الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
86 - الفَضْلُ بنُ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهَاشِمِيُّ *
وَأَخُوْهُم عَبْدُ اللهِ مَرَّ.
87 - سَعِيْدُ بنُ العَاصِ بنِ أَبِي أُحَيْحَةَ الأُمَوِيُّ **
(م، س)
سَعِيْدِ بنِ العَاصِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ
(*) هو الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويكنى أبا محمد أو أبا عبد الله، وكان أسن ولد العباس، وأمه أم الفضل لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية أخت ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وغزا مع رسول الله صلى الله عيله وسلم مكة وحنينا، وثبت يومئذ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولى الناس، وشهد معه حجة الوداع، وأردفه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم زوجه وأمهر عنه، وفي بعض حديثه في حجة الوداع لما حجب وجهه عن الخثعمية:" رأيت شابا وشابة، فلم آمن عليهما الشيطان "، وكان فيمن غسل
النبي صلى الله عليه وسلم، وولي دفنه.
مات في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة من الهجرة في خلافة عمر بن الخطاب، ولم يترك ولدا إلا أم كلثوم تزوجها الحسن بن علي، ثم فارقها، فتزوجها أبو موسى الأشعري.
وهو مترجم في: طبقات ابن سعد 4 / 54 و7 / 399، نسب قريش: 25 / 28، طبقات خليفة: ت 2807، التاريخ الكبير 7 / 114، التاريخ الصغير 1 / 36، الجرح والتعديل 7 / 63، أنساب الاشراف 3 / 23، جمهرة أنساب العرب: 18، المستدرك 3 / 274، الاستيعاب: 1269، الجمع بين رجال الصحيحين 2 / 411، تاريخ ابن عساكر 14 / 117 ب، أسد الغابة 4 / 366، تهذيب الأسماء واللغات 1 / 2 / 50، تهذيب الكمال: 1100، تاريخ الإسلام 1 / 25، تذهيب التهذيب 3 / 138 ب، العقد الثمين 7 / 10، الإصابة 3 / 208، تهذيب التهذيب 8 / 280، خلاصة تذهيب الكمال:263.
(1)
في الصفحة (331) .
* * طبقات ابن سعد 5 / 30، المحبر: 55، 150، 174، التاريخ الكبير 3 / 502، أنساب الاشراف 4 / 433، معجم الطبراني 6 / 73، المعرفة والتاريخ 1 / 292، مشاهير علماء الأمصار: ت 446، الجرح والتعديل 4 / 48، تاريخ الطبري 5 / 293، مروج الذهب 3 / 80، الاغاني 16 / 39، جمهرة أنساب العرب: 80 وفيه سعيد هو أبو أحيحة، الاستيعاب: 621، الجمع بين رجال الصحيحين 1 / 174، تاريخ ابن عساكر 7 / 127 آ، أسد الغابة 2 / 391، تهذيب الأسماء واللغات 1 / 1 / 218، تهذيب الكمال: 497، تاريخ الإسلام 2 / 286، العبر =
بنِ قُصَيٍّ، وَالِدُ عَمْرِو بنِ سَعِيْدٍ الأَشْدَقِ، وَوَالِدُ يَحْيَى، القُرَشِيُّ، الأُمَوِيُّ، المَدَنِيُّ، الأَمِيْرُ.
قُتِلَ أَبُوْهُ يَوْم بَدْرٍ مُشْرِكاً، وَخلَّفَ سَعِيْداً طِفْلاً.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَهُ صُحْبَةٌ.
قُلْتُ: لَمْ يَرْوِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَرَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَائِشَةَ، وَهُوَ مُقِلٌّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنَاهُ، وَعُرْوَةُ، وَسَالِمُ بنُ عَبْدِ اللهِ.
وَكَانَ أَمِيْراً، شَرِيْفاً، جَوَاداً، مُمَدَّحاً، حَلِيماً، وَقُوراً، ذَا حَزْمٍ وَعَقْلٍ، يَصْلُحُ لِلْخِلَافَةِ.
وَلِيَ إِمْرَةَ المَدِيْنَةِ غَيْرَ مَرَّةٍ لِمُعَاوِيَةَ.
