الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أفعال المقاربة
يدلّ منها على رجاء الفعل: عسى، وحرى، واخلولق. وعلى مقاربته في المكان (1): كاد، وكرب، وأوشك. وعلى الشروع فيه:
أنشأ، وطفق، وجعل، وأخذ، وعلق.
والجميع مستو في اللحاق بكان (2) في رفع اسم ونصب خبر، لكن التزم هنا كون الخبر مضارعا إلّا فيما ندر، وإذا قد يجيء مفردا كقوله:
93 -
أكثرت في العذل ملحّا دائما
…
لا تكثرن إني عسيت صائما (3)
(1) في ظ (في الإمكان).
(2)
في الأصل: (لكان).
(3)
من رجز لرؤبة بن العجاج. وروي (لا تلحني) بدل (لا تكثرن) قال العيني:
وقد حرّف ابن الشجري هذا الرجز فأنشد:
قم قائما قم قائما
…
البيت .............
الشاهد في: (عسيت صائما) حيث جاء خبر (عسى) اسما مفردا، وذلك نادر كما ذكر الشارح، والأصل أن يكون فعلا مضارعا مقرونا بأن، مثل: عسيت أن أصوم. أو مجردا منها، مثل عسى محمد يحضر. وقد خرج البيت على أن (عسى) تامة، فهي خبرية. وقيل: على حذف (أن) مع الفعل (كان) والأصل:
عسى أن أكون صائما، فصائما خبر أكون المحذوفة مع أن.
ملحقات ديوان رؤبة 185 والخصائص 1/ 98 والجنى الداني 463 وشرح الكافية الشافية 451 وشرح العمدة 822 وشفاء العليل 345 وابن الناظم 59 والمرادي 1/ 325 والمساعد 1/ 297 وابن يعيش 7/ 41 والعيني 2/ 161 وتخليص الشواهد 309 والمقرب 1/ 100 وشرح الحماسة للمرزوقي -
وقوله:
94 -
فأبت إلى فهم وما كدت آئبا (1)
…
...............
أو جملة اسمية كقوله:
95 -
وقد جعلت قلوص أبي زياد
…
من الأكوار مرتعها قريب (2)
- 1/ 83 والخزانة 3/ 540 عرضا و 4/ 77 والدرر 1/ 107 والهمع 1/ 130 وشرح شواهد المغني للسيوطي 444.
(1)
من الطويل، لتأبّط شرّا، واسمه ثابت بن جابر بن سفيان. وعجزه:
................
…
وكم مثلها فارقتها وهي تصفر
المفردات: أبت: رجعت. فهم: فهم بن عمرو بن قيس عيلان، وهي قبيلة الشاعر. مثلها: يعني هذه الخطة. تصفر: كناية عن أسفها لفراره منها. ويعني بذلك القبيلة التي وقفت في طريق الجبل، وخيّروه بين الاستسلام على حكمهم أو إلقاء نفسه من الجبل.
الشاهد في: (كدت آئبا) فقد جاء خبر كاد اسما مفردا، وقياسه أن يكون فعلا. وروي:(وما كنت آيبا) و (ولم أك) وعليهما فلا شاهد فيه.
الديوان 91 والخصائص 1/ 391 وشرح الشافية الكافية 452 وشرح العمدة 822 وابن يعيش 7/ 13 وشفاء العليل 345 وابن الناظم 59 والمرادي 1/ 325 والمساعد 1/ 297 والعيني 2/ 165 وتخليص الشواهد 309 والإنصاف 554 والخزانة 3/ 540 و 4/ 90 و 3/ 358 والهمع 1/ 130 والدرر 1/ 107 والمرزوقي 1/ 83 واللسان (كيد)3965.
(2)
البيت من الوافر للراعي النميري. وروي: (ابني زياد) و (ابني سهيل) و (بني سهيل) وروي: (الأكوان) بدل (الأكوار). ولم أجده في الديوان.
الشاهد في: (جعلت
…
مرتعها قريب) حيث استعمل (جعل) بمعنى المقاربة، وجاء خبرها جملة اسمية بمعنى: يقرب من المرتع، وقياسه أن يكون فعلا.
