المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌النكرة والمعرفة الاسم على ضربين: نكرة وهو الأصل، ومعرفة. فالنكرة ما تقبل - شرح ألفية ابن مالك المسمى تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة - جـ ١

[ابن الوردي الجد، زين الدين]

فهرس الكتاب

- ‌الفصل الأول ابن الوردي: حياته وآثاره

- ‌نسبه:

- ‌أسرته:

- ‌مولده ووفاته:

- ‌شيوخه:

- ‌إجازات ابن الوردي لتلاميذه وعلماء عصره:

- ‌ابن الوردي والعمل في القضاء:

- ‌منزلته العلمية والأدبية:

- ‌مصنفاته العلمية:

- ‌آثاره الأدبية:

- ‌الفصل الثاني تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة دراسة تحليلية منهجه في الشرح:

- ‌مصادره:

- ‌ابن الوردي وابن مالك:

- ‌ابن الوردي وابن الناظم:

- ‌مذهبه النحوي:

- ‌ومما ردّ من آراء سيبويه إمام البصريين:

- ‌ما يوهم أنها آراء نحوية لابن الوردي:

- ‌اسم الكتاب:

- ‌[إلمامة مختصرة عن ابن مالك]

- ‌حياته:

- ‌ مؤلفاته

- ‌نسبه ومولده:

- ‌[تحقيق كتاب (تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة)]

- ‌مقدمة التحقيق وصف النسخ:

- ‌1 - نسخة رامبور:

- ‌2 - نسخة دار الكتب المصرية:

- ‌3 - نسخة المكتبة الظاهرية:

- ‌منهج التحقيق:

- ‌الكلام وما يتألف منه

- ‌المعرب والمبني

- ‌النكرة والمعرفة

- ‌[بيان المعارف]

- ‌العلم

- ‌اسم الإشارة

- ‌الموصول

- ‌المعرف بأداة التعريف

- ‌[المرفوعات]

- ‌الابتداء

- ‌كان وأخواتها

- ‌ما ولا وإن المشبّهات بليس

- ‌أفعال المقاربة

- ‌إنّ وأخواتها

- ‌لا التي لنفي الجنس

- ‌ظنّ وأخواتها

- ‌أعلم وأرى

- ‌الفاعل

- ‌النائب عن الفاعل

- ‌اشتغال العامل عن المعمول

- ‌تعدّي الفعل ولزومه

- ‌التنازع في العمل

- ‌[المنصوبات]

- ‌المفعول المطلق

- ‌المفعول له

- ‌المفعول فيه وهو المسمّى ظرفا

- ‌المفعول معه

- ‌الاستثناء

- ‌الحال

- ‌التمييز

الفصل: ‌ ‌النكرة والمعرفة الاسم على ضربين: نكرة وهو الأصل، ومعرفة. فالنكرة ما تقبل

‌النكرة والمعرفة

الاسم على ضربين: نكرة وهو الأصل، ومعرفة.

فالنكرة ما تقبل التعريف بالألف واللام المؤثرة كرجل وفرس، أو في معنى ما تقبله نحو: ذو بمعنى صاحب.

وقلنا: المؤثرة ليخرج الداخل عليه (أل) للمح الصفة (1) كالحارث والعباس.

والمعرفة غير ذلك. وتنحصر في سبعة أقسام: المضمر كهم وأنت، واسم الإشارة نحو: ذا وذي، والعلم كزيد وهند، والمعرّف بالإضافة كابني وغلام زيد، والمعرّف ب (أل) نحو:

الغلام والفرس، والموصول نحو: الذي والتي، والمعرف بالنداء نحو: يا رجل. ولم يذكره الشيخ (2)، بل لو كان قال بدل البيت:

وغيره معرفة كابني، الذي

هم، يوسف، الفضل، ذا، يا محتذي

لعمّ السبعة الأقسام (3).

(1) سقطت (الصفة) من ظ.

(2)

لم يذكر ابن مالك في الألفية: 12 أن المسبوق بأداة النداء من أقسام المعرفة، قال:

وغيره معرفة كهم وذي

وهند وابني والغلام والذي

لكنه ذكره في الكافية وشرحها. 222 قال:

وذو أداة أو منادى عينا

(3)

في ظ (لكان عمّ الأقسام السبعة).

