- ‌«المتمّم لمكارم الأخلاق» :

- ‌«المتمّم» :

- ‌«المتهجّد» :

- ‌«المتوسط» :

- ‌«المتوكّل» :

- ‌«المتين» :

- ‌‌‌«المثبّت» :

- ‌«المثبّت» :

- ‌«المجادل» :

- ‌«المجاهد» :

- ‌«المجتبى» :

- ‌«المجتهد» :

- ‌«المجيب» :

- ‌«المجير» :

- ‌«المجيد» :

- ‌«المحجّة» :

- ‌«المحرّض» :

- ‌«المحرِّم للظّلم» :

- ‌«المحفوظ» :

- ‌«المحكّم» :

- ‌«المحرم» :

- ‌«المحلّل» :

- ‌«المحمود» :

- ‌«المحيد» :

- ‌«المخبت» :

- ‌«المخبر» :

- ‌«المختار» :

- ‌«المختص» :

- ‌«المختصّ بالقرآن» :

- ‌«المختص بآيٍ لا تنقطع» :

- ‌«المختّم» :

- ‌«المخصوص بالعزّ»

- ‌«المخصوص بالمجد»

- ‌«المخضم»

- ‌«المخلص» :

- ‌«المدثّر» :

- ‌«المدنيّ» :

- ‌«مدينة العلم» :

- ‌«المذكِّر» :

- ‌«المذكور» :

- ‌«المرء» :

- ‌«المرتجى» :

- ‌«المرتضى» :

- ‌«المرتّل» :

- ‌«المرحوم» :

- ‌«مرحمة» :

- ‌«المرسَل» :

- ‌«المرشد» :

- ‌«مرغمة»

- ‌«المرغّب» :

- ‌«المزكّي» :

- ‌«المزَّمِّل» :

- ‌«المزمزم» :

- ‌«مزيل الغمّة» :

- ‌«المسبّح» :

- ‌«المستجيب» :

- ‌«المستعيذ» :

- ‌«المستغفر من غير مأثم» :

- ‌«المستغني» :

- ‌«المستقيم» :

- ‌«المسدّد» :

- ‌«المسرى به» :

- ‌«المسعود» :

- ‌«المسلّم» :

- ‌«المسيح» :

- ‌«المشاور» :

- ‌«المشذّب» :

- ‌«المشرّد» :

- ‌«المشفّع» :

- ‌«المشفوع» :

- ‌«مشقّح» :

- ‌«المشهود» :

- ‌«المشيح» :

- ‌«المشير» :

- ‌«المصافح» :

- ‌«المصارع» :

- ‌«المصباح» :

- ‌«مصحّح الحسنات» :

- ‌‌‌«المصدّق» :

- ‌«المصدّق» :

- ‌«المصدوق» :

- ‌«المصطفى» :

- ‌«المصلح» :

- ‌«المصلّى» :

- ‌«المصون» :

- ‌«المضخم» :

- ‌«المضري» :

- ‌فائدة:

- ‌«المضيء» :

- ‌«المطاع» :

- ‌«المطهر» :

- ‌«المطيع» :

- ‌«المظفّر» :

- ‌«المعروف» :

- ‌«المعزّر» :

- ‌«المعصوم» :

- ‌«المعطي» :

- ‌«المعظّم» :

- ‌«المعقّب» :

- ‌‌‌«المعلّم» :

- ‌«المعلّم» :

- ‌«معلّم أمته»

- ‌«المعلن» :

- ‌«المعلّى» :

- ‌«المعمّم» :

- ‌«المعين» :

- ‌«المغرم» :

- ‌«المغنم» :

- ‌«المغنِي» :

- ‌«المفتاح» :

- ‌«مفتاح الجنة» :

- ‌«المفخّم» :

- ‌«المفضال» :

- ‌«المفضّل» :

- ‌ المقدّس

- ‌«المفلّج» :

- ‌«المفلح» :

- ‌«المقتصد» :

- ‌«المستقيم» :

- ‌«المقتفي» :

- ‌«المقدّس» :

- ‌‌‌«المقدّم» :

- ‌«المقدّم» :

- ‌«المقرئ» :

- ‌«المقسط» :

- ‌«المقسّم» :

- ‌«لمقصوص» :

- ‌«المقَفَّي» :

- ‌«المقوّم» :

- ‌«مقيل العثرات» :

- ‌«مقيم السنّة» :

- ‌«المكتفي بالله» :

- ‌‌‌«المكرّم» :

- ‌«المكرّم» :

- ‌«المكفي» :

- ‌«المكلّم» :

- ‌«المكّي» :

- ‌«المكين» :

- ‌«الملاحمي» :

- ‌«الملاذ» :

- ‌«الملبّي» :

- ‌«الملجأ» :

- ‌«الملحمة» :

- ‌«ملقّي القرآن» :

- ‌«المليك» :

- ‌ الملك

- ‌«المليء»

- ‌«الممنوح» :

- ‌«الممنوع» :

- ‌‌‌«المنادي» :

- ‌«المنادي» :

- ‌«المنتجب بالجيم»

- ‌«المنتخب» :

- ‌«المنتصر»

- ‌«المنجد» :

- ‌«المنحمنّا» :

- ‌«المنذر» :

- ‌«المنزّل عليه»

- ‌«المنصف» :

- ‌«المنصور» :

- ‌«المنقذ» :

- ‌«منّة الله» :

- ‌«المنيب» :

- ‌«المنير» :

- ‌«المهاب» :

- ‌«المهاجر» :

- ‌«المهداة» :

- ‌«المهدي» :

- ‌«المهذّب» :

- ‌«المهيمن» :

- ‌«المورود حوضه» :

- ‌«الموصل» :

- ‌«المؤتى جوامع الكلم» :

- ‌«الموحى إليه» :

- ‌«المولى» :

- ‌«موذ موذ» :

- ‌«الموعظة» :

- ‌«الموقّر» :

- ‌«الموقن» :

- ‌«ميذ ميذ» :

- ‌«الميزان»

- ‌«الميسّر» :

- ‌«الميمّم» :

- ‌حرف النون

- ‌«النابذ» :

- ‌«الناجز» :

- ‌«الناس» :

- ‌«الناسخ» :

- ‌تنبيه:

- ‌«الناسِك» :

- ‌«الناشر» :

- ‌«الناصب» :

- ‌«الناصح» :

- ‌«ناصر الدين» :

- ‌«الناضر»

- ‌«الناطق بالحق»

- ‌«الناظر من خلفه» :

- ‌«الناهي» :

- ‌«النبي»

- ‌«نبيّ الراحة» :

- ‌«نبيّ الرحمة» :

- ‌«النبيّ الصالح» :

- ‌«نبي الأحمر»

- ‌«نبي الأسود» :

- ‌«نبيّ التوبة» :

- ‌«نبيّ الحرمين» :

- ‌«نبيّ زمزم» :

- ‌«نبيّ المرحمة» :

- ‌«نبيّ الملحمة» :

- ‌«نبيّ الملاحم» :

- ‌«النبأ» :

- ‌«النّجم» :

- ‌«النجم الثاقب» :

- ‌«النجيب» :

- ‌«النّجيد» :

- ‌«نجيّ الله تعالى» :

- ‌«الندب» :

- ‌«النذير» :

- ‌«النسيب» :

- ‌«النعمة» :

- ‌«نعمة الله»

- ‌«النَّقِيّ» :

- ‌«النقيب» :

- ‌«النّور» :

- ‌«نور الأمم» :

- ‌«نور الله الذي لا يطفأ» :

- ‌«نون» :

- ‌حرف الهاء

- ‌«الهادي» :

- ‌«الهاشمي» :

- ‌«الهجود» :

- ‌«الهدى» :

- ‌«هدية الله»

- ‌«الهمام» :

- ‌«الهمّة» :

- ‌«الهيّن» :

- ‌حرف الواو

- ‌«الواجد» :

- ‌«الواسط» :

- ‌«الواعد» :

- ‌«الواسع» :

- ‌«الواضع» :

- ‌«الواعظ» :

- ‌«الوافي» :

- ‌ الوفيّ

- ‌«الوالي» :

- ‌«الوجيه» :

- ‌«الورع» :

- ‌«الوسيم» :

- ‌«الوسيلة» :

- ‌«الوصيّ» :

- ‌«وليّ الفضل» :

- ‌«الولي» :

- ‌«الوهّاب» :

- ‌حرف الياء

- ‌«اليتيم» :

- ‌ تنبيه

- ‌«يس» :

- ‌«اليثربيّ» :

- ‌الباب الرابع في كناه صلى الله عليه وسلم وزاده شرفا وفضلاً لديه

- ‌«أبو القاسم»

- ‌«أبو إبراهيم» :

- ‌«أبو الأرامل» :

- ‌«أبو المؤمنين:

الفصل: الكاهن القضاعي، وهو سلمة بن أبي حيّة بن الأسحم بن

الكاهن القضاعي، وهو سلمة بن أبي حيّة بن الأسحم بن عامر بن ثعلبة بن سعد بن هذيم، وكان منزله بالشام، فخرج إليه عبد المطلب في نفر من قريش وخرج جندب في جماعة من ثقيف، فلما انتهوا إلى الكاهن خبأوا له رأس جرادة في خرز مزادة، فقال: خبأتم لي شيئاً طار فسطع، وتصوّب فوقع، ذا ذنب جرّار وساق كالمنشار. قالوا: ذه. أي بيّن. قال: إلا ذه فلاذه.

يقول: إن لم يكن قولي بياناً، وهو رأس جرادة، في خرز مزادة، في ثني القلادة. قالوا: صدقت.

وانتسبوا له، فقال: أحلف بالضياء والظلم، والبيت ذي الحرم، إن الماء ذا الهرم، للقرشي ذي الكرم. فغضب الثقفيون وقالوا: اقض لأرفعنا مكاناً وأعظمنا جفانا. وأشدّنا طعانا. فقال عبد المطلب: اقض لصاحب الخيرات الكبر، ولمن أبوه سيّد مضر، وساقي الحجيج إذا كثر. فقال الكاهن:

أما وربّ القلص الرّواسم

يحملن أزوالاً بقيّ طاسم

إنّ سناء المجد والمكارم

في شيبة الحمد سليل هاشم

أبي النبيّ المرتضى للعالم

ثم قال:

إن بني النّضر كرامٌ ساده

من مضر الحمراء في قلادة

أهل سناً وملوكٌ قاده

مزارهم بأرضهم عباده

إنّ مقالي فاعلموا شهاده

ثم قال:

إن ثقيفا عبدٌ أبق، فثقف فعتق، فليس له في المنصب الكريم من حق.

فلما قضى لعبد المطلب بذي الهرم استعار عبد المطلب قدوراً ثم أمر فنحرت الجزائر ودعا من حوله فأطعمهم وبعث إلى جبال مكة بجزائر منها، فأمر بها فنحرت للطير والسباع شكراً لله. فلذلك قال أبو طالب ولده:

ونطعم حتّى تأكل الطّير فضلنا

إذا جعلت أيدي المنيضين ترعد

‌تفسير الغريب

الهرم بفتح الهاء وكسر الراء. وأما بالفتح والسكون فمالٌ لأبي سفيان بن حرب بالطائف أيضاً. القلص بضم القاف واللام وبالصاد المهملة: جمع قلوص، وهي من الإبل بمنزلة الجارية من النساء، وهي الشابة. رواسم: جمع رسوم وهي الناقة التي تؤثر في الأرض من شدة الوطء. الأزوال: بالزاي واللام: النساء. بقي: بالقاف. طاسم بطاء وسين مهملتين وهو حي من عاد. المنيضين: جمع منيض المعالج للشيء يقال: نضت الشيء إذا عالجته.

ص: 265

ونقل البلاذريّ عن محمد بن السائب رحمه الله تعالى أن ركباً من جذام صدروا عن الحج ففقدوا رجلاً منهم غالته بيوت مكة، فلقوا حذافة بن غانم بن عامر بن عوف فأخذوه فربطوه ثم انطلقوا به، فتلقّاهم عبد المطلب مقبلاً من الطائف معه ابنه أبو لهب يقوده وقد ذهب بصره، فلما نظر إليه حذافة هتف به فقال عبد المطلب لابنه أبي لهب: ويلك ما هذا؟ قال:

هذا حذافة بن غانم مربوطاً مع ركب. قال: فالحقهم فاسألهم ما شأنهم. فلحقهم فأخبروه فرجع إلى عبد المطلب فأخبره فقال: ما معك. قال: والله ما معي شيء. قال فالحقهم لا أم لك فأعطهم بيدك وأطلق الرجل. فلحقهم أبو لهب فقال: قد عرفتم تجارتي ومالي وأنا أحلف لكم لأعطينكم عشرين أوقية ذهباً وعشراً من الإبل وحمراً وفرساً، وهذا ردائي رهناً بذلك. فقبلوا منه فأطلقوا حذافة فأقبل به، فلما سمع عبد المطلب صوت أبي لهب قال: وأبي إنك لعاصٍ ارجع لا أم لك! قال: يا أبتاه هذا الرجل معي فناداه عبد المطلب: يا حذافة أسمعني صوتك. فقال حذافة: ها أنا ذا بأبي أنت وأمي يا ساقي الحجيج أردفني. فأردفه حتى دخل مكة فقال حذافة:

بنو شيبة الحمد الذي كان وجهه

يضيء ظلام اللّيل كالقمر البدر

كهولهم خير الكهول ونسلهم

كنسل ملوك لا قصار ولا خزر

لساقي حجيج ثم للخير هاشم

وعبد منافٍ ذلك السّيد الفهر

ملوك وأبناء الملوك وسادةٌ

تفلّق عنهم بيضة الطائر الصقر

متى تلق منهم خارجاً في شبابه

تجده على أحراء والده يجري

هم ملأوا البطحاء مجداً وسؤدداً

وهم نكلوا عنا غواة بني بكر

وهم يغفرون الذنب ينقم مثله

وهم تركوا رأى السفاهة والهجر

أخارج إمّا أهلكنّ فلا تزل

بشيبةٍ منكم شاكراً آخر الدهر

والقصيدة أطول مما ذكر وهذه خلاصتها.

وروى البلاذري عن محمد بن السائب أن عبد المطلب أول من خضب بالوسمة لأن الشيب أسرع إليه فدخل على بعض ملوك اليمن فأشار عليه بالخضاب فغيّر شيبته بالحنّة ثم علاه بالوسمة، فلما انصرف وصار بقرب مكة جدد خضابه وقد كان تزود من الوسمة شيئاً كثيراً، فدخل منزله وشعره مثل حلك الغراب، فقالت امرأته نتيلة أم العباس: يا شيب ما أحسن هذا الصبغ لو دام. فقال عبد المطلب:

لو دام لي هذا السواد حمدته

وكان بديلاً من شبابٍ قد انصرم

تمتّعت منه والحياة قصيرةٌ

ولا بدّ من موت نتيلة أو هرم

وماذا الذي يجدي على المرء خفضه

ونعمته يوماً إذا عرشه انهدم

ص: 266

ثم أن أهل مكة خضبوا بعده.

الوسمة: كنبقة وتسكن: نبت يختضب بورقه.

وكان عبد المطلب جسيماً أبيض وسيماً طوالاً فصيحاً ما رآه أحد قط إلا أحبّه، وصار إليه السّقاية والرّفادة، وشرف في قومه وعظم شأنه. وكان يعرف فيه نور النبوة وهيبة الملك.

ومكارمه أكثر من أن تحصر، فإنه كان سيد قريش غير مدافع نفساً وأباً وبيتاً وجمالاً وبهاءً وفعالاً.

قال الرشاطي رحمه الله تعالى: وكان ممن حرّم الخمر في الجاهلية. وله عدة بنين وبنات يأتي ذكرهم عند ذكر أعمام النبي صلى الله عليه وسلم وعماته، وتوفي وله مائة وعشرون سنة، وقيل خمس وثمانون وقيل غير ذلك.

تنبيه:

قال السهيلي رحمه الله تعالى: ظاهر حديث أبي طالب لمّا

قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها» ،

فكان آخر كلامه أنه على ملّة عبد المطلب يقتضي أن عبد المطلب مات على الشرك قال: ووجدت في بعض كتب المسعوديّ اختلافاً في عبد المطلب، وأنه قد قيل فيه مات مسلماً لما رأى من الدلالات على نبوته صلى الله عليه وسلم وعلم أنه لا يبعث إلا بالتوحيد. فالله أعلم.

غير أن

في مسند الدّارميّ وسنن النسائي عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة وقد عزّت قوماً من الأنصار: «لعلك بلغت معهم الكدى» ويروى الكرى بالراء يعني القبور؟ قالت لا. قال: «لو بلغت معهم ذلك ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك»

وهذا ظاهر في عدم إسلامه. انتهى.