شرح الكافية الشافية 452 وشفاء العليل 345 وابن الناظم 59 والمساعد -
أو ماضيا، كقول ابن عباس [رضي الله عنهما] (1):«فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا (2)» .
وتقرن أفعال الرجاء بأن، وقلّ انتفاؤها بعد عسى كقوله:
96 -
عسى الله يغني عن بلاد ابن عامر
…
بمنهمر (3) جون الرّباب سكوب (4)
والتجرد من أن أكثر بعد كاد، قال تعالى: كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ
- 1/ 298 والعيني 2/ 170 وتخليص الشواهد 320 والخزانة 2/ 336 عرضا و 4/ 92 وشرح اللمحة 2/ 33 وشرح شواهد المغني للسيوطي 606
والهمع 1/ 130 والدرر 1/ 108.
(1)
سقط ما بين القوسين [] من ظ.
(2)
أخرجه البخاري في (كتاب التفسير) سورة الشعراء 3/ 171، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: لمّا نزلت وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) صعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا، فجعل ينادي، «يا بني فهر، يا بني عدي، لبطون من قريش حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو .. » . الحديث. وانظر شرح التسهيل 4/ 345 وشرح الكافية الشافية 452 وابن الناظم 59 وشفاء العليل 346.
والشاهد في الحديث مجيء خبر فعل الشروع (جعل) جملة فعلية (أرسل رسولا).
(3)
في ظ (بمنهم).
(4)
من الطويل لهدبة بن الخشرم العذري كما في سيبويه، ونسبه الشيخ المرصفي إلى سماعة بن أشول النعامي، وفي المقتضب: ابن قادر.
المفردات: منهمر: سائل. جون: أسود. الرباب: السحاب. سكوب:
منصب.
الشاهد في: (عسى الله يغني) فقد جاء خبر عسى فعلا مجردا من (أن) على القليل.
شعر هدبة 76 وسيبويه والأعلم 1/ 478 والمقتضب 3/ 48، 69 وابن يعيش -
لِبَداً (1). وقد تقرن بأن بعدها كقول عمر رضي الله عنه: «فما كدت أن أصلّي حتى كادت الشمس أن تغرب» (2)، والأصح أنّ كاد مثل كرب؛ لأنّ سيبويه (3) لم يذكر في كرب إلّا تجريدها، كقوله:
97 -
كرب القلب من جواه يذوب
…
حين قال الوشاة هند غضوب (4)
وقد تقرن بأن كقوله:
- 7/ 117 و 9/ 62 والتصريح 2/ 351.
(1)
سورة الجن الآية: 19.
(2)
أخرجه البخاري في (باب قول الرجل ما صلينا) عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاء يوم الخندق
…
وقال: «يا رسول الله، والله ما كدت أن أصلي حتى كادت الشمس أن تغرب .. » . الحديث 3/ 33، وورد في 1/ 118 - 119 (تغرب) بحذف (أن).
الشاهد في الحديث: اقتران خبر كاد بأن على القليل في الموضعين: (أن أصلي) و (أن تغرب).
ولا شاهد على رواية (تغرب) بحذف (أن) لما ساقه الشارح، ويكون شاهدا على حذف (أن) في خبر كاد على الكثير. انظر شرح الكافية
الشافية 455 وشرح العمدة 813.
(3)
سيبويه 1/ 478.
(4)
من الخفيف للكلحبة، هبيرة بن عبد مناف اليربوعي، وقيل: اسمه جرير، وعبد الله، وقيل: الكلحبة اسم أمه، أحد فرسان تميم وشعرائها في الجاهلية. ورجح العيني أن قائله رجل من طيء.
الشاهد في: (كرب القلب
…
يذوب) فقد جاء خبر كرب مجردا من (أن) وهو الغالب فيه.
شرح العمدة 814 وابن الناظم 60 والمساعد 1/ 295 والعيني 2/ 189 وشرح التحفة 187 وشرح شواهد شرح التحفة 190 والهمع 1/ 130 والدرر 1/ 105.