ص: 126

ولنفصّل ما أجملناه فنقول:

المضمر ما دلّ على نفس المتكلم، أو المخاطب، أو الغائب، كأنا، وأنت، وهو.

والمضمر البارز ينقسم إلى متصل ومنفصل.

والمتصل ما لا يصح وقوعه في أول الكلام، كياء ابني، وكاف أكرمك، وكالياء والهاء من سليه ما ملك، ولا بعد (إلّا) اختيارا، فلا يقال:(إلّا ت) ولا (إلّاه) وأمّا قوله:

19 -

وما نبالي إذا ما كنت جارتنا

ألّا يجاورنا إلّا ك ديّار (1)

فضرورة.

والمضمرات كلها مبنية لتضمنها إمّا معنى التكلم، أو الخطاب، أو الغيبة، وذلك من معاني الحروف فأشبهتها (2) معنى.

وقيل: بل بنيت استغناء عن إعرابها باختلاف صيغها لاختلاف

(1) من البسيط، ولم يعرف قائله. وروي:(ألّا يجاورنا سواك ديار) ولا شاهد على هذه الرواية.

الشاهد في: (إلا ك) حيث وقع الضمير المتصل بعد إلّا في ضرورة الشعر، والقياس (إلا إياك).

الخصائص 1/ 307 و 2/ 195 وابن الناظم 21 والمساعد 1/ 106 وشفاء العليل 196 والمرادي 1/ 128 وابن يعيش 3/ 101، 103 وضرائر الشعر للقيرواني 225 والعيني 1/ 253 والخزانة 2/ 405 وشرح أبيات المغني للسيوطي 285 والهمع 1/ 57 والدرر 1/ 32 والبهجة 43.

(2)

في ظ (فأشبهها).

ص: 127

المعاني. والصالح من متصل الضمائر للجرّ هو الصالح للنصب لا غير، نحو: أكرمتك، لك، سله، عنه.

والمتصل الصالح للنصب ضربان: صالح للرفع وغيره، فالصالح منه للرفع (نا) وحدها، (1) بل للإعراب كله، كقوله (2):

اعرف بنا فإنّنا نلنا

فموضع (نا) جرّ بعد الباء، نصب بعد (إنّ)، رفع بعد الفعل.

وتشترك الألف والواو والنون في المجيء للمخاطب تارة، وللغائب تارة، نحو: افعلا، افعلوا، افعلن، فعلا، فعلوا، فعلن.

والمستتر لا يكون ضمير جرّ ولا نصب، بل ضمير رفع استغناء عن لفظه بظهور معناه، وهو على ضربين: واجب الاستتار وجائزه.

فالواجب في فعل أمر الواحد كافعل، والمضارع ذي الهمزة كأوافق، أو النون كنغتبط، أو تاء المخاطب كتشكر، واسم الفعل لغير الماضي كأوّه ونزال يازيد.

ولم يذكر الشيخ في الألفية اسم الفعل، بل لو (3) قال بدل

(1) في ظ زيادة (لا) قبل (بل).

(2)

يعني ابن مالك، وانظر الألفية 3 قال:

للرفع والنصب وجرّ نا صلح

كاعرف بنا فإننا نلنا المنح

وفي ظ (قولك) بدل (قوله).

(3)

في ظ زيادة (كان).

ص: 128

البيت (1) نحو قولي:

ومن ضمير الرفع ما يستتر

كقم أقم نزال تأتي نشكر (2)

لعمّ اسم الفعل المذكور.

والجائز الاستتار (3) هو المرفوع بفعل الغائب، نحو: زيد قام، والغائبة نحو: هند تقوم، وبالصفات المحضة نحو: عبد الله منطلق.

ومعنى جواز استتارها أنه يجوز أن يخلفها الظاهر، نحو: قام زيد، (4) وتقوم هند، أو الضمير المنفصل، نحو: زيد إنما قام هو.

والضمير المنفصل ضربان، أحدهما: يختص بالرفع وهو أنا للمتكلم، ونحن له مشاركا أو عظيما، وأنت وأنت وأنتما وأنتم وأنتنّ للمخاطب بحسب أحواله، وهو وهي وهما وهم وهنّ للغائب بحسب أحواله (5).

