المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌إنّ وأخواتها تعمل إنّ، وأنّ، وليت، ولكنّ، ولعلّ، وكأنّ، عكس كان، - شرح ألفية ابن مالك المسمى تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة - جـ ١

[ابن الوردي الجد، زين الدين]

فهرس الكتاب

- ‌الفصل الأول ابن الوردي: حياته وآثاره

- ‌نسبه:

- ‌أسرته:

- ‌مولده ووفاته:

- ‌شيوخه:

- ‌إجازات ابن الوردي لتلاميذه وعلماء عصره:

- ‌ابن الوردي والعمل في القضاء:

- ‌منزلته العلمية والأدبية:

- ‌مصنفاته العلمية:

- ‌آثاره الأدبية:

- ‌الفصل الثاني تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة دراسة تحليلية منهجه في الشرح:

- ‌مصادره:

- ‌ابن الوردي وابن مالك:

- ‌ابن الوردي وابن الناظم:

- ‌مذهبه النحوي:

- ‌ومما ردّ من آراء سيبويه إمام البصريين:

- ‌ما يوهم أنها آراء نحوية لابن الوردي:

- ‌اسم الكتاب:

- ‌[إلمامة مختصرة عن ابن مالك]

- ‌حياته:

- ‌ مؤلفاته

- ‌نسبه ومولده:

- ‌[تحقيق كتاب (تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة)]

- ‌مقدمة التحقيق وصف النسخ:

- ‌1 - نسخة رامبور:

- ‌2 - نسخة دار الكتب المصرية:

- ‌3 - نسخة المكتبة الظاهرية:

- ‌منهج التحقيق:

- ‌الكلام وما يتألف منه

- ‌المعرب والمبني

- ‌النكرة والمعرفة

- ‌[بيان المعارف]

- ‌العلم

- ‌اسم الإشارة

- ‌الموصول

- ‌المعرف بأداة التعريف

- ‌[المرفوعات]

- ‌الابتداء

- ‌كان وأخواتها

- ‌ما ولا وإن المشبّهات بليس

- ‌أفعال المقاربة

- ‌إنّ وأخواتها

- ‌لا التي لنفي الجنس

- ‌ظنّ وأخواتها

- ‌أعلم وأرى

- ‌الفاعل

- ‌النائب عن الفاعل

- ‌اشتغال العامل عن المعمول

- ‌تعدّي الفعل ولزومه

- ‌التنازع في العمل

- ‌[المنصوبات]

- ‌المفعول المطلق

- ‌المفعول له

- ‌المفعول فيه وهو المسمّى ظرفا

- ‌المفعول معه

- ‌الاستثناء

- ‌الحال

- ‌التمييز

الفصل: ‌ ‌إنّ وأخواتها تعمل إنّ، وأنّ، وليت، ولكنّ، ولعلّ، وكأنّ، عكس كان،

‌إنّ وأخواتها

تعمل إنّ، وأنّ، وليت، ولكنّ، ولعلّ، وكأنّ، عكس كان، فتنصب المبتدأ وترفع الخبر، كمفعول قدّم، وفاعل أخّر، نحو: إنّ زيدا عالم بأني كفؤ، ولكنّ ابنه ذو حقد.

ولا يجوز في هذا الباب تقديم الخبر إلّا إذا كان ظرفا أو جارّا ومجرورا، نحو: ليت هنا غير الوقح، أو ليت فيها غير الوقح، فيجوز إذا.

وقد يجب التوسط، نحو: إنّ عند زيد صاحبه، وإنّ في الدار مالكها (1).

وإذا عرض لإن المكسورة التي هي الأصل أن تكون هي ومعمولها في معنى (2) المصدر بحيث يصحّ تقديره مكانها، فتحت همزتها للفرق، نحو: بلغني أنّ زيدا فاضل؛ إذ يصحّ بلغني الفضل.

وكلّ موضع هو للجملة فإنّ فيه مكسورة الهمزة، فتكسر في سبعة مواضع:

الأول: أن يبتدأ بها في الكلام، بأن تتقدّم لفظا أو حكما، فلفظا: إِنَّا أَنْزَلْناهُ * (3) وحكما: أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ (4)

(1) وذلك لاشتمال اسمها على ضمير يعود على الخبر أو لشيء فيه.

(2)

في ظ (مصدر) بدل (معنى).

(3)

سورة يوسف الآية: 2، والدخان الآية: 3 والقدر الآية: 1.

(4)

سورة البقرة الآية: 12. كسرت همزة (إن) لتقدمها حكما فألا قبلها للاستفتاح.

ص: 214

يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ (1).

الثاني: أن يكون أول صلة، كقوله تعالى: وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ (2).

واحترزنا بأول صلة، من نحو: جاء الذي عندك أنه فاضل، وقولهم: لا أفعله ما أنّ في السماء نجما؛ إذ التقدير: الذي عندك فضله، وما ثبت أنّ في السماء نجما.

الثالث: أن يتلقى بها القسم، كقوله تعالى: حم (1) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3)(3).

الرابع: أن تقع محكية بالقول، كقوله تعالى: قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ (4).

ولا يجوز أن تقع بعد القول من غير أن يتعرض لحكايتها؛ إذ قد تستحق الفتح بعد القول لجريانه مجرى الظنّ، نحو: أتقول:

أنّ زيدا منطلق؟ بمعنى أتظنّ، وقد تقع بعد القول المحض غير محكية به (5)، فتستحق الفتح، كقوله: خصصتك بالقول: أنّك خبير، أي لأنك خبير.

(1) سورة فاطر الآية: 5. كسرت همزة (إن) لوقوعها في بدء جواب النداء، فهي متقدمة حكما.

(2)

سورة القصص الآية: 76.

(3)

سورة الدخان الآيات: 1، 2، 3.