98 -
................
…
وقد كربت أعناقها أن تقطّعا (1)
والوجه في أوشك (أن) كقوله:
99 -
ولو سئل الناس التراب لأوشكوا
…
إذا قيل هاتوا أن يملّوا ويمنعوا (2)
وقلّ التجرّد كقوله:
(1) البيت من الطويل لأبي زيد الأسلمي في هجاء أمير المدينة إبراهيم بن هشام المخزومي وأخيه محمد. وصدره:
سقاها ذوو الأرحام سجلا على الظما
المفردات: سقاها: الضمير يرجع للعروق في بيت قبله:
مدحت عروقا للندى مصّت الثرى
…
حديثا فلم تهمم بأن تتزعزعا
ويقصد بذلك إبراهيم ومحمدا خالي الخليفة هشام بن عبد الملك بن مروان، وأنه ولا هما عن خمول وسوء عيش. سجلا: السجل الدلو يستقى بها الماء.
كربت أعناقها أن تقطعا: دنت أن تهلك فقرا وذلّا. وكرب: بفتح الراء وكسرها.
الشاهد في: (كربت أعناقها أن تقطعا) فقد جاء خبر (كرب) مقترنا بأن على القليل.
المقرب 1/ 99 وشرح جمل الزجاجي لابن عصفور 2/ 177 وشرح التحفة 188 وشرح شواهده للبغدادي 191 وشرح العمدة 815 وابن الناظم 60 والمرادي 1/ 329 والمساعد 1/ 296 وشفاء العليل 344 والعيني 2/ 193 والهمع 1/ 130 والدرر 1/ 105 والأشموني 1/ 262 والكامل 1/ 188.
(2)
من الطويل ولم يعرف قائله.
الشاهد في: (لأوشكوا
…
أن يملوا) حيث جاء خبر أوشك مضارعا مقترنا بأن كما هو الغالب فيها.
مجالس ثعلب 2/ 365 وأمالي الزجاجي 197 وشرح العمدة 817 وابن الناظم 60 والمساعد 1/ 296 وشفاء العليل 345 والعيني 2/ 182 وشرح التحفة 184 - 185 وشرح شواهد شرح التحفة 182 والهمع 1/ 130 -
100 -
يوشك من فرّ من منيّته
…
في بعض غرّاته يوافقها (1)
ولا تقرن (2) أفعال الشروع بأن أصلا.
وجاؤوا لأوشك بمضارع، مثل:
يوشك من فرّ ............
…
البيت ........... (3)
وهو أعرف من الماضي، وربّما جيء لها باسم فاعل كقوله:
- والدرر 1/ 105 والأشموني 1/ 261.
(1)
في الأصل وم (يواقعها) والبيت من قصيدة قافية.
والبيت من المنسرح لأمية بن أبي الصلت الثقفي، أحد شعراء الجاهلية.
وقيل: لعمران بن حطّان، أحد شعراء الخوارج وفرسانها.
الشاهد: في (يوشك من
…
يوافقها) فقد جاء خبر يوشك مضارعا مجردا من أن على القليل.
ديوان أمية 53 وديوان الخوارج 123 وسيبويه والأعلم 1/ 479 وشرح الكافية الشافية 456 وشرح العمدة 818 والمساعد 1/ 297 وابن يعيش 7/ 126 وابن الناظم 60 والمرادي 1/ 328 والمقرب 1/ 98 وتخليص الشواهد 323 وشفاء العليل 343 وشرح التحفة 186 والعيني 2/ 187 وشرح شواهد شرح التحفة للبغدادي 186 والهمع 1/ 130 والدرر 1/ 106 والأشموني 1/ 262 والكامل 1/ 71.
(2)
في ظ (ولا تقترن).
(3)
هذا هو الشاهد السابق ذو الرقم (100).
الشاهد فيه هنا: (يوشك) أورده هنا الشارح شاهدا على أن (أوشك) متصرف ويعمل المضارع منه عمل الماضي، فاسمها (من) وخبرها (يوافقها) وهذا لا خلاف فيه، وإنما الخلاف في ورود ماضيه فقد أنكره الأصمعي.