وَقَدْ وَلِي أَمْرَ الكُوْفَةِ لِعُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ.
وَقَدِ اعْتَزَلَ الفِتْنَةَ، فَأَحْسَنَ، وَلَمْ يُقَاتِلْ مَعَ مُعَاوِيَةَ.
وَلَمَّا صَفَا الأَمْرُ لِمُعَاوِيَةَ، وَفَدَ سَعِيْدٌ إِلَيْهِ، فَاحْتَرَمَهُ، وَأَجَازَهُ بِمَالٍ جَزِيْلٍ.
وَلَمَّا كَانَ عَلَى الكُوْفَةِ، غَزَا طَبَرِسْتَانَ، فَافْتَتَحَهَا.
وَفِيْهِ يَقُوْلُ الفَرَزْدَقُ:
تَرَى الغُرَّ الجَحَاجِحَ مِنْ قُرَيْشٍ
…
إِذَا مَا الأَمْرُ ذُو الحَدَثَانِ عَالَا
قِيَاماً يَنْظُرُوْنَ إِلَى سَعِيْدٍ
…
كَأَنَّهُمُ يَرَوْنَ بِهِ هِلَالَا
= 1 / 64، تذهيب التهذيب 2 / 22 آ، الوافي بالوفيات 15 / 227، البداية والنهاية 8 / 83، العقد الثمين 4 / 571، الإصابة 2 / 47، تهذيب التهذيب 4 / 48، خلاصة تذهيب الكمال: 118، شذرات الذهب 1 / 65، تهذيب ابن عساكر 6 / 133.
(1)
البيتان في ديوانه: 615، 618، و" طبقات ابن سلام ": 321، و" الاغاني " 21 / 321، و" معجم الأدباء " 7 / 258، و" نسب قريش ": 176، و" سيرة ابن هشام " 1 / 243، و" أنساب الاشراف " 4 / 438، و" أمالي المرتضى " 1 / 296، وابن عساكر 7 / 128 ب، و" خزانة الأدب " 3 / 74، و" تهذيب ابن عساكر " 6 / 136.
والغر: جمع أغر: وهو الابيض الغرة، والجحاجح جمع جحجاح: السيد السمح الكريم، والحدثان: ما يحدث من نوائب الدهر، وعال: أثقل وفدح.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَلِسَعِيْدٍ تِسْعُ سِنِيْنَ أَوْ نَحْوُهَا.
وَلَمْ يَزَلْ فِي صَحَابَةِ عُثْمَانَ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ، فَوَلَاّهُ الكُوْفَةَ لَمَّا عَزَلَ عَنْهَا الوَلِيْدَ بنَ عُقْبَةَ، فَقَدِمَهَا وَهُوَ شَابٌّ مُتْرَفٌ، فَأَضَرَّ بِأَهْلِهَا، فَوَلِيَهَا خَمْسَ سِنِيْنَ إِلَاّ أَشْهُراً.
ثُمَّ قَامَ عَلَيْهِ أَهْلُهَا، وَطَرَدُوْهُ، وَأَمَّرُوا عَلَيْهِم أَبَا مُوْسَى، فَأَبَى، وَجَدَّدَ البَيْعَةَ فِي أَعْنَاقِهِم لِعُثْمَانَ، فَوَلَاّهُ عُثْمَانُ عَلَيْهِم.
وَكَانَ سَعِيْدُ بنُ العَاصِ يَوْمَ الدَّارِ مَعَ المُقَاتِلَةِ عَنْ عُثْمَانَ.
وَلَمَّا سَارَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ، فَنَزَلُوا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، قَامَ سَعِيْدٌ خَطِيباً، وَقَالَ:
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ عُثْمَانَ عَاشَ حَمِيداً، وَذَهَبَ فَقِيداً شَهِيداً، وَقَدْ زَعَمْتُم أَنَّكُم خَرَجْتُم تَطْلُبُوْنَ بِدَمِهِ، فَإِنْ كُنْتُم تُرِيْدُوْنَ ذَا، فَإِنَّ قَتَلَتَهُ عَلَى هَذِهِ المَطِيِّ، فَمِيْلُوا عَلَيْهِم.
