الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَعُلَمَائِهِم.
قُتِلَ يَوْمَ الجَمَلِ، قَامَ يَعِظُ النَّاسَ وَيُذَكِّرُهُم، فَجَاءهُ سَهْمُ غَرْبٍ، فَقَتَلَهُ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -.
133 - زَيْدُ بنُ صُوْحَانَ بنِ حُجْرِ بنِ الحَارِثِ العَبْدِيُّ *
ابْنِ هِجْرِسِ بنِ صَبِرَةَ بنِ حِدْرِجَانَ بنِ عِسَاسٍ العَبْدِيُّ، الكُوْفِيُّ.
أَخُو صَعْصَعَةَ بنِ صُوْحَانَ، وَلَهُمَا أَخٌ اسْمُهُ سَيْحَانُ، لَا يَكَادُ يُعْرَفُ.
كُنْيَةُ زَيْدٍ: أَبُو سُلَيْمَانَ.
وَقِيْلَ: أَبُو عَائِشَةَ.
كَانَ مِنَ العُلَمَاءِ العُبَّادِ، ذَكَرُوْهُ فِي كُتُبِ مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ، وَلَا صُحْبَةَ لَهُ.
لَكِنَّهُ أَسْلَمَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَسَمِعَ مِنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَسَلْمَانَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو وَائِلٍ، وَالعَيْزَارُ بنُ حُرَيْثٍ، وَلَا رِوَايَةَ لَهُ فِي الأُمَّهَاتِ، لأَنَّهُ قَدِيْمُ الوَفَاةِ.
وَذَكَرَ بَعْضُهُم: أَنَّهُ وَفَدَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
يَعْلَى بنُ عُبَيْدٍ: حَدَّثَنَا الأَجْلَحُ، عَنْ عُبَيْدِ بنِ لَاحِقٍ، قَالَ:
كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَنَزَلَ رَجُلٌ، فَسَاقَ بِالقَوْمِ، وَرَجَزَ، ثُمَّ نَزَلَ آخَرُ،
= التاريخ الصغير 1 / 75، المعارف: 430، أخبار القضاة 1 / 274، الجرح والتعديل 7 / 162، جمهرة أنساب العرب: 380، الاستيعاب: 1318، أسد الغابة 4 / 479، الإصابة 3 / 314.
(*) طبقات ابن سعد 6 / 123، طبقات خليفة: ت 1024، وفيه بفتح الصاد، التاريخ الكبير 3 / 397، المعارف: 402، مشاهير علماء الأمصار: ت 745، الاستيعاب: 555، تاريخ بغداد 8 / 439، تاريخ ابن عساكر 6 / 315 ب، أسد الغابة 2 / 291، الوافي بالوفيات 15 / 32، مرآة الجنان 1 / 99، مجمع الزوائد 9 / 398، الإصابة 1 / 568 و574، تعجيل المنفعة: 97، شذرات الذهب 1 / 44، تهذيب ابن عساكر 6 / 12.
ثُمَّ بَدَا لِرَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُوَاسِيَ أَصْحَابَهُ، فَنَزَلَ.
فَجَعَلَ يَقُوْلُ:
جُنْدُبُ وَمَا جُنْدُبُ
…
وَالأقْطَعُ الخَيْرِ زَيْدُ
قِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! سَمِعْنَاكَ اللَّيْلَةَ تَقُوْلُ كَذَا وَكَذَا.
فَقَالَ: (رَجُلَانِ فِي الأُمَّةِ يَضْرِبُ أَحَدُهُمَا ضَرْبَةً تُفَرِّقُ بَيْنَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ، وَالآخَرُ تُقْطَعُ يَدُهُ فِي سَبِيْلِ اللهِ، ثُمَّ يَتْبَعُ آخِرُ جَسَدِهِ أَوَّلَهُ) .
قَالَ الأَجْلَحُ: أَمَّا جُنْدُبٌ، فَقَتَلَ السَّاحِرَ، وَأَمَّا زَيْدٌ، فَقُطِعَتْ يَدُهُ يَوْمَ جَلُوْلَاءَ، وَقُتِلَ يَوْمَ الجَمَلِ (1) .
قَالَ الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ:
كَانَ زَيْدُ بنُ صُوْحَانَ يُحَدِّثُ، فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: إِنَّ حَدِيْثَكَ يُعْجِبُنِي، وَإِنَّ يَدَكَ لَتُرِيْبُنِي.
قَالَ: أَوَ مَا تَرَاهَا الشِّمَالَ؟
قَالَ: وَاللهِ مَا أَدْرِي اليَمِيْنَ يَقْطَعُوْنَ أَمِ الشِّمَالَ؟
فَقَالَ زَيْدٌ: صَدَقَ اللهُ: {الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً، وَأَجْدَرُ أَنْ لَا يَعْلَمُوا حُدُوْدَ مَا أَنْزَلَ اللهُ} [التَّوْبَةُ: 98] .