تخليص الشواهد 335.
101 -
فموشكة أرضنا أن تعود
…
خلاف الخليط وحوشا يبابا (1)
ومثله:
102 -
فإنّك موشك أن لا تراها
…
وتعدو دون غاضرة العوادي (2)
وغاضرة: امرأة.
وجاؤوا لكاد بمضارع كقوله تعالى: يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ (3) وربّما جيء لها باسم فاعل أيضا على ندور، قال كثيّر:
(1) البيت من المتقارب، لأحد الهذليين، قيل: اسمه أسامة بن الحارث كما في شرح أشعار الهذليين. وقيل: لأبي سهم الهذلي، أو أبي سحيم. وروي:
(الأنيس) بدل (الخليط).
المفردات: خلاف: بعد. الخليط والأنيس: بمعنى المخالط والمؤانس.
وحوشا: جمع وحش، وهي القفار والصحاري. يبابا: خرابا.
الشاهد في: (موشكة) حيث استعمل الشاعر اسم الفاعل من الفعل يوشك وعمل عمله، فرفع (أرض) اسما له، وخبره (أن تعود) في محل نصب.
شرح أشعار الهذليين 1293 وشرح الكافية الشافية 461 وشرح العمدة 823 وشفاء العليل 349 وابن الناظم 60 والعيني 2/ 212 والأشموني 1/ 264 والهمع 1/ 129 والدرر 1/ 104 والبهجة 112 والشعر والشعراء 2/ 557.
(2)
البيت من الوافر لكثير عزة، يشبب بغاضرة، جارية أم البنين زوجة الوليد بن عبد الملك، ويروى:(وتغدو) بدل (وتعدو) و (الغوادي) بالغين.
المفردات: تعدو: تعوق وتصرف. العوادي: عوائق الدهر وصوارفه.
الشاهد في: (موشك أن لا تراها) كما مر في الشاهد السابق.
الديوان 220 وشرح الكافية الشافية 460 وشرح العمدة 823 والمساعد 1/ 303 وتخليص الشواهد 336 والعيني 2/ 205 والهمع 1/ 129 والدرر 1/ 104 والأشموني 1/ 265 والتصريح 1/ 208.
(3)
سورة النور الآية: 35.
103 -
وكدت وقد سالت من العين عبرة
…
سما عائد منه وأسبل عائد
أموت أسى يوم الزّحام وإنّني
…
يقينا لرهن بالذي أنا كائد (1)
والعائد: اللحوح.
ولم يذكر هذه المسألة الشيخ في الألفية (2)، ولا ابنه في
(1) من الطويل لكثير عزة، من قصيدة يرثي بها عبد العزيز بن مروان والد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز. وروي (سها) بدل (سما) و (عاند) بدل (عائد) وهي الواردة في (ظ).
المفردات: سما: علا. عائد: من عاوده الهم والحزن أي انتابه وألحّ عليه.
أسبل: أصاب عينه الداء. سها: سكن. عاند: مخالف. أسى: الأسى الحزن.
الزحام: قال ابن هشام في تخليص الشواهد: «وقوله يوم الرجام، ثبت في النسخ المعتمدة من شرح الكافية بالزاي والحاء المهملة، وهو تحريف، وإنما هو الرجام، بكسر الراء المهملة وبالجيم، اسم موضع» . وكذا قال العيني 2/ 200، فهو اسم الموضع الذي رحلت منه محبوبته. أما على رواية (الزحام) فمعناه يوم الرحيل حيث تزدحم الإبل.
الشاهد في: (كائد) وهو اسم فاعل من كاد، ووروده قليل. ورواية يعقوب بن السكيت في شرح ديوان كثير (كابد) من المكابدة وهي الاجتهاد والتحمل.
وعلى هذه الرواية لا شاهد في البيت.