الثاني: مختصّ بالنصب، وهو (إيّا) مردفا بدالّ على المعنى، كإياي وإياك وإياه والفروع، نحو إيانا وإياك وإياكما وإياكم وإياكنّ وإياها وإياهما وإياهم وإياهنّ.

(1) لم يذكر ابن مالك في الألفية أن مما يستتر فيه ضمير الرفع وجوبا اسم الفعل، قال:

ومن ضمير الرفع ما يستتر

كافعل أوافق نغتبط إذ تشكر

(2)

في ظ (نأتي تشكر).

(3)

في ظ (الاستناء).

(4)

سقطت الواو من ظ

(5)

في ظ (الحوالة).

ص: 129

والأصل أن الضمير المنفصل لا يستعمل في موضع يمكن فيه المتصل؛ إذ (1) وضع الضمير للتوصل إلى الاختصار والانفصال يأبي ذلك، لكنّا نأتي بالمنفصل لتعذر المتصل، مثل (2): إِيَّاكَ نَعْبُدُ (3)، وإنما قام (4) أنا.

ونوجب رعاية الاتصال إذا أمكن فيما ليس خبرا إن ولي العامل نحو: أكرمتنا (5) وأكرمنا، أو فصله ضمير رفع متصل كأكرمتك، واضطرّ الشاعر فقال:

20 -

وما أصاحب من قوم فأذكرهم

إلّا يزيد هم حبّا إليّ هم (6)

(1) في ظ (إذا).

(2)

في الأصل وم زيادة (العامل) وإثباتها يحصل منه خلل في العبارة. وقد يكون أصل العبارة هكذا: (لتعذر المتصل، كما إذا تقدم العامل، مثل:

(إياك نعبد) أو كان محصورا مثل: إنما قام أنا

) والله أعلم.

(3)

سورة الفاتحة الآية: 5.

(4)

في ظ (قال).

(5)

في ظ (ألومنا).

(6)

من البسيط لزياد بن حمل التميمي، أو المرار بن منقذ العدوي، أو أخيه زياد. ولعل هذه الأسماء لشاعر واحد هو زياد بن منقذ العدوي التميمي، فاسمه زياد، والمرّار لقبه.

والبيت من قصيدة له عند ما حنّ إلى وطنه ببطن الرمث ببلاد بني تميم، وهو في اليمن، ومطلعها:

لا حبّذا أنت يا صنعاء من بلد

ولا شعوب هوى منّي ولا نقم

الشاهد في: (يزيدهم

هم) ف - (هم) الثانية فاعل يزيد، فصل عن ضمير المفعول (هم) الأولى ضرورة. والأصل: يزيدونهم، واو الجماعة فاعل، وهم مفعول به، فلما فصل الفاعل صار ضمير غيبة.

ابن الناظم 23 وشفاء العليل 198 والمساعد 1/ 108 والعيني 1/ 256 -

ص: 130

والآخر فقال:

21 -

بالباعث الوارث الأموات قد ضمنت

إياهم الأرض في دهر الدهارير (1)

والمبيح لجواز اتصال الضمير وانفصاله، كونه إمّا ثاني ضميرين أولهما أخصّ وغير مرفوع، نحو: سلنيه، ومنعكها، وإمّا خبرا لكان أو إحدى أخواتها، كقوله صلى الله عليه وسلم في ابن صياد (2):«إن يكنه فلن تسلّط عليه، وإلّا يكنه فلا خير لك في قتله (3)» .

- والخزانة عرضا 2/ 393، 394 والتذييل والتكميل 2/ 248 وشرح شواهد المغني للسيوطي 135، 137، 428 والأشموني 1/ 115 والشعر والشعراء 2/ 701 ومعجم الشعراء للمرزباني 409.

(1)

من البسيط للفرزدق، وقيل: لأميّة بن أبي الصلت، وليس في ديوانه.

وروي: (مذ) بدل (في).

الشاهد في: (إياهم) فقد فصل الضمير المنصوب للضرورة، وكان القياس أن يقول: ضمنتهم.