وقد ذكره ابن السكن [ (1) ] في الصحابة لما جاء عنه أنه ذكر إن النبي صلى الله عليه وسلم سيبعث كما ذكر بحيرى الراهب وسيف بن ذي يزن وقس بن ساعدة ونظائرهم ممن كان قبل البعثة.

والخبر رواه عنه العباس وتقدم. ولم يتعقب الحافظ في الإصابة ابن السكن بشيء غير أنه أورده في القسم الرابع وقد قال في أول الكتاب: إن القسم الرابع فيمن ذكر في كتب الصحابة على سبيل الوهم والغلط، وبيّن ذلك البيان الظاهر الذي يعول عليه على طريق أهل الحديث. إلى آخره.

[ (1) ] سعيد بن عثمان بن سعيد بن السكن البغدادي، أبو علي: من حفاظ الحديث. نزل بمصر وتوفي بها. قال ابن ناصر الدين: «كان أحد الأئمة الحفاظ، والمصنفين الأيقاظ. رحل وطوّف، وجمع وصنّف» . له «الصحيح المنتقى» في الحديث. توفي سنة 353 هـ. الأعلام 3/ 98.

ص: 267

والظاهر أن إيراده له في القسم الرابع إنما هو لكونه لم يدرك البعثة، فكيف يعدّ من الصحابة كسيف بن ذي يزن فإنه مات بعد المولد بنحو ثلاث سنين، فإنه وإن أقرّ ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم فلا يسمى صحابياً، لأنه لم يره بعد البعثة، بل لم يره أصلاً.

وقال في ترجمة أبي طالب في الكنى، بعد أن أورد قصة الامتحان يوم القيامة: ونحن نرجو أن يدخل عبد المطلب وآل بيته في جملة من يدخلها طائعاً فينجو. إلى آخره.

وتقدم لهذا مزيد بيان في ترجمة ابنة عبد الله.

ابن هاشم هاشم: اسم فاعل من الهشم وهو كسر الشيء اليابس والأجوف. واسمه عمرو العلا، وهو منقول إما من العمر بفتح العين الذي هو من العمر بضمها أي البقاء، ذكره أبو الفتح ابن جنيّ رحمه الله تعالى في المبهج وأنشد لأبي القماقم:

يا ربّ زد من عمره في عمري

واستوف منّي يا إلهي نذري

ويحكى أن عيسى بن عمر سأل عمرو بن عبيد فقال: لم سميت عمراً؟ فقال له: العمر البقاء أطال الله عَمرك وعُمرك. قال ابن دحية رحمه الله تعالى: إن استعمل العمر في القسم فالفتح لا غير. قال تعالى: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ.

أو من غيره مما هو مذكور في الروض والزّهر وغيرهما.

ولقّب هاشماً لأنه أول من هشم الثريد لقومه بمكة وأطعمه، وذلك أن أهل مكة أصابهم جهد وشدة فرحل إلى فلسطين فاشترى منها دقيقاً كثيراً وكعكاً وقدم بذلك إلى مكة فأمر به فخبز ثم نحر جزوراً وجعلها ثريداً عمّ به أهل مكة، ولا زال يفعل ذلك حتى استكفوا.

وهو أول من سنّ الرحلتين، رحلة الشتاء إلى الحبشة ورحلة الصيف إلى الشام.

قال الرشاطي: كانت قريش تجارتهم لا تعدو مكة، وكانت الأعاجم تقدم عليهم بالسلع فيشترون منهم، حتى ركب هاشم إلى الشام فنزل بقيصر وكان كل يوم يذبح شاة فيصنع جفنة ثريد ويدعو من حوله فيأكلون فذكر ذلك لقيصر أن هاهنا رجلاً من قريش يهشم الخبز ثم يصب عليه المرق ويفرغ عليه اللحم، وإنما كانت العجم تضع المرق في الصحاف ثم تأتدم عليه بالخبز، فدعا به قيصر وكلّمه فأعجبه كلامه وأعجب به وجعل يرسل إليه ويدخل عليه، فلما رأى مكانه منه قال: أيها الملك إنّ لي قوماً وهم تجار العرب فإن رأيت أن تكتب لي كتابا تؤمّنهم وتؤمن تجارتهم فيقدموا عليك بما يستظرف من أدم الحجاز وثيابه فيمكّنوا من بيعه عندكم فهو أرخص عليكم. فكتب له كتاب أمان لمن أتى منهم فأقبل هاشم بالكتاب فجعل كلما مرّ بحيّ من العرب على طريق الشام أخذ لهم من أشرافهم إيلافاً، والإيلاف أن يأمنوا

ص: 268

عندهم وفي طريقهم وأرضهم بغير حلف، إنما هو أمان الطريق، فأخذ هاشم الإيلاف فيمن بينه وبين الشام حتى قدم مكة فأعطاهم الكتاب، فكان ذلك أعظم بركة. ثم خرجوا بتجارة عظيمة وخرج هاشم معهم يجوزهم ويوفيهم إيلافهم الذي أخذ لهم من العرب، فلم يبرح يجمع بينهم وبين العرب حتى ورد الشام. ومات في تلك السفرة بغزة. فهذا سبب تسميته بهاشم.

كذا قاله الرشاطي رحمه الله تعالى. وما ذكرناه في سبب تسميته هاشماً هو المشهور.

ولا مانع أن يكون سمّي ببلاد مكة هاشماً لما تقدم، وببلاد قيصر كذلك. والله تعالى أعلم.

وخرج أخوه عبد شمس إلى النجاشي بالحبشة وأخذ لهم كذلك. وخرج أخوهما نوفل إلى الأكاسرة بالعراق وأخذ لهم كذلك. وخرج المطلب إلى حمير باليمن وأخذ لهم كذلك.

فكان يقال لهاشم ولعبد شمس وللمطلب ولنوفل، أولاد عبد مناف: المجيزون فسادوا كلهم، فقال فيهم عبد الله بن الزّبعري رضي الله تعالى عنه، ويقال بل أبوه قائل ذلك. قال البلاذري:

والأول أثبت:

يا أيّها الرجل المحوّل رحله

هلا نزلت بآل عبد مناف

الآخذون العهد من آفاقها

والرّاحلون لرحلة الإيلاف

والرّائشون وليس يوجد رائشٌ

والقائلون هلمّ للأضياف

والخالطون غنيّهم بفقيرهم

حتّى يكون فقيرهم كالكافي

عمرو العلا هشم الثريد لقومه

سفر الشّتاء ورحلة الإيلاف

[ (1) ] وروى الزبير بن بكار في الموفقيات، عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى قال:

كانت قريش في الجاهلية تحتفد، وكان احتفادها أن أهل البيت منهم كانوا إذا سافت- يعني هلكت- أموالهم خرجوا إلى برازٍ من الأرض فضربوا على أنفسهم الأخبية ثم تناوبوا فيها حتى يموتوا خوفاً من أن يعلم بخلّتهم. حتى نشأ هاشم بن عبد مناف فلما ربل وعظم قدره في قومه قال: يا معشر قريش إن العزّ مع كثرة العدد، وقد أصبحتم أكثر العرب أموالاً وأعزّهم نفرا، وإن هذا الاحتفاد قد أتى على كثير منكم، وقد رأيت رأياً. قالوا: رأيك رشيد، فمرنا نأتمر. قال رأيت أن أخلط فقراءكم بأغنيائكم فأعمد إلى رجل غني فأضم إليه فقيراً عدده بعدد عياله فيكون يؤازره في الرحلتين رحلة الشتاء ورحلة الصيف، رحلة الصيف إلى الشام ورحلة الشتاء إلى اليمن، فما كان في مال الغني من فضل عاش الفقير وعياله في ظله، وكان ذلك قطعاً

[ (1) ] روي في الروض الأنف هذان البيتان:

عمرو الذي هشم الثريد لقومه

قوم بمكة منتهين عجاف

سننت إليه الرحلتان كلاهما

سفر الشّتاء ورحلة الإيلاف

الروض الأنف 1/ 157. وفي البداية والنهاية الأصياف بدل الإيلاف، انظر البداية والنهاية 2/ 253.

ص: 269

للاحتفاد. قالوا: نعم ما رأيت. فألّف بين الناس.

الاحتفاد: خفة العمل والإسراع فيه.

وروى البلاذري عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال: والله لقد علمت قريش إن أول من أخذ لها الإيلاف وأجاز لها العيرات لهاشم، والله ما أخذت قريش حبلاً لسفر ولا أناخت بعيراً لحضر إلا بهاشم.

وكان هاشم رجلاً موسراً، وكان يقوم أول يوم من ذي الحجة فيسند ظهره إلى الكعبة من تلقاء بابها فيخطب فيقول: يا معشر قريش أنتم سادة العرب أنساباً، وأنتم أقرب العرب بالعرب أرحاماً، يا معشر قريش إنكم جيران بيت الله أكرمكم الله تعالى بولاية بيته وخصّكم بجواره دون بني إسماعيل، حفظ منكم أحسن ما حفظ جارٌ من جاره فأكرموا ضيفه وزوّار بيته، فإنهم يأتون شعثاً غبراً من كلّ بلد على ضوامر كالقداح وقد أرحضوا وثفلوا وقملوا وأرملوا، فاقروهم وأعينوهم، ولو كان لي مال يحمل ذلك كله كفيتكموه وأنا مخرج من طيّب مالي وحلاله ما لم تقطع فيه رحم ولم يؤخذ بظلم ولم يدخل فيه حرام فواضعه، فمن شاء منكم أن يفعل مثل ذلك فعل، وأسألكم بحرمة هذا البيت أن لا يخرج رجل منكم من ماله لكرامة زوار بيت الله ومعونتهم إلا طيّباً لم يؤخذ ظلماً ولم يقطع فيه رحم ولم يؤخذ غصباً.

فكانت بنو كعب بن لؤي كلها تجتهد في ذلك، ثم يخرجون ذلك من أموالهم حتى إن كان أهل البيت ليرسلون بالشيء اليسير على قدرهم، وكان أهل اليسار منهم ربما أرسل بمائة مثقال هرقلية فيأتون به هاشماً فيضعونه في داره دار النّدوة.

وكان هاشم يخرج في كل سنة مالاً كثيراً. وكان يأمر بحياض من أدم فتجعل في موضع زمزم من قبل أن تحفر زمزم ثم يستقي فيها من الآبار التي بمكة فيشرب الحاج. وكان يطعمهم أول ما يطعمهم قبل التروية بيوم بمكة وبمنى وبجمع وعرفة وكان يثرد لهم الخبز واللحم، والخبز والسمن، والسويق والتمر، ويحمل لهم الماء، ويتفرق الناس لبلادهم.

وكان من أحسن الناس وأجملهم، وكانت العرب تسميه قدح النّضار والبدر.

قال أبو سعد النيسابوري رحمه الله تعالى في «الشّرف» : كان النور يرى على وجهه كالهلال يتوقّد، لا يراه أحد إلا أحبّه وأقبل نحوه.

وبعث إليه قيصر رسولاً ليتزوج ابنته لما وجد في الإنجيل من صفته فأبى.

ولهاشم من الأولاد: نضلة، وبه كان يكنى، وعبد المطلب والعقب منه. وأسد والد فاطمة بنت أسد أم سيدنا علي رضي الله تعالى عنهما. وأبو صيفي. والشّفاء، وخلدة. ورقية وحبيبة.

ص: 270

وله من الإخوة: المطلّب، وعبد شمس، وتماضر، وقلابة. وأمهم عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج، بالجيم، بن ذكوان بن ثعلبة بن الحارث بن بهثة بن سليم السلمية. ونوفل، وأبو عمرو واسمه عبيد. قال ابن قتيبة رحمه الله تعالى: ولا عقب له. وأميمة، أمهم وافدة بنت أبي عدي بن عبد فهم من بني مازن بن صعصعة.

وريطة بنت عبد مناف، ولدت في بني هلال بن معيط من بني كنانة وأمها من ثقيف.

وقيل إن هاشماً وعبد شمس توأمان وإن أحدهما ولد قبل الآخر. قيل إن الأول هاشم وإن إصبع أحدهما ملتصقة بجهة صاحبه فنحيت فسال دم، فقيل يكون بينهما دم.

وولي هاشم بعد أبيه عبد مناف ما كان إليه من السقاية والرفادة فحينئذ حسده أمية ابن عبد شمس بن عبد مناف فنال من هاشم.

فروى البلاذري عن هشام بن محمد بن السائب رحمه الله تعالى قال: كان أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ذا مال فتكلّف أن يفعل كما فعل هاشم في إطعام قريش، فعجز عن ذلك، فشمت به أناس من قريش وعابوه لتقصيره، فغضب ونافر هاشماً على خمسين ناقة سود الحدق. تنحر بمكة وإجلاء عشر سنين، وجعلا بينهما الكاهن الخزاعي، وهو جد عمرو بن الحميق وكان منزله عسفان. وكان مع أمية أبو همهمة بن عبد العزى الفهري، وكانت ابنته عن أمية، فقال الكاهن: والقمر الباهر، والكوكب الزاهر، والغمام الماطر، وما بالجو من طائر. وما اهتدى بعلم مسافر، في منجد وغائر لقد سبق هاشم أمية إلى المآثر، أول منها وآخر، وأبو همهمة بذاك خابر. فأخذ هاشم الإبل، فنحرها وأطعم لحمها من حضر. وخرج أمية إلى الشام فأقام عشر سنين. فتلك أول عداوة وقعت بين بني هاشم وأمية.

مات هاشم بغزة وله عشرون سنة. ويقال خمس وعشرون سنة.

قال البلاذري رحمه الله تعالى: وهذا أثبت. وهو أول من مات من بني عبد مناف. ثم مات عبد شمس بمكة فقبر بأجياد. ثم مات نوفل بسلمان من طريق العراق. ومات المطلب بردمان من طريق اليمن. وسلمان بوزن اسم سلمان الفارسي، وردمان بوزنه.

ابن عبد مناف عبد مناف: قال السهيلي [مفعل من أناف ينيف إنافة: إذا ارتفع. وقال المفضّل رحمه الله تعالى: الإنافة: الإشراف والزيادة. وبه سمي عبد مناف. ومنه تقول: مائة ونيف أي شيء زائد على المائة][ (1) ] واسمه المغيرة منقول من الوصف. والهاء فيه للمبالغة. أي أنه يغير على

[ (1) ] سقط في أ.

ص: 271

الأعداء. أو مغير من أغار الحبل إذا أحكمه. ودخلت الهاء للمبالغة، كما دخلت في علاّمة ونسابة.

قال السهيلي رحمه الله تعالى: ويجوز أن تكون الهاء في المغيرة للتأنيث، ويكون منقولاً من وصف المؤنث.

وكنيته أبو شمس وأمه حبّي بضم الحاء المهملة وتشديد الباء الموحدة الممالة. وكان يقال له قمر البطحاء لجماله.

وسبب تلقيبه بعبد مناف أن أمّه حبّى بنت حليل، بضم الحاء المهملة وفتح اللام، ابن حبشية، بضم الحاء المهملة وقيل بفتحها وسكون الباء الموحدة وكسر الشين المعجمة وتشديد الياء وقيل بتخفيفها، ابن سلول بفتح السين المهملة ولامين الأولى مضمومة، ابن كعب بن خزاعة قد أخدمته مناة، وكان صنماً عظيماً لهم فسمى عبد مناة به. ثم نظر أبوه قصيّ فرآه يوافق عبد مناة بن كنانة فحوّله عبد مناف.

وساد في حياة أبيه وكان مطاعاً في قريش وإياه عنى القائل بقوله:

كانت قريشٌ بيضةً فتفلّقت

فالمحّ خالصه لعبد مناف

المحّ بالحاء المهملة: صفرة البيض.

وروى البلاذري عن زيد بن أسلم- رحمه الله تعالى- إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم سمع جارية تنشد:

كانت قريشٌ بيضةً فتفلّقت

فالمحّ [ (1) ] خالصه لعبد الدّار

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: «كذا قال الشاعر؟» قال أبو بكر: لا. إنما قال: لعبد مناف. قال: «كذاك» .

قال البلاذريّ: وزعموا أنه وجد كتاب في حجر: أن المغيرة أوصى قريشاً بتقوى الله وصلة الرحم.

ابن قصي قصيّ بضم القاف وفتح الصاد المهملة: تصغير قصي بفتح القاف، من قصا يقصو إذا أبعد. قاله ابن الأنباري والزجّاجي- رحمهما الله تعالى: واسمه زيد. قال السهيلي: وصغّر قصيّ

[ (1) ] البيت في الروض الأنف وبعده:

الخالطين فقيرهم بغنيهم

والظالمين لرحلة الأضياف

1/ 161.