(4)

سورة مريم الآية: 30.

(5)

سقطت (به) من ظ.

ص: 215

الخامس: أن تحلّ محلّ الحال، كقوله تعالى: كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ (5)(1) وقوله تعالى: وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ (2) وقول الشاعر:

107 -

ما أعطياني ولا سألتهما

إلّا وإنّي لحاجزي كرمي (3)

ومثله: زرته وإني ذو أمل.

السادس: أن يقع بعد فعل معلّق باللام نحو: اعلم إنّه لذو تقى، قال الله (4) تعالى: وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ (5) وقال تعالى:

قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ (6).

(1) سورة الأنفال الآية: 5. جملة وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ في محل نصب على الحال من ضمير المفعول في (أخرجك).

(2)

سورة الفرقان الآية: 20. جملة إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ في محل نصب على الحال من (المرسلين).

(3)

البيت من المنسرح من قصيدة لكثير عزة يمدح عبد الملك بن مروان وأخاه عبد العزيز.

الشاهد في: (وإني) فقد كسرت همزة إنّ لوقوعها أول جملة الحال. ورواية المبرد في المقتضب (ألا) بفتح الهمزة وتخفيف اللام.

الديوان 317 وسيبويه والأعلم 1/ 472 والمقتضب 2/ 346 وشرح الكافية الشافية 1/ 483 وشرح العمدة 227 وابن عقيل 1/ 302 والعيني 2/ 308 والأشموني 1/ 275 والهمع 1/ 246 والدرر 1/ 203.

(4)

لم يرد لفظ الجلالة (الله) في ظ.

(5)

سورة المنافقون الآية: 1.

(6)

سورة الحجر الآية: 60.

ص: 216

وممّا لم يحكه الشيخ (1) ولا ابنه (2) أنه قد تفتح همزتها مع اللام، قال قطرب (3): سمعنا فتح الهمزة في قوله:

108 -

ألم تكن حلفت بالله العليّ

أنّ مطاياك لمن خير المطيّ (4)

قال (5): وقال بعضهم (6): إذا أنّي (7) لبه. ففتح.

وممّا ينبغي أن يعرف أن غير الفعل ممّا فيه معنى الفعل حكمه حكم الفعل في كسر الهمزة على المشهور، مثل: إذا إنّي (7) لبه، ومثل: أنت الظانّ إنّ زيدا لقائم، ومثل: أعجبني ظنّك إنّ الورع لمحمود، وما أشبهه، فهذا وشبهه ليس بعد فعل علّق باللام، بل

(1) قال ابن مالك في الألفية 21:

وكسروا من بعد فعل علقا

باللام كاعلم أنه لذو تقى

فلم يذكر أن همزة (إنّ) تفتح بعد فعل علّق باللام.

(2)

لم أجد في شرح ابن الناظم للألفية ما يشير إلى أنها تفتح مع اللام المعلقة للفعل، 26 - 63.

(3)

الخصائص 1/ 315 وسر الصناعة 379 والخزانة 4/ 328.

(4)

من الرجز ولم يعرف قائلهما.

الشاهد في: (أنّ) حيث فتح الهمزة مع دخول اللام على الخبر، والوجه الكسر. وجعلها ابن معطي زائدة.

سر الصناعة 379 الخصائص 1/ 315 وشر ألفية ابن معطي 911 والتذييل والتكميل 5/ 118 ورصف المباني 312 وتخليص الشواهد 350 والخزانة 4/ 328 والهمع 1/ 140 والدرر 1/ 116 درجا واللسان (قضى) 3666 و (مطا) 4227 و (مأي)4124.

(5)

سقطت (قال) من ظ.

(6)

حكاه قطرب. سر الصناعة 379 والتذييل والتكميل 5/ 118.

(7)

في ظ (أتى) في الموضعين.

ص: 217

بعد ما يشبه الفعل، فلو كان قال (1) بدل البيت المذكور نحو:

أو بعد فعل أو كفعل علّقا

باللام في الغالب فيما حققا

لدخل فيه هذا، ولعلم ما حكاه قطرب من ورود الفتح مع اللام.

السابع: ذكره الشيخ في بعض مصنّفاته (2) أن تقع إنّ خبر اسم عين، سواء كان خبرا في الحال، كقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ (3) أو كان خبرا ودخل عليه ناسخ ابتداء كقوله:

109 -

منّا الأناة وبعض القوم يحسبنا

إنّا بطاء وفي إبطائنا سرع (4)

فالكسر في المثالين يجب؛ إذ لو فتحت الهمزة فيهما لكانت

(1) لم يشر ابن مالك في الألفية إلى أن ما فيه معنى الفعل، كالمصدر والمشتقات تكسر همزة (إن) بعده إذا علق باللام قال: 21

وكسروا من بعد فعل علّقا

باللام كاعلم إنه لذو تقى

(2)

انظر التسهيل: 63 وشرحه 2/ 20.

(3)

سورة الحج الآية: 17. كسرت همزة (إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ) لوقوعها خبر اسم عين وهو (الَّذِينَ آمَنُوا).

(4)

من البسيط لوضّاح اليمن، عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد كلال. قيل:

قتله الوليد بن عبد الملك حين شبب بامرأته أم البنين ابنة عبد العزيز بن مروان.

الشاهد في: (يحسبنا إنّا) فقد كسر همزة إنّ وجوبا لوقوعها مع اسمها وخبرها في موضع المفعول الثاني ليحسب، وهو في الأصل خبر عن ذات -

ص: 218

في تقدير مصدر، والمقدرة بمصدر لا تكون خبر اسم عين، فلو كانت خبر اسم معنى، نحو: جزاؤك أنّك مكرم، لزم الفتح ما لم يقع بين قولين كما سيأتي.