ديوان الفرزدق 1/ 214 والخصائص 1/ 307 و 2/ 195 وشرح الكافية الشافية 233 والضرورة للقيرواني 180 وابن الناظم 23 والمساعد 1/ 108 وشفاء العليل 198 وأمالي ابن الشجري 1/ 40 والمرادي 1/ 137 والعيني 1/ 274 والخزانة 2/ 409، 410 والهمع 1/ 62 والدرر 1/ 38.

(2)

هو عبد الله بن صائد، ويقال له: ابن صيّاد اليهودي، ولد على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أعور مختونا، يقال: إنه أسلم وحج، وولد له ولد اسمه عمارة. انظر المسند 3/ 79 والإصابة 5/ 192.

(3)

أخرجه البخاري في (باب الجنائز) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في (باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه) 1/ 234 بلفظ: «

وإن لم يكنه فلا .. ». وأخرجه مسلم بشرح النووي في (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر ابن صياد) 18/ 54، وفي الترمذي في (كتاب الفتن، باب ما جاء في ذكر ابن صائد) 4/ 519 (2249) بلفظ: «إن يكن حقّا فلن تسلط عليه، -

ص: 131

وحكي سيبويه: عليه رجلا ليسني (1). ودليل الانفصال قوله:

22 -

لئن كان إيّاه فقد حال بعدنا

عن العهد والإنسان قد يتغيّر (2)

وخلتنيه من باب سلنيه. والشيخ رحمه الله يختار الاتصال (3)، ومنهم من يختار الانفصال، ومّما يشهد للاتصال وينصره قوله تعالى (4): إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ (5) ولا يكاد يعثر على الانفصال إلّا في الشعر كقوله:

- وإن لا يكنه فلا خير لك في قتله». وضمير الغائب المتصل في (يكنه) في محل نصب خبر يكن، واسمها ضمير الشأن ولذا جاز اتصاله.

(1)

سيبويه 1/ 381. وياء المتكلم في (ليسني) في محل نصب خبر (ليس) واسمها ضمير مستتر يعود على (رجلا) وصح اتصاله لوقوعه خبرا للناسخ.

وسيبويه، هو أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر، إمام البصريين في النحو، أخذ عن الخليل ويونس. ألف كتابه في النحو المعروف بالكتاب. اختلف في سنة موته ومكانه وعمره على أقوال. تاريخ الأدباء النحاة 38 وبغية الوعاة 2/ 320.

(2)

من الطويل لعمر بن أبي ربيعة.

الشاهد في: (كان إياه) حيث فصل الضمير الواقع خبرا لكان، وذلك جائز عند ابن الوردي، ويختار الناظم وابنه الاتصال، ويختار سيبويه الانفصال كما في شرح ابن عقيل 1/ 92 وكذا الزمخشري؛ لأن الأصل في الخبر الانفصال.

الديوان 86 والمقرب 1/ 95 وابن الناظم 24 وابن يعيش 3/ 107 والعيني 1/ 314 والخزانة 2/ 420 وشرح التصريح 1/ 108 والأشموني 1/ 119.

(3)

قال ابن مالك في الألفية 13:

كذاك خلتنيه واتصالا

أختار غيري اختار الانفصالا

(4)

في ظ (تعا) سقطت اللام والألف المقصورة، وقد تكرر في هذه النسخة.

(5)

سورة الأنفال الآية: 43.

ص: 132

23 -

أخي حسبتك إيّاه وقد ملئت

أرجاء صدرك بالأضغان والإحن (1)

ثمّ إنّ ضمير المتكلم أخصّ من المخاطب، والمخاطب أخصّ من الغائب، فيجب تقديم الأخص مع الاتصال، ويخيّر بين تقديم الأخص وتقديم غيره مع الانفصال، فعلم ضرورة أنه متى تقدم غير الأخصّ وجب الانفصال؛ لأنه مع الاتصال يجب تقديم الأخص، وعلم أيضا أن الأخص متى تقدم جاز الاتصال لأنه قد وجد شرط صحته، وجاز

الانفصال لأجل التخيير في حال الانفصال بين تقديم الأخص وغيره، ثم إذا كان المقدم من الضميرين غير الأخص، فإن كان مخالفا في الرتبة لم يجز اتصال ما بعده، نحو: الدرهم أعطيته إياك، وأعجبني إعطاؤك إياي، وإن ساواه فإن كان لمتكلم أو مخاطب فلا بدّ من الانفصال، نحو:

ظننتني إياي، وعلمتك إياك، وإن كان لغائب فإن اتّحد لفظ الضميرين فهو كما لو كان لمخاطب، نحو: ظننته إياه، ولا يمكن فيه الاتصال، وان اختلف لفظهما فالوجه الانفصال، وقد يتصل كقول مغلّس:

(1) من البسيط، ولم يعرف قائله.