ص: 272

على فُعيل. لأنهم كرهوا اجتماع ثلاث ياءات، يعني ياء التصغير وياء فعيل المكبر، والياء المنقلبة عن الواو التي هي لام الفعل لتطرّفها وانكسار ما قبلها، فحذفوا إحداهن وهي الياء الثانية التي تكون في فعيل نحو قضيب، فبقي على وزن فُعيل. قال: ويجوز أن يكون المحذوف لام الفعل. يريد المبدلة من لام الفعل، فيكون وزنه فعيّاً وتكون ياء التصغير هي الثانية مع الزائدة.

قال الرشاطيّ- رحمه الله تعالى: وإنما قيل له قُصيّ لأن أباه كلاب بن مرة كان تزوج فاطمة بنت سعد بن سيل- بسين مهملة فمثناة تحتية مفتوحتين فلام- لقّب باسم جبل لطوله.

واسمه خير ضد شرّ. وفي سعد قال الشاعر:

ما أرى في النّاس طرّاً رجلاً

حضر البأس كسعد بن سيل

فارسٌ أضبط فيه عسرة

وإذا ما وافق القرن نزل

وتراه يطرد الخيل كما

يطرد الحرّ القطاميّ [ (1) ] الحجل

ويقال: إن سعدا هذا أول من حلّى السيوف بالفضة والذهب.

فولدت له زهرة وقصيّا. فهلك كلاب وقصيّ صغير. فتزوج فاطمة أم قصيّ ربيعة ابن حرام بن ضبّة فاحتملها- ربيعة ومعها قصي صغير. وقال السهيلي: رضيع. قال الرشاطي:

فولدت فاطمة لربيعة رزاحا وكان أخاه لأمه، فربيّ في حجر ربيعة، فسمى قصيّاً لبعده عن دار قومه.

قال الرشاطي: وقال الخطّابي: سمي قصيّاً لأنه قصا قومه أي تقصّاهم بالشام، فنقلهم إلى مكة.

قال الرشاطي: وإن زيداً وقع بينه وبين آل ربيعة شر فقيل له: ألا تلحق بقومك! وعيّر بالغربة وكان لا يعرف لنفسه أباً غير ربيعة فرجع إلى أمه وشكا إليها ما قيل له. فقالت: يا بني أنت أكرم نفساً وأباً، أنت ابن كلاب بن مرة وقومك بمكة عند البيت الحرام. فأجمع قصي على الخروج، فقالت له أمه: أقم حتى يدخل الشهر الحرام فتخرج في حاج العرب، فلما دخل الشهر الحرام خرج مع حاج قضاعة حتى قدم مكة فحج وأقام، فعرفت له قريش قدره وفضله وعظمته وأقرت له بالرياسة والسؤدد، وكان أبعدها رأياً وأصدقها لهجة وأوسعها بذلا، وأبينها عفافا، وكان أول مالٍ أصابه مال رجل قدم مكة بأُدمٍ كثير فباعه وحضرته الوفاة ولا وارث له فوهبه لقصي ودفعه له.

[ (1) ] القطامي: الصقر، اللسان 5/ 3682.

ص: 273

وكانت خزاعة مستولية على الأبطح، وكانت قريش تنزل الشّعاب والجبال وأطراف مكة وما حولها فخطب قصيّ إلى حليل بن حبشية الخزاعي ابنته حبّى، فعرف حليل نسبه فزوجه ابنته وحليل يومئذ يلي الكعبة وأمر مكة.

فأقام قصيّ معه وولدت له حبّى أولاده، فلما انتشر ولده وكثر ماله وعظم شرفه هلك حليل، وأوصى بولاية البيت لابنته حبّى فقالت: لا أقدر على فتح الباب وإغلاقه. فجعل ذلك لأبي غبشان، بضم الغين المعجمة وسكون الموحدة بعدها شين معجمة- واسمه المحترش- بميم فحاء مهملة ويقال بمعجمة فتاء مثناة فوقية، فراء فشين معجمة- بن حليل وكان في عقله خلل، فاشترى قصيّ منه ولاية البيت بزقّ خمر وقعود. فضربت به العرب المثل فقالت: أخسر صفقة من أبي غبشان!.

فلما أخذ قصي مفتاح البيت إليه أنكرت خزاعة ذلك وكثر كلامها، وأجمعوا على حرب قصيّ وقريش وطردهم عن مكة وما والاها:

فبادر قصيّ فاستصرخ أخاه رزاح بن ربيعة فحضر هو وإخوته، وكانت بنو صوفة تدفع الناس بالحج من عرفة إذا نفروا من منىً، فلم يجسر أحد من الناس أن ينفر ولا يرمي حتى يرموا، فلما كان هذا العام فعلت بنو صوفة كما كانت تفعل، فأتاهم قصيّ بمن معه من قريش وكنانة وقضاعة عند العقبة فقال لبني صوفة: نحن أولى بهذا منكم. فقاتلوه فاقتتل الناس قتالاً شديداً وكثر القتل في الفريقين فانهزمت صوفة وغلبهم على ما كان بأيديهم من ذلك، فانحازت خزاعة وبنو بكر عن قصيّ، وعلموا أنه سيمنعهم كما منع من ذلك بني صوفة، وأنه سيحول بينهم وبين الكعبة وأمر مكة، فاجتمع لحربهم فخرجت خزاعة وبنو بكر فالتقوا واقتتلوا قتالاً شديداً، ثم إنهم تداعوا إلى الصلح وأن يحكموا رجلاً من العرب، فحكموا يعمر بن عوف بن كعب المعروف بالشدّاخ فقضى بينهم بأن قصيّاً أولى بالكعبة وأمر مكة من خزاعة، وان كل دم أصابته قريش من خزاعة موضوع يشدخه تحت قدميه، وأن ما أصابته خزاعة وبنو بكر من قريش وبني كنانة فيه الديّة. فودوا خمسمائة وعشرين ديّة وثلاثين جريحاً. وأن يخلّى بين قصيّ وبين البيت. فسمي يعمر بن عوف الشدّاخ لما شدخ من الدماء ووضع.

فولى قصيّ أمر الكعبة ومكة وجمع قومه من منازلهم إلى مكة فملّكوه عليهم، ولم تكن مكة بها بيت في الحرم وإنما كانوا يكونون بها حتى إذا أمسوا خرجوا لا يستحلون أن يصيبوا فيها جناية، ولم يكن بها بيت قديم.

فلما جمع قصيٌّ قريشاً- وكان أدهى من رئي من العرب- قال لهم: هل لكم أن تصبحوا بأجمعكم في الحرم حول البيت؟ فو الله لا يستحل العرب قتالكم ولا يستطيعون

ص: 274

إخراجكم منه وتسكنونه فتسودوا العرب أبداً. فقالوا: أنت سيدنا ورأينا تبع لرأيك. فجمعهم ثم أصبح بهم في الحرم حول الكعبة.

وكان قصيّ أول بني كعب بن لؤي أصاب ملكاً أطاع له به قومه، فكانت إليه الحجابة والسقاية والرفادة والندوة واللواء، وحاز شرف مكة كله جميعاً. فسمى مجمّعاً لجمعه قومه.

وفي ذلك قال الشاعر:

أبوكم قصيّ كان يدعى مجمّعاً

به جمع الله القبائل من فهر

وأنتم بنو زيدٍ وزيدٌ أبوكم

به زيدت البطحاء فخراً على فخر

وبنى دار الندوة. والندوة في اللغة: الاجتماع. لأنهم كانوا يجتمعون فيها للمشورة وغير ذلك، فلا تنكح امرأة ولا يتزوج رجل من قريش، ولا يتشاورون في أمر إلا في داره، ولا يعقدون لواء حرب إلا فيها يعقدها لهم قصي أو بعض بنيه.

قال أبو عبيدة: ولما ولي قصي أمر مكة قال: يا معشر قريش، إنكم جيران الله وجيران بيته، وأهل حرمه، وإن الحاج زوّار بيت الله فهم أضياف الله وأحق الأضياف بالكرامة أضياف الله فترافدوا، فاجعلوا لهم طعاماً وشراباً أيام الحج حتى يصدروا، ولو كان مالي يسع ذلك قمت به، ففرض عليهم خرجا تخرجه قريش من أموالها فتدفعه إليه فيصنع به طعاماً وشراباً ولبناً وغير ذلك للحاج بمكة وعرفة فجرى ذلك من أمره حتى قام الإسلام.

قال السهيلي رحمه الله تعالى: وكان قصيّ يسقي الحجيج في حياض من أدمٍ ينقل إليها الماء من بئر ميمون وغيرها خارج مكة، وذلك قبل أن يحفر العجول.

وروى البلاذري عن معروف بن خرّبوذ وغيره قالوا: كانت قريش قبل قصي تشرب من بئر حفرها لؤي بن غالب خارج مكة ومن حياض ومن مصانع على رؤوس الجبال ومن بئر حفرها مرة بن كعب مما يلي عرفة. فحفر قصي بئراً سماها العجول، وهي أول بئر حفرتها قريش بمكة وفيها يقول رجّاز الحاج:

نروي [من] العجول ثمّ ننطلق

إنّ قصيّا قد وفى وقد صدق

بالشّبع للنّاس وريّ مغتبق

وقال آخر:

آب الحجيج طاعمين دسما

أشبعهم زيد قصيّ لحما

ولبناً محضاً وخبزاً هشما

خرّبوذ بفتح المعجمة وتشديد الراء وبسكونها ثم بموحدة مضمومة وواو ساكنة. وآب.

بالمد: رجع.

ص: 275

ويروى أن قصياً قال للأكابر من ولده: من عظّم لئيماً شركه في لؤمه، ومن استحسن مستقبحاً شركه فيه، ومن لم تصلحه كرامتكم فداووه بهوانه، فذاك دواء يحسم الداء والعيّ عيّان: عيّ إفحام، وعيّ المنطق بغير سداد، والحسود: العدو الخفيّ، ومن سأل فوق قدره استحقّ الحرمان.

وقصيّ أحدث وقود النار بالمزدلفة ليراها من دفع من عرفة. وقسم قصيّ مكارمه بين ولده، فأعطى عبد مناف السقاية والندوة، فكانت فيه النبوّة والثروة. وأعطى عبد الدار الحجابة واللواء. وأعطى عبد العزّى الرّفادة والضيافة أيام منى، فكانوا لا يجيزون إلا بأمره.

وأعطى عبد قصي جلهتي الوادي. فسادت بنو قصي الثلاثة.

ومات قصي بمكة فأقام بنوه أمر مكة بعده في قومهم [ (1) ] ودفن بالحجون. فتدافن الناس بعده بالحجون.

ابن كلاب كلاب: بكسر الكاف وتخفيف اللام منقول. وفي وجه نقله عن الجمع وجهان:

أحدهما: ما ذكره السهيلي: إما من المصدر الذي في معنى المكالبة نحو كالبت العدوّ مكالبةً وكلابا، وإما من الكلاب جمع كلب لأنهم يريدون الكثرة كما سمّوا بسباع وأنمار.

والثاني: ما نقله في «المورد» و «الفتح» عن بعضهم أنه كان محبّاً للصيد مولعاً به بالكلاب وجمع منها شيئاً كثيراً، فكان إذا مرّ بكلاب على قوم قيل: هذه كلاب ابن مرة.

فبقي لقباً له.

فائدة: قيل لأبي الدّقيش الأعرابي: لم تسمون أبناءكم بأشرّ الأسماء نحو كلاب وذئب وعبيدكم بأحسن الأسماء نحو مرزوق ورباح. فقال: إنا لنسمي أبناءنا لأعدائنا وعبيدنا لأنفسنا يريد أن الأبناء عدة للأعداء وسهام في نحورهم فاختاروا لهم هذه الأسماء.

قال ابن دحية رحمه الله تعالى: فكان الرجل إذا تشاجر مع كفوه قال: اخرج يا كلب أو يا سباع أو يا نمر أو يا علقمة إلى غير ذلك. وقيل لدفع السّوء عن أبنائهم.

واسمه حكيم. ويقال: الحكيم. وقيل: المهذّب. وقيل عروة. نقله الجوّاني في المقدمة.

[ (1) ] في أ: يومهم.

ص: 276

قال المحبّ بن الشهاب بن الهائم [ (1) ] : والصحيح الأول. قال بعض العرب:

حكيم بن مرّة ساد الورى

ببذل النّوال وكفّ الأذى

وكنيته أبو زهرة. وهو أول من جعل السيوف المحلاة بالبيت، وذلك أن سعد بن سيل جد ابنه قصي لأمّه هو أول من حلّى السيوف بالذهب والفضة وأهدى إلى كلاب بن مرة مع ابنته فاطمة أم قصيّ سيفين محلّيين فجعلهما كلاب في خزانة الكعبة. ذكره أبو الربيع.

وأمه هند، ويقال نعم بنت سريرٍ- بمهملات مصغراً- ابن ثعلبة.

قال البلاذري: والأول أثبت. وكان له من الذكور ابنان قصيّ وزهرة، بضم الزاي بلا خلاف. وبه كان يكنى كما تقدم. وهو جد النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم من قبل أمه.

قال الحافظ: والمشهور عند أهل النسب أن زهرة اسم رجل. وشذّ ابن قتيبة فزعم أنه اسم امرأة. وهو مردود بقول إمام أهل النسب هشام بن الكلبي: أن اسم زهرة: المغيرة.

قال السهيلي: وما قاله ابن قتيبة منكر غير معروف.

ابن مرة مرة. بضم الميم. وفيما نقل منه وجوه: أحدها: أنه منقول من وصف الحنظلة والعلقمة، وكثيراً ما يسمون بحنظلة وعلقمة. والتاء على هذا للتأنيث.

الثاني: أنه منقول من وصف الرجل بالمرارة. قاله أبو عبيد. يقال: مرّ الشيء وأمرّ إذا اشتدت مرارته.

قال السهيلي: ويقوّي هذا قولهم: تميم بن مرّ. فالتاء على هذا للمبالغة.

الثالث: قال السهيلي: وأحسب أنه من المسمّين بالنبات لأن أبا حنيفة ذكر أن المرّة بقلة تقطع فتؤكل بالخل يشبه ورقها ورق الهندباء.

الرابع: أنه مأخوذ من القوة كما في قوله تعالى: ذُو مِرَّةٍ أي قوة. ويقال مرّ الرجل إذا أحكم صنعته.

الخامس: أنه منقول من قولهم: مرّ الشيء إذا اشتدت مرارته. قال تعالى: وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ نقله ابن دحية عن أبي عبيدة.

وكنيته أبو يقظة- بمثناة تحتية فقاف فظاء معجمة مفتوحات ثم هاء- وأمّه مخشيّة-

[ (1) ] محمد بن أحمد بن محمد بن عماد، أبو الفتح، محب الدين بن الهائم: فاضل مصري الأصل، مقدسي الإقامة والوفاة.

اشتغل بالفقه والحديث، وخرّج لنفسه ولغيره. ومات في حياة والده له «الغرر المضية في شرح نظم الدرر السنية» وهو شرح لألفية العراقي في نظم السيرة النبوية. توفي سنة 798 هـ. الأعلام 5/ 329.

ص: 277

بميم مفتوحة فخاء ساكنة فشين مكسورة معجمتين فمثناة تحتية مشددة- ويقال: وحشية، بنت شيبان بن محارب بن فهر.

وله من الولد ثلاثة: كلاب وتميم، رهط أبي بكر الصديق، وطلحة بن عبيد الله أحد العشرة رضي الله تعالى عنهم. ويقظة المكنى به، ومنه بنو مخزوم. وأمهما البارقة.

ابن كعب كعب: اختلف مما ذا نقل على أقوال: الأول: أنه منقول من الكعب الذي هو قطعة من السمن الجامد في الزّق أو في غيره من الظروف، كما أن الكعب القطعة من الأقط حكاه الزّجاجي والسهيلي في آخرين.

الثاني: أنه منقول من كعب الإنسان وهو ما شرف فوق رسغه عند قدمه. وعلى هذا فقيل: نقل منه لارتفاعه وشرفه على قومه. واختاره الزجاجي وغيره لثبوته، من قولهم ثبت ثبوت الكعب. واختاره السهيلي، واستدل له بما جاء في خبر ابن الزبير رضي الله تعالى عنهما: أنه كان يصلي عند الكعبة يوم قتل وحجارة المنجنيق تمرّ بأذنه، وهو لا يلتفت كأنه كعبٌ راتب.