الديوان 119 وشرح الكافية الشافية 459 وشرح العمدة 824 وابن عقيل 1/ 291 وشفاء العليل 350 والمساعد 1/ 304 وتخليص الشواهد 336 والعيني 2/ 198 والهمع 1/ 129 والدرر 1/ 104 والأشموني 1/ 265.
(2)
لم يشر ابن مالك في الألفية إلى ورود اسم الفاعل من (كاد) قال: 20.
واستعملوا مضاراعا لأوشكا
…
وكاد لا غير، وزادوا موشكا
لكنه ذكره في الكافية وشرحها قال في الكافية:
واستعملوا مضارعا لأوشكا
…
وكاد، واحفظ كائدا وموشكا
وقال في الشرح: «واستعمل منهما (يعني كاد وأوشك) اسم فاعل قليلا -
شرحه (1)، وكان يمكن الشيخ أن يغيّر البيت ويقول بدله نحو:
وشاع عنهم يكاد يوشك
…
وفي الندور كائد وموشك
ويجوز إسناد عسى واخلولق وأوشك، إلى (أن يفعل)، فيستغنى به عن الخبر على معنى قرب، وإذا بنيت هذه الأفعال على اسم قبلها جاز إسنادها إلى ضميره، وجعل (أن يفعل) بعدها خبرا، وجاز إسنادها إلى (أن يفعل) مكتفى به.
ويظهر أثر ذلك في التأنيث والتثنية والجمع، كهند عست أن تقوم، والزيدان عسيا، والزيدون أوشكوا (2) فهذا على الإسناد إلى ضمير المبتدأ، والفعل هنا بمعنى (3) قارب، وتقول: هند عسى أن تقوم، والزيدان عسى (4) والزيدون يوشك (5) أن يقوموا، فهذا على
- «وأورد شواهد على ذلك 457، 459. وقال في العمدة: «وكلها لا تتصرف إلا كاد وأوشك» 809 وقال في شرحها: «وندر استعمال اسم الفاعل من أوشك» .
وذكر الشاهدين الواردين في شرح ابن الوردي. ثم قال: وأندر منه استعمال فاعل كاد». وذكر بيت كثير 823 - 824.
(1)
التزم ابن الناظم بما في الألفية، ولم يزد عليه، قال: أما كاد فجاؤوا لها بمضارع لا غير، نحو: يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ 60.
(2)
ترك الخبر في المثالين اكتفاء بما ورد في المثال الأول، والتقدير:(أن يقوما وأن يقوموا).
(3)
في ظ زيادة (متعدّ).
(4)
ترك الخبر في التمثيل اكتفاء بما ورد في المثال السابق، والتقدير:(أن يقوما).
(5)
في الأصل وم (يوشكوا).
الإسناد إلى (أن) بصلتها، والفعل هنا لازم بمعنى قرب.
وكذا إذا كان بعد (أن يفعل) اسم ظاهر، فيجوز كونه اسم عسى على التقديم والتأخير، وكونه فاعل الفعل، فعلى الأول عسى أن يقوما أخواك، واخلولق أن يذهبوا قومك، وعلى الثاني أن يقوم، وأن يذهب (1)، لإسناده إلى الظاهر.
وإذا اتصل بعسى تاء (2) الضمير أو نونه، كعسيت وعسين، جاز الكسر إتباعا، واختيار الفتح علم.
تتمة
ومن أفعال المقاربة أيضا هبّ، كقوله:
104 -
هببت ألوم القلب في طاعة الهوى
…
فلجّ كأنّي كنت باللوم مغريا (3)
ومنها أيضا هلهل، كقوله:
(1) أي عسى أن يقوم أخواك، وعسى أن يذهب قومك، فأخواك وقومك فاعل عسى.
(2)
سقطت من ظ.
(3)
من الطويل ولم يعرف قائله.
الشاهد في: (هببت ألوم القلب) فإن (هبّ) فعل من أفعال المقاربة، اسمها ضمير التكلم، وخبرها جملة ألوم القلب، في محل نصب.
شرح التسهيل 1/ 391 وشرح العمدة 812 وشفاء العليل 342 والهمع 1/ 128 والدرر 1/ 103 والشذور 243، 340.