الشاهد في: (حسبتك إياه) فقد فصل المفعول الثاني لحسب الواقع ضميرا، وذلك خلاف الأصل في الضمير وهو الاختصار، وهو اختيار الشارح وابن مالك، وعندهما ينبغي أن يقول: حسبتكه. والجمهور يختارون الإنفصال في باب ظن لأن أصل المفعول الثاني فيها خبر.

العيني 1/ 286 والتصريح 1/ 107 والأشموني 1/ 119.

ص: 133

24 -

وقد جعلت نفسي تطيب لضغمة (1)

لضغمهماها يقرع العظم نابها (2)

وكقول الآخر:

25 -

لوجهك في الإحسان حسن وبهجة (3)

أنالهماه قفو أكرم والد (4)

(1) في ظ (لطعمة).

(2)

من الطويل لمغلّس بن لقيط الأسدي، شاعر جاهلي، من قصيدة يرثي فيها أخاه أطيطا، ورواية أبي عمرو في كتاب الحروف للبيت:

وقد جعلت نفسي تهمّ بضغمة

على قلي غيظ يهزم العظم نابها

ولا شاهد على هذه الرواية. وفي أمالي ابن الشجري 2/ 201 للقيط بن مرّة.

المفردات: الضغمة: العضّة، يكنى بها عن الشدة؛ لأن من أصابته شدّة يعضّ على يديه، فالضغم هو العض بجميع الفمّ، ومنه سمّي الأسد ضيغما.

الشاهد: في (لضغمهماها) حيث وصل ضمير الغائب (ها) العائد على المصدر بالضمير (هما) مع اختلافهما في اللفظ، فالأول للمثنى والثاني للغائبة، وكان القياس أن يقول: لضغمهما إياها.

ديوان بني أسد 2/ 45 وسيبويه والأعلم 1/ 384 وأمالي ابن الشجري 1/ 89 و 2/ 201 والإيضاح العضدي 34 وابن الناظم 25 والعيني 1/ 333 والخزانة 2/ 415 والأشموني 1/ 121 واللسان (جعل) 637 و (ضغم)2592.

(3)

في ظ (وبسطة).

(4)

من الطويل، ولم أطلع على قائله. روي:(بسط) بدل (حسن)

المفردات: قفو: من الاقتفاء وهو الاتباع، والمراد هنا اتباع آثار آبائه الكرام.

الشاهد: في (أنالهماه) كالشاهد السابق، فقد وصل ضميري الغائب مع اختلاف لفظهما، فالأول للمثنى والثاني للمفرد. والقياس عند الشارح (أنالهما إياه) بالفصل. وقيل: إن الاتصال هنا أحسن؛ لأن العامل فيهما الفعل (أنال)، بخلاف الشاهد السابق فالعامل فيهما مصدر، والوصل مع الفعل أولى من الاسم.

شواهد التوضيح 29 والمرادي 1/ 150 وابن الناظم 25 والعيني 1/ 342 -

ص: 134

وحكى [سيبويه](1) هم أحسن الناس وجوها وأنضرهموها.

ولم ينبه الشيخ رحمه الله على أنّ الاتصال لا بدّ له من اختلاف اللفظ، ولا بدّ منه حقّا، فلو كان قال بدل قوله: وفي اتحاد الرتبة

البيت (2) نحو قولي:

وفي اتحاد الرتبة افصل، ويقلّ

في الغيب وصل؛ لا (3) ختلاف قد نقل

لكان أوفى بالمعنى.