الثالث: أنه من كعب القناة. ذكره ابن دريد. قال في الزهر: ولعله أشبه ويترشح بقول بعضهم: سمي بذلك لارتفاعه على قومه وعلوّه عليهم وشرفه فيهم.

وكنيته أبو هصيص- بمهملتين مصغر- والهصّ: شدة القبض والغمز: وقيل: شدة الوطء للشيء حتى يشدخه.

وأمّه ماويّة- بواو- مكسورة فمثناة تحتية مشددة- بنت كعب بن القين القضاعية.

وكان عظيم القدر عند العرب، ولهذا أرّخوا بموته إلى أن كان عام الفيل فأرّخوا به، ثم أرّخوا بموت عبد المطلب.

قال السهيلي: وكعب بن لؤي هذا من جمّع يوم العروبة، ولم تسم العروبة الجمعة إلا منذ جاء الإسلام في قول بعضهم. وقيل هو أول من سماها الجمعة. انتهى. وصحح هذا الثاني المحب ابن الهائم. وقال ابن حزم: يوم الجمعة اسم إسلامي ولم يكن في الجاهلية لأنه يجتمع فيه للصلاة أحد من الجمع. قال في الزهر: وفي تفسير عبد بن حميد بسند صحيح عن ابن سيرين رحمه الله تعالى قال: جمع أهل المدينة قبل أن تنزل الجمعة وقبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم، وهم الذين سمّوها الجمعة. وهو يؤيد ما ذكره ابن حزم ولهذا مزيد بيان يأتي إن شاء الله تعالى في الباب الثاني من أبواب الحوادث.

ص: 278

وكان يجمع قومه في هذا اليوم ويخطبهم. قال أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف [ (1) ] رحمه الله تعالى: فيقول أمّا بعد فاسمعوا وعوا، وافهموا وتعلموا، ليلٌ ساجٍ، ونهارٌ ضاحٍ والأرض مهاد، والسماء بناء، والجبال أوتاد، والنجوم أعلام، لم تخلق عبثاً فتضربوا عنا صفحاً، الآخرون كالأولين، والذكر كالأنثى، والزوج والفرد إلى بِلى. فصلوا أرحامكم، وأوفوا بعهودكم، واحفظوا أصهاركم، وثمّروا أموالكم، فإنها قوام مروءتكم فهل رأيتم من هالك رجع، أو ميت نشر، الدار أمامكم واليقين غير ما تظنون، حرمكم زينوه وعظموه، وتمسكوا به، فسيأتي له نبأ عظيم، وسيخرج منه نبي كريم، بذلك جاء موسى وعيسى صلى الله عليه وسلم، ثم يقول:

نهارٌ وليل كلّ أوب بحاث [ (2) ]

سواءٌ علينا ليلها ونهارها

على غفلةٍ يأتي النبيّ محمّدٌ

يخبّر أخباراً صدوقاً خبيرها

والله لو كنت ذا سمع وذا بصر، ويدٍ ورجل، لتنصّبت فيها تنصّب الجمل، ولأرقلت فيها إرقال الفحل. ثم يقول:

يا ليتني شاهدٌ فحواء دعوته

حين العشيرة تبغي الحقّ خذلانا

وكان بين موته ومبعث النبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة سنة وستون سنة. رواه أبو نعيم وغيره.

وهو أول من قال: «أما بعد» في أحد الأقوال. وله من الذكور ثلاثة: مرّة، وهصيص المكنّى به، وعدي.

ابن لؤي لؤيّ: بضم اللام ويهمز ويسهّل: واختلف في المنقول منه على أقوال: أحدها: أنه تصغير لأي واختلف في اللأي ما هو؟ فقال: ابن الأنباري في جماعة منهم أبو ذر الخشني:

اللأي الثور الوحشي. وقال أبو حنيفة: اللأي: البقرة قال: وسمعت أعرابياً يقول: بكم لأيك هذه؟ وقال السهيلي: اللأي: البطء بضم الباء مهموزاً ضد الأناة وترك العجلة.

الثاني: أنه منقول من لواء الجيش.

الثالث: أنه منقول من لوي الرمل المقصور: قالهما ابن دريد.

[ (1) ] أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، المدني، قيل اسمه عبد الله، وقيل إسماعيل، ثقة مكثر، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين، وكان مولده سنة بضع وعشرين. التقريب 2/ 430.

[ (2) ] لعل معنى البيت كل رجوع لليل ونهار متفرقين سواء علينا. على أن معنى «بحاث» متفرقين. يقال: تركهم حاث باث، متفرقين مبددين، انظر الوسيط 1/ 204.

ص: 279

وكنيته أبو كعب.

وكان له من الذكور سبعة: كعب المكنّى به وعامر رهط سهيل بن عمرو وهما صريحا لؤيّ. وسامة بسين مهملة بلا ألف قبلها وأمهم ماويّة. وهم بنو ناجية في عمان وخزيمة بن لؤيّ بطن هم عائذة قريش، وسعد بن لؤيّ بطن وهم بنانة بموحدة مضمومة ونونين، والحارث وهم جشم، كان جشم عبداً للؤيّ حضنه فغلب عليه. وعوف وهم من غطفان.

وأمه عاتكة بنت يخلد- بمثناة تحتية فخاء معجمة ساكنة فلام مضمومة فدال مهملة- ابن النضر بن كنانة. ويقال: بل سلمى بنت الحارث بن تميم بن هذيل بن مدركة.

وكان لؤي حليماً حكيماً نطق بالحكمة صغيراً. قال البلاذريّ: روي أن لؤياً قال: من رب معروفه لم يخلق ولم يخمل، فإذا خمل الشيء لم يذكر، وعلى من أولي معروفاً نشره، وعلى المولي تصغيره وطيّه.

ابن غالب غالب: منقول من اسم فاعل مشتق من الغلب، يقال: غلبته غلباً بفتحات فأنا غالب.

وكنيته أبو تميم. وله ولدان لا غير: لؤي وتيم المكنى به. وهو المعروف بتيم الأدرم لأن أحد لحييه كان أنقص من الآخر. وفي قريش تيمان: تيم بن مرة. وتيم الأدرم، وكان كاهناً وأمه ليلى بنت الحارث بن تميم بن هذيل بن مدركه.

ابن فهر فهر بكسر الفاء وسكون الهاء فراء منقول من الفهر، وهو من الحجارة الطويل. قاله السهيلي. قال الخشني: الفهر حجر ملء الكف يذكر ويؤنث وفي «تقويم المفسد» عن الأصمعي: من أنث الفهر أخطأ.

وكنيته أبو غالب. وأمه جندلة، بجيم فنون ساكنة فدال مهملة، بنت عامر بن الحارث ابن مضاض الجرهميّ، وكان رئيس أهل مكة وكان له من الولد: غالب، وأسد، وعوف.

وجون، وريص والحارث، بطن، ومحارب، بطن، وهما من قريش الظواهر. وقيس. وهو قريش في قول أبي بكر محمد بن شهاب الزّهري ونسبه البيهقيّ والحافظ لأكثر أهل العلم.

قال ابن شهاب: وهو الذي أدركت عليه من أدركت من نسّاب العرب: أن من جاوز فهراً فليس من قريش. وبه قال الشّعبي وهشام بن محمد الكلبي، ومصعب بن عبد الله الزبيريّ وخلق، وصحّحه الحافظ شرف الدين الدمياطي والحافظ أبو الفضل العراقي وغيرهما.

ص: 280

قال الحافظ صلاح الدين بن العلائيّ [ (1) ] : وعليه جمهور أهل النسب.

وقيل: إن قريشاً هم بنو النضر بن كنانة. وإليه ذهب محمد بن إسحاق، وأبو عبيدة معمر بن المثنى، وأبو عبيد القاسم بن سلام. وبه قال الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه وعنهم وغيره.

قال الحافظ صلاح الدين العلائي: وهو الصحيح الذي عليه المحققون والحجة له حديث

الأشعث بن قيس رضي الله تعالى عنه قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد كندة فقلت: ألستم منا يا رسول الله؟ قال: «لا نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفوا أمنا ولا ننتفي من أبينا» .

رواه ابن ماجة. قال العلائي رجاله ثقات

[ (2) ] .

ووجه الدلالة منه ظاهر. أي لا نترك النسب إلى الآباء وننتسب إلى الأمّهات.

وقيل: إن قريشاً بنو إلياس بن مضر. نقله الأستاذ أبو منصور عبد القاهر بن طاهر [ (3) ] عن التميمية وصححه قال: وهو اختيار أبي عمرو بن العلاء وأبي الحسن الأخفش [ (4) ] وحمّاد ابن سلمة وعبيد الله بن الحسن بن سوار. وروى مثله عن أبي الأسود الدؤلي [ (5) ] .

[ (1) ] خليل بن كيكلديّ بن عبد الله العلائي الدمشقي، أبو سعيد، صلاح الدين: محدث، فاضل، بحاث. ولد وتعلم في دمشق، ورحل رحلة طويلة. ثم أقام في القدس مدرسا في الصلاحية سنة 731 هـ، فتوفي فيها. من كتبه «المجموع المذهب في قواعد المذهب» في فقه الشافعية، وكتاب «الأربعين في أعمال المتقين» كبير، و «الوشي المعلم» في الحديث، و «المجالس المبتكرة» و «المسلسلات» و «النفحات القدسية» و «منحة الرائض» في الفرائض، و «كتاب المدلسين» و «مقدمة نهاية الأحكام» و «برهان التيسير في عنوان التفسير» وغير ذلك، توفي سنة 761 هـ. انظر الأعلام 2/ 321.

[ (2) ] أخرجه ابن ماجة (2612) .

[ (3) ] عبد القاهر بن طاهر بن محمد بن عبد الله البغدادي التميمي الأسفراييني، أبو منصور: عالم متفنن، من أئمة الأصول.

كان صدر الإسلام في عصره. ولد ونشأ في بغداد، ورحل إلى خراسان فاستقر في نيسابور. وفارقها على أثر فتنة التركمان ومات في أسفرايين. كان يدرّس في سبعة عشر فنّا. وكان ذا ثروة. من تصانيفه «أصول الدين» و «الناسخ والمنسوخ» و «تفسير أسماء الله الحسنى» و «فضائح القدرية» و «التكملة، في الحساب- خ» و «تأويل المتشابهات في الأخبار والآيات- خ» و «تفسير القرآن» . توفي سنة 429 هـ. الأعلام 4/ 48.

[ (4) ] سعيد بن مسعدة المجاشعي بالولاء، البلخي ثم البصري، أبو الحسن، المعروف بالأخفش الأوسط: نحويّ، عالم باللغة والأدب، من أهل بلخ. سكن البصرة، وأخذ العربية عن سيبويه. وصنف كتبا، منها «تفسير معاني القرآن» و «شرح أبيات المعاني» و «الاشتقاق» و «معاني الشعر» و «كتاب الملوك» و «القوافي» توفي سنة 512 هـ.

الأعلام 3/ 101، 102.

[ (5) ] ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل الدؤلي الكناني: واضع علم النحو. كان معدودا من الفقهاء والأعيان والأمراء والشعراء والفرسان والحاضري الجواب، من التابعين. رسم له عليّ بن أبي طالب شيئا من أصول النحو، فكتب فيه أبو الأسود. وأخذه عنه جماعة. وفي صبح الأعشى أن أبا الأسود وضع الحركات والتنوين لا غير. سكن البصرة في خلافة عمر، وولي إمارتها في أيام علي، استخلفه عليها عبد الله بن عباس لما شخص إلى الحجاز. ولم يزل في الإمارة إلى أن قتل عليّ. وكان قد شهد معه «صفين» . ولما تم الأمر لمعاوية قصده فبالغ معاوية في إكرامه. وهو- في أكثر الأقوال- أول من نقط المصحف. وله شعر جيد، في «ديوان» صغير، أشهره أبيات يقول فيها:

ص: 281

وقيل إنهم جميع بني مضر بن نزار. ونقله الأستاذ عن القيسية وبه قال مسعر بن كدام [ (1) ] . وروى مثله عن حذيفة بن اليماني رضي الله تعالى عنهما.

وقيل إنهم بنو قصي بن كلاب. حكاه الماوردي وأبو عمرو بن الأثير في الجامع وغيرهما وهو قول المبرّد. قال في النور: وهو قول باطل. وكأنه قول رافضيّ، لأنه يقتضي أن يكون أبو بكر وعمر ليسا من قريش، وإذا لم يكونا من قريش فإمامتهما باطلة، وهذا خلاف إجماع المسلمين. انتهى.

واختلفوا لم سمي بقريش على أقوال: أحدها بدابّة عظيمة في البحر من أقوى دوابه سميت به قريش لقوتها لأنها تأكل ولا تؤكل وتعلو ولا تعلى. قاله ابن عباس حين سأله معاوية، واستشهد له بقول الشاعر الجمحيّ [ (2) ] :

وقريشٌ هي التي تسكن البحر

بها سمّيت قريشٌ قريشا

سلّطت بالعلوّ في لجّة البحر

على ساكني البحور جيوشا

تأكل الغثّ والسّمين ولا تت

رك يوماً لذي الجناحين ريشا

هكذا في العباد حيّ قريشٍ

يأكلون البلاد أكلا كشيشا

ولهم في آخر الزمان نبيّ

يكثر القتل فيهم والخموشا

تملأ الأرض خيله ورجالٌ

يحشرون المطيّ حشراً كميشا

رواه ابن عساكر:

وروى ابن أبي شيبة إن ابن عباس سأله عمرو بن العاص: لم سميت قريشٌ قريشاً؟ قال:

بالقرش دابّة تأكل الدوابّ لشدتها. وإلى هذا القول ذهب محمد بن سلام، ورجحه أبو بكر بن الأنباري. وقال المطرزيّ رحمه الله تعالى عن هذه الدابة: إنها ملكة دواب البحر وأشدها، فكذلك قريش سادات الناس.

[ () ]

«لا تنه عن خلق وتأتي مثله»

مات بالبصرة. ولأبي أحمد عبد العزيز بن يحيى الجلودي. كتاب «أخبار أبي الأسود» وللدكتور فتحي عبد الفتاح الدجني «أبو الأسود الدؤلي ونشأة النحو العربي» في الكويت. توفي 69 هـ. الأعلام 3/ 36، 37.

[ (1) ] مسعر بن كدام، بكسر أوله وتخفيف ثانيه، ابن ظهير، الهلالي، أبو سلمة الكوفي، ثقة ثبت فاضل، من السابعة، مات سنة ثلاث أو خمس وخمسين. التقريب 2/ 243.

[ (2) ] وهب بن زمعة بن أسد، من أشراف بني جمح بن لؤي بن غالب، من قريش: أحد الشعراء العشاق المشهورين. من أهل مكة. قال المرتضى: هو «من شعراء قريش، وممن جمع إلى الطبع التجويد» . له مدائح في معاوية وعبد الله بن الزبير. وأخبار كثيرة مع عمرة الجمحية وعاتكة بنت معاوية. في شعره رقة وجزالة. وله «ديوان شعر» من رواية الزبير بن بكار. وكان صالحا. ولاه عبد الله الزبير بعض أعمال اليمن، وتوفي بعليب بتهامة. توفي سنة 63 هـ. انظر الأعلام 8/ 125.

ص: 282

وقيل سموا قريشاً لأنهم كانوا يتّجرون ويأخذون ويعطون، من قولهم قرش الرجل يقرش إذا اتّجر وأخذ وأعطى وقيل إنما سميت قريشاً من الإقراش وهو وقوع الرايات والرماح بعضها على بعض. وقيل إنها سميت قريشاً من التقريش وهو التحريش. حكاه ابن الأنباري.

[وقيل: من تزيين الكلام وتحسينه] .

قال الزجاجي [ (1) ] : وهو بعيد لأن المعروف في اللغة أن التقريش هو التحريش لا أن التقريش هو تزيين الكلام وتحسينه. وقيل إنما سميت قريشاً، من التقريش وهو التفتيش، لأنهم كانوا يفتشون عن ذي الخلّة ويسدّون خلته. ذكره بعض العلماء.

وقيل إنما سميت قريشاً بقريش ابن بدر بن يخلد بن النضر بن كنانة، فكان دليل بني النضر وصاحب مبرتهم [ (2) ]، وكانت العرب تقول: قد جاءت عير قريش، وخرجت عير قريش.

نقله أبو عمرو وغيره. وهو ما يعضّد قول ابن إسحاق.

وقيل إنما سميت قريشاً لما جمعهم قصي بن كلاب حين قدم مكة كما تقدم، والتقرش: التجمع. نقله أبو عمرو وغيره.