وتكسر وتفتح في خمسة مواضع:

الأول: أن تقع بعد إذا المفاجأة، كقوله:

110 -

وكنت أرى زيدا كما قيل سيّدا

إذا أنّه عبد القفا واللهازم (1)

بالكسر (2) وهو الأصل، بمعنى فإذا هو عبد القفا، والفتح

- وهو ضمير المتكلمين الواقع مفعولا أولا لحسب.

الحماسة 1/ 324 وشرح العمدة 226 وابن الناظم 62 وشفاء العليل 359 وشرح التحفة 151 والعيني 2/ 216 وشرح شواهد التحفة 118.

(1)

من الطويل، ولم يعرف قائله.

المفردات: اللهازم: جمع لهزمة: العظم الناتئ تحت الأذن، وللإنسان لهزمتان، وجمعهما الشاعر ليشمل ما حولهما، وأراد أن من ينظر قفاه أو وجهه يعرف مهانته وضعفه؛ حيث يجد أثر صفع قفاه ولكز وجهه.

الشاهد في: (إذا أنه عبد القفا) حيث جاز الفتح والكسر في همزة (إن) لوقوعها بعد إذا الفجائية، كما أوضح الشارح. فهي بالفتح تؤول مع معموليها بالمصدر فإذا العبودية موجودة، وبالكسر تكون جملة ابتدائية.

سيبويه والأعلم 1/ 472 والمقتضب 2/ 351 والخصائص 2/ 399 وأمالي السهيلي 126 والإيضاح 2/ 167 وشرح جمل الزجاجي 1/ 461

والمقتصد 2/ 1101 وشرح الكافية الشافية 1/ 485 وابن الناظم 63 وابن يعيش 4/ 97 و 8/ 61 والمساعد 1/ 317، 510 والجنى الداني 378 وشفاء العليل 360 وشرح التحفة 152 والعيني 2/ 224 والخزانة 4/ 303 وشرح شواهد شرح التحفة 119 وتلخيص الشواهد 348 والهمع 1/ 138 والدرر 1/ 115.

(2)

في ظ (فالكسر).

ص: 219

بمعنى فإذا العبودية منه موجودة.

الثاني: أن يبتدأ بها جواب قسم بلا لام كقوله:

111 -

أو تحلفي بربّ العليّ

أني أبو ذيّالك الصبيّ (1)

فالكسر وهو الأصل على الجواب، والفتح بمعنى وتحلفي على أنّي، فنزع الخافض.

الثالث: أن تقع بعد فاء الجزاء، كقوله تعالى: كَتَبَ رَبُّكُمْ (2) عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3) فالكسر بمعنى فهو

(1) من رجز لرؤبة بن العجاج.

الشاهد في: (تحلفي

أني) بفتح الهمزة وكسرها؛ لوقوعها بعد فعل قسم، ولا لام بعدها، فالكسر على أن جملتها جواب القسم، والبصريون يوجبونه، والفتح على تأويلها ومعموليها بمصدر معمول لفعل القسم (تحلفي) بإسقاط الجار (على)، ولا يكون جواب القسم إلا جملة؛ ولهذا فالفعل (تحلفي) ليس فعل قسم وإنما لطلب القسم، وإن أجيب عنه، فالإخبار عن الحلف يجوز أن يجاب عنه. قال الشهاب القاسمي: كونه ليس قسما في البيت واضح.

انظر حاشية ياسين على التصريح 1/ 219، والكوفيون يجيزون الوجهين، والفتح عندهم أكثر، كما في شرح العمدة 230 وابن الناظم 63.

الديوان 188 ومعاني القرآن 2/ 70 وشرح الكافية الشافية 1925 وابن الناظم 64، 314 وشفاء العليل 362 وشرح التحفة 153 والجنى الداني 413 وتخليص الشواهد 348 والعيني 2/ 232 و 4/ 535 وشرح شواهد شرح التحفة 123.

(2)

لم يرد لفظ الجلالة (ربكم) في جميع النسخ.

(3)

سورة الأنعام الآية: 54. والشاهد في (فأنه) يجوز فتح الهمزة وكسرها لوقوعها أول جملة جواب الشرط (من عمل).

ص: 220

غفور، والفتح بمعنى فمغفرته حاصلة.

الرابع: أن يخبر بها عن قول، وخبرها قول، وفاعل القولين واحد، نحو: قولي: إني أحمد الله، فالفتح على قصد الإخبار بنفس المصدر، والكسر على قصد الإخبار بنفس الجملة لقصد الحكاية.

الخامس: أن تقع بعد القول المضمن معنى الظنّ، كقوله:

112 -

أتقول إنّك بالحياة ممتّع

وقد استبحت دم امرئ مستسلم (1)؟

أجاز فيه الشيخ في تنبيهاته الوجهين (2).

ويجوز دخول لام الابتداء مع إنّ المكسورة على الخبر أو ما في محلّه، أما الخبر فدخولها عليه بشرط ألّا يتقدّم معموله، ولا يكون منفيّا، ولا ماضيا متصرّفا خاليا من قد، بل مفردا، نحو:

إني لملجأ، أو ظرفا أو شبهه نحو: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)(3) أو جملة اسمية كقوله:

(1) من الكامل، ونسبه العيني في شواهده والبغدادي في شرح شواهد شرح التحفة الوردية إلى الفرزدق وليس في ديوانه.

الشاهد في: (أتقول إنك) يجوز في همزة (إن) الوجهان: الكسر على الحكاية، فالقول على أصله، والفتح على أن القول بمعنى الظن، فتعمل (تقول) عمل ظنّ، وتؤوّل أنّ ومعمولاها بمصدر منصوب يسد مسد المفعولين.

شرح العمدة 229 والمرادي 1/ 337 وشرح التحفة 154 والعيني 2/ 314 وشرح شواهد شرح التحفة للبغدادي 125 والأشموني 1/ 275.