وتصان الأفعال عن الكسر لياء المتكلم بإلحاق (4) نون الوقاية، نحو: أكرمني، يكرمني، أكرمني. وندر اتصال الياء بالفعل بدون النون، في (5) قوله:

26 -

عددت قومي (6) كعديد الطيس

إذ ذهب القوم الكرام ليسي (7)

- والتصريح 1/ 109 والأشموني 1/ 121 وهمع الهوامع 1/ 63 والدرر 1/ 41.

(1)

هكذا في جميع النسخ (سيبويه) والصحيح أنه الكسائي كما في جميع مراجع الحكاية. انظر المساعد 1/ 105 وابن الناظم 25 والأشموني 1/ 121. ولم أجد ذلك في كتاب سيبويه، ولا من نسب ذلك إليه. وفيه وصل ضميري الغائب مع اختلاف لفظهما، فالأول للجمع، والثاني بلفظ المفرد يعود على جمع التكسير الوجوه، والأصل أنضرهمو إياها.

(2)

قال ابن مالك في الألفية ص 13:

وفي اتّحاد الرتبة الزم فصلا

وقد يبيح الغيب فيه وصلا

(3)

في ظ (اختلاف).

(4)

في ظ (بلحاق).

(5)

في الأصل وم (و) بدل (في).

(6)

في ظ (نفسي).

(7)

من رجز لرؤبة بن العجاج. ويروى: عهدي بقومي

ص: 135

وإذا نصبت بإنّ (1) أو إحدى أخواتها الياء، فإن كان الناصب ليت فترك النون نادر كقوله:

27 -

كمنية جابر إذ قال ليتي

أصادفه وأفقد بعض مالي (2)

وإن كان لعلّ فإلحاق النون ضرورة كقوله:

28 -

فقلت أعيراني القدوم لعلني

أخطّ بها قبرا لأبيض ماجد (3)

وإن كان إنّ أو أنّ أو كأنّ أو لكنّ استوى الوجهان.

- المفردات: الطيس: الرمل الكثير، ويقال للماء الكثير طيس.

الشاهد: في (ليسي) فقد اتصل الفعل بياء المتكلم، ولم تأت نون الوقاية لحماية آخر الفعل من الكسر للياء، وهذا نادر.

الديوان 175 وابن الناظم 24 والمساعد 1/ 96 وابن عقيل 1/ 96 والمرادي 1/ 152 والعيني 1/ 344 والخزانة 2/ 425 والهمع 1/ 64، 233 والدرر 1/ 41، 198 وشرح شواهد المغني 488، 769، وشرح أبيات المغني للبغدادي 4/ 84، 85، 86 و 6/ 55 والأشموني 1/ 122 واللسان (طيس)2738.

(1)

في ظ (إن).

(2)

من الوافر، لزيد الخيل الطائي، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع قومه سنة تسع فأسلم وأسلم معه ابنه، وسماه الرسول زيد الخير. وكان شجاعا.

الشاهد: في (ليتي) حيث اتصل الحرف الناسخ ليت بياء المتكلم دون نون الوقاية، وهو نادر كما ذكر الشارح.

الديوان 137 وسيبويه 1/ 386 ومجالس ثعلب 106 والمقتضب 250 وابن يعيش 3/ 90 وابن الناظم 26 والخزانة 2/ 446، 454 والمرادي 1/ 156 والعيني 1/ 346 والأشموني 1/ 113 والهمع 1/ 64 والدرر 1/ 41.

(3)

من الطويل، ولم يعرف قائله. ويروى: أعيروني القدوم

المفردات: أعيراني: من العارية. القدوم: آلة النجارة المعروفة. أخط: -

ص: 136

والياء المجرورة لا تلحق قبلها النون إلّا أن يكون الجارّ من، أو عن، أو لدن، أو قد بمعنى حسب، أو قطّ أختها.

وقد ندر في من وعن، قوله:

29 -

أيّها السائل عنهم وعني

لست من قيس ولا قيس مني (1)

ولدن، قد (2) لا تلحقها النون، كقراءة نافع (3) من لدنى عذرا (4) وقد وقط، بعكس لدن، فقدي وقطي أكثر من قدني

- أنحت. قبرا: غلافا، والمراد به جفن السيف. أبيض ماجد: المراد السيف.