فَذَكَرَ الأَعْمَشُ: أَنَّ يَدَهُ قُطِعَتْ يَوْمَ نَهَاوْنَدَ (2) .
حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي الهُذَيْلِ:
أَنَّ وَفْدَ الكُوْفَةِ قَدِمُوا عَلَى عُمَرَ، فِيهِم زَيْدُ بنُ صُوْحَانَ، فَجَاءهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يَسْتَمِدُّ، فَقَالَ:
يَا أَهْلَ الكُوْفَة! إِنَّكُم كَنْزُ أَهْلِ الإِسْلَامِ، إِنِ اسْتَمَدَّكُم أَهْلُ البَصْرَةِ، أَمْدَدْتُمُوْهُم، وَإِنِ اسْتَمَدَّكُم أَهْلُ الشَّامِ، أَمْدَدْتُمُوْهُم.
وَجَعَلَ عُمَرُ يُرَحِّلُ لِزِيْدٍ، وَقَالَ: يَا أَهْلَ الكُوْفَةِ! هَكَذَا فَاصْنَعُوا بِزَيْدٍ، وَإِلَاّ عَذَّبْتُكُم (3) .
(1) الاجلح وهو ابن عبد الله بن حجية ضعيف، وعبيد بن لاحق لم أجد من ترجمه، وهو في " الطبقات ابن سعد " 6 / 123 (2)" طبقات ابن سعد " 6 / 123، 124.
(3)
ابن سعد 6 / 124.
وَرَوَى: الأَجْلَحُ، عَنِ ابْنِ أَبِي الهُذَيْلِ، قَالَ:
دَعَا عُمَرُ زَيْدَ بنُ صُوْحَانَ، فَضَفَّنَهُ عَلَى الرَّحْلِ كَمَا تُضَفِّنُوْنَ أُمَرَاءكُم، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى النَّاسِ، فَقَالَ: اصْنَعُوا هَذَا بِزَيدٍ وَأَصْحَابِ زَيْدٍ (1) .
سِمَاكٌ: عَنِ النُّعْمَانِ أَبِي قُدَامَةَ:
أَنَّهُ كَانَ فِي جَيْشٍ، عَلَيْهِم سَلْمَانُ الفَارِسِيُّ، فَكَانَ يَؤُمُّهُم زَيْدُ بنُ صُوْحَانَ، يَأْمُرُهُ بِذَلِكَ سَلْمَانُ (2) .
سِمَاكٌ، عَنْ رَجُلٍ (3) : أَنَّ سَلْمَانَ كَانَ يَقُوْلُ لِزَيْدِ بنِ صُوْحَانَ يَوْمَ الجُمُعَةِ: قُمْ، فَذَكِّرْ قَوْمَكَ.
ابْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بنُ نُصَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بنُ هِلَالٍ، قَالَ:
قَامَ زَيْدُ بنُ صُوْحَانَ إِلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! مِلْتَ فَمَالَتْ أُمَّتُكَ، اعْتَدِلْ يَعْتَدِلُوا.
قَالَ: أَسَامِعٌ مُطِيْعٌ أَنْتَ؟
قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: الْحَقْ بِالشَّامِ.
فَطَلَّقَ امْرَأَتَهُ، ثُمَّ لَحِقَ بِحَيْثُ أَمَرَهُ (4) .
أَيُّوْبُ السَّخْتِيَانِيُّ: عَنْ غَيْلَانَ (5) بنِ جَرِيرٍ، قَالَ:
ارْتُثَّ (6) زَيْدُ بنُ صُوْحَانَ يَوْمَ الجَمَلِ، فَدَخلُوا عَلَيْهِ، فَقَالُوا: أَبْشِرْ بِالجَنَّةِ.
قَالَ: تَقُوْلُوْنَ قَادِرِيْنَ، أَوِ النَّارَ فَلَا تَدْرُوْنَ، إِنَّا غَزَوْنَا القَوْمَ فِي بِلَادِهِم، وَقَتَلْنَا أَمِيْرَهُم، فَلَيْتَنَا إِذْ ظُلِمْنَا، صَبَرْنَا (7) .
(1) ابن سعد 6 / 124.
وقوله " فضفنه على الرجل " أي: حمله عليه.
(2)
ابن سعد 6 / 124.
(3)
سماه ابن سعد 6 / 124 ملحان بن ثروان.
(4)
ابن سعد 6 / 124، 125.
(5)
تحرف في المطبوع إلى " علان ".
(6)
الارتثات: أن يحمل الجريح من المعركة وهو ضعيف أثخنته جراحه، فهو مرتث ورثيث.
(7)
ابن سعد 6 / 125.