(2)

انظر شرح الكافية الشافية 485.

(3)

سورة القلم الآية: 4.

والشاهد دخول لام الابتداء في (لَعَلى خُلُقٍ) على خبر (إن) وهو جار ومجرور، وذلك جائز. [رواه البخاري ومسلم]

ص: 221

113 -

إنّ الكريم لمن يرجوه ذو جدة

ولو تعذّر إيسار وتنويل (1)

أو مضارعا مثل: وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ (2) أو ماضيا غير متصرف نحو: وإنك لنعم الفتى، إنك لعسى أن تقوم، أو مقرونا بقد نحو: زيدا لقد سما على العدى.

ويجوز أن تصحب اللام المتوسط الذي هو معمول الخبر، نحو: إنّ زيدا لطعامك آكل، وإنّ عبد الله لفيك راغب.

وتصحب الفصل، مثل: إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ (3) وتصحب اسم إنّ المتأخر على الخبر إذا كان ظرفا أو عديله، مثل: إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً * (4).

(1) من البسيط ولم يعز لقائل.

المفردات: جدة: غنى. إيسار: مصدر أيسر من اليسر. تنويل: مصدر نوّل بمعنى أعطى. قال ابن هشام: جعل مجرد رجاء الكريم محصّلا للغنى، ولو كان الكريم المرجو غير موسر ولا منيل، ولقد بالغ حتى أحال.

الشاهد في: (إنّ الكريم لمن

ذو جدة) فقد دخلت اللام على خبر إنّ المكسورة للمبالغة في التأكيد، وهو جملة اسمية، فمن مبتدأ، وذو خبر، والجملة خبر اسم إنّ، وذلك جائز.

شرح التسهيل 2/ 27 وابن الناظم 65 والمساعد 1/ 320 وشفاء العليل 363 والعيني 2/ 242 وتخليص الشواهد 355 وشواهد التوضيح 152.

(2)

سورة النمل الآية: 124. وفي ظ زيادة (بينهم).

والشاهد: دخول لام الابتداء على خبر إنّ (ليحكم) لكونه مضارعا، وذلك جائز.

(3)

سورة آل عمران الآية: 62.

والشاهد: دخول لام الابتداء على ضمير الفصل (هو) الواقع بين اسم إنّ (هذا) وخبرها (القصص).

(4)

سورة آل عمران الآية: 13، والنور الآية:44.

والشاهد: دخول اللام على اسم إنّ المتأخر (لعبرة)، وخبرها جار ومجرور.

ص: 222

وندر دخولها على غير ذلك (1).

وإذا وصلت (ما) الزائدة بإنّ أو إحدى أخواتها بطل العمل، وقد يبقى العمل حتى في غير ليت، لما ذكر ابن برهان (2) أنّ الأخفش روى: إنّما زيدا قائم، وعزي إلى الكسائي (3) مثله.

وإذا جاء المعطوف بعد اسم إنّ وخبرها فحقه النصب، وقد يرفع كقوله:

114 -

فمن يك لم ينجب أبوه وأمّه

فإنّ لنا الأمّ النجيبة والأب (4)

(1) انظر شرح ابن الناظم 66 والأشموني 1/ 280، فقد ذكرا شواهد دخلت لام الابتداء على خبر غير (إن) المكسورة.

(2)

قال ابن برهان في شرح اللمع 75: «وروى أبو الحسن الأخفش عن العرب: إنما زيدا قائم، فأعمل مع زيادة (ما). وذكر ابن جزء الأسدي مثل ذلك عن كتاب الكسائي عن العرب، كذلك سمعت شيخنا أبا القاسم الدقيقي يحكيه. «وقال الزجاجي في الجمل 304: «ومن العرب من يقول:

إنما زيدا قائم، ولعلما بكرا مقيم، فيلغي (ما) وينصب بإنّ، وكذا سائر أخواتها». وانظر شرح العمدة 233 وابن عقيل 1/ 319 - 320 وشفاء العليل 369 والمساعد 1/ 329 وابن الناظم 66. وقاسه ابن السراج في الأصول 1/ 281.

(3)

انظر التعليق السابق.

(4)

البيت من الطويل، ولم يعز إلى قائل.

الشاهد في: (إنّ لنا الأمّ

والأب) فقد عطف (الأب) مرفوعا على محل اسم إنّ (الأمّ)، وهو الرفع قبل دخول إنّ، وهذا قليل، والأصل النصب

لعطفه على اسم إنّ المنصوب. وقد يعرب مبتدأ خبره محذوف والتقدير:

والأب المنجب كذلك، فيكون من عطف الجمل.

شرح الكافية الشافية 511 وابن الناظم 67 والعيني 2/ 265 والهمع 2/ 144 والدرر 2/ 199 والأشموني 1/ 285 وشرح التصريح 1/ 227.

ص: 223

ولا يجوز إنّ زيدا وعمرو قائمان؛ لئلا يتعدّد عامل قائمان؛ إذ الرافع للخبر (1) هنا هو الناسخ، وفي خبر (2) المبتدأ هو المبتدأ، وأجازه الكسائي (3) على أنّ الرافع للخبر هو الرافع للمبتدأ (4)، والصحيح الأول.

وأمّا قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصارى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (69)(5) فمحمول على التقديم والتأخير، ومثله:

115 -

وإلّا فاعلموا أنّا وأنتم

بغاة ما بقينا في شقاق (6)

(1) في ظ (رافع الخبر).

(2)

سقطت من ظ.

(3)

شرح الكافية الشافية 512 وابن الناظم 67 والأشموني 1/ 286.

(4)

في ظ (في المبتدأ).

(5)

سورة المائدة الآية: 69.

