الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[بيان المعارف]
العلم
العلم ضربان: شخصي وجنسي.
فالشخصيّ (1) هو الدّالّ على معيّن بلا قيد، بل بمجرد وضع اللفظ على وجه منع الشركة فيه.
والجنسيّ كلّ اسم جرى مجرى الشخصيّ (2) في الاستعمال، وسيأتي.
ثمّ الشخصيّ (2) كجعفر في الرجال، وخرنق في النساء، وقرن لقبيلة، وعدن لبلد، ولاحق لفرس، وشدقم لجمل، وهيلة لشاة، وواشق لكلب.
وإذا كان العلم مضافا مصدّرا بأب أو (3) أمّ سمي كنية، كأبي بكر وأم كلثوم، وإلّا فإن أشعر رفعة أو وضعة فلقب، كبطّة، وقفّة، وأنف الناقة، أو لم يشعر فهو الاسم الخاص كزيد.
ويؤخر اللقب لدى اجتماعه مع غيره (4)، فإن أفردا (5) أضيف الاسم إلى اللقب، كزيد بطة، وسعيد كرز.
(1) في ظ (فالشخص).
(2)
في ظ (الشخص) في الموضعين.
(3)
في ظ (و).
(4)
تأخير اللقب إذا اجتمع مع غيره أي مع الاسم والكنية هو مفهوم بيت الألفية على هذه الرواية المشهورة:
واسما أتى وكنية ولقبا
…
وأخرن ذا إن سواه صحبا
والصحيح أنه لا يؤخر اللقب إلا إذا صحب الاسم، أما مع الكنية فيجوز الوجهان، وقد ورد في بعض نسخ الألفية:«وذا اجعل آخرا إذا اسما صحبا» ، وروى أيضا:«وأخّرن ذا إن سواها صحبا» .
(5)
سقطت الألف من (أفردا) أو الهمزة من (أضيف) من الأصل وم.
وأجاز الكوفيون (1) فيه (2) الاتباع والقطع بالنصب والرفع، نحو: جاء سعيد كرز، ومرّ بسعيد كرزا وكرز، على معنى هو.
وإن لم يفردا (3) فالاتباع، نحو: هذا عبد الله أنف الناقة، وعبد الله بطّة.
ثم العلم إن سبق له استعمال لغير العلمية فهو منقول، كفضل وسعيد ومسعود وحارث وأسد، وإلا فمرتجل، كسعاد وأدد.
وهو بالنسبة إلى لفظه مفرد ومركب.
والمركب ينقسم إلى جملة، ومركب مزجي أو (4) إضافي.
فما أريد به ما كان في أصله مبتدأ وخبرا، أو فعلا وفاعلا، كبرق نحره، فجملة، ولا تكون إلّا محكية.
وكلّ اسمين جعلا اسما واحدا ونزّل ثانيهما منزلة تاء التأنيث فهو مركب تركيب مزج، كبعلبك، ويبنى منه الأول على الفتح، ويعرب عجزه، ويمنع (5) مالم يكن آخره ياء كمعدي كرب، فيبنى على السكون ويعرب الثاني ما لم يكن آخره اسم صوت، كويه من
(1) شرح الكافية الشافية 250 والمرادي 1/ 171 والأشموني 1/ 130.
(2)
في ظ (في ذا) بدل (فيه). والضمير في (فيه) يعود إلى اللقب إذا اجتمع مع غيره، وهما مفردان.
(3)
في الأصل وم (يفرد) دون الألف الضمير وأثبت ما في ظ إذ المعنى يتطلبها، حيث يكون الاتباع متى ركّبا أو أحدهما.
(4)
سقطت من ظ.
(5)
في ظ زيادة (من الصرف للعلمية والتركيب).
نحو سيبويه؛ إذ لا يعرب صوت.
وأمّا المضاف فنحو: عبد شمس، وأبي قحافة، وهو أكثر أقسام المركب.
واعلم أنّ الأجناس التي لا تؤلف، كالوحوش وأحناش الأرض لا يحتاج فيها إلى وضع الأعلام لأشخاصها، فعوضت بوضع العلم فيها للجنس مشارا به (1) إليه إشارة المعرف بأل؛ ولذلك يصلح للشمول، ومنه أعيان، ومنه معان.
فالأعيان كثعالة للثعلب، وأبي الحارث وأسامة للأسد، وأبي جعدة (2) وذؤالة للذئب، وأمّ عريط للعقرب.
والمعاني مثل: برّة للمبرّة، وفجار للفجرة، وحماد للمحمدة.
ومنها الأعداد المطلقة، نحو: ستة ضعف ثلاثة، وأربعة نصف ثمانية. و (3) كلّ هذه لا تقبل (أل)، وصفتها النكرة بعدها، تنصب حالا، ويمنع صرف ما فيه منها هاء التأنيث، والألف والنون المزيدان (4). وقد يوضع هذا العلم لجنس ما (5) يؤلف، كقولهم:
هيّان بن بيّان للمجهول، وأبو الدغفاء للأحمق، وأبو المضاء للفرس.
* * *
(1) سقطت (به) من الأصل وم.
(2)
في الأصل وم (جعفر) تصحيف. والذي في اللسان: «والذئب يكنى أبا جعدة وأبا جعادة» (جعد)632.
(3)
في ظ (فكل).
(4)
مثال ما فيه تاء التأنيث: ثعالة، ومثال ما فيه الألف والنون: سبحان، للتسبيح، وكذا ما كان على وزن أفعل، كبنات أوبر.
(5)
في ظ (مما).