إذا علم ذلك: فقريش فرقتان: بطاح. وظواهر. فقريش البطاح: من دخل مكة مع قصيّ الأبطح. والظواهر: من أقام. بظواهر مكة ولم يدخل الأبطح ولهذا مزيد بيان في اسمه الأبطحي صلى الله عليه وسلم.

والنسبة إلى قريش: قرشي وقريشي والثاني هو القياس.

واختلف القائلون أن فهراً هو قريش. هل الأول اسم، والثاني لقب؟ أو بالعكس. قولان رجّح الزبير وغيره أن فهراً لقب وأن الاسم الذي سمّته به أمه: قريش. والله تعالى أعلم.

وله من الذكور سبعة: غالب، والحارث، وأسد، وعوف، وريث، وجون ومحارث. ومن الإناث واحدة وهي جندلة.

ابن مالك مالك: اسم فاعل من ملك يملك فهو مالك. وجمعه ملاّك وملّك.

[ (1) ] يوسف بن عبد الله الزجاجي الجرجاني أبو القاسم أديب لغوي محدث. نسبته إلى عمل الزجاج وبيعه أخذ عن أبي أحمد الغطريفي وأبي إسحاق البصري وغيرهما وتوفي بأستراباد. من كتبه عمدة الكتاب وعدة ذوي الألباب واشتقاق الأسماء وشرح الفصيح 8/ 239. توفي 415 هـ.

[ (2) ] في أ: سيرتهم.

ص: 283

ويكنى أبا الحارث وأمه عاتكة. ولقبها عكرشة بنت عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان بعين مهملة مفتوحة فمثناة تحتية ساكنة. وقيل: عرابة بنت سعد القيسية. وقيل غير ذلك.

ولم يكن له من الولد غير فهر.

ومن حكمه: ربّ صورة تخالف المخبرة، قد غرّت بجمالها، واختبر قبيح أفعالها فاحذر الصّور، واطلب الخبر.

ابن النضر النّضر: بفتح النون وإسكان الضاد المعجمة ثم راء واسمه قيس، ولقّب النّضر لنضارة وجهه وجماله، منقول من النضر اسم للذهب الأحمر، ويكنى أبا يخلد بمثناة تحتية مفتوحة فخاء معجمة فلام مضمومة فدال مهملة.

وله من الذكور: مالك ويخلد. وبه كان يكنى، والصّلت وأمّه برة بنت مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر. قال السهيلي: خلف عليها كنانة بعد أبيه فولدت له النضر بن كنانة وكان ذلك مباحاً في الجاهلية بشرع متقدّم ولم يكن من المحرّمات التي انتهكوها ولا من العظائم التي ابتدعوها، لأنه أمر كان في عمود النسب. وقد

قال صلى الله عليه وسلم: «أنا من نكاح لا من سفاح» .

وكذلك قال تعالى: وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ أي ما قد سلف من تحليل ذلك قبل الإسلام وفائدة الاستثناء أنه لا يعاب نسب النبي صلى الله عليه وسلم، وليعلمه إنه لم يكن في أجداده من كان لغيّة ولا من سفاح، ألا ترى أنه لم يقل لشيء نهى عنه في القرآن إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ نحو قوله وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى ولم يقل إلا ما قد سلف. ولا في شيء من المعاصي التي نهي عنها إلا في هذه الآية. وفي الجمع بن الأختين، لأن الجمع بين الأختين قد كان مباحاً أيضاً في شرع من قبلنا، وقد جمع يعقوب صلى الله عليه وسلم بين راجيل أي بالجيم وأختها ليّا. فبقوله إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ التفات في هذه المعنى وتنبيه على هذا المغزى وهذه النكتة تلقّيتها من شيخنا الإمام الحافظ أبي بكر محمد بن العربي رحمه الله تعالى. انتهى.

وتبعه على ذلك أبو الرّبيع وزاد أن عادة أهل الجاهلية إذا مات الرجل خلف على زوجته بعده أكبر بنيه من غيرها إلى آخره.

قال في المورد: ولما وقفت على هذا القول أقمت مفكراً مدة، لكون برّة المذكورة كانت زوجاً لخزيمة بن مدركة. فتزوجها بعده ولده كنانة بن خزيمة فجاء له منها النضر ابن كنانة، وأن هذا وقع في نسب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 284

وروينا من طريق المدائنيّ [ (1) ] عن أبي الحويرث، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما ولدني من سفاح أهل الجاهلية شيء ما ولدني إلا نكاح كنكاح أهل الإسلام»

ويقول ابن الكلبي رحمه الله تعالى إنه كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة أمّ فلم يجد فيها شيئاً مما كان من أمر الجاهلية.

ثم رأيت أبا عثمان عمرو بن بحر الجاحظ [ (2) ] رحمه الله تعالى قد ذكر في كتاب له سمّاه كتاب «الأصنام» قال فيه: وخلف كنانة بن خزيمة على زوجة أبيه بعد وفاته وهي برّة بنت أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر وهي أمّ أسد بن الهون بن خزيمة. ولم تلد لكنانة ولداً ذكراً.

ولكن كانت بنت أخيها وهي برة بنت مر بن أد بن طابخة، أخت لجشم بن مر، عند كنانة بن خزيمة، فولدت له النضر بن كنانة. وإنما غلط كثير من الناس لمّا سمعوا أن كنانة خلف على زوجة أبيه، ولاتفاق اسمهما وتقارب نسبهما وقع هذا الذي عليه مشايخنا وأهل العلم بالنسب. قال: ومعاذ الله أن يكون أصاب نسب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقت نكاح.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما زلت أخرج من نكاح كنكاح الإسلام حتى خرجت من أبي وأمي»

قال: فمن اعتقد غير هذا فقد كفر وشك في هذا الخبر.

ونقل في الزّهر كلام الجاحظ وفيه أن برّة كانت بنت أدّ بن طابخة التي خلف عليها كنانة ماتت ولم تلد له فتزوج بعدها بابنة أخيها برّة، فأولدها أولادا. انتهى. قال في الزهر: وهذا هو الصواب. وقال بعد ذلك في موضع آخر: وإن خلافه غلط ظاهر، لأنه مصادم

لقوله صلى الله عليه وسلم: «لم يجمع الله أبويّ على سفاح قط»

وهذا سفاح بإجماع، ولا يعتقد هذا في نسبه الطاهر أحد من المسلمين. ثم قال: وهذا الذي يثلج به الصدر ويذهب به وحره ويزيل الشكّ ويطفئ شرره.

قلت: وما ذكره الجاحظ من النفائس التي يرحل إليها. وقد قدمنا في طهارة نسبه صلى الله عليه وسلم ما يؤيد ذلك. والسهيلي رحمه الله تعالى تبع في ذلك الزبير، والزبير كأنه تبع الكلبي، والكلبي ذكر ذلك كما نقله عنه البلاذريّ، والكلبي متروك، ولو نقل ذلك ثقةٌ لم يقبل قوله

[ (1) ] علي بن محمد بن عبد الله، أبو الحسن المدائني: راوية مؤرخ، كثير التصانيف، من أهل البصرة. سكن المدائن، ثم انتقل إلى بغداد فلم يزل بها إلى أن توفي. أورد ابن النديم أسماء نيف ومائتي كتاب من مصنفاته في المغازي، والسيرة النبوية، وأخبار النساء، وتاريخ الخلفاء، وتاريخ الوقائع والفتوح، والجاهليين، والشعراء، والبلدان. قال ابن تغري بردي:

«وتاريخه أحسن التواريخ وعنه أخذ الناس تواريخهم» . بقي من كتبه «المردفات من قريش» ، و «التعازي» . توفي سنة 225 هـ. الأعلام 4/ 323.

[ (2) ] عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ: كبير أئمة الأدب، ورئيس الفرقة الجاحظية من المعتزلة. مولده ووفاته في البصرة. له تصانيف كثيرة، منها «الحيوان» «البيان والتبيين» و «سحر البيان» و «التاج» ويسمى أخلاق الملوك، و «البخلاء» و «المحاسن والأضداد» و «التبصر بالتجارة» . انظر الأعلام 5/ 74.

ص: 285

في ذلك لبعد الزمان وعدم المشاهدة ومخالفة الأحاديث السابقة في طهارة نسبه صلى الله عليه وسلم.

على أن الزمخشري جزم بأن الاستثناء في الآية إنما سيق للمبالغة في التحريم وسدّ الطرق إلى الإباحة لأن المعنى أن أمكنكم أن تنكحوا ما قد سلف فانكحوه. فإنه لا يحل لكم غيره، من قبل أنه علّق نقيض المدّعى وهو إثبات الحل بالمحال وهو نكاح ما سلف، فيكون محالاً، وحينئذ فعدم الحل متحقق إذ ذاك، لا سيّما وقد أخبر عنه بأنه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلا، بخلاف الجمع بين الأختين فإنه مع ذكر الاستثناء فيه أيضاً وقع مقترناً بما يدل على أن ما وقع منه قبل كان مغفوراً حيث عقّب بقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً. وهذا كما في قوله:

ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم

بهنّ فلول من قراع الكتائب

فأكد المدح بما يشبه الذم، لأن المعنى أن كان فلول السيف عيباً فهو عيب، وليست بعيب لأنها من كمال الشجاعة فإثبات العيب على هذا التقدير تعليق بمحال، كما في قوله تعالى: حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ وعلى هذا جرى الإمام الطيبي [ (1) ] رحمه الله تعالى وبسط الكلام عليه، والله تعالى أعلم.

ابن كنانة كنانة: بكسر الكاف ونونين مفتوحتين بينهما ألف ثم هاء منقول من الكنانة التي هي الجعبة بفتح الجيم وسكون العين المهملة، سمي بذلك لأنه كان ستراً على قومه كالكنانة الساترة للسهام. قال الزجاجي من أمثالهم:«قبل الرّماء تملأ الكنائن» . ويكنى أبا النضر وأمه عوانة بنت سعد بن قيس بن عيلان بن مضر. ويقال هند بنت عمرو بن قيس بن عيلان. وقال أبو الحسن سلام بن عبد الله بن سلاّم الإشبيلي. قال أبو عمرو رحمه الله تعالى: قال عامر العدواني لأبنه في وصيته: يا بني أدركت كنانة بن خزيمة وكان شيخاً مسنّاً عظيم القدر، وكانت العرب تحجّ إليه لعلمه وفضله، فقال: أنه قد آن خروج نبي من مكة يدعى أحمد، يدعو إلى الله وإلى البرّ والإحسان ومكارم الأخلاق، فاتّبعوه تزدادوا شرفاً وعزّاً إلى عزكم.

قال أبو الربيع رحمه الله تعالى: أن كنانة رأى وهو نائم في الحجر فقيل له: تخيّر يا أبا

[ (1) ] الحسين بن محمد بن عبد الله، شرف الدين الطيبي: من علماء الحديث والتفسير والبيان. من أهل توريز، من عراق العجم. كانت له ثروة طائلة من الإرث والتجارة، فأنفقها في وجوه الخير، حتى افتقر في آخر عمره. وكان شديد الردّ على المبتدعة، ملازما لتعليم الطلبة والإنفاق على ذوي الحاجة منهم، آية في استخراج الدقائق من الكتاب والسنة، متواضعا، ضعيف البصر. من كتبه «التبيان في المعاني والبيان» و «الخلاصة في معرفة الحديث» و «شرح الكشاف» سماه «فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب» . توفي سنة 743 هـ. انظر الأعلام 2/ 256.

ص: 286

النضر بين الصّهيل والهدر وعمارة الجدر وعزّ الدهر. فقال: كلّ يا رب. فصار هذا كله في قريش.

وله من الذكور: ملكان: بكسر الميم وسكون اللام والنضر. وهو المكنى به وعمرو وعامر.

ابن خزيمة خزيمة: بضم الخاء المعجمة وفتح الزاي منقول من مصغر خزمة بفتح الخاء وسكون الزاي وقيل من مصغر خزمة بكسر الخاء. فعلى الأول اختلف في الخزمة ما هي. فقيل هي:

واحد الخزم وهو مثل الدّوم غير أنه أقصر وأعرض وأعبل وله أقناء وبسر يسودّ إذا أينع، لأنه صغير معرفص، يتخذ من سعفه الحبال ويصنع من أسافله خلايا للنحل، وله ثمر لا يأكله الناس ولكن تألفه الغربان وتستطيبه. قاله أبو حنيفة الدينوري رحمه الله تعالى. وقيل: الخزمة خوصة المقل. حكاه الزجّاج رحمه الله تعالى. وقيل هي مصدر للمرّة من الخزم. وهو شدّ الشيء وإصلاحه حكاه السهيلي. وقيل إنما هي من الخزم وهو من الشك يقال شراك مخزوم ومشكوك. حكاه الزجاجي أيضاً.

وعلى الثاني فالخزامة قيل هي برة في أنف البعير يشد بها الزمام. وقيل إنما هي الحلقة التي تجعل في أنف البعير من شعر ونحوه، قال في «الغرر المضيّة» ولم أر من تعرض لوجه المناسبة للنقل مما ذكر، لكن قد يقال إن الانتقال لا يراعى فيه ذلك. بخلاف الألقاب.

ويكنى أبا أسد. وأمه سلمى بنت أسلم بن الحاف بن قضاعة، وقيل سلمى بنت أسد ابن ربيعة.

وله من الذكور أربعة: كنانة وأسد المكنى، وأسدة وهو رجل. وعبد الله، والهون بضم الهاء.

قال البلاذريّ: وأمهم برّة بنت مر بن أد بن طابخة أخت تيم بن مرة وكانت له على الناس مكارم أخلاق وأفضال بعدد الزمان حتى قيل فيه:

أمّا خزيمة فالمكارم جمّةٌ

سبقت إليه وليس ثمّ عتيد

وروى ابن حبيب بسند جيد عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: مات خزيمة على ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام.

ابن مدركة مدركة: بضم الميم وإسكان الدال المهملة وكسر الراء وفتح الكاف ثم هاء مبالغة،

ص: 287

منقول من اسم فاعل من الإدراك. واسمه عمرو على الصحيح الذي قال به الكلبي والبلاذريّ وأبو عبيد القاسم بن سلاّم وابن دريد والمّبرد [ (1) ] . حتى بالغ الرضيّ الشاطبي وادّعى فيه الإجماع.

وقال ابن إسحاق: عامر. وضعّف.

وكنيته أبو هذيل ويقال له أبو خزيمة.

والسبب في تلقيبه بذلك أن أباه إلياس خرج هو وبنوه مدركة وعمرو وعامر وعمير، وأمهم ليلى بنت حلوان بن الحاف في نجعة فنفرت إبلهم من أرنب فخرج إليها قال ابن السائب: عمرو. وقال الزبير: عامر فأدركها. وخرج عامر، وقال الزبير: عمرو: فاصطاد الأرنب فطبخها فسمى طابخة، وانقمع عمير فسمّى قمعة. وخرجت أمّهم ليلى متخندفة، والخندفة:

مشىٌ فيه سرعة وتقارب الخطى. والنون زائدة. وعن الخليل أن الخندفة مشية كالهرولة للنساء خاصة دون الرجال. فقال لها إلياس أين تخندفين؟ فسميت خندف.

وقال أبو محمد عبد الله البطليوسيّ [ (2) ] رحمه الله تعالى: مرّ عامر بالأرنب فقتلها فقال له أخوه عمرو: وأنا أطبخ صيدك. فطبخه عمرو وأدرك عامر الإبل فردها فحدّثا بها أباهما فقال:

أدركت يا عامر ما أردنا

وأنت ما أدركت قد طبخنا

وقال لعمير: وأنت قد أسأت وانقمعنا قيل: ومن ذرية قمعة عمرو بن لحي بن قمعة بن إلياس، وهو الذي غيّر دين إبراهيم صلى الله عليه وسلم كما سيأتي بيان ذلك.

ابن إلياس الياس بهمزة وصل تفتح في الابتداء وتسقط في غيره، واللام فيه للتعريف وقيل للمح الصفة، مشتق من اليأس الذي هو ضد الرجاء وصححه السهيلي وقال ابن الأنباري: بهمزة قطع في الوصل والابتداء.

[ (1) ] محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الثمالي الأزدي، أبو العباس، المعروف بالمبرد: إمام العربية ببغداد في زمنه، وأحد أئمة الأدب والأخبار. مولده بالبصرة ووفاته ببغداد. من كتبه «الكامل» و «المذكر والمؤنث» و «المقتضب» و «التعازي والمراثي» و «شرح لامية العرب- ط» مع شرح الزمخشري، و «إعراب القرآن» و «طبقات النحاة البصريين» و «نسب عدنان وقحطان- ط» رسالة. و «المقرب» . توفي 286 هـ. الأعلام 7/ 144.