ف (الَّذِينَ) اسم (إِنَّ) وخبره جملة (لا خوف عليهم) وقد عطف مبتدأ مرفوع (الصَّابِئُونَ) على مبتدأ منصوب بإن (الَّذِينَ آمَنُوا). وهذا جائز عند الفراء والكسائي، ويشترط الفراء دون الكسائي خفاء إعراب اسم (إن) كما في الآية الكريمة، والجمهور يحمل الآية وما ورد من شواهد على أن المعطوف فيهما منوي التأخير عن خبر اسم (إنّ) وخبره محذوف دلّ عليه خبر (إن) والتقدير والله أعلم: والصابئون كذلك لا خوف عليهم. انظر سيبويه 1/ 290 ومعاني القرآن 1/ 311 - 312.

(6)

البيت من الوافر، لبشر بن أبي خازم وقبله:

إذا جزّت نواصي آل بدر

فأدّوها وأسرى في الوثاق

الشاهد في: (أنّا وأنتم بغاة) فقد عطف (أنتم) على محل اسم أنّ قبل الخبر -

ص: 224

فقدّم في الآية (الصابئين) لإفادة أنه يتأبّ عليهم إن آمنوا وأصلحوا، مع أنهم أشدّ غيّا بخروجهم عن الأديان، فما

الظنّ بغيرهم، وقدّم في البيت أنتم على (1) الخبر تنبيها على أنّ المخاطبين أوغل في البغي (2) كقوله (3):

116 -

خليليّ هل طبّ فإني وأنتما

وإن لم تبوحا في الهوى دنفان (4)

- (بغاة)، ويحتمل إعراب (بغاة) خبرا لأنتم والجار والمجرور (في شقاق) خبر لاسم أن، ويشترط ابن مالك أن يسبق (أن) علم. وإذا جعل معنى (بغاة) طلاب ثأر وقع خبرا لاسم إنّ ولأنتم. وقيل فيه ما قيل في الآية الكريمة: من أن المعطوف المرفوع (أنتم) قبل الخبر منوي التأخير، والتقدير: فاعلموا أنا بغاة وأنتم كذلك. والأولى أن يحمل ما بعد المعطوف خبر له، وخبر الأول محذوف دل عليه المذكور كما خرج الشارح الشاهد الآتي.

الديوان 219 وسيبويه والأعلم 1/ 290 ومعاني القرآن للفراء 1/ 311 وشرح الشافية الكافية 513 وابن الناظم 67 وابن يعيش 8/ 69 والمساعد 1/ 337 وشفاء العليل 377 والمرادي 1/ 348 والعيني 2/ 271 والخزانة 4/ 315 والإنصاف 190 وأسرار العربية 154.

(1)

في الأصل وم (البيت اسم أنّ على).

(2)

في الأصل وم (النفي).

(3)

في ظ (قوله).

(4)

البيت من الطويل، قال العيني أنشده ثعلب ولم يعزه إلى قائل.

المفردات: طبّ: مثلث الطاء، علاج. تبوحا: البوح إظهار الأسرار. الهوى:

الحب. دنفان: مثنّى دنف، من الدّنف وهو المرض.

الشاهد في: (إني وأنتما

دنفان) فقد حذف خبر اسم (إن) دنف؛ لدلالة خبر المعطوف عليه وأنتما دنفان، ولا يصلح أن يكون خبرا لاسم إن لتثنيته، وهذا يقوي رأي من قال في الآية والشاهدين السابقين: إن الخبر المذكور للمعطوف المرفوع، وخبر إنّ محذوف دلّ عليه المذكور، كما وضّح الشارح. -

ص: 225

فمحمول على أن خبر المعطوف عليه محذوف لدلالة خبر المعطوف، التقدير فإني دنف وأنتما دنفان.

وما أوهم خلاف ما قدّمناه فهو محمول على أحد هذين المحملين، أو على الشذوذ.

ويساوى إنّ و (1) لكنّ وأنّ في جواز رفع المعطوف ونصبه بعد استكمالها (2) الاسم والخبر، بخلاف ليت ولعلّ وكأنّ (3).

وتخفف إنّ المكسورة فيقلّ عملها، كقراءة ابن كثير (4) ونافع:

وإن كلا لما ليوفينهم (5) والإهمال القياس، ويلزم اللام إذا؛

- شرح التسهيل 2/ 50 وابن الناظم 68 والعيني 2/ 274 والمغني 622، 475 وشواهد السيوطي 866 والتصريح 1/ 229 والأشموني 1/ 286.

(1)

سقطت الواو من ظ.

(2)

في ظ (استكمالهما).

(3)

يظهر من كلام الفراء أنه يقيس جواز عطف اسم مرفوع على اسم إنّ المنصوب قبل ذكر الخبر في الباب كله؛ فقد أورد شواهد لإنّ وأنّ وليت.

معاني القرآن 1/ 311.

(4)

هو عبد الله بن كثير بن عمرو بن زاذان المكي، إمام أهل مكة في القراءة، أخذ القراءة عن عبد الله بن السائب ومجاهد بن جبر ودرباس، وأخذ عنه إسماعيل القسط، وغيره كثير. ولد ومات بمكة (45 - 120 هـ) غاية النهاية 1/ 444.

(5)

سورة هود الآية: 111.

قرأ نافع وابن كثير ووافقهم ابن محيصن بإسكان النون مخففة وتخفيف ميم (لما) ونصب (كلّا) اسم (إن) المخففة، والخبر (ما) واللام للابتداء. وفيها الشاهد.

وقرأ أبو عمرو والكسائي ويعقوب وخلف بتشديد (إنّ) وتخفيف الميم. -

ص: 226

فرقا بينها وبين النافية، مثل: وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (32)(1) وقد يستغنى عن اللام لقرينة رافعة احتمال نفي كقوله:

117 -

أنا ابن أباة الضيم من آل مالك

وإن مالك كانت كرام المعادن (2)

- وقرأ ابن عامر وحفص وحمزة وأبو جعفر بتشديد (إنّ) والميم. وقرأ أبو بكر بتخفيف (إن) وتشديد الميم، جعل (إن) نافية و (لما) بمعنى (إلّا) أو (كلّا).