الشاهد: في (لعلني) فقد جاءت نون الوقاية قبل ياء المتكلم مع الحرف الناسخ (لعل) والغالب (لعلي).

المرادي 1/ 157 وابن الناظم 26 والمساعد 1/ 96 وابن عقيل 1/ 99 والعيني 1/ 350 وهمع الهوامع 1/ 64 والدرر 1/ 43 والأشموني 1/ 124 واللسان (قدم)3556.

(1)

من المديد، ولا يعرف قائله. وقال ابن الناظم: إنه من إنشاد النحويين.

الشاهد: في (عني ومني) بتخفيف النون فيهما، حيث لم تلحق نون الوقاية آخر الحرفين (من وعن) في البيت عند اتصالهما بالياء، وذلك نادر.

ابن الناظم 26 والمساعد 1/ 96 والعيني 1/ 352 والخزانة 2/ 448 وابن يعيش 3/ 125 والهمع 1/ 64 والدرر 1/ 43.

(2)

في ظ (قل).

(3)

هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي ولاء، المدني سكنا، أحد القراء السبعة، أصله من أصبهان، أخذ القراءة عن عدد من التابعين، أقرأ في المدينة طويلا، وانتهت إليه رئاسة القراءة فيها. اختلف في سنة موته على أقوال. غاية النهاية في طبقات القراء 2/ 330.

(4)

سورة الكهف الآية: 76.

قرأ نافع وأبو بكر (لدني) بإشمام الدال وكسر النون مخففة. وقرأ -

ص: 137

وقطني (1)، ودليل قدني قوله:

30 -

إذا قال قدني قال بالله حلفة

لتغني عنّي ذا إنائك أجمعا (2)

وجمع بين النون وحذفها من قال:

31 -

قدني من نصر الخبيبين قدي

.............. (3)

- الباقون (لدنّي) بضم الدال وتشديد النون. حجة القراءات 424، وفي الإتحاف 2/ 222 قال: «واختلف في (مِنْ لَدُنِّي) فنافع وأبو جعفر بضم

الدال وتخفيف النون، وهو أحد لغاتها، وقرأ أبو بكر بتخفيف النون. «وانظر النشر 2/ 313.

(1)

في ظ (قطني وقدني).

(2)

من الطويل، لحريث بن عنّاب الطائي، من شعراء الدولة الأموية. وروي:

(إذا قلت: قدني قال .... وقبل الشاهد:

دفعت إليه رسل كوماء جلدة

وأغضيت عنه الطرف حتى تضلّعا

ورواية مجالس ثعلب والخزانة للشاهد: (إذا قلت: قطني، قلت: آليت حلفة) وليس فيه شاهد لما أورده الشارح.

المفردات: قدني: حسبي ويكفيني. حلفة: أحلف بالله حلفة. وكذا: آليت:

حلفت.

الشاهد: في (قدني) فقد لحقت نون الوقاية قد، بمعنى حسب أو يكفي، على القليل، إذ الأكثر (قدي) دون النون.

وفي البت شاهدان آخران، الأول: في (لتغني) استشهد به الأخفش على إجابة القسم بلام (كي). الثاني: في (أجمعا) فقد أكد به (ذا) دون كل.

مجالس ثعلب 538 والمرزوقي 559 وابن الناظم 26 والعيني 1/ 354 والخزانة 4/ 580 وشرح شواهد المغني للسيوطي 559، 830 والهمع 2/ 41 والدرر 2/ 44.

(3)

من الرجز، قائله حميد بن مالك الأرقط، قاله الجوهري، وقال ابن يعيش: -

ص: 138

ودليل قطني قوله:

32 -

امتلأ الحوض وقال قطني

مهلا رويدا قد ملأت بطني (1)

- قاله أبو بحدلة، أو حميد بن ثور يمدح عبد الملك بن مروان، ويعرض بابن الزبير. وبعده:

ليس الإمام بالشحيح الملحد

المفردات: الخبيبين: تثنية خبيب، وأراد بهما خبيب بن عبد الله بن الزبير وأباه عبد الله، وقيل: ابن الزبير وأخاه مصعبا فقد كان يكنى بأبي خبيب.