[ (2) ] عبد الله بن محمد بن السيّد، أبو محمد: من العلماء باللغة والأدب. ولد ونشأ في بطليوس في الأندلس. وانتقل إلى بلنسية فسكنها، وتوفي بها. من كتبه «الاقتضاب في شرح أدب الكتاب، لابن قتيبة» و «المسائل والأجوبة» و «الإنصاف في التنبيه على الأسباب التي أوجبت الاختلاف بين المسلمين في آرائهم» و «الحدائق» في أصول الدين، و «المثلث» في اللغة، كمثلثات قطرب. توفي سنة 521 هـ. الأعلام 7/ 95.

ص: 288

واختلف في اشتقاقه فقيل: من قولهم: رجل أليس وهو الشجاع الذي لا يفر. وقال البلاذري: أخبرني الأثرم عن أبي عبيدة قال: يقال للسلّ والنحافة: اليأس قال الشاعر:

هو اليأس أو داء الهيام أصابني

فإياك عنّي لا يكن بك ما بيا

قال: وقد يكون إلياس مشتقاً من قولهم: فلان أليس وهو الشديد المقدام الثابت القلب في الحروب. قال العجّاج:

أليس يمشي قدماً إذا اذّكر

ما وعد الصّابر من خيرٍ صبر

وقال: الأثرم: حكى خالد بن كلثوم: الأسد أليس. وقال أليس: بيّن الليس. وجمع أليس ألياس. وقيل غير ذلك.

والمعروف أن إلياس اسمه وحكى بعضهم أن اسمه حبيب وكنيته أبو عمرو.

وأمّه: قيل من ولد معد بن عدنان وعليه فقيل هي الرّباب بنت حيدة بن معد بن عدنان. ذكره الطبري. وقيل هي الحنفاء بنت إياد: بن معد بن عدنان. نقله أبو الربيع عن الزبير وقيل جرهمية. ذكره ابن هشام ولم يسمّها.

قال ابن الزبير: ولما أدرك إلياس أنكر على بني إسماعيل ما غيّروا من سنن آبائهم وسيرهم، وبان فضله عليهم وجمعهم رأيه ورضوا به فردّهم إلى سنن آبائهم، ولم تزل العرب تعظمه تعظيم أهل الحكمة، كتعظيمها لقمان وأشباهه.

قال ابن دحية رحمه الله تعالى: وهو وصي أبيه. وكان ذا جمال بارع.

قال السّهيلي: ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تسبّوا إلياس فإنه كان مؤمناً»

انتهى.

وسيأتي لهذا مزيد بيان في ترجمة مضر. وذكر أنه كان يسمع في صلبه تلبية النبي صلى الله عليه وسلم بالحجّ. وهو أول من أهدى إلى البيت البدن. قال ابن الزبير رضي الله تعالى عنهما.

ابن مضر مضر بضم الميم وفتح الضاد المعجمة. وهو غير مصروف للعلمية والعدل عن ماضر.

لقب بذلك لأنه كان يضير قلب من رآه لحسنه وجماله. وقال القتبي: مشتق من المضيرة، أو من اللبن الماضر. والمضيرة شيء يصنع من اللبن. فسمي مضراً لبياضه.

واسمه عمرو. وكنيته أبو إلياس. وأمّه سودة بنت عكّ بن عدنان. وكان يقال له مضر الحمراء، قيل: لأن العرب تسمي الأبيض الأحمر. قاله السهيلي. والذي ذكره ابن جرير والماوردي والزبير والبلاذري عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن نزاراً أباه لما حضرته الوفاة أوصى بنيه وهم: مضر وربيعة وإياد وأنمار فقال: هذه القبة- لقبة حمراء من أدم- وما

ص: 289

أشبهها من المال لمضر. وهذا الخباء الأسود وما أشبهه لربيعة. وهذه الخادم وكانت شمطاء وما أشبهها لإياد. وهذه البدرة والمجلس لأنمار يجلس فيه وقال البلاذري رحمه الله تعالى إنه أوصى له بحمار وفي ذلك قال الشاعر:

نزارٌ كان أعلم إذ تولى

لأيّ بنيه أوصى بالحمار

وقال لهم: إذا أشكل عليكم الآمر في ذلك واختلفتم في القسمة فعليكم بالأفعى الجرهمي، وكان بنجران.

فلما مات نزار اختلفوا وأشكل عليهم أمر القسمة فتوجهوا إلى الأفعى، فبينما هم في مسيرهم إليه إذ رأى مضر كلأً قد رعى فقال: إنّ البعير الذي رعى هذا لأعور. فقال ربيعة: وهو أزور. وقال إياد: وهو أبتر. وقال أنمار وهو شرود. فلم يسيروا إلا قليلا حتى لقيهم رجل توضع به راحلته فسألهم عن البعير فقال مضر: أهو أعور؟ قال: نعم. قال ربيعة: أهو أزور؟ قال: نعم.

قال إياد: أهو أبتر؟ قال: نعم. قال أنمار: أهو شرود؟ قال: نعم هذه والله صفة بعيري دلّوني عليه فحلفوا له أنهم ما رأوه. فلزمهم وقال كيف أفارقكم وأنتم تصفون بعيري بصفته؟ فساروا وسار معهم حتى قدموا نجران فنزلوا بالأفعى الجرهمي، فحاكمهم صاحب الجمل إلى الأفعى وقال:

بعيري وصفوا لي صفته ثم قالوا لم نره.

فقال لهم الأفعى: كيف وصفتموه ولم تروه؟ فقال له مضر: رأيته يرعى جانباً ويترك جانباً فعرفت أنه أعور. وقال ربيعة: رأيت إحدى يديه ثابتةً والأخرى فاسدة الأثر فعلمت أنه أفسدها بشدة وطئه وطلبه لازوراره وقال إياد: عرفت بتره باجتماع بعره ولو كان ذيّالاً لمصع به. وقال أنمار: عرفت أنه شرود بأنه كان يرعى في المكان الملتفّ نبته ثم يجوزه إلى مكان أرقّ منه وأخبث. وحلفوا أنهم ما رأوه. فقال الأفعى: ليسوا بأصحاب بعيرك فاطلبه.

ثم سألهم من أنتم؟ فأخبروه فرحّب وقال: تحتاجون إليّ وأنتم في جزالتكم وصحة عقولكم وآرائكم على ما أرى؟!.

ثم خرج عنهم وأرسل إليهم بطعام فأكلوا وبشراب فشربوا فقال مضر: لم أر خمراً أجود منها لولا أنها نبتت على قبر. وقال ربيعة: لم أر كاليوم لحماً أطيب لولا أنه ربي بلبن كلب وقال إياد: لم أر كاليوم رجلاً أسرى لولا أنه ليس لأبيه الذي يدعى له. وقال أنمار: لم أر كاليوم كلاماً أنفع في حاجتنا. وسمع الأفعى كلامهم فقال: ما هؤلاء الشياطين، ثم أتى أمّه فسألها فأخبرته أنها كانت تحت ملك لا يولد له فكرهت أن يذهب الملك فأمكنت رجلاً نزل بنا فجئت أنت منه. وقال للقهرماني: الخمر الذي شربنا ما أمرها؟ قال: من حبلة غرستها على قبر أبيك. وسأل الراعي عن اللحم فقال: شاة أرضعناها من لبن كلبة ولم يكن في الغنم غيرها.

ص: 290

فقيل لمضر: من أين عرفت الخمر. فقال: لأني أصابني عطش شديد. وقيل لربيعة من أين علمت اللحم؟ قال لأن لحم الكلب يعلو شحمه بخلاف لحم الشاة فإن شحمها يعلو لحمها.

وقيل لإياد: من أين علمت أن نسبي لغير أبي؟ قال: لأنه وضع الطعام ولم تجلس معنا فيكون أصلك دنيئاً.

فقال: قصوا عليّ قصتكم. فقصوا عليه ما أوصى به أبوهم وما كان من الاختلاف بينهم. ما أشبه القبة الحمراء من مال فهو لمضر. فصارت إليه الدنانير والإبل، فسمى مضر الحمراء. قال: وما أشبه الخباء الأسود من دابة ومال فهو لربيعة فصارت إليه الخيل وهي دهم.

فسمى ربيعة الفرس. قال: وما أشبه الخادم وكانت شمطاء من مال فيه بلق فهو لإياد فصارت الماشية البلق له فقيل إياد الشمطاء. وقضي لأنمار بالدراهم والأرض فساروا من عنده وهم على ذلك.

قال محمد بن السائب فيما رواه البلاذري عنه: ومضر أول من حدا للإبل وكان سبب ذلك أنه سقط من بعيره وهو شاب فانكسرت يده فقال: يا يداه يا يداه فأتت إليه الإبل من المرعى فلما صح وركب حدا، وكان من أحسن الناس صوتاً. قال البلاذري: وقيل بل كسرت يد مولى له فصاح فاجتمعت عليه الإبل فوضع الحداء وزاد الناس فيه قال السهيلي وفي الحديث: «لا تسبّوا ربيعة ومضر فإنهما كانا مؤمنين» [ (1) ] .

وروى ابن حبيب بسند جيد عن سعيد بن المسيب مرسلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تسبّوا مضر فإنه كان على ملة إبراهيم» [ (2) ] ورواه الزبير والبلاذري بسند جيد عن الحسن مرسلا مثله. ورواه البلاذري عن عبيد الله بن خالد مرسلا نحوه.

وروى ابن حبيب بسند جيد عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: مات أدد والد عدنان، وعدنان، ومعدّ، وربيعة، ومضر، وقيس عيلان وتيم وأسد وضبة وخزيمة على الإسلام على ملة إبراهيم صلى الله عليه وسلم.

ومما يؤثر من حكم مضر: من يزرع شرا يحصد ندامة، وخير الخير أعجله، فاحملوا أنفسكم على مكروهها فيما يصلحكم، واصرفوها عن هواها فيما أفسدها، فليس بين الصلاح والفساد إلا صبر فواق.

الفواق: قال في الصحاح ما بين الحلبتين من الوقت، لأنها تحلب ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل لتدرّ ثم تحلب.

[ (1) ] انظر فتح الباري 7/ 146.

[ (2) ] أخرجه ابن سعد في الطبقات بنحوه 1/ 1/ 30، وذكره المتقي الهندي في الكنز (33987) .

ص: 291

وله من الولد إلياس بالمثناة التحتية، والناس بالنون. قال الوزير المغربي: بتشديد السين المهملة، وهو عيلان بعين مهملة فمثناة تحتية. قال البلاذري: حضنه غلام لمضر يقال له عيلان فسمي به، فقيل لابنه قيس بن عيلان بن مضر وهو قيس بن الناسّ وأمّهما الرّباب.

وقال الجوّاني: قولهم قيس المراد به من ولد قيس بن عيلان بن مضر قال: ومن العلماء من يقول إن عيلان كان حاضناً لقيس وليس بإبن. فتقول قيس عيلان بن مضر فتضيفه إليه كما قيل في قضاعة سعد هذيم. وهذيم حاضنه. والأول أصح وهذه روايتنا عن شيوخنا.

ابن نزار نزار بكسر النون وتخفيف الزاي. قال أبو الفرج الأمويّ: مأخوذ من التّنزّر لأنه كان فريد عصره. وقال السهيلي: من النّزر وهو القليل، لأن أباه حين ولد له ونظر إلى النور بين عينيه وهو نور النبوة الذي كان ينقل في الأصلاب، فرح به فرحاً شديداً ونحر وأطعم شيئاً كثيراً وقال: هذا نزر قليل في حق هذا المولود. فسمي نزاراً لذلك.

وقال الإمام أبو الحسن الماوردي رحمه الله تعالى في كتاب «أعلام النبوة» له: إن نزاراً كان اسمه خلدان وكان مقدّماً وانبسطت له اليد عند الملوك، وكان مهزول البدن. فقال له ملك الفرس: مالك يا نزار؟ قال وتفسيره في لغة الفرس: يا مهزول. فغلب عليه هذا الاسم.

قال العلامة المحب ابن شهاب الدين بن الهائم: وهو غريب جداً.

وكنيته أبو إياد. وقيل أبو ربيعة. وأمّه معانة بعين مهملة فنون بنت جوشم بجيم وزن جعفر. وقيل اسمها عنّة بفتح العين المهملة وتشديد النون بنت جوشن بنون بدل الميم. وقيل في اسمها غير ذلك واتفقوا على أنها جرهمية.

ابن معد معدّ: بفتح الميم والعين وتشديد الدال المهملتين، وفيما هو منقول منه أقوال: أحدها أن يكون مفعلاً بفتح العين من قولك عددت الشيء أعده عدّاً. حكاه ابن الأنباري والزجاجي عن قطرب [ (1) ] .

الثاني: أن يكون فعلاً بفتح العين من قول العرب معد الرجل في الأرض إذا ذهب. فيما حكاه الزجاجي في مختصر الزاهر وحكاه أيضاً السهيلي، إلا أنه فسر قولهم معد في الأرض

[ (1) ] محمد بن المستنير بن أحمد، أبو علي، الشهير بقطرب: نحوي، عالم بالأدب واللغة، من أهل البصرة. من الموالي.

كان يرى رأي المعتزلة النظامية. وهو أول من وضع «المثلث» في اللغة. وقطرب لقب دعاه به أستاذه «سيبويه» فلزمه.

وكان يؤدب أولاد أبي دلف العجلي. من كتبه «معاني القرآن» و «النوادر» و «الأزمنة» وغير ذلك توفي سنة 206 هـ.

الأعلام 7/ 95.

ص: 292

بأفسد فيها. قال السهيلي: وإن كان ليس من الأسماء غير الأعلام ما هو على وزن فعل إلا مع التضعيف فإن التضعيف يدخل في الأسماء ما ليس منها. كما قالوا: شمّر وقشعريرة ونحو ذلك.

الثالث: أن يكون من المعد وهو موضع رجل الفارس من الفرس وموضع رجل الراكب من المركوب. حكاه الزجاجي في مختصر الزاهر. وحكى السهيلي نحوه عن ابن الأنباري، إلا أنه قال من المعدين وهما موضع عقبي الفارس من الفرس. قال السهيلي: وأصله على القولين الأخيرين من المعد بسكون العين وهي القوّة. ومنه اشتقاق المعدة. وذكر الزجاجي نحوه فقال:

ويجوز أن يكون من قول العرب: قد تمعدد الرجل إذا قوي واشتد وقال أبو الفتح بن جنّي في شرح تصريف أبي عثمان المازني: ويقال تمعدد الغلام إذا صلب واشتد. وقد يكون تمعدد بمعنى خطب وتعبّد وتكلم. وأنشد قول الراجز:

ربّيته حتّى إذا تمعددا

وصار نهداً كالحصان أجردا

وكان جزائي بالعصا أن أجلدا

[ (1) ] .

قال: وقال عمر رضي الله تعالى عنه: «اخشوشنوا وتمعددوا» أي كونوا على خلق معد.

وكنيته أبو قضاعة. وقيل أبو نزار. وأمه مهدد بنت اللهم بكسر اللام وسكون الهاء ويقال بالحاء بدل الهاء بن حجب بجيم مفتوحة فحاء مهملة ابن جديس. وقال بعضهم هي من طسم.

قال البلاذري والأول أثبت.

جديس بالجيم والدال المهملة كأمير طسم بالطاء والسين المهملتين كغلس، قبيلة من عادٍ انقرضوا.

ولما كان زمان بخت نصّر كان لمعدّ بن عدنان ثنتا عشرة سنة. قال أبو جعفر الطبري رحمه الله تعالى: أوحى الله تعالى في ذلك الزمان إلى أرميا بن خليقا أن اذهب إلى بخت نصر فأعلمه أني قد سلّطته على العرب واحمل معدّا على البراق كيلا تصيبه النقمة منهم، فإني مستخرج من صلبه نبياً كريماً أختم به الرسل. فاحتمل معدّا على البراق إلى أرض الشام فنشأ في بني إسرائيل وتزوج هناك امرأة يقال لها معانة بنت جوشن. وقيل إنما حمل معد إلى أرض العراق.

وقال الماوردي في كتابه أعلام النبوة: إن بخت نصر أراد قتل معدّ حين غزا بلاد العرب

[ (1) ] في أ: وكان جزائي بالغضا أن يعتوي.

ص: 293

فأنذره نبي من أنبياء الله تعالى كان في وقته بأن النبوة في ولده. فاستبقاه وأكرمه.