انظر معاني القرآن 2/ 28 - 30 وابن خالويه 61 وحجة القراءات 350 - 353 والنشر 2/ 290 - 291 والبيان في غريب إعراب القرآن 2/ 28 والإتحاف 2/ 135 - 136.

(1)

سورة يس الآية: 32.

قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة وابن جماز ووافقهم الحسن والأعمش بتخفيف (إن) وبتشديد ميم (لمّا) على أنها بمعنى (إلّا) و (إن) نافية، واللام فارقة و (كل) مبتدأ خبره (جميع).

وقرأ الباقون بتخفيف (إن) وإلغاء عملها وتكون (ما) صلة، واللام فارقة، والتقدير: وإن كلّ لجميع لدينا محضرون. وبقراءة ابن عامر ومن معه استشهد الشارح لما ذهب إليه من أنها إذا أهملت لزم دخول اللام على الخبر فرقا بين المهملة والنافية. النشر 2/ 291 والإتحاف 2/ 400.

(2)

البيت من الطويل للطّرمّاح بن حكيم الطائي، واسمه الحكم، ويكنى أبا نفر.

وروي: (ونحن أباة).

المفردات: أباة: جمع آب، كقضاة وقاض، من أبى يأبى إذا منع. الضيم:

الظلم. كرام المعادن: الأصول.

الشاهد في: (إن مالك كانت كرام) فإن مخففة من الثقيلة، وما بعدها مبتدأ وخبر، ولم تلحق اللام الفارقة - بينها وبين النافية - الخبر على الأصل، لأمن اللبس ووضوح المراد، فالمقام مقام فخر.

الديوان 512 وشرح الكافية الشافية 509 وشرح العمدة 237 وشفاء العليل 367 والجنى الداني 134 وابن الناظم 68 والمرادي 352 والعيني 2/ 276 وتلخيص الشواهد 378 والهمع 1/ 141 والدرر 1/ 118 والبحر 7/ 16.

ص: 227

وإذا وليها (1) الفعل فالغالب كونه ماضيا ناسخا للابتداء، مثل: وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً (2) تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (3) وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ (4)، وأما نحو قوله تعالى: وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ (5) مما وليها فيه مضارع، ونحو قول الشاعر:

118 -

شلّت يمينك إن قتلت لمسلما

حلّت عليك عقوبة المتعمّد (6)

(1) يعني المخففة.

(2)

سورة البقرة الآية 143.

(3)

سورة الصافات الآية: 56.

(4)

سورة الأعراف الآية: 102.

(5)

سورة القلم الآية: 51.

(6)

البيت من الكامل، قيل لعاتكة بنت زيد بن عمر بن نفيل، ابنة عم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ترثي زوجها الرابع الزبير بن العوام، الذي اغتاله عمرو ابن جرموز يوم الجمل بوادي السباع، وهو منصرف إلى المدينة سنة 36 هـ، وتزوجها بعده الحسين بن علي رضي الله عنهما، وكل أزواجها استشهدوا. وقيل لصفية زوجة الزبير. وقيل: لأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما. وروي بألفاظ مختلفة:

تالله، ربك إن قتلت لمسلما

وجبت ...........

هبلتك أمك إن قتلت لمسلما

.............

هبلتك أمك إن قتلت لفارسا

.............

شلت ..............

كتبت ..............

ثكلتك ............

................

كما رويت قافيته في المنصف (المتقدم).

الشاهد في: (إن قتلت لمسلما) حيث ولي (إن) المخففة من الثقيلة فعل ماض غير ناسخ (قتلت) وذلك قليل. وقال ابن مالك في شرح الكافية الشافية: شاذ.

المنصف 3/ 127 والمحتسب 2/ 255 والأزهية 37 وشرح الكافية للرضي 2/ 359 وشرح الكافية الشافية 504 وشرح العمدة 236 وابن الناظم 68 -

ص: 228

ممّا وليها فيه ماض غير ناسخ فقليل، وأقلّ منه قولهم (1): إن تزينك لنفسك، وإن تشينك لهيه. والناسخ للابتداء باب كان، وباب كاد وباب ظنّ.

وإذا خفّفت (أنّ) المفتوحة فلا تلغى ولا يظهر اسمها إلّا ضرورة كقوله:

119 -

بأنك ربيع وغيث (2) مريع

وأنك هناك تكون الثّمالا (3)

- والمرادي 1/ 353 وشفاء العليل 368 والمساعد 1/ 327 والعيني 2/ 278 وابن يعيش 8/ 17، 72 والإنصاف 641 والخزانة 4/ 348، 349 والمقرب 1/ 112 والدرر 1/ 119 والهمع 1/ 142 والأغاني 19/ 6813 والعقد 3/ 277 وحماسة الظرفاء 1/ 132.

(1)

قال ابن مالك في شرح الكافية الشافية 504 حكاه الكوفيون. وانظر ابن يعيش 8/ 76 وشرح الكافية 2/ 359. وقد ولي (إن) فعل مضارع غير ناسخ.

(2)

في ظ (وليث).

(3)

البيت من المتقارب لجنوب بنت العجلان الهذلية، أو لأختها عمرة في رثاء أخيهما عمرو ذي الكلب. وقال ابن هشام في تخليص الشواهد: هو لكعب ابن زهير. ورواية شرح أشعار الهذليين:

بأنك كنت الربيع المغيث

لمن يعتريك وكنت الثمالا

الشاهد في: (أنك ربيع، وأنك هناك تكون الثمالا) حيث ظهر اسم (أن) المخففة من الثقيلة في الموضعين وهو كاف الخطاب؛ وذلك ضرورة.