فَقَالَ مَرْوَانُ: لَا، بَلْ نَضْرِبُ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ.
فَقَالَ المُغِيْرَةُ: الرَّأْيُ مَا رَأَى سَعِيْدٌ.
وَمَضَى إِلَى الطَّائِفِ، وَانْعَزَلَ سَعِيْدٌ بِمَنِ اتَّبَعَهُ بِمَكَّةَ، حَتَّى مَضَتِ الجَمَلُ وَصِفِّيْنُ (1) .
قَالَ قَبِيْصَةُ بنُ جَابِرٍ: سَأَلُوا مُعَاوِيَةَ: مَنْ تَرَى لِلأَمْرِ بَعْدَكَ؟
قَالَ: أَمَا كَرِيْمَةُ قُرَيْشٍ فَسَعِيْدُ بنُ العَاصِ
…
، وَذَكَرَ جَمَاعَةً (2) .
ابْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ، قَالَ:
خَطَبَ سَعِيْدُ بنُ العَاصِ أُمَّ كُلْثُوْمٍ بِنْتَ عَلِيٍّ بَعْدَ عُمَرَ، وَبَعَثَ إِلَيْهَا بِمائَةِ أَلْفٍ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا أَخُوْهَا الحُسَيْنُ، وَقَالَ: لَا تَزَوَّجِيْهِ.
فَقَالَ الحَسَنُ: أَنَا أُزَوِّجُهُ.
وَاتَّعَدُوا لِذَلِكَ، فَحَضَرُوا.
فَقَالَ سَعِيْدٌ: وَأَيْنَ أَبُو عَبْدِ اللهِ؟
فَقَالَ الحَسَنُ: سَأَكْفِيكَ.
قَالَ: فَلَعَلَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ
(1) أورده ابن سعد في " الطبقات " 5 / 31، 35 بأطول مما هنا.
(2)
" تاريخ دمشق " لأبي زرعة 1 / 592، 593، وابن عساكر 7 / 130.
كَرِهَ هَذَا.
قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: لَا أَدْخُلُ فِي شَيْءٍ يَكْرَهُهُ.
وَرَجَعَ، وَلَمْ يَأْخُذْ مِنَ المَالِ شَيْئاً (1) .
قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الدِّمَشْقِيُّ: إِنَّ عَرَبِيَّةَ القُرْآنِ أُقِيمَتْ عَلَى لِسَانِ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ، لأَنَّهُ كَانَ أَشْبَهَهُم لَهْجَةً بِرَسُوْلِ اللهِ (2) صلى الله عليه وسلم.
وَعَنِ الوَاقِدِيِّ: أَنَّ سَعِيْداً أُصِيْبَ بِمَأْمُوْمَةٍ (3) يَوْمَ الدَّارِ، فَكَانَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ، غُشِيَ عَلَيْهِ.
وَقَالَ هُشَيْمٌ: قَدِمَ الزُّبَيْرُ الكُوْفَةَ، وَعَلَيْهَا سَعِيْدُ بنُ العَاصِ، فَبَعَثَ إِلَى الزُّبَيْرِ بِسَبْعِ مائَةِ أَلْفٍ، فَقَبِلَهَا.
وَقَالَ صَالِحُ بنُ كَيْسَانَ: كَانَ سَعِيْدُ بنُ العَاصِ يَخِفُّ بَعْضَ الخِفَّةِ مِنَ المَأْمُوْمَةِ الَّتِي أَصَابَتْهُ، وَهُوَ عَلَى ذَلِكَ مِنْ أَوْفَرِ الرِّجَالِ وَأَحْلَمِهِ.
ابْنُ عَوْنٍ: عَنْ عُمَيْرِ بنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:
كَانَ مَرْوَانُ يَسُبُّ عَلِيّاً رضي الله عنه فِي الجُمَعِ، فَعُزِلَ بِسَعِيْدِ بنِ العَاصِ، فَكَانَ لَا يَسُبُّهُ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ سَعِيْدُ بنُ العَاصِ إِذَا قَصَدَهُ سَائِلٌ وَلَيْسَ عِنْدَهُ شَيْءٌ، قَالَ: اكْتُبْ عَلَيَّ سِجِلاًّ بِمَسْأَلَتِكَ إِلَى المَيْسَرَةِ.