وروى أبو الربيع غير ذلك من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وهو أنه لما غزا بخت نصر العرب بعث الله تعالى ملكين فاحتملا معداً، فلما أدبر الأمر ردّاه فرجع موضعه من تهامة بعد ما رفع الله تعالى بأسه عن العرب فكان بمكة وناحيتها مع أخواله من جرهم وبها يومئذ بقية هم ولاة البيت يومئذ. فاختلط بهم يومئذ وناكحهم. وقيل إنما المحمول عدنان قال أبو الربيع. والصحيح الأول.

واختلف في ولد معدّ. فقال عبد الملك بن حبيب: إنهم سبعة عشر رجلاً درج منهم بلا عقب تسعة وأعقب ثمانية. فالذين أعقبوا: قضاعة بضم القاف وهو بكر والده واسمه عمرو ولقب قضاعة لمّا تقضّع عن قومه أي بعد. ونزار، وإياد الأكبر وحيدان، بفتح الحاء المهملة وسكون المثناة التحتية وعبيد وهو الرمّاح. وجتيد بجيم مضمومة فتاء مثناة فوقية فتحتية ساكنة فدال مهملة. وسليم وقنص وكلهم انتقلوا إلى اليمن إلا نزاراً. وقيل في عددهم غير ذلك.

وروى الطبراني عن أبي أمامة الباهلي رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لما بلغ ولد معد بن عدنان أربعين رجلاً وقعوا في عسكر موسى فانتهبوه، فدعا عليهم موسى عليه الصلاة والسلام فأوحى الله تعالى إليه لا تدعُ عليهم فإن منهم النبيّ الأميّ النذير البشير، ومنهم الأمة المرحمة أمة محمد يرضون من الله باليسير من الرزق ويرضى منهم بالقليل من العمل فيدخلهم الجنة بقول لا إله إلا الله، نبيهم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب المتواضع في هيبته المجتمع له اللين في سكوته، ينطق بالحكمة ويستعمل الحلم، أخرجته من خير جيل من أمة قريش، ثم أخرجته من صفوة قريش فهو خيرٌ من خير إلى خير هو وأمته إلى خير يصيرون»

[ (1) ] .

وروى الزبير بن بكار عن مكحول رحمه الله تعالى قال: أغار الضّحّاك بن معدّ على بني إسرائيل في أربعين رجلا من بني معدّ عليهم دراريع الصوف خاطمي خيلهم بحبال الليف، فقتلوا وسبوا وظفروا. فقالت بنو إسرائيل: يا موسى إن بني معدّ أغاروا علينا وهم قليل فكيف لو كانوا كثيراً وأغاروا علينا وأنت بيننا فادع الله عليهم فتوضأ موسى وصلى، وكان إذا أراد حاجة من الله صلى ثم قال: يا رب إن بني معدّ أغاروا على بني إسرائيل فقتلوا وسبوا وظفروا وسألوني أن أدعوك عليهم فقال الله: يا موسى لا تدع عليهم فإنهم عبادي وإنهم ينتهون عند أول أمري، وإن فيهم نبياً أحبه وأحب أمّته قال: يا رب ما بلغ من محبتك له؟ قال: أغفر له ما تقدم من ذنبه

[ (1) ] ذكره الهيثمي في المجمع 8/ 221 وعزاه للطبراني وقال: وفيه الحسن بن فرقد وهو ضعيف.

ص: 294

وما تأخر. قال: يا رب ما بلغ من محبتك لأمته قال: يستغفرني مستغفرهم فأغفر له ويدعوني داعيهم فأستجيب له قال: يا رب فاجعلني منهم قال: تقدمت واستأخروا.

فائدة: قال النحويون الأغلب على معدّ وقريش وثقيف التذكير والصرف.

ابن عدنان بفتح العين وإسكان الدال المهملتين ثم نونين بينهما ألف: مأخوذ من عدن بالمكان إذا أقام به. حكاه ابن الأنباري والزجاجي وغيرهما.

وكنيته أبو معدّ قال البلاذريّ ويقال إن أول من كسا الكعبة عدنان، كساها أنطاع الأدم.

وله من الولد معدّ والدّيث بدال مهملة مكسورة فمثناة تحتية ساكنة فمثلثة. وأبي وألعيّ بهمزة وعين مهملة مفتوحتين وسكون المثناة التحتية وبعضهم يقول بكسر العين وتشديد الياء والثبت الأول. وعديّ بضم العين وفتح الدال المهملة مصغراً، كذا وجدته في نسخة صحيحة مقروءة مقابلة على عدة نسخ من تاريخ البلاذري.

وذكر السهيلي عدن بن عدنان وقال: وإليه تنسب عدن ونازعه في الزهر في ذلك، وقال إنها منسوبة إلى غيره فالله تعالى أعلم.

والحارث والمذهب ولذلك يقال في المثل: أجمل من المذهب.

وذكر ابن إسحاق رحمه الله تعالى من ولد عدنان عكّاً ونوزع في ذلك بأمرين: أحدهما أن عدنان والد عكّ بفتح العين وهو ابن عبد الله بن الأزد. وقال ابن المعلّى في كتاب الترقيص: وعلى ذلك علماء عكّ والثاني على تقدير تسليم ما ذكره ابن إسحاق: ليس عكّ ابناً لصلب عدنان إنما هو على ما ذكره الكلبي والبلاذري في آخرين: عك واسمه الحارث بن الدّيث بن عدنان.

تنبيه: قد قدّمنا أن ما سبق هو النسب الصحيح المجمع عليه في نسب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن ما بين عدنان إلى إسماعيل فيه اضطراب شديد واختلاف متفاوت حتى أعرض الأكثر عن سياق النسب بين عدنان وإسماعيل. ولكن لا خلاف أن عدنان من ذرية إسماعيل. وإنما الخلاف في عدد ما بينهما. وقد اختلف النسّابون في ذلك، فذهب جماعة إلى إنه لا يعرف. ومما استدلوا به ما

رواه ابن سعد إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا انتسب لم يجاوز في نسبه معد بن عدنان بن أدد، ثم يمسك ثم يقول: كذب النسّابون

وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: لو شاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلمه لعلمه.

ص: 295

وأجيب بأن هشاماً وأباه متروكان. وقال السّهيلي: الأصح في هذا الحديث أنه من قول ابن مسعود.

والقائلون: بأنه معروف اختلفوا فقيل: بين عدنان وإسماعيل أربعة وقيل: سبعة وقيل:

ثمانية. وقيل: تسعة. وقيل: عشرة. وقيل: خمسة عشر. وقيل: عشرون. وقيل: ثلاثون: وقيل:

ثمانية وثلاثون. وقيل: تسعة وثلاثون. وقيل: أربعون. وقيل: أحد وأربعون. وقيل: غير ذلك وبسط الكلام على ذلك ابن جرير وابن حبّان وابن مسعود في تواريخهم وغيرهم ولا حاجة بنا إلى ذلك.

وقال الحافظ رحمه الله تعالى: الذي ترجّح في نظري أن الاعتماد على ما قال ابن إسحاق أولى.

قلت: وصححه أبو الفضل العراقي في ألفيّة السيرة.

قال الحافظ: وأولى منه ما رواه الطبراني والحاكم عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: معد بن عدنان بن أدد بن زند بن اليرى بن أعراق الثّرى. قالت: ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً [الْأُولى] وَثَمُودَ

وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً لا يعلمهم إلا الله تعالى. قالت: وأعراق الثرى: إسماعيل. وزند: هميسع.

ويرى: نبت.

قلت: وصححه الحاكم وأقره الذهبي. وقال الحافظ نور الدين الهيثمي في مجمع الزوائد (انتهى) رواه الطبراني في الصغير وفيه عبد العزيز بن عمران [ (1) ] من ذرية عبد الرحمن ابن عوف [ (2) ] وقد ضعّفه البخاري وجماعة، وذكره ابن حبان في الثقات

انتهى.

وزند والد أدد بزاي معجمة فنون فدال مهملة قال الدارقطني رحمه الله تعالى: لا نعلم زنداً إلا في هذا الحديث وزند بن الجون وهو أبو دلامة [ (3) ] الشاعر. واليرى بمثناة تحتية فراء

[ (1) ] عبد العزيز بن عمران الزهري المدني، وهو عبد العزيز بن أبي ثابت. عن جعفر بن محمد، وأفلح بن سعيد. وعنه إبراهيم بن المنذر، وأبو حذافة السّهمي.

قال البخاري: لا يكتب حديثه. وقال النسائي وغيره: متروك. وقال عثمان بن سعيد: قلت ليحيى: فابن أبي ثابت عبد العزيز بن عمران ما حاله؟ قال: ليس بثقة، إنما كان صاحب شعر، وهو من ولد عبد الرحمن بن عوف. انظر ميزان الاعتدال 2/ 632، 633.

[ (2) ] عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة الزهري أبو محمد المدني شهد بدرا والمشاهد له خمس وستون حديثا. وهو أحد العشرة وهاجر الهجرتين قال خليفة: مات سنة اثنتين وثلاثين، وقيل: سنة ثلاث ودفن بالبقيع. وزاد بعضهم وهو ابن خمس وسبعين سنة. الخلاصة 2/ 147، وسيأتي في المناقب.

[ (3) ] زند بن الجون الأسدي، بالولاء، أبو دلامة: شاعر مطبوع، من أهل الظرف والدعابة، أسود اللون، جسيم وسيم. كان أبوه عبدا لرجل من بني أسد وأعتقه. نشأ في الكوفة واتصل بالخلفاء من بني العباس، فكانوا يستلطفونه ويغدقون عليه صلاتهم، وله في بعضهم مدائح. وكان يتهم بالزندقة لتهتكه، وأخباره كثيرة متفرقة. توفي سنة 161 هـ، انظر الأعلام 3/ 49، 50.

ص: 296

خفيفة مفتوحين قال الحافظ في التبصير: واليرى: شجر طيّب الرائحة. انتهى. والثّرى: بمثلثة فراء لقب إسماعيل لقب بذلك لأنه ابن إبراهيم، وإبراهيم لم تأكله النار، كما أن النار لا تأكل الثرى والله تعالى أعلم.

قال الحافظ رحمه الله تعالى: فعلى هذا يكون معد بن عدنان كما قال بعضهم: كان في عهد موسى لا في عهد عيسى صلى الله عليه وسلم، وهذا أولى، لأن عدد الآباء بين نبينا وبين عدنان نحو العشرين فيبعد كل البعد مع كون المدة التي بين نبينا وبين عيسى كانت ستمائة سنة مع ما عرف من طول أعمارهم أن يكون معد في زمن عيسى. وإنما رجّح من رجح كون بين عدنان وإسماعيل العدد الكثير استبعادهم أن يكون بين معد وهو في عصر عيسى بن مريم وبين إسماعيل أربعة آباء أو خمسة مع طول المدة، وما فرّوا منه وقعوا في نظيره كما أشرت إليه.

والأقرب: ما حرّرته وهو إن ثبت أن معد بن عدنان كان في زمن عيسى فالمعتمد أن يكون بينه وبين إسماعيل العدد الكثير من الآباء، وإن كان في زمن موسى فالمعتمد أن ما بينهما العدد القليل. انتهى كلام الحافظ رحمه الله تعالى.

وقد تقدم في ترجمة معدّ أن أولاده أغاروا على عسكر موسى عليه الصلاة والسلام.

قال السهيلي: وحديث أم سلمة أصح شيء روي في هذا الباب. ثم قال: وليس هو عندي بمعارض لما تقدم من

قوله: «كذب النسابون»

ولا لقول عمر، لأنه حديث متأوّل يحتمل أن يكون قوله ابن اليرى بن أعراق الثرى كما قال:«كلكم بنو آدم وآدم من تراب» لا يريد أن الهميسع ومن دونه ابن لإسماعيل لصلبه، ولا بد من هذا التأويل أو غيره، لأن أصحاب الأخبار لا يختلفون في بعد المدة بين عدنان وإبراهيم، ويستحيل في العادة أن يكون بينهما أربعة آباء أو سبعة كما ذكر ابن إسحاق، أو عشرة أو عشرون، فإن المدة أطول من ذلك كله.

وذلك أن معد بن عدنان كان في مدة بخت نصّر ابن اثنتي عشرة سنة. قال الطبري.

قلت: وإذا تأملت الكلام السابق للحافظ تبيّن لك الجواب عن السهيلي.

قال الجوّاني رحمه الله تعالى: وسبب الخلاف في النسب أنه قد جاء أن العرب لم يكونوا أصحاب كتب يرجعون إليها، وإنما كانوا يرجعون إلى حفظ بعضهم من بعض، فمن ذلك حدث الاختلاف. انتهى.

وإذا علم ما تقرّر فهذه فوائد تتعلق بالأسماء الآتية: الأولى: قال ابن دريد: ما بعد عدنان أسماء سريانية لا يوضّحها الاشتقاق.

الثانية: قال الحافظ محمد بن علي التوزري الشهير بابن المصري رحمه الله تعالى في شرحه على القصيدة الشقراطيسية وهو في ست مجلدات كبار في وقف خزانة المحمودية: ما

ص: 297

كان من هذه الأسماء العجمية على أربعة أحرف فصاعداً فلا خلاف أن منعه من الصرف للعجمة والتعريف. وما كان منها على ثلاثة أحرف فإما أن يكون متحرك الوسط فحكمه حكم الأول، وإما أن يكون ساكن الوسط كنوح ويرد فحكمه الصرف على المشهور.

الثالثة: قال الحافظ في الفتح بعد أن ساق نسب سيدنا إبراهيم إلى نوح صلى الله عليهما وسلم كما سيأتي: لا يختلف جمهور أهل النسب ولا أهل الكتاب في ذلك إلا في النطق ببعض هذه الأسماء. نعم ساق ابن حبان في أول تاريخه خلاف ذلك وهو شاذ انتهى.

وقال ابن دريد: في كتاب الاشتقاق: وأما نسب إبراهيم إلى آدم عليهما الصلاة والسلام فصحيح لا خلاف فيه لأنه منزّل في التوراة مذكور فيها نسبهم ومبلغ أعمارهم.

وقال الجوّاني في المقدمة: النسب فيما بين آدم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام صحيح لا خلاف فيه بينهم ولا خلاف إلا في أسماء الآباء لأجل نقل الألسنة.

الرابعة: اختلف العلماء في كراهة رفع النسب إلى آدم صلى الله عليه وسلم: فذهب ابن إسحاق وابن جرير وغيرهما إلى جوازه، وأما الإمام مالك رضي الله تعالى عنه فسئل عن الرجل يرفع نسبه إلى آدم فكره ذلك، فقيل له: فإلى إسماعيل؟ فأنكر ذلك أيضاً. وقال: من يخبره به! وكره أيضاً أن يرفع في نسب الأنبياء: مثل أن يقول إبراهيم بن فلان بن فلان. قال: ومن يخبره به؟ لنقله في الروض عن كتاب عبد الله بن محمد بن حسين المنسوب إلى المعيطي.

ابن أد أدّ بضم الهمزة وتشديد الدال المهملة قال أبو عمر: كل الطرق تقول: عدنان بن أدد إلا طائفة فقالوا: عدنان بن أد بن أدد. قال في «الغرر» والظاهر أنه من مادة أدد.

وأمّه النعجاء بنت عمرو بنت تبّع سعد ذي قائش الحميري.

ابن أدد أدد بهمزة مضمومة ثم دالين مهملتين الأولى مفتوحة. وفي مادته وجوه: أحدها. فعل من الودّ قلبت واوه همزة لانضمامها أولا كما قيل في وجوه ووقت. ذكره جماعة. قال ابن السرّاج: وليس معد ولا كعمر. قال السهيلي: وهو ظاهر قول سيبويه.

الثاني: أن يكون من الأد وهو من الأمر العظيم والداهية من قوله تعالى: لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا.

الثالث: أن يكون من قولهم: أددت الثوب إذا مددته.

الرابع: أن يكون من قولهم أدّت الإبل: إذا خرجت. ذكره ابن الأنباري في الزهر والزجاجي في مختصره.

ص: 298

وعلى الوجه الثاني يجوز أن يكون من الأد بالفتح وقد قرئ به في الآية شاذاً وفسره أبو عمرو بن العلاء رحمه الله تعالى بالعظيم.

وأمه حيّة بحاء مهملة فمثناة تحتية القحطانية قال الحافظ في التبصير: كل من جاء على هذه الصورة من النساء فهو بالياء المثناة من تحت إلا أخت يحي بن أكثم فإنها بالخاء المعجمة والنون، وإلا أم مريم ابنة عمران وإنها بالمهملة والنون.