وفيه شاهدان آخران وهما أن خبرها وقع اسما مفردا ظاهرا (ربيع) في الأولى، وجملة فعلية (تكون الثمالا). والنحاة يشترطون أن يكون

خبرها جملة اسمية كما ذكر الشارح.

أشعار الهذليين 585 وشرح اللمحة 2/ 54 وشرح الكافية الشافية 496 وشرح العمدة 243 وابن الناظم 69 وشفاء العليل 370 وابن يعيش 8/ 75 والعيني 2/ 282 والمغني 31 وشرح شواهده للسيوطي 106 والإنصاف 207 وتخليص الشواهد 380 والخزانة 4/ 352.

ص: 229

ولا يجيء خبرها إلّا جملة إمّا اسمية، كقوله:

120 -

في فتية كسيوف الهند قد علموا

أن هالك كلّ من يحفى وينتعل (1)

ومثله: وَأَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ (2).

وإمّا مصدّرة بفعل إمّا مضمن دعاء، كقراءة نافع: والخامسة أن غضب الله عليهآ (3).

(1) البيت من البسيط للأعشى ميمون بن قيس، شاعر جاهلي. وقيل لعبد الله بن الأعور. ورواية ديوان الأعشى للشطر الثاني:

أن ليس يدفع عن ذي الحيلة الحيل

وقال البغدادي في الخزانة نقلا عن السيرافي الذي أخذ من كتاب أبي بكر مبرمان: أن هذا المصراع (يعني ما أورد النحاة) معمول أي مصنوع، والثابت المروي:(أن ليس يدفع عن ذي الحيلة الحيل)

الشاهد في: (أن هالك كلّ) فقد جاء خبر (أن) المخففة من الثقيلة جملة اسمية، فهالك: خبر مقدم، وكل: مبتدأ، والجملة خبر (أن)، واسمها ضمير الشأن.

وعلى رواية الديوان لا شاهد فيه لهذه المسألة لورود الفعل الجامد بعدها، وإنما فيه شاهد للمسألة الآتية.

الديوان 109 وسيبويه والأعلم 1/ 282، 440، 480 والخصائص 2/ 441 والمنصف 3/ 129 والمحتسب 1/ 308 وأمالي ابن الشجري 2/ 2 وابن يعيش 8/ 71، 74 وابن الناظم 69 والمرادي 1/ 355 والعيني 2/ 287 والخزانة 3/ 547 و 4/ 356 وتخليص الشواهد 382 والإنصاف 199 والهمع 1/ 142 والدرر 1/ 119.

(2)

سورة هود الآية: 14.

والشاهد أن خبر (أن) الخففة جملة اسمية، وهي (لا إله) المحذوفة الخبر.

(3)

سورة النور الآية: 9.

قرأ نافع بكسر الضاد من (غضب) ورفع لفظ الجلالة على الفاعلية، فتكون (أن) مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن، وبها استشهد الشارح.

وقرأ يعقوب بتخفيف (أن) وفتح الضاد ورفع الباء من (غضب) على أنها مبتدأ، وجر اسم الجلالة من إضافة المصدر إلى فاعله و (عليها) خبر.

وقرأ -

ص: 230

وإما غير متصرف، كقوله تعالى: وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ (1).

وإمّا مفصول من (أن) بقد، مثل: وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105)(2) أو حرف نفي، مثل:

أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا (3) ومثله: أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ (4) أو حرف تنفيس، مثل: عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى (5).

وربّما جاء غير مفصول، كقوله:

121 -

وحدّث بأن زالت بليل حمولهم (6)

..............

122 -

علموا أن يؤمّلون فجادوا

قبل أن يسألوا بأعظم سؤل (7)

- الباقون بتشد (أن) وفتح الضاد والباء من (غضب) اسم (أنّ). الحجة 496 والنشر 2/ 330 والإتحاف 2/ 292 - 293.

(1)

سورة الأعراف الآية: 185.

الشاهد مجيء الفعل الجامد (عسى) بعد أن المخففة والمصدر من (أن يكون) فاعل عسى التامة، والجملة خبر أن المخففة.

(2)

سورة الصافات الآيتان: 104، 105.

(3)

سورة طه الآية: 89.

(4)

سورة القيامة الآية: 4.

(5)

سورة المزمل الآية: 20.

(6)

هذا صدر بيت من الطويل، لامرئ القيس. وعجزه:

كنخل من الأعراض غير منبّق

الشاهد في: (أن زالت) حيث جاء بعدها فعل متصرف غير دعاء وغير مفصول بأحد الفواصل (النفي أو قد أو التنفيس أو لو).

الديوان 135 وشرح العمدة 239 واللسان (حمل) 2/ 1004.

(7)

البيت من الخفيف ولم يعرف قائله.

الشاهد في: (أن يؤملون) على أنّ (أن) مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن، وجاء بعدها فعل متصرف ولم يفصل بأحد الفواصل، كالشاهد

السابق. -

ص: 231

وربّما فصل بلو، كقوله تعالى: تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ (1).

ويجوز أيضا تخفيف (كأنّ) فيثبت اسمها تارة، ويحذف أخرى، وعلى التقديرين، فيجيء (2) مفردا كقوله:

123 -

كأن وريديه رشاء خلب (3)

- شرح الكافية الشافية 500 والمرادي 1/ 356 والجني الداني 219 والمساعد 1/ 331 وشفاء العليل 371 وابن الناظم 69 والعيني 2/ 294 وشرح التصريح 1/ 233 والدرر 1/ 120 والهمع 1/ 143 والأشموني 1/ 292.

(1)

سورة سبأ الآية: 14.

(2)

يعني يجيء خبرها مفردا، أي غير جملة.