وروي: الخبيبيين، بصيغة الجمع، والمراد أبو خبيب عبد الله ومن كان معه من باب التغليب. قدني: حسبي. الإمام: عبد الملك. الشحيح: البخيل.

الملحد: الجائر المائل عن الحق، أو الظالم في الحرم.

الشاهد: (قدني، قدي) فقد أورد الشاعر (قد) ومعها نون الوقاية تشبيها بقطني، ودونها تشبيها بحسبي. وقيل: إن الياء في (قدي) للقافية

وليست للإضافة، وعلى هذا لا شاهد فيها.

سيبويه 1/ 387 والمحتسب 2/ 223 وشرح التسهيل 1/ 71، 137 وابن يعيش 3/ 124 وابن الناظم 27 وابن عقيل 1/ 101 والمساعد 1/ 97 والمرادي 1/ 161 والعيني 1/ 357 وشرح أبيات المغني للبغدادي 4/ 83 والخزانة 2/ 449 وشرح شواهد المغني للسيوطي 487 والهمع 1/ 64 والدرر 1/ 42 والأشموني 1/ 125.

(1)

من الرجز، ولم أقف على قائله.

المفردات: الحوض: هو ما يصب فيه الماء لترده الإبل وغيرها. قطني: حسبي.

الشاهد في: (قطني) حيث لحقته نون الوقاية على القليل، وذلك ليسلم بناء الاسم على السكون على غير قياس، فهي تلحق الأفعال خاصة، لتقيها الكسر إذا لحقتها ياء المتكلم.

مجالس ثعلب 158 والخصائص 1/ 23 والمخصص 14/ 62 وأمالي ابن الشجري 1/ 313 و 2/ 140 وابن يعيش 2/ 131 و 3/ 125 وشرح التسهيل 1/ 137 والإنصاف 130 وابن الناظم 27 والعيني 1/ 361 والأشموني 125.

ص: 139

ودليل قط ما جاء في الحديث من قوله: «قط قط بعزّتك وكرمك (1)» .

ويروى: بسكون (2) الطاء وكسرها، مع ياء ودونها، ويروى:

«قطني قطني» (3) و «قط قط» .

* * *

(1) أخرجه مسلم في (باب جهنم أعاذنا الله منها) 17/ 184 كما أورده الشارح، وهو بتمامه: عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول: هل من مزيد؟ حتى يضع رب العزة فيها قدمه، فينزوي بعضها إلى بعض، وتقول: قط قط، بعزتك وكرمك، ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله لها خلقا فيسكنهم فضل الجنة» .

وكذا أخرجه ابن أبي عاصم في كتاب السنة 1/ 234 (531) باللفظ نفسه، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال جهنم يلقى فيها وهي تقول: هل من مزيد؟ حتى يأتيها رب العالمين فيضع رب العالمين قدمه فينزوي بعضها إلى بعض، وتقول: قد قد، أو تقول: قط قط، بعزتك وكرمك» . وورد في 1/ 235 (532، 533 و 1/ 236 (535) مع اختلاف في بعض الألفاظ.

وأخرجه البخاري في ستة أحاديث بألفاظ مختلفة مع ورود الشاهد انظر 3/ 191 و 3/ 192 و 4/ 153 و 4/ 288 - 289.

وأخرجه الدارمي في (باب في قول الله تعالى: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) 2/ 246 عن أبي هريرة رضي الله عنه. وأورده صاحب النهاية في غريب الحديث والأثر 4/ 78.

ورواه أحمد عن أنس بن مالك رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم

في 21/ 124 (13457) و 19/ 373 (12380) و 19/ 428، 429 (12440) مع اختلاف في بعض الألفاظ إلا الشاهد (قط). وانظر شرح التسهيل 1/ 137 والمرادي 1/ 162.

(2)

في الأصل وم (سكون).

(3)

انظر النهاية في غريب الحديث والأثر 4/ 79 قال: ورواه بعضهم (يعني حديث الجنة والنار)«فتقول: قطني قطني» أي حسبي. ومنه حديث قتل ابن أبي الحقيق: «فتحامل عليه بسيفه في بطنه حتى أنفذه، فجعل يقول: قطني قطني» .

وانظر مشارق الأنوار 2/ 183 وفتح الباري 1/ 174.

ص: 140