ابن اليسع اليسع باسم النبي المرسل. وقد قالوا فيه إنه بهمزة وصل تفتح في الابتداء ولام ساكنة ومثناة تحتية مفتوحة. ويقال اللّيسع بلام مشددة مفتوحة وياء ساكنة. وبذلك قرأ حمزة والكسائي وخلف في سورة الأنعام وص. وبالأول قرأ الجمهور وقال في المطالع: وهو اسم عجمي ممنوع من الصرف وقيل عربي وقيل له اليسع لسعة علمه أو لسعيه في الحق.

ابن الهميسع الهميسع: قال الجوهري: الهميسع بالفتح: الرجل القوي. قال الجوّاني: بفتح الهاء على وزن السّميدع قال: وأكثر الناس يروونه بضم الهاء. والصواب الفتح. قال السهيلي، وتفسيره الضّراع. وأمه حارثة بنت مرداس بن زرعة ذي رعين الحميري.

ابن سلامان سلامان: لم أقف له على ترجمة.

ابن نبت نبت بفتح النون ويقال نابت. قاله الأمير أبو نصر بن ماكولا رحمه الله تعالى في باب نابت بن إسماعيل بن إبراهيم. قال: ويقال بل هو نابت بن سلامان بن حمل ابن قيذار بن إسماعيل بن إبراهيم. وهذا القول الأخير خلاف ما ذكره الجوّاني في النسب فإنه قال:

عدنان بن أد بن أدد بن اليسع بن الهميسع بن سلامان بن نبت فقدم سلامان على نبت. وكذا نقله ابن الجوزي في التلقيح.

وأمه هامة بنت زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.

ابن حمل حمل بفتح المهملة والميم آخره لام. وأمه العاضرية بنت مالك الجرهمي.

ابن قيذار قيذار بالذال المعجمة ويقال قيذر بفتح الذال وضمها قال السهيلي: وتفسيره صاحب

ص: 299

الإبل وذلك أنه كان صاحب إبل إسماعيل. وقال في موضع آخر: وذكر من وجه قوي عن نسّاب العرب أن نسب عدنان يرجع إلى قيذار بن إسماعيل وأن قيذار كان الملك في زمانه ومعنى قيذار الملك إذا قهر.

وقال الجواني: افترق ولد إسماعيل في أقطار الأرض فدخلوا في قبائل العرب. ودرج بعضهم فلم يثبت النسّابون لهم نسباً إلا ما كان من ولد قيذار، ونشر الله تعالى ذرية إسماعيل الذين تكلّموا بلسانه من ولد قيذار ابنه أبي العرب.

وأمه: قال الجوّاني: هالة بنت الحارث بنت مضاض الجرهمي. وقيل غير ذلك.

ابن مقوم مقوّم بضم الميم. واختلف في واوه، ففي نسخة صحيحة من السيرة قرئت على أبي محمد ابن النحاس راويها: على الواو شدة وفتحة وتحتها كسرة وفوق الواو بخط الجوّاني: معاً.

وقال العسكري رحمه الله تعالى بفتح الواو وهكذا قرأته على ابن دريد بالفتح وقال التّوزري رحمه الله تعالى بكسر الواو.

ابن ناحور ناحور: بنون وحاء مهملة من النحر إن كان عربياً.

ابن تيرح تيرح بمثناة فوقية مفتوحة فتحتية مثناة ساكنة فراء مفتوحة مهملة وزن جعفر. قال السهيلي: وهو فيعل من الترحة إن كان عربياً والتّرح: ضد السرور. ويقال تارح بألف بدل الياء.

ابن يعرب يعرب: بمثناة تحتية فعين مهملة ساكنة فراء مضمومة فباء موحدة غير مصروف. قال ابن دريد مشتق من قولهم أعرب في كلامه إذا أفصح. أو من قولهم أعرب عن نفسه إذا أفصح عنها وتعقّب بأن يعرب لا يكون من أعرب.

ابن يشجب يشجب بمثناة تحتية مفتوحة فشين معجمة ساكنة فجيم مضمومة فباء موحدة قال الحافظ التوزري: من الشّجب وهو الهلاك وسمّي به لأن العرب تسمي بالألفاظ المكروهة تفاؤلاً بذلك للأعداء.

ابن نابت نابت بالنون اسم فاعل من نبت.

ص: 300

ابن إسماعيل إسماعيل باللام وفيه لغة أخرى وهو إسماعين بالنون. حكاه الإمام النووي رحمه الله تعالى في تهذيبه.

وهو نبي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أرسله إلى أخواله من جرهم وإلى العماليق الذين كانوا بأرض الحجاز فآمن بعض وكفر بعض.

وهو اسم أعجمي كسائر الأعلام الأعجمية. قال السهيلي رحمه الله تعالى: وتفسيره مطيع الله. قال صاحب القاموس في كتاب لغات القرآن المسمى بمطلع زواهر النجوم: وهو أول من سمّي بهذا الاسم من بني آدم، واحترزنا بهذا القيد عن الملائكة فإن فيهم إسماعيل وهو أمير الملائكة. قلت: أي ملائكة سماء الدنيا. كما سيأتي في باب سياق قصة المعراج.

وتكلّف بعض الناس له اشتقاقا من سمع وتركيباً منه ومن إيل وهو اسم الله تعالى قال فإن وزنه إفعاليل فمعناه اسم الله تعالى أمره فقام به. والذي قال: إن وزنه فعاليل لأن أصله سماعيل قال لأنه سمع من الله تعالى قوله فأطاعه.

قال في المطلع وله عشر خصائص: الأولى أن لغته كانت لغة العرب قلت: هو أول من نطق بالعربية المبينة.

روى الزبير بن بكار وأبو جعفر النحاس في أدب الكاتب عن علي رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أول من فتق الله لسانه بالعربية المبينة إسماعيل وهو ابن أربع عشرة سنة» [ (1) ] .

إسناده حسن كما في الفتح والزهر.

وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في حديث بدء أمر زمزم ونزول جرهم بأم إسماعيل: وشبّ الغلام وتعلم العربية منهم الخ.

وقد تقدم بتمامه.

قال الحافظ: فيه إشعار بأن لسان أمه وأبيه لم يكن عربيا، وفيه تضعيف لقول من روى أنه أول من تكلم بالعربية. وقد وقع ذلك في حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عند الحاكم في المستدرك بلفظ:«أول من نطق بالعربية إسماعيل» [ (2) ] ثم أورد الحافظ حديث عليّ السابق. ثم قال: وبهذا القيد- يعني إنه أول من تكلم بالعربية المبينة يجمع بين الخبرين فتكون أوليته في ذلك بحسب الزيادة في البيان لا الأولية المطلقة. ويكون بعد تعلّمه أصل

[ (1) ] ذكره السيوطي في المزهر 1/ 34 وعزاه للشيرازي في كتاب الألقاب.

[ (2) ] أخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 553 كتاب التاريخ وانظر المزهر للسيوطي 1/ 34.

ص: 301

العربية من جرهم ألهمه الله تعالى العربية الفصيحة البيّنة فنطق بها.

ويشهد لهذا الجمع ما حكى ابن هشام رحمه الله تعالى عن الشرفيّ بن قطامي [ (1) ] أن عربية إسماعيل كانت أفصح من عربية يعرب بن قحطان وبقايا حمير وجرهم. ويحتمل أن تكون الأولية في الحديث مقيدة بإسماعيل بالنسبة إلى بقية إخوته من ولد إبراهيم. فإسماعيل أول من نطق بالعربية من ولد إبراهيم. ولهذا تتمة تأتي في اسم «العربي» .

الثانية: أنه مركز نور النبي صلى الله عليه وسلم.

الثالثة: أنه ولد الخليل صلى الله عليه وسلم.

الرابعة: أنه شريك أبيه إبراهيم صلى الله عليه وسلم في بناء البيت.

الخامسة: أنه كان بكر الخليل صلى الله عليه وسلم.

السادسة: أن إليه ترجع أنساب العرب.

السابعة: أنه استسلم للذبح عند امتحان الله تعالى إياه.

الثامنة: أنه فاز بخلعة: وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ.

التاسعة: أن الله تعالى اصطفاه من ولد آدم.

روى مسلم والترمذي عن واثلة بن الأسقع رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل»

الحديث وتقدم بتمامه.

العاشرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم افتخر به

فقال: «أنا ابن الذبيحين» .

قلت هو بهذا اللفظ في الكشاف وقال الزّيلعي [ (2) ] والحافظ كلاهما في تخريج أحاديثه: إنهما لم يجداه بهذا اللفظ.

وسماه الله تعالى في القرآن باثني عشر اسماً: غلام، وعليم، وحليم، ومسلم، ومستسلم، وآمر وَكانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وصابر سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ومرضيّ وَكانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا وصادق ورسول ونبي ومذكور وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ.

[ (1) ] الوليد بن حصين (الملقب بالقطامي) بن حبيب بن جمال، الكلبي، أبو المثنى: عالم بالأدب والنسب. من أهل الكوفة. استقدمه منها أبو جعفر المنصور، إلى بغداد ليعلّم ولده «المهدي» الأدب. وكان صاحب سمر. وروى نحو عشرة أحاديث ضعيفة. توفي 155 هـ. الأعلام 8/ 120.

[ (2) ] عبد الله بن يوسف بن محمد الزيلعي، أبو محمد، جمال الدين: فقيه، عالم بالحديث. أصله من الزيلع (في الصومال) ووفاته في القاهرة. من كتبه «نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية» في مذهب الحنفية، و «تخريج أحاديث الكشاف» . توفي سنة 762 هـ. الأعلام 4/ 147.

ص: 302

وكان أكبر من إسحاق صلى الله عليه وسلم.

واختلف في الذبيح منهما. والصحيح الذي عليه الأكثرون أنه إسماعيل صلى الله عليه وسلم.

قلت: وقد بسط العلامة ابن القيم في كتابه «زاد المعاد» توجيه ذلك وردّ خلافه بأكثر من عشرين وجهاً.

ولم يخرج من نسله نبيّ غير نبينا صلى الله عليه وسلم وأما خالد بن سنان [ (1) ] فإن كان في زمن الفترة فقد

ثبت في صحيح البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أنا أولى الناس بعيسى بن مريم إنه ليس بيني وبينه نبي»

[ (2) ] انتهى. وإن كان قبلها فلا يمكن أن يكون نبياً لأن الله تعالى قال: لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ وقد قال غير واحد، من العلماء، لم يبعث الله نبياً بعد إسماعيل في العرب إلا محمدا صلى الله عليه وسلم: ذكر ذلك ابن كثير رحمه الله تعالى وقال الحافظ في الفتح: أن هذا الحديث أي الذي في الصحيح يضعف ما ورد في قصة خالد بن سنان، فإنه صحيح بلا تردد، وفي غيره مقال. أو المراد: إنه لم يبعث بشريعة مستقلة، وإنما بعث بتقرير شريعة عيسى.

وأم إسماعيل: هاجر بالهاء ويقال آجر وهي قبطية.

وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن إبراهيم وسارة قدما أرض جبار أو ملك فقال إبراهيم لسارة: إنّ هذا الجبار إن يعلم أنك امرأتي يغلبني عليك فإن سألك فأخبريه أنك أختي وإنك أختي في الإسلام. فلما دخل أرضه رآها بعض أهل الجبار فقال: لقد قدم أرضك امرأةٌ جميلة لا ينبغي لها أن تكون إلا لك وهي من أحسن الناس فأرسل إلى إبراهيم فسأله عنها فقال:

من هذه؟ قال: أختي ثم رجع إليها فقال: يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك، وإن هذا سألني فأخبرته أنك أختي فلا تكذّبيني فأرسل إليها وقام إبراهيم إلى الصلاة فلما دخلت عليه قامت تتوضأ وتصلي فقالت، اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلّط عليّ هذا الكافر فلم يتمالك أن بسط يده إليها فقبضت يده قبضة شديدة وغطّ حتى ركض برجله فقالت: إن يمت يقال هي قتلته فأرسل وفي لفظ فقال:

ادعى الله لي ولا أضرّك. فدعت فأطلق. ثم تناولها الثانية فقامت تتوضأ وتصلي وتقول: اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلّط عليّ هذا الكافر فأخذ مثلها أو أشد وغطّ حتى ضرب برجله الأرض فقالت اللهم إن يمت يقال هي قتلته فأرسل وفي لفظ: فقال ادعى الله لي ولا أضرّك فدعت فأطلق فدعا بعض حجبته وفي لفظ: الذي جاء

[ (1) ] خالد بن سنان بن أبي عبيد بن وهب بن لوزان بن عبد ود بن ثعلبة الأوسي. قال العدوي: شهد أحدا واستشهد يوم الجسر. انظر الإصابة 2/ 92.

[ (2) ] أخرجه مسلم 4/ 1837 كتاب الفضائل (145- 2365) .

ص: 303

بها فقال لم تأتوني بإنسان إنما أتيتموني بشيطان ارجعوها إلى إبراهيم وأخرجها من أرضي وأعطها هاجر فرجعت إلى إبراهيم وهو قائم يصلي فأومأ بيده: مهيم. وفي لفظ مهيا. قالت أشعرت أن الله كبت الكافر؟ وفي لفظ: قالت: إن الله ردّ كيد الكافر في نحره وأخدم هاجر.

رواه البخاري في مواضع صحيحة ومسلم والنسائي والبزار وابن حبان رحمهم الله تعالى [ (1) ] .

قال الإمام النووي: كانت هاجر للجبار الذي كان يسكن عين الجرّ. قلت: قال الحازمي: هو بالجيم المفتوحة والراء المشددة انتهى. بقرب بعلبك. فوهبها لسارة، فوهبتها سارة لإبراهيم. قال السهيلي: وكانت قبل ذلك الملك الذي وهبها لسارة بنت ملك من ملوك القبط بمصر. ذكر الطبري من حديث سيف بن عمير أو غيره إن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه حين حاصر مصر قال لأهلها: إن نبينا قد وعدنا بفتحها وقد أمرنا أن نستوصي بأهلها خيرا فإن لهم نسباً وصهراً فقالوا: هذا نسب لا يحفظ حقه إلا نبي لأنه نسب بعيد، وصدق كانت أمكم امرأة الملك من ملوكنا فحاربنا أهل عين شمس وكانت علينا دولة فقتلوا الملك واحتملوها فمن هناك سيّرت إلى أبيكم إبراهيم أو كما قالوا.

قال الحافظ رحمه الله تعالى: هاجر اسم سرياني ويقال أن أباها كان من ملوك القبط، وأنها من حفن بفتح الحاء المهملة وسكون الفاء آخره نون: قرية بمصر. قال اليعقوبي [ (2) ] رحمه الله تعالى: كانت مدينة انتهى. وهي الآن كفر من عمل أنصنا بالبرّ الشرقي من الصعيد في مقابلة الأشمونين. وفيها آثار عظيمة باقية واسم الجبار المذكور عمرو بن امرئ القيس ابن سبأ وكان على مصر. ذكره السهيلي وهو قول ابن هشام في التيجان وقيل اسمه صادوف ذكره ابن قتيبة. وإنه كان على الأردن. وذكر ابن هشام في التيجان قائل ذلك رجل كان إبراهيم صلى الله عليه وسلم يشتري منه القمح وأنه ذكر أنه رآها تطحن وأن هذا هو السرّ في إعطاء الملك لها هاجر وقال: إن هذه لا تصلح أن تخدم نفسها.

واختلف في السبب الذي حمل إبراهيم صلى الله عليه وسلم على التوصية بأنها أخته، مع أن ذلك الظالم يريد اغتصابها على نفسها أختاً كانت أو زوجة.

[ (1) ] أخرجه البخاري 6/ 446 كتاب أحاديث الأنبياء، ومسلم 4/ 1840 كتاب الفضائل (154- 2371) وأحمد في المسند 2/ 403.

[ (2) ] أحمد بن إسحاق (أبي يعقوب) بن جعفر بن وهب بن واضح اليعقوبي: مؤرخ جغرافي كثير الأسفار، من أهل بغداد.

كان جده من موالي المنصور العباسي. رحل إلى المغرب وأقام مدة في أرمينية. ودخل الهند. وزار الأقطار العربية.

وصنف كتبا جيدة منها «تاريخ اليعقوبي» انتهى به إلى خلافة المعتمد على الله العباسي، وكتاب «البلدان» و «أخبار الأمم السالفة» و «مشاكلة الناس لزمانهم» اختلف المؤرخون في سنة وفاته، فقال ياقوت: سنة 284 ونقل غيره 282 وقيل 278 أو بعدها. انظر الأعلام 1/ 95.

ص: 304