105 -
لمّا ترفّل في الكراع هجينهم
…
هلهلت أثار مالكا أو صنبلا (1)
الصنبيل: الداهية، وهنا اسم رجل. ولا تقرن هبّ وهلهل بأن.
وحكى قطرب عن (2)(كيد) لغة في (كاد)(3)، وأنشد:
(1) في ظ (ضبيلا).
والبيت من الكامل للشاعر الجاهلي مهلهل، أبي ليلى، عدي بن ربيعة من بكر، أخي كليب وائل، واسمه في اللسان امرؤ القيس بن ربيعة أخو كليب وائل، وسمي مهلهلا لهذا البيت، وروايته:
لمّا توعر في الكراع هجينهم
…
هلهلت أثأر جابرا أو صنبلا
وأنشده في الجمهرة: لمّا توغّل، وكذا أنشده الجوهري كما في اللسان وشرح العمدة (لما توقّل، وضئبلا) وأورده في اللسان (توقل) و (توعر) ..
المفردات: ترفّل: تبختر في مشيته. توغّل: دخل. توقّل: توقّل في الجبل، صعّد فيه. الكراع: كراع الأرض أطرافها القاصية. وقيل: ركن من الجبل يعرض في الطريق. وهذا المعنى يناسب رواية: توعّر. الهجين: اللئيم، أو من أبوه خير من أمه نسبا أو حسبا. هلهل: هلهلت عنه كففت عن الإقدام عليه كما في الجمهرة، وأورد البيت، وفي اللسان هللت: كدت.
صنبلا وضئبلا: بمعنى واحد: الداهية، والخبيث، وهو هنا اسم رجل.
الشاهد: في (هلهلت أثأر مالكا) على أن هلهل من أفعال المقاربة، واسمه ضمير التكلم وخبره الجملة الفعلية.
شرح العمدة 812 وجمهرة اللغة (هلل) 3/ 197 واللسان (صنبل) 4/ 2506 و (هلهل) 6/ 4692.
(2)
سقطت من (ظ).
(3)
لم أجد من نسب هذا إلى قطرب. وفي اللسان (كيد) 5/ 3965 «حكى سيبويه أن ناسا من العرب يقولون: كيد زيد يفعل كذا» . وأورد
البيت.
106 -
وكاد ضباع القفّ (1) تأكل رمّتي
…
وكيد خراش يوم ذلك ييتم (2)
* * *
(1) في الأصل (القت يأكل).
(2)
البيت من الطويل لأبي خراش الهذلي، واسمه خويلد بن مرّة، مات في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
والبيت روي باختلاف في بعض ألفاظه، وفي شرح أشعار الهذليين روايتان، الأولى:
فتقعد أو ترضى مكاني خليفة
…
وكاد خراش يوم ذلك ييتم
والضمير لزوجته، ولا شاهد على هذه الرواية. والرواية الثانية:
وكيدت ضباع القفّ يأكلن جثتي
…
وكيد ........... البيت
وكذا في ابن يعيش واللسان.
المفردات: كيد: بمعنى كاد، وأصلها كيد، على وزن (فعل) بفتح الكاف وكسر الياء، نقلت كسرت العين (الياء) إلى الفاء (الكاف) وحذفوا حركة الفاء (الفتح) فصار كيد الذي مضارعه (يفعل) كما في المنصف. القفّ: ما ارتفع من الأرض وغلظ ولم يبلغ أن يكون جبلا، ويكون فيه رياض وقيعان، ولو حفرت فيها لغلبتك كثرة حجارتها. رمّتي: رواية غير الشارح (جثتي) ومعناهما واحد. وفي التكملة والصلة القفّ واد من أودية المدينة.
الشاهد في: (كيد خراش
…
ييتم) فقد عملت (كيد) عمل كاد فخراش اسمها، وييتم خبرها.
شرح أشعار الهذليين 1220 والتكملة 578 وابن يعيش 10/ 72 والمنصف 1/ 252 واللسان (كيد) 3965 و (زيل)1902.