وَذَكَرَ عَبْدُ الأَعْلَى بنُ حَمَّادٍ: أَنَّ سَعِيْدَ بنَ العَاصِ اسْتَسْقَى مِنْ بَيْتٍ، فَسَقَوْهُ، وَاتَّفَقَ أَنَّ صَاحِبَ المَنْزِلِ أَرَادَ بَيْعَهُ لِدَيْنٍ عَلَيْهِ، فَأَدَّى عَنْهُ أَرْبعَةَ آلَافِ دِيْنَارٍ.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ أَطْعَمَ النَّاسَ فِي قَحْطٍ حَتَّى نَفِدَ مَا فِي بَيْتِ المَالِ، وَادَّانَ، فَعَزَلَهُ مُعَاوِيَةُ.
(1) أخرجه ابن عساكر 7 / 133 آمن طريق ابن سعد.
(2)
أخرجه ابن أبي داود في " المصاحف ": 24 من طريق العباس بن الوليد، حدثنا أبي، حدثنا سعيد بن عبد العزيز
…
(3)
المأمومة: الشجة التي بلغت أم الرأس، وهي الجلدة التي تجمع الدماغ.
وَقِيْلَ: مَاتَ وَعَلَيْهِ ثَمَانُوْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ.
وَعَنْ سَعِيْدٍ، قَالَ: القُلُوْبُ تَتَغَيَّرُ، فَلَا يَنْبَغِي لِلْمَرْءِ أَنْ يَكُوْنَ مَادِحاً اليَوْمَ ذَامّاً غَداً.
قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: تُوُفِّيَ سَعِيْدُ بنُ العَاصِ بِقَصْرِهِ بِالعَرصَةِ، عَلَى ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ مِنَ المَدِيْنَةِ، وَحُمِلَ إِلَى البَقِيْعِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ.
كَذَا أَرَّخَهُ: خَلِيْفَةُ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ مُسَدَّدٌ: مَاتَ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ سَنَةَ سَبْعٍ، أَوْ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ.
وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ: سَنَةَ ثَمَانٍ.
وَقِيْلَ: إِنَّ عَمْرَو بنَ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ الأَشْدَقَ سَارَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيْهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَبَاعَهُ مَنْزِلَهُ وَبُسْتَانَهُ الَّذِي بِالعَرصَةِ بِثَلَاثِ مائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ.
وَيُقَالُ: بِأَلْفِ أَلْفِ دِرْهَمٍ.
قَالَهُ: الزُّبَيْرُ.
وَفِي ذَلِكَ المَكَانِ يَقُوْلُ عَمْرُو بنُ الوَلِيْدِ بنِ عُقْبَةَ:
القَصْرُ ذُو النَّخْلِ وَالجُمَّارُ فَوْقَهُمَا
…
أَشْهَى إِلَى النَّفْسِ مِنْ أَبْوَابِ جَيْرُوْنَ (1)
وَقَدْ كَانَ سَعِيْدُ بنُ العَاصِ أَحَدَ مَنْ نَدَبَه عُثْمَانُ لِكِتَابَةِ المُصْحَفِ؛
(1) الجمار: شحم النخل، واحدته جمارة، ورواية مصعب الزبيري في " نسب قريش ": 177، وابن عساكر 7 / 135 ب: القصر ذو النخل بالجماء فوقهما * أشهى إلى القلب من أبواب جيرون ورواه صاحب " الاغاني " 1 / 8 و11، وياقوت في " معجم البلدان " 2 / 159: القصر فالنخل فالجماء بينهما * أشهى إلى القلب من أبواب جيرون وعلق عليه أبو الفرج فقال: القصر الذي عناه ها هنا: قصر سعيد بن العاص بالعرصة، والنخل الذي عناه: نخل كان لسعيد بين قصره وبين الجماء، وهي أرض كانت له.