(3)

في الأصل وم (رشاء أخلب) وروي: رشاءا خلب، بتثنية رشاء، وهي أنسب للمعنى، فالشاعر يشبه الوريدين بالرشاءين. ولعلّ من رواه (أخلب) بالهمزة التبس عليه الأمر بسبب ألف التثنية، فظن أنها همزة من كلمة (خلب).

والبيت من رجز لرؤبة.

المفردات: وريديه: الوريدان عرقان في صفحتي العنق. رشاءا: مثنّى رشاء، وهو الحبل، وجمعه أرشية. خلب: حبل ليف.

الشاهد في: (كأن وريديه) حيث جاء اسم (كأن) المخففة اسما ظاهرا، وهو وريديه؛ وذلك جائز، والغالب حذفه، وجاء خبرها (رشاء) مفردا، أي غير جملة. وقد روي البيت في اللسان:(وريداه) بالرفع على أن اسم (كأن) ضمير الشأن وخبرها الجملة الاسمية (وريداه رشاء) وهذا هو الغالب فيها.

ملحقات الديوان 169 وسيبويه والأعلم 1/ 480 والإنصاف 198 وتخليص الشواهد 390 وابن يعيش 8/ 83 والمقرب 1/ 110 وابن الناظم 70 والعيني 2/ 299 والخزانة 4/ 356 واللسان (خلب)1221.

ص: 232

124 -

.............

كأن ظبية تعطو إلى وارق السلم (1)

(1) هذا عجز بيت من الطويل، وصدره:

ويوما توافينا بوجه مقسّم

وهو لشاعر يشكري جاهلي اختلف فيه على أقوال كثيرة، فقيل: لابن صريم أو ابن أصرم اليشكري. وقيل: لعليا بن أرقم أو أرقم بن عليا، أو

زيد بن أرقم، وقيل: اسمه باغث (بالغين) أو باعث (بالعين) المهملة بن صريم اليشكري. أو أرقم اليشكري، وقيل: لراشد بن شهاب اليشكري، ونسبه صاحب اللسان إلى كعب بن أرقم اليشكري. وصححه، وذكر معه ثلاثة أبيات.

المفردات: توافينا: تأتينا، والضمير يعود على المرأة. مقسّم: محسّن ومزيّن، ووجه قسيم: وسيم. تعطو: تتناول، وقد ضمن معنى تميل؛ ولذا عدّاه بإلى. وارق: يقال: أورق الشجر وورّق، إذا خرج ورقه. ويروى:

(ناضر) من النضارة وهي الحسن، وأراد به الخضرة. السّلم: بفتح السين المشددة واللام، جمع سلمة شجر كثير الشوك.

الشاهد في: (كأن ظبية) برفع ظبية على أنه خبر اسم (كأن) المخففة، واسم كأن ضمير المرأة محذوف، والتقدير: كأنها ظبية، وظبية خبرها، وحذف اسم كأن المخففة، ومجيء خبرها مفردا شاذ، كما قال الأعلم.

وقيل: ظبية مبتدأ، وجملة تعطو خبره، والجملة خبر كأن المخففة واسمها ضمير الشأن.

وروي بنصب (ظبية) والشاهد حينئذ، على أنه اسم كأن المخففة، وخبرها محذوف تقديره: كأن مكانها ظبية.

وروي بجرّ (ظبية) مما سيأتي توضيحه في الشاهد (446).

سيبويه والأعلم 1/ 281، 481 والمحتسب 1/ 308 والأصمعيات 157 والإفصاح 346 وشرح اللمحة 2/ 55 وأمالي ابن الشجري 2/ 3 ومعاني الحروف 121 وأمالي السهيلي 116 والإنصاف 202 وتخليص الشواهد 390 وشرح الكافية الشافية 496 وشرح العمدة 241، 331 وشرح الكافية 2/ 360 وابن الناظم 70 والمساعد 1/ 333 و 3/ 112 وابن يعيش 8/ 83 والمرادي 1/ 358 وشفاء العليل 373، 939 والعيني 2/ 301 و 4/ 384 والمقرب 1/ 111 والضرائر الشعرية لابن عصفور 59 وشرح التحفة 363 -

ص: 233

ويروي أيضا: بنصب (ظبية) على أنها اسم (كأن)، وبجرّها على زيادة (أن).

ويجيء جملة كقوله:

125 -

ووجه مشرق النحر

كأن ثدياه حقّان (1)

أي: كأن الأمر ثدياه حقان.

* * *

- وشرح شواهد شرح التحفة للبغدادي 436 وشرح شواهد المغني للسيوطي 111 والهمع 1/ 143 و 2/ 18 والدرر 1/ 120 و 2/ 12 واللسان (أنن) 157 (قسم)3631.

(1)

البيت من الهزج، ولم يعرف قائله.

الشاهد في: (كأن ثدياه حقّان) على أنّ (كأن) مخففة من الثقيلة واسمها محذوف على رواية (وصدر) وهي رواية سيبويه، وخبرها الجملة الاسمية، وهذا هو الغالب في خبرها عند تخفيفها. وعلى رواية الشارح (ووجه) فالضمير في (ثدياه) يعود على الوجه والنحر، أو على الأمر أو الشأن، ولا بدّ حينئذ من مضاف تقديره: وثديا صاحبته.

سيبويه والأعلم 1/ 281، 283، والمنصف 3/ 128 وأمالي ابن الشجري 1/ 237 و 2/ 3، 243 والإنصاف 197 وتخليص الشواهد 389 وابن يعيش 8/ 82 والمرادي 1/ 357 والمساعد 1/ 332 وابن الناظم 70 والعيني 2/ 305 وشفاء العليل 372 والخزانة 4/ 358 والهمع 1/ 143 والدرر 1/ 120.